المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الموصول 88 - موصول الأسماء الذي الأثنى التي … واليا إذا - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌ ‌الموصول 88 - موصول الأسماء الذي الأثنى التي … واليا إذا

‌الموصول

88 -

موصول الأسماء الذي الأثنى التي

واليا إذا ما ثنيا لا تثبت

89 -

بل ما تليه أوله العلامة

والنون إن تشدد فلا ملامه

90 -

والنون من ذين وتين شددا

أيضًا وتعويض بذاك قصدا

91 -

جمع الذي الألي الذين مطلقا

وبعضهم بالواو رفعًا نطقا

92 -

باللات واللاء التي قد جمعا

واللاء كالذين نزرًا وقعا

الموصول على ضربين: اسمي، وحرفي.

فالموصول الاسمي: ما افتقر إلى الوصل بجملة معهودة، مشتملة على ضمير، لائق بالمعنى.

والموصول الحرفي: هو كل حرف أول هو مع صلته بمصدر، نحو:(أن) في قولك: أريد أن تفعل. و (ما) في نحو قوله تعالى: (ضاقت عليهم الأرض بما رحبت)[التوبة /118]. و (كي) نحو: جئتك لكي تحسن إلي، و (لو) في مثل قوله تعالى:(يود أحدهم لو يعمر ألف سنةٍ)[البقرة /96]. المعنى؛ والله أعلم؛ يود أحدهم العمير. نص على ذلك أبو علي الفارسي.

ص: 54

ومنه قول قتيلة: [من الكامل]

37 -

ما كان ضرك لو مننت وربما

من الفتى وهو المغيظ المحنق

تقديره: ما كان ضرك منك عليه.

وأما الأسماء الموصولة فمنها: (الذي) للواحد، و (التي) للواحدة، و (اللذان واللتان) رفعا، و (اللذين واللتين) جرا ونصبًا: للاثنين والاثنتين.

وكان القياس فيها: اللذيان واللتيان، كالشجيان والعميان، إلا أن (الذي والتي) لما كانا مبنيين لم يكن لبنائهما حظ في التحريك، فلم يفتح قبل علامة التثنية، بل بقيت

[32]

ساكنة، فالتقى ساكنان، // فحذف الأول منهما، ولهذا شدد بعضهم النون، تعويضًا عن الحذف المذكور نحو: اللذان واللتان، ومنهم من شدد النون من (ذان وتان)، فيقول:(ذان، وتان) بجعل ذلك تعويضًا عن ألف ذا، وتا.

ومنها (الذين) لجمع من يعقل، و (الألى) بمعناه، نحو: جاء الألى فعلوا، كما تقول: جاء الذين فعلوا، وهو اسم جمع، لأنه لا واحد له من لفظه، والذين كذلك، لأنه مخصوص بمن يعقل، و (الذي) عام له ولغيره.

فلو كان (الذين) جمعًا له لساواه في العموم، لأن دلالة الجمع كدلالة التكرار بالعطف.

(فالألي والذين) من أسماء الجموع، وإطلاق الجمع عليهما اصطلاح لغوي، لا حرج على النحوي في استعماله.

قوله:

.................... الذين مطلقا

.............................

ص: 55

يعني أنه يكون بالياء والنون في الرفع والنصب والجر، لأنه مبني. يدل على أن هذا المراد بالإطلاق.

قوله:

............................

وبعضهم بالواو رفعًا نطقا

فنبه على أن من العرب من يجري (الذين) مجرى الجمع المذكر السالم، فيجعله بواو في الرفع، وبياء في الجر والنصب.

فعلم أن ذلك الإطلاق هو عدم ذلك التقييد.

والذين يجرون (الذين) مجرى جمع المذكر السالم هم هذيل، وقال بعضهم: هم بنو عقيل، وأنشدوا على ذلك قول الراجز:[من الرجز]

38 -

نحن اللذون صبحوا الصباحا

يوم النخيل غارةً ملحاحا

ومن الأسماء الموصولة (اللاتي، واللائي) لجمع المؤنث السالم: عاقلا كان، أو غيره، وبحذف يائهما، فيقال:(اللات، واللاء) نحو: (واللاء يئسن من المحيض)[الطلاق /40].

