الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الملائكة عليهم السلام
مكية
وهي ثلاثة آلافٍ ومائةٌ وثلاثون حرفًا، وسبعمائةٍ وسبعٌ وتسعون كلمةً، وخمسٌ وأربعون آيةً.
باب ما جاء فِي فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ سورة الملائكة دَعَتْهُ يَوْمَ القيامةِ ثمانيةُ أبوابِ الجَنّةِ: أنِ ادْخُلْ مِنْ أيِّ الأبوابِ شِئْتَ"
(1)
.
ورُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ سورة الملائكة ألَحَّ كُلُّ مَلَكٍ في السماء بجزائه، وقالوا: اللهم صَدَقَ عَبْدُكَ، فارْضَ عنه، ولا يزالون حتى يناديهم الرب -تعالى وتبارك-: أنِّي قد فعلتُ"
(2)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} يقول: الشكر للَّهِ على نِعَمِهِ السَّوابِغِ على
(1)
ينظر: الكشف والبيان 8/ 97، الوسيط للواحدي 3/ 500، الكشاف 3/ 313، مَجمع البيان 8/ 230.
(2)
لَمْ أعثر له على تخريج.
جميع خلقه، والشكر مصدر الحمد، تقول: الحمدُ للَّهِ شُكْرًا، وقوله:{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ؛ أي: خالِقُهما ومُبْدِؤُهُما على غير مثالٍ سَبَقَ، كقوله تعالى:{فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}
(1)
؛ أي: خَلَقَكُمْ وابْتَدَأكُمْ.
وفي محل "فاطِرِ" من الإعراب ثلاثة أوجه
(2)
: الخفض على النعت، والرفع على إضمار مبتدأٍ، والنصب على المدح، وكذلك قوله:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا}
(3)
يعني: إلى أنبيائه، {أُولِي أَجْنِحَةٍ}؛ أي: ذَوِي أجنحةٍ، جمع جناحٍ، {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} قال الضحّاك: جبريل له جناحان، وميكائيل له ثلاثة أجنحةٍ، وإسرافيل له أربعة أجنحةٍ، وهذا من المعدول الذي لا ينصرف للعدل والصفة، وقد ذكرتُ نظيرَها فِي سورة النساء
(4)
، وشرحتُهُ، فأغنى عن الإعادة هاهنا.
قوله: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} معناه: يزيد فِي أجنحة الملائكة ما يشاء، وهذا القول اختيار الزجّاج
(5)
والفراء
(6)
، وقيل: حُسْنُ الصوتِ
(7)
، وقيل: هو الخَطُّ الحَسَنُ، وقيل: هو الملاحة فِي العينين.
(1)
الإسراء 51.
(2)
هذا يَجُوزُ فِي غَيْرِ القرآن، وأما فِي القرآن فلا يجوز؛ لأنه لَمْ يُقْرأْ به.
(3)
ينظر في هذه الأوجه: معانِي القرآن وإعرابه 4/ 261، إعراب القرآن 3/ 359، وقد قرأ الحسن:"جاعِلُ"، بالرفعِ بغير تنوين "المَلائِكةِ" بالخفض، وقرأ عبد الوارث عن أبِي عمرو:"جاعِلُ" بالرفع بغيْرِ تنوين "المَلائِكةَ" بالنصب، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 124، المحتسب 2/ 198، البحر المحيط 7/ 284.
(4)
يعني قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} النساء الآية 3، وهي في القسم المفقود من هذا الكتاب.
(5)
ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 4/ 261.
(6)
ينظر: معانِي القرآن 3/ 366.
(7)
قاله الزهري وابن جريج، ينظر: تفسير ابن كثير 3/ 554، وهذا على القراءة الشاذة:"يَزِيدُ فِي الحَلْقِ" بالحاء المهملة، وهي قراءة ابن مسعود، ينظر: شواذ القراءة للكرماني ورقة 199.