المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌النداء 573 - وللمنادى الناء أو كالناء يا … وأي وآ - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌ ‌النداء 573 - وللمنادى الناء أو كالناء يا … وأي وآ

‌النداء

573 -

وللمنادى الناء أو كالناء يا

وأي وآ كذا أيا ثم هيا

574 -

والهمز للداني ووا لمن ندب

أو يا وغير وا لدى اللبس اجتنب

للمنادى من الحروف في غير الندبة إن كان بعيدا أو نحوه كالنائم والساهي (يا وأي وأيا وهيا). وزاد الكوفيون (آ) و (آي).

وإن قريبا فله الهمزة، نحو: أزيد أقبل، وله في الندبة وهي نداء المتفجع عليه أو المتوجع منه (وا) نحو:(وازيداه واظهراه) وتعاقبهما (يا) إن أمن اللبس ودلت القرينة على إرادة الندبة وعلى هذا أشار بقوله:

[220]

--------------------

---- وغير وا لدى اللبس //اجتنب

وذهب المبرد إلى أن (أيا وهيا) للبعيد، و (أي والهمزة) للقريب، و (يا) لهما.

وذهب ابن برهان إلى أن (أيا وهيا) للبعيد، والهمزة للقريب، و (أي) للمتوسط، و (يا) للجميع.

وأجمعوا على جواز نداب القريب بما للبعيد توكيدا، وعلى منع العكس.

575 -

وغير مندوب ومضمر وما

جا مستغاثا قد يعرى فاعلما

576 -

وذاك في اسم الجنس والمشار له

قل ومن يمنعه فانصر عاذله

يجوز حذف حرف النداء اكتفاء بتضمن المنادى معنى الخطاب إن لم يكن مندوبا أو مضمرا أو مستغاثا أو اسم الجنس أو اسم إشارة، لأن الندبة تقتضي الإطالة ومد الصوت، فحذف حرف النداء فيها غير مناسب، وهكذا الاستغاثة فإن الباعث عليها هو

ص: 401

شدة الحاجة إلى الغوث والنصرة فتقتضي مد الصوت ورفعه، حرصا على الإبلاغ، وحرف النداء معين على ذلك، وأما المضمر فلا يحذف منه حرف النداء، لأنه لو حذف فاتت الدلالة على النداء، لأن الدال عليه هو حرف النداء وتضمن المنادى معنى الخطاب، فلو حذف الحرف من المنادى المضمر بقى الخطاب، وهو فيه غير صالح للدلالة على إرادة النداء، لأن دلالته على الخطاب وضعية لا تفارقه بحال.

وأما اسم الجنس أو اسم الإشارة فلا يحذف منهما حرف النداء إلا فيما ندر من نحو قولهم: (أصبح ليل)، و (أطرق كرا)، و (افتد مخنوق)، وقوله في الحديث الشريف:(ثوبي [يا] حجر)، وقوله سبحانه وتعالى:} ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم {[البقرة/ 85].

ص: 402

وذلك لأن حرف النداء في اسم الجنس كالعوض من أداة التعريف، فحقه ألا يحذف كما لم تحذف الأداة واسم الإشارة في معنى اسم الجنس، فجرى مجراه.

وعند الكوفيين أن حذف حرف النداء من اسم الجنس والمشار إليه، قياس مطرد. والبصريون يقصرونه على السماع وقول الشيخ:

--------------

---- ومن يمنعه فانصر عاذله

يوهم اختيار مذهب الكوفيين.

هذا إن لم يحمل المنع على عدم قبول ما جاء من ذلك.

577 -

وابن المعرف المنادى المفردا

على الذي في رفعه قد عهدا

578 وانو انضمام ما بنوا قبل الندا

وليجر مجرى ذي بناءٍ جددا

579 -

والمفرد المنكور والمضافا

... وشبهه انصب عادما خلافا

كل منادى فحقه النصب لأنه مفعول بفعل مضمر تقديره: أدعوا أو أنادي، إلا [221] أنه //لا يجوز إظهاره لكون حرف النداء كالعوض منه.

ولا يفارق المنادى النصب إلا إذا كان مفردا معرفة، فإنه إذ ذاك يبنى على ما كان يرفع به قبل النداء، كقولك: يا زيد ويا زيدان ويا زيدون.

والوجه في بنائه شبهه بالضمير من نحو: يا أنت في التعريف والإفراد، وتضمن معنى الخطاب، وكان بناؤه على صورة الرفع إيثارا له بأقوى الأحوال إذ كان معربا في الأصل.

