الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معنى: فهو يكون، قال قتادة: ليس شيءٌ من كلام العرب أخفَّ ولا أهون من {كُنْ} ، فأمْرُ اللَّه كذلك.
فصْلٌ
عن عَلