الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وسبعين وسبعمائة
فيها توفي كمال الدّين إبراهيم بن أمين الدولة أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن هبة الله الحلبي الحنفي [1] .
كان وكيل بيت المال بحلب، وولي بها عدة ولايات، وكان كاتبا مجيدا.
سمع من سنقر الزّيني «البخاري» و «مشيخته» تخريج الكاملي والذهبي، ومن جماعات.
وحدّث، فسمع منه ابن ظهيرة بحلب ودمشق.
وتوفي في جمادى الأولى عن إحدى وثمانين سنة.
وفيها أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن الرّهاوي ثم المصري، المعروف بطفيق [2] .
سمع من الكردي، والواني، والدّبوسي، والخثني [3] ، وغيرهم.
وحدّث. وناب في الحسبة. سقط من سلّم فمات في ذي القعدة.
[1] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 376) و «إنباء الغمر» (1/ 101- 102) و «الدّرر الكامنة» (1/ 6- 7) و «لحظ الألحاظ» ص (162) و «الطبقات السّنية» (1/ 171- 172) .
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 393) و «إنباء الغمر» (1/ 103- 104) و «الدّرر الكامنة» (1/ 119) و «لحظ الألحاظ» ص (162) و «الدليل الشافي» (1/ 43) و «الطبقات السنية» (1/ 378) .
[3]
تحرفت في «ط» إلى «والحسيني» .
وفيها شرف الدّين أحمد بن الحسين [1] بن سليمان الدمشقي الحنفي المعروف بابن الكفري [2] .
أخذ عن أبيه وغيره، وناب في الحكم مدة، واشتغل، وتقدّم، ثم استقلّ بالحكم مدة أولها سنة ثمان وخمسين، ونزل عن القضاء لولده يوسف سنة ثلاث وستين، وأقبل على الإفادة والعبادة، وأقرأ القرآن بالروايات، حتّى مات عن خمس وثمانين سنة وقد كفّ بصره.
وفيها أحمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الأربدي الدمشقي [3] .
تفقه على ابن خطيب يبرود وغيره، وكان حنبليا ثم انتقل شافعيا فمهر في الفقه والأصول والأدب. وكان محبّبا إلى الناس، لطيف الأخلاق. أخذ القضاء عن الفخر المصري، وسمع من ابن عبد الدائم، وكانت له أسئلة حسنة في فنون من العلم.
مات ليلة الجمعة تاسع عشر صفر.
وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد بن علي الأصبحي العنّابي [4] النّحوي [5] .
اشتغل في بلاده، ورحل إلى أبي حيّان فلازمه، واشتهر بصحبته، وبرع في زمنه، ثم تحوّل بعده إلى دمشق، فعظم قدره، واشتهر ذكره، وانتفع به الناس، وصنّف كتبا، منها «شرح التسهيل» و «شرح التقريب» .
[1] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الحسن» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 389) و «إنباء الغمر» (1/ 104- 105) و «الدّرر الكامنة» (1/ 125) و «لحظ الألحاظ» ص (162) و «الطبقات السنية» (1/ 391) .
[3]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 105) و «الدّرر الكامنة» (1/ 138) .
[4]
اختلف في نسبته، فقيل:«العناني» وقيل: «العنابي» وما أثبته من «ذيل العبر» لابن العراقي.
[5]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 392) و «إنباء الغمر» (1/ 107) و «لحظ الألحاظ» ص (162) و «بغية الوعاة» (1/ 382) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 466- 467) و «درة الحجال» (1/ 98) .
قال ابن حبيب: إمام، عالم، حاز أفنان الفنون الأدبية، وفاضل ملك زمام العربية.
وقال ابن حجّي: كان حسن الخلق، كريم النّفس، شافعي المذهب، مات بدمشق في تاسع عشري المحرم، وقد جاوز الستين.
وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الواحد التّلمساني، المعروف بابن أبي حجلة [1] .
نزيل دمشق ثم القاهرة.
قال ابن حجر: ولد بزاوية جدّة بتلمسان سنة خمس وعشرين وسبعمائة، واشتغل، ثم قدم إلى الحجّ فلم يرجع، ومهر في الأدب، ونظم الكثير، ونثر فأجاد، وترسل ففاق، وعمل المقامات وغيرها، وكان حنفيّ المذهب، حنبلي الاعتقاد، كثير الحطّ على الاتحادية.
وصنّف كتابا عارض به قصائد ابن الفارض، كلّها نبوية، وكان يحطّ عليه وعلى نحلته، ويرميه ومن يقول بمقالته بالعظائم، وقد امتحن بسبب ذلك على يد السّراج الهندي.
