المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وسُئِلَ أبو هريرة رضي الله عنه: هل لأهل الجنة سماع؟ - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٢

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة العنكبوت

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرُّوم

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصلُّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة لقمان

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فْصَلَ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورةُ السجدة

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحزاب

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة سبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الملائكة عليهم السلام

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة يس

- ‌بابُ ما جاءَ فِيها مِنَ الفَضائِلِ فِي قِراءَتِها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ في معنى الآية

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الصافات

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة ص

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌قَصَصٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الزمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة المؤمن

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ فِي بعض صفات العَرْش وحمَلَته ومن حوله على الاختصار

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة السجدة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ فِي معنى قوله تعالى: {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة {حم * عسق}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الزخرف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: وسُئِلَ أبو هريرة رضي الله عنه: هل لأهل الجنة سماع؟

وسُئِلَ أبو هريرة رضي الله عنه: هل لأهل الجنة سماع؟ قال: "نعم، شجرةٌ أصلها من ذهبٍ، وأغصانها من فضة، وثَمَرُها اللُّؤْلُؤُ والزَّبَرْجَدُ، يَبْعَثُ اللَّهُ عز وجل ريحًا، فيحرِّك بعضُها بعضًا، فما سمع أحدٌ شيئًا أحسنَ منه"

(1)

.

قوله عز وجل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} ؛ أي:‌

‌ فَصلُّ

وا للَّه حِينَ تُمْسُونَ، قيل: هي صلاة العصر والمغرب {وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} صلاة الصبح {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يحمده أهل السماوات وأهل الأرض {وَعَشِيًّا} قيل: هي صلاة العشاء الآخِرة؛ أي: وسَبِّحُوهُ عَشِيًّا، نصب على الظرف {وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)} صلاة الظُّهْر.

وقال ابن عباس: جَمَعت هذه الآيةُ الصلواتِ الخَمْسَ ومواقيتَها، فقوله:{حِينَ تُمْسُونَ} : المغرب والعشاء، {وَحِينَ تُصْبِحُونَ}: الفجر، {وَعَشِيًّا}: العصر، {وَحِينَ تُظْهِرُونَ}: الظهر.

ومعنى {تُمْسُونَ} : تدخلون فِي وقت المساء، ومثله:{تُصْبِحُونَ} و {تُظْهِرُونَ} في الوقتين جميعًا، واعْتَرَضَ بين ذِكْرِ الأوقات قولُهُ تعالى:{وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، قال ابن عباس: يحمَدُه أهل السماوات وأهل الأرض، ويُصَلُّونَ له ويَسْجُدُونَ.

فصل

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} إلى قوله: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}، أدرك ما فاته من يومه، ومن قالها حين يمسي، أدرك ما فاته من ليلته"

(2)

.

(1)

ينظر: مسند ابن راهويه 1/ 460، الكشف والبيان 7/ 297.

(2)

رواه أبو داود في سننه 2/ 493 كتاب الأدب: باب ما يقول إذا أصبح، ورواه الطبرانِيُّ في =

ص: 35

وعن ابن عباس أيضًا أنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} هذه الآياتِ الثلاثَ مِن سُورةِ الرُّوم وآخِرَ سُورةِ الصّافّاتِ دَبْرَ كُلِّ صلاةٍ يُصَلِّيها، كُتِبَ له من الحسنات عَدَدُ نُجُوم السماءِ، وقَطْرِ المطرِ، وعَدَدَ وَرَقِ الشَّجَر، وعَدَدَ نَباتِ الأَرضِ، فإذا مات أجرى اللَّه له بكُلِّ حَسَنةٍ عَشْرَ حَسَناتٍ في قَبْرِهِ"

(1)

.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أن يُكالَ له بالقَفِيزِ الأَوْفَى، فلْيَقُلْ:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} ، إِلَى قوله:{وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} ، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)} إلى قوله:{الْعَالَمِينَ}

(2)

.

