المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل لو 709 - لو حرف شرط في مضي ويقل .... - شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

[بدر الدين ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌اسم الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعرف بأداة التعريف

- ‌الابتداء

- ‌كان وأخواتها

- ‌فصل فيما ولا ولات وإن المشبهات بليس

- ‌أفعال المقاربة

- ‌إن وأخواتها

- ‌لا: التي لنفي الجنس

- ‌ ظن وأخواتها

- ‌أعلم وأرى

- ‌الفاعل

- ‌النائب عن الفاعل

- ‌اشتغال العامل عن المعمول

- ‌تعدي الفعل ولزومه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفعول المطلق

- ‌المفعول له

- ‌المفعول فيه ويسمى (ظرفاً)

- ‌المفعول معه

- ‌الاستثناء

- ‌الحال

- ‌التمييز

- ‌حروف الجر

- ‌الإضافة

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولينوالصفات المشبهة لها

- ‌الصفة المشبهة باسم الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نعم وبئسوما جرى مجراهما

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التوكيد

- ‌العطف

- ‌عطف النسق

- ‌البدل

- ‌النداء

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌أسماء لازمت النداء

- ‌الاستغاثة

- ‌الندبة

- ‌الترخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التحذير والإغراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونا التوكيد

- ‌ما لا ينصرف

- ‌إعراب الفعل

- ‌عوامل الجزم

- ‌فصل لو

- ‌أما ولولا ولوما

- ‌ الإخبار بالذي والألف واللام

- ‌العدد

- ‌كم وكأين وكذا

- ‌الحكاية

- ‌التأنيث

- ‌المقصور والممدود

- ‌جمع التكسير

- ‌التصغير

- ‌النسب

- ‌الوقف

- ‌الإمالة

- ‌التصريف

- ‌فصل في زيادة همزة الوصل

- ‌الإدغام

الفصل: ‌ ‌فصل لو 709 - لو حرف شرط في مضي ويقل ....

‌فصل لو

709 -

لو حرف شرط في مضي ويقل .... إيلاؤها مستقبلا لكن قبل [277] //

710 -

وهي في الاختصاص بالفعل كإن .... لكن لو أن بها قد تقترن

711 -

وإن مضارع تلاها صرفا .... إلى المضي نحو لو يفي كفى

(لو) في الكلام على ضربين: مصدرية وشرطية.

فالمصدرية: هي التي تصلح في موضعها (أن) وأكثر ما تقع بعد (ود) أو ما في معناها، كقوله تعالى:{يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} [البقرة/ 96] وقد تقدم ذكرها.

وأما الشرطية: فهي للتعليق في الماضي، كما أن (إن) للتعليق في المستقبل، ومن ضرورة كون (لو) للتعليق في الماضي أن يكون شرطها منتفي الوقوع، لأنه لو كان ثابتًا لكان الجواب كذلك، ولم يكن تعليق في البين، بل إيجاب لإيجاب، لكن (لو) للتعليق لا للإيجاب، فلا بد من كون شرطها منتفيًا.

وأما جوابها: فإن كان مساويًا للشرط في العموم، كما في قولك: لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودًا، فلا بد من انتفائه أيضًا، وإن كان أعم من الشرط، كما في قولك: لو كانت الشمس طالعة كان الضوء موجودًا. فلا بد من انتفاء القدر المساوي منه للشرط.

ولذلك تسمع النحويين يقولون: (لو) حرف يدل على امتناع الشيء لامتناع غيره، أي: تدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط، ولا يريدون أنها تدل على امتناع الجواب مطلقًا، لتخلفه في نحو:(لو ترك العبد سؤال ربه لأعطاه)، وإنما يريدون أنها تدل على انتفاء المساوي من جوابها للشرط.

ص: 504

والأولى أن يقال: (لو) حرف شرط يقتضي نفي ما يلزم من ثبوته ثبوت غيره، فينبه على أنها تقتضي لزوم شيء لشيء، وكون الملزوم منتفيًا، ولا يتعرض لنفي اللازم مطلقًا ولا لثبوته لأنه غير لازم من معناها.

وذهب بعض النحويين: إلى أن (لو) كما تكون للشرط في الماضي، كذا تكون للشرط في المستقبل، وإليه الإشارة بقوله:

................ ويقل .... إيلاؤها مستقبلا لكن قبل

أي: ويقل إيلاء (لو) فعلا مستقبلًا.

