الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في زيادة همزة الوصل
948 -
للوصل همز سابق لا يثبت .... إلا إذا ابتدي به كاستثبتوا
لأصالة الفعل في التصريف استأثر بأمور:
منها: بناء أوائل بعض أمثلة على السكون، فإذا اتفق الابتداء به في الكلام صدر بهمزة الوصل محركة لتعذر الابتداء بالساكن وذلك نحو:(استثبتوا): أمر للجماعة بالاستثبات، وهو تحقيق الشيء، فإن أوله ساكن كما ترى، فإن وصلته بكلام قبله لم تغيره، وإن ابتدأت به زدت همزة الوصل، فقلت:(استثبتوا) بهمزة مكسورة.
939 -
وهو لفعل ماض احتوى على .... أكثر من أربعة نحو انجلى
940 -
والأمر والمصدر منه وكذا .... أمر الثلاثي كاخش وامض وانفذا
تعرف همزة الوصل من همزة القطع بكونها أو فعل ماض زائد على أربعة أحرف، أو مصدره، أو الأمر منه، ك (انجلى انجلاء، وانجل، واستخرج استخراجا، واستخرج)
وبكونها أو الأمر من فعل ثلاثي. ولا تثبت إلا فيما سكن ثاني المضارع منه ك (اضرب، واشكر، واعلم) بخلاف نحو: (هب، وبع، ورد).
941 -
وفي اسم است ابن ابنم سمع .... واثنين وامرئ وتأنيث تبع
942 -
وايمن همز أل كذا ويبدل .... مدا في الاستفهام أو يسهل
بني أوائل بعض الكلمات على السكون تشبيها له بالفعل في الإعلال، فاحتاج [335] في الابتداء// به إلى همزة الوصل، وذلك محفوظ في عشرة أسماء وهي:(اسم، واست، وابن، وابنة، وابنم، واثنان، واثنتان، وامرؤ، وامرأة، وايمن) في القسم. وعند الكوفيين أن همزة (ايمن) همزة قطع، وهو جمع يمين.
وما ذهبوا إليه يشكل بحذف همزته في الوصل، وبتصرفهم فيه بالحذف، وغيره على اثنتي عشرة لغة وهي:(أيمن، وأيمن، وأيمن، وأيم، وأيم، وأم، ومن بضم الميم، وفتحها، وكسرها، ثابت النون ومحذوفها). ومثل هذا التصريف لا يعرف في شيء من الجموع.
وأما الحروف فلم يرد في شيء منها همزة الوصل، إلا لام التعريف، فإنها بنيت على السكون، لأنها أدور الحروف في الكلام.
فإذا ابتدئ فلا بد من الهمزة، وجعلوها معها مفتوحة كهمزة (ايمن) في الأعرف إيثارا للخفة، وما عداهما فهمزة الوصل فيه مضمومة إن ضم ثالثه ضمة أصلية، نحو:(استخرج، واخرج)، وإلا فمكسورة نحو:(اضرب، واذهب، وامشوا) ما لم يعرض إبدال ضم ثالثه كسرة نحو: (اغزى) فيجوز فيه كسر الهمزة وضمها، والضم هو المختار، لأن الأصل (اغزوى).
ولما كانت الهمزة مع لام التعريف مفتوحة لم تحذف بعد همزة الاستفهام، لئلا يلتبس بالخبر، بل الوجه أن تبدل ألفا نحو:{آلذكرين} [الأنعام/ 143] وقد تسهل، كقول الشاعر:[من الطويل]
689 -
الحق إن دار الرباب تباعدت .... أو انبت حبل أن قلبك طائر
الإبدال
943 -
أحرف الابدال هدأت موطيا .... فأبدل الهمزة من واو ويا
944 -
آخرا اثر ألف زيد وفي .... فاعل ما أعل عينا ذا اقتفي
الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا تسعة، مجموعة في قوله:(هدأت موطيا)(هدأت) بمعنى: سكت، و (موطيا) اسم فاعل من (أوطأت الرحل): إذا جعلته وطيئا، إلا أنه خفف الهمزة بإبدالها ياء، لانفتاحها وانكسار ما قبلها.
وما عدا هذه الحروف التسعة فإبداله إما شاذ، كقولهم في (أصيلان):(أصيلال)، وفي (اضطجع):(اطجع) وفي (الرفل): وهو الفرس الذيال: (رفن)، وفي (أمغرت الشاة): إذا خرج لبنها كالمغرة: (أنغرت).
وإما مطرد في لغته قليلة، لا تمس الحاجة إلى استعمالها، كقول بعضهم في نحو:(سطر؛ صطر) وكإبدال آخرين في الوقف الجيم من الياء المشددة أو المخففة، كقول
الشاعر: [من الرجز]
690 -
خالي عويف وأبو علج .... المطعمان اللحم بالعشج
وكقوله أيضا: [من الرجز]
691 -
يا رب إن كنت قبلت حجج .... فلا يزال شاحج يأتيك بج
[336]
// أقمر نهات ينزي وفرتج
فكذلك لم يذكر في هذا المختصر. قوله:
..................... .... فأبدل الهمزة من واو ويا
آخرا اثر ألف زيد ....... .... ......................
يعني: أن الهمزة تبدل من كل واو أو ياء تطرفت بعد ألف زائدة نحو: (دعاء، وسماء، وبناء، وظباء).
الأصل: دعاو، وسماو، وبناي، وظباي فتحركت الواو والياء بعد فتحة مفصولة بحاجز غير حصين، وهو الألف الزائدة، وانضم إلى ذلك أنهما في فطنة التغيير، وهو الطرف، فقلبا ألفا، كما إذا تحركا، وانفتح ما يليانه، نحو:(دعا، ورمى) فالتقى ساكنان لا يمكن النطق بهما، فقبلت ثانيهما همزة، لأنها من مخرج الألف، فظهرت الحركة التي كانت لها.
ولو كانت الألف غير زائدة فلا إبدال، لئلا يتوالى إعلالان، وذلك نحو:(آية، وراية) وكذا لو لم تتطرف الواو ولا الياء ك (تعاون وتباين). والإبدال المذكور مستحق مع هاء التأنيث المعارضة، كما بدونها نحو:(بناء، وبناءة).
فإن بنيت الكلمة على التأنيث لم يكن لما قبلها حكم الطرف وذلك نحو: (إداوة وهداية). وقالوا: (اسق رقاش فإنها سقاية) لأنه لما كان مثلا، والأمثال لا تغير أشبه ما بني على هاء التأنيث، فلم يبدل.
