الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمالة
900 -
الألف المبدل من يا في طرف .... أما كذا الواقع منه اليا خلف
901 -
دون مزيد أو شذوذ ولما .... تليه ها التأنيث ما الها عدما
الإمالة: هي أن تنحو بالألف نحو الياء وبالفتحة نحو الكسرة. ولهذا أسباب:
منها: أن تكون الألف بدلا من ياء أو صائرة إلى الياء دون شذوذ ولا زيادة مع تطرفها لفظا أو تقديرا.
فالتي هي بدل من ياء، كألف (الهدى وهدى وفتاة ونواة).
والصائر إلى الياء، كألف (المغزى وحبلى).
واحترز بعدم الشذوذ من مصير الألف إلى الياء في الإضافة إلى ياء المتكلم نحو: (قفي وهوي).
واحترز بنفي الزيادة من نحو قولهم في التصغير: (قفي) وفي التكسير: (قفي وهوي).
واحترز بالتطرف من الكائنة عينا، فإن فيها تفصيلا بينه بقوله:
902 -
وهكذا بدل عين الفعل إن .... يؤل إلى فلت كماضي خف ودن
من أسباب الإمالة أن تكون الألف بدلا من عين فعل تكسر فاؤه حين يسند إلى تاء الضمير بائيا كان كبان أو واويا كخاف، فإنك تقول فيهما: بنت وخفت، فيصيران في اللفظ على وزن (فلت) والأصل (فعلت) فحذفت العين، وحركت الفاء بحركتها.
فهذا ونحوه تجوز إمالته، بخلاف نحو:(حال يحول، وتاب يتوب) مما تضم فاؤه حين يسند إلى تاء الضمير، فيصير في اللفظ على وزن (قلت) نحو: حلت، وتبت.
903 -
كذاك تالي الياء والفصل اغتفر .... بحرف أو مع ها كجيبها أدر
904 -
كذاك ما يليه كسرا أو يلي .... تالي كسر أو سكون قد ولي
905 -
كسرا وفصل الها كلا فصل يعد .... فدرهماك من يمله لم يصد
[325]
// من أسباب الإمالة: وقوع الألف قبل الياء كـ (بايع) أو بعدها متصلة كـ (بيان)، أو منفصلة بحرف كـ (يسار) و (ضربت يداه) أو بحرفين: أحدهما هاء كـ (بيتها) و (أدر جيبها). فلو لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة، لبعد الياء. وإنما اغتفروا البعد مع الهاء، لخفائها.
ومن أسباب الإمالة: تقدم الألف على كسرة تليها نحو: (عالم) أو تأخرها عنها بحرف نحو: (كتاب وعماد) أو بحرفين: أولهما ساكن كـ (شملال) أو كلاهما متحرك واحدهما هاء نحو: (يريد أن يضربها) و (هذه درهماك).
وقد يمنع الإمالة لوجود الكسرة أو الياء حرف الاستعلاء. وقد بين الأمر في ذلك بقوله:
906 -
وحرف الاستعلا يكف مظهرا .... من كسر او يا وكذا تكف را
907 -
إن كان ما يكف بعد متصل .... أو بعد حرف أو بحرفين فصل
908 -
كذا إذا قدم ما لم ينكسر .... أو يسكن اثر الكسر كالمطواع مو
909 -
وكف مستعمل ورا ينكف .... بكسر را كغارما لا أجفو
910 -
ولا تمل لسبب لم يتصل .... والكف قد يوجبه ما ينفصل
إذا كان سبب الإمالة كسرة ظاهرة أو ياء موجودة، وكان بعد الألف حرف من حروف الاستعلاء وهي: الخاء، والصاد، والطاء، والظاء، والغين، والقاف؛ وكان حرف الاستعلاء متصلا كـ (ساخط، وخاطب، وحاظل، وناقف) أو مفصولا بحرف كـ (نافخ، وفارط، وناعق، وبالغ) أو حرفين: كـ (مناشيط، ومواثيق) منع حرف الاستعلاء الإمالة وغلب سببها، وكذا الراء المضمومة أو المفتوحة نحو:(هذا عذار) و (هذان عذاران) فلا تجوز الإمالة في نحو هذا، كما لا تجوز في نحو:(ساخط، وخاطب) بخلاف ما لو كان الراء مكسورة، على ما سيأتيك بيانه.
