الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عطف النسق
540 -
تال بحرفٍ متبعٍ عطف النسق
…
كاخصص بود وثناءٍ من صدق
التابع: إما كامل الاتصال بمتبوعه، فينزل منه منزلة جزئه فلا يحتاج إلى رابط، وهو التوكيد، وعطف البيان، والصفة، وإما كامل الانقطاع عنه، فينزل منه منزلة ما لا علاقة له مع ما قبله، فلا يحتاج أيضًا إلى رابط، وهو البدل، لأنه في نية الإضراب عن الأول، واستئناف الحكم للثاني، وإما متوسط بين كمال الاتصال، وكمال الانقطاع، فيحتاج إلى الرابط، وهو المعطوف عطف النسق.
ويعرف بأنه: التاج المتوسط بينه، وبين متبوعه أحد الحروف التسعة، الآتي ذكرها. والتالي في قوله:
تالٍ بحرفٍ متبعٍ ..................
…
...................
بمعنى التابع وهو جنس للتوابع، فلما قيده بالحرف المتبع أخرج غير المحدود منه.
541 -
فالعطف مطلقًا بواوٍ ثم فا
…
حتى أم أو كفيك صدق ووفا
542 -
وأتبعت لفظًا فحسب بل ولا
…
لكن كلم يبد امرؤ لكن طلا
حروف العطف على ضربين:
أحدهما: ما يعطف مطلقًا، أي يشرك في الإعراب والمعنى، وهو (الواو، وثم والفاء، وحتى، وأم، وأو).
وأكثر المصنفين لا يعدون (أو) فيما يشرك في الإعراب والمعنى، لأن المعطوف بها يدخله الشك، أو التخيير بعد ما مضى أول الكلام على اليقين والقطع.
[204]
وإنما عدها الشيخ في هذا القسم، لأن ذكرها يشعر السامع بمشاركة ما // قبلها لما بعدها فيما سيقت لأجله، وإن كان مساق ما قبلها صورة على غير مساق ما بعدها.
الضرب الثاني: ما يعطف لفظًا فحسب، أي يشرك في الإعراب وحده، وهو:(بل، ولا، ولكن).
وعد الكوفيون من هذا الضرب (ليس) محتجين بنحو قول الشاعر: [من الرجز]
477 -
أين المفر والإله الطالب
…
والأشرم المغلوب ليس الغالب
ولا حجة فيه لجواز أن يجعل (الغالب) اسم (ليس) وخبرها ضميرًا متصلا عائدًا على (الأشرم) ثم حذف لاتصاله، كما يحذف في نحو:(زيد ضربه عمرو) إذا قلت: زيد ضرب عمرو، وكما حذف في قول الشاعر:[من الطويل]
478 -
فأطعمنا من لحمها وسنامها
…
شواءً وخير الخير ما كان عاجله
التقدير: ما كانه عاجله، على معنى: عاجل الخير خيره.
543 -
فاعطف بواو لاحقًا أو سابقا
…
في الحكم أو مصاحبًا موافقا
544 -
واخصص بها عطف الذي لا يغني
…
متبوعه كاصطف هذا وابني
لما فرغ من عدد حروف العطف أخذ في بيان معانيها، وكيفية استعمالها، فقال:
فاعطف بواوٍ لاحقًا أو سابقا
…
في الحكم أو مصاحبًا موافقا
فبين أن (الواو) لمطلق الجمع: فيصح أن يعطف بها لاحق أي: متأخر عن المتبوع في حصول المشاركة فيه له، كقولك: جاء زيد وعمرو بعده. وأن يعطف بها سابق، أي متقدم على المتبوع في حصول المشاركة فيه له كقولك: جاء زيد وعمرو قبله، وأن يعطف بها مصاحب، أي: موافق للمتبوع في زمان حصول ما فيه الاشتراك كقولك: جاء زيد وعمرو معه. وإلى هذا الذي ذكرته الإشارة بقوله:
..................... أو سابقا
…
في الحكم .................
فرفع توهم أن يراد بـ (لاحق وسابق ومصاحب) اللحاق والسبق والمصاحبة في الوجود لا في النسبة إلى ما فيه المشاركة.
ويحكى عن بعض الكوفيين: أن الواو للترتيب، فلا يجوز أن يعطف بها سابق. ويدل على عدم صحة هذا القول الاستعمال، كقوله تعالى:(وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب)[النساء /163].