قوله:
................ وفي .... فاعل ما أعل عينا ذا اقتفي
(ذا) إشارة إلى إبدال الواو والياء همزة، و (اقتفي) بمعنى: اتبع.
والمراد: أنه تبدل الهمزة قياسا متبعا من كل واو أو ياء وقعت عين اسم فاعل أعلت في فعله نحو: (قائل وبائع) أصلهما: (قاول وبايع) ولكنهم أعلوه حملا على الفعل، فكما قالوا في (قال وباع) فقبلوا العين ألفا، كذلك قبلوا عين اسم الفاعل ألفا، ثم قلبوا الألف همزة، على حد القلب في نحو:(كساء ورداء).
ولو لم تعتل العين في الفعل صحت في اسم الفاعل نحو: (عين فهو عاين، وعور فهو عاور)
945 -
والمد زيد ثالثا في الواحد .... همزا يرى في مثل كالقلائد
يبدل همزة ما ولى ألف الجمع، الذي على مثال (مفاعل) إن كان مدة مزيدة في الواحد نحو:(قلادة وقلائد، وصحيفة وصحائف، وعجوز وعجائز).
فلو كان غير مدة أو مدة غير مزيدة لم يبدل نحو: (قسورة وقساور، ومفازة ومفاوز، ومعيشة ومعايش، ومثوبة ومثاوب) إلا فيما سمع فلا يقاس عليه نحو: (مصيبة ومصائب، ومنارة ومنائر).
946 -
كذاك ثاني لينين اكتنفا .... مد مفاعل كجمع نيفا
يبدل همزة أيضا ما بعد ألف جمع الرباعي، من ثاني لينين، اكتنفاهما، كما لو سميت بـ (نيف) ثم كسرته، فإنك تقول:(نيائف) ونحوه: (أول وأوائل، وعيل وعيائل، [337] وسيد وسيائد) تبدل// ما بعد ألف الجمع في كل هذا همزة استثقالا لتوالي ثلاث لنات متصلة بالطرف.
فلو انفصلت منه بمدة امتنع الإبدال، سواء كانت ظاهرة (كطواويس) أو مقدرة كقول الراجز:[من الرجز]
692 -
حنا عظامي وأراه ثاغري .... وكحل العينين بالعواور
أراد: (العواوير) لأنه جمع (عوار) وهو: الرمد.
وقد يفهم هذا التفصيل من قوله:
............... اكتفا .... مد مفاعل ....................
فإن المكتنف في نحو: (طواويس) هو مد (مفاعيل) فلا يكون له حكم مد (مفاعل) من إبدال ما يليه.
947 -
وافتح ورد الهمز يا فيما أعل .... لاما وفي المثل هراوة جعل
948 -
واوا وهمزا أول الواوين رد .... في بدء غير شبه ووفي الأشد
حروف العلة: الألف والواو والياء والهمزة، فإذا اعتل لام ما استحق أن يبدل منه ما بعد ألف الجمع، همزة، لكونه: إما مدة مزيدة في الواحد، وإما ثاني ليني رباعي، اكتنفا ألف الجمع فإنه يخفف بإبدال كسرة الهمزة فتحة، ثم إبدالها ياء، إن لم تكن اللام واوا، سلمت في الواحد، وإن كانت هاء أبدلت الهمزة واوا.
مثال النوع الأول قولهم: (قضية، وقضايا)، أصله:(قضائي) بإبدال مدة الواحد همزة، فاستثقل كون بناء منتهى الجموع فيما آخره حرفا علة أولهما مكسور، فوجب تخفيفه بإبدال الكسرة فتحة، كما جاز به فيما قبل آخره صحيح، فلما فتحت الهمزة تحركت الياء وانفتح ما قبلها، فانقلبت ألفا، فصار (قضاءا؛ كمدارى؟) فاستثقل اجتماع شبه ثلاث ألفات فأبدلت الهمزة ياء فصار (قضايا).
وقولهم: (خطيئة، وخطايا) أصله: (خطائئ): بهمزتين في الطرف، فوجب إبدال الثانية ياء، ثم إبدالها ألفا، فصار (خطاءا) فوجب إبدال الهمزة ياء.
وقولهم: (هراوة، وهراوى) أصله: (هرائو) فخففت فصارت (هراءا ثم هراوى) بإبدال الهمزة واوا ليشاكل الجمع واحده في ظهور الواو رابعة بعد ألف.
ومثال النوع الثاني: (زاوية، وزوايا) أصله: (زوائي) بإبدال الواو همزة لكونها ثاني لينين اكتنفا ألف شبه (مفاعل) فاستثقل كسر ما قبل آخره فخفف إلى (زواءا) ثم إلى (زوايا) على حد تخفيف نحو (قضايا).
وندر إجراء المعتل مجرى الصحيح في قول الشاعر: [من الطويل]
693 -
فما برحت أقدامنا في مقامنا .... ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا
قوله:
…
وهمزا أول الواوين رد .... في بدء غير شبه ووفي الأشد
يعني: ورد أول الواوين المصدرتين همزة، لما لم تكن الثانية بدلا من ألف (فاعل)(كووفي).
وأتم من هذه العبارة أن يقال: يجب إبدال أول الواوين المصدرتين همزة، إذا [338] كانت الثانية إما غير مدة ك (واصلة// وأواصل) أصله (وواصل) بواوين الأولى فاء الكلمة، والثانية بدل من ألف (واصلة) فاستثقل اجتماعهما فخففت بالإبدال.
وإما مدة غير مزيدة ولا مبدلة ك (الأولى) أصله: (الوولى) لأنه مؤنث الأول هو (أفعل) جار مجرى أفضل منك، ولذاك صحبته (من) في نحو: أول من أمس، وجمع مؤنثه على (أول) ك (كبرى، وكبر) فـ (أولى)(فعلى) مما فاؤه وعينه من بنات الواو، ولكنه استثقل لزوم واوين في أوله، فأبدلت أولاهما همزة. فإن كانت الثانية مدة مزيدة أو مبدلة، لم يجب الإبدال.
مثال الأول (ووفي، ووري). ومثال الثاني (الوولى) مخفف (الوءلى) أنثى (الأوءل)(أفعل) تفضيل من (وأل) إذا لجأ.
