الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبنية المصادر
440 -
فعل قياس مصدر المعدى
…
من ذي ثلاثةٍ كرد ردا
[167]
// أبنية مصادر الفعل الثلاثي كثيرة، وإنما ذكر منها في هذا المختصر الأهم.
فمنها (فعل) وهو مقيس في مصدر الفعل الثلاثي المتعدي، نحو: رد الشيء ردًا، وأكل اللحم أكلا، وقتل قتلا، ولثمه لثمًا، وفهمه فهمًا.
ومنها (فعل) وهو المشار إليه بقوله:
441 -
وفعل اللازم بابه فعل
…
كفرحٍ وكجوىً وكشلل
يعني: أنه أطرد (فعل) في مصدر (فعل) اللازم، نحو: فرح فرحًا، وجوي جوًى، وشلت يده تشل شللا.
ومنها (فعول) وهو المذكور في قوله:
442 -
وفعل اللازم مثل قعدا
…
له فعلو باطرادٍ كغدا
443 -
ما لم يكن مستوجبًا فعالا
…
أو فعلانًا فادر أو فعالا
يعني: أنه يطرد (فعول) في (فعل) اللازم ما لم يكن لإباء، أو تقلب، أو داء، أو صوت، أو سير، وهو المستوجب لأحد الأوزان المذكورة، وذلك نحو: قعد قعودًا، وبكر بكورًا، وغدا غدوًا.
444 -
فأول لذي امتناع كأبي
…
والثاني للذي اقتضى تقلبا
445 -
للدا فعال أو لصوتٍ وشمل
…
سيرًا وصوتًا الفعيل كصهل
المراد بالأول (فعال) وهو لما دل على امتناع، أو إباء، نحو: أبي إباءً وشرد شرادًا ونفر نفارًا.
والمراد بالثاني (فعلان) وهو للتنقل والتقلب كالجولان والطوفان والغليان والنزوان.
وأما (فعال) فهو للداء، نحو: سعل سعالا، وزكم زكامًا، ومشى بطنه مشاءً، وللأصوات أيضًا نحو: نعب الغراب نعابًا، ونعق الراعي نعاقًا، وأزت القدر أزازًا، وبغم الظبي بغامًا، وضبح الثعلب ضباحًا.
وأما (فعيل) فهو للسير، نحو: زمل زميلا، ورحل رحيلا، وللأصوات أيضًا. وكثيرًا ما يوافق (فعالا) كنعيب، ونعيق، وأزيز، وقد ينفرد عنه، نحو: صهل الفرس صهيلا، وصخد الصرد صخيدًا، إذا صاح، كما انفرد (فعال) في نحو: بغام، وضباح.
446 -
فعولة فعالة لفعلا
…
كسهل الأمر وزيد جزلا
(فعولة) و (فعالة) مطردان في مصدر (فعل) نحو: سهل سهولة، وصعب صعوبة، وعذب عذوبة، وملح ملوحة، وصبح صباحة، وفصح فصاحة، وصرخ صراخة.
447 -
وما أتى مخالفًا لما مضى
…
فبابه النقل كسخطٍ ورضا
[168]
// الأبنية المذكورة: إما من الكثرة بحيث يقاس عليه، وإما دون ذلك. وما جاء من أبنية المصادر مخالفًا لها فنظائره قليلة، تحفظ لتعلم، نحو: ذهب ذهابصا، ووقدت النار وقودًا، وشكر شكرانًا، وسخط سخطًا، ورضي رضًا، وعظم عظمة، وكبر كبرًا، ولم يخرج عن ذلك إلا (فعالة) فإنها قد كثرت في الحرف، نحو: تجر تجارة، ونجر نجارة، وخاط خياطة، ومنه: ولي عليهم ولاية، وسفر بيتهم سفارةً: إذا أصلح.
448 -
وغير ذي ثلاثةٍ مقيس
…
مصدره كقدس التقديس
449 -
وزمه تزكيةً وأجملا
…
إجمال من تجملا تجملا
450 -
واستعذ استعاذة ثم أقم
…
إقامةً وغالبًا ذا التا لزم
451 -
وما يلي الآخر مد وافتحا
…
مع كسر تلو الثان مما افتتحا
452 -
بهمز وصلٍ كاصطفى وضم ما
…
يربع في أمثال قد تلملما
لما فرغ من ذكر أبنية مصادر الفعل الثلاثي شرع في ذكر أبنية مصادر ما زاد على الثلاثة، فقال:
وغير ذي ثلاثةٍ مقيس
…
.......................
أي: كل فعل زاد على ثلاثة أحرف فله مصدر مقيس، لا يتوقف في استعماله على السماع.
فإن كان الفعل على (فعل) فمصدره من الصحيح اللام على (تفعيل)، نحو: قدس تقديسًا، وعلم تعليمًا، ومن المعتل اللام على (تفعلة) نحو: زكى تزكيةً، وغطى تغطيةً. وقد يجيء (فعل) على (فعال) نحو: كذب كذابًا.
