المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌العدد 726 - ثلاثةً بالتاء قل للعشره … في عد ما - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌ ‌العدد 726 - ثلاثةً بالتاء قل للعشره … في عد ما

‌العدد

726 -

ثلاثةً بالتاء قل للعشره

في عد ما آحاده مذكره

727 -

في الضد جرد والمميز اجرر

جمعًا بلفظ قلةٍ في الأكثر

يستعمل العدد من ثلاثة إلى عشرة بالتاء إن كان واحد المعدود مذكرًا، وبتركها إن كان مؤنثًا نحو: عندي ثلاثة من العبيد وثلاث من الإماء.

وكان حق هذه الأعداد أن تستعمل بالتاء مطلقًا، لأن مسماها جموع، والجموع غالب عليها التأنيث، ولكن أرادوا التفريق بين المذكر والمؤنث، فجاؤوا بعدد المذكر لكونه أصلا بالتاء على القياس، وبعدد المؤنث بغير التاء للتفريق.

ثم المميز لهذا العدد: إن كان اسم جنس كالغنم، أو اسم جمع كقوم جر بـ (من) نحو: ثلاث من الغنم، وقد يضاف إليه العدد، نحو: ثلاث ذودٍ و (تسعة رهطٍ)[النمل /48]، وإن كان غير ذلك أضيف العدد إليه مجموعًا، ما لم يكن مائة.

فإن أهمل جمع المميز على مثال قلة جيء به جمع كثرة نحو: ثلاثة دراهم، وخسم جوارٍ. وإن لم يهمل جيء به في الغالب جمع قلة نحو: ثلاثة أجبلٍ وخمس آكمٍ.

وقد يجاء به جمع كثرة كقوله تعالى: (والطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ)[البقرة /228] مع مجيء الأقراء.

ص: 517

وإن كان المميز مائة أفردت في الأعراف تخفيفًا لثقلها بالتأنيث والاحتياج إلى مميز بعدها فيقال: ثلاث مائة وقد يقال: ثلاث مئات وثلاث مئين قال الشاعر: [من الطويل]

664 -

ثلاث مئين للملوك وفي بها

ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم

[285]

// وقد ينصب مميز هذا العدد نحو قول بعضهم: خمسة أثوباا، ولا يشركه في جر المميز الواحد والاثنان استغناء بإفراد المميز وتثنيته، إلا في الضرورة، كقول الشاعر:[من الرجز]

665 -

كأن خصييه من التدلدل

ظرف عجوزٍ فيه ثنتا حنظل

وإذا قد عرفت أن مميز العدد المذكور على ضربين: مجرور بـ (من) ومضاف إليه، فاعلم أن المميز المضاف إليه، إما أن يكون اسمًا أو صفة.

فإن كان اسمًا: فاعتبار التذكير فيه والتأنيث في الغالب بلفظه لا بمعناه، ما لم يتصل بالكلام ما يقوي المعنى، فيقال: ثلاثة أشخصٍ. وثلاث أعين، والمراد بالأول نسوة وبالثاني رجال اعتبارًا للفظ.

ص: 518

ولو اتصل بالكلام ما يقوي المعنى جاز اعتبار اللفظ واعتبار المعنى، ومنه قول الشاعر:[من الطويل]

666 -

فكان مجني دون من كنت أتقي

ثلاث شخوصٍ كاعبان ومعصر

وقول الآخر: [من الطويل]

667 -

وإن كلابًا هذه عشر أبطنٍ

وأنت بريء من قبائلها العشر

وقد يغلب المعنى وإن لم يكن في الكلام ما يقويه، كقولهم: ثلاثة أنفس، والنفس مؤنثة، ولكن كثر استعمالها مرادًا بها إنسان، فجعل عددها بالتاء، قال الشاعر:[من الوافر]

668 -

ثلاثة أنفسٍ وثلاث ذودٍ

لقد جار الزمان على عيالي

ص: 519

وحكى يونس: أن رؤبة قال: ثلاث أنفس، فأسقط التاء مراعاة للفظ.

وإن كان المميز صفة فاعتبار التذكير فيه والتأنيث بلفظ موصوفها المنوي، لا بلفظها، فيقال: ثلاثة ربعات، إذا قصد رجال، وثلاثة دواب، إذا قصد ذكور، لأن الدابة صفة في الأصل، فالاعتبار بموصوفها، ومن ذلك قوله تعالى:(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)[الأنعام /165] المعنى: فله عشر حسنات أمثالها.

وأما المميز المجرور بـ (من) فاعتبار التذكير فيه والتأنيث باللفظ، ما لم يفصل بينه وبين العدد صفة دالة على المعنى. تقول: عندي ثلاث من الغنم بحذف التاء، لأن الغنم مؤنث، وتقول: عندي ثلاث من البقر، وثلاثة من البقر بالوجهين، لأن في البقر لغتين: التذكير والتأنيث.

