الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة
فيها جاء بحمص سيل فغرق خلق منهم في حمّام النائب بظاهرها نحو المائتين من نساء وأولاد.
وفيها توفي العلّامة رضي الدّين المنطيقي إبراهيم بن سليمان الرّومي [1] الحنفي مدرّس القيمازية. حجّ سبع مرّات. كان مفتيا، له علم وفضل، وتلامذة.
وتوفي بدمشق عن ست وثمانين سنة.
وفيها برهان الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل، الشيخ العلّامة المقرئ الشّافعي الرّبعي الجعبري [2] شيخ بلد الخليل.
ولد بجعبر في حدود سنة أربعين وستمائة، وتلا بالسّبع على أبي الحسن الوجوهي، وبالعشر على المنتخب التّكريتي، وسمع ببغداد من جماعة وحفظ «التعجيز» وعرضه على مصنّفه وأخذ عنه الفقه.
ثم قدم دمشق، وسمع من جماعة، وخرّج له البرزالي «مشيخة» .
ثم دخل إلى بلد الخليل عليه السلام، وأقام به مدة طويلة نحو أربعين سنة، ورحل الناس إليه.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (172) و «الجواهر المضية» (1/ 39) و «الدّرر الكامنة» (1/ 27) .
[2]
انظر «المعجم المختص» ص (60- 61) و «معجم الشيوخ» (1/ 147- 148) و «ذيول العبر» ص (174- 175) و «طبقات الشافعية الكبرى» (9/ 398- 399) و «الدّرر الكامنة» (1/ 50- 51) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 385- 386) و «غربال الزّمان» ص (598- 599) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 318- 320) .
وروى عنه السّبكي، والذهبي، وخلائق.
وصنف التصانيف الكثيرة، منها «شرح الشاطبية» و «شرح الرائية» واختصر «مختصر ابن الحاجب» و «مقدمته» في النحو، وحسبك قدرة على الاختصار من مختصر ابن الحاجب والحاجبية. وكمّل «شرح التعجيز» فإن مصنّفه لم يكمله كما تقدم.
قال بعضهم: وتصانيفه تقرب المائة.
وذكره الذهبي في «المعجم المختص» فقال: العلّامة ذو الفنون، مقرئ الشام، له التصانيف المتقنة في القراءات، والحديث، والأصول، والعربية، والتاريخ، وغير ذلك. وله مصنّف مؤلّف في علوم الحديث [1] .
توفي في بلد الخليل في شهر رمضان، وله اثنتان وتسعون سنة.
وفيها عماد الدّين إبراهيم بن يحيى بن الكيّال الدّمشقي الحنفي [2] .
قرأ على ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وأيوب الحمّامي، وعدة.
وكان محدّثا، إماما، عالما، فصيحا، خدم في المواريث، وحصّل، ثم تاب وحجّ، وأمّ بالرّبوة وغيرها.
وتوفي في ربيع الآخرة عن سبع وثمانين سنة.
وفيها أبو العبّاس أحمد بن الفخر البعلبكي السّكاكيني [3] .
روى عن خطيب مردا، وابن عبد الدائم. وروى كثيرا وكان مقرئا صالحا تقيا.
توفي بدمشق في صفر عن أربع وثمانين سنة.
وفيها صاحب حماة الملك المؤيد عماد الدّين إسماعيل بن الأفضل
[1] قلت: واسم مصنّفه المذكور «رسوم التحديث» ولدي مصورة نسخته الخطية وفي النيّة تحقيقه إن شاء الله تعالى.
[2]
انظر «المعجم المختص» ص (68) و «معجم الشيوخ» (1/ 161) و «ذيول العبر» ص (172) و «الدّرر الكامنة» (1/ 76- 77) .
[3]
انظر «ذيول العبر» ص (171) .
علي بن محمود بن عمر بن شاهنشاه ابن أيوب بن شاذي [1] ، العالم العلّامة المفنّن الشّافعي السّلطان.
مولده في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وستمائة، كما ذكره هو في «تاريخه» .
قال ابن قاضي شهبة: اشتغل في العلوم، وتفنّن فيها، وصنّف التصانيف المشهورة، منها «التاريخ» في ثلاث مجلدات، و «العروض والأطوال والكلام على البلدان» في مجلد، وله نظم «الحاوي الصغير» وكتاب «الكناش» مجلدات كثيرة.