وقوله تعالى فيما يحكيه عن منكري البعث: (إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين)[المؤمنون /37] وقوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوحٍ وأصحاب الرس وثمود * وعاد وفرعون وإخوان لوطٍ)[ق /12 - 13]، وكقول الشاعر:[من الكامل]
479 -
أغلي السباء بكل أدكن عاتقٍ
…
أو جونةٍ قدحت وفض ختامها
[205]
وقول الآخر //: [من الكامل]
480 -
حتى إذا رجب تولى وانقضى
…
وجماديان وجاء شهر مقبل
وقول الآخر: [من الطويل]
481 -
فقلت له لما تمطى بجوزه
…
وأردف أعجازًا وناء بكلكل
وتختص (الواو) بعطف ما لا يستغنى عنه في الكلام بمتبوعه، كفاعل ما يقتضي الاشتراك في الفاعلية لفظًا، وفيها وفي المفعولية معنى، كقولك: تضارب زيد وعمرو، واختصم خالد وبكر، ومنه قوله:(اصطف هذا وابني).
ولو قلت: اصطف هذا فابني، أو ثم ابني، لم يجز لأن (الفاء) و (ثم) للترتيب وهو ينافي الاشتراك في الفاعلية والمفعولية معًا، إذا تأملت.
545 -
والفاء للترتيب باتصال
…
وثم للترتيب بانفصال
546 -
واخصص بفاءٍ عطف ما ليس صله
…
على الذي استقر (؟؟) الصله
الفاء للترتيب، وهو على ضربين: ترتيب في المعنى، وترتيب في الذكر. والمراد بالترتيب في المعنى: أن يكون المعطوف بها لاحقًا، متصلا، بلا مهلة، كقوله تعالى:(خلقك فسواك)[الانفطار /7]. والأكثر كون المعطوف بها متسببًا عما قبله، كقولك: أملته فمال، وأقمته فقام، وعطفته فانعطف.
وأما الترتيب في الذكر فنوعان:
أحدهما: عطف مفصل على مجمل، هو هو في المعنى، كقولك: توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه ورجليه، ومنه قوله تعالى:(ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين)[هود /45].
الثاني: عطف لمجرد المشاركة في الحكم بحيث يحسن بالواو، كقول امرئ القيس:[من الطويل]
482 -
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
…
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وتختص الفاء بعطف ما لا يصلح كونه صلة على ما هو صلة، كقولك: الذي يطير فيغضب زيد الذباب، فلو جعلت موضع الفاء واوًا، أو غيرها فقلت: الذي يطير، ويغضب زيد أو ثم يغضب زيد الذباب لم تجز المسألة، لأن يغضب زيد جملة لا عائد فيها على (الذي) فلا يصح أن تعطف على الصلة، لأن شرط ما عطف على الصلة أن يصلح وقوعه صلة.
فإن كان العطف بالفاء لم يشترط ذلك، لأنها تجعل ما بعدها، مع ما قبلها في حكم جملة واحدة لإشعارها بالسببية، فكأنك قلت: الذي أن يطير يغضب زيد الذباب.
وأما (ثم) فللترتيب في المعنى بانفصال، أي: يكون المعطوف بها لاحقًا للمعطوف عليه في حكمه، متراخيًا عنه بالزمان، كقوله تعالى:(وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى)[طه /121 - 122].
[206]
وقد تأتي للترتيب في الذكر، كقوله تعالى:(ثم آتينا موسى الكتاب // تمامًا على الذي أحسن)[الأنعام /154]. وقد تقع موقع الفاء كقول الشاعر: [من المتقارب]
483 -
كهز الرديني تحت العجاج
…
جرى في الأنابيب ثم اضطرب
وقد يعطف بالفاء متراخٍ، كقوله تعالى:(والذي أخرج المرعى * فجعله غثاءً أحوى)[الأعلى /4 - 5]. إما لتقدير متصل قبله، وإما لحمل الفاء على (ثم) لاشتراكهما في الترتيب.
547 -
بعضًا بحتي اعطف على كل ولا
…
يكون إلا غاية الذي تلا
مما يعطف مشتركًا في الإعراب، والمعنى (حتى) إلا أن المعطوف بها لا يكون إلا بعضًا، وغاية للمعطوف عليه: إما في نقص وإما في زيادة، نحو: غلبك الناس حتى النساء، وأحصيت الأشياء حتى مثاقيل الذر.
ومن كلامهم: (استنت الفصال حتى القرعى) و (مات الناس حتى الأنبياء أو الملوك).
وقد لا يكون المعطوف بها بعض ما قبلها إلا بتأويل، كقول الشاعر:[من الكامل]
484 -
ألقى الصيحفة كي يخفف رحله
…
والزاد حتى نعله ألقاها
فعطف (النعل) وليست بعضًا لما قبلها، لأنه في تأويل: ألقى ما يثقله حتى نعله.