فلو فصل المميز بصفة دالة على المعنى وجب اعتباره، نحو: عندي ثلاثة ذكور من البط. ولا أثر للوصف المتأخر، نحو: ثلاث من البط ذكور.

728 -

ومائةً والألف للفرد أضف

ومائة بالجمع نزرًا قد ردف

تضاف المائة والألف إلى المعدود بهما: مفردًا نحو مائة دينار وألف درهم، وقد [286] تضاف // المائة إلى جمع، كقراءة حمزة والكسائي قوله تعالى:(ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين)[الكهف /25]. وإليه الإشارة بقوله:

..........................

ومائة بالجمع نززًا قد ردف

وقد شذ تمييز المائة بمفرد منصوب في قول الربيع بن ضبع الفزاري: [من الوافر]

669 -

إذا عاش الفتى مائتين عامًا

فقد ذهب اللذاذة والفتاء

فلا يقاس عليه.

ص: 520

729 -

وأحد اذكر وصلنه بعشر

مركبًا قاصد معدودٍ ذكر

730 -

وقل لدى التأنيث إحدى عشره

والشين فيها عن تميمٍ كسره

731 -

ومع غير أحدٍ وإحدى

ما معهما فعلت فافعل قصدا

732 -

ولثلاثةٍ وتسعةٍ وما

بينهما إن ركبا ما قدما

733 -

وأول عشرة اثنتي وعشرا

إثني إذا أنثى تشا أو ذكرا

حاصل هذه الأبيات بيان أن العشرة تركب مع ما دونها، فيقال في التذكير: أحد عشر واثنا عشر وثلاثة عشر، إلى تسعة عشر، وفي التأنيث: إحدى عشرة واثنتا عشرة وثلاث عشرة، إلى تسع عشرة، بإسكان الشين، على لغة أهل الحجاز، وكسرها على لغة بني تميم.

فيجري أول الجزءين على ما كان له قبل التركيب من المجيء في التذكير بثلاثة وما فوقها مؤنثة، وبما دونها مذكرًا، وفي التأنيث بثلاث وما فوقها مذكرة، وبما دونها مؤنثًا، ويجري الثاني من الجزءين على العكس مما كان له قبل التركيب، فأسقطوا تاءه قي التذكير، وأثبتوها في التأنيث.

وإنما لم يقولوا في التذكير ثلاثة عشرة، كراهية الجمع بين علامتين بلفظ واحد فيما هما كشيء واحد، ولا في التأنيث ثلاث عشر، كراهة إخلاء المؤنث من علامة، لا محذور في لحاقها.

734 -

واليا لغير الرفع وارفع بالألف

والفتح في جزءي سواهما ألف

كل عدد مركب فجزآه مبنيان على الفتح، إلا اثنا واثنتا.

أما بناء الصدر منهما، فلتنزله منزلة صدر الاسم، وأما بناء العجز فلتضمنه معنى الحرف لأن الأصل في نحو: خمسة عشر: خمسة وعشر، كما تقول: خمسة وعشرون فلما تركبا ذهبت الواو ن اللفظ، وتضمن معناها ثاني الجزءين. فبني على الفتح.

[287]

وإنما لم يبن المركب على السكون، لأن له أصلا في // التمكن، ولا على حركة غير الفتح، لكونه مستطالا بالتركيب، فأوثر بأخف الحركات.

وأما اثنا واثنتا فيستصحب إعرابهما في التركيب، فيكونان بألف في الرفع نحو: جاءني اثنا عشر رجلا، واثنتا عشرة امرأة، وبياء في النصب والجر نحو: رأيت اثني عشر رجلا، ومررت باثنتي عشرة امرأةً.

ص: 521

وإنما أعرب اثنا واثنتا من بين صدور المركبات، لوقوع العجز منها موقع النون، فكما كان الإعراب مع النون ثابتًا ثبتت مع الواقع موقعها.

فإن قلت: كيف صح وقوع العجز من هذا موقع النون، فأعرب صدره، وما صح وقوع العجز من نحو خمسة عشر موقع التنوين من خمسة فأعرب صدره.

قلت: صح ذلك في اثنا عشر، لأن ثبوت عشر بعد الألف منه متأخر عن ثبوت النون في اثنان، لما علمت أن التركيب متأخر عن الإفراد، والمتأخر لا يمتنع أن يقال وقع موقع المتقدم.