قرأت بخطّ ابن القطّان وأجازنيه. وكان ابن أبي حجلة يبالغ في الحطّ على ابن الفارض، حتّى إنه أمر عند موته فيما أخبرني به صاحبه أبو زيد المغربي أن يوضع الكتاب الذي عارض به ابن الفارض وحطّ عليه فيه معه في نعشه ويدفن معه في قبره، ففعل به ذلك.
قال: وكان يقول للشافعية: إنه شافعي، وللحنفية: إنه حنفي، وللمحدّثين: إنه على طريقهم.
[1] انظر «ذيل العبر» (2/ 383) و «إنباء الغمر» (1/ 108- 110) و «الدّرر الكامنة» (1/ 329) و «النجوم الزاهرة» (11/ 131) و «لحظ الألحاظ» ص (162) و «حسن المحاضرة» (1/ 571- 572) و «نفح الطيب» (7/ 197- 198) و «الذيل التام على دول الإسلام» الورقة (172) من المنسوخ.
قال: وكان بارعا في الشعر مع أنه لا يحسن العروض.
قال: وكان كثير العشرة للظّلمة ومدمني الخمر.
قال: وكان جدّه من الصّالحين، فأخبرني الشّيخ شمس الدّين ابن مرزوق أنه سمّي بأبي حجلة لأن حجلة أتت إليه وباضت على كمّه. وولي مشيخة الصّهريج الذي بناه منجك. وكان كثير النّوادر، والنّكت، ومكارم الأخلاق.
ومن نوادره أنه لقّب ولده جناح الدّين، وجمع مجاميع حسنة، منها «ديوان الصّبابة» [1] و «منطق الطّير» و «السجع الجليل فيما جرى من النّيل» و «السكردان» و «الأدب الغض» و «أطيب الطّيب» و «مواصيل [2] المقاطيع» و «النّعمة الشاملة في العشرة الكاملة» و «حاطب ليل» عمله كالتذكرة في مجلدات كثيرة و «نحر أعداء البحر» و «عنوان السّعادة» و «دليل الموت على الشهادة» و «بصيرات الحجال» [3] .
وهو القائل:
نظمي علا وأصبحت
…
ألفاظه منمّقه
فكلّ بيت قلته
…
في سطح داري طبقه
مات في مستهل ذي الحجّة وله إحدى وخمسون سنة.
وفيها إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن جماعة الحموي الأصل المقدسي الشافعي [4] أخو القاضي بدر الدّين بن جماعة.
ولد سنة عشر وسبعمائة، وسمع علي بن مزير وغيره، وناب في تدريس الصّلاحية، وخطب في المسجد الأقصى، وأفتى، ودرّس، ومات في ربيع الأول.
[1] طبع في مصر قديما على هامش كتاب «تزيين الأسواق» للأديب داود بن عمر الأنطاكي، ثم طبع منذ سنوات في مصر أيضا بتحقيق جديد فيما بلغني.
[2]
في «آ» و «ط» : «ومواصل» والتصحيح من «إنباء الغمر» .
[3]
في «إنباء الغمر» : «قصيرات» .
[4]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 110) و «الدّرر الكامنة» (1/ 363) .
وفيها أويس بن الشيخ حسين بن حسن بن آقبغا المغلي ثم التّبريزي [1] ، صاحب بغداد وتبريز، وما معهما.
بويع بالسلطنة سنة ستين، وكان محبّا للخير والعدل، شهما، شجاعا، خيّرا، عادلا، دامت ولايته تسع عشرة سنة، وقد خطب له بمكّة.
عاش سبعا وثلاثين سنة.
قيل: إنه رأى في النّوم أنه يموت في وقت كذا، فخلع نفسه من الملك، وقرّر ولده حسين، وصار يتشاغل بالصّيد، ويكثر العبادة، فاتفق موته في ذلك الوقت بعينه.
فيها بدر الدّين حسن بن علاء الدّين علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي [2] الشافعي [3] .
ولد سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، وسمع الحجّار وغيره، وناب في الحكم، وولي مشيخة سعيد السعداء، ودرّس بالشريفية، واختصر «الأحكام السلطانية» فجوّده، وكتب شيئا على «التنبيه» .
ومات في شعبان عن خمس وخمسين سنة.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن أحمد بن علي بن عبد الكافي السّبكي [4] .
مات هو، وأخوه عبد العزيز، وابن عمّهم علي ابن تاج الدّين الثلاثة في يوم واحد، خامس عشري ذي القعدة بالطّاعون، وعمّتهم ستيتة قبلهم بقليل.
وفيها عبد الله بن عبد الرحمن القفصي المالكي [5] .
[1] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 386- 387) و «إنباء الغمر» (1/ 111- 114) و «الدّرر الكامنة» (1/ 419) و «النجوم الزاهرة» (11/ 133) و «لحظ الألحاظ» ص (163) .