949 -
ومدا ابدل ثاني الهمزين من .... كلمة ان يسكن كآثر واتمن
950 -
إن يفتح اثر ضم او فتح قلب .... واوا وياء إثر كسر ينقلب
951 -
ذو الكسر مطلقا كذا وما يضم .... واوا أصر ما لم يكن لفظا أتم
952 -
فذاك ياء مطلقا جا وأؤم .... ونحوه وجهين في ثانية أم
في النطق بالهمزة عسر، لأنها حرف مهتوت، فالناطق بها كالساعل، فإذا اجتمعت مع أخرى في كلمة كان النطق بهما أعسر، فيجب إذ ذاك التخفيف، في غير ندور، إلا إذا كانتا في موضع العين المضاعف نحو:(سأآل، ورأآس).
ثم إن التخفيف يختلف بحسب حال الهمزتين من كون ثانيتهما ساكنة بعد متحركة، أو متحركة بعد ساكنة، أو هما متحركتان.
أما الأول: فيجب فيه إبدال الثانية مدة تجانس حركة أولاهما ك (آثرت أوثر إيثارا)، أصله:(أأثرت أؤثر إئثارا).
فلما اجتمع في كلمة همزتان ثانيتهما ساكنة وجب تخفيفها بإبدالها مدة من جنس حركة ما قبلها لأن بها حصل الثقل، فخصت بالتخفيف، وكذا كل ما سكن منه ثاني الهمزتين، إلا ما ندر من قراءة بعضهم قوله تعالى:{إئلافهم رحلة الشتاء والصيف} [قريش/ 2].
فأما نحو: أأثمن زيد؛ فلا يجب فيه الإبدال، لأن الأولى للاستفهام، والثانية فاء الفعل، فليستا من كلمة واحدة.
وأما الثاني: فيجيء فيما الهمزتان منه موضع العين المضاعف، أو في موضع لامي الاسم، فما همزتاه في موضع العين المضاعف نحو:(سأآل) لا إبدال فيه البتة. ولذلك لم يتعرض لذكره.
وما همزتاه في موضع لامي الاسم يجب فيه إبدال الثانية ياء، كما يشهد له قوله:
فذاك ياء مطلقا جا ........ .... ..........................
تقول في مثال (قمطر) من (قرأ، قرأي) والأصل: (قرأأ) فالتقى في الطرف همزتان فوجب إبدال الثانية ياء.
[339]
وإن كانت الأول ساكنة يمكن إدماغها بحيث// تصير مع التي بعدها كالشيء الواحد لأن الظرف محل التغيير، فلم يغتفر فيه ذلك، كما اغتفر ذلك في نحو:(سأآل).
وتقول في مثال (سفرجل) من (قرأ)؛ (قرأيا) بإبدال الثانية ياء، وتصحيح الأولى والثالثة.
وأما الثالث: فعلى نوعين لأنه لا تخلو الهمزتان فيه من كونهما مصدرتين أو مؤخرتين.
فالنوع الأول: تبدل فيه الثانية واوًا تارة وياءً أخرى. أما ما تبدل فيه واوًا فهو: إذا كانت مفتوحة بعد مفتوحة، أو مضمومة، أو مضمومة بعد مفتوحة، أو مكسورة، أو مضمومة. فالأول نحو:(أوادم) أصله: (أآدم) بهمزتين؛ الأولى: همزة (أفاعل) والثانية: فاء الكلمة، لأنه جمع (أأدم) وهو (أفعل) من الأدمة.
والثاني نحو: (أويدم) تصغير (آدم) أصله (أؤيدم) ثم دير ثاني همزتيه بحركة ما قبلها، فقلبت واوًا، كما ترى.
والثالث نحو: (أوب) جمع (أب) وهو المرعى، أصله:(أأبب) فنقلت حركة عينه إلى فائه توصلا إلى الإدغام فصار (أأب) ثم دير ثاني الهمزتين بحركتها فصار (أوب).
ومن ذلك (أوم) مضارع (أم)، إلا أن هذا النوع من الفعل يخففه بعض العرب فيقول:(أوم) لشبه أول همزتيه بهمزة الاستفهام لمعاقبتها النون والتاء والياء.
وقد أشار إلى هذا بقوله:
.......................... .... وأؤم ونحوه وجهين في ثانيه أم
والمراد بـ (نحوه): ما أول همزتيه المتحركتين للمضارع. فدخل فيه (أئن) فإنه مثل (أؤم) في جواز الإبدال والتحقيق.
والرابع والخامس نحو: (إوم، وأوم) وهما مثالا: (إصبع، وأبلم) من (أم).
وأما ما تبدل فيه ياء فهو إذا كانت مفتوحة بعد مكسورة، أو مكسورة بعد مفتوحة، أو مكسورة، أو مضمومة.
فالأول نحو: (أئم) مثل (إصبع) من (أم).
والثاني نحو: (أين) أصله (أإن) بهمزتين الأولى همزة المتكلم، والثانية فاء الكلمة، لأنه مضارع (أن) ولكنه استثقل فيه توالي الهمزتين فخفف بإبدار الثانية من جنس حركتها، وقد يقال:(أإن) لشبه الأولى بالمنفصلة كما ذكرناه.
ولم يعامل هذه المعاملة من غير الفعل، إلا {أيمة} [القصص/ 5] فإنه جاء بالإبدال والتصحيح، وعليه قراءة ابن عامر والكوفيين.
والثالث نحو: (إيئم) مثال (إصبع) من (أم).
والرابع: (أين) أصله: (أإين) مضارع (أننته) أي: جعلته يئن، فدخله النقل والإدغام، ثم خفف بإبدال ثاني همزتيه من جنس حركتهما فصار (أين).
وأما النوع الثاني: فتبدل فيه الهمزة الثانية ياء، سواء كان ما قبلها ساكنًا أو متحركًا، ولذلك قال:
................... .... ..... ما لم يكن لفظًا أتم
فذاك ياء مطلقًا ....... .... .......................
يعني: أن ثاني الهمزتين إذا كان متطرفًا فأوجب غبداله ياء، سواء كان أول الهمزتين ساكنًا أو مفتوحًا أو مكسورًا أو مضمومًا، ولا يجوز إبداله واوًا، لأن الواو لا تقع متطرفة فيما زاد على ثلاثة أحرف، وإنما تبدل ياء، ثم ما قبلها إن كان مفتوحًا قلبت ألفًا، وإن كان مضمومًا كسر، فتقول في مثال (جعفر وزبرج وبرثن) من (قرأ):(القرأأ والقرئئ والقروؤ).
[340]
// ونحو ذلك قولهم: (رزيئة ورزايا) الأصل: (رزائي) فأبدلت ثاني همزتيه ياء، ثم عومل معاملة (قضايا) فصار (رزايا). ومثله (خطيئة وخطايا). والتصحيح في هذا النحو نادر، كقول بعضهم:(اللهم اغفر لي خطائي). والله أعلم.
953 -
وياء اقلب ألفًا كسرًا تلا .... أو ياء تصغير بواوٍ ذا افعلا
954 -
في آخر أو قبل تاء التأنيث أو .... زيادتي فعلان ذا أيضًا رأوا
يجب قلب الألف ياء في موضعين:
أحدهما: أن يعرض كسر ما قبلها للجمعية، كقولك في جمع (مصباح):(مصابيح) أبدلت الألف ياء، لأنه لما كسر ما قبلها للجمعية لم يمكن بقاؤها، لتعذر النطق بالألف بعد غير الفتحة، فردت إلى مجانس حركة ما قبلها، فصارت ياء كما ترى.
الثاني: أني قع قبلها ياء التصغير، كقولك في (غزال):(غزيل): بإبدال الألف ياء وإدغام ياء التصغير فيهان لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة، فلم يمكن النطق بالألف بعدها فردت إلى الياء، كما ردت إليها بعد الكسرة.
وقوله:
................... .... .......... بواوٍ ذا أفعلا
في آخر .............. .... ......................
يفهم منه أنه يُفعل بالواو الواقعة آخر ما فعل بالألف من إبدالا ياء لكسر ما قبلها، أو لمجيئها بعد ياء التصغير.
فالأول نحو: (رضي وقوي): أصلهما: (رضو وقوو) لأنهما من الرضوان والقوة، ولكنه لما كسر ما قبل الواو وكانت بطرفها معرضة لسكون الوقف عوملت بما تقتضيه السكون من وجوب إبدالها ياء توصلا إلى الخفة، وتناسب اللفظ.
ومن ثم لم تتأثر الواو بالكسرة وهي غير متطرفة (كعوض، وعوج) إلا إذا كان مع الكسرة ما يعضدها كـ (حوض وحياض، وسوط وسياط).
والثاني: كقولك في تصغير (جرو): (جُري) أصله (جريو) فاجتمعت الياء والواو، وسبقت إحداهما بالسكون، وفقد المانع من الإعلال، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء فصار (جُري). وليس هذا النوع بمقصود له من قوله:
................... .... .......... بواوٍ ذا أفعلا
في آخرٍ .............. .... ......................
إنما مقصوده التنبيهعلى النوع الأول، لأن قلب الواو ياء لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون لا يختص بالواو المتطرفة، ولا بما سبقها ياء التصغير، على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
قوله:
.......... أو قبل تاء التأنيث .... أو زيادتي فعلان .........
مثاله: (شجية) أصله (شجوة) لأنه من الشجو، ففعل بالواو قبل تا التأنيث ما فعل بها متطرفة، لأن تاء التأنيث في حكم الانفصال، وكذا الألف والنون في نحو (فعلان) لها حكم الانفصال أيضًا. ولذلك تقول في مثال (ضربان) من (غزو غزيان).
وقوله:
.............. .... ......... ذا أيضًا رأوا
[341]
تتمة قوله: //
955 -
في مصدر المُعتل عينًا والفعل .... منه صحيح غالبًا نحو الحول
وذلك نحو: (صام صيامًا، وانقاد انقيادًا) والأصل: (صوام، وانقواد) ولكنه لما اعتلت الواو في الفعل استثقل بقاؤها في المصدر بعد الكسرة وقبل حرف يشبه الياء، فاعتلت حملًا للمصدر على فعله بقلبها ياء، ليصير العمل في اللفظ من وجه واحد، إلا فيما شذ من قولهم:(نار نوارًا) بمعنى: (نفر).
فلو صحت الواو في الفعل لما يؤثر كونها بين الكسرة والألف نحو: (لاود لوادا، وجاور جوارًا). وكذا لو لم تكن قبل الألف، لأن العمل حينئذ مع التصحيح يكون أقل، وذلك نحو:(حال حولًا، وعاد المريض عودًا).
956 -
وجمعُ ذي عين أعل أو سكن .... فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عن
نقول: أينما عرض كون الواو مكسورًا ما قبلها، وهي عين جمع، اعتلت في واحده أو سكنت فيه وجب قلبها ياء.
وليس ذلك على إطلاقه، بل وجوب القلب فيه مشروط بوقوع الألف بعد الواو وذلك نحو:(ديار، وثياب) أصلهما (دوار، وثواب) ولكن قلبت الواو في الجمع ياءً لانكسار ما قبلها ومجيء الألف بعدها مع كونها في الواحد: إما معتلة: كـ (دار) أو شبيهة بالمعتل في كونها حرف لين ساكنًا ميتًا كـ (ثوب).
وهذا الشرط المذكور في وجوب القلب يدل عليه مساق قوله:
957 -
وصححوا فعلة وفي فعل
…
. وجهان والإعلال أولى كالحيل
لأنه تضمن بيان ما لا يعل، وما يجوز فيه الوجهان من كل واو مكسور ما قبلها وهي عين الجمع اعتلت في واحدة، أو سكنت. ففهم أنه يجب الإعلال فيما سكت عن ذكره، وهو (فعال).
فأما (فعلة) فألزموا عينة التصحيح نحو: (عود وعودة، وكوز وكوزة) لأنه لما عدمت الألف قل عمل اللسان فخف النطق بالواو بعد الكسرة فصحت ولم يجز اعتلالها إلا فيما شذ من قول بعضهم: (ثيرة) لأنه انضم إلى عدم الألف تحصين الواو، ببعدها عن الطرف بسبب تاء التأنيث.
وأما (فعل) فجاء فيه التصحيح كـ (حاجة وحوج) نظرًا إلى عدم الألف، والإعلال أيضًا كـ (قامة وقيم، وحيلة وحيل، وديمة وديم) نظرًا إلى أنها بقربها من الطرف قد ضعفت وثقل فيها التصحيح فأعلت غالبًا.
958 -
والوا لاما بعد فتح يا انقلب
…
. كالمعطيان يرضيان ووجب
959 -
إبدال واوٍ بد ضم من ألف
…
. ويا كموقنٍ بذا لها اعترف
[342]
// تبدل الواو ياءً إن تطرفت رابعة فصاعدًا وانفتح ما قبلها، لأن ما هي فيه إذ ذاك لا يعدم نظيرًا يستحق الإعلال، فيحمل هو عليه، وذلك نحو:(أعطيت) أصله: (اعطوت) لأنه من (عطا يعطو) بمعنى: أخذ، فلما دخلت عليه همزة النقل صارت الواو رابعة، فقلبت ياءً حملًا للماضي على مضارعه، كما حمل اسم المفعول من نحو:(مُعطيان) على اسم الفاعل، وكذلك (يرضيان) أصله (يرضوان) لأنه من الرضوان، ولكن قلبت واوه بعد الفتحة ياءً حملًا لبناء المفعول على بناء الفاعل.