ومثل الراء غير المكسورة في كف سبب الإمالة حرف الاستعلاء المتقدم على الألف ما لم يكن مكسورا أو ساكنا أو بعد راء مكسورة وذلك نحو: (صالح، وطالب، وظالم، وغالب، وصحائف، وقبائل، وصمادح، وضبارم). بخلاف نحو: (طلاب، وغلاب) مما حرف الاستعلاء منه مكسور، وبخلاف نحو:(إصلاح، ومطواع) مما حرف الاستعلاء منه ساكن إثر كسرة، فإن أكثر أهل الإمالة يعامله معاملة ما حرف الاستعلاء منه مكسور فيميله.
ومنهم من لا يميله، كما لو كان المستعلى متحركا بغير الكسر، وبخلاف نحو:{أبصارهم} [البقرة/ 7] و {دار القرار} [غافر/ 39] مما بعد الألف منه راء مكسورة [326] فإنه يمال، // ولا أثر لحرف الاستعلاء فيه.
وقد نبه على هذا، وعلى أنه لا أثر في كف الإمالة للراء المكسورة ولا للراء غير المكسورة مع الراء المكسورة بقوله:
وكف مستعل ورا ينكف .... بكسر را كغارما لا أجفو
فعلم أنه يمال نحو: غارم و {دار القرار} [غافر/ 39] لأجل كسرة الراء.
وإذا كان هذا النحو يمال لأجل كسرة الراء مع وجود المقتضى لترك الإمالة، فبالحرى أن يمال نحو:{حمارك} [البقرة/ 259] مما لا مقتضى فيه لتركها.
ومن هنا يعلم ما تقدم قبل؛ من أن شرط كون الراء لسبب الإمالة أن تكون مضمومة أو مفتوحة كما تقدم ذكره.
وإذا انفصل سبب الإمالة فلا أثر له بخلاف سبب المنع منها فإنه قد يؤثر منفصلا فيقال: (أتى أحمد) بالإمالة، و (أتي قاسم) بترك الإمالة. وإلى هذا أشار بقوله:
ولا تمل لسبب لم يتصل .... .................
(البيت).
911 -
وقد أمالوا لتناسب بلا .... داع سواه كعمادا وتلا
912 -
ولا تمل ما لم ينل تمكنا .... دون سماع غير ها وغير نا
913 -
والفتح قبل كسر راء في طرف .... أمل كللأيسر مل تكف الكلف
914 -
كذا الذي تليه ها التأنيث في
…
وقف إذا ما كان غير ألف
قد تمال الألف طلبا للتناسب، كإمالة ثاني الألفين في نحو:(مغزانا، ورأيت عمادا) وكإمالة الألفين في قوله تعالى: {والضحى* والليل إذا سجى} [الضحى/1 - 2] ليشاكل التلفظ بهما ما بعدهما.
ثم إن الإمالة لم تطرد فيما لم يتمكن إلا في ألفي (نا، وها) نحو: (مر بنا، ونظر إلينا، ومر بها ونظر إليها، ويريد أن يضربها).
وقد جروا على القياس فر ترك إمالة (إلا، وإما، وإلى، وعلى، ولدى).
ومما أميل على غير القياس (إلى، ومتى، وبلى، ولا) في قولهم: (إما لا).
ومما أميل على غير القياس (را) وما أشبهها من فواتح السور، وكذلك (الحجاج علما والباب، والمال، والناس). فهذا ونحوه مسموع فيه الإمالة، ولا يقاس عليه.
قوله:
والفتح قبل كسر راء في طرف .................................... (البيت).
بيان لأنه من الإمالة المطردة إمالة كل فتحة وليها راء مكسورة نحو قوله تعالى: {ترمي بشرر كالقصر} [المرسلات/ 32] وقوله تعالى: {غير أولي الضرر} [النساء/ 95].
ومن الإمالة المطردة أيضا كل فتحة وليها تاء منقلبة للوقف هاء، إلا أن إمالة هذه مخصوصة بالوقف، وإمالة التي تليها راء مكسورة جائزة في الوصل والوقف. وقد نبه على الفرق بين المسألتين بقوله:
كذا الذي تليه ها التأنيث في
…
وقف .......................
فخص الإمالة قبل علامة التأنيث بالوقف.
فعلم أنها لا تجوز في الوصل، وأن إمالة الفتحة قبل الراء المكسورة تجوز في [327] الوصل والوقف لأنه مطلق غير// مقيد بحال.