المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصفة المشبهة باسم الفاعل - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

467 -

صفة استحسن جر فاعل

معني بها المشبهة اسم الفاعل

468 -

وصوغها من لازمٍ لحاضر

كطاهر القلب جميل الظاهر

الصفة: ما دل على حدث وصاحبه، والمشبهة باسم الفاعل: منها ما صيغ لغير تفضيل من فعلا لازم، لقصد نسبة الحدث إلى الموصوف به، دون إفادة معنى الحدوث. فلذلك لا تكون للماضي المنقطع، ولا للمستقبل الذي لم يقع، وإنما تكون للحال الدائم، وهو الأصل في باب الوصف.

وأما اسم الفاعل واسم المفعول فإنهما كالفعل في إفادة معنى الحدوث والصلاحية لاستعمالهما بمعنى الماضي، والحال، والاستقبال.

وإلى كون الصفة المشبهة لا تكون لغير الحال الإشارة بقوله:

وصوغها من لازمٍ لحاضر

..

أي: للدلالة على معنى الزمن الحاضر.

ولو قصد بالصفة المشبهة معنى الحدوث حولت إلى بناء اسم الفاعل، واستعملت استعماله، كقولك: زيد فارح أمس وجازع غدًا، قال الشاعر:[من الطويل]

409 -

وما أنا من رزءٍ وإن جل جازع

ولا بسرورٍ بعد موتك فارح

ص: 317

وأكثر ما تكون الصفة المشبهة غير جارية على لفظ المضارع، نحو: جميل، وضخم، وحسن، وملآن، وأحمر، وقد تكون جارية عليه، كطاهر، وضامر، ومعتدل، ومستقيم. وتمثيله:(بطاهر القلب جميل الظاهر) منبه على مجيئها بالوجهين.

[173]

ومما تختص به الصفة المشبهة عن اسم // الفاعل استحسان جرها الفاعل بالإضافة، نحو:(طاهر القلب جميل الظاهر) تقديره: طاهر قلبه جميل ظاهره.

فإن ذلك لا يسوغ في اسم الفاعل إلا إن أمن اللبس، فقد يجوز على ضعف وقلة في الكلام نحو: زيد كاتب الأب، يريد: كاتب أبوه.

وهذه الخاصة لا تصلح لتعريف الصفة المشبهة، وتمييزها عما عداها، لأن العلم باستحسان الإضافة إلى الفاعل موقوف على العلم بكون الصفة مشبهة فهو متأخر عنه.

وأنت تعلم أن العلم بالمعرف يجب تقدمه على العلم بالمعرف. فلذلك لم أعول في تعريفها على استحسان إضافتها إلى الفاعل.

469 -

وعلم اسم فاعل المعدى

لها على الحد الذي قد حدا

لما بين ما المراد بالصفة المشبهة باسم الفاعل أخذ في بيان أحكامها في العمل، فقال:

وعمل اسم فاعل المعدى

لها

أي: بأنها تعمل عمل اسم الفاعل المتعدي، فتنصب فاعلها في المعنى على التشبيه بالمفعول به، كقولك: زيد الحسن وجهه، كما ينصب اسم الفاعل مفعوله، في نحو: زيد باسط وجهه.

وقوله:

على الحد الذي قد حدا

أي: إن العمل هنا مشروط بالشرط المذكور في إعمال اسم الفاعل.

470 -

وسبق ما تعمل فيه مجتنب

وكونه ذا سببية وجب

اسم الفاعل: لقوة شبهه بالفعل يعمل في متأخر ومتقدم، وفي سببي وأجنبي، والصفة المشبهة فرع على اسم الفاعل في العمل، فقصرت عنه، فلم تعمل في متقدم، ولا غير سببي.

والمراد بالسببي: المتلبس بضمير صاحب الصفة لفظًا، نحو: زيد حسن وجهه، أو معنى، نحو: حسن الوجه. هذا: بالنسبة إلى عملها فيما هو فاعل في المعنى.

ص: 318

وأما غيره كالجار والمجرور، فإن الصفة تعمل فيه: متقدمًا عنها ومتأخرًا، وسببيًا وغير سببي. تقول: زيد بك فرح، كما تقول: فرح بك، وجذلان في دار عمرو، كما تقول: في داره.