[2]
لفظة «القونوي» سقطت من «آ» .
[3]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 379- 380) و «إنباء الغمر» (1/ 116) و «الدّرر الكامنة» (2/ 20) و «لحظ الألحاظ» ص (163) .
[4]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 118) .
[5]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 118) .
كان مشهورا بالعلم، منصوبا للفتوى، وكان يوقّع عند الحكام.
مات في ثالث رمضان.
وفيها الشّريف جمال الدّين عبد الله بن محمد بن محمد الحسيني النيسابوري [1] .
كان بارعا في الأصول والعربية، وولي تدريس الأسدية بحلب وغيرها، وأقام بدمشق مدة وبالقاهرة مدة، وولي مشيخة بعض الخوانق. وكان يتشيّع، وكان أحد أئمة المعقول، حسن الشّيبة.
وهو القائل:
هذّب النّفس بالعلوم لترقى
…
وترى الكلّ وهو للكلّ بيت
إنّما النّفس كالزّجاجة والعق
…
ل سراج وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنّك حيّ
…
وإذا أظلمت فإنّك ميت
توفي في هذه السنة عن سبعين سنة.
وفيها علي بن عبد الوهاب بن علي السّبكي [2] .
ولي خطابة الجامع الأموي بعد أبيه وله عشر سنين، ودرّس في حياة أبيه بالأمينية وعمره سبع سنين، ومات كما تقدم [3] مع ولدي عمّه [4] في يوم واحد.
وفيها علي بن عثمان بن أحمد بن عمر بن أحمد بن هرماس بن مشرف [5]
[1] انظر «إنباء الغمر» (1/ 118- 119) و «الدّرر الكامنة» (2/ 286- 287) .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 121- 122) و «الدّرر الكامنة» (3/ 80) وقد سقطت معظم الترجمة منه فلتستدرك من «الإنباء» .
[3]
انظر ترجمة ابن عمّه «عبد الله بن أحمد بن علي السّبكي» المتقدمة قبل قليل ص (417) .
[4]
هما «عبد الله بن أحمد بن علي السّبكي» و «عبد العزيز بن أحمد بن علي السبكي» كما في ترجمة ابن عمّه المتقدمة.
[5]
في «آ» و «ط» : «ابن شرف» والتصحيح من «إنباء الغمر» .
التّغلبيّ الزّرعي ثم الدمشقي، المعروف بابن شمرنوح [1] .
ولد بعد الثمانين وستمائة، ولم يرزق سماع الحديث بعلو، وكانت له عناية بالعلم، وولي قضاء عدة بلاد بحلب، ثم ولي وكالة بيت المال بدمشق، ثم قضاء حلب مرّتين.
ومن شعره:
أحسن إلى من أسى ما اسطعت واعف إذا
…
قدرت واصبر على رزء البليّات
وماء وجهك خير السّلعتين فلا
…
تبعه بخسا ولو باليوسفيّات
فكلّ ما كان مقدورا ستبلغه
…
وكلّ آت على رغم العدى [2] آت
وكان يلقّب بالقرع. وكتب له بقضاء دمشق بعد السّبكي الكبير فلم يتمّ له، وباشر توقيع الدّست ونظر الجامع. وكان حسن الخطّ جدا، سريع الكتابة بحيث إنه كتب صداقا بمدة واحدة.
وكان مفرط الكرم، حتّى إنه افتقر آخرا جدا وانقطع ببستانه خاملا إلى أن مات في جمادى الآخرة.
وفيها علاء الدّين علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم الكناني العسقلاني الحنبليّ [3] ، قاضي دمشق.
ولد سنة بضع عشرة، وسمع من أحمد بن علي الجزري، وأجاز له ابن الشّحنة، وناب أولا في الحكم بالقاهرة عن موفق الدّين، ثم ولي قضاء دمشق بعد موت ابن قاضي الجبل، وكان فاضلا متواضعا، ديّنا، عفيفا. وكان أعرج.
وهو والد جمال الدّين عبد الله بن علاء الدّين الجندي شيخ ابن حجر.
توفي في نصف شوال وقد نيّف على السبعين.
[1] انظر «إنباء الغمر» (1/ 122- 123) و «الدّرر الكامنة» (3/ 81- 83) .
[2]
كذا في «ط» و «إنباء الغمر» و «الدّرر» : «على رغم العدى» وفي «آ» : «على رغم الفتى» .
[3]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 385) و «إنباء الغمر» (1/ 123) و «الدليل الشافي» (1/ 477) و «السّحب الوابلة» ص (309) .