وقوله:
…
. ووجب
إبدالُ واوٍ بعد ضم من ألف
…
.
…
مثاله: (بويع وضورب).
وقوله:
ويا كموقنٍ بذا لها اعترف
يعني: أنه يجب إبدال الياء واوًا إن كانت ساكنة مفردة بعد ضمة وذلك نحو: (موقن وموسر) أصلهما: (ميقن وميسر) لأنهما من أيقن وأيسر، ولو تحركت الياء قويت على الضمة ولم تعل غالبًا نحو:(هيام). وقولي: (غالبًا) احترازًا مما يأتي ذكره. وكذلك لو تحصنت الياء بالتضعيف كـ (حيض).
960 -
ويكسر المضموم في جمع كما
…
. يقال هيمٌ عند جمع أهيما
إذا اقتضى القياس في جمع وقوع الياء الساكنة المفردة بعد ضمة لم تخفف بإبدال الياء واوًان بل بتحويل الضمة قبلها كسرة، لأن الجمع أثقل من الواحد، فكان أحق بمزيد التخفيف فعدل عن إبدال عينه حرفًا ثقيلًا وهو الواو إلى إبدال الضمة كسرة وذلك نحو:(هيماء وهيم، وبيضاء وبيض) لأنهما نظير: (حمراء وحُمر).
961 -
وواوًا اثر الضم رد اليا متى
…
. ألفي لام فعل أو من قبل تا
962 -
كتاء بان من رمى كمقدره .... كذا إذا كسبعان صيره
تبدل الياء المتحركة بعد الضمة واوًا، إن كانت لام فعل كـ (نهو الرجل) أصله (نهي الرجل) لقولهم في المصدر منه (نهية). ونحو (قضو الرجل) بمعنى: ما أقضاه! أو كانت لام اسم مبني على التأنيث بالتاء كـ (مرموة) مثال (مقدرة) من (رمى).
فلو كانت التاء عارضة أبدلت الضمة كسرة وسلمت الياء، كما يجب ذلك مع التجريد وذلك نحو:(توانى توانيًا) أصله: (توانيا) لأنه نظير (تدارك) ولكن خفف بإبدال ضمته كسرة لأنه ليس في الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها ضمة لازمة.
وإذا لحقته التاء للدلالة على المرة قلت: (توانية) لأنها عارضة فلا اعتداد بها.
قوله:
...................... .... كذا إذا كسبُعان صيره
أي: كذلك يجب إبدال الياء بعد الضمة واوًا فيما صيره الباني له على مثال
[343]
(سبعان) وهو اسم مكان وذلك نحو: (رموان) أصله (رميان) لأنه من // (رميت)، ولكن قلبت الياء واوًا وسلمت الضمة قبلها لأن الألف والنون لا يكونان أضعف حالًا من التاء اللازمة في التحصين من التطرف.
963 -
وإن تكن عينًا لفُعلى وصفا .... فذاك بالوجهين عنهم يُلفى
يعني: إذا كانت الياء المضموم ما قبلها عينًا لـ (فُعلى) وصفًا جاز تبديل الضمة كسرة وتصحيح الياء وإبقاء الضمة وإبدال الياء واوًا، كقولهم في أنثى (الأكيس، والأضيق): (الكيسى والضيقى، والكوسى والضوقى) ترديدًا بين حمله على مذكره تارة، وبين رعاية الزنة أخرى.
وقوله:
.......... وصفًا .... .....................
احترازًا من نحو: (طوبى) بمعنى (الطيبة).
فصل
964 -
من لام فعلى اسما أتى الواو بدل .... ياء كتقوى غالبا جا ذا البدل
تبدل غالبًا الواو من الياء الكائنة لامًا لـ (فعلى) اسمًا فرقًا بينه وبين الصفة وذلك نحو: (تقوى) أصله (تقيا) لأنه من تقيت، ولكنهم قلبوا الياء واوًا ليفرقوا بينه وبين (صديا، وخزيا) من الصفات. وخصوا الاسم بالإعلال لأنه أخف من الصفة، فكان أحمل للثقل.
ومثل (تقوى): (الشروى) بمعنى: المثل و (الفتوى، والبقوى، والثنوى) بمعنى: (الفتيا، والبقيا، والثنيا).
وقوله:
................ .... ..... غالبًا .........
احترازًا من نحو قولهم للرائحة: (ريا)، ولولد البقرة الوحشية:(طغيا) ولمكان بعينه: (سعيا).
965 -
بالعكس جاء لام فعلى وصفا .... وكون قصوى نادرًا لا يخفى
يقول: إذا كانت الواو لامًا لـ (فعلى) وصفًا أبدلت ياء نحو: (الدنيا والعليا).
وشذ قول أهل الحجاز: (القصوى). فإن كانت (فعلى) اسمًا سلمت الواو (كحزوى).
فصل
966 -
إن يسكن السابق من واو ويا .... واتصلا ومن عروض عريا
967 -
فياء الواو اقلبن مُدغما .... وشذ معطى غير ما قد رسما
إذا التقى في كلمة واو وياء، وسكن سابقهما سكونًا أصيلًا، توصل إلى تخفيفه بإبدال الواو ياء، وإدغاما لياء في الياء وذلك نحو:(سيد، ومرمي) أصلهما: (سيود، ورموي) لأنهما (فيعل) من (ساد يسود) و (مفعول) من (رميت).
[344]
ولو عرض التقاء الياء والواو في كلمتين لم يؤثر نحو: // (يعطي، وأعد) كما لا يؤثر عروض السكون في نحو: (قوي، وروية) مخففي (قوي، ورؤية).
فإن كان التقاؤهما في كلمة واحدة والسكون غير عارض وجب الإبدال إلا في مصغر ما يكسر على مثال (مفاعل) فيجوز فيه الوجهان نحو: (جدول) إذا صغرته فإنه يجوز فيه (جديل) على القياس، و (جديول) حملًا على (جداول) وتقول في (أسود) صفة (أسيد) لا غير، لأنه لا يجمع على (أساود).
قوله:
.................. .... وشذ معطى غير ما قد رسما
الشاذ من هذا النوع على ثلاثة أضرب:
أحدها: ما شذ فيه الإبدال لأنه لم يستوف شروطه، كقراءة من قرأ قوله تعالى:{إن كنتم للريا تعبرون} [يوسف/ 43].