471 -

فارفع بها وانصب وجر مع أل

ودون أل مصحوب أل وما اتصل

472 -

بها مضافًا أو مجردًا ولا

تجرر بها مع أل سمًا من أل خلا

473 -

ومن إضافةٍ لتاليها وما

لم يخل فهو بالجواز وسما

يعني: أنه يجوز في الصفة المشبهة أن تعمل في السببي الرفع والنصب والجر. فالرفع على الفاعلية، والنصب على التشبيه بالمفعول به في المعرفة، وعلى [174] التمييز في النكرة، والجر على // الإضافة، وذلك مع كون الصفة مصاحبة للألف واللام، أو مجردة منها، وكون السببي: إما معرفًا بالألف واللام، نحو: الحسن الوجه، وهو المراد بقوله:(مصحوب أل) وإما مضافًا، أو مجردًا من الألف واللام والإضافة، وهو المراد بقوله:(وما اتصل بها مضافًا أو مجردًا) أي: وما اتصل بالصفة، ولم ينفصل عنها بالألف واللام.

فأما المضاف فعلى أربعة أضرب:

مضاف إلى المعرف بالألف واللام، نحو: الحسن وجه الأب.

ومضاف إلى ضمير الموصوف، نحو الحسن وجهه.

ومضاف إلى المضاف إلى ضميره، نحو: الحسن وجه أبيه.

ومضاف إلى المجرد من الألف واللام والإضافة، نحو: الحسن وجه أبٍ، وأما المجرد فنحو: الحسن وجهًا.

فهذه ستة وثلاثون وجهًا في إعمال الصفة المشبهة، لأن عملها ثلاثة أنواع: رفع ونصب وجر.

وكل منها على تقديرين: أحدهما: كون الصفة مصاحبة للألف واللام، والآخر: كونها مجردة منها.

فهذه ستة أوجه، وكل منها على ستة تقادير، وهي:

كون السببي إما معرفًا بالألف واللام، وإما مضافًا إلى المعرف بهما، أو إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره، أو إلى المجرد من الألف واللام والإضافة، وإما مجردًا.

ص: 319

والمرتفع من ضرب ستة في ستة، ستة وثلاثون كلها جائزة الاستعمال، إلا أربعة أوجه، وهي المرادة بقوله:

ولا

تجرر بها مع أل سمًا من أل خلا

ومن إضافةٍ لتاليها

..

..

أي: لتالي (أل).

نفهم من هذه العبارة: أن الصفة المصاحبة للألف واللام لا يجوز إضافتها إلى السببي الخالي من التعريف بالألف واللام، ومن الإضافة إلى المعرف بهما، وذلك هو المضاف إلى ضمير الموصوف، والمضاف إلى المضاف إلى ضميره، والمجرد والمضاف إلى المجرد.

فلا يجوز: الحسن وجهه، ولا الحسن وجهه أبيه، ولا الحسن وجه، ولا الحسن وجه أب، لأن الإضافة فيها لم تفد تخصيصًا، كما في نحو: غلام زيد، ولا تخفيفًا، كما في نحو: حسن الوجه، ولا تخلصًا من قبح حذف الرابط، أو التجوز في العمل، كما في نحو: الحسن الوجه.

وما عدا هذه الأوجه الأربعة ينقسم إلى: قبيح، وضعيف، وحسن. فأما القسم القبيح: فهو رفع الصفة مجردة كانت، أو مع الألف واللام المجرد منهما، ومن الضمير، والمضاف إلى المجرد، وذلك أربعة أوجه، وهي: حسن وجه، وحسن وجه أبٍ، والحسن وجه، والحسن وجه أبٍ، وعلى قبحها فهي جائزة في الاستعمال، لقيام السببية في المعنى مقام وجودها في اللفظ، لأنك إذا قلت: مررت بزيد الحسن وجه، لا يخفى أن المراد: الحسن وجه له. والدليل على الجواز قول الرجز: [من الرجز]

410 -

ببهمةٍ منيت شهمٍ قلب

منجذٍ لا ذي كهامٍ ينبو

فهذا نظير: حسن وجهٍ. والمجوز لهذه الصورة مجوز لنظائرها، إذ لا فرق.

