الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلم
72 -
اسم يعين المسمى مطلقا
…
علمه كجعفرٍ وخرنقا
73 -
وقرنٍ وعدنٍ ولاحق
…
وشذقمٍ وهيلةٍ وواشق
العلم عند النحويين على ضربين: علم شخصي، وعلم جنسي.
فالعلم الشخصي: هو الدال على معين مطلقا، أي: بلا قيد، بل بمجرد وضع اللفظ له على وجه منع الشركة فيه.
(فالدال على معين) جنس للمعارف و (مطلقًا) خاصة للعلم، يميزه عن سائر المعارف، فإن كل معرفة ما خلا العلم دلالته على التعيين بقرينة خارجة عن دلالة لفظه. وتلك القرينة إما لفظية، كالألف واللام والصلة، وإما معنوية، كالحضور والغيبة.
وقولي (على وجه منع الشركة فيه) مخرج لاسم الجنس، الذي مسماه واحد بالشخص، كالشمس، فإنه يدل على معين بوضع اللفظ له، وليس بعلم، لأن وضع اللفظ له ليس على وجه منع الشركة.
وأما العلم الجنسي فهو كل اسم جنس، جرى مجرى العلم الشخصي في الاستعمال، كأسامة، وذؤالة، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
ثم العلم الشخصي مسماه أولو العلم من المذكرين، كجعفر، ومن المؤنثات، كخرنق. وما يحتاج إلى تعيينه، مما يتخذ ويؤلف، يعني: الذي يحتاج إلى تعيين هو الذي يتخذ، ويؤلف غالبًا، وقد نبه على ذلك بالأمثلة المذكورة.
فأعلام أولي العلم: أسماء الملائكة، والجن، والإنس، كجعفر في الرجال، وخرنق في النساء، ومنها أسماء الله تعالى، وأعلام ما يتخذ ويؤلف، كأسماء القبائل، والأمكنة، والخيل، والإبل، والغنم، والكلاب، وما أشبه ذلك، نحو: قرن: لقبيلة، وعدن: لبلد، ولاحق: لفرس، وشذقم: لجمل، وهيلة: لشاة، وواشق: لكلب، وقالوا:(باءت عرار بكحل): يعنون بقرتين.
74 -
واسمًا أتى وكنيةً ولقبا
…
وأخرن ذا إن سواه صحبا
75 -
وإن يكونا مفردين فأضف
…
حتمًا وإلا أتبع الذي ردف
[28]
// العلم: إن كان مضافًا، مصدرًا بأب، أو بأم سمي كنية كأبي بكر، وأم كلثوم.
وإن لم يكن كذلك: فإن أشعر برفعة المسمى، كزين العابدين أو ضعته سمي لقبًا، كبطة، وقفة، وأنف الناقة.
وإن لم يكن كذلك سمي الاسم الخاص، كزيد، وعمرو، ونحو ذلك.
وإذا اجتمع اللقب مع غيره أخر اللقب، فإن كانا مفردين أضيف الاسم إلى اللقب، نحو: هذا زيد بطة، وسعيد كرز: على تأويل الاسم الأول بالمسمى، والثاني بالاسم، كأنك قلت: هذا صاحب هذا الاسم.
ولم يجوز البصريون في الجمع بين الاسم واللقب إذا كانا مفردين إلا الإضافة، وأجاز الكوفيون فيه الإتباعٍ والقطع بالرفع والنصب:
فالإتباع نحو: هذا سعيد كرز، ورأيت سعيدًا كرزًا، ومررت بسعيدٍ كرزٍ، بجعل الثاني بيانًا للأول، أو مبدلا منه.
والقطع، نحو: مررت بسعيد كرزًا، تنصبه بإضمار فعل، ولك أن ترفعه فتقول: مررت بسعيد كرزً، على معنى: هو كرز. وما قاله الكوفيون في ذلك لا يأباه القياس.
وأما إذا لم يكن الاسم واللقب مفردين فلابد من الإتباع سواء كانا مركبين نحو: هذا عبد الله أنف الناقة، أو أحدهما مركبًا نحو: هذا زيد عائذ الكلب، وهذا عبد الله بطة.