ولم يصح ذلك في نحو: خمسة عشر، لأن ثبوت عشر بعد التاء منه ليس متأخرًا عن ثبوت التنوين في خمسة، بل متقدمًا عليه، لأن تركيب المزج من الأوضاع المتقدمة على الإعراب المقارن للتنوين، والمتقدم لا يمكن أن يقال وقع موقع المتأخر.

735 -

وميز العشرين للتسعينا

بواحدٍ كأربعين حينا

736 -

وميزوا مركبًا بمثل ما

ميز عشرون فسوينهما

737 -

وإن أضيف عدد مركب

يبق البنا وعجز قد يعرب

من أسماء العدد (العشرون) وأخواتها إلى (التسعين)، وتستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث، ويذكر معها النيف متقدمًا، كقولك في التذكير: ثلاثة وعشرون، وفي التأنيث خمس وأربعون.

وتميز هي والأعداد المركبة بمفرد منصوب، نحو قوله تعالى:(أحد عشر كوكبًا)[يوسف /4] وقوله تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً)[الأعراف /142].

وقد تميز بجمع صادق على الواحد منها، فيقال: عندي عشرون دراهم، على معنى عشرون شيئًا كل واحد منها دراهم.

ومنه قوله تعالى: (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطًا أممًا)[الأعراف /160] المعنى والله أعلم: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة، كل فرقة منهم أسباط.

وقد يضاف العدد إلى مستحق المعدود، فيستغني عن التمييز، نحو: هذه عشر وزيدٍ، يفعل ذلك بجميع الأعداد المركبة، إلا اثني عشر، فيقال: أحد عشرك، وثلاثة عشرك ولا يقال اثنا عشرك، لأن (عشر) من اثني عشر بمنزلة نون اثنين، فلا تجامع الإضافة ولا يقال اثناك؛ لشلا يلتبس بإضافة اثنين بلا تركيب.

ص: 522

وإذا أضيف العدد المركب استصحب البناء في صدره، وفي عجزه أيضًا، إلا على لغة.

[288]

قال سيبويه: (ومن العرب // من يقول: خمسة عشرك، وهي لغة رديئة).

وعند الكوفيين أن العدد المركب إذا أضيف أعرب صدره بما تقتضيه العوامل وجر عجزه بالإضافة، نحو: هذه خمسة عشرك، وخذ خمسة عشرك، وأعط من خمسة عشرك.

وحكي الفراء عن أبي فقعس الأسدي وأبي الهيثم العقيلي: ما فعلت خمسة عشرك.

والبصريون لا يرون ذلك، بل يستصحب عندهم البناء في الإضافة. كما يستصحب مع الألف واللام، بإجماع.

738 -

وصغ من اثنين فما فوق إلى

عشرةٍ كفاعلٍ من فعلا

739 -

واختمه في التأنيث بالتا ومتى

ذكرت فاذكر فاعلا بغير تا

740 -

وإن ترد بعض الذي منه بني

تضف إليه مثل بعضٍ بين

741 -

وإن ترد جعل الأقل مثل ما

فوق فحكم جاعلٍ له احكما

يصاغ من اثنين فما فوقه إلى عشرة موازن (فاعل) مجردًا عن التاء في التذكير ومتصلا بها في التأنيث، لأن مدلوله مفرد، فلم يسلك به سبيل ما اشتق منه، بل سبيل الصفات المفردة، من نحو: ضارب وضاربة. ويستعمل على ضربين: مفرد وغير مفرد. فالمفرد نحو: ثانٍ وثانية، إلى عاشر وعاشرة. وغير المفرد: إما أن يستعمل مع ما اشتق منه، كثان مع اثنين، وإما أن يستعمل مع ما يليه ما اشتق منه كثالث مع اثنين.

فالمستعمل مع ما اشتق منه يجب إضافته، فيقال في التذكير. ثاني اثنين، وفي التأنيث: ثانية اثنين، إلى عاشر عشرة، وعاشرة عشر، والمراد: أحد اثنين. وإحدى اثنتين، وأحد عشرة وإحدى عشر.

والمستعمل مع ما يليه ما اشتق منه: يجوز أن يضاف، وأن ينون، وينصب ما يليه فيقال: هذا رابع ثلاثةٍ ورابع ثلاثة، وهذه رابعة ثلاث ورابعة ثلاثا، لأن المراد: هذا جاعل

ص: 523

ثلاثة أربعة فعومل معاملة ما هو بمعناه، ولأنه اسم فاعل حقيقة فإنه يقال: ثلثت الرجلين: إذا انضممت إليهما، فصرتم ثلاثة، وكذلك ربعت الثّلاثة، إلى عشرت التسعة.