وفيها أمين الدّين محمد بن القاضي برهان الدّين إبراهيم بن علي بن أحمد الدمشقي [1] ، الشهير بابن عبد الحق الحنفي، ويعرف بابن قاضي الحصن [2] .
كان فاضلا، ممدّحا، من الأعيان.
اشتغل ودرس بالعذراوية والخاتونية، وولي الحسبة، ونظر الجامع الأموي [3] .
ومدحه ابن نباتة وغيره.
توفي بدمشق في المحرم بالطّاعون عن بضع وستين سنة.
وفيها جمال الدّين محمد بن أحمد بن عبد الله الخزرجي المكّي [4] .
ولد سنة اثنتين وسبعمائة، وسمع الكثير من جدّه لأبيه صفي الدّين أحمد الطّبري، وأخيه الرّضي، والفخر التّوزري، وجماعة. وكان عارفا بالفرائض والفقه، حدّث بالكثير من مسموعاته، وكان يقال له أحيانا ابن الصّفي نسبة لجدّه لأمّه.
توفي في تاسع عشر رجب.
وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن جامع الدمشقي بن اللبّان المقري [5] .
[1] لفظة «الدمشقي» سقطت من «ط» .
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 391) و «إنباء الغمر» (1/ 125) و «الدّرر الكامنة» (3/ 289) .
[3]
لفظة «الأموي» لم ترد في «ط» .
[4]
انظر «ذيل العبر» (2/ 376) و «العقد الثمين» (1/ 296) و «إنباء الغمر» (1/ 125- 126) و «الدّرر الكامنة» (3/ 328) .
[5]
انظر «ذيل العبر» (2/ 393) لابن العراقي و «غاية النهاية» (2/ 72- 73) و «إنباء الغمر» (1/ 126- 127) و «الدّرر الكامنة» (3/ 340) .
ولد سنة عشر أو ثلاث عشرة، وأخذ القراءات عن سبط ابن السّلعوس [1] ، ثم رحل، فأخذ عن ابن السراج، وعلى المرداوي، وأبي حيّان، وغيرهم.
وتصدّر للإقراء، وأكثر الناس عليه. وكان يحفظ كثيرا من الشّواذ، وربما قرأ بعضها في الصّلاة فأنكر ذلك عليه. وحدّث عن ابن الشّحنة، ووجيهة بنت الصّعيدي الإسكندرانية، وغيرها.
ومات في ربيع الآخر وقد جاوز السبعين.
وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله السيد الشّريف الحسيني الواسطي الشّافعي [2] نزيل الشّامية الجوانية.
ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة، واشتغل، وفضل، ودرّس بالصّارمية، وأعاد بالشّامية البرّانية، وكتب الكثير، نسخا، وتصنيفا بخط حسن، فمن تصانيفه [3]«مختصر الحلية» لأبي نعيم في مجلدات سمّاه «مجمع الأحباب» و «تفسير كبير» ، و «شرح مختصر ابن الحاجب» في ثلاث مجلدات، و «كتاب في أصول الدّين» مجلد، و «كتاب في الردّ على الإسنوي في تناقضه» .
قال ابن حجي: كان منجمعا عن الناس وعن الفقهاء خصوصا.
توفي بدمشق في ربيع الأول ودفن عند مسجد القدم.
وفيها جمال الدّين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن عمّار بن متوّج بن جرير الحارثي الشافعي، مفتي الشام، المعروف بابن قاضي الزّبداني [4] .
[1] تحرفت في «ط» إلى «السّعلوس» وهو أبو العبّاس أحمد بن محمد بن يحيى بن نحلة النابلسي، المعروف بسبط ابن السلعوس. انظر «غاية النهاية» (1/ 133) .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 128) و «الدّرر الكامنة» (3/ 420- 421) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 328) .
[3]
في «آ» : «فمن تصنيفه» .
[4]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 389) و «إنباء الغمر» (1/ 128- 129) و «الدّرر الكامنة»
ولد سنة ثمان وثمانين وستمائة، وسمع الحديث من جماعة، وتفقه على الفزاري، والكمال ابن قاضي شهبة، وابن الزّملكاني. وأذن له بالفتوى، ودرّس قديما بالنّجيبية، ثم بالظّاهرية الجوّانية، والعادلية الصّغرى، وأعاد بالشامية الجوانية. ودرّس بها نيابة.
قال ابن حجي: اشتهر بدمشق في شأن الفتوى، وصار المشار إليها فيها، ولم يضبط عليه فتوى أخطأ فيها، وكان معظّما، يخضع له الشيوخ، ويقصد لقضاء حوائج النّاس عند القضاة وغيرهم، وله تواضع وأدب زائد.
توفي بالطّاعون في مستهل المحرم، ودفن بسفح قاسيون.