وأما ما ليس معرفة ولا مفردا وهو النكرة التي لم يقصد بها معين كقول الأعمى: يا رجلا خذ بيدي، وقول الشاعر:[من الطويل]

531 -

أيا راكبا غما عرضت فبلغن

نداماي من نجران أن لا تلاقيا

ص: 403

والمضاف نحو: يا غلام زيد، والشبيه بالمضاف نحو: يا حسنا وجهه، ويا طالعا جبلا، ويا ثلاثةً وثلاثين، فلاحظ له في البناء لقصوره عن المفرد والمعرفة بالشبه في الضمير المذكور.

وقد فهم من هذا أن مما يستحق البناء المركب من نحو: معدي كرب، لأنه ليس مضافا او شبيها بالمضاف.

فإن كان مبنيا كـ (سيبويه) كان في محل النصب وقدر بناؤه علي الضم كما يقدر الرفع إذا كان بناؤه يشبه الإعراب من جهة وروده في الاستعمال على قياس مطرد، وكذا كل اسم مبني قبل النداء.

ويظهر أثر هذا التقدير في التباع فإنه يجوز فيه النصب إتباعا للمحل نحو: يا سيبويه الظريف، والرفع إتباعا للبناء المقدر نحو: يا سيبويه الظريف.

وإلى هذا أشار بقوله:

----------------

وليجر مجرى ذي بناءٍ جددا

يعني في الحكم له بنصب المحل وبناء آخره على الضم.

580 -

ونحو زيد ضم وافتحن من

نحو أزيد بن سعيد لا تهن

581 -

والضم إن لم يل الابن علما

أو يل الابن علم قد حتما

يجوز في المنادى العلم الموصوف بابن متصل مضاف إلى علم؛ الضم على الأصل والفتح على الإتباع والتخفيف فيما كثر دوره في الاستعمال، كقولك: يا زيد بن سعيد، ويجوز: يا زيد بن سعيد، وهو عند المبرد أولى من الفتح، فإنه أنشد عليه قول الراجز:[من الرجز]

532 -

يا حكم بن المنذر بن الجارود

سرادق المجد عليك ممدود

ثم قال: ولو قال (يا حكم بن المنذر) كان أجود

ص: 404

ولو كان الابن مفصولا عن موصوفه كما في نحو: يا زيد الظريف ابن عمرو فليس في الموصوف إلا الضم، لأن مثل ذلك لم يقصر في الكلام، فلم يستثقل مجيئه على الأصل، وهكذا إذا كان الموصوف بابن غير علم نحو: يا غلام بن زيد، أو لم يكن المضاف [222] إليه علم

نحو: يا زيد بن أخينا.

582 -

واضمم أو انصب ما اضطرارا نونا

مما له استحقاق ضم بيننا

قد تقدم أن المنادى المفرد المعرفة يستحق البناء على الضم، وبين هنا أن ما حقه الضم إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه جاز له فيه وجهان:

أحدهما: الضم تشبيها بمرفوع إلى تنوينه وهو مستحق لمنع الصرف.

الثاني: النصب تشبيها بالمضاف لطوله بالتنوين وبقاء الضم في العلم أولى من النصب، والنصب في غير العلم أولى من الضم، لأن سبب البناء في العلم أقوى منه في اسم الجنس الدال على معين.

ومن شواهد الضم إنشاد سيبويه: [من الوافر]

533 -

سلام الله يا مطر عليها

وليس عليك يا مطر السلام

وقول كثير: [من البسيط]

534 -

ليت التحية كانت لي فأشكرها

مكان يا جمل حييت يا رجل

الرواية المشهورة: (يا جمل) بالضم.

ص: 405

ومن شواهد النصب قول الشاعر: [من الوافر]

535 -

أعبدا حل في شعبي غريبا

ألوما لا أبا لك واغترابا

583 -

وباضطرار خص جمع يا وال

إلا مع الله ومحكي يا الجمل

يقول: الجمع بين حرف النداء والألف واللام، مخصوص بالضرورة إلا في موضعين:

أحدهما: الاسم الأعظم (الله) فإنه يجمع فيه بين الألف واللام وحرف النداء على الوجهين: على قطع الهمزة نحو: يا ألله، وعلى وصلها نحو: يا الله. والثاني: المنادى إذا كان جملة محكية نحو: يا المنطلق زيد، في رجل مسمي بالجملة. وأما غير ذلك فلا يجمع فيه بين حرف النداء والألف واللام إلا في ضرورة الشعر كقول:[من الرجز]

فيا الغلامان اللذان فرا

إياكما أن تكسبانا شرا

وإنما لم يجز مثل هذا في السعة كراهية الجمع بين أداتي تعريف على شيء واحد، واغتفر الجمع بينهما في (يا الله) إذا كانت الألف واللام فيه لازمة معوضا بها عن همزة الإله، فلا يقاس عليه سواه.

وقد أجاز البغداديون: (يا الرجل) في السعة، قالوا: لأنا لم نر موضعا يدخله التنوين ولا تدخله الألف واللام.

584 -

والأكثر اللهم بالتعويض

وشذ يا اللهم في قريض

[223]

//لما بين أنه يجمع بين الأداتين في الاسم الأعظم نبه على أن له في النداء استعمالا آخر هو الأكثر، وهو تعويض ميم مشددة مفتوحة في الآخر عن حرف النداء كقولك: اللهم ارحمنا. ولكون الميم عوضا عن حرف النداء لم يجمع بينهما إلا في الضرورة كقول الراجز: [من الرجز]

إني إذا حدث ألما

أقول يا اللهم يا اللهما

ص: 406

ولو كان أصل (اللهم) يا الله أمنا، كما يراه الكوفيون للزم باطراد جواز أمرين:

أحدهما: يا الله أمنا ارحمنا، بلا عطف قياسا على اللهم ارحمنا.

والثاني: اللهم وارحمنا، بالعطف قياسا على يا اللهم أمنا وارحمنا. واللازم منتف إجماعا.

ص: 407

فصل

585 -

تابع ذي الضم المضاف دون أل

ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل

586 -

وما سواه ارفع أو انصب واجعلا

كمستقل نسقا وبدلا

587 -

وإن يكن مصحوب أل ما نسقا

ففيه وجهان ورفع ينتقى

كل منادى مضموم فحق تابعه النصب مفردا كان أو غيره، لأن متبوعه مبني اللفظ منصوب المحل، وما كان كذلك فإنما حق تابعه ان يجري على محله فقط، ولكن خولف ذلك في باب النداء فجاء بعض توابعه بوجهين: فما نصب منه فعلى الأصل، وما رفع فلشبه متبوعة بالمرفوع في اطراد الهيئة.

ولا يرفع إلا وهو مفرد أو مضاف يشبه المفرد لكون إضافته غير محضة نحو: يا زيد الحسن الوجه.

ولأصالة نصب التابع في هذا الباب فضل على الرفع بأن اشترك معه في التابع المفرد والشبيه به، وخص بالتابع المضاف إضافة محضة، وإلى هذا الاختصاص أشار بقوله:

تابع ذي الضم المضاف دون أل

ألزمه نصبا --------------

ففهم أن المضاف المصاحب لـ (أل) وهو ذو الإضافة اللفظية كالمفرد، ثم نص على حكمها فقال:

وما سواه ارفع أو انصب واجعلا

كمستقل نسقا وبدلا

ففهم أن النعت والتوكيد وعطف البيان إذا كان شيء منها مفردا أو شبيها به جاز فيه النصب حملا على الموضع، والرفع حملا على اللفظ، فيقال: يا زيد الحسن والكريم الأب (بالنصب) ويا زيد الحسن والكريم الأب (بالرفع) وهكذا التوكيد وعطف البيان نحو: يا تميم أجمعين وأجمعون، ويا غلام بشرا وبشرٌ.

ص: 408

وأما البدل والمنسوق الخالي من الألف واللام فحكمهما في الإتباع فحكمهما في [224] الاستقلال، ولا فرق في ذلك بين الواقع بعد مضموم والواقع بعد //منصوب، فما كان منهم مفردا ضم كما يضم لو وقع بعد حرف النداء، لأن البدل في قوة تكرار العامل؛ والعاطف كالنائب عن العامل، وما كان منهما مضافا فينصب كما ينصب لو وقع بعد حرف النداء.

