المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أسماء الأفعال والأصوات - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌أسماء الأفعال والأصوات

‌أسماء الأفعال والأصوات

627 -

ما ناب عن فعل كشتان وصه

هو اسم فعل وكذا أوه ومه

أسماء الأفعال: ألفاظ نابت عن الأفعال معنى واستعمالا، كشتان بمعنى: افترق، وصه، بمعنى: اسكت، واوه، بمعنى: أتوجع، ومه بمعنى: اكفف.

[237]

واستعمالها كاستعمال الأفعال، من كونها عاملة، غير//معمولة، بخلاف المصادر الآتية بدلا من اللفظ بالفعل، فإنها وإن كانت كالأفعال في المعنى، فليست مثلها في الاستعمال، لتأثرها بالعوامل.

628 -

وما بمعنى افعل كآمين كثر

وغيره كوي وهيهات نزر

أكثر ما تجئ أسماء الأفعال بمعنى الأمر ك (آمين) بمعنى: استجب، و (تيد) بمعنى: أمهل، و (هيت وهيا) بمعنى: أسرع، و (ويها) بمعنى: أغر، و (إيه) بمعنى: امض في حديثك، و (حيهل) بمعنى: ائت أو أقبل أو عجل.

واطرد صوغه من كل فعل ثلاثي، ك (نزال) بمعنى: انزل، و (دراك) بمعنى أدرك، و (تراك) بمعنى: اترك، و (حذار) بمعنى: احذر.

وشذ صوغه من الرباعى ك (قرقار) بمعنى: قرقر، وقاس عليه الأخفش. ومجيء أسماء الأفعال بمعنى الماضي والحال قليل نزر.

فما جاء بمعنى الماضي: (هيهات) بمعنى: بعد، و (وشكان وسرعان) بمعنى: سرع، و (بطآن) بمعنى: بطؤ.

ص: 435

ومما جاء بمعنى الحال (أف) بمعنى أتضجر، و (أوه) بمعنى: أتوجع، و (وي)، و (وا)، و (واها) بمعنى: أعجب.

629 -

والفعل من أسمائه عليكا

وهكذا دونك مع إليكا

630 -

كذا رويد بله ناصبين

ويعملان الخفض مصدرين

من جملة أسماء الأفعال: ما كان في أصله ظرفا أو حرف جر، ثم خرج عن ذلك، وصار بمنزلة: صه ونزال في الدلالة على معنى الفعل وتحمل ضمير الفاعل، فمن ذلك:(عليك) بمعنى: الزم، و (دونك وعندك ولديك) بمعنى: خذ، و (إليك) بمعنى: تنح، (ومكانك) بمعنى: أثبت، و (وراءك) بمعنى: تأخر، و (أمامك) بمعنى: تقدم، ولا يستعمل هذا النوع في الغالب إلا جارا لضمير المخاطب.

وشذ (علي) بمعنى: أولني، و (إلي) بمعنى: أتنحى، و (عليه) بمعنى: ليلزم، وحكى الأخفش:(علي عبد الله زيدا) وهو غريب.

وأما (رويدا) فمرخم تصغير إرواد، مصدر: أروده، أي: أمهله. ويستعمل في الخبر والأمر.

أما في الخبر كقولك: ساروا رويدا، تنصبه على الحال، على معنى: ساروا مرودين، أو على النعت للمصدر: إما ظاهرا أو مقدرا.

وأما في الأمر كقولك: رويدا زيدا، أي أمهل زيدا، وله استعمالان: هو في أحدهما اسم فعل، وفي الآخر مصدر بدل من اللفظ بالفعل، لأنه تارة يكون مبنيا على الفتح، وإذا وليه المفعول كان منصوبا نحو: رويدا زيدا.

فها هنا هو اسم فعل، لأنه لو كان مصدرا لكان معربا، ولو كان معربا لكان منونا، وتارة يكون منصوبا منونا أو مضافا إلى المفعول نحو: رويد زويد. فها هنا هو مصدر، [238] لأنه لو كان اسم فعل لما كان// إلا مبنيا.

وأما (بله) فهي بمعنى: دع. ولها أيضا استعمالان: مضافة وغير مضافة، فإذا قلت: بله زيد: كانت مصدرا بدلا من اللفظ بالفعل، وإذا قلت: بله زيدا: كانت اسم فعل كما قلنا: في (رويد).