وقد يجيء (اللاء) بمعنى (الذين) كقوله: [من الوافر]

39 -

فما آباؤنا بأمن منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا

ص: 56

كما قد يجيء (الأولى) بمعنى (اللاء) كقول الآخر: [من الطويل]

40 -

فأما الأولى يسكن غور تهامةٍ

فكل فتاةٍ تترك الحجل أقصما

وقال الآخر، وقد جمع بين اللغتين:[من الطويل]

41 -

فتلك خطوب قد تملت شبابنا

قديمًا فتبلينا المنون وما نبلي

وتبلي الألى يستلئمون على الألى

تراهن يوم الروع كالحدا القبل

ومنها أسماء أخر، مذكورة في قوله:

93 -

ومن وما وأل تساوي ما ذكر

وهكذا ذو عند طيئ شهر

94 -

وكالتي أيضًا لديهم ذات

وموضع اللاتي أتى ذوات [33] //

95 -

ومثل ماذا بعد ما استفهام

أو من إذا لم تلغ في الكلام

من الموصولات أسماء تستعمل بمعنى (الذي، والتي) وتثنيتهما، وجمعهما، واللفظ واحد. وتلك (من، وما، والألف واللام، وذو، وذا، وأي).

فأما (من) فهي لمن يعقل: تحقيقًا أو تشبيهًا كقوله: [من الطويل]

42 -

أسرب القطا هل من يعير جناحه

لعلي إلى من قد هويت أطير

أو تغليبًا، كقوله تعالى:(ولله يسجد من في السموات والأرض)[الرعد /15].

ص: 57

ومنه قوله تعالى: (والله خلق كل دابةٍ من ماءٍ فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربعٍ)[النور /45].

غلب على كل دابة حكم من يعقل، فعاد عليه ضمير من يفعل، وفصل تفصيله.

وتكون (من) بمعنى الذي وفروعه، ويجوز في ضميرها اعتبار المعنى، واعتبار اللفظ، وهو أكثر، كقوله تعالى:(ومنهم من يؤمن به)[يونس /40]. وقوله تعالى: (ومن يقنت منكن لله ورسوله)[الأحزاب /31].

واعتبار المعنى عربي جيد، كقولهم:(من كانت أمك) وقول الشاعر: [من الطويل]

43 -

تعش فإن عاهدتني لا تخونني

نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

وقال عز وجل: (ومنهم من يستمعون إليك)[يونس /42].

وأما (ما) فتجري مجرى (من) في جميع ما ذكر، إلا أنها لا تكون لمن يعقل، وإنما تكون لما لا يعقل، نحو قوله تعالى:(والله خلقكم وما تعملون)[الصافات /96]، ولصفات من يعقل، نحو قوله تعالى:(فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)[النساء /3]، وللمبهم أمره، كقولك لمن أراك شبحًا، لا تدري أبشر هو أم مدر: رأيت ما رأيت؟.

ولا تطلق (ما) على من يعقل، إلا مع غيره، نحو قوله عز وجل:(ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض)[النحل /49].

وأما الألف واللام فتكون اسمًا موصولا بمعنى (الذي) وفروعه، ويلزم في ضميرها اعتبار المعنى نحو: جاء الضارب والضاربة، والضاربان والضاربتان، والضاربون

ص: 58

والضاربات، كأنك قلت: الذي ضرب والتي ضربت، واللذان ضربا واللتان ضربتا، والذين ضربوا واللاتي ضربن. ويدلك على أن الألف واللام في نحو: الضارب اسم موصول أمور:

الأول: استحسان خلو الصفة معهما عن الموصوف، إذا قلت: جاء الكريم المحسن، فلولا أن الألف واللام هنا اسم موصول، قد اعتمدت الصفة عليه، كما تعتمد على الموصوف لقبح خلوها عن الموصوف، مع الألف واللام، كما يقبح بدونها.

الثاني: عود الضمير عليها، نحو: أفلح المتتقي ربه، فإنه لا يعود الضمير إلا على الاسم.

الثالث: إعمال اسم الفاعل معها بمعنى المضي، كقولك: جاء الضارب أبوه زيدًا أمس، فلولا أن الألف واللام بمعنى الذي، واسم الفاعل معها قد سد مسد الفعل لكان منع إعمال اسم الفاعل بمعنى المضي معها أحق منه بدونها.

[34]

وأما (ذو) فتكون موصولة في لغة طيئ خاصة، والأعرف // فيها عندهم بناؤها، واستعمالها في الإفراد والتذكير، وفورعهما بلفظ واحد.

ويظهر المعنى بالعائد، نحو: رأيت ذو قام أبوه، وذو قام أبوها، وذو قام أبوهما، وذو قام أبوهم، وذو قام أبوهن.

قال الشاعر: [من المنسرح]

44 -

ذاك خليلي وذو يواصلني

يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

أي: والذي يواصلني.