فـ (فاعل) هذا مساو لـ (جاعل) في المعنى، والتفريع على فعل، فجرى مجراه في العمل، بخلاف (فاعل) المراد به واحد مما أضيف إليه فإنه ليس في معنى ما يعمل، ولا مفرعا على فعل، فالتزمت إضافته، كما التزمت إضافة ما اشتق منه.

وقد نبه على استعمال فاعل المشتق من اسم العدد بالمعنيين المذكورين، فأشار إلى الاستعمال الأول بقوله:

وإن ترد بعض الذي منه بني .... تضيف إليه مثل بعض بين

[289]

أي: وإن ترد بالمصوغ من اثنين فما فوق واحدا من الذي اشتق منه فأضف إليه مثله في اللفظ، وهو ما اشتق منه.

وأشار إلى الاستعمال الثاني بقوله:

وإن ترد جعل الأقل مثل ما .... فوق فحكم جاعل له احكما

معناه: وإن ترد بالمصوغ من اثنين فما فوق أنه جعل ما هو أقل عددا مما اشتق منه مساويا له، فاحكم لذلك المصوغ بحكم (جاعل) من معناه، وجواز أن يليه مفعوله منصوبا به تارة ومجرورا به أخرى.

ويفهم من ذلك: أن الذي يكون مفعولا للمصوغ للمعنى المذكور هو اسم ما يليه المشتق منه، لأنه هو الذي يصح أن يساويه بزيادة واحد.

742 -

وإن أردت مثل ثاني اثنين .... مركبا فجئ بتركيبين

743 -

أو فاعلا بحالتيه أضف .... إلى مركب بما تنوي يفي

744 -

وشاع الاستغنا بحادي عشرا .... ونحوه وقبل عشرين اذكرا

745 -

وبابه الفاعل من لفظ العدد .... بحالتيه قبل واو يعتمد

صدر العدد المركب مثل غيره من العدد المفرد في جواز صوغ (فاعل) منه، ولكن لا من كل وجه، فإنه لا يبنى من صدر المركب (فاعل) للدلالة على جعل ما يليه مما اشتق الفاعل منه مساويا له، وإنما يبنى (فاعل) من صدر المركب، للدلالة على واحد من العدد الذي اشتق من صدره، لا غير.

وفي استعماله ثلاثة أوجه:

ص: 524

أحدها: وهو الأصل أن يجاء بتركيبين: صدر أولهما (فاعل) في التذكير و (فاعلة) في التأنيث، وصدر ثانيهما الاسم المشتق منه، وعجز المركبين (عشر) في التذكير و (عشرة) في التأنيث، فيقال في التذكير: ثاني عشر اثني عشر، وثالث عشر ثلاثة عشر، وفي التأنيث: ثانية عشرة اثنتي عشرة، وثالثة عشرة ثلاث عشرة، إلى تاسع عشر تسعة عشر، وتاسعة عشرة تسع عشرة: بأربع كلمات مبنية للتركيب: أولاهن مع الثانية، وثالثتهن مع الرابعة، وأول المركبين إلى الثاني إضافة (فاعل) إلى ما اشتق منه.

الاستعمال الثاني: أن يقتصر على صدر المركب الأول، فيعرب لعدم التركيب ويضاف إلى المركب الثاني، باقيا بناؤه، فيقال: ثاني اثني عشر، وثالث ثلاثة عشر، وثانية اثنتي عشرة، وثالثة ثلاث عشرة.

الاستعمال الثالث: أن يقتصر على المركب الأول باقيا بناء صدره، وبعض العرب يعربه.

حكي ذلك ابن السكيت وابن كيسان رحمهما الله.

ولما أراد الشيخ بينان هذا الاستعمال الثالث قال:

وشاع الاستغنا بحادي عشرا .... ونحوه ...............

فمثل بـ (حادي عشر) لم يمثل بثاني عشر، ليتضمن التمثيل فائدة التنبيه [290] // على ما التزموه، حين صاغوا أحدا وإحدى على (فاعل وفاعلة) من القلب، وجعل الفاء بعد اللام، فقالوا: حادي عشر وحادية عشرة، والأصل واحد وواحدة.

ولا يستعمل حاد وحادية إلا مع عشرة أو مع عشرين، وأخواته، فيقال: حاد وعشرون، وحادية وعشرون، إلى حاد وتسعين، وحادية وتسعين، كما يقال: ثان وعشرون وثالث وعشرون، ورابعة وثلاثون، ونحو ذلك.

وقد تضمن التنبيه على هذا كله قوله:

................. .... ...... وقبل عشرين اذكرا

وبابه الفاعل من لفظ العدد .... بحالتيه قبل واو يعتمد

وحالتاه: كونه على (فاعل) في التذكير، وعلى (فاعلة) في التأنيث.

ص: 525