الثاني: ما شذ فيه التصحيح، كقولهم للسنور:(ضيون) و (عوى الكلب عوية) و (يوم أيوم).
والثالث: ما شذ فيه إبدال الياء واوًا، وإدغام الواو في الواو نحو:(عوى الكلب عوة، ونهو عن المنكر).
968 -
من ياء أو واو بتحريك أصل .... ألفا ابدل بعد فتح متصل
969 -
إن حرك التالي وإن سكن كف .... إعلال غير اللام وهي لا يكف
970 -
إعلالها بساكن غير ألف .... أو ياء التشديد فيها قد ألف
الإشارة بهذه الأبيات إلى أنه يجب إبدال الألف من كل ياء أو واو محركة بحركة أصلية إن وليت فتحة ولم يسكن بعدها غير ألف، ولا ياء مشددة بعد اللام وذلك نحو:(باع وقال ورمى ودعا) أصلها: (بيع وقول ورمي ودعو) لأنها من (البيع والقول والرمي والدعوة).
فلو كانت الحركة عارضة لم تبدل ما هي عليه نحو: (جيل، وتوم) مخففي: (جيال، وتوءم).
ولو سكن ما بعد الياء أو الواو وجب تصحيحها إن لم تكن لامًا نحو: (بيان وطويل وخورنق).
فإن كانت لامًا أعلت ما لم يكن الساكن بعدها ألفًا أو ياء مشددة كـ (رميا، وفتيان، وعلوي، ومقتوي) وهو الخادم، وذلك نحو:(يخشون، ويمحون) أصلهما: (يخشيون، ويمحوون) فقلبت الواو والياء ألفًا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما، فالتقى ساكنان، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين.
ولو بنيت مثل (ملكوت) من (رمى) لقلت فيه: (رموت) على هذا القياس.
971 -
وصح عين فعل وفعلا .... ذا أفعل كأغيد وأحولا
التزم التصحيح في عين (فعل) مما اسم فاعله على (أفعل) نحو: (هيف فهو أهيف) و (حول فهو أحول) مع أن سبب الإبدال فيه موجود، لأن (فعل) من هذا
[345]
النحو يختص بالألوان والخلق، // فهو موافق في المعنى لـ (أفعل) نحو:(أحول، واعور، واصيد البعير، واعين) فحمل عليه في التصحيح، وحمل المصدر على فعله، فقيل:(هيف هيفا، وحول حولا، وعور عورًا، وعين عينًا).
972 -
وإن يبن تفاعل من افتعل .... والعين واو سلمت ولم تعل
حق (افتعل) المعتل العين أن تبدل عينه ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وعدم المانع من الإبدال وذلك نحو:(اعتاد، وارتاب).
فإن أبان معنى (تفاعل) وهو الاشتراك في الفاعلية والمفعولية حمل عليه في التصحيح إن كان من ذوات الواو نحو: (اجتوروا، واشتوروا).
فإن كان من ذوات الياء وجب إعلاله نحو: (ابتاعوا، واستافوا) إذا تضاربوا بالسيوف، لأن الياء اشبه بالألف من الواو، فكانت احق بالإعلال منها.
973 -
وإن لحرفين ذا الاعلال استحق .... صحح أول وعكس قد يحق
يعني: إذا اجتمع في كلمة حرفًا علة، وكل منهما متحرك مفتوح ما قبله، فلا بد من إعلال أحدهما وتصحيح الآخر، لئلا يتوالى إعلالان، والأحق بالإعلال منهما هو الثاني وذلك نحو:(الحيان والهوى، والحوى مصدر حوي إذا اسود)، الأصل فيها (حيي) لقولهم في التثنية:(حييان) و (هوي) لقولهم: (هويت من المكان) و (حوو) لأنه من (الحوة) لقولهم: (حواء) في أنثى الأحوى، فوجب فيها سبب إعلال العين واللام، ولم يمكن العمل بمقتضاه فيهما جميعًان فعمل به في اللام وحدها إذ كانت طرفًا، والطرف محل التغيير فهو أحق به، وتحصنت العين بكونها حشوًا فسلمت.
وكذا يفعل بكل ما جاء من هذا الباب، إلا ما شذ من نحو:(غاية) أصلها: (غيية) فأعلت منها العين وصحت اللام لأنها هنا تحصنت بهاء التأنيث، والعين قد سبقت بمقتضى الإعلال.
ومثل (غاية) في ذلك (طاية) وهو السطح والدكان أيضًان و (ثاية) وهي حجارة صغار يضعها الراعي عند متاعه فيثوي عندها.
974 -
وعين ما آخره قد زيد ما .... يخص الاسم واجب أن يسلما
يمتنع من قلب الواو والياء ألفًا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما كونهما عينا فيما آخره زيادة تخص الأسماء، لأنه بتلك الزيادة يبعد شبهه بما هو الأصل في الإعلالن وهو الفعل، فيصحح لذلك نحو:(جولان، وهيمان، وصورى، وحيدى).
ولا يجيء منه معلا إلا ما شذ من نحو: (ماهان، وداران).
وأما نحو: (حوكة، وخوتة) فتصحيحه شاذ شذوذ (روح، وغيب، وعفوة) لأن تاء التأنيث مختصة بالأسماء.
975 -
وقبل يا اقلب ميما النون إذا .... كان مسكنًا كمن بت انبذا
[346]
// في النطق بالنون الساكنة قبل الباء عسر لاختلاف مخرجهما، مع منافرة لين النون وغنتها، لشدة الباءن فإذا وقعت النون ساكنة قبل الباء قلبت ميمًا، لأنها من مخرج الياء، وكالنون في الغنة، والمنفصلة في ذلك كالمتصلة، وقد جمع مثاليهما في قوله:
............. .... ....... من بت انبذا
أي: من قطعك فألقه عن بالك واطرحه، والألف في (انبذا) بدل من نون التوكيد الخفيفة.
فصل
976 -
لساكن صح انقل التحريك من .... ذي لين آت عين فعل كأبن
977 -
ما لم يكن فعل تعب ولا .... كابيض أو أهوى بلام عُللا
إذا كان عين الفعل واوًا أو ياءً، وكان ما قبلهما ساكنًا صحيحًا استثقلت الحركة على العين ووجب نقلها إلى الساكن قبلها كقولك:(يبين، ويقول) أصلهما: (يبيين، ويقول) فنقلت منهما حركة العين إلى الفاء، فصارا:(يبين، ويقول).
ثم إن خالفت العين الحركة المنقولة أبدلت من مجانسها نحو: (أبان، وأعان) أصلهما: (أبين، وأعون) فدخلهما النقل والقلب، فصارا:(أبان، وأعان).
