الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كم وكأين وكذا
746 -
ميز في الاستفهام كم بمثل ما .... ميزت عشرين ككم شخصا سما
747 -
وأجز أن تجره من مضمرا .... إن وليت كم حرف جر مظهرا
748 -
واستعملنها مخبرا كعشره .... أو مائة ككم رجال أو مره
(كم) اسم لجواز كونها مبتدأ ومفعولا، ومجرورة بالإضافة إليها، أو بدخول حرف الجر عليها.
وهي اسم لعدد مبهم المقدار والجنس، ولا بد لها من مميز مذكور، وقد يحذف للعلم به، كما في قولك: كم صمت وكم سيرت وكم لقيت؟ التقدير: كم يوما صمت، وكم فرسخا سرت، وكم رجلا لقيت.
وتنقسم (كم) إلى استفهامية وخبرية، مقصود بها الكناية عن التكثير، ولكليهما صدر الكلام.
أما (كم) الاستفهامية: فإن لم يدخل عليها حرف جر، فمميزها مفرد منصوب، حملا على مميز العدد المركب وما جرى مجراه، إذ كانت فرعا على (كم) الخبرية، كما أن العدد المركب فرع على المفرد.
وعلى هذا نبه بقوله:
ميز في الاستفهام كم بمثل ما .... ميزت عشرين .........
فإن عشرين وأخواته جار مجرى العدد المركب في إفراد مميزه ونصبه، لكونه في المعنى مثله، فإن عشرين في معنى عشرة وعشرة، وإن ثلاثين في معنى ثلاث عشرات.
وإن دخل على (كم) الاستفهامية حرف جر جاز في مميزها النصب والجر. فيقال: بكم درهما اشتريت ثوبك؟ وبكم درهم اشتريت؟
فالنصب: لأن (كم) استفهامية، وهي محمولة على العدد المركب في نصب التمييز. والجر: بـ (من) مضمرة، لا بإضافة (كم) إليه، خلافا لبعضهم.
والدليل على ذلك من وجهين:
أحدهما: أن (كم) الاستفهامية، لا تصلح أن تعمل الجر، لأنها قائمة مقام عدد مركب، والعدد المركب لا يعمل الجر، فكذا ما قام مقامه.
[291]
الثاني: أن الجر بعد (كم) الاستفهامية لو كان بالإضافة لم يشترط دخول حرف الجر على (كم).
فاشترط ذلك دليل على أن الجر بـ (من) مضمرة، لكون حرف الجر الداخل على (كم) عوضا عن اللفظ بها.
وأما (كم) الخبرية فمميزها مجرور مجموع تارة، ومفرد أخرى، لأنها بمنزلة عدد مفرد يضاف إلى مميزه، وهو على ضربين:
أحدهما: يضاف إلى جمع. والآخر: يضاف إلى مفرد.
فاستعملت بالوجهين: إجراء لها مجرى الضربين، فيقال: كم رجال صحبت، كما يقال: عشرة رجال صحبت، وكم امرأة رأيت، كما يقال: مائة امرأة رأيت.
وقد تجري بنو تميم (كم) الخبرية مجرى (كم) الاستفهامية، فينصبون مميزها، وإن كان جمعا، ومنه قول الشاعر:[من الكامل]
670 -
كم عمة لك يا جرير وخالة .... فدعاء قد حلبت علي عشاري
ويروى بالجر على اللغة المشهورة، وبالرفع على حذف المميز، ورفع عمة بالابتداء، وجعل (كم) نصبا على المصدرية.
فصل
ويفصل في السعة بين (كم) الاستفهامية، ومميزها بالظرف وشبهه نحو: كم عندك غلاما؟ وكم لك جارية؟
ولا يجوز مثل ذلك في العدد المركب، وما جرى مجراه، إلا في الضرورة، كقول الشاعر:[من المتقارب]
671 -
يذكرنيك حنين العجول .... ونوح الحمامة تدعو هديلا
على أنني بعد ما قد مضى .... ثلاثون للهجر حولا كميلا
ولا يفصل بين (كم) الخبرية ومميزها، إلا في الضرورة، فيجوز لأجلها الفصل بينهما بالظرف وشبهه، وبالجملة.
فإذا فصل بالظرف وشبهه اختير نصب المميز، وجاز أيضا جره.
فمن نصبه قول الشاعر: [من المتقارب]
672 -
تؤم سنانا وكم دونه .... من الأرض محدودبا غارها
ومن جره قول الآخر: [من الكامل]
673 -
كم في بني سعد بن بكر سيد .... ضخم الدسيعة ماجد نفاع
وقول لآخر: [من الرمل]
674 -
كم بجود مقرف نال العلا .... وكريم بخله قد وضعه
وإذا فصل بالجملة وجب نصب المميز، كما في قول الشاعر:[من البسيط]
675 -
كم نالني منهم فضلا على عدم .... إذ لا أكاد من الإقتار أجتمل [292] //
749 -
ككم كأين وكذا وينتصب .... تمييز ذين أو به صل من تصب
(كأين وكذا) مثل (كم) الخبرية في الدلالة على تكثير العدد، وفي الافتقار إلى مميز، لكن مميز (كم) مجرور كما سبق، ومميز (كأين) منصوب، نحو: كأين رجلا رأيت. وكذا مميز (كذا) نحو: رأيت كذا رجلا.
وأكثر ما يقع مميز (كأين) مجرورا بـ (بمن) كقوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون} [آل عمران/ 146] وكقوله تعالى: و {وكأين من آية في السموات والأرض} [يوسف/ 105]. و (كأين) مثل (كم) في لزوما صدر الكلام، بخلاف (كذا) فلذلك يقال: رأيت كذا وكذا رجلا، وعندي كذا وكذا درهما، ولا يجوز مثل ذلك في (كأين).