المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لا: التي لنفي الجنس - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌لا: التي لنفي الجنس

‌لا: التي لنفي الجنس

197 -

عمل إن اجعل للا في نكره

مفردةً جاءتك أو مكرره

198 -

فانصب بها مضافًا أو مضارعة

وبعد ذاك الخبر اذكر رافعه

199 -

وركب المفرد فاتحًا كلا

حول ولا قوةً والثاني اجعلا

200 -

مرفوعًا أو منصوبًا أو مركبا

وإن رفعت أولا لا تنصبا

الأصل في (لا) النافية ألا تعمل، لأنها غير مختصة بالأسماء، وقد أخرجوها عن هذا الأصل، فأعلموها في النكرات عمل (ليس) تارة، وعمل (إن) أخرى، فإذا لم يقصد بالنكرة بعدها استغراق الجنس صح فيها أن تحمل على (ليس) في العمل، لأنها مثلها في المعنى.

وإذا قصد بالنكرة بعدها الاستغراق صح فيها أن تحمل على (إن) في العمل، لأنها لتوكيد النفي، و (إن) لتوكيد الإيجاب، فهي ضدها، والشيء قد يحمل على ضده، كما يحمل على نظيره، لأن الوهم ينزل الضدين منزلة النظيرين، ولذلك نجد الضد أقرب حضورًا في البال مع الضد. وقد تقدم الكلام على إعمال (لا) عمل (ليس).

وأما إعمالها عمل (إن) فمشروط: بأن تكون نافية للجنس، واسمها نكرة، متصلة، سواء كانت موحدة، نحو: لا غلام رجلٍ جالس، أو مكررة، نحو: لا حول ولا قوة إلا بالله.

فلو كانت منفصلة وجب الإلغاء، كقوله تعالى:(لا فيها غول)[الصافات /47].

ص: 133

وقد يجوز إلغاؤها الاتصال، وذلك إذا كررت: شبهوها إذ ذاك بحالها مع المعرفة، نحو:(لا حول ولا قوة إلا بالله).

[71]

ثم اسم (لا) لا يخلو: إما أن يكون مضافًا، أو شبيهًا // بالمضاف، أو مفردًا، وهو ما عداهما: فإن كان مضافًا نصب، نحو: لا صاحب بر ممقوت، وكذلك إن كان شبيهًا بالمضاف، وهو: كل ما كان ما بعده شيء هو من تمام معناه، نحو: لا قبيحًا فعله محبوب، ولا خيرًا من زيدٍ فيها، ولا ثلاثةً وثلاثين لك.

وأما المفرد فيبني لتركيبه مع (لا) تركيب خمسة عشر لتضمنه معنى من الجنسية، بدليل ظهورها في قول الشاعر:[من الطويل]

160 -

فقام يذود الناس عنها بسيفه

وقال ألا لا من سبيل إلى هند

فيلزم الفتح؛ بلا تنوين إن لم يكن مثنى، أو جمع تصحيح، وذلك نحو: لا بخيل محمود، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإن كان مثنى، أو مجموعًا جمع تصحيح للمذكر لزم الياء والنون، نحو: لا غلامين قائمان، ولا كاتبين في الدار، قال الشاعر:[من الطويل]

161 -

تعز فلا إلفين بالعيش متعا

ولكن لوراد المنون تتابع

وقال الآخر: [من الخفيف]

162 -

يحشر الناس لا بنين ولا آ

باء إلا وقد عنتهم شؤون

ص: 134

وإن كان جمع تصحيح لمؤنث جاز فيه الكسر بلا تنوين، والمختار فتحه، وقد أنشدوا قول الشاعر:[من البسط]

163 -

لا سابغات ولا جأواء باسلةً

تقي المنون لدى استيفاء آجال

بالوجهين.

والذي يدللك على أن اسم (لا) المفرد مبني أنه لو كان معربًا لما ترك تنوينه، ولكان أحق بالتنوين من الشبيه بالمضاف، ولما كان للفتح في نحو:(لا سابغات) وجه. قوله:

.. والثاني اجعلا

مرفوعًا أو منصوبًا أو مركبا

(البيت). بيان لأنه يجوز إذا عطفت النكرة المفردة على اسم لا، وكررت (لا) خمسة أوجه، لأن العطف يصح معه إلغاء (لا) كما تقدم وإعمالها أيضًا فإن أعملت الأولى فتحت الاسم بعدها، وجاز لك في الثاني ثلاثة أوجه: الأول: الفتح على إعمال (لا) الثانية، مثاله: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

والثاني: النصب على جعلها زائدة، مؤكدة، وعطف الاسم بعدها على محل الاسم قبلها، مثاله: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال الشاعر:[من السريع]

164 -

لا نسب اليوم ولا خلةً

اتسع الخرق على الراقع

ص: 135

والثالث: الرفع على أحد الوجهين: إجراء (لا) مجرى (ليس) وإلغاؤها، أو زيادتها وعطف الاسم بعدها على محل (لا) الأولى، مع اسمها، فإن موضعها رفع بالابتداء، مثاله: لا حول ولا قوةً إلا بالله، قال الشاعر:[من الكامل]

165 -

وإذا تكون كريهةً أدعى لها

وإذا يحاس الحيس يدعى جندب

[72]

// هذا لعمركم الصغار بعينه

لا أم لي إن كان ذاك ولا أب

وإن ألغيت الأولى رفعت الاسم بعدها، وجاز لك في الثاني وجهان: أحدهما: الفتح على إعمال (لا) الثانية مثاله: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الشاعر:[من الوافر]

166 -

فلا لغو ولا تأثيم فيها

وما فاهوا به أبدًا مقيم

ص: 136

والثاني الرفع: على إلغاء (لا) أو زيادتها، وعطف الاسم بعدها على ما قبلها مثاله: لا حول، ولا قوة إلا بالله، وكقوله تعالى:(لا بيع فيه ولا خلة)[البقرة /254].