ولو كان الساكن قبل العين معتلا، فلا نقل نحو:(بايع، وعوق، وبين). وكذا لو كان صحيحًا، والفعل فعل تعجب أو من المضاعف أو المعتل اللام، فالتعجب نحو:(ما أبين الشيء وأقومه، وأبين به وأقوم!).
حملوه في التصحيح على نظيره من الأسماء في الوزن، والدلالة على المزية، وهو (أفعل التفضيل).
وأما المضاعف فنحو: (ابيض، واسود) ولم يعلوا هذا النحو، لئلا يلتبس بـ (فاعل).
وأما المعتل اللام فنحو: (أهوى) ولا يدخله النقل لئلا يتوالى إعلالان.
978 -
ومثل فعل في ذا الاعلال اسم .... ضاهي مضارعًا وفيه وسم
يشارك الفعل في وجوب الإعلال بالنقل المذكور كل اسم أشبه المضارع في زيادته لا وزنه، أو في وزنه لا زيادته.
فالأول: كـ (تبيع) وهو مثال: (تحلئ) من البيع. والثاني: كـ (مقام) فإنه أشبهه في الزيادة والوزن.
فإن كان في الأصل فعلًا أعل نحو: (يزيد) وإلا وجب تصحيحهن ليمتاز عن الفعل، كـ (ابيض، واسود).
979 -
ومفعل صحح كالمفعال .... وألف الإفعال واستفعال [347] //
980 -
أزل لذا الإعلال والتا الزم عوض .... وحذفها بالنقل ربما عرض
(المفعال) كـ (مسواك، ومخياط) لا حظ له في الإعلال المذكور، لمخالفته الفعل في الوزن والزيادة.
وأما (مفعل) كـ (مخيط) فكان حقه أن يعل، لأنه على وزن (تعلم) وزيادته خاصة بالأسماء، ولكنه حمل على (مفعال) لشبهه به لفظًا ومعنى في التصحيح.
قوله:
........................... .... وألف الإفعال واستفعال
أزل لذا الإعلال والتا الزم عوض .... ..................
يعني: إذا كان المستحق لنقل المذكور مصدرًا على وزن (إفعال، واستفعال) حمل على فعله، فنقلت حركة عينه إلى فائه وردت إلى مجانستها فالتقى ألفان، فحذفت الثانية لالتقاء الساكنين، ثم عوض عنها تاء التأنيث وذلك نحو:(إقامة واستقامة) أصلهما: (إقوام واستقوام). ثم فعل بهما ما فعل بما ذكر.
قوله:
......................... .... وحذفها بالنقل ربما عرض
يعني: أنه ربما حذفت التاء المعوض بها كقول بعضهمك (أراه إراءن وأجابه إجابًا) حكاه الأخفش.
ويكثر ذلك مع الإضافة كقوله تعالى: {وإقام الصلاة} [الأنبياء/ 73]. فهذا على حد قول الشاعر: [من البسيط]
694 -
وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا
981 -
وما لإفعال من النقل ومن .... حذف فمفعول به أيضًا قمن
982 -
نحو مبيع ومصون وندر .... تصحيح ذي الواو وفي ذي اليا اشتهر
إذا بني مثال (مفعول) من فعل ثلاثي معتل العين، نقلت حركتها وحذفت المدة التي بعدهان كما يفعل بـ (إفعال، واستفعال)، فيقال:(مبيع، ومصون) أصلهما: (مبيوعن ومصوون) فدخلهما الإعلال المذكور فصارا: (مبيعًا، ومصونًا) كما ترى.
وكان حق (مبيع) أن يقال فيه (مبوع)، إلا أنهم كرهوا انقلاب يائه واوًا، فأبدلوا الضمة قبلها كسرة، فسلمت من الإبدال، وبعض العرب يصحح (مفعولًا) من ذوات الواو، فيقولون:(ثوب مصوونن وفرس مقوود) وهو قليل.
وأما (مفعول) من ذوات الياء: فبنو تميم يصححونه فيقولون: (مبيوع، ومخيوط) قال الشاعر: [من الكامل]
695 -
وكأنها تفاحة مطيوبة .... .....................
وقال الآخر: [من البسيط]
696 -
حتى تذكر بيضات وهيجه .... يوم رذاذ عليه الدجن مغيوم
وقال الآخر: [من الكامل]
697 -
قد كان قومك يحسبونك سيدًا .... وأخال أنك سيد معيون [348] //
983 -
وصحح المفعول من نحو عدا .... وأعلل إن لم تتحر الأجودا
لا يختلف الحال في بناء وزن (مفعول) مما لامه ياء فإنه يسلك به قياس مثله في الإبدال والإدغام وتحويل الضمة كسرة، وذاك قولك:(مرمي، ومحمي).
أما بناؤه مما لامه واو فيجوز فيه الإعلال نظرًا إلى تطرف الواو بعد أكثر من حرفين، والتصحيح أيضًا نظرًا إلى تحصن الطرف بالإدغام وذلك نحو:(معدى، ومعدو) فن قال معدى أعل حملًا على فعل المفعول، ومن قال معدو صحح حملًا على فعل الفاعل.
والتصحيح هو المختار، إلا فيما كان الفعل منه على (فعل) كـ (رضي) فإنه بالعكس، لأن الفعل إذ ذاك في بنائه للفاعل أو للمفعول قد أبدلت الواو فيه ياء، وحمل اسم المفعول على فعله في الإعلال أولى من التصحيح، قال الله تعالى:{ارجعي إلى ربك راضية مرضية} [الفجر/ 28]. وقال بعضهم: (مرضوة) وهو قليل.
984 -
كذاك ذا وجهين جا الفعول من .... ذي الواو لام جمعٍ أو فردٍ يعن
إذا كان (فعول) مما لامه واو جمعًا؛ فأكثر ما يجيء معتلا وذلك نحو: (عصا وعصي، وقفا وقفي، ودلو ودلي). وقد يصحح نحو: (أبٍ وأبو، ونحوٍ ونحو، ونجو ونجو) والنجو: السحاب الذي هراق ماؤه، وإن كان فعول المذكور مفردًا فأكثر ما يجيء مصححًا نحو:(علا علوا، ونما نموا). وقد يعل نحو: (عتا الشيخ عتيًا) أي: بكر، و (قسا قسيًا) أي: قسوة.