ولا تقتضي الترتيب بل مطلق الجمع كالواو ويشهد لذلك قوله في الحديث الشريف: (كل شيء بقضاءٍ وقدر حتى العجز والكيس) وليس في القضاء ترتيب، وإنما الترتيب في ظهور المقتضيات.
548 -
وأم بها اعطف إثر همز التسويه
…
أو همزةٍ عن لفظ أي مغنيه
549 -
وربما حذفت الهمزة إن
…
كان خفا المعنى بحذفها أمن
550 -
وبانقطاع وبمعنى بل وفت
…
إن تك مما قيدت به خلت
(أم) في العطف على ضربين: متصلة ومنقطعة.
فالمتصلة: هي التي ما قبلها، وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، لأنهما مفردان تحقيقًا أو تقديرًا، ونسبة الحكم عند المتكلم إليهما معًا، أو إلى أحدهما من غير تعيين، وتسمى عادلة، أي: معادلة للهمزة في الاستفهام بها.
وشرط استعمالها كذلك: أن يقرن ما يعطف بها عليه: إما بهمزة التسوية، وهي التي مع جملة يصح تقدير المصدر في موضعها.
وأكثر ما تكون فعليه، كقوله تعالى:(سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)[يس /10]. المعنى: سواء عليهم الإنذار، وعدمه، ومثله قول الشاعر:[من الخفيف]
486 -
ما أبالي أنب بالحزن تيس
…
أم جفاني بظهر غيبٍ لئيم
[207]
// التقدير: ما أبالي بنبيب تيس، ولا بجفاء لئيم.
وقد تكون اسمية كقول الشاعر: [من الطويل]
487 -
ولست أبالي بعد فقدي مالكًا
…
أموتي ناج أم هو الآن واقع
المراد: ما أبالي بعد فقد مالك بنأي موتي، ولا بوقوعه. وإما بهمزة يقصد بها، وبـ (أم) ما يقصد بـ (أي) المطلوب بها تعيين أحد الشيئين بحكم معلوم الثبوت.
وتقع (أم) بعد هذه الهمزة بين مفردين، نحو: أزيد في الدار أم عمرو؟ وأقائم زيد أم قاعد؟ وإن شئت قلت: أزيد قائم أم قاعد؟ كما قال الله تعالى: (وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون)[الأنبياء /109] وبين جملتين في معنى المفردين، وقد تكونان فعليتين أو ابتدائيتين، أو إحداهما فعلية والأخرى ابتدائية.
فالأول: كقول الشاعر: [من البسيط]
488 -
فقمت للطيف مرتاعًا فأرقني
…
فقلت أهي سرت أم عادني حلم
التقدير: فقلت: أهي سارية، أم عائد حلمها، أي: أي هذين هي؟.
والثاني كقول الآخر: [من الطويل]
489 -
لعمرك ما أدري ولو كنت داريا
…
شعيث بن سهمٍ أم شعيث بن منقر
التقدير: ما أدري: أشعيث بن سهمٍ، أم شعيث بن منقر. والمعنى: ما أدري: أي النسبين هو الصحيح. و (ابن سهم وابن منقر) خبران لا صفتان. وحذف التنوين من (شعيث) حذفه من (عمرو) في قول الآخر: [من الكامل]
490 -
عمرو الذي هشم الثريد لقومه
…
ورجال مكة مسنتون عجاف
والثالث: كقوله تعالى: (أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)[الواقعة /59] كأنه قيل: أينا خلقه؟.
وقد تقع (أم) المتصلة بين مفرد وجملة، كقوله تعالى:(قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدًا)[الجن /25].
وقوله:
وربما حذفت الهمزة ................
…
..................
(البيت). إشارة إلى نحو ما مر من قول الشاعر: [من الطويل]
491 -
شعيث بن سهمٍ أم شعيث بن منقر
ومثله قول الآخر: [من الطويل]
492 -
فلا تعجلي يا مي أن تتبيني
…
بنصحٍ أتى الواشون أم بحبول
وقول الآخر: [من الطويل]
493 -
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا
…
بسبعٍ رمين الجمر أم بثمان
وقراءة ابن محيض قوله تعالى: (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم)[يس /10].
وأما (أم) المنقطعة: فهي الواقعة بين جملتين، ليستا في تقدير المفردين، بل كل منهما مستقل بفائدته، وذلك إذا لم تكن بعد همزة التسوية، أو همزة تحسن في موضعها (أي)، وهذا معنى قوله:
إن تك مما قيدت به خلت
…
...................
ولا تخلو (أم) المنقطعة عن معنى الإضراب، وكثيرًا ما تقتضي معه الاستفهام، كما في قوله تعالى:(أم اتخذ مما يخلق بناتٍ)[الزخرف /16]. وتقع بعد الخبر، [208] والاستفهام بالهمزة // وغيرها.
