الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عوامل الجزم
695 -
بلا ولام طالبًا ضع جزما .... في الفعل هكذا بلم ولما
696 -
واجزم بأن ومن وما ومهما .... أي متى أيان أيان إذما
697 -
وحيثما أنى وحرف إذما .... كإن وباقي الأدوات أسما
الأدوات التي يجزم بها المضارع هي: (اللام ولا) الطلبيتان، و (لم ولما) أختها، و (إن) الشرطية وما في معناها.
أما (لام الأمر) فهي اللام المسكورة الداخلة على المضارع في مقام الأمر والدعاء نحو قوله تعالى: {لينفق ذو سعة} [الطلاق/7] وقوله تعالى: {ليقض علينا ربك} [الزخرف/77]
ويختار تسكينها بعد الواو والفاء، ولذلك أجمع القراء عليه فيما سوى قوله تعالى:{وليوفوا نذورهم وليطوفوا} [الحج/29] وقوله تعالى: {وليتمتعوا} [العنكبوت/66] ونحوه قوله تعالى: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي} [البقرة/186] وقوله تعالى: {فليتقوا الله وليقولوا قولًا سديدًا} [النساء/9]
وقد تسكن بعد (ثم) كقراءة أبي عمرو وغيره قوله تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم} [الحج/29]
ودخول هذه اللام على مضارع الغائب والمتكلم والمخاطب المبني للمفعول كثير، كقوله تعالى:{ولنحمل خطاياكم} [العنكبوت/11] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قوموا فلأصل لكم)، وقولك: لتعن بحاجتي ولتزه علينا.
ودخولها على مضارع المخاطب المبني للفاعل قليل، استغنوا عن ذلك بصيغة (أفعل).
ومن دخولها عليه قوله عليه السلام: (لتأخذوا مصافكم) وقراءة أبي وأنس قوله تعالى: {فبذلك فلتفرحوا} [يونس/58].
ويجوز في الشعر أن تحذف ويبقى جزمها، كقول الشاعر:[من الوافر]
628 -
محمد تفد نفسك كل نفس .... إذا ما خفت من شيء تبالا
وكقول الآخر: [من الطويل]
629 -
فلا تستطل مني بقائي ومدتي .... ولكن يكن للخير منك نصيب
[271]
// التقدير: لتفد نفسك، وليكن للخير منك نصيب.
فأما نحو قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} [إبراهيم/31] فالجزم فيه بجواب الأمر، لا باللام المقدرة. والمعنى: قل لعبادي أقيموا الصلاة يقيموا.
فإن قيل: حمله على ذلك يستلزم ألا يتخلف أحد من المقول لهم عن الطاعة، والواقع بخلاف ذلك.
فجوابه من وجهين:
أحدهما: لا نسلم أن الحمل على ذلك يستلزم أن لا يتخلف أحد من المقول عن الطاعة، لأن الفعل مسند إليهم على سبيل الإجمال، لا إلى كل واحد منهم، فيجوز أن يكون التقدير: قل لعبادي أقيموا الصلاة يقمها أكثرهم، ثم حذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، فاتصل الضمير تقديرًا موافقًا لغرض الشارع، وهو انقياد الجمهور.
الثاني: سلمنا أن الحمل على ذلك يستلزم أن لا يتخلف أحد من المقول لهم عن الطاعة، لكن لا نسلم أن الواقع بخلاف ذلك، لجواز ألا يكون المراد بالعباد المقول لهم كل من أظهر الإيمان، ودخل في زمرة أهله، بل خلص المؤمنون ونجباؤهم، وأولئك لا يتخلف أحد منهم عن الطاعة أصلًا.
وأما (لا) الطلبية فهي الداخلة على المضارع في مقام النهي أو الدعاء، نحو {لا تحزن} [التوبة/20] و {لا تؤاخذنا} [البقرة/286]. وتصحب فعل المخاطب والغائب كثيرًا، وقد تصحب فعل المتكلم، كقول الشاعر:[من الطويل]
630 -
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد .... لها أبدًا ما دام فيها الجراضم
وكقول الآخر: [من البسط]
631 -
لا أعرفن ربربًا حورًا مدامعها .... مردفات على أعقاب أكوار
وأما (لم) و (لما) أختها فينفيان المضارع، ويقلبان معناه إلى المضي. ولا بد في منفي (لما) أن يكون متصلًا بالحال.
وقد يحذف ويوقف على (لما) كقولهم: (كلا، ولما) أي: ولما يكن ذاك. وقد احترزت بقولي: (ولما أختها) أي: أخت (لم) من (لما) الحينية نحو قوله تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا هودًا} [هود/58] ومن (لما) بمعنى (إلا) نحو: عزمت عليك لما فعلت، أي إلا فعلت، والمعنى: ما أسألك إلا فعلك، فإن التي تدخل على المضارع، وتجزمه هي (لما) النافية لا غير.
