المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كان وأخواتها 143 - ترفع كان المبتدأ اسمًا والخبر … تنصبه - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌ ‌كان وأخواتها 143 - ترفع كان المبتدأ اسمًا والخبر … تنصبه

‌كان وأخواتها

143 -

ترفع كان المبتدأ اسمًا والخبر

تنصبه ككان سيدًا عمر

دخول كان على المبتدأ والخبر على خلاف القياس، لأنها أفعال، وحق الأفعال كلها أن تنسب معانيها إلى المفردات، لا إلى الجمل، فإن ذلك للحروف، نحو:(هل) و (ليت) و (ما) في قولك: هل جاء زيد؟ وليته عندنا، وما أحد أفضل منك، ولكنهم توسعوا في الكلام فأجروا بعض الأفعال مجرى الحروف، فنسبوا معانيها إلى الجمل، وذلك كان وأخواتها، فإنهم أدخلوها على المبتدأ والخبر، على نسبة معانيها إلى مضمونها، ثم [51] رفعوا بها // المبتدأ تشبيهًا بالفاعل، ونصبوا الخبر تبشبيهًا بالمفعول، سواء تقدم أو تأخر، نحو: كان زيد قائمًا، وكان سيدًا عمر. ويسمى المرفوع في هذا الباب اسمًا، والمنصوب خبرًا.

144 -

ككان ظل بات أضحى أصبحا

أمسى وصار ليس زال برحا

145 -

فتئ وانفك وهذي الأربعة

لشبه نفي أو لنفي متبعه

146 -

ومثل كان دام مسبوقًا بما

كأعط ما دمت مصيبًا درهما

معنى (كان): وجد، و (ظل): أقام نهارًا، و (بات): أقام ليلا، و (أضحى وأصبح وأمسى): دخل في الضحى والصباح والمساء، و (صار): تجدد، ومعنى (ليس):

ص: 92

نفي الحال، فإن نفت غيره فبقرينة، كقول الشاعر:[من الطويل]

84 -

وما مثله فيهم ولا كان قبله

وليس يكون الدهر ما دام يذب

ومعنى (زال): انفصل، وكذا (برح وفتئ وانفك)، ومعنى (دام): بقي، فأجروا هذه الأفعال بالمعاني المذكورة مجرى الحروف، فأدخلت على الجمل الابتدائية، على تعلق معانيها بها، فعملت فيها العمل المذكور.

وهي في ذلك على ثلاثة أقسام:

قسم يعمل بلا شرط وهو: كان وليس وما بينهما.

وقسم يعمل بشرط تقدم نفي أو شبهه وهو: (زال وبرح وفتئ وانفك).

مثال النفي: ما زال زيد عالما، ولن يبرح عمرو كريمًا، وقول الشاعر:

[من الطويل]

85 -

ألا يا اسلمي يا دار مي على البلي

ولا زال منهلا بجرعائك القطر

وقول الآخر: [من الخفيف]

86 -

ليس ينفك ذا غنى واعتزازٍ

كل ذي عفةٍ مقل قنوع

ص: 93

وقد يغني معنى النفي عن لفظه، كقوله تعالى:(تالله تفتأ تذكر يوسف)[يوسف / 85].

قال الشاعر: [من م. الكامل]

87 -

تنفك تسمع ما حييت

بهالكٍ حتى تكونه

فالمرء قد يرجوا النجا

ة مؤملا والموت دونه

وأما شبه النفي فهو النهي كقوله: [من الخفيف]

88 -

صاح شمر ولا تزل ذاكر المو

ت فنسيانه ضلال مبين

ومتى خلت هذه الأفعال الأربعة عن نفي أو نهي ظاهر أو مقدر لا تعمل العمل المذكور.

وقسم يعمل بشرط تقدم (ما) المصدرية النائبة عن الظرف، نحو:

كأعط ما دمت مصيبا درهما

المعنى: أعط درهمًا مدة دوامك مصيبه. فالمصحح لرفع دام الاسم، ونصبها الخبر كونها صلة لـ (ما) المذكورة.

[52]

فلو لم تكن صلة لها لم يصح ذلك العمل فيها وكذا لو لم تكن // (ما) نائبة عن الظرف فلا يقال: عرفت بما دام زيد صديقك. والمرجع في ذلك كله إلى متابعة الاستعمال.

147 -

وغير ماضٍ مثله قد عملا

إن كان غير الماض منه استعملا

ما تصرف من هذه الأفعال، وغيرها فللمضارع منه والأمر ما للماضي من العمل، تقول: يكون زيد فاضلا، ولا يزال عمرو كريمًا، فترفع بالمضارع الاسم، وتنصب الخبر، كما تفعل بالماضي، وكذلك الأمر نحو: كن عالمًا أو متعلمًا: كن: فعل أمر يرفع

ص: 94

الاسم وينصب الخبر، واسمها ضمير المخاطب، وعالمًا هو الخبر، قال الله تعالى:(قل كونوا حجارة أو حديدًا)[الإسراء /50].

ويجري المصدر واسم الفاعل في ذلك مجرى الفعل، تقول: أعجبني كون زيدٍ صديقك، وهو كائن أخاك. وقال الشاعر:[من الطويل]

89 -

ببدلٍ وحلمٍ ساد في قومه الفتى

وكونك إياه عليك يسير

وقال الآخر: [من الطويل]

90 -

وما كل من يبدي البشاشة كائنًا

أخاك إذا لم تلفه لك منجدا

وقول الآخر: [من الطويل]

91 -

قضى الله يا أسماء أن لست زائلا

أحبك حتى يغمض العين مغمض

148 -

وفي جميعها توسط الخبر

أجز وكل سبقه دام حظر

149 -

كذاك سبق خبرٍ ما النافيه

فجئ بها متلوةً لا تاليه

150 -

ومنع سبق خبر ليس اصطفي

وذو تمام مع برفعٍ يكتفي

الأصل تأخير الخبر في هذا الباب، كما في باب المبتدأ والخبر، وقد لا يتأخر، فيتوسط بين الفعل والاسم تارة، ويتقدم على الفعل تارة كالمفعول.

ص: 95

أما التوسط فجائز مع جميع أفعال هذا الباب، كقوله تعالى:(وكان حقًا علينا نصر المؤمنين)[الروم / 47].

وقال الشاعر: [من الطويل]

92 -

سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم

فليس سواءً عالمً وجهول

وكقول الآخر: [من البسيط]

93 -

لا طيب للعيش ما دامت منغصةً

لذاته بادكار الموت والهرم

وأما التقديم فجائز إلا مع (دام)، كما قال:

.. وكل سبقه دام حظر

أي منع.

ومع المقرون بـ (ما) النافية، ومع (ليس) على ما اختاره المصنف، تقول: عالمًا كان زيد، وفاضلا لم يزل عمرو.

ولا يجوز نحو ذلك في (دام) لأنها لا تعمل إلا مع (ما) المصدرية، و (ما) هذه ملتزمة صدر الكلام، وألا يفصل بينها، وبين صلتها بشيء، فلا يجوز معها تقديم الخبر على (دام) وحدها، ولا عليها مع (ما).

[53]

// ومثل (دام) في ذلك كل فعل قارنه حرف مصدري، نحو: أريد أن تكون فاضلا، وكذلك المقرون بـ (ما) النافية، نحو: ما زال زيد صديقك، وما برح عمرو أخاك، فالخبر في نحو هذا لا يجوز تقديمه على (ما)، لأن لها صدر الكلام، ويجوز توسطه بين (ما) والفعل، نحو: ما قائمًا كان زيد، كقوله صلى الله عليه وسلم:(فوالله ما الفقر أخشى عليكم).

ص: 96

وأما ليس: فمذهب سيبويه وأبي علي وبان برهان جواز تقديم خبرها عليها، بدليل جواز تقديم معمول خبرها عليها في نحو قوله تعالى:(ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم)[هود /8]. ولتفسيره عاملا فيما اشتغلت عنه بملابس ضميره، كقولهم:(أزيدًا لست مثله). حكاه سيبويه.

وذهب الكوفيون والمبرد وابن السراج إلى منع ذلك، قاسوها على عسى ونعم وبئس وفعل التعجب.

قال السيرافي: (بين ليس وفعل التعجب ونعم وبئس فرق، لأن ليس تدخل على الأسماء كلها: مظهرها ومضمرها، ومعرفتها ونكرتها، ويتقدم خبرها على اسمها. ونعم وبئس لا يتصل بهما ضمير المتكلم، ولا العلم، وفعل التعجب يلزم طريقة واحدة، ولا يكون فاعله إلا ضميرًا، فكانت ليس أقوى منها).