فمن وقوعها بعد الخبر قوله تعالى: (لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه)[يونس /37 - 38] المعنى: بل يقولون: افتراه، وقول بعض العرب:(إنها لإبل أم شاء): جرى أول كلامه على اليقين، فلما تبين له الخطأ أضرب عنه، معقبًا له بالشك.
ومن وقوعها بعد الاستفهام قوله تعالى: (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيدٍ يبطشون بها)[الأعراف /195]. وتقول: هل زيد قائم أم عمرو؟
فهذا على الانقطاع، وإضمار الخبر لعمرو، لأن (هل) لا يستفهم بها إلا عن الجملة، فلا يصح في (أم) بعدها أن تكون متصلة.
وقد تتجرد المنقطعة بعد الخبر عن الاستفهام، كما في قول الشاعر:[من الطويل]
494 -
وليت سليمي في المنام ضجيعتي
…
هنالك أم في جنةٍ أم جهنم
وهو المصحح لوقوع (هل) بعدها في نحو قوله تعالى: (قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور)[الرعد /16].
551 -
خير أبح قسم بأو وأبهم
…
واشك وإضراب بها أيضًا نمي
552 -
وربما عاقبت الواو إذا
…
لم يلف ذو النطق للبسٍ منفذا
(أو) يعطف بها في الطلب والخبر. فإذا عطف بها في الطلب كانت: إما للتخيير، نحو: خذ هذا، أو ذاك، وإما للإباحة، نحو: جالس الحسن، أو ابن سيرين.
والفرق بينهما: أن التخيير بنا في الجمع، والإباحة لا تأباه. وإذا عطف بها في الخبر فهي إما: للتقسيم كقولك: الكلمة (اسم أو فعل أو حرف)، وإما للإبهام على السامع، كقوله تعالى:(وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلالٍ مبين)[سبأ /24]. وإما لشك المتكلم في ذي النسبة، كقولك: قام زيدً أو عمرو، وإما للإضراب في رأي الكوفيين وأبي علي وابن برهان.
قال ابن برهان في شرح اللمع: (قال أبو علي: (أو) حرف يستعمل على ضربين: أحدهما: أن يكون لأحد الشيئين أو الأشياء، والآخر: أن يكون للإضراب) وقال ابن برهان: وأما الضرب الثاني فنحو: أنا أخرج ثم تقول: أو أقيم، أضربت عن الخروج وأثبت الإقامة، كأنك قلت: لا، بل أقيم.
وأنشد الشيخ على مجيئها للإضراب قول جرير يخاطب هشام بن عبد الملك: [من البسيط]
495 -
ماذا ترى في عيالٍ قد برمت بهم
…
لم أحص عدتهم إلا بعداد
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانيةً
…
لولا رجاؤك قد قتلت أولادي
وحكي الفراء: اذهب إلى زيدٍ، أو دع ذلك، فلا تبرح اليوم.
قوله:
وربما عاقبت الواو .................
…
.......................
[209]
أشار به إلى نحو قول الشاعر //: [من البسيط]
496 -
جاء الخلافة أو كانت له قدرًا
…
كما أتى ربه موسى على قدر
أوقع (أو) مكان (الواو) لما أمن اللبس، ورأى أن السامع لا يجد عن حملها على غير معنى الواو مخرجًا.
ومثل ذلك قول الآخر: [من الكامل]
497 -
قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم
…
ما بين ملجم مهره أو سافع
وقول امرئ القيس: [من الطويل]
498 -
فظل طهاة اللحم من بين منضجٍ
…
صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
553 -
ومثل أو في القصد إما الثانيه
…
في نحو إما ذي وإما النائيه
مذهب أكثر النحويين أن (إما) المسبوقة بمثلها عاطفة، ومذهب ابن كيسان، وأبي علي أن العطف إنما هو بالواو التي قبلها، وهي جائية لمعنى من المعاني المستفادة من (أو) وهو اختيار الشيخ، ولذلك لم يعدها في أول الباب مع العواطف، والذي يمنع من كونها عاطفة أمران:
أحدهما: تقدمها على المعطوف عليه.
والثاني: وقوعها بعد الواو، والعاطف لا يتقدم المعطوف عليه، ولا يدخل على عاطف غيره. وأصل (إما)(إن) فضمت إليها (ما). وقد يستغنى عن (ما) في الشعر، قال الشاعر:[من الوافر]
499 -
وقد كذبتك نفسك فاكذبنها
…
فإن جزعًا وإن إجمال صبر
وغالب الاستعمال أن تكون مكررة لتشعر من أول وهلة بقصد التخيير أو الإباحة أو التقسيم أو الإبهام أو الشك، وألا تخلو الثانية عن الواو.