وإنما عملت هي وأخواتها الجزم، لأنها اختصت بالمضارع ودخلت عليه لمعان لا تكون للأسماء، فناسب أن تعمل فيه العمل الخاص بالفعل، وهو الجزم.
وأما (إن) الشرطية: فهي التي تقتضي في الاستقبال تعليق جملة على جملة، تسمى الأولى منهما شرطًا والثانية جزاء. ومن حقهما أن يكونا فعليتين، ويجب ذلك في الشرط. فإن كانا مضارعين جزمتهما، لأنها اقتضتهما، فعملت فيهما، وذلك نحو: إن يقم زيد يقم عمرو.
ويساوي (إن) في ذلك الأدوات التي في معناها، وهي (من) و (ما) و (مهما) و (أي) و (متى) و (أيان) و (أين) و (إذما) و (حيثما) و (أنى) كقوله [272] تعالى:{من يعمل سوءًا//يجز به} [النساء/123] وكقوله تعالى: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} [البقرة/197] وكقوله تعالى: {مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} [الأعراف/132] وكقوله تعالى: {أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى} [الإسراء/110].
وكقول الشاعر: [من الطويل]
632 -
ولست بحلال التلاع مخافة .... ولكن متى يسترفد القوم أرفد
وكقوله الآخر: [من البسيط]
633 -
أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا .... لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا
وكقول الآخر: [من الرمل]
634 -
صعدة نابتة في حائر .... أينما الريح تميلها تمل
وكقول الآخر: [من الطويل]
635 -
وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر .... به تلف من إياه تأمر آتيا
وكقول الآخر: [من الخفيف]
636 -
حيثما تستقم يقدر لك اللـ .... ـه نجاحًا في غابر الأزمان
وكقوله الآخر: [من الطويل]
637 -
خليلي أني تأتياني تأتيا .... أخا غير ما يرضيكما لا يحاول
وعند النحويين أن (إذ) في (إذما) مسلوب الدلالة على معناه الأصلي، مستعمل مع (ما) المزيدة حرفًا بمعنى (إن) الشرطية.
وما سوى (إذما) من الأدوات المذكورة، فأسماء متضمنة معنى (إن) معمولة لفعل الشرط أو الابتداء، لا غير.
فما كان منها اسم زمان أو مكان كـ (متى وأين) ونحو ذلك فهو أبدًا في موضع منصوب بفعل الشرط على الظرفية.
وما كان منها أسماء غير ذلك كـ (من وما ومهما) فهو في موضع بالابتداء، إن كان فعل الشرط مشغولًا عنه بالعمل في ضميره كما في نحو، من يكرمني أكرمه، وما تأمر به أفعله، وإلا فهو في موضع منصوب بفعل الشرط لفظًا، كما في نحو: من تضرب أضرب، ومهما تصنع أصنع مثله، أو محلًا كما في نحو: بمن تمرر أمرر.
ولما فرغ من ذكر الجوازم أخذ في الكلام على أحكام الشرط والجزاء، فقال:
698 -
فعلين يقتضين شرط قدما .... يتلو الجزاء وجوابًا وسما
699 -
وماضيين أو مضارعين .... تلفيهما أو متخالفين
700 -
وبعد ماض رفعك الجزاء حسن .... ورفعه بعد مضارع وهن [273] //
701 -
وأقرن بها حتما جوابًا لو جعل .... شرطًا لإن أو غيرها لم ينجعل
702 -
وتخلف الفاء إذا المفاجأة .... كإن تجد إذا لنا مكافأه
كل من أدوات الشرط المذكورة يقتضي جملتين: تسمى الأولى منهما شرطًا، والثانية جزاء وجوابًا أيضًا.
وحق الجملتين أن تكونا فعليتين، ويجب ذلك في الشرط دون الجزاء، فقد يكون جملة فعلية تارة، واسمية تارة، كما ستقف عليه.
وإذا كان الشرط والجزاء فعليتين، جاز أن يكون فعلاهما مضارعين، وهو الأصل وأن يكونا ماضيين لفظًا، وأن يكون الشرط ماضيًا، والجواب مضارعًا، وأن يكون الشرط مضارعًا، والجواب ماضيًا.
فالأول نحو قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} [البقرة/284] والثاني نحو قوله: {وإن عدتم عدنا} [الإسراء/8] والثالث نحو قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها} [هود/15] والرابع نحو قول الشاعر: [من الخفيف]
638 -
من يكدني بسيئ كنت منه .... كالشجا بين حلقه والوريد
وقول الآخر: [من البسيط]
639 -
إن تصرمونا وصلناكم وإن تصلو .... ملأتم أنفس الأعداء إرهابًا
وأكثر النحويين يخصون هذا النوع بالضرورة.