فإن قرن المعطوف بالألف واللام امتنع تقدير حرف النداء قبله فأشبه النعت، وجاز فيه الرفع والنصب نحو قوله تعالى:} يا جبال أوبي معه والطير {[سبأ/10] بالنصب والرفع. واختلف في المختار منهما، فقال الخليل وسيبويه والمازني: هو الرفع، وإليه أشار بقوله:

-------------

------------ ورفع ينتقى

وقال أبو عمرو وعيسي بن عمر ويونس والجرمي: هو النصب. وقال المبرد: إن كانت الألف واللام للتعرف كما هي في (الطير) فالمختار النصب، لأن المعلاف بالألف واللام يشبه المضاف، وإن كانت غير معرفة كما هي في} اليسع {[الأنعام/86] فالمختار الرفع، لأن الألف واللام إذا لم تعرف لم يشبه ما هي فيه المضاف.

588 -

وأيها مصحوب أل بعد صفة

يلزم بالرفع لدى ذي المعرفة

589 -

وأيها ذا أيها الذي ورد

... ووصف أي بسوى هذا يرد

إذا قلت يا أيها الرجل فـ (أي) و (الرجل) كاسم واحد، و (أي) منادي، و (الرجل) تابع مخصص له ملازم، لأن (أيا) مبهم لا يستعمل بدون المخصص، وكان قبل النداء يتخصص بالإضافة، فعوض عنها في النداء بالتخصيص بالتابع، إن كان مشتقا

ص: 409

فهو نعت نحو: يا أيها الفاضل، وإن كان جامدا فهو عطف بيان نحو: أيها الغلام، ولزمته (هاء) التنبيه تعويضا عما فاته من الإضافة، وإن أريد به مؤنث أنت بالتاء نحو قوله تعالى:} يا أيتها النفس {[الفجر/27].

ولا توصف (أي) في النداء إلا بما فيه الألف واللام نحو: يا أيها الرجل، أو بالموصول ومنه قوله تعالي:} يا أيها الذي نزل عليه الذكر} [الحجر/6]، وباسم الإشارة نحو: يا أيهذا أقبل، قال الشاعر:[من الطويل]

538 -

ألا أيها ذا الباخع الوجد نفسه

لشيء نحته عن يديه المقادر

ولا توصف (أي) بغير ذلك. وإليه الإشارة بقوله:

-------------

ووصف أي بسوى هذا يرد

ومتي كانت صفة (أي) معربة لم تكن إلا مرفوعة لأنها هي لمنادى في الحقيقة، وإنما جيء معها بـ (أي) توصلا إلى نداء ما فيه الألف واللام.

وأجاز المازني والزجاج نصب صفة (أي) قياسا على صفة غيره من المناديات المضمومة، ويجوز أن توصف صفة (أي) إلا أنها لا تكون إلا مرفوعة، مفردة كانت أو مضافة، كقول الراجز:[من الرجز]

يا أيها الجاهل ذو التنزي

لا توعدني حيةً بالنكز

وذو إشارة كأي في الصفة

إن كان تركها يفيت المعرفة

بين بهذا ان اسم الإشارة إذا جعل سببا إلى نداء ما فيه الألف واللام فعل به كما فعل بـ (أي)، فتقول: يا هذا الرجل، بالرفع، لا غير إذا أردت ما أردت بقولك: يا أيها الرجل، فإذا قدرت الوقف على هذا ولم تجعله وصلة إلى نداء ذي الألف واللام، بل

ص: 410

مستغنيا بإفراده عنه، جاز نصب صفته ورفعها، وهذا ما أراد بقوله:

------------

إن كان تركها يفيت المعرفة

ففهم أن صفة هذا متى لم يكن تركها يفيت المعرفة المراد به لم يجب رفعها، بل يجوز فيه الوجهان

591 -

في نحو سعد سعد الأوس ينتصب

ثان وضم وافتح أولا تصب

إذا كرر اسم مضاف في النداء نحو: يا سعد سعد الأوس، وكقول الشاعر:[من الرجز]

540 -

يا زيد زيد اليعملات الدبل

تطاول الليل عليك فانزل

تعين نصب الثاني وجاز في الأول وجهان: الضم والفتح.

فإن ضم، فلأنه منادى مفرد معرفة، ونصب الثاني حينئذ لأنه منادى مضاف، أو توكيد أو عطف بيان أو بدل أو منصوب بإضمار (أعني).

وإن فتح الأول، فهو على مذهب سيبويه: منادى مضاف إلى ما بعد الثاني، والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه.

ومذهب المبرد: أن الأول منادى مضاف غلى محذوف دل عليه الآخر، والثاني مضاف إلى الآخر.

ومن النحويين من جعل الاسمين عند فتح الأول مركبين تركيب خمسة عشر.

ص: 411