وقد يستغنى عن الثانية بـ (إلا) كقول الشاعر: [من الوافر]
500 -
فإما أن تكون أخي بصدقٍ
…
فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني
…
عدوا أتقيك وتتقيني
وقد يستغنى عنها، وعن الواو بـ (أو) كقولك: قام إما زيد أو عمرو، وقد يستغنى عن الأولى كقول الشاعر:[من الطويل]
501 -
تهاض بدارٍ قد تقادم عهدها
…
وإما بأمواتٍ ألم خيالها
وقول النمر بن تولب العكلي: [من المتقارب]
502 -
سقته الرواعد من صيفٍ
…
وإن من خريفٍ فلن يعدما
قال سيبويه: (أراد: إما من صيف، وإما من خريف).
وقد تخلو الثانية عن الواو، كقول الشاعر:[من البسيط]
503 -
يا ليتما أمنا شالت نعامتها
…
أيما إلى جنةٍ أيما إلى نار
أراد: إما إلى جنة، وإما إلى نار، ففتح الهمزة، وهي لغة بني تميم، وأبدل من الميم
[210]
الأولى ياء، // ثم حذف الواو.
554 -
وأول لكن نفيًا أو نهيًا ولا
…
نداءً أو أمرًا أو إثباتًا تلا
من حروف العطف (لكن) و (لا).
فأما (لكن) فيعطف بها مثبت، بعد نفي، كقولك: ما قام زيد لكن عمرو، أو بعد نهي كقولك: لا تضرب زيدًا لكن عمرًا.
وتدخل الواو على (لكن) كقوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)[الأحزاب /40] فتعرى عن العطف، لامتناع دخول العاطف على العاطف.
ويجب تقدير ما بعد (لكن) جملة معطوفة بـ (الواو) على ما قبلها، لأن كونه مفردًا يستلزم مخالفة المعطوف للمعطوف عليه في الحكم، وذلك ممتنع في عطف المفرد على المفرد بالواو، بخلاف عطف جملة على جملة، كقولك: قام زيد ولم يقم عمرو، وأكرمت خالدًا، وأهنت بشرًا.
وزعم ابن خروف: أن المعطوف بـ (لكن) لم يستعمل إلا مع الواو.
وذكر بعضهم أن يونس لا يرى (لكن) عاطفة، ولعل ذلك لعدم ورودها بين مفردين، خالية عن الواو.
ولم يمثل سيبويه العطف بها إلا بعد الواو، فقال: ما مررت بصالح، ولكن طالح، ويسمى المعطوف بها وبـ (بل) بدلا.
وأما (لا) فيعطف بها منفي بعد إثبات، لقصر الحكم على ما قبلها: إما قصر إفراد، كما إذا اعتقد إنسان أن زيدًا كاتب وشاعر، وهو مخطئ في اعتقاد كونه شاعرًا، وأردت أن ترده إلى الصواب، فقلت: زيد كاتب لا شاعر، وإما قصر قلب، لاعتقاد المخاطب إلى غيره، كما إذا اعتقد إنسان أن زيدًا جاهل، وأخطأ في اعتقاده، وأردت أن ترده إلى الصواب، فقلت: زيد عالم لا جاهل.
ويعطف بـ (لا) بعد الخبر كما مثلنا، وبعد الأمر، نحو: اضرب زيدًا لا عمرًا، وبعد النداء، نحو: يا ابن أخي لا ابن عمي.
ومنع أبو القاسم الزجاجي في كتاب معاني الحروف: أن يعطف بـ (لا) بعد الفعل الماضي، وليس منع ذلك صحيحًا لقول العرب:(جدك لا كدك) قيل في تفسيره: نفعك جدك لا كدك.
ومثله في العطف على معمول فعل ماض قول امرئ القيس: [من الطويل]
504 -
كأن دثارًا حلقت بلبونه
…
عقاب تنوفى لا عقاب القواعل
555 -
وبل كلكن لا بعد مصحوبيها
…
كلم أكن في مربعٍ بل تيها
556 -
وانقل بها للثان حكم الأول
…
في الخبر المثبت والأمر الجلي
من حروف العطف (بل)، ومعناها الإضراب، وحالها فيه مختلف، فإن كان [211] المعطوف بها // جملة فهي للتنبيه على انتهاء غرض واستئناف غيره، كما تقول: زيد شاعر بل هو فقيه.