المعنى: وما كان من حقها أن يليها ذلك، لكن ورد به السماع فوجب قبوله. وعندي أن (لو) لا تكون لغير الشرط في الماضي.

وما تمسكوا به من نحو قوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم)[النساء /9].

وقول الشاعر: [من الطويل]

652 -

ولو أن ليلى الأخيلية سلمت

علي ودوني جندل وصفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا

إليها صدى من جانب القبر صائح

لا حجة فيه، لصحة حمله على المضي.

و (لو) مثل (إن) في أن شرطها لا يكون إلا فعلا.

وقد شذ عند سيبويه كونه مبتدأ مؤلفًا من (أن) وصلتها، نحو: لو أنك جئتني [278] لأكرمتك، وشبه // شذوذ ذلك بانتصاب (غدوة) بعد (لدن) فجعل (أن) بعد (لو) في موضع رفع بالابتداء، وإن كانت لا تدخل على مبتدأ غيرها، كما أن (غدوة) بعد (لدن) تنصب، وإن كان غيرها بعدها يجب جره.

ص: 505

ومنهم من حلم (أن) بعد (لو) على فاعل لـ (ثبت) مضمرًا، كما أضمر بعد (ما) المصدرية في قولهم:(لا أفعل ذلك ما أن في السماء نجمًا). وهو أقرب في القياس مما ذهب إليه سيبويه.

فإن قلت: فما تصنع بقول الشاعر: [من الرمل]

653 -

لو بغير الماء حلقي شرق

كنت كالغصان بالماء اعتصاري

قلت: خرجه أبو علي أن تقديره: لو شرق بغير الماء حلقي هو شرق، فقوله:(هو شرق) جملة اسمية مفسرة للفعل المضمر.

وأسهل من هذا التخريج عندي أن يحمل البيت على إضمار (كان) الشأنية، وتجعل الجملة المذكورة بعد (لو) خبرًا لها، كما فعل مثل ذلك في قول الشاعر:[من الطويل]

654 -

ونبئت ليلى أرسلت بشفاعةٍ

إلي فهلا نفس ليلى شفيعها

وزعم الزمخشري أن خبر (إن) بعد (لو) لا يكون إلا فعلا.

وهو باطل، بنحو قوله تعالى:(ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام)[لقمان /27].

ص: 506

وبنحو قول الشاعر: [من الطويل]

655 -

ولو أن ما أبقيت مني معلق

بعود ثمامٍ ما تأود عودها

وقول الآخر: [من الطويل]

656 -

لو أن حيا فائت الموت فاته

أخو الحرب فوق القارح العدوان

ولكون (لو) للتعليق في الماضي غلب دخولها على الفعل الماضي وهو مبني. فلذلك إذا دخلت على المضارع لم تعمل فيه شيئًا، ووجب أن يكون دخولها مصروفًا إلى المضي كما في قوله تعالى:(لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم)[الحجرات /8] قول الشاعر: [من الكامل]

657 -

لو يسمعون كما سمعت حديثها

خروا لعزة ركعًا وسجودا

ولا يكون جواب (لو) إلا فعلا ماضيًا أو مضارعًا مجزومًا بـ (لم) وقلما يخلو من (اللام) إن كان مثبتًا، نحو قوله تعالى:(ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون)[الأنفال /23].

ومن خلوه منها قوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم)[النساء /9]، وإن كان منفيا بـ (لم) امتنعت اللام، وإن كان منفيا بـ (ما) جاز لحاقها، والخلو منها، إلا أن الخلو منها أجود، وبذلك نزل القرآن العظيم، فقال تعالى:(ولو شاء ربك ما فعلوه)[الأنعام /112].

ص: 507

وقد يستغنى عن جواب (لو) لقرينة، كما يستغنى عن جواب (إن) فمن ذلك قوله تعالى:(ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى [279] بل لله // الأمر جميعًا)[الرعد /31] وقوله تعالى: (فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا ولو افتدى به)[آل عمران /91].

وندر حذف شرط (لو) وجوابها، كما في قول الشاعر:[من الخفيف]

658 -

إن يكن طبك الدلال فلو

في سالف الدهر والسنين الخوالي

قال أبو الحسن الأخفش: أراد فلو كان في سالف الدهر لكان كذا وكذا.

ص: 508