الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعرف بأداة التعريف
106 -
أل حرف تعريفٍ أو اللام فقط
…
فنمط عرفت قل فيه النمط
مذهب سيبويه: أن اللام وحدها هي المعرفة، لكنها وضعت ساكنة، مبالغة في الخفة: إذ كانت أكثر الأدوات دروًا في الكلام، فإذا ابتدئ بها لحقتها ألف الوصل مفتوحة، ليمكن النطق بها.
ومذهب الخليل رحمه الله أن الألف أصل، وعوملت معامله ألف الوصل، لكثرة الاستعمال، وليس ذلك بأبعد من قولهم: خذ، وكل، ومر، ووي لامه.
قال الشيخ: ومذهب الخليل أقرب لسلامته من دعوى الزيادة في الحرف، ومن التعرض لالتباس الاستفهام بالخبر، أو بقاء همزة الوصل في غير الابتداء: مسهلة، أو مبدلة، ومن مخالفة المعهود في نقل الحركة إلى ما بعد همزة الوصل من الاستغناء عنها، فإن المشهور من قراءة ورش أن يبدأ بالهمزة في نحو: الآخرة، والأولى، ولسلامته أيضًا من أن يرتكب حينئذ في همزة الوصل في السعة ما لا يجوز مثله إلا في الضرورة. وهو القطع في قولهم: يا الله، وها الله لأفعلن.
وإذ قد عرفت هذا فاعلم أن التعريف بالأداة على ضربين: عهدي، وجنسي، فإن عهد مصحوبها بتقديم ذكر أو علم، كما في قوله تعالى:(كما أرسلنا إلى فرعون رسولا * فعصى فرعون الرسول)[المزمل / 15 - 16]، ونحو:(اليوم أكملت لكم دينكم)[المائدة /30] فهي عهدية، وإلا فجنسية.
والجنسية إن خلفها كل، بدون تجوز، كنحو:(إن الإنسان لفي خسرٍ * إلا الذين)[العصر / 2 - 3] فهي لشمول الأفراد.
وإن خلفها كل بتجوز، نحو: أنت الرجل علمًا وأدبًا، فهي لشمول خصائص الجنس مبالغة، وإن لم يخلفها كل، نحو قوله تعالى:(وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي)[الأنبياء: 30]. فهي لبيان الحقيقة.
107 -
وقد تزاد لازمًا كاللات
…
والآن والذين ثم اللاتي [139] //
108 -
ولاضطرارٍ كبنات الأوبر
…
كذا وطبت النفس يا قيس السري
109 -
وبعض الأعلام عليه دخلا
…
للمح ما قد كان عنه نقلا
110 -
كالفضل والحارث والنعمان
…
فذكر ذا وحذفه سيان
تزاد أداة التعريف، مع بعض الأسماء. كما يزاد غيرها من الحروف، فتصحب معرفًا بغيرها، وباقيًا على تنكيره.
وزيادتها في الكلام على ضربين: لازمة، وعارضة.
فاللازمة في نحو: (اللات): اسم صنم، فإنه لم يعهد بغير الألف واللام، ونحو:(الآن) فإنه بني لتضمنه معنى أداة التعريف، والألف واللام فيه زائدة، غير مفارقة ونحو:(الذين، واللات) فإنهما معرفان بالصلة، والأداة فيهما زائدة لازمة.
ومن ذلك: اليسع، والسموءل، ونحوهما مما قارنت الأداة فيه التسمية.
وأما العارضة فمجوزة للضرورة، أو للمح الوصف بمصحوبها.
فالأول كقول الشاعر: [من الكامل]
57 -
ولقد جنيتك أكمؤًا وعساقلا
…
ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
أراد: بنات أوبر، وهي ضرب من الكمأة ردئ الطعم.
ومثله قول الآخر: [من الطويل]
58 -
أما ودماءٍ مائراتٍ تخالها
…
على قنة العزى وبالنسر عندما
أراد: نسرًا؛ لأنه يعني ذلك الصنم. ومن ذلك قول الآخر: [من الطويل]
59 -
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا
…
صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
أراد: طبت نفسًا، لأنه تمييز، ولكنه زاد فيه الألف واللام لإقامة الوزن. ونحو زيادة الألف واللام في هذا البيت زيادتها في قراءة بعضهم:(ليخرجن الأعز منها الأدل)[المنافقون /8]. لأن الحال كالتمييز في وجوب التنكير، والشاذ قد يلحق بالمجوز للضرورة.
والثاني: كحارث، وعباس، وحسن، مما سموا به مجردًا، ثم أدخلوا عليه الألف واللام للمح الوصف به، فقالوا: الحارث، والعباس، والحسن، شبهوه بنحو الضارب، والكاتب، والألف واللام فيه مزيدتان، لأنهما لم يحدثا تعريفًا.
وأكثر هذا الاستعمال في المنقول من صفة كما مر، وقد يكون في المنقول من مصدر، أو اسم عين، لأن المصادر، وأسماء الأعيان قد تجري مجرى الصفات في الوصف بها على التأويل.
فالمنقول من مصدر، كالفضل، والنصر، والمنقول من اسم عين، كالنعمان، وهو في الأصل من أسماء الدم، ثم سمي به، والله أعلم.
111 -
وقد يصير علما بالغلبة
…
مضاف أو مصحوب أل كالعقبة [40] //
112 -
وحذف أل ذي إن تناد أو تضف
…
أوجب وفي غيرهما قد تنحذف
يعني: إن من المعرف بالإضافة، أو بالأداة ما ألحق بالأعلام، لأنه قد غلب على بعض ما له معناه، واشتهر به اشتهارًا تامًا، بحيث لا يفهم منه سوى ذلك البعض إلا بقرينة، فألحق بالأعلام، لأنه كالموضوع لتعيين المسمى في اختصاصه به.
فالمضاف، كابن عمر وابن دالان: لعبد الله وجابر، دون من عداهما من إخوتهما.
وذو الأداة، كالنجم: للثريا، والصعق: لخويلد بن نفيل، ومنه: العقبة، والبيت، والمدينة، وما فيه الإضافة من ذي الغلبة لا تفارقه بحال.
وما فيه الألف واللام منه حقه ألا تفارقه أيضًا؛ لأن الغلبة قد حصلت للاسم معهما، فذهابهما مظنة فوات الغلبة، فلذلك لزمت، فلم تحذف غالبًا إلا في النداء، نحو: يا صعق، ونحو قوله صلي الله عليه وسلم في الحديث:(إلا طارقًا يطرق بخيرٍ منك يا رحمن).
وإذا عرض الاشتراك في ذي الغلبة جاز تخصيصه بالإضافة، كقولهم: أعشى تغلب، ونابغة ذبيان، وكقول الشاعر:[من الوافر]
60 -
ألا أبلغ بني خلفٍ رسولا
…
أحقًا أن أخطلكم هجاني
وقولي: (غالبًا) احترازًا مما نبه عليه بقوله:
.....................
…
............ وفي غيرهما قد تنحذف
من نحو قولهم: (هذا يوم اثنين مباركًا فيه) حكاه سيبويه.
ونحو: هذا عيوق طالعًا، حكاه ابن الأعرابي، وزعم أن ذلك جائز في سائر النجوم، وقال الشاعر:[من الطويل]
61 -
إذا دبران منك يومًا لقيته
…
أؤمل أن ألقاك غدوًا بأسعد