وإن كان مفردًا، فلا يخلو إما أن يكون بعد نفي أو نهي أو بعد غيرهما، فإن كانت بعد نفي أو نهي فهي لتقرير حكم ما قبلها، وجعل ضده لما بعدها. وإلى هذا أشار بقوله:
وبل كلكن بعد مصحوبيها
…
..................
تقول: ما قام زيد بل عمرو، فتقرر نفي القيام عن زيدٍ وتثبته لعمروٍ. ومثل ذلك تمثيله بـ (لم أكن في مربعٍ بل تيها). المربع: منزل الربيع، والتيهاء: الأرض التي لا يهتدى بها.
وتقول: لا تضرب خالدًا بل بشرًا، فتقرر نهي المخاطب عن ضرب خالدٍ، وتأمره بضرب بشرٍ.
ووافق المبرد في هذا الحكم، وأجاز كون (بل) ناقلة حكم النفي والنهي إلى ما بعدها. واستعمال العرب على خلاف ما أجازه، قال الشاعر:[من البسيط]
505 -
لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدى
…
بل أولياء كفاةٍ غير أوكال
وقال الآخر: [من البسط]
506 -
وما انتميت إلى خورٍ ولا كشفٍ
…
ولا لئام غداة الروع أوزاع
بل ضاربين حبيك البيض إن لحقوا
…
شم العرانين عند الموت لذاع
وإن كان المعطوف بـ (بل) بعد غير النفي والنهي فهي لإزالة الحكم عما قبلها، حتى كأنه مسكوت عنه، وجعله لما بعدها، كقولك: جاء زيدً بل عمرو، وخذ هذا بل ذاك.
557 -
وإن على ضمير رفعٍ متصل
…
عطفت فافصل بالضمير المنفصل
558 -
أو فاصل ما وبلا فصل يرد
…
في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد
الضمير: ينقسم إلى بارز ومستتر، والبارز ينقسم إلى منفصل ومتصل.
أما الضمير المنفصل فكالظاهر في جواز عطفه والعطف عليه، من غير ما شرط، تقول: زيد وأنت متفقان، وأنا وعمرو مقيمان، ولا تصحب إلا خالدًا وإياي، وإنما رأيت إياك وبشرًا.
وأما المتصل، فإما مرفوع أو منصوب أو مجرور. فإن كان مرفوعًا فهو والمستتر سواء، في أنه لا يحسن العطف عليهما إلا مع الفصل، والغالب كونه بضمير منفصل، مؤكد للمعطوف عليه، كقوله تعالى:(ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم)[الأنعام /91].
وقد يفصل بمفعول أو غيره، كقوله تعالى:(يدخلونها ومن صلح من آبائهم)[الرعد /23] وربما اكتفي بفصل (لا) بين العاطف والمعطوف عليه، كقوله تعالى:(ما أشركنا ولا آباؤنا)[الأنعام /148].
وأجاز صاحب الكشاف في قوله تعالى: (أئنا لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون)[الواقعة /47 - 48] أن يكون (آباؤنا) معطوفًا على الضمير في (لمبعوثون) للفصل [212] بالهمزة. وقد يعطف على الضمير المتصل المرفوع، بلا فصل، كقول جرير: // [من الكامل]
507 -
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه
…
ما لم يكن وأب له لينالا
وقول عمر بن أبي ربيعة: [من الخفيف]
508 -
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى
…
كنعاج الفلا تعسفن رملا
وليس بمقصور على الشعر.
حكي سيبويه: مررت برجل سواء والعدم، بعطف (العدم) على الضمير في (سواء) ومع ذلك فهو قليل في الكلام، ضعيف في القياس، لما فيه من إيهام عطف الاسم على الفعل.
وإن كان الضمير المتصل منصوبًا حسن العطف عليه، وإن لم يفصل، لأنه لا يستتر ولا ينزل من الفعل منزلة الجزء، كما في ضمير الرفع.
وإن كان مجرورًا فلا يجوز العطف عليه عند الأكثرين، إلا بإعادة الجار، كقوله تعالى:(قل الله ينجيكم منها ومن كل كربٍ)[الأنعام /64]، وقوله تعالى:(وعليها وعلى الفلك تحملون)[المؤمنون /23] وقوله تعالى: (فقال لها وللأرض ائتيا)[فصلت /11].
وذهب يونس والفراء إلى جواز العطف على الضمير المجرور، بدون إعادة الجار، وهو اختيار الشيخ، وقد نبه عليه بقوله:
559 -
وعود خافضٍ لدى عطفٍ على
…
ضمير خفضٍ لازمًا قد جعلا
560 -
وليس عندي لازمًا إذ قد أتى
…
في النظم والنثر الصحيح مثبتا
فجعل الدليل على عدم لزوم إعادة الخافض، مع المعطوف على الضمير المجرور وروده في السماع نظمًا ونثرًا، كقراءة حمزة:(واتقوا الله الذي تساؤلون به والأرحام)[النساء /1] بخفض (الأرحام) وهي قراءة ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة والنخعي وغيرهم.