ولا يجوز نصب الثاني، ورفع الأول، لأن (لا) الثانية: إن أعملها وجب في الاسم بعدها البناء على الفتح، لأنه مفرد، وإن لم تعملها وجب فيه الرفع، لعدم نصب المعطوف عليه: لفظًا أو محلا.

وإلى امتناع النصب في نحو هذا أشار بقوله:

وإن رفعت أولا لا تنصبا

201 -

ومفردًا نعتًا لمبني يلي

فافتح أو انصبن أو ارفع تعدل

202 -

وغير ما يلي وغير المفرد

لا تبين وانصبه أو الرفع اقصد

203 -

والعطف إن لم تتكرر لا احكما

له بما للنعت ذي الفصل انتمى

إذا وصف اسم (لا) المبني معها بصفة مفردة متصلة جاز فيه ثلاثة أوجه: البناء على الفتح، نحو: لا رجل ظريف فيها، والنصب، نحو: لا رجل ظريفًا فيها، والرفع نحو: لا رجل ظريف فيها.

فالبناء على أنه ركب الموصوف مع الصفة تركيب خمسة عشر، ثم دخلت (لا) عليها، والنصب على إتباع الصفة لمحل اسم (لا) والرفع على إتباعها لمحل (لا) مع اسمها، وقد نبه على هذه الوجوه بقوله:

ومفردًا نعتًا لمبني يلي

..

(البيت).

ومعناه: فافتح نعتًا مفردًا، يلي الاسم المبني، وإن شئت فانصبه، أو ارفعه تعدل، أي: إن فعلت لم تجر، ولم تخرج به عن الصواب.

وإن فصل النعت عن اسم (لا) تعذر بناؤه على الفتح، لزوال التركيب بالفصل، وجاز فيه النصب، نحو: لا رجل فيها ظريفًا، والرفع أيضًا نحو: لا رجل فيها ظريف، وكذلك إن كان النعت غير مفرد، تقول: لا رجل قبيحًا فعله عندك، ولا رجل قبيح فعله عندك.

ص: 137

ولا يجوز لا رجل قبيح فعله عندك، وقوله:

والعطف إن لم تتكرر لا احكما

(البيت). معناه: أنه إذا عطف على اسم (لا) بدون تكرارها امتنع إلغاء (لا) وجاز في المعطوف الرفع بالعطف على موضع (لا) مع اسمها، نحو: لا رجل وامرأة في الدار، والنصب بالعطف على موضع اسم (لا) نحو: لا رجل وامرأة في الدار، قال الشاعر:[من الطويل]

167 -

فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا

[73]

// ولا يجوز بناء المعطوف على الفتح، لأجل فصل العاطف، كما لم يجز بناء الصفة في نحو: لا رجل فيها ظريفًا.

وقد حكي الأخفش: لا رجل وامرأة فيها، بالبناء على الفتح، وهو شاذ، مخرج على أنه ركب المعطوف، مع (لا) فبني، ثم حذفت، وأبقي حكمها.

204 -

وأعط لا مع همزة استفهام

ما تستحق دون الاستفهام

تدخل همزة الاستفهام على (لا) النافية للجنس، فيبقي ما كان لها من العمل، وجواز الإلغاء، إذا كررت، والإتباع لاسمها على محله من النصب، أو على محل (لا) معه من الابتداء. وأكثر ما يجيء ذلك إذا قصد بالاستفهام التوبيخ أو الإنكار كقول حسان رضي الله عنه:[من البسيط]

168 -

ألا طعان ألا فرسان عاديةً

إلا تجشؤكم حول التنانير

ص: 138

ومثله قول الآخر: [من البسيط]

169 -

ألا ارعواء لمن ولت شبيبته

وآذنت بمشيبٍ بعده هرم

وقد يجيء ذلك، والمراد مجرد الاستفهام عن النفي كقول الشاعر:[من البسيط]

170 -

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد

إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

وقد يراد بالاستفهام مع (لا) التمني، فيبقي لـ (لا) بعده ما لها من العمل، دون جواز الإلغاء، والإتباع لاسمها على محله من الابتداء، كقول الشاعر:[من الطويل]

171 -

ألا عمر ولي مستطاع رجوعه

فيراب ما أثأت يد الغفلات

وقد تكون (إلا) للعرض، فلا يليها إلا فعل: إما ظاهر، كقوله تعالى:(ألا تقاتلون قومًا نكثوا أيمانهم)[التوبة /13]. (ألا تحبون أن يغفر الله لكم)[النور /22].

ص: 139

وإما مقدر كقول الشاعر: [من الوافر]

172 -

ألا رجلا جزاه الله خيرًا

يدل على محصلةٍ تبيت

تقديره عند سيبويه ألا ترونني رجلا.

205 -

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر

إذا المراد مع سقوطه ظهر

يجب ذكر خبر (لا) إذا لم يعلم، كقوله صلى الله عليه وسلم:(لا أحد أغير من الله).

وكقول حاتم: [من الطويل]

173 -

ورد جازرهم حرفًا مصرمةً

ولا كريم من الولدان مصبوح

وإن علم التزم حذفه بنو تميم والطائيون. وأجاز حذفه وإثباته الحجازيون. ومما جاء فيه محذوفًا قوله تعالى: (قالوا لا ضير)[الشعراء /50]، (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت)[سبأ /51]. وندر حذف الاسم، وإثبات الخبر في قولهم: لا عليك، التقدير: لا جناح عليك، ولا بأس عليك.

ص: 140