ص: 59

وقال الآخر: [من الوافر]

45 -

فإن الماء ماء أبي وجدي

وبئري ذو حفرت وذو طويت

أراد: التي حفرت، والتي طويت.

وقد تعرب كما أنشد أبو الفتح: [من الطويل]

46 -

فإما كرام موسرون لقيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

والرواية المشهورة:

...............................

فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا

على البناء.

وقد ذكر أبو الحسن في كتابه المقرب أن في (ذو) الموصولة لغتين:

إحداهما: إجراؤها مجرى (من).

والأخرى: إجراؤها مجرى (الذي). في اختلاف اللفظ، لا اختلاف حاله: في الإفراد، والتذكير، وفروعهما، وقد تلحقها تاء التأنيث، وتبنى على الضم.

حكي الفراء: (بالفضل ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله به).

والمعنى: بالفضل الذي فضلكم الله به، والكرامة التي أكرمكم الله بها.

وربما جمع ذات بالألف والتاء؛ مع بقاء البناء؛ كقول الراجز: [من الرجز]

47 -

جمعتها من أينقٍ سوابق

ذوات ينهضن بغير سائق

ص: 60

وأما (ذا) فتكون موصولة بمنزلة (ما) في الدلالة على معنى (الذي) وفروعه، إذا وقعت بعد (ما) الاستفهامية، أو (من) أختها، ما لم يكن مشارًا بها، أو ملغاة.

فمتى لم يتقدم على (ذا)(ما)، ولا (مَنْ) الاستفهاميتان لم يجز في (ذا) عند البصريين أن تكون موصولة.

وأجازه الكوفيون، وانشدوا قول ابن مفرغ:[من الطويل]

48 -

عَدَسْ ما لِعَبَّاد عليك إمَارةٌ .... أَمِنْتِ وهذا تَحملينَ طَليقُ

زاعمين أن المراد، والذي تحملين طليق، وهو محتمل.

والأظهر: أن (هذا) اسم إشارة، و (تحملين) حال، والتقدير: وهذا محمولًا طليق.

أما إذا وقعت (ذا) بعد (ما) أو (مَنْ) الاستفهاميتين، فقد تكون مشارًا بها كما في نحو: ماذا الواقف، ومَنْ ذا الذاهب، وأمر هذا ظاهر، ولذلك لم يحرَز عنها.

وقد لا تكون (ذا) مشارًا بها كما في نحو: ماذا صنعت؟ ومن ذا رأيت؟ فيحتمل فيها حينئذ أن تكون موصولة، مخبرًا بها عن اسم الاستفهام، وأن تكون ملغاة؛ دخولها في الكلام كخروجها.

ويظهر أثر الاحتمالين في البدل من الاستفهام، وفي الجواب.

هذا إن فرغ (ما) بعد (ذا) من ضمير الاستفهام، أو ملابسه، كما إذا قلت:[35] ماذا صنعت؟ أخيرًا، أم شرٍّا؟ // وأخيرٌ، أم شرٌّ؟ بنصب البدل ورفعه، فالنصب على جعل (ما) مفعول صنعت، و (ذا) لغو، والرفع على جعل (ما) مبتدًا،

ص: 61

مخبرًا عنه بـ (ذا) موصولة، على حد قول الشاعر:[من الطويل]

49 -

ألا تَسْألَانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ .... أَنَحْبٌ فيُقْضَى أَمْ ضلالٌ وباطِلُ.

والجواب كالبدل: في أن حاله مبنية على الحكم في (ذا) فإن حق الجواب أن يكون مطابقًا للسؤال، فلذلك يجيء فعليٍّا تارة، وابتدائيًا أخرى: فيجيء فعليًا إذا حملت (ذا) على كونها لغوًا، لأن الاستفهام؛ حينئذ؛ يكون بجملة فعلية، ويجيء ابتدائيًا، إذا حملت (ذا) على كونها موصولة، لأن الاستفهام؛ حينئذ؛ يكون بجملة اسمية.

وعلى ذلك قراءة أبي عمرو قوله تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون قل العفو} [البقرة/ 219] برفع العفو؛ على معنى: الذي ينفقون العفو، ونصبه؛ على معنى: أنفقوا العفو.

وأما (أي) فسيأتي ذكرها، إن شاء الله تعالى.

96 -

وكلها يلزمُ بعدهُ صلة .... على ضمير لائق مشتمله

97 -

وجملةٌ أو شبهُها الذي وُصل .... به كمن عندي الذي ابنُه كُفل

98 -

وصِفة صريحةٌ صلةُ أل .... وكونُها بمعرَب الأفعال قل

لما فرع من تعداد الأسماء الموصولة، وشرح معانيها أخذ في بيان ما يلزمها من الاستعمال، فذكر هذه الأبيات.