وفيها لسان الدّين محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن علي السّلماني اللّوشي الأصل الغرناطي الأندلسي [1] .
كان والده بارعا فاضلا، وتقدم ذكره سنة إحدى وأربعين.
قال العلّامة المقري في كتابه «تعريف ابن الخطيب» : هو الوزير الشهير الكبير، الطائر الصّيت في المشرق والمغرب، المزرى [2] عرف الثناء عليه بالعنبر والعبير، المثل المضروب في الكتابة، والشعر، والطبّ، ومعرفة العلوم على اختلاف أنواعها ومصنّفاته تخبر عن ذلك، ولا ينبئك مثل خبير. علم الرؤساء الأعلام الذي خدمته السّيوف والأقلام، وغني بمشهور ذكره عن مسطور التعريف والإعلام، واعترف له بالفضل أصحاب العقول الرّاجحة والأحلام، عرّف هو
(3/ 423- 424) و «الدليل الشافي» (2/ 612) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 311- 312) .
[1]
انظر «الإحاطة» (4/ 438- 640) و «إنباء الغمر» (1/ 129- 133) و «الدّرر الكامنة» (3/ 469) و «الدليل الشافي» (2/ 641- 642) و «لسان الدّين بن الخطيب حياته وآثاره» للأستاذ محمد عبد الله عنان رحمه الله، وقد نثر صاحب «نفح الطيب» أخباره في أماكن متفرقة من كتابه.
[2]
لفظة «المزرى» سقطت من «ط» .
بنفسه آخر كتابه «الإحاطة» فقال: يقول مؤلّف هذا الديوان، تغمد الله خطله في ساعات أضاعها وشهوة من شهوات اللّسان أطاعها، وأوقات للاشتغال بما لا يعنيه استبدل بها اللهو لمّا باعها-: أما بعد حمد الله الذي يغفر الخطيّة، ويحثّ من النّفس اللّجوج المطيّة، فيحرك [1] ركابها البطيّة، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد ميسّر سبل الخير الوطية، والرضى عن آله وصحبه منتهى الفضل [2] ومناخ الطّيّة. فإنني لما فرغت من تأليف هذا الكتاب الذي حمل عليه [3] فضل النشاط، مع الالتزام لمراعات السياسة السلطانية والارتباط، والتفتّ إليه، فراقني منه صوان درر، ومطلع غرر، قد تخلّدت مآثرهم بعد ذهاب أعيانهم، وانتشرت مفاخرهم بعد انطواء زمانهم، نافستهم في اقتحام تلك الأبواب، ولباس تلك الأثواب، وقنعت باجتماع الشّمل بهم، ولو في الكتاب. وحرصت على أن أنال منهم قربا، وأخذت [من] أعقابهم أدبا وحبّا. وكما قيل ساقي القوم آخرهم شربا. فأجريت نفسي مجراهم في التعريف، وحذوت بها حذوهم في بابي النّسب والتصريف، بقصد التشريف. والله لا يعدمني وإيّاهم واقفا يترحّم، وركاب الاستغفار بمنكبه يزحم، عند ما ارتفعت وظائف الأعمال، وانقطعت من التّكسّبات حبال الآمال، ولم يبق إلّا رحمة الله، التي تنتاش النّفوس وتخلّصها، وتعينها بميسم السّعادة وتخصصها. جعلنا الله ممن حسن ذكره ووقف على التماس ما لديه فكره [4] بمنه.
ثم ساق نسبه وأوّليته بما يطول ذكره، إلى أن قال: ومع ذلك فلم أعدم الاستهداف للشّرور، والاستعراض للمحذور، والنّظر الشّزر، المنبعث من خزر العيون، شيمة من ابتلاه الله بسياسة الدّهماء، ورعاية [5] سخطة أرزاق السماء، وقتلة الأنبياء، وعبدة الأهواء، ممّن لا يجعل الله إرادة نافذة، ولا مشيئة
[1] في «آ» و «ط» : «فتحرك» وما أثبته من «الإحاطة» مصدر المؤلّف.
[2]
في «الإحاطة» : «منتهى القصد» .
[3]
لفظة «عليه» سقطت من «ط» .
[4]
في «الإحاطة» : «ومع ذلك فقد عادت هيف إلى أديانها، من الاستهداف للشرور» .
[5]
تحرفت في «ط» إلى «ودعاية» .
سابقة [1] ، ولا يقبل معذرة، ولا يجمل في الطلب، ولا يتجمّل [2] مع الله بأدب، ربنا لا تسلّط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا. والحال إلى هذا العهد، وهو منتصف عام خمسة وستين وسبعمائة [3] .
