الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما ولولا ولوما
712 -
أما كمهما يك من شيءٍ وفا
…
لتلو تلوها وجوبًا ألفا
713 -
وحذف ذي الفاقل في نثرٍ إذا
…
لم يك قول معها قد نبذا
(أما) حرف تفصيل مؤول بمهما يكن من شيء، لأنه قائم مقام حرف شرط وفعل شرط. ولابد بعده من ذكر جملة هي جواب له، ولابد فيها من ذكر الفاء، إلا في ضرورة كقول الشاعر:[من الطويل]
659 -
فأما القتال لا قتال لديكم
…
ولكن سيرًا في عراض المواكب
أو في ندور نحو ما خرج البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: (أما بعد: ما بال رجال يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله).
أو فيما حذف منه القول، وأقيم حكايته مقامه، كقوله تعالى:(وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم)[آل عمران /106] أي: فيقال لهم: أكفرتم؟.
وما سوى ذلك: فذكر الفاء بعد (أما) فيه لازم، نحو: أما زيد فقائم. والأصل أن يقال: أما فزيد قائم، فتجعل الفاء في صدر الجواب، كما مع غير (أما) من أدوات الشرط، ولكن خولف هذا الأصل مع (أما) فرارًا من قبحه، لكونه في صورة معطوف بلا معطوف عليه، ففصلوا بين (أما) والفاء بجزء من الجواب. وإلى ذلك الإشارة بقوله:
.............. وفا
…
لتلو تلوها ..................
فإن كان الجواب شرطيٌا فصل بجملة الشرط، كقوله تعالى:(فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم)[الواقعة /88 - 89] التقدير مهما يكن من شيء فإن كان المتوفي من المقربين، فجزاؤه روح وريحان وجنة نعيم. ثم قدم الشرط على الفاء، فالتقى فاءان. فحذفت الثانية منهما حملا على أكثر الحذفين نظائر.
وإن كان جواب (أما) غير شرطي، ففصل بمبتدأ نحو: أما زيد فقائم، أو خبر نحو: أما قائم فزيد، أو معمول فعل أو شبهه، أو معمول مفسر به نحو: أما زيد فاضرب، وأما زيد فأنا ضارب، وأما عمرًا فأعرض عنه.
ولا يفصل بين (أما) والفاء بفعل، لأن (أما) قائمة مقام حرف شرط وفعل [280] شرط، فلو وليها فعل؛ لتوهم أنه // فعل الشرط، ولم يعلم بقيامها مقامه.
وإذا وليها اسم بعده الفاء كان في ذلك تنبيه على ما قصد من كون ما وليها مع ما بعده جوابًا.
714 -
لولا ولوما يلزمان الابتدا
…
إذا امتناعًا بوجود عقدا
715 -
وبهما التحضيض مز وهلا
…
ألا ألا وأولينها الفعلا
716 -
وقد يليها اسم بفعل مضمر
…
علق أو بظاهرٍ مؤخر
لـ (لولا ولوما) استعمالان: أحدهما يدلان فيه على امتناع شيء لثبوت غيره وهذا أراد بقوله:
...................
…
إذا امتناعًا بوجودٍ عقدا
أي: إذا عقدا، وربطا امتناع شيء بوجود غيره ولازمًا بينهما.
وتقتضيان حينئذ مبتدأ ملتزمًا حذف خبره وجوبًا في الغالب، وجوابًا مصدرًا بفعل ماض أو مضارع مجزوم بـ (لم).
فإن كان الماضي مثبتًا قرن باللام غالبًا، وإن كان منفيًا تجرد منها غالبًا. وإذا دل على الجواب دليل جاز حذفه كقوله تعالى:(ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم)[النور /10].
والاستعمال الآخر: يدلان فيه على التحضيض، ويختصان بالأفعال، كقوله تعالى:(لولا أنزل علينا الملائكة)[الفرقان /22] وكقوله تعالى: (لوما تأتينا بالملائكة)[الحجر /7].
ويشاركهما في التحضيض والاختصاص بالأفعال: (هلا وألا وألا).
وقد يلي حرف التحضيض اسم عامل فيه فعل مؤخر نحو: هلا زيدًا ضربت، أو مضمرًا كقول الشاعر:[من الكامل]
660 -
الآن بعد لجاجتي تلحونني
…
هلا التقدم والقلوب صحاح
أي: هلا كان التقدم باللحى إذ القلوب صحاح، وكقول الآخر:[من الطويل]
661 -
أتيت بعبد الله في القد موثقًا
…
فهلا سعيدًا ذا لخيانة والغدر
أي: فهلا أسرت سعيدًا. وكقول الآخر: [من الطويل]
662 -
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم
…
بني ضوطري لولا الكمي المقنعا
أي: لولا تعدون عقر الكمي أو قتله. فحذف مع الفعل المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
وقد يقع بعد حرف التحضيض مبتدأ وخبر، فيقدر المضمر كان الشأنية كقول الشاعر:[من الطويل]
663 -
ونبئت ليلى أرسلت بشفاعةٍ
…
إلي فهلا نفس ليلى شفيعها
أي: فهلا كان الأمر والشأن نفس ليلى شفيعها