وإن كان على (أفعل) فمصدره من الصحيح العين على (إفعال) نحو: أجمل إجمالا وأكرم إكرامًا وأعطى إعطاءً، ومن المعتل العين على (إفعال) أيضًا، إلا أنه يجب فيه نقل حركة العين إلى الفاء فتبقى ساكنة، والألف بعدها ساكنة، فتحذف الألف لالتقاء الساكنين، ويعوض عنها بتاء التأنيث نحو: أقام إقامة وأعان إعانة وأبان إبانة، وقد تحذف الألف، ولا يعوض عنها بتاء التأنيث، كقوله تعالى:(وإقام الصلاة)[الأنبياء /73] ومنه قول بعضهم: (أجاب إجابًا) بمعنى: إجابة، ومنه ما حكاه الأخفش من قول بعضهم:(أراه إراء).
وإن كان على (تفعل) فمصدره على (تفعل) نحو: تجمل تجملا، وتعلم تعلمًا، وتفهم تفهمًا.
وإن كان (تفعل) معتل اللام أبدلت الضمة التي قبل آخره كسرة، نحو: توقى توقيًا، وتجلى تجليًا.
وإن كان الفعل مزيدًا أوله همزة وصل فبناء مصدره يكون بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل آخره، نحو: اقتدر اقتدارًا، واصطفى اصطفاء، وانفرج انفراجًا، واحمر احمرارًا، واستخرج استخراجًا، واحرنجم احرنجامًا.
[169]
فإن كان (استفعل) من // المعتل العين نقلت حركة عينه إلى فائه، ثم حذفت ألفه، وعوض عنها بتاء التأنيث، نحو: استعاذ استعاذةً، واستقام استقامةً.
وإن كان الفعل على (تفعلل) فمصدره على (تفعلل) وإلى هذا أشار بقوله:
..................... وضم ما
…
يربع في أمثال قد تلملما
يعني: أنك إذا أردت بناء المصدر في نحو (تلملم) فضم ما يربع من حروفه، أي: يقع رابعًا، وذلك نحو قولك: في (تلملم)(تلملمًا) وفي (تدحرج)(تدحرجًا).
453 -
فعلال أو فعللة لفعلا
…
واجعل مقيسًا ثانيًا لا أولا
إذا كان الفعل على (فعلل) أو الملحق به فمصدره المقيس على نحو: (فعللة) كدحرج دحرجةً، وبهرج بهرجةً، وبيطر بيطرةً، وحوقلٍ حوقلةً.
وقد يجيء على (فعلال) نحو: سرهف سرهافًا، وزلزل زلزالا، ودحرج دحراجًا، وهو عند بعضهم مقيس مطلقًا.
454 -
لفاعل الفعال والمفاعله
…
وغير ما مسر السماع عادله
إذا كان الفعل على (فاعل) فله مصدران: (فعال ومفاعلة) نحو: قاتل قتالا ومقاتلةً، وخاصم خصامًا ومخاصمةً.
وتنفرد (مفاعلة) غالبًا بما فاؤه ياء، نحو: ياسره مياسرةً، ويامنه ميامنةً.
وقولي: (غالبًا) احترازًا من نحو: ياومه مياومةً ويوامًا، حكاه ابن سيده. وقوله:
..........................
…
وغير ما مر السماع عادله
أي: كان له عديلا في أنه لا يقدم عليه إلا بثبت.
فالإشارة بذلك إلى ما شذ من مصدر (فعل) من المعتل اللام على (تفعيل) كقول الراجز: [من الرجز]
407 -
وهي تنزي دلوها تنزيًا
…
كما تنزي شهلة صبيا
ومن مجيء (تفعل) على (تفعال) نحو: تجمل تجمالا، وتملق تملاقًا.
ومن مجيء (تفاعل) على (فعيل) كقولهم: وترامى القوم رميًا؛ أي: ترامٍ.
ومن مجيء (فوعل) على (فيعال) نحو: حوقل حيقالا، قال الراجز:[من الرجز]
408 -
يا قوم قد حوقلت أو دنوت
…
وبعد حيقال الرجال الموت
ومن مجيء (افعلل) على (فعليلة) نحو: اقشعر قشعريرة، واطمأن طمأنينةً.
455 -
وفعلة لمرةٍ كجلسه
…
وفعلة لهيئةٍ كجلسه
يدل على المرة من مصدر الفعل الثلاثي ببنائه على (فعلة) نحو: جلس جلسة، وقام قومة، ولبس لبسة.
فإن كان بناء المصدر على (فعلة) كرحم رحمة، ونعم نعمة، فيدل على المرة [170] منه بالوصف. ويدل أيضًا على الهيئة (بفعلة) كالجلسة والنعمة والقتلة. //
456 -
في غير ذي الثلاث بالتا المره
…
وشذ فيه هيئة كالخمره
يعني: أنه يدل على المرة في مصدر غير الثلاثي بزيادة التاء على بنائه، نحو: اغترف اغترافة، وانطلق انطلاقة، واستخرج استخراجه.
وقوله:
وشذ فيه هيئة كالخمره
أشار به إلى نحو قولهم: (وهو حسن العمة والقمصة) و (هي حسنة الخمرة، والنقبة). يريدون: الهيئة من (تقمص، وتعمم، واختمرت، وانتقبت).