985 -
وشاع نحو نيم في نوم .... ونحو نيام شذوذه نمي
يجوز في (فعل) ما عينه واو التصحيح على الأصل كـ (نائم ونوم، وصائم وصوم) والإعلال أيضًا هربًا من الأمثال كـ (نيم، وصيم).
فإن جاء بالألف كـ (فعال) وجب تصحيحه لأن الألف باعدت العين من الطرف. وقد شذ الإعلال في قول الشاعر: [من الطويل]
698 -
ألا طرقتنا مية بنة منذرٍ .... فما أرق النيام إلا كلامها
وإليه الإشارة بقوله:
............... .... ونحو نيامٍ شذوذه نمي.
أي: روي.
فصل
986 -
ذو اللين فتا في افتعال أبدلا .... وشذ في ذي الهمز نحو ايتكلا
إذا كان فاء الافتعال وفروعه واوًا أو ياءً، وجب إبدالها تاء لعسر النطق بحرف
[349]
اللين // الساكن مع التاء لما بينهما من مقاربة المخرج ومنافاة الوصف وذلك نحو: (اتصل فهو متصل، واتسر فهو متسر). هذا هو الغالب في كلام العرب.
وقوم من الحجاز يتركون هذا الإبدال ويقولون: (ايتصل، فهو موتصل، وايتسر فهو موتسر).
وما أصله الهمز من هذا القبيل فقياسه أن لا تبدل تاء وذلك نحو: (ايتكل ايتيكالا) الأصل: (ائتكل ائتكالا) لأنه افتعل من الأكل، ففاء الكلمة همزة، ولكنها خففت بإبدالها حرف لين لاجتماعها مع الهمزة التي قبلها.
ولا يجوز إبدال ذلك اللين تاء إلا ما شذ من قول بعضهم: (اتزر) أي لبس الإزار. وإلى هذا الإشارة بقوله:
.................. .... ........ نحو ايتكلا
ولا يريد أن يقال في (افتعل) من الأكل: (اتكل).
987 -
طا تا افتعال رد إثر مطبق .... في ادان وازدد وادكر دالا بقي
يجب إبدال تاء الافتعال وفروعه طاء بعد أحد حروف الإطباقن وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، وذلك نحو:(اصطبر، واضطرم، واطعنوا، واظلموا)، الأصل:(اصتبر، واضترم، واطتعنوا، واظتلموا) لأنها (افتعل) من (صبر، وضرم، وطعن، وظلم) ولكن استثقل اجتماع التاء مع الحرف المطبق لما بينهما من مقاربة المخرج ومباينة الوصف، إذ التاء من حروف الهمس، والمطبق من حروف الاستعلاء، فأبدل من التاء حرف استعلاء من مخرجها، وهو الطاء.
وتبدل أيضًا تاء الافتعال، وفروعه دالا بعد الدال أو الزاي أو الذال، كما إذا بنيت مثل (افتعل) من (دان، وزاد، وذكر) فإنك تقول فيه: (ادان، وازداد، وادكر)، الأصل:(ادتان، وازتاد، واذتكر) فاستثقل مجيء التاء بعد هذه الأحرف فأبدلت دالًا، ثم أدغمت فيها الذال في نحو:(ادكر) وقد تبدل ذالا بعد الذال وتدغم فيها كقول بعضهم: (اذكر).
فصل
988 -
فا أمرٍ أو مضارعٍ من كوعد .... إحذف وفي كعدة ذاك اطرد
إذًا كان الفعل على فعل مما فاؤه واو كـ (وعد، ووصل) فإنه يلزم كسر العين في المضارع تحقيقًا، كـ (يعد) أو تقديرًا كـ (يهب).
ويجب حذف الواو استثقالًا لوقوعها ساكنة بين ياء مفتوحة وكسرة لازمة، وحمل على زي الياء إخوانه من (أعد، ونقد، وتعد)، والأمر أيضًا لموافقته المضارع في لفظه، نحو:(عد)، والمصدر على (فعلة) كـ (عدة، وزنة) أصلهما: (وعد، ووزن) على مثال (فعل) ثم حمل المصدر على الفعل فحذفت فاؤه وعوض عنها تاء التأنيث، فصار (عدة، وزنة).
ولو كان (فعلة) غير مصدر كان حذف الواو شاذًا كقولهم للفضة (رقة)
[350]
// وللأرض الموحشة (حشة) وللترب (لذة).
وتقول في مثل (يقطين) من وعد (يوعيد) لأن التصحيح أولى بالأسماء من الإعلال.
989 -
وحذف همز أفعل استمر في .... مضارع وبنيتي متصف
حق (أفعل) أن يجيء مضارعه (يأفعل) بزيادة حرف المضارعة على أحرف الماضي، كما يجيء غيره من الأمثلة نحو:(ضارب يضارب، وتعلم يتعلم) إلا أنه لما كان من حروف المضارعة همزة المتكلم حذفت همزة (أفعل) معها لئلا يجتمع همزتان في كلمة واحدة، وحمل على ذي الهمزة إخواته واسم الفاعل واسم المفعول، وإلى ذا الإشارة بقوله:
................... .... ............ وبنيتي متصف
وذلك نحو: (أكرم، ونكرم، ويكرم، وتكرم، ومكرم، ومكرم).
ولا يجوز استعمال الأصل إلا في ضرورة قليلة كما قال الشاعر: [من الرجز]
699 -
فإنه أهل لأن يؤكرما
990 -
ظلت وظلت في ظلت استعملا .... وقرن في اقررن وقرن نقلا
كل فعل مضاعف على (فعل) فإنه يستعمل في إسناده إلى تاء الضمير ونونه على ثلاثة أوجه:
تامًا كـ (ظللت). ومحذوف اللام مع نقل حركة العين إلى الفاء كـ (ظلت). ودون نقلها كـ (ظلت).
وقوله:
...................... .... وقرن في اقررن .........
يعني: أنه استعمل التخفيف في (اقررن) فقيل: (قرن).
والضابط في هذا النحو: أن المضارع على (يفعل) إذا كان مضارعًا سكن الآخر لاتصاله بنون الإناث، فجاز تخفيفه بحذف عينه بعد نقل حركتها إلى الفاء، وكذلك الأمر منه.
تقول في (يقررن) يقرن، وفي (اقررن): قرن.
قوله:
............................ .... ............ وقرن نُقلا
إشارة إلى قراءة نافع وعاصم قوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} [الأحزاب/ 33] أصله: (اقررن) من قولهم: (قر في المكان يقر) بمعنى يقر، حكاه ابن القطاع.
ثم خفف بالحذف، بعد نقل الحركة، وهو نادر، لأن هذا التخفيف إنما هو للمكسور العين.