ولي مملكة حماة في سنة عشرين إلى أن توفي، وكان الملك الناصر يكرمه ويحترمه ويعظّمه.
وله شعر حسن.
وكان جوادا، ممدّحا، امتدحه غير واحد.
وقال ابن كثير: وله مصنفات عديدة، وكان يحب العلماء ويقصدونه لفنون كثيرة، وكان من فضلاء بني أيوب الأعيان منهم.
وذكر له الإسنوي في «طبقاته» ترجمة عظيمة، وقال: كان جامعا لأشتات العلوم، أعجوبة من أعاجيب الدّنيا، ماهرا في الفقه، والتفسير، والأصلين، والنّحو، وعلم الميقات، والفلسفة، والمنطق، والطبّ، والعروض، والتاريخ، وغير ذلك من العلوم. شاعرا، ماهرا، كريما إلى الغاية. صنّف في كل علم تصنيفا أو تصانيف.
توفي في المحرّم فجأة عن ستين سنة إلّا ثلاثة أشهر وأياما.
وفيها سراج الدّين أبو عبد الله الحسين بن يوسف بن محمد بن أبي السّري الدّجيلي- بضم المهملة، وفتح الجيم، وسكون التحتية، نسبة إلى
[1] انظر «ذيول العبر» ص (170- 171) و «النجوم الزاهرة» (9/ 292- 294) و «طبقات الشافعية الكبرى» (9/ 403- 407) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 455) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 336- 338) و «الدّرر الكامنة» (1/ 371) .
دجيل نهر كبير بنواحي بغداد على قرى كثيرة- ثم البغدادي [1] الفقيه الحنبلي المقرئ الفرضي النّحوي الأديب.
ولد سنة أربع وستين وستمائة، وحفظ القرآن في صباه، ويقال: إنه تلقّن سورة البقرة في مجلسين والحواميم في سبعة أيام، وسمع الحديث ببغداد من إسماعيل بن الطبّال، ومفيد الدّين الحربي الضّرير، وابن الدّواليني، وغيرهم، وبدمشق من المزّي. الحافظ وغيره، وله إجازة من الكمال البزّار وجماعة من القدماء، وحفظ كتبا في العلوم، منها:«المقنع» في الفقه، و «الشاطبية» و «الألفيتان» و «مقامات الحريري» و «عروض» ابن الحاجب، و «الدريدية» و «مقدمة في الحساب» وقرأ الأصلين، وعني بالعربية، واللّغة، وعلوم الأدب.
وتفقه على الزّريراتي. وكان في مبدأ أمره يسلك طريق الزّهد والتقشف البليغ والعبادة الكثيرة، ثم فتحت عليه الدّنيا. وكان له مع ذلك أوراد ونوافل، وصنّف كتاب «الوجيز في الفقه» وعرضه على شيخه الزّريراتي. وصنّف كتاب «نزهة الناظر» وكتاب «تنبيه الغافلين» وغير ذلك.
وتوفي ليلة السبت سادس ربيع الأول، ودفن بالشهيد [2] قرية من أعمال دجيل.
وفيها وجيهيّة [3] بنت علي بن يحيى ابن علي بن سلطان الأنصارية البوصيرية. وتدعى زين الدّور [4] . روت عن أحمد بن النحّاس، وبالإجازة عن يوسف الشّاوي، والأمير يعقوب الهدباني.
وتوفيت بالإسكندرية في رجب.
[1] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 417- 418) و «المقصد الأرشد» (1/ 349- 350) .
[2]
كذا في «آ» و «ط» : «بالشهيد» وفي «طبقات الحنابلة» : «بالشهيل» ولم أقف على ذكر لها في المصادر والمراجع التي بين يدي.
[3]
في «آ» و «ط» : «وجيهة» والتصحيح من مصدري الترجمة.
[4]
انظر «ذيول العبر» ص (174) و «الدّرر الكامنة» (4/ 406) .
وفيها كبير الطبّ أمين الدّين سليمان بن داود [1] في عشر التسعين.
وكان فاضلا طبيبا درس بالدخوارية.
وفيها قاضي الحنابلة شرف الدّين عبد الله بن حسن بن عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الصّالحي الحنبلي [2] .