وليس بصحيح: بدليل ما رواه البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له) ومن قول عائشة رضي الله عنها: (إن أبا بكر أسيف متى يقم مقامك رق).
وما كان ماضيًا من شرط أو جواب فهو مجزوم تقديرًا.
وأما المضارع فإن كان شرطًا وجب جزمه لفظًا، وكذا إن كان جوابًا والشرط مضارع.
وإن كان الجواب مضارعًا والشرط ماض، فالجزم مختار والرفع كثير حسن، كقول زهير:[من البسيط]
640 -
وإن أتاه خليل يوم مسألة .... يقول لا غائب مالي ولا حرم
ورفعه عند سيبويه على تقدير تقديمه، وكون الجواب محذوفًا. وعند أبي العباس على تقدير الفاء.
وقد يجيء الجواب مرفوعًا والشرط مضارع، وإليه الإشارة بقوله:
................. .... ورفعه بعد مضارع وهن
وذلك نحو قول الشاعر: [من الرجز]
641 -
يا أقرع بن حابس يا أقرع .... إنك إن يصرع أخوك تصرع
وقول الآخر: [من الطويل]
642 -
فقلت تحمل فوق طوقك إنها .... مطبعة من يأتها لا يضيرها
[274]
// وقراءة طلحة بن سليمان قوله تعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت} [النساء/78].
واعلم أن الجواب متى صح يجعل شرطًا وذلك إذا كان ماضيًا متصرفًا مجردًا عن قد وغيرها، أو مضارعًا مجردًا أو منفيًّا بـ (لا أو لم) فالأكثر خلوه من الفاء، ويجوز اقترانه بها.
فإن كان مضارعًا رفع، وذلك كقوله تعالى:{إن كان قميصه قد من قبل فصدقت} [يوسف/26] وقوله تعالى: {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} [النمل/90] وقوله تعالى: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا} [الجن/13].
ومتى لم يصلح أن يكون الجواب شرطًا، وذلك إذا كان جملة اسمية أو فعلية طلبية أو فعلًا غير متصرف، أو مقرونًا بالسين أو سوف أو قد، أو منفيًّا بـ (ما)، أو (لن) أو
(إن) فإنه يجب اقترانه بالفاء، نحو قوله تعالى:{إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم} [الحج/5] وقوله تعالى: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} [آل عمران/31] وقوله تعالى: {إن ترن أنا أقل منك مالًا وولدًا * فعسى ربي أن يؤتيني خيرًا من جنتك} [الكهف/39 - 40] وقوله تعالى: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} [يوسف/77] وقوله تعالى: {وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى} [الطلاق/6]، وقوله تعالى:{من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم} [المائدة/54].
فالفاء في هذه الأجوبة ونحوها مما لا يصلح أن يجعل شرطًا واجبة الذكر، ولا يجوز تركها إلا في ضرورة أو ندور.
فحذفها في الضرورة، كقول الشاعر:[من البسيط]
643 -
من يفعل الحسنات الله يشكرها .... والشر بالشر عند الله مثلان
وكقول الآخر: [من الطويل]
644 -
ومن لم يزل ينقاد للغي والهوى .... سيلفى على طول السلامة نادما
وحذفها في الندور، كما أخرجه البخاري، من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب:(فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها).
وتقوم مقام الفاء في الجملة الاسمية (إذا) المفاجأة، كما في قوله:(كإن تجد إذا لنا مكافأة).
ومثله قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} [الروم/ 36]. وهذا لأن (إذا) المفاجأة لا يبتدأ بها، ولا تقع إلا بعد ما هو معقب بما بعدها، فأشبهت الفاء، فجاز أن تقوم مقامها.
703 -
والفعل من بعد الجزا إن يقترن .... بألفا أو الواو بتثليث قمن
704 -
وجزم أو نصب لفعل إثر فا .... أو واوٍ ان بالجملتين اكتنفا
إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم مضارع مقرون بـ (الفاء أو الواو) جاز جزمه عطفًا على الجواب، ورفعه على الاستئناف، وبصبه على إضمار (أن).
[275]
وقال سيبويه: فإذا انقضى الكلام // ثم جئت بـ (ثم) فإن شئت جزمت، وإن شئت رفعت، وكذا (الفاء والواو) إلا أنه قد يجوز النصب بالفاء والواو.
وبلغنا أن بعضهم قرأ قوله تعالى: {يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [البقرة/ 284] وذكر غير سيبويه أنها قراءة ابن عباس، وقرأ بالرفع عاصم وابن عامر، والجزم باقي السبعة.
وروي بالأوجه الثلاثة (نأخذ) من قول الشاعر: [من الوافر]
645 -
فإن يهلك أبو قابوس يهلك .... ربيع الناس والبلد الحرام
ونأخذ بعده بذناب عيش .... أجب الظهر ليس له سنام
وجاز النصب بعد (الفاء والواو) إثر الجزاء، لأن مضمونه غير محقق الوقوع، قأشبه الواقع بعده الواقع بعد الاستفهام.
