الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصْلٌ في معنى الآية
عن أبِي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الجنة كلَّما جامَعُوا نساءَهُمْ عُدْنَ أبكارًا"
(1)
، وقيل: شُغْلُهُمْ فِي السَّماعِ.
قيل: سُئِلَ يحيى بن معاذٍ
(2)
: أيُّ الأصواتِ أحْسَنُ؟ قال: مَزامِيرُ أُنْسٍ فِي مَقاصِيرِ قُدْس بألحان تحميدٍ فِي رياض تمجيدٍ فِي مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ
(3)
، وقيل
(4)
: شُغْلُهُمْ بعشرة أشياء: مُلْكٌ لا عَزْلَ معه، وشبابٌ لا هَرَمَ بعده، وصِحّةٌ لا سَقَمَ معها، وعِزٌّ لا ذُلَّ معه، وراحةٌ لا شِدّةَ معها، ونعمةٌ لا مِحنة معها، وبقاءٌ لا فناءَ معه، وحياةٌ لا موت معها، ورضًا لا سخطَ معه، وأنسٌ لا وحشةَ معه.
وقيل
(5)
: شغلهم فِي الجنة بسبعة أنواع من الثواب لسبعة أعضاءَ، فأما ثواب الرِّجْلِ فقوله تعالى:{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}
(6)
، وثواب اليَدِ قوله تعالى:{يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ}
(7)
، وثواب الفَرْجِ قوله تعالى: {وَحُورٌ
(1)
رواه الطبرانِي في المعجم الصغير 1/ 91، وينظر: الكشف والبيان 8/ 131، مجمع الزوائد 10/ 417 كتاب أهل الجنة: باب ما جاء في النساء من أهل الجنة، الدر المنثور 1/ 41، 5/ 266.
(2)
يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي، أبو زكريا، واعظ زاهد من أهل الري، أقام ببلخ وقدم بغداد فاجتمع إليه الصوفية، توفِّيَ بنيسابور سنة (258 هـ). [تاريخ بغداد 14/ 208، الأعلام 8/ 172].
(3)
ينظر: الكشف والبيان 8/ 131، زاد المسير 6/ 293، عين المعانِي 110/ ب.
(4)
ينظر: الكشف والبيان 8/ 131.
(5)
ينظر: المصدر السابق 8/ 131 - 132، مجمع البيان 8/ 282.
(6)
الحجر 46.
(7)
الطور 23.
عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}
(1)
، وثواب البطن قوله تعالى:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
(2)
، وثواب اللسان قوله تعالى:{وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(3)
، وثواب الأُذُنِ قوله تعالى:{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا}
(4)
، وثواب العَيْنِ قوله تعالى:{وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
(5)
.
قوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ} يعني: في ظلال الجنة والشَّجَر، قرأه العامة بالألِف وكسر الظاء: جمعُ ظِلٍّ، وقرأ ابن مسعودٍ وعُبيد بن عميرٍ وحمزة والكسائي وخلَفٌ:"فِي ظُلَلٍ"
(6)
على جمع ظُلّةٍ {عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56)} على السُّرُرِ وعليها الحِجالُ، جمع حَجَلةٍ، وهي القُبّةُ على السرير، والأرائك: جمع أرِيكةٍ مثل سَفِينةٍ وسَفائِنَ، وقيل: الأرائِكُ: هي الفُرُشُ، والاتِّكاءُ: الاعتماد على المرافق.
{لَهُمْ فِيهَا} يعني: في الجنة {فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57)} يَتَمَنَّوْنَ ويَشْتَهُونَ، قال الزجّاج
(7)
: هو مأخوذٌ من الدعاء، المعنى: كُلُّ ما يَدْعُو به أهلُ الجنة يأتيهم.
(1)
الواقعة 22 - 23.
(2)
الطور 19، والمرسلات 43.
(3)
يونس 10.
(4)
الواقعة 25 - 26.
(5)
الزخرف 71.
(6)
وهي قراءة الأعمش والسُّلَمِيِّ وطلحة وابن وَثّابٍ، ينظر: السبعة ص 542، تفسير القرطبي 15/ 44، البحر المحيط 7/ 327، الإتحاف 2/ 403.
(7)
معانِي القرآن وإعرابه 4/ 292.