ومثل هذه القراءة قول بعضهم: (ما فيها غيره وفرسه) بجر (فرسه) حكاه قطرب.
ومثله إنشاد سيبويه: [من البسيط]
509 -
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا
…
فاذهب فما بك والأيام من عجب
وإنشاد الفراء: [من الطويل]
510 -
نعلق في مثل السواري سيوفنا
…
وما بينها والكعب غوط نفانف
وقول الآخر: [من الطويل]
511 -
إذا أوقدوا نارًا لحرب عدوهم
…
فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
وقول الآخر: [من الطويل]
512 -
بنا أبدًا لا غيرنا يدرك المنى
…
وتكشف غماء الخطوب الفوادح
ومما يجب أن يحمل على ذلك قوله تعالى: (وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام)[البقرة /217] لأن جر (المسجد) بالعطف على (سبيل الله) ممتنع [213] مثله باتفاق، لاستلزامه الفصل بين // المصدر ومعموله بالأجنبي، فلم يبق سوى جره بالعطف على الضمير المجرور بالباء، ولا يبعد أن يقال في هذه المسألة: إن العطف على الضمير المجرور، بدون إعادة الجار غير جائز في القياس، وما ورد منه في السماع محمول على شذوذ إضمار الجار، كما أضمر في مواضع أخر، نحو:(ما كل بيضاء شحمة، ولا سوداء تمرة)، وكقولهم:(امرر ببني فلان إلا صالح فطالح) وقولهم: (بكم
درهمٍ اشتريت ثوبك) على ما يراه سيبويه رحمه الله من أن الجر فيه بعد (كم) بإضمار (من) لا بالإضافة. والدليل على أن العطف المذكور لا يجوز في القياس من وجهين.
أحدهما: أن الضمير المجرور شبيه بالتنوين لمعاقبته له، وكونه على حرف واحد، فلا يجوز العطف عليه، كما لم يجز العطف على التنوين.
الثاني: أن الضمير المتصل متصل كاسمه، والجار والمجرور كشيء واحد، فإذا اجتمع على الضمير الاتصالان أشبه العطف عليه العطف على بعض الكلمة، فلم يجز، ووجب إما تكرير الجار، وإما النصب بإضمار فعل.
فإن قيل: لو كان الشبه بالتنوين، أو ببعض الكلمة مانعًا من العطف على الضمير المجرور لمنع من توكيده، ومن الإبدال منه، واللازم منتف بالإجماع.
قلنا: لا نسلم صدق الملازمة.
والفرق بين التوكيد والعطف أن التوكيد مقصود به بيان متبوعه، فينزل منه منزلة الجزء، وذلك يقتضي أمرين:
الأول: أن شبه الضمير المجرور بالتنوين حال توكيده أقل من شبهه به حال العطف عليه، لطلبه حال التوكيد ما لا يطلبه التنوين، وهو التكميل بما بعده، فلا يلزم أن يؤثر شبه التنوين في التوكيد ما أثره في العطف لاحتمال ترتيب الحكم على أقوى الشيئين.
الثاني: أن شبه الضمير المجرور ببعض الكلمة، وإن منع من العطف لا يمنع من التوكيد، لأن بعض الكلمة لا يمتنع عليه تكميله ببقية أجزائه، فكذا لا يمتنع على ما أشبه بعض الكلمة تكميله بما بعده
وأما البدل فالفرق بينه وبين العطف أن البدل في نية تكرار العامل، فإتباعه الضمير المجرور في الحقيقة إتباع له وللجار جميعًا، لأن البدل في قوة المصرح معه بالعامل، وليس كذلك المعطوف، فجاز أن تقول: مررت به المسكين جواز قولك: مررت به وبزيد.
561 -
والفاء قد تحذف مع ما عطفت
…
والواو إذ لا لبس وهي انفردت
562 -
بعطف عاملٍ مزالٍ قد بقي
…
معموله دفعًا لوهمٍ اتقي
قد تحذف (الفاء) مع المعطوف بها إذا أبقى أمن اللبس، وكذلك (الواو) فمن حذف الفاء مع المعطوف قوله تعالى:(فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم [214] عند بارئكم فتاب // عليكم)[البقرة /154] التقدير: فامتثلتم، فتاب عليكم،
وقوله تعالى: (فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيامٍ أخر)[البقرة /184] معناه: فأفطر فعليه عدة من أيام أخر.