ثم قال المقري: وكان رحمه الله مبتلى بداء الأرق لا ينام من الليل إلّا اليسير جدا. وقد قال في كتابه «الوصول لحفظ الصحة في الفصول» : العجب مني مع تأليفي لهذا الكتاب الذي لم يؤلّف مثله في الطبّ، ومع ذلك لا أقدر على داء الأرق الذي بي، ولذا يقال له ذو العمرين، لأن الناس ينامون وهو ساهر.
ومؤلفاته ما كان يصنّف غالبها إلّا بالليل. وقد سمعت بعض الرؤساء بالمغرب يقول: لسان الدّين ذو الوزارتين، وذو العمرين، وذو الميتتين، وذو القبرين.
ثم قال المقري: واعلم أن لسان الدّين لما كانت الأيام له مسالمة لم يقدر أحد أن يواجهه بما يدنّس معاليه، أو يطمس معالمه. فلما قلبت الأيام له ظهر مجنّها وعاملته بمنعها بعد منحها ومنّها، أكثر أعداؤه في شأنه الكلام، ونسبوه إلى الزّندقة والانحلال من ربقة الإسلام بتنقّص النّبيّ عليه أفضل الصلاة والسلام، والقول بالحلول والاتحاد، والانخراط في سلك أهل الإلحاد، وسلوك مذاهب الفلاسفة في الاعتقاد، وغير ذلك مما أثاره الحقد والعداوة والانتقاد، من مقالات نسبوها إليه خارجة عن السّنن السوي، وكلمات كدّروا بها منهل علمه الرّوي، لا يدين بها ويفوه إلا الضلال [4] والغوي، والظنّ أن مقامه- رحمه الله تعالى- من لبسها بريء، وجنابه- سامحه الله- عن لبسها عري. وكان الذي تولى كبر محنته وقتله تلميذه أبو عبد الله بن زمرك [5] ،................
[1] في «الإحاطة» : «سابغة» وهو تحريف.
[2]
في «الإحاطة» : «ولا يتلبس» .
[3]
في «الإحاطة» : «وهو أول عام أحد وسبعين وسبعمائة» وعلق محققه على ذلك بقوله: هكذا ورد هذا التاريخ في الإسكوريال وورد في «النفح» كالآتي: «وهو منتصف عام واحد وسبعين وسبعمائة» .
[4]
تحرفت في «ط» إلى «الضال» .
[5]
هو محمد بن يوسف بن محمد الصّريحي، أبو عبد الله، المعروف بابن زمرك. وزير من كبار الشعراء والكتّاب في الأندلس. سعى في أستاذه لسان الدّين ابن الخطيب حتى قتل خنقا. وقد
الذي لم يزل مضمر [1] الختلة، مع أنه حلّاه في «الإحاطة» أحسن الحلي، وصدّقه فيما انتحله من أوصاف العلى، ومن أعدائه الذين باينوه بعد أن كانوا يسعون في مرضاته سعي العبيد القاضي أبو الحسن بن الحسن النّباهي [2] ، فكم قبّل يده ثم جاهره [3] عند انتقال الحال، وجدّ في أمره مع ابن زمرك، حتّى قتل وانقضت دولته، فسبحان من لا يتحوّل ملكه ولا يبيد، وذلك أن ابن زمرك قدم على السلطان أبي العبّاس، وأحضر ابن الخطيب من السّجن، وعرض عليه بعض مقالات وكلمات وقعت له في كتاب «المحبّة» فعظم النكير فيها، فوبّخ ونكّل وامتحن بالعذاب، بمشهد من ذلك الملأ. ثم تلا إلى مجلسه واشتوروا في قتله بمقتضى تلك المقالات المسجلة عليه، وإفتاء بعض الفقهاء فيه، فطوقوا عليه السّجن ليلا، وقتلوه خنقا، وأخرجوا شلوه [4] من الغد، فدفن بمقبرة باب المحروق. ثم أصبح من الغد على شفير قبره طريحا، وقد جمعت له أعواد، وأضرمت عليه نار، فاحترق شعره، واسودّ بشره، فأعيد إلى حفرته. وكان في ذلك انتهاء محنته. أي ولذلك سمّي ذا القبرين، وذا الميتتين.
وكان- رحمه الله تعالى- أيام امتحانه بالسّجن يتوقع مصيبة الموت فتهجس هواتفه بالشعر يبكي نفسه، ومما قال في ذلك:
بعدنا وإن جاورتنا البيوت
…
وجئنا بوعظ ونحن صموت
جمع السلطان ابن الأحمر شعره وموشحاته في مجلد ضخم سمّاه «البقية والمدرك من كلام ابن زمرك» . مات سنة (793) هـ. انظر «الإحاطة» (3/ 300- 314) و «الأعلام» (7/ 154) والمصادر المذكورة في حاشيته.
