الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وخمسين وسبعمائة
في شهر ربيع الآخر منها أمطر [1] ببلاد الرّوم برد زنة الواحدة نحو رطل وثلثي رطل بالحلبي [2] .
وفيها توفي شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن يوسف بن محمد وقيل عبد الدائم، المعروف بابن السّمين، وقال السيوطي في «طبقات النّحاة» : ويعرف بالسمين الحلبي ثم المصري [3] الشافعي النحوي المقرئ الفقيه العلّامة.
قرأ النحو على أبي حيّان، والقراءات على ابن الصّايغ. وسمع وولي تصدير إقراء النحو بالجامع الطولوني، وأعاد بالشافعي، وناب في الحكم بالقاهرة، وولي نظر الأوقاف بها، ولازم أبا حيّان إلى أن فاق أقرانه، وسمع الحديث من يونس الدّبوسي، وله تفسير القرآن في نحو عشرين مجلدا و «إعراب القرآن» ألّفه في حياة شيخه أبي حيّان وناقشه فيه كثيرا، وشرح «التسهيل» وشرح «الشّاطبية» وغير ذلك.
مات في جمادى الآخرة بالقاهرة.
وفيها محيي الدّين أبو الرّبيع سليمان بن جعفر الإسنوي المصري الشافعي [4] .
[1] في «ط» : «مطر» .
[2]
وقد ذكر هذا الخبر بتوسع في «الذيل التام على دول الإسلام» في الورقة (74) من المنسوخ.
[3]
انظر «النجوم الزاهرة» (10/ 321) و «ذيول العبر» ص (309) و «الدّرر الكامنة» (1/ 339) و «بغية الوعاة» ص (402) .
[4]
انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 179) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 28) و «الدّرر الكامنة» (2/ 145) .
ولد في أوائل سنة سبعمائة، وأفتى ودرّس، واشتغل، وأشغل.
ذكره ابن أخته جمال الدّين الأسنوي في «طبقاته» وقال: كان فاضلا، مشاركا، في علوم [كثيرة] ، ماهرا في الجبر والمقابلة. صنّف «طبقات فقهاء الشافعية» ومات عنها وهي مسودة لا ينتفع بها.
توفي في جمادى الآخرة ودفن بتربة الصّوفية خارج باب النّصر.
وفيها قاضي القضاة فخر الدّين أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن ممدود التّميمي الشّيرازي الشّافعي [1] .
قال ابن السّبكي: تفقه على والده، وقرأ التفسير على قطب الدّين الشعّار صاحب «التقريب على الكشاف» . وولي قضاء القضاة بفارس وهو ابن خمس عشرة سنة، وعزل بعد مدة بالقاضي ناصر الدّين البيضاوي، ثم أعيد بعد ستة أشهر، واستمر على القضاء خمسا وسبعين سنة. وكان مشهورا بالدّين والخير والمكارم، وله «شرح مختصر ابن الحاجب» و «مختصر في الكلام» ونظم كثير.
توفي بشيراز في رجب.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن شمس الدّين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزّرعي الأصل الدمشقي الفقيه الحنبلي الفاضل، ابن ابن قيّم الجوزية [2] .
كان لديه علوم جيدة وذهن حاضر حاذق، وأفتى ودرّس، وناظر، وحجّ مرات. وكان أعجوبة زمانه.
توفي يوم الأحد رابع عشر شعبان.
وفيها الإمام تقي الدّين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن
[1] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (9/ 400- 403) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (3/ 21- 22) .
[2]
انظر «البداية والنهاية» (14/ 234) و «الدّرر الكامنة» (2/ 290) و «المقصد الأرشد» (2/ 57- 58) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 90) .
تمّام بن يوسف بن موسى بن تمّام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسور بن سوار بن سليم السّبكي [1] الشافعي المفسّر الحافظ الأصولي اللّغوي النّحوي المقرئ البياني الجدلي الخلافي، النظّار البارع، شيخ الإسلام، أوحد المجتهدين.
قال السيوطي: ولد مستهلّ صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وقرأ القرآن [2] على التّقي بن الصّايغ، والتفسير على العلم العراقي، والفقه على ابن الرّفعة، والأصول على العلاء الباجي، والنحو على أبي حيّان، والحديث على الشّرف الدّمياطي. ورحل وسمع من ابن الصوّاف، والموازيني، وأجاز له الرّشيد بن أبي القاسم وإسماعيل بن الطبّال وخلق يجمعهم «معجمه» الذي خرّجه له ابن أيبك.