ومن حذف الواو مع المعطوف قوله تعالى: (لا نفرق بين أحدٍ من رسله)[البقرة /285]، أي: بين أحد وأحد من رسله، وقوله تعالى:(وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر)[النحل /81] المعنى: تقيكم الحر والبرد، ومثله قول النابغة الذبياني:[من الطويل]
513 -
فما كان بين الخير لو جاء سالمًا
…
أو حجرٍ إلا ليالٍ قلائل
أي: فما كان بين الخير وبيني، وقول امرئ القيس:[من الطويل]
514 -
كأن الحصى من خلفها وأمامها
…
إذا نجلته رجلها حذف أعسرا
أراد: إذا نجلته رجلها ويدها.
قوله:
..................
…
.......... وهي انفردت
بعطف عاملٍ مزالٍ قد بقي
…
معموله ...................
إشارة إلى نحو قوله تعالى: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان)[الحشر /9] فإن (الإيمان) منصوب بفعل محذوف معطوف على (تبوؤوا) وتقديره، والله أعلم: تبوؤوا الدار وألفوا الإيمان.
وقد اندفع بهذا التقدير من الإضمار توهم أن يكون الإيمان مفعولا معه. فإن قلت: ولم دفع هذا التوهم؟ قلت: لأنه لا فائدة في تقييد الذين يحبون من هاجر إليهم بمصاحبه الإيمان، بخلاف تقييدهم بألف الإيمان. ومثل الآية الكريمة في الاستشهاد قول الشاعر:[من الطويل]
515 -
تراه كأن الله يجدع أنفه
…
وعينيه إن مولاه ثاب له وفر
تقديره: يجدع أنفه ويفقأ عينيه. وكذا قول الآخر: [من الوافر]
516 -
إذا ما الغانيات برزن يومًا
…
وزججن الحواجب والعيونا
أراد: زججن الحواجب وكحلن العيون.
ومما ينبغي أن يعد من هذا القبيل قوله تعالى: (اسكن أنت وزوجك الجنة)[البقرة /35] لأن فعل أمر المخاطب لا يعمل في الظاهر، فهو على معنى: اسكن أنت، ولتسكن زوجك الجنة.
563 -
وحذف متبوع بدا هنا استبح
…
وعطفك الفعل على الفعل يصح
564 -
واعطف على اسمٍ شبه فعل فعلا
…
وعكسًا استعمل تجده سهلا
يعني: أنه يستباح حذف المتبوع في باب العطف، لأن التابع مع العاطف يدل عليه. مثال ذلك قولهم:(وبك وأهلا [و] سهلا) لمن قال: مرحبًا وأهلا، فحذف (مرحبًا) وعطف عليه أهلا وسهلا.
ومنه قوله تعالى: (فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا ولو افتدى به)[آل عمران /91] المعنى، والله أعلم: لو ملكه، ولو افتدى به، وقوله تعالى:(ولتصنع على عيني)[طه /39] أي: لترحم ولتصنع.
وقال صاحب الكشاف في قوله تعالى: (أفلم تكن آياتي تتلى عليكم)[215][الجاثية /31] المعنى: ألم // يأتكم رسلي، فلم تكن آياتي تتلى عليكم.
قوله:
...................
…
وعطفك الفعل على الفعل يصح
تنبيه على أن الأفعال كالأسماء في جواز التشريك بينهما في الأحكام بحروف العطف إلا أن ذلك مشروط بالاتفاق في الزمان، فلا يعطف ماض على مستقبل، ولا مستقبل على ماض، فإن اختلفا في اللفظ دون الزمان جاز، كقوله تعالى:(تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا)[الفرقان /10]. وقوله تعالى: (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)[هود /98].
وقوله:
واعطف على اسمٍ شبه فعل فعلا
…
................
مثاله قوله تعالى: (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافاتٍ ويقبضن)[الملك /19] وقوله تعالى: (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضًا حسنًا)[الحديد /18] وقوله تعالى: (فالمغيرات صبحًا * فأثرن به نقعًا)[العاديات /3 - 4].
وقوله:
............................
…
وعكسًا استعمل تجده سهلا
يعني أن الاسم المشبه للفعل يعطف على الفعل لتقارب المعنى، كقوله تعالى:(يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي)[الأنعام /95] وقول الراجز:
[من الرجز]
517 -
يا رب بيضاء من العواهج
…
أم صبي قد حبا أو دارج
وقول الآخر: [من الرجز]
518 -
بات يعشيها بغضبٍ باتر
…
يقصد في أسوقها وجائر
فـ (دارج) عطف على (حبا)، و (جائر) عطف على (يقصد) لأنهما بمعنى: درج، ويجور.