وعن الضَّحاك قال: من قال: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} إلى آخر الآية، كان له من الأجر بِعِدْلِ مائتي رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام.

وعن كعب قال: "من قال حين يصبح: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} إلى آخر الآية، لم يَفُتْهُ خَيْرٌ كان في يومه، ولم يُدْرِكْهُ شَرٌّ كان فيه، ومن قالها حين يُمْسِي، لم يدركه شَرٌّ كان في ليلته، ولم يَفُتْهُ خَيْرٌ كان

= المعجم الأوسط 8/ 280، والكبير 12/ 185، وينظر: الكشف والبيان 7/ 298، الدر المنثور 5/ 154، كنز العمال 2/ 137.

(1)

ينظر: الكشف والبيان 7/ 298، عين المعاني ورقة 100/ ب.

(2)

الصافات 180: 182، والحديث رواه الثعلبي في الكشف والبيان 7/ 298، وذكره السيوطي عن عَلِيِّ بن أبي طالب في الدر المنثور 5/ 295، وينظر: كنز العمال 2/ 135، 308، 640.

ص: 36

فيها، وكان إبراهيم خليلُ اللَّه يقولها في كل يوم وليلة ستَّ مرات"

(1)

.

قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ} يعني: دلائل قدرته {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا (24)} يعني بالخوف: للمسافر

(2)

من الصواعق، وبالطمع: للمقيم الحاضر في المطر، وهما منصوبان على المصدر.

وأصل {يُرِيكُمُ} : أَنْ يُرِيَكُمْ، فلما حذفت "أَنْ" رجع الفعل إلى الرفع

(3)

، وإنما حذف "أَنْ" من قوله:{يُرِيكُمُ} لدلالة الكلام عليه، كقول طرفة:

(1)

رواه الثعلبي في الكشف والبيان 7/ 299، وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق 6/ 213، عن محمد بن واسع، وقد روى الإمام أحمد في المسند 3/ 439 بسنده عن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أخبركم لِمَ سَمَّى اللَّهُ تبارك وتعالى إبراهيمَ خليلَهُ الذي وَفَّى؟ لأن كان يقول كلما أصبح وأمسى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} " حتى يختم الآية.

(2)

بعد هذه الكلمة جاء النص مضطربًا في الأصل على النحو التالِي: "وأصل {يُرِيكُمُ}: أن يريكم، فلما حذفت "أَنْ" رجع الفعلُ إلى الرَّفع، {مِنَ الصَّوَاعِقِ}، وبالطمع للمقيم الحاضر في المطر، وهما منصوبان على المصدر، وإنما حذفت "أَنْ" من قوله: {يُرِيكُمُ} لدلالة الكلام عليه". وقد رأيت تعديل النص على الوجه المثبت.

(3)

هذا قول الفرَّاء والأخفش، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء 2/ 323، معاني القرآن للأخفش ص 437، وأما سيبويه فإنه يجعل مثل هذا قليلًا، فقال:"ولو قلت: مُرْهُ يَحْفِرُها على الابتداء كان جيدًا، وقد جاء رفعه على شيء هو قليل في الكلام على مُرْهُ أَنْ يَحْفِرَها، فإذا لم يذكروا "أَنْ" جعلوا الفعل بمنزلته في: عَسِينا نَفْعَلُ. وهو في الكلام قليلٌ، لا يكادون يتكلمون به. . . وسألته عن قوله، عز وجل: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)} فقال: {تَأْمُرُونِّي} كقولك: هو يقول: ذاك بَلَغَنِي، فـ "بَلَغَنِي" لغو، فكذلك {تَأْمُرُونِّي} ، كأنه قال: فيما تأمرونِي، كأنه قال: فيما بلغني، وإن شئت كان بمنزلة:

أَلا أَيُّهَذا الزّاجِرِي أَحْضُرَ الوَغَى". =

ص: 37

113 -

ألا أَيُّهذا الزّاجِرِي أَحْضُرَ الوَغَى

وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذّاتِ هل أَنْتَ مُخْلِدِي؟

(1)

أراد: أَنْ أَحْضُرَ، وقال آخر:

114 -

وما العَيْشُ إلّا تارَتانِ فمِنْهُما

أَمُوتُ وأُخْرَى أَبْتَغي العَيْشَ أَكْدَحُ

(2)

= الكتاب 3/ 99، 100، وينظر: البيان للأنباري 2/ 250، التبيان للعكبري ص 1039، الفريد للهمداني 3/ 754، 755، البحر المحيط 7/ 163، الدر المصون 5/ 375.

(1)

البيت من الطويل من معلقته، ويُرِوَى:"أَيُّهَذا الَّلائِمِي".

التخريج: ديوانه ص 50، الكتاب 3/ 99، 100، معاني القرآن للأخفش ص 126، 436، المقتضب 2/ 83، 134، مجالس ثعلب ص 317، معاني القرآن وإعرابه 1/ 165، سر صناعة الإعراب ص 285، الصاحبي ص 178، الإنصاف ص 560، البيان للأنباري 1/ 101، 2/ 250، التبيان للعكبري ص 83، شرح المفصل 2/ 7، 4/ 28، 7/ 52، شرح التسهيل لابن مالك 4/ 50، شرح الكافية للرضي 1/ 66، 4/ 82، رصف المبانِي ص 113، اللسان: أنن، دنا، مغني اللبيب ص 502، 840، همع الهوامع 1/ 27، 2/ 39، 323، شرح شواهد المغني ص 80، 801، خزانة الأدب 1/ 119، 8/ 579، 580.

(2)

البيت من الطويل، لتميم بن أُبَيِّ بن مقبل، ونُسِبَ للعُجَيْرِ السلولِيِّ، ونُسِبَ لتميمٍ العجلانِيِّ، ويُرِوَى:"وَما الدَّهْرُ".

على أن استشهاد المؤلف بهذا البيت استشهادٌ في غير محله؛ لأن البيت عند النحويين شاهد على حذف الموصوف، لا على حذف "أَنْ" قبل الفعل "أَمُوتُ"، والتقدير: فمنهما تارة أموت فيها، وهذا هو الوجه الثانِي في الآية التي معنا، قال الزَّجّاج:"المعنى: ومن آياته آيةٌ يريكم بها البرق خوفًا وطمعًا. هذا أجود في العطف، لأنه قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ} فنسق باسم على اسم، ومثله من الشعر: "وما الدهر إلّا تارتان. . . البيت"، المعنى: فمنهما تارة أموت فيها". معاني القرآن وإعرابه 4/ 182، وبه قال النَّحاس والفارسي أيضًا، ينظر: معاني القرآن للنَّحاس 5/ 253، 254، كتاب الشعر ص 307، المسائل البصريات 1/ 247، المسائل المشكلة ص 245، 396، 568، وينظر أيضًا: البيان 2/ 250، التبيان للعكبري ص 1039، الفريد 3/ 755، البحر المحيط 7/ 163، الدر المصون 5/ 375.

التخريج: ديوان ابن مقبل ص 38، الكتاب 2/ 346، معاني القرآن للفرَّاء 2/ 323، =

ص: 38

وقيل

(1)

: هو على التقديم والتأخير، تقديره: ويريكم البرق من آياته.

قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} يخلقهم أولًا، ثم يخلقهم ثانيًا للبعث، وقرأ ابن مسعود:{يَبْدَأُ}

(2)

، ودليله قوله تعالى:{هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)}

(3)

، ودليل قراءة العامة:{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)}

(4)

، {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}؛ أي: هَيِّنٌ عليه الإعادةُ، وما شيء عليه بعزيز، وقد يجيء "أَفْعَلُ" بمعنى الفاعل كقول الفرزدق:

115 -

إنَّ الَّذي سَمَكَ السَّماءَ بَنَى لنا

بَيْتًا دَعائمُهُ أَعَزُّ وأَطْوَلُ

(5)

= المقتضب 2/ 136، الكامل 3/ 179، معاني القرآن وإعرابه 1/ 58، 225، 4/ 182، 5/ 304، شرح أبيات سيبويه 2/ 114، إعراب القرآن للنَّحاس 1/ 318، 5/ 188، المسائل المشكلة ص 245، 397، المحتسب 1/ 212، الكشف والبيان 10/ 159، المحرر الوجيز 4/ 334، شرح شواهد الإيضاح ص 634، شرح التسهيل لابن مالك 3/ 323، شرح الكافية للرضي 2/ 346، اللسان: تور، ارتشاف الضرب ص 1939، الدر المصون 6/ 498، خزانة الأدب 5/ 55، 58، 10/ 175.

(1)

أجاز الفرَّاء هذا الوجه أيضًا، وبه قال الزَّجّاج والنَّحاس، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء 2/ 323، معاني القرآن وإعرابه 4/ 182، معاني القرآن للنَّحاس 5/ 253، وينظر: الفريد للهمداني 3/ 755، الدر المصون 5/ 375.

(2)

وهي أيضًا قراءة ابن عمر، ينظر: تفسير القرطبي 14/ 21.

(3)

البروج 13.

(4)

الأعراف 29.

(5)

البيت من الكامل للفرزدق يفخر بقومه، ومعنى "سَمَكَ السَّماءَ": رفعها.

التخريج: ديوانه 2/ 155، مجاز القرآن 2/ 121، الزاهر لابن الأنباري 1/ 30، إعراب القراءات السبع 1/ 48، الصاحبي ص 434، الكشف والبيان 7/ 300، الوسيط 3/ 432، المحرر الوجيز 4/ 335، شرح المفصل 6/ 97، 99، شرح التسهيل لابن مالك 3/ 60، شرح الكافية للرضي 3/ 517، اللسان: عزز، كبر، المقاصد النحوية =

ص: 39

أي: عزيزة طويلة، وقال الراجز

(1)

:

116 -

لَعَمْرُكَ إنَّ الزِّبْرِقانَ لَباذِلٌ

لِمعرُوفِهِ عِنْدَ السِّنِينَ وأَفْضَلُ

(2)

أي: فاضل. والكناية في قوله: {وَهُوَ} تعود إلى الإعادة، وهو مصدر فأُجْرِيَ على التذكير، ودل عليه الفعل، وهو قوله:{يُعِيدُهُ} ، والفعل يدل على المصدر

(3)

.

قوله: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ؛ أي: الصفة العليا، وهي أنه: لا إله غيره {وَهُوَ الْعَزِيزُي} في ملكه {الْحَكِيمُ} في خلقه.

قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} يعني: اجعَلْ عملَك وأَخْلِصْ دِينَكَ يا محمدُ للَّه وأنت مسلم، والوجه: ما يُتَوَجَّهُ إليه، وعَمَلُ الإنسانِ ودِينُهُ مما يُتَوَجَّهُ إليه لتسديده وإقامته، وقوله:{حَنِيفًا} يعني: مائلًا إليه، ومستقيمًا عليه، لا ترجِعْ عنه إلى غيره، وهو منصوب على الحال.

وقوله: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} يعني: دين اللَّه، وقيل: خِلْقةَ اللَّه التي خلق الناس عليها، واحتُجَّ بقوله:{لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} وقيل: الفطرة:

= 4/ 24، خزانة الأدب 6/ 539، 8/ 242، 243، 276، 278.

(1)

هكذا في الأصل، والبيت من الطويل، وليس من الرجز.

(2)

البيت من الطويل، لم أقف على قائله، وبعده:

كَرِيمٌ، لهُ عَن كُلِّ ذَمٍّ تَأَخُّرٌ

وفي كُلِّ أَسْبابِ المَكارِمِ أَوَّلُ

التخريج: الكشف والبيان 7/ 300، جامع البيان 21/ 44، تفسير القرطبي 14/ 21، فتح القدير 4/ 221.