وبرع في الفنون، وتخرّج به خلق في أنواع العلوم. [وناظر] وأقرّ له الفضلاء، وولي قضاء الشام بعد الجلال القزويني، فباشره بعفّة ونزاهة، غير ملتفت إلى الأكابر والملوك، ولم يعارضه أحد من نوّاب الشام إلّا قصمه الله [تعالى] .
وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، والشّامية البرّانية، والمسرورية، وغيرها.
وكان محقّقا، مدقّقا، نظّارا، له في الفقه وغيره الاستنباطات الجليلة والدقائق والقواعد المحرّرة التي لم يسبق إليها.
وكان منصفا في البحث على قدم من الصّلاح والعفاف.
وصنّف نحو مائة وخمسين كتابا مطوّلا ومختصرا، المختصر منها [لا بد وأن]
[1] انظر «ذيول العبر» ص (304) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 139) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 75- 76) و «النجوم الزاهرة» (10/ 318) و «البداية والنهاية» (14/ 352) و «الدّرر الكامنة» (3/ 63- 71) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 135) و «بغية الوعاة» (2/ 176- 178) وما بين الحاصرتين في الترجمة مستدرك منه.
[2]
في «بغية الوعاة» : «القراءات» .
يشتمل على ما لا يوجد في غيره، من تحرير وتدقيق وقاعدة واستنباط [1] ، منها «تفسير القرآن» و «شرح المنهاج» في الفقه.
ومن نظمه:
إنّ الولاية ليس فيها راحة
…
إلا ثلاث يبتغيها العاقل
حكم بحقّ أو إزالة باطل
…
أو نفع محتاج سواها باطل
وله:
قلبي ملكت فما له
…
مرمى لواش أو رقيب
قد حزت من أعشاره
…
سهم المعلّى والرّقيب
يحييه قربك إن منن
…
ت به ولو مقدار قيب [2]
يا متلفي ببعاده
…
عنّي أما لك من رقيب [3] ؟
وأنجب أولادا كراما أعلاما.
وتوفي بمصر بعد أن قدم إليها، وسأل أن يولّى القضاء مكانه ولده تاج الدّين فأجيب إلى ذلك.
وفيها شمس الدّين محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن بركات بن سعد بن بركات بن سعد بن كامل بن عبد الله بن عمر، من ذرية عبادة بن الصّامت، رضي الله عنه، الشيخ الكبير المسند المعمّر المكثر، المعروف بابن الخبّاز الحنبلي [4] .
ولد في رجب سنة تسع وستين وستمائة، وحضر الكثير على ابن عبد الدائم وغيره، وسمع من المسلم بن علّان «المسند» [5] بكماله. وأجازه عمر الكرماني،
[1] في «بغية الوعاة» : «من تحقيق وتحرير لقاعدة، واستنباط وتدقيق» .
[2]
تحرفت في «ط» إلى «ولو نفذا رقيب» .
[3]
في «بغية الوعاة» : «أما خفت الرّقيب» .
[4]
انظر «ذيول العبر» ص (306) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 188) و «الدّرر الكامنة» (3/ 384- 385) و «المقصد الأرشد» (2/ 381- 382) و «القلائد الجوهرية» (2/ 290) .
[5]
يعني «مسند الإمام أحمد» .
والشيخ محيي الدّين النّووي، وخرّج له البرزالي مشيخة، وذكر له أكثر من مائة وخمسين شيخا. وسمع منه المزّيّ، والذّهبي، والسّبكي، وابن جماعة، وابن رافع، وابن كثير، والحسيني، والمقرئ وابن رجب، وابن العراقي، وغيرهم.
وكان رجلا، جيدا، صدوقا، مأمونا، صبورا على الإسماع، محبا للحديث وأهله، مع كونه يكتب بيده في حال السماع. وحدّث مع أبيه وعمره عشرون سنة.
وتوفي يوم الجمعة ثالث رمضان بدمشق عن سبع وثمانين سنة وشهرين، ودفن بباب الصغير.
وفيها بدر الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الغني بن عبد الله بن أبي نصر، المعروف بابن البطائنيّ [1] الحنبلي، الشيخ العدل الأصيل.
ولد في رمضان سنة ثمان وسبعين وستمائة، وسمع من ابن سنان، وابن البخاري، والشّرف بن عساكر. وسمع منه جماعة، منهم المقرئ ابن رجب، والحسينيّ. وباشر نيابة الحسبة بالشام. وتولى قضاء الرّكب الشامي، وتكسّب بالشهادة.
وتوفي يوم الجمعة سادس رجب، ودفن بسفح قاسيون.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (305- 306) و «ذيول تذكرة الحفاظ» ص (40) و «الوفيات» لابن رافع (2/ 187) و «الدّرر الكامنة» (4/ 188) و «المقصد الأرشد» (2/ 508) و «القلائد الجوهرية» (2/ 570) .