76 -
ومنه منقول كفضلٍ وأسد
…
وذو ارتجالٍ كسعاد وأدد
العلم: ينقسم إلى منقول، ومرتجل:
لأنه إن سبق له استعمال لغلبة العلمية فهو منقول، وإلا فهو مرتجل نحو: سعاد: اسم امرأة، وأدد: اسم رجل.
والمنقول: إما من مصدر كفضل وسعد، أو صفة كحارث وغالب ومسعود، أو اسم عين كثور وأسد، أو من فعل ماض نحو: شمر: اسم فرس، وبذر: اسم ماء، أو فعل مضارع نحو: يزيد ويشكر، أو جملة نحو: تأبط شرا، وبرق نحره، ويزيد في قوله:[من الرجز]
32 -
نبئت أخوالي بني يزيد
…
ظلمًا علينا لهم فديد
77 -
وجملة وما بمزجٍ ركبا
…
ذا إن بغير ويه تم أعربا
78 -
وشاع في الأعلام ذو الإضافة
…
كبعد شمسٍ وأبي قحافه
العلم بالنسبة إلى لفظه ينقسم إلى مفرد، ومركب، والمركب ينقسم إلى جملة، ومركب تركيب مزج، ومضاف.
ولما أخذ في بيان هذا قال:
وجملة .....................
…
.....................
أي: ومن العلم جملة، والمراد بها: ما كان في الأصل مبتدأ وخبرًا، أو فعلا وفاعلا، كبرق نحره، ولا تكون إلا محكية.
والمركب تركيب المزجي هو: كل اسمين جعلا اسمًا واحدًا، ونزل ثانيهما منزلة
[29]
تاء التأنيث، فيبني // الأول على الفتح: ما لم يكن آخره ياء، فيبني على السكون، وذلك نحو: بعلبك، وحضر موت، ومعد يكرب، وأما الثاني فيعرب، ما لم يكن اسم صوت كويه في سيبويه، وعمرويه فيبني، لأن الأصوات لاحظ لها في الإعراب.
وأما المضاف، فنحو: عبد شمس، وامرئ القيس، وهو أكثر أقسام المركب فإن منه الكنى، كأبي قحافة، وأبي سعيد، ولا يخفى ما هي عليه من الكثرة والانتشار.
79 -
ووضعوا لبعض الأجناس علم
…
كعلم الأشخاص لفظًا وهو عم
80 -
من ذاك أم عريطٍ للعقرب
…
وهكذا ثعالة للثعلب
81 -
ومثله برة للمبره
…
كذا فجار علم للفجرة
الأجناس التي لا تؤلف، كالسباع، والوحوش، وأحناش الأرض لا يحتاج فيها إلى وضع الأعلام، لأشخاصها، فعوضت عن ذلك بوضع العلم فيها للجنس، مشارًا به إليه إشارة المعرف بالألف واللام ولذلك يصلح للشمول، كنحو: أسامة أجرأ من الضبع وللواحد المعهود، كنحو: هذا أسامة مقبلا، وقد يوضع هذا العلم لجنس ما يؤلف كقولهم: هيان بن بيان: للمجهول، وأبو الدغفاء: للأحمق، وأبو المضاء: للفرس.
ومسميات أعلام الأجناس أعيان، ومعان.
فالأعيان كشبوة: للعقرب، وثعالة: للثعلب، ومنه أبو الحارث وأسامة: للأسد، وأبو جعده وذؤالة: للذئب، وابن دأية: للغراب، وبنت طبق: لضرب من الحيات.
وأما المعاني: فكبرة: للمبرة، وفجار: للفجرة، جعلوه علمًا على المعنى مؤنثًا، ليكمل شبهه بنزال، فيستحق البناء. ومن ذلك: حماد: للمحمدة، ويسار: للميسرة، وقالوا للخسران: خياب بن هياب، وللباطل: وادي تخيب، ومنه الأعداد المطلقة، نحو: ستة ضعف ثلاثة، وأربعة نصف ثمانية.
هذه الأسماء كلها أسماء أجناس، وسميت أعلامًا، لجريانها مجرى العلم الشخصي في الاستعمال، وذلك لأنها لا تقبل الألف واللام، وإذا وصفت بالنكرة بعدها انتصبت على الحال، ويمنع منها الصرف ما فيه تاء التأنيث، أو الألف والنون المزيدتان، فلما شاركت العلم الشخصي في الحكم ألحقت به.