(3)

من أول قوله: "والكناية في قوله" قاله الواحدي في الوسيط 3/ 435، وأجاز المنتجب الهمدانِيُّ أن يكون الضمير عائدًا على البعث، وهو غير مذكور، ولكن دل عليه الكلام، ينظر: الفريد 3/ 755 - 756.

ص: 40

المِلّةُ وهي الإسلام والتوحيد الذي خلق اللَّه عليه المؤمنين، والمراد بالناس هاهنا: المؤمنون الذين فطرهم اللَّه على الإسلام؛ لأن المشرك لم يُفْطَرْ على الإسلام، ولفظ الناس عامٌّ والمراد منه الخصوص.

نصب {فِطْرَتَ اللَّهِ} على الإغراء، وهو قول الزَّجّاج، قال

(1)

: {فِطْرَتَ اللَّهِ} منصوب بمعنى: اتبع فطرة اللَّه، {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} يعني: لِدِينِ اللَّهِ؛ أي: لا يصلح ذلك ولا ينبغي، ظاهِرُهُ نَفْيٌ ومعناه نَهْيٌ؛ أي: لا تُبَدِّلُوا دينَ اللَّه الذي هو التوحيد بالشرك والكفر {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} يعني: التوحيدُ هو الدين المستقيم {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)} يعني: كفار مكة لا يعلمون توحيد اللَّه.

قوله تعالى: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} ؛ أي: راجعين إلى اللَّه بالتوبة مقبلين إليه بالطاعة، وهو منصوب على الحال والقطع

(2)

، وقيل

(3)

: على الإغراءِ بإضمار: كونوا منيبين إليه، والمعنى: فأقم وجهك يا محمد أنت وأُمتك منيبين إليه راجعين إلى كلِّ ما أمر اللَّه به، مع التقوى وأداء الفرائض، وهو قوله تعالى:{وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ. . . (31)} الآية.

(1)

معاني القرآن وإعرابه 4/ 184، وذهب الفرَّاء إلى أنه منصوب على المفعول المطلق، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء 2/ 324، وينظر أيضًا: مجاز القرآن 2/ 12، إعراب القرآن 3/ 271، مشكل إعراب القرآن 2/ 178.

(2)

قاله أكثر العلماء، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء 2/ 325، معاني القرآن للأخفش ص 438، معاني القرآن وإعرابه 4/ 185، إيضاح الوقف والابتداء ص 833، إعراب القرآن 3/ 272، مشكل إعراب القرآن 2/ 178.

(3)

قوله: "على الإغراء بإضمار كونوا. . . إلخ" معناه أن {مُنِيبِينَ} منصوب على خبر "كان" مضمرة لا على الإغراء كما ذكر أولًا، ينظر: البحر المحيط 7/ 167، الدر المصون 5/ 378.

ص: 41

قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ} يعني كفار مكة {ضُرٌّ} ؛ أي: قحطٌ وبلاء {دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} نصب أيضًا على الحال، وقيل: على [عامةٌ]

(1)

يقول: راجعين إليه، إذا أصابهم ما يكرهون من المصائب والبلايا وغيرها أقبلوا إليه بالدعاء، وأخلصوا إليه بالعمل، ولا يشركون معه غيره في الدنيا {ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً} وهي العافية والخصب والسَّعة {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ} مَن كان منهم على غير الإسلام من أهل الملل {بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)} معه الآلهة.

قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} قرأ ابن كثير: {آتَيْتُمْ}

(2)

مقصورًا غَيْرَ ممدودٍ من المجيء، وهو يَؤُولُ فِي المعنى إلى قول من قرأ بالمد، كأنه قيلٍ: ما جئتم من ربًا، ومجيئهم ذلك على وجه الإعطاء له، كما تقول: أتيتَ خَطَأً، وأتيتَ صوابًا، وأتيت قبيحًا، إنما هو فعل منه له.