631 -

وما لما تنوب عنه من عمل

لها وأخر ما لذي فيه العمل

يعني أن أسماء الأفعال تعمل عمل الأفعال التي نابت عنها، فترفع الفاعل ظاهرا نحو: شتان زيد وعمرو، ومضمرا كما في (نزال).

ص: 436

وينصب منها ما هو في معنى المتعدي نحو: دراك زيدا، ويتعدى إليه بحرف من حروف الجر ما هو في معنى ما يتعدى بذلك الحرف.

ومن ثم عدى (حيهل) بنفسه لما ناب عن ائت في العمل نحو: (حيهل الثريد)، وبالباء لما ناب عن عجل في نحو:(إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر)، وب (على) لما ناب عن (أقبل) في نحو: حيهل على كذا.

قوله:

.......................... وأخر ما لذي فيه العمل

يعني: أنه يجب تأخير اسم الفعل، ولا يستوي بينه وبين الفعل في جواز التقديم والتأخير، فتقول: دراك زيدا؛ كما تقول: أدرك زيدا، وتقول: زيدا أدرك، ولا تقول: زيدا دراك.

هذا مذهب جميع النحويين إلا الكسائي فإنه أجاز فيه ما يجوز في الفعل من التقديم والتأخير.

632 -

واحكم بتنكير الذي ينون

منها وتعريف سواه بين

لما كانت هذه الكلمات أسماء مضمنة معاني الأفعال، كانت كباقي الأسماء لا تخرج عن كونها معرفة أو نكرة، فما تجرد من التنوين معرفة، وما تنون نكرة.

ومنها ما لازم التعريف ك (نزال وبله وآمين) ومنها ما لازم التنكير ك (واها وويها) ومنها ما استعمل بالوجهين ك (صه وصه ومه ومه وأف وأف)

633 -

وما به خوطب ما لا يعقل

من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل

634 -

كذا الذي أجدى حكاية كقب

والزم بنا النوعين فهو قد وجب

أسماء الأصوات: ألفاظ أشبهت أسماء الأفعال في الاكتفاء بها دالة على خطاب ما لا يعقل، أو على حكاية بعض الأصوات.

فالأول: إما لزجر، ك (هلا: للخيل) و (عدس: للبغل) و (هيد وهيد وهاد وعاه وهاب: للإبل) و (هج وعاج وحل وحاب وجاه: للبعير) و (أس وهس وهج وقاع: للغنم) و (وهج وهجا: للكلب) و (سع وجح: للضأن) و (وح: للبقر) و (عز وعيز: للعنز) و (حر: للحمار) و (جاه: للسبع). وإما لدعاء ك (أو: للفرس)

ص: 437

[239]

و (دوه: للربع) و (عوه: للحجش) و (بس // للغنم) و (جوت وجئ: للإبل الموردة) و (تأ وتؤ: للتيس المنزى) و (نخ: للبعير المناخ) و (هدع: لصغار الإبل المسكنة) و (سأ وتشؤ: للحمار المورد) و (دج: للدجاج) و (قوس: للكلب).

والثاني: ك (غاق: للغراب) و (ماء: للظبية) و (شيب: لشرب الإبل) و (عيط: للمتلاعبين) و (طيخ: للضاحك) و (وطاق: للضرب) و (طق: لوقع الحجارة) و (قب: لوقع السيف) و (خازباز: للذباب) و (خاق باق: للنكاح) و (قاش ماش: للقماش، كأنه سمي باسم صوته)

وهذه الكلمات أمثالها أسماء؛ لامتناع كونها حروفا من قبل الاكتفاء بها وامتناع كونها أفعالا من قبل أنها لا تدل على الحدث والزمان. وحكم جميعها البناء، وكذا أسماء الأفعال، وقد تقدمت العلة في ذلك.

وما يقع منها موقع المتمكن يجوز فيه الإعراب والبناء، قال الشاعر:[من الطويل]

564 -

دعاهن ردفي فارعوين لصوته

كما رعت بالجوت الظماء الصواديا

يروى بكسر الجوت وفتحها.

ص: 438