الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إعمال المصدر
424 -
بفعله المصدر ألحق في العمل
…
مضافًا أو مجردًا أو مع أل
425 -
إن كان فعل مع أن أو ما يحل
…
محله ولا سم مصدر عمل
اعلم أن اسم المعنى الصادر عن الفاعل، كالضرب، أو القائم بذاته كالعلم ينقسم إلى مصدر واسم مصدر.
فإن كان أوله ميم مزيدة لغير مفاعلة كالمضرب، والمحمدة، أو كان لغير ثلاثي بوزن الثلاثي، كالوضوء والغسل فهو اسم المصدر، وإلا فهو المصدر.
وإذ قد عرفت هذا فاعلم أن المصدر يصح فيه أن يعمل عمل فعله فيرفع الفاعل وينصب المفعول، بشرط أن يقصد به قصد فعله من: الحدوث والنسبة إلى مخبر عنه.
وعلامة ذلك: صحة تقديره بالفعل مع الحرف المصدري، فيقدر بـ (أن) والفعل إن كان ماضيًا أو مستقبلا، وبـ (ما) والفعل إن كان حالا، لأن فعل الحال لا يدخل عليه (أن).
ولو لم يصح تقدير المصدر بالفعل مع الحرف المصدري لم يسغ عمله، ومن ثم كان نحو قولهم:(مررت بزيدٍ، فإذا له صوتً صوت حمار). النصب فيه بإضمار فعل، لا بصوت المذكور، لأنه لا يصح تقدير: أن يصوت مكانه.
فلو قلت: (مررت فإذا له أن يصوت) لم يحسن؛ لأن (أن يصوت) فيه معنى التجدد والحدوث، وأنت لا تريد أنه جدد الصوت في حال المرور، وإنما تريد: أنك مررت فوجدت الصوت بتلك الصفة.
وإذا كان في المصدر شرط العمل فأكثر ما يعمل مضافًا، كقولك: أعجبني ضرب [161] زيدٍ عمرًا، أو منونًا، كقوله تعالى:(أو إطعام // في يومٍ ذي مسغبةٍ * يتيمًا)[البلد /14 - 15]، ومثله قول الشاعر:[من الوافر]
386 -
بضربٍ بالسيوف رؤوس قومٍ
…
أزلنا هامهن عن المقيل
وإعمال المصدر مضافًا أكثر، ومنونًا أقيس.
وقد يعمل مع الألف واللام، كقول الشاعر:[من المتقارب]
387 -
ضعيف النكاية أعداءه
…
يخال الفرار يراخي الأجل
وقول الآخر: [من الطويل]
388 -
لقد علمت أولى المغيرة أنني
…
كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا
أراد: عن أن أضرب مسمعا، يعني: رجلا.
وقد عد من هذا قوله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم)[النساء /148].
وقد أشار إلى الأوجه الثلاثة في إعمال المصدر على الترتيب بقوله:
…
مضافًا أو مجردًا أو مع أل
أي: مجردًا عن الإضافة والألف واللام، وهو المنون.
وقوله:
…
.ولا سم مصدر عمل
بتنكير (عمل) لقصد التقليل، إشارة إلى أن اسم المصدر قد يعطي حكم المصدر، فيعمل عمل فعله، كقول الشاعر:[من الوافر]
389 -
أكفرًا بعد رد الموت عني
…
وبعد عطائك المائة الرتاعا
ومنه قول عائشة رضي الله عنها: (من قبلة الرجل امرأته الوضوء)، وليس ذلك بمطرد في اسم المصدر، ولا فاش فيه.
426 -
وبعد جره الذي أضيف له
…
كمل بنصبٍ أو برفعٍ عمله
وقد تقدم أن المصدر يعمل مضافًا وغير مضاف. فإذا كان مضافا: جاز أن يضاف إلى الفاعل، فيجزه، ثم ينصب المفعول، نحو: بلغني تطليق زيدٍ امرأته، وأن يضاف إلى المفعول فيجره، ثم يرفع الفاعل نحو: بلغني تطليق هندٍ زيد ونحوه قول الشاعر: [من البسيط]
390 -
تنفي يداها الحصى في كل هاجرةٍ
…
نفي الدراهيم تنقاد الصياريف
وزعم بعضهم أنه مختص بالضرورة، وليس كذلك، بدليل قوله تعالى:(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)[آل عمران/97] وإنما هو قليل.
ولا تكثر إضافة المصدر إلى المفعول إلا إذا حذف الفاعل، كما في قوله تعالى:(بسؤال نعجتك)[ص /24].
427 -
وجر ما يتبع ما جر ومن
…
راعى في الاتباع المحل فحسن
المضاف إليه المصدر: إن كان فاعلا فهو مجرور اللفظ مرفوع المحل، وإن كان مفعولا فهو مجرور اللفظ منصوب المحل إن كان مقدرًا بـ (أن) وفعل الفاعل، أو مرفوع المحل، إن كان مقدرًا بـ (أن) وفعل ما لم يسم فاعله.
[162]
فإذا أتبعت المضاف إليه المصدر فلك في التابع // الجر حملا على اللفظ، والرفع أو النصب حملا على المحل، تقول: عجبت من ضرب زيدٍ الظريف، بالجر، وإن شئت قلت: الظريف. كما قال الشاعر: [من الكامل]
391 -
حتى تهجر في الرواح وهاجها
…
طلب المعقب حقه المظلوم
فرفع (المظلوم) على الإتباع لمحل (المعقب).
وقال الآخر: [من البسيط]
392 -
السالك الثغرة اليقظان سالكها
…
مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل
(الفضل) اللابسة ثوب الخلوة، وهو نعت لـ (الهلوك) على الموضع، لأنها فاعل (المشى). وتقول: عجبت من أكل الخبز واللحم واللحم. فالجر على اللفظ، والنصب على محل المفعول، كما قال الشاعر:[من الرجز]
393 -
قد كنت داينت بها حسانا
…
مخافة الإفلاس والليانا
ولو قلت: عجبت من أكل الخبز واللحم، جاز على معنى: من أن أكل الخبز واللحم. واعلم أن المصدر قد يعمل عمل الفعل، وإن لم يكن في تقدير الفعل، مع الحرف المصدرى، وذلك إذا كان بدلا من اللفظ بالفعل، كقول القائل:[من الطويل]
394 -
يمرون بالدهنا خفافًا عيابهم
…
ويخرجن من دارين بجر الحقائب
على حين ألهى الناس جل أمورهم
…
فندلا زريق المال ندل الثعالب
فجعل (ندلا) بدلا من (اندل) فلذلك يقال: إنه متحمل ضمير الفاعل، وناصب للمفعول به، وإن لم يكن مقدرًا بـ (أن) والفعل؛ لأنه لما صار بدلا من اللفظ بالفعل قام مقامه، وعمل عمله.