[1]
تحرفت في «ط» إلى «مغمر» .
[2]
هو علي بن عبد الله بن محمد الجذامي المالقي النّباهي أبو الحسن، المعروف بابن الحسن.
قاض من الأدباء المؤرخين. مات سنة (792) هـ. انظر «الإحاطة» (4/ 88- 101) و «الأعلام» (4/ 306) والمصادر المذكورة في حاشيته.
[3]
في «آ» و «ط» : «ثم جاهرك» وما أثبته يقتضيه السياق.
[4]
جاء في «مختار الصحاح» (شلو) : الشلو: العضو من أعضاء اللّحم.
وأنفسنا سكتت دفعة
…
كجهر الصّلاة تلاها القنوت
وكنّا عظاما فصرنا عظاما
…
وكنّا نقوت فها نحن قوت
وكنّا شموس سماء العلى
…
غربن فناحت علينا السّموت
فكم جدّلت ذا الحسام الظّبا
…
وذو البخت كم جدّلته البخوت
وكم سيق للقبر في خرقة
…
فتى ملئت من كساه التّخوت
فقل للعدا ذهب ابن الخطيب
…
وفات ومن ذا الذي لا يفوت
ومن كان يفرح منهم به
…
فقل يفرح اليوم من لا يموت
هذا الصحيح كما ذكره ابن خلدون، فلا يلتفت إلى غيره، وقد رؤي بعد الموت فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي ببيتين قلتهما وهما:
يا مصطفى من قبل نشأة آدم
…
والكون لم تفتح له أغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعد ما
…
أثنى على أخلاقك الخلّاق
وقال ابن حجر: ومن مصنفاته «الإحاطة بتاريخ غرناطة» ، و «روضة التعريف بالحبّ الشريف» ، و «الغيرة على أهل الحيرة» ، و «حمل الجمهور على السّنن المشهور» ، و «التّاج» على طريقة «يتيمة الدّهر» ، و «الإكليل الزّاهر فيما ندر عن التّاج من الجواهر» كالذيل عليه. و «عائد الصّلة» [1] في التاريخ. وغير ذلك انتهى.
وفيها أبو جابر محمد بن عبد الله الهاروني الفقيه المالكي [2] ، مشهور بقلبه.
كان ماهرا في مذهبه، كثير المخالفة في الفتوى، كثير الاستحضار، على هوج فيه. قاله ابن حجر.
[1] في «آ» و «ط» : «وغائلة الصلة» والتصحيح من ترجمته في «الإحاطة» (4/ 460) وزاد: وصلت به «الصلة» للأستاذ أبي جعفر بن الزّبير.
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 397- 398) و «إنباء الغمر» (1/ 135) و «الدّرر الكامنة» (3/ 489) .
وفيها محمد بن عبد الله الصّفوي الهندي ثم الدمشقي الشافعي [1] .
وكان روميّ الأصل، أسمعه مولاه صفي الدّين الهندي. وحفظ «التنبيه» في صغره، وألبسه الخرقة، وكان يلبسها عن مولاه، وأجاز له ابن القوّاس، وعائشة بنت المجد، وجماعة. وكان حسن الشّيبة، يعرف شدّ المناكب ويجوّدها، يضرب بصنعته المثل، أثنى عليه البرزالي، وتوفي عن ثمان وسبعين سنة.
وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن الزّمرّديّ بن الصّايغ الحنفي النحوي [2] .
ولد سنة ثمان وسبعمائة أو بعدها بقليل، وسمع من الحجّار، والدّبوسي، وغيرهما. واشتغل في عدة فنون، ولازم أبا حيّان، ومهر في العربية وغيرها، ودرّس بجامع ابن طولون للحنفية. وولي قضاء العسكر. وكان فاضلا، بارعا، حسن النّثر والنّظم، كثير الاستحضار، قوي البادرة، دمث الأخلاق، وهو القائل:
لا تفخرّن بما أوتيت من نعم
…
على سواك وخف من كسر جبّار
فأنت في الأصل بالفخّار مشتبه
…
ما أسرع الكسر في الدّنيا لفخّار
ومن تصانيفه: «شرح الألفية» مجلدين. و «شرح المشارق» ست مجلدات، و «التذكرة النّحوية» ، و «المباني في المعاني» ، و «المنهج القويم في القرآن العظيم» ، و «التّمر الجني في الأدب السّني» ، و «الغمز على الكنز» و «الاستدارك على مغني ابن هشام» استفتحه بقوله: الحمد لله الذي لا مغني سواه.
ومن شعره أيضا:
[1] انظر «إنباء الغمر» (1/ 136) و «الدّرر الكامنة» (3/ 489) .