[175]

وأما القسم الضعيف // فهو نصب الصفة المجردة من الألف واللام المعرف بالألف واللام، والمضاف إلى المعرف بهما، أو إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره، وجرها المضاف إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره.

ص: 320

وذلك ستة أوجه، وهي: حسن الوجه، ونحوه قول النابغة:[من الوافر]

411 -

ونأخذ بعده بذناب عيشٍ

أجب الظهر ليس له سنام

ويروى: (أجب الظهر) برفع (الظهر) وجره.

وحسن وجه الأب، وحسن وجهه، ونحوه قول الراجز:[من الرجز]

412 -

أنعتها إني من نعاتها

كوم الذرى وادقةً سراتها

وحسن وجه أبيه، وحسن وجهه، وحسن وجه أبيه. وعند سيبويه أن الجر في هذا النحو من الضرورات. وأنشد للشماخ:[من الطويل]

413 -

أمن دمنتين عرج الركب فيهما

بحقل الرخامي قد عفا طللاهما

أقامت على ربعيهما جارتا صفا

كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما

(فجونتا مصطلاهما) نظير: (حسن وجهه).

ص: 321

وأجازه الكوفيون في السعة، وهو الصحيح، لوروده في الحديث، كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أم زرع:(صفر وشاحها) وفي حديث الدجال: (أعور عينه اليمنى). وفي وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (شئن أصابعه).

ومع جوازه فهو ضعيف، لأنه يشبه إضافة الشيء إلى نفسه.

وأما القسم الحسن: فهو رفع الصفة المجردة المعرف بالألف واللام، والمضاف إلى المعرف بهما، أو إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره، ونصبها المجرد من الألف واللام والإضافة، والمضاف إلى المجرد منها، وجرها المعرف بالألف واللام والمضاف إلى المعرف بهما والمجرد من الألف واللام والإضافة، والمضاف إلى المجرد منهما، ورفع الصفة مع الألف واللام المعرف بهما، والمضاف إلى المعرف بهما، أو إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره، ونصبها المعرف بالألف واللام، والمضاف إلى المعرف بهما، أو إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره، والمجرد من الألف واللام والإضافة، والمضاف إلى المجرد منهما، وجرها المعرف بالألف واللام، والمضاف إلى المعرف بهما.

فهذه اثنان وعشرون وجهًا، وهي:

حسن الوجه، كقوله:(أجب الظهر). وحسن وجه الأب. وحسن وجهه. وحسن وجه أبيه. وحسن وجهًا، ومثله قول الشاعر:[من البسيط]

414 -

هيفاء مقبلةً عجزاء مدبرةً

محطوطة جدلت شنباء أنيابا

ص: 322

[176]

وحسن وجه أبٍ. وحسن الوجه. وحسن وجه الأب. وحسن وجهٍ، ومثله // إنشاد سيبويه لعمرو بن شأس:[من الطويل]

415 -

ألكني إلى قومي السلام رسالةً

بآية ما كانوا ضعافًا ولا عزلا

ولا سيئي زي إذا ما تلبسوا

إلى حاجةٍ يومًا مخيسةً بزلا

وحسن وجه أبٍ. والحسن الوجه. والحسن وجه الأب، ومثله إنشاد سيبويه:[من الكامل]

416 -

لا يبعدن قومي الذين هم

سم العداة وآفة الجزر

النازلون بكل معتركٍ

والطيبون معاقد الأزر

والحسن وجهه. والحسن وجه أبيه. والحسن الوجه، ومثله قول الشاعر:[من الوافر]

417 -

فما قومي بثعلبة بن سعدٍ

ولا بفزارة الشعر الرقابا

ص: 323

والحسن وجه الأب، وعليه قوله:[من الطويل]

418 -

لقد علم الأيقاظ أخفية الكرى

تزججها من حالكٍ واكتحالها

والحسن وجهه. والحسن وجه أبيه. والحسن وجهًا، كقول رؤبة:[من الرجز]

419 -

فذاك وخم لا يبالي السبا

الحزن بابًا والعقور كلبا

والحسن وجه أبٍ. والحسن الوجه. والحسن وجه الأب.

فهذا هو جميع ما يمنع ويقبح ويضعف، ويحسن في إعمال الصفة المشبهة باسم الفاعل، فاعرفه.

ص: 324