وحاصلها: أن كل موصول يلزمه أن يعرف بصلة، مشتملة على ضمير عائد إلى الموصول، مطابق له في الإفراد، والتذكير، وفروعهما.

ص: 62

ومن شروط الصلة: أن تكون معهودة، نحو: جاء الذي عرفته، أو منزلة منزلة المعهود، نحو قوله: عز وجل: {فعشيهم من اليم ما غشيهم} [طه/ 78]. وإلا لم تصلح للتعريف.

ثم الموصول: إن كان غير الألف واللام فصلته جملة خبرية، مؤلفة من مبتدأ، وخبر، نحو: جاء الذي زيد أبوه، أو من فعل وفاعل، نحو: جاء الذي كرم أخوه.

ولا يجوز أن تكون الصلة جملة طلبية، لأن الطلب غير محصل، فلا يكون معهودًا، ولا يصلح للتعريف، ويقوم مقام الجملة الموصول بها شبهها من ظرف، أو جار ومجرور، متعلق باستقرار محذوف، نحو: رأيت الذي عندك، والذي لزيد، تقديره: الذي استقر عندك، والذي حصل لزيد.

وقد مثل للموصول بالجملة، وشبهها.

........................... .... بمن عندي الذي ابنُه كُفِل

فـ (من) موصول بظرف، شبيه بالجملة، و (الذي) موصول بجملة هي: مبتدأ وخبر.

وإن كان الموصول الألف واللام فصلته صفة صريحة، أي خالصة الوصفية، كضارب، وحسن، وظريف، بخلاف التي غلبت عليها الاسمية، كأبطح، وأجرع، وصاحب، وراكب، فإنها لا تصلح لأن يوصل بها.

[36]

وقد توصل (الألف واللام) بفعل مضارع // شبهوه بالصفة، لأنه مثلها في المعنى، قال الشاعر:[من البسيط]

50 -

ما أنت بالحكم الترضي حكومته .... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

ص: 63

وقال الآخر: [من الطويل]

51 -

يقول الخنا وأبغض العجم ناطقًا .... إلى ربنا صوت الحمار اليُجدعُ

99 -

أي كما وأعربت ما لم تُضف .... وصدر وصلها ضميرٌ انحذف

100 -

وبعضهم أعرب مطلقًا وفي .... ذا الحذف أيا غيرُ أي يقتفي

101 -

إن يُستطل وصلٌ وإن لم يُستطل .... فالحذف نزر وأبوا أن يختزل

102 -

إن صلح الباقي لوصل مكمل .... والحذفُ عندهم كثيرٌ مُنجلي

103 -

في عائد متصل إن انتصب .... بفعلٍ أو وصف كمن نرجو يهب

من الأسماء الموصولة (أي) وهي (كما) في الدلالة على معنى (الذي) و (التي) وتثنيتهما، وجمعهما، نحو: امرر بأي فعل، وأي فعلت، وأي فعلا، وأي فعلوا، واي فعلن.

وقد تلحقها تاء التأنيث، نحو: امرر بأية فعلت. وأعربت دون أخواتها، لأن شبهها بالحروف في الافتقار إلى جملة، معارض بلزومها الإضافة في المعنى، فبقيت على مقتضى الأصل في الأسماء.

وقد تبنى، وذلك إذا صرح بما تضاف إليه، وكان العائد مبتدأ محذوفًا، كقوله تعالى:{ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} [مريم/ 69].

تقديره: أيهم هو أشد.

ص: 64

ومثل ذلك قول الشاعر: [من المتقارب]

52 -

إذا ما لقيت بني مالك .... فسلم على أيهم أفضل

وأما إذا لم يكن العائد مبتدأ محذوفًا، فلا بد من إعراب، أي سواء كان العائد مبتدأ مذكورًا، نحو: أمرر بأيهم هو أفضل، أو غيره، نحو: أُمرر بأيهم قام أبوه، وكذا إذا لم يصرح بما تضاف إليه (أي) فلا بد من إعرابهان سواء كان العائد مبتدأ محذوفًا، نحو: امرر بأي أفضل، أو لم يكن، نحو: امرر بأي هو أفضل، وأي قام أبوه.

ومن العرب من يعرف (أيا) مطلقًا، وعليه قراءة بعضهم:{ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد} بالنصب.