[2]
انظر «ذيل العبر» (2/ 377- 378) و «الوافي بالوفيات» (3/ 244) و «إنباء الغمر» (1/ 137- 139) و «الدّرر الكامنة» (3/ 499) و «تاج التراجم» ص (221) بتحقيق صديقي الفاضل الأستاذ إبراهيم صالح، نفع الله به، و «الدليل الشافي» (2/ 635) .
بروحي أفدي خاله فوق خدّه
…
ومن أنا في الدنيا فأفديه بالمال
تبارك من أخلى من الشّعر خدّه
…
وأسكن كلّ الحسن في ذلك الخال
وقال هو ما أحسن قول ابن أبي حجلة:
تفرّد الخال عن شعر بوجنته
…
فليس في الخدّ غير الخال والخفر
يا حسن ذاك محيّا ليس فيه سوى
…
خال من المسك في خال من الشّعر
توفي صاحب الترجمة في شعبان.
وفيها شمس الدّين أبو القاسم محمد بن علي بن عبد الله اليمني [1] .
أقام بمصر ملازما لعزّ الدّين بن جماعة. وكان فاضلا، شافعيا، ووقع بينه وبين الأكمل، فنزح إلى الشام فأكرمه التّاج السّبكي، وأنزله ببعض الخوانق، ثم ترك ذلك زهدا.
قال ابن حجّي: كان فاضلا، مفتيا.
وقال ابن حجر: وقفت له على عدة تصانيف لطاف، تدلّ على اتساعه في العلم.
توفي مطعونا.
وفيها محمد بن أبي محمد الشافعي [2] .
قال ابن حجر: قدم القاهرة من بلاد العجم، وأخذ عن القطب التّحتاني، وبرع في المعقول، وقرر له منكلي بغا معلوما [3] على تدريس بالمارستان
[1] انظر «ذيل العبر» (2/ 393) و «إنباء الغمر» (1/ 140- 141) و «الدّرر الكامنة» (4/ 70) .
[2]
انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (2/ 394) و «إنباء الغمر» (1/ 144) و «الدّرر الكامنة» (4/ 250) .
[3]
أي راتبا.
المنصوري، ثم قرّره في تدريس الفقه بالمنصورية، ثم ولي تدريس جامع المارداني، وأعاد تدريس الشافعي. وشغل الناس كثيرا، وانتفعوا به.
مات في مستهل ذي الحجة.
وفيها أبو موسى محمد بن محمود بن إسحاق بن أحمد الحلبي ثم المقدسي [1] المحدّث الفاضل.
سمع من ابن الخبّاز، وابن الحموي، وغيرهما. ولازم صلاح الدّين العلائي وغيره، وقدم دمشق، فلازم ابن رافع، وبرع في هذا الشأن [2] ، وجمع «تاريخ بيت المقدس» . وكان حنفيا فتحوّل شافعيا بعناية تاج الدّين البعلبكي.
وله «وفيات» مختصرة إلى قرب هذه السنة. توفي في رمضان.
وفيها جمال الدّين أبو المظفّر يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن إبراهيم العبادي ثم العقيلي السّرمري الحنبلي [3] ، الشيخ العالم المفنّن الحافظ.
ولد في رجب سنة ست وتسعين وستمائة، وتفقه ببغداد على الشيخ صفي الدّين عبد المؤمن وغيره، ثم قدم دمشق وتوفي بها.
ومن تصانيفه «نظم مختصر ابن رزين» في الفقه. و «نظم الغريب في علوم الحديث» لأبيه نحو من [4] ألف بيت. و «نشر القلب الميت بفضل أهل البيت» ، و «غيث السّحابة في فضل الصّحابة» ، و «الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة» ، و «عقود اللآلي في الأمالي» ، و «عجائب الاتفاق» ، و «الثمانيات» .
[1] انظر «إنباء الغمر» (1/ 145) و «الدّرر الكامنة» (4/ 251) .
[2]
يعني علوم الحديث النبوي الشريف.
[3]
انظر «إنباء الغمر» (1/ 150- 151) و «الدّرر الكامنة» (4/ 473- 474) و «السحب الوابلة» ص (495- 496) .
[4]
لفظة «من» سقطت من «آ» .
قال ابن حجي: رأيت بخطّه ما صورته: مؤلفاتي تزيد على مائة مصنّف كبار وصغار في بضعة وعشرين علما، ذكرتها على حرف المعجم في «الروضة المورقة في الترجمة المونقة» وقد أخذ عنه ابن رافع مع تقدمه عليه، وحدّث عنه.
وذكره الذهبي في «المعجم المختص» [1] وأثنى عليه.
توفي في جمادى الأولى.
[1] لم ترد ترجمته في «المعجم المختص» المطبوع الموجود بين يدي.