وإذا وقع مضارع بعد (الفاء والواو) بين شرط وجزاء جاز جزمه بالعطف على فعل الشرط، ونصبه بإضمار (أن).
قال سيبويه: وسألت الخليل عن قوله: (إن تأتني فتحدثني أحدثك، وإن تأتني وتحدثني أحدثك) فقال: هذا يجوز، والجزم الوجه.
ومن شواهد النصب قول الشاعر: [من الطويل]
646 -
ومن يقترب منا ويخضع نؤوه .... ولا يخش ظلمًا ما أقام ولا هضما
705 -
والشرط يُغني عن جوابٍ قد عُلم .... والعكس قد يأتي إن المعنى فُهم
إذا تقدم على الشرط ما هو الجواب في المعنى أغنى ذلك عن ذكره، كما في نحو: أفع كذا إن فعلت.
وإذا لم يتقدم على الشرط ما هو الجواب في المعنى فلا بد من ذكره، إلا إذا دل عليه دليل، فإنه حينئذ يسوع حذفه، كما في قوله تعالى:{وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية} [الأنعام/ 35] تتمته: فافعل، وفي قوله تعالى:{أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا} [فاطر/ 8] تتمته: ذهبت نفسك عليهم حسرة. فحذفت لدلالة: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} [فاطر/ 8]، أو تتمته: كمن هداه الله تعالى، منبهًا عليه بقوله تعالى:{فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [فاطر/ 8].
وإذا دل على فعل الشرط دليل فحذفه بدون (إن) قليل، وحذفه معها كثير، فمن حذفه بدون (إن) قول الشاعر:[من الوافر]
647 -
فطلقها فلست لها بكفء .... وإلا يعلُ مفرقك الحسام
أراد: وإلا تطلقها يعل مفرقك الحسام. ومثله قول الآخر: [من الطويل]
648 -
متى تؤخذوا قسرًا بظنة عامرٍ .... ولا ينج إلا في الصفاد يزيد
[276]
// أراد: متى تُثقفوا تؤخذوا.
ومن حذف الشرط مع (إن) قوله تعالى: {فلم تقتلوهم} [الأنفال/ 17] تقديره: إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم أنتم {ولكن الله قتلهم} [الأنفال/ 17] وقوله تعالى: {فالله هو الولي} [الشورى/ 9] تقديره: إن أرادوا وليًا بحق فالله هو الولي بالحق، لا ولي سواه. وقوله تعالى:{يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون} [العنكبوت/ 56]. أصله: فإن لم يتأت أن تخلصوا العبادة لي في أرض، فإياي في غيرها فاعبدون.
وقد يحذف الشرط والجزاء، ويكتفى بـ (إن) كقول الشاعر:[من الرجز]
649 -
قالت بناتُ العم يا سلمى وإن .... كان فقيرًا مُعلمًا قالت وإن
أي قالت: وإن كان فقيرًا معدمًا رضيته.
706 -
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم .... جواب ما أخرت فهو ملتزم
707 -
وإن تواليا وقبل ذو خبر .... فالشرط رجح مطلقًا بلا حذر
708 -
ورُبما رجح بعد قسم .... شرط بلا ذي خبر مقدم
القسم مثل الشرط في احتياجه إلى جواب، الا أن جواب القسم مؤكد بـ (إن) أو اللام أو منفي، وجواب الشرط مقرون بالفاء أو مجزوم.
فإذا اجتمع الشرط والقسم اكتفي بجواب أحدهما عن جواب الآخر، فإن لم يتقدم الشرط والقسم ما يحتاج إلى خبر اكتفي بجواب السابق منهما عن جواب صاحبه، فيقال في تقدم الشرط: إن تقم والله أقم، وإن تقم والله فلن أقوم، وفي تقدم القسم: والله إن تقم لأقومن، ووالله إن تقم ما أقوم.
وإن تقدم على الشرط والقسم ما يحتاج إلى خبر، رجح اعتبار الشرط على اعتبار القسم: تأخر أو تقدم، فيقال: زيد والله إن تقم يُكرمك، بالجزم لا غير.
وربما رجح اعتبار الشرط على القسم السابق، وإن لم يتقدم عليه مخبر عنه، كقول
الشاعر: [من البسيط]
650 -
لئن مُنيت بنا عن غب معركة .... لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل
وقول الآخر: [من الطويل]
651 -
لئن كان ما حدثته اليوم صادقًا .... أصم في نهار القيظ للشمس باديا
وأركب حمارًا بين سرجٍ وفروةٍ .... وأعر من الخاتام صُغرى شماليا