قوله:

.................... وفي .... ذا الحذف أيا غير أي يقتفي

يعني: أن غير (أي) من الموصولات يتبع (أيا) في جواز حذف العائد عليها، وهو مبتدأ، لكنه لا يحسن، ولا يكثر إلا إذا طالت الصلة كقول بعضهم:(ما أنا بالذي قائلٍ لك شيئًا).

أرادك ما أنا بالذي هو قائل لك شيئًا، ومنه قوله تعالى:{وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} [الزخرف/ 84].

[37]

المعنى؛ والله أعلم؛ وهو الذي هو في السماء إله // وهو في الأرض إله.

ص: 65

أما إذا لم تطل الصلة فالحذف ضعيف قليل، كقوله:[من البسيط]

53 -

ومن يعن بالحمد لا ينطق بما سفه .... ولا يحد عن سبيل الحلم والكرم

أراد: لا ينطق بما هو سفهٌ.

ومنه قراءة بعضهم: {تمامًا على الذي أحسن} [الأنعام/ 154] بالرفع.

قوله:

.................... .... ......... وأبوا أن يُختزل

إن صلُح الباقي لوصل مُكمل .... ...................

يعني: أن العائد إذا كان مبتدأ لا يجوز اقتطاعه من الصلة، وحذفه إلا أن يكون الخبر مفردًا، كما مر.

فلو كان ظرفًا، أو جملة لم يجز حذف العائد، لأنه؛ حينئذ؛ لو حذف لم يبق على إرادته دليل، لأن الظرف والجملة من شأن كل واحد منهما أن يستقل بالوصل. فتقول جاء الذي هو في الدار، ورأيت الذي هو يقول ويفعل، ولا يجوز في مثله حذف العائد وقوله:

........................ ..... والحذف عندهم كثيرٌ مُنجلي

في عائد متصل ............. .... .........................

إلى آخر البيت، بيان إلى أنه يحسن حذف العائد إذا كان ضميرًا متصلًا منصوبًا بفعل أو وصف، كقوله:

.......................... .... ........... من نرجو يهب.

تقديره: من نرجوه الهبة يهب.

ص: 66

ونحو قوله تعالى: {مما عملت أيدينا أنعامًا} [يس/ 71] وقوله تعالى: {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم} [فصلت/31].

وأمثال ذلك؛ مما حذف منه العائد منصوبًا بفعل؛ كثير، وأما ما حذف منه العائد منصوبًا بالوصف فقليل.

وشاهده قول الشاعر: [من م. البسيط]

54 -

في المعقب البغي أهل البغي ما .... ينهى امرأ حازمًا أن يسأما

تقديره: في الذي أعقبه البغي ظلم أهل البغي ما ينهى الحازم أن يسأم من سلوك الحق، وطريق السداد.

ولو كان العائد المنصوب بالفعل ضميرًا منفصلًا، كما في نحو: جاء الذي أكرمت لم يجز حذفه، لئلا تفوت فائدة الانفصال من الدلالة على الاختصاص والاهتمام.

104 -

كذاك حذفُ ما بوصفٍ خُفضا .... كأنت قاض بعد أمر من قضى

105 -

كذا الذي جُر بما الموصول جر .... كمُر بالذي مررت فهو بر

يعني: أنه يجوز حذف العائد، مجرورًا بإضافة الوصف إليه، كما جاز حذفه منصوبًا لأنه مثله في المعنى، قال الله تعالى:{فاقض ما أنت قاض} [طه/ 72].

تقديره: فاقض ما أنت قاضيه، وقال الشاعر:[من الطويل]

55 -

ويصغر في عيني تلادي إذا انثت .... يميني بإدراك الذي كنت طالبا

ص: 67

ويجوز أيضًا حذف العائد المجرور بحرف جر به الموصول، لفظًا ومعنى، ومتعلقًا كقولك: مر بالذي مررت، تقديره: مر بالذي مررت به، فحذف العائد لوضوح الدلالة [38] // عليه.

ومثله قوله تعالى: (ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون)[المؤمنون /33] أي: منه.

ولو كان العائد مجرورًا بحرف غير ما جر به الموصول، لفظًا ولا متعلقًا، كما في نحو: جاء الذي مررت به، لم يجز الحذف خوف اللبس.

ولو كان مجرورًا بحرف جر بالموصول لفظًا لا معنى ولا متعلقًا كما في نحو: زهدت في الذي رغبت فيه، لم يجز أن يحذف العائد، إلا فيما ندر من قوله:[من الطويل]

56 -

وإن لساني شهدة يشتفى بها

وهو على من صبه الله علقم

أراد: من صبه عليه.

ص: 68