قرأ على ابن عبد الهادي، واليلداني، وخطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، وغيرهم، وروى عنهم. وأجاز له جماعة، وطلب بنفسه، وتفقه، وأفتى، وناب في الحكم عن أخيه، ثم عن ابن مسلم مدة، ولازمهما [3] . ثم ولي القضاء في آخر عمره مستقلا فوق سنة، ودرّس بالصّاحبية. وولي مشيخة الحديث بالصّادرية والعالمية.
وكان فقيها، عالما، صالحا، خيرا، منفردا بنفسه، ذا فضيلة جيدة، حسن القراءة، حميد السيرة في القضاء وحدّث. وسمع منه الذّهبي وخلق.
وتوفي فجأة وهو يتوضأ للمغرب آخر نهار الأربعاء، مستهل جمادى الأولى، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر. وكان قد حكم ذلك اليوم بالمدينة وتوجه آخر النهار إلى السّفح.
وفيها أبو محمد وأبو الفرج، عبد الرحمن بن أبي محمد بن محمد بن سلطان بن محمد بن علي القرامزي [4] العابد الحنبلي.
ولد سنة أربع وأربعين وستمائة تقريبا، وقرأ بالروايات، وسمع ابن عبد الدائم، وإسماعيل بن أبي اليسر وجماعة. وتفقه في المذهب، ثم تزهّد وأقبل
[1] انظر «ذيول العبر» ص (174) و «الدّرر الكامنة» (2/ 151) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 132) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (172- 173) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 418- 419) و «الدّرر الكامنة» (2/ 255- 256) و «المقصد الأرشد» (2/ 33- 34) .
[3]
تحرفت في «ط» إلى «ولا مهما» .
[4]
انظر «ذيول العبر» ص (170) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 416) و «الدّرر الكامنة» (2/ 346) و «المقصد الأرشد» (2/ 109- 110) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 85) .
على العبادة، والطّاعة، وملازمة الجامع، وكثرة الصّلوات. واشتهر بذلك، وصار له قبول وعظمة عند الأكابر.
وقد غمزه الذهبي بأنه نال بذلك سعادة دنيوية، وتمتّع بالدنيا وشهواتها التي لا تناسب الزّاهدين.
قال: وسمعت منه «اقتضاء العلم» [1] للخطيب. وكان قويّ النّفس، لا يقوم لأحد، وله محبّون، ومن حسناته أنه كان من اللّاعنين للاتحادية. انتهى.
توفي مستهل المحرّم ببستانه بأرض جوبر، ودفن بمقبرة باب الصّغير.
وفيها عزّ الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر بن قدامة المقدسي [2] الحنبلي الفرضي الزّاهد القدوة.
ولد في تاسع عشر جمادى الأولى سنة ست وخمسين وستمائة، وسمع من ابن عبد الدائم وغيره، وحجّ صحبة الشّيخ شمس الدّين بن أبي عمر. وكمّل عليه قراءة «المقنع» بالمدينة النّبوية. وحجّ بعد ذلك مرات.
وسمع منه الذهبي، وذكره في «معجمه» [3] فقال: كان فقيها، عالما، متواضعا، صالحا، على طريقة سلفه. وكان عارفا بمذهب أحمد، له فهم ومعرفة تامّة بالفرائض، وفيه تودّد وانطباع وعدم تكلّف.
أخذ عنه الفرائض جماعة وانتفعوا به.
وتوفي في ثامن شهر رجب ودفن بتربة الشيخ أبي عمر.
وفيها فخر الدّين أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن
[1] وهو مطبوع منذ سنوات في المكتب الإسلامي بدمشق بتخريج الأستاذ المحدّث الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني.
[2]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 419) و «الدّرر الكامنة» (2/ 321) و «المقصد الأرشد» (2/ 79- 80) .
[3]
لم أجد ترجمته لا في «معجم الشيوخ» الذي بين يدي، ولا في «المعجم المختص» .
يوسف بن محمد بن نصر البعلي ثم الدمشقي [1] الحنبلي الفقيه المحدّث.
ولد يوم الخميس رابع عشري ربيع آخر سنة خمس وثمانين وستمائة، وسمع من ابن البخاري في الخامسة، ومن الشيخ تقي الدّين الواسطي، وعمر بن القوّاص، وعني بالحديث، وارتحل فيه مرات. وكتب العالي والنّازل، وخرّج لغير واحد من الشيوخ، وأفاد. وتفقّه وأفتى في آخر عمره، وولي مشيخة الصّدرية والإعادة بالمسمارية.
