المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كم وكأين وكذا - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌كم وكأين وكذا

‌كم وكأين وكذا

746 -

ميز في الاستفهام كم بمثل ما .... ميزت عشرين ككم شخصا سما

747 -

وأجز أن تجره من مضمرا .... إن وليت كم حرف جر مظهرا

748 -

واستعملنها مخبرا كعشره .... أو مائة ككم رجال أو مره

(كم) اسم لجواز كونها مبتدأ ومفعولا، ومجرورة بالإضافة إليها، أو بدخول حرف الجر عليها.

وهي اسم لعدد مبهم المقدار والجنس، ولا بد لها من مميز مذكور، وقد يحذف للعلم به، كما في قولك: كم صمت وكم سيرت وكم لقيت؟ التقدير: كم يوما صمت، وكم فرسخا سرت، وكم رجلا لقيت.

وتنقسم (كم) إلى استفهامية وخبرية، مقصود بها الكناية عن التكثير، ولكليهما صدر الكلام.

أما (كم) الاستفهامية: فإن لم يدخل عليها حرف جر، فمميزها مفرد منصوب، حملا على مميز العدد المركب وما جرى مجراه، إذ كانت فرعا على (كم) الخبرية، كما أن العدد المركب فرع على المفرد.

وعلى هذا نبه بقوله:

ميز في الاستفهام كم بمثل ما .... ميزت عشرين .........

فإن عشرين وأخواته جار مجرى العدد المركب في إفراد مميزه ونصبه، لكونه في المعنى مثله، فإن عشرين في معنى عشرة وعشرة، وإن ثلاثين في معنى ثلاث عشرات.

وإن دخل على (كم) الاستفهامية حرف جر جاز في مميزها النصب والجر. فيقال: بكم درهما اشتريت ثوبك؟ وبكم درهم اشتريت؟

ص: 526

فالنصب: لأن (كم) استفهامية، وهي محمولة على العدد المركب في نصب التمييز. والجر: بـ (من) مضمرة، لا بإضافة (كم) إليه، خلافا لبعضهم.

والدليل على ذلك من وجهين:

أحدهما: أن (كم) الاستفهامية، لا تصلح أن تعمل الجر، لأنها قائمة مقام عدد مركب، والعدد المركب لا يعمل الجر، فكذا ما قام مقامه.

[291]

الثاني: أن الجر بعد (كم) الاستفهامية لو كان بالإضافة لم يشترط دخول حرف الجر على (كم).

فاشترط ذلك دليل على أن الجر بـ (من) مضمرة، لكون حرف الجر الداخل على (كم) عوضا عن اللفظ بها.

وأما (كم) الخبرية فمميزها مجرور مجموع تارة، ومفرد أخرى، لأنها بمنزلة عدد مفرد يضاف إلى مميزه، وهو على ضربين:

أحدهما: يضاف إلى جمع. والآخر: يضاف إلى مفرد.

فاستعملت بالوجهين: إجراء لها مجرى الضربين، فيقال: كم رجال صحبت، كما يقال: عشرة رجال صحبت، وكم امرأة رأيت، كما يقال: مائة امرأة رأيت.

وقد تجري بنو تميم (كم) الخبرية مجرى (كم) الاستفهامية، فينصبون مميزها، وإن كان جمعا، ومنه قول الشاعر:[من الكامل]

670 -

كم عمة لك يا جرير وخالة .... فدعاء قد حلبت علي عشاري

ويروى بالجر على اللغة المشهورة، وبالرفع على حذف المميز، ورفع عمة بالابتداء، وجعل (كم) نصبا على المصدرية.

ص: 527

فصل

ويفصل في السعة بين (كم) الاستفهامية، ومميزها بالظرف وشبهه نحو: كم عندك غلاما؟ وكم لك جارية؟

ولا يجوز مثل ذلك في العدد المركب، وما جرى مجراه، إلا في الضرورة، كقول الشاعر:[من المتقارب]

671 -

يذكرنيك حنين العجول .... ونوح الحمامة تدعو هديلا

على أنني بعد ما قد مضى .... ثلاثون للهجر حولا كميلا

ولا يفصل بين (كم) الخبرية ومميزها، إلا في الضرورة، فيجوز لأجلها الفصل بينهما بالظرف وشبهه، وبالجملة.

فإذا فصل بالظرف وشبهه اختير نصب المميز، وجاز أيضا جره.

فمن نصبه قول الشاعر: [من المتقارب]

672 -

تؤم سنانا وكم دونه .... من الأرض محدودبا غارها

ص: 528

ومن جره قول الآخر: [من الكامل]

673 -

كم في بني سعد بن بكر سيد .... ضخم الدسيعة ماجد نفاع

وقول لآخر: [من الرمل]

674 -

كم بجود مقرف نال العلا .... وكريم بخله قد وضعه

وإذا فصل بالجملة وجب نصب المميز، كما في قول الشاعر:[من البسيط]

675 -

كم نالني منهم فضلا على عدم .... إذ لا أكاد من الإقتار أجتمل [292] //

749 -

ككم كأين وكذا وينتصب .... تمييز ذين أو به صل من تصب

(كأين وكذا) مثل (كم) الخبرية في الدلالة على تكثير العدد، وفي الافتقار إلى مميز، لكن مميز (كم) مجرور كما سبق، ومميز (كأين) منصوب، نحو: كأين رجلا رأيت. وكذا مميز (كذا) نحو: رأيت كذا رجلا.

وأكثر ما يقع مميز (كأين) مجرورا بـ (بمن) كقوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون} [آل عمران/ 146] وكقوله تعالى: و {وكأين من آية في السموات والأرض} [يوسف/ 105]. و (كأين) مثل (كم) في لزوما صدر الكلام، بخلاف (كذا) فلذلك يقال: رأيت كذا وكذا رجلا، وعندي كذا وكذا درهما، ولا يجوز مثل ذلك في (كأين).

ص: 529