وقوله: {لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} ؛ أي: فِي اجتلاب أموال الناس. قرأ الحسن وعكرمة وأهل المدينة: {لِتُرْبُو} بتاءٍ مضمومة وجزم الواو على الخطاب، أي: لِتُرْبُوا أنتم، وهي قراءة ابن عباس واختيار يعقوب وأيوب وأبي حاتم، وقرأ الآخرون بياء مفتوحة ونصب الواو

(3)

، وجعلوا الفعل للربا، واختاره أبو عبيد؛ لقوله تعالى:{فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ (39)} ولم يقل: فلا يُرْبَى، والمعنى: فلا يَزْكُو عند اللَّه؛ لأنه لم يُرَدْ به وَجْهُ اللَّه، بل قُصِدَ به الزيادةُ والعوضُ، ولم يُقْصَدْ به البِرُّ والتقوى.

(1)

كذا في الأصل، ولا أعرف مقصوده من هذه الكلمة، وربما كان هنا سقط.

(2)

قرأ ابن كثير ومجاهد وحميد: {أَتَيْتُمْ} بقصر الهمزة، وقرأ الباقون:{آتَيْتُمْ} بِمَدِّها، ينظر: السبعة ص 507، حجة القراءات ص 558، 559، تفسير القرطبي 14/ 36، الإتحاف 2/ 357.

(3)

ينظر: السبعة ص 507، إعراب القراءات السبع 2/ 196، تفسير القرطبي 14/ 39، البحر المحيط 7/ 170، الإتحاف 2/ 357.

ص: 42

قيل: المراد بالآية هو أنّ الرجل يُعْطِي الرجلَ العطيةَ، ويُهْدِي له الهديةَ؛ ليأخذَ أكثرَ منها، فهذا رِبًا حلالٌ ليس فيه حرام ولا وِزْرٌ، وهذا للناس عامّةً، فأما النبي صلى الله عليه وسلم خاصةً فكان هذا عليه حرامًا؛ لقوله تعالى:{وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)}

(1)

، وفيه اختلاف كثير، وهذا قول عامة أهل التفسير.

قوله عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} يعني: للخلق تبشرهم بالمطر؛ لأنها تنشئ السحابَ، ثم تؤلِّفها، فإذا رآها الخلق اسْتَبْشَرُوا بِها، وقالوا: خَلْفَها الغَيْثُ، فتُدِرُّ كما تُدِرُّ الناقةُ، والتاء في قوله:{مُبَشِّرَاتٍ} : في موضع نصب على الحال.

قوله تعالى: {وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} يعني: الغيثَ والخِصب {وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ} في البحر بتلك {بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا} في البحر {مِنْ فَضْلِهِ} يعني: الرزق بالتجارة، وكلُّ هذا بالرياح، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)}؛ أي: ولكي تشكروا رب هذه النعم، فتُوَحِّدُوهُ.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} يعني: بالدلائل الواضحات على صدقهم، {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا}؛ أي: عَذَّبْنا الذين كفروا وكذبوا، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا} يعني: واجبًا علينا {نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)} ، وفِي هذا تبشير للنبي صلى الله عليه وسلم بالظَّفَرِ فِي العاقبة، والنصرِ على من كَذَّبَهُ.

ونصب {حَقًّا} على: خبر "كان"، و {نَصْرُ}: اسمها، تقديره: وكان نَصْرُ المؤمنين حَقًّا علينا، ولو كان في غَيْرِ القرآن لَجازَ رَفْعُ "حقٍّ"، ونصب "نَصْرٍ"؛ لأن "حقًّا" وإن كان نكرة فبَعْدَهُ {عَلَيْنَا} ، ولجاز أيضًا رفعهما على

(1)

المدثر 6.

ص: 43