وسمع منه الذهبي وجماعة، وكان فقيها محدّثا، كثير الاشتغال بالعلم، عفيفا، ديّنا.
حجّ مرات، وأقام بمكة أشهرا.
وكان مواظبا على قراءة جزئين من القرآن العظيم في الصلاة كل ليلة، وله مؤلفات كثيرة، منها كتاب «الثمر الرّائق المجتنى من الحدائق» وانتفع بمجالسه الناس.
وتوفي يوم الخميس تاسع عشري ذي القعدة ودفن بمقبرة الصوفية ولم يعقب رحمه الله تعالى.
وفيها شمس الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي ثم المصري [2] الفقيه الحنبلي المناظر الأصولي.
ولد سنة إحدى وسبعين وستمائة. وسمع بقراءة والده الكثير بالدّيار المصرية من العزّ الحرّاني، وابن خطيب المزّة، وغازي الحلاوي، وشامية بنت البكري، وغيرهم. وبدمشق من ابن البخاري، وابن المجاور، وجماعة، وبالإسكندرية من العراقي.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (175- 176) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 419- 420) و «الدّرر الكامنة» (2/ 342- 343) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (176) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 420- 421) و «الدّرر الكامنة» (2/ 347) و «المقصد الأرشد» (2/ 111) .
وقدم دمشق بنفسه مرّة ثانية فسمع من عمر بن القوّاس وغيره، وعني بالسماع والطلب، وتفقّه بالمذهب حتّى برع. وأفتى وناظر، وأخذ الأصول عن ابن دقيق العيد، والعربية عن ابن النّحّاس، وناب عن والده وغيره في الحكم، ودرّس بالمنصورية، وجامع طولون، وغيرهما. وتصدّر للإشغال. وكان شيخ المذهب بالديار المصرية، وله مشاركة في التفسير، والحديث، مع الدّيانة والورع والجلالة، معدّ من العلماء العاملين، وحدّث، وسمع منه جماعة.
وتوفي يوم الجمعة سادس عشري ذي الحجّة بالمدرسة الصّالحية بالقاهرة، ودفن إلى جانب والده بالقرافة.
وفيها العلّامة شهاب الدّين عبد الرحمن بن محمد بن عسكر [1] المالكي البغدادي.
مدرّس المستنصرية، وله ثمان وثمانون سنة.
وفيها الإمام تاج الدّين أبو القاسم عبد الغفّار بن محمد بن عبد الكافي السّعدي الشّافعي [2] .
سمع ابن أبي عصرون، والنّجيب، وعدّة، وخرّج «التساعيات» و «أربعين مسلسلات» وطلب وكتب الكثير، وتميّز وأتقن، وولي مشيخة الصّاحبة، وأفتى، ونسخ نحوا من خمسمائة مجلد، وخرّج لشيوخ.
ومات بمصر في ربيع الأول عن اثنتين وثمانين سنة.
وفيها محيي الدّين أبو محمد عبد القادر بن محمد بن إبراهيم المقريزي البعلي [3] الحنبلي المحدّث الفقيه.
[1] انظر «الدّرر الكامنة» (2/ 344) و «الأعلام» (3/ 329) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (171) و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 85- 87) و «الدّرر الكامنة» (2/ 386- 387) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 85) .
[3]
انظر «المعجم المختص» ص (149) و «ذيول العبر» ص (172) و «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 416) و «الدّرر الكامنة» (2/ 391- 392) و «المقصد الأرشد» (2/ 191- 192) .
ولد في حدود سنة سبع وسبعين وستمائة، وسمع بدمشق من عمر بن القوّاس وطائفة، وبمصر من سبط زيادة، وغيره وعني بالحديث، وقرأ وكتب بخطّه كثيرا، وخرّج وتفقه.
قال الذهبي: له مشاركة في علوم الإسلام، ومشيخة الحديث بالبهائية، وغير ذلك. علّقت عنه فوائد، وسمع منه جماعة.
وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشر ربيع الأول، ودفن بمقبرة الصّوفية بالقرب من قبر الشيخ تقي الدّين [ابن تيمية][1] رحمهما الله تعالى.
وفيها العدل نور الدّين علي بن التاج إسماعيل بن قريش المخزومي [2] .
سمع الزكي المنذري، والرّشيد، وشيخ شيوخ حماة، وابن عبد السّلام.
وحضر عبد المحسن بن مرتفع في الرابعة.
وكان صالحا، مكثرا.
توفي بمصر في رجب عن ثمانين سنة.
وفيها الشيخ بدر الدّين محمد بن أسعد التّستري [3]- بمثناتين فوقيتين بينهما سين مهملة نسبة إلى تستر مدينة بقرب شيراز- الشافعي.
أخذ عنه الإسنوي، وقال: كان فقيها، إمام زمانه في الأصلين والمنطق [والحكمة، محقّقا، مدقّقا، وكان أعجوبة في معرفة مصنّفات متعددة بخصوصها] مطّلعا على أسرارها، ووضع على كثير منها تعاليق متضمنة لنكت غريبة، وإن كانت عبارته [4] قلقة ركيكة، منها:«شرح ابن الحاجب» و «شرح البيضاوي» و «المطالع» و «الطوالع» و «الغاية القصوى» .
[1] ما بين الرقمين سقط من «ط» .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (173- 174) و «الدّرر الكامنة» (3/ 23- 24) .
[3]
انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 319- 321) وما بين الحاصرتين مستدرك منه و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 374- 375) و «الدّرر الكامنة» (3/ 383- 384) .
[4]
في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «عباراتها» .
وشرح أيضا «كتاب ابن سينا» .
أقام بقزوين يدرّس نحو عشر سنين، وقدم الدّيار المصرية في أوائل سنة سبع وعشرين وسبعمائة فأقام بها أشهرا قلائل ثم رجع إلى العراق.
وكان يصيف بهمذان، ويشتي ببغداد لحرارتها.
وتوفي بهمذان في نيّف وثلاثين وسبعمائة.
قال: وكان مداوما على لعب الشطرنج، رافضيا، كثير التّرك للصلاة، ولهذا لم تكن عليه أنوار أهل العلم، ولا حسن هيئتهم مع ثروة زائدة، وحسن شكالة. انتهى.
وفيها قاضي القضاة علم الدّين محمد بن قاضي القضاة شمس الدّين أبي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة السّعديّ الإخنائي المصري الشافعي [1] .
ولد في رجب سنة أربع وستين وستمائة بالقاهرة، وسمع الكثير، وأخذ عن الدّمياطي وغيره، وولي قضاء الإسكندرية ثم الشام بعد وفاة القونوي.
قال الذهبي في «معجمه» : من نبلاء العلماء، وقضاة السّداد، وقد شرع في تفسير القرآن، وجملة من «صحيح البخاري» وكان أحد الأذكياء. وكان يبالغ في الاحتجاب عن الحاجات، فتتعطل أمور كثيرة، ودائرة علمه ضيقة لكنه وقور قليل الشرّ.
وقال في «العبر» : كان ديّنا، عادلا. حدّث بالكثير.
وقال ابن كثير: كان عفيفا، نزها، ذكيا، شاذّ العبارة، محبّا للفضائل، معظما لأهلها، كثير الاستماع للحديث في العادلية الكبرى، خيّرا، ديّنا.
توفي بدمشق في ذي القعدة ودفن بسفح قاسيون بتربة العادل كتبغا.
[1] انظر «معجم الشيوخ» (2/ 320- 321) و «المعجم المختص» ص (270) و «ذيول العبر» ص (175) و «طبقات الشافعية الكبرى» (9/ 309) و «الوافي بالوفيات» (2/ 269) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 373) و «الدّرر الكامنة» (3/ 407) .
وفيها ناظر الجيش الصّدر قطب الدّين موسى بن أحمد بن شيخ السّلامية [1] .
كان من رجال الدّهر، وله فضل وخبرة.
وتوفي بدمشق في ذي الحجّة، ودفن بتربة مليحة أنشأها. قاله في «العبر» .
وفيها زاهد الإسكندرية الشيخ ياقوت الحبشي الشّاذلي [2] صاحب أبي العبّاس المرسي.
كان من مشاهير الزّهّاد، وكان يقول: أنا أعلم الخلق بلا إله إلا الله.
توفي بالإسكندرية عن ثمانين سنة.
[1] انظر «ذيول العبر» ص (176) و «النجوم الزاهرة» (9/ 298) و «الدّرر الكامنة» (4/ 372) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 250) .
[2]
انظر «ذيول العبر» ص (172) و «النجوم الزاهرة» (9/ 295) و «الدّرر الكامنة» (4/ 408) و «حسن المحاضرة» (1/ 525) .