قلت: وبين (ليس وعسى) فرق، لأن عسى متضمنة معنى ما له صدر الكلام، وهو معنى الترجي، في نحو:(لعل وليس) بخلاف ذلك، لأنها دالة على النفي وليس هو في لزوم صدر الكلام كالترجي، لأن النفي، وإن لزم صدر الكلام فيما لم يلزمه فيما عداها. فلا يلزم من امتناع التقديم على هذه الأفعال امتناع تقديم خبر ليس عليها.

واعلم أن من الخبر ما يجب تقديمه في هذا الباب، كما يجب في باب المبتدأ، والخبر، وذلك نحو: كم كان مالك؟ وأين كان زيد؟ وآتيك ما دام في الدار صاحبها، قال الله تعالى:(وما كان جواب قومه إلا أن قالوا)[الأعراف /82]. ومنه ما يجب تأخيره، نحو: كان الفتى مولاك، وما زال غلام هند حبيبها، وما كان زيد إلا في الدار.

وقوله:

........................

وذو تمامٍ ما برفعٍ يكتفي

إشارة إلى أن من هذه الأفعال ما يجوز أن يجري على القياس، فيسند إلى الفاعل، ويكتفي به، وتسمى حينئذ تامة بمعنى: أنها لا تحتاج إلى الخبر، وذلك نحو قوله تعالى:(وإن كان ذو عسرةٍ فنظرة إلى ميسرة)[البقرة /280]، وقوله تعالى:(فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون)[الروم /17]، وقوله تعالى:(خالدين فيها ما دامت السموات والأرض)[هود / 107 - 108].

ص: 97

وقول الشاعر: [من الطويل]

94 -

وبات وباتت له ليلة

كليلة ذي العائر الأرمد

وجميع أفعال هذا الباب تصلح للتمام، إلا فتئ، وليس، وزال، وقد نبه على ذلك في قوله:

151 -

وما سواه ناقص والنقص في

فتئ ليس زال دائمًا قفي

[54]

// يعني: أن ما ليس تامًا من الأفعال المذكورة يسمى ناقصًا، بمعنى أنه لا يتم بالمرفوع.

ومذهب سيبويه، وأكثر البصريين: أنها إنما سميت ناقصة، لأنها سلبت الدلالة على الحدث، وتجردت للدلالة على الزمان.

وهو باطل؛ لأن هذه الأفعال مستوية في الدلالة على الزمان، وبينها فرق في المعنى، فلابد فيها من معنى زائد على الزمان، لأن الافتراق لا يكون بما به الاتفاق، وذلك المعنى هو الحدث، لأنه لا مدلول للفعل غير الزمان إلا الحدث.

والذي ينبغي أن يحمل عليه قول من قال: إن (كان) الناقصة مسلوبة الدلالة على الحدث، إنها مسلوبة أن تستعمل دالة على الحدث دلالة الأفعال التامة بنسبة معناها على مفرد، ولكن دلالة الحروف عليه، فسمي ذلك سلبًا لدلالته على الحدث بنفسه.

152 -

ولا يلي العامل معمول الخبر

إلا إذا ظرفًا أتى أو حرف جر

153 -

ومضمر الشان اسمًا انو إن وقع

موهم ما استبان أنه امتنع

لا يجوز البصريون إيلاء (كان) أو إحدى أخواتها معمول الخبر إلا إذا كان ظرفًا، أو حرف جر، نحو: كان يوم الجمعة زيد صائمًا، وأصبح فيك أخوك راغبًا.

ولا يجوز عندهم في نحو: كانت الحمى تأخذ زيدًا، ونحو: كان زيد آكلا طعامك أن يقال: كانت زيدًا الحمى تأخذ، ولا كان طعامك زيدً آكلا، ولا كان طعامك آكلا زيد.

ص: 98

وأجاز ذلك الكوفيون تمسكًا بنحو قول الشاعر: [من الطويل]

95 -

قنافذ هداجون حول بيوتهم

بما كان إياهم عطية عودا

وقول الآخر: [من البسط]

96 -

فأصبحوا والنوى عالي معرسهم

وليس كل النوى تلقي المساكين

ومحمله عند البصريين على إسناد الفعل إلى ضمير الشأن، والجملة بعده خبر، كما إذا وقع المبتدأ، والخبر بعده مرفوعين، كقول الشاعر:[من الطويل]

97 -

إذا مت كان الناس صنفان شامت

وآخر مثنٍ بالذي كنت أصنع

154 -

وقد تزاد كان في حشوٍ كما

كان أصح علم من تقدما

قد تأتي كان بلفظ الماضي زائدة، لا عمل لها، ولا دلالة لها على أكثر من الزمان.

[55]

وتتعين // للزيادة إذا وقعت في حشو الكلام، كوقوعها بين (ما) وفعل التعجب، نحو: ما كان أحسن زيدًا، وما كان أصح علم من تقدم.

وبين المسند والمسند إليه، كقوله: أو نبي كان موسى.

ص: 99

وبين الجار والمجرور، كقول الشاعر:[من الوافر]

98 -

سراة بني أبي بكرٍ تسامي

على كان المسومة العراب

وندر زيادتها بلفظ المضارع، كقول أم عقيل:[من الرجز]

99 -

أنت تكون ماجد نبيل

إذا تهب شمال بليل

ولم يرد غيرها من أخواتها إلا (أصبح، وأمسي) فيما شذ، من نحو قولهم، (ما أصبح أبردها! وما أمسى أدفأها!).

155 -

ويحذفونها ويبقون الخبر

وبعد إن ولو كثيرًا ذا اشتهر

156 -

وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب

كمثل أما أنت برًا فاقترب

157 -

ومن مضارعٍ لكان منجزم

تحذف نون وهو حذف ما التزم

كثير ما تحذف بعد (إن ولو) الشرطيتين، نحو: سر مسرعًا إن راكبًا أو ماشيًا، أي: إن كنت راكبًا أو كنت ماشيًا، وأعط ولو زيدًا أو عمرًا، أي: ولو كان المعطى زيدًا أو عمرًا، أي: ولو كان المعطى زيدًا أو عمرًا بررت.

ص: 100

قال الشاعر: [من الكامل]

100 -

حدبت علي بطون ضنة كلها

إن ظالمًا فيهم وإن مظلوما

وقال الآخر: [من البسيط]

101 -

لا يأمن الدهر ذو بغيٍ ولو ملكًا

جنوده ضاق عنها السهل والجبل

وأما قولهم: (الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شرا فشر، والمرء مقتول بما قتل به إن سيفًا فسيف، وإن خنجرًا) ففيه أربعة أوجه: نصب الأول ورفع الثاني، وعكسه، ونصبهما، ورفعهما.

فنصب الأول على معنى: إن كان عمله خيرًا، وإن كان ما قتل به سيفًا. ورفعه على معنى: إن كان في عمله خير، وإن كان معه سيف.

ونصب الثاني على معنى: فيجزى خيرًا، أو فكان جزاؤه خيرًا، أو كان ما يقتل به سيفًا. ورفعه على معنى: فجزاؤه خير، وما يقتل به سيفً.

وقد تحذف كان بعد غير (إن ولو).

فمن ذلك حذفها بعد (لدن). كقول الراجز: أنشده سيبويه: [من الرجز]

من لد شولا فإلى إتلائها

أي: من لدن كانت شولا.

ص: 101

ومنه حذفها بعد (أن) الناصبة للفعل بتعويض (ما) عن الفعل، وإثبات [56] الاسم، والخبر، كقوله: //

.........................

......... أما أنت برا فاقترب

تقديره: لأن كنت برًا فاقترب، فـ (أن) مصدرية و (ما) عوض عن (كان)، و (أنت) اسمها، و (بر) خبرها. ومنه قول الشاعر:[من البسيط]

103 -

أبا خراشة أما أنت ذا نفرٍ

فإن قومي لم تأكلهم الضبع

ومتى دخل على المضارع (من) كان الجازم اسكن النون، ووجب حذف الواو قبله، لأجل التقاء الساكنين، فيقال: لم يكن زيد قائمًا.

وقد تخفف لكثرة الاستعمال، فتحذف نونها تشبيهًا بحرف اللين. هذا إن لم يلها ساكن، نحو: لم يك زيد قائمًا.

فإن وليها ساكن، كما في نحو قوله:(لم يكن ابنك قائمًا) امتنع الحذف، إلا عند يونس. ويشهد له قول الشاعر:[من الطويل]

104 -

فإن لم تك المرآة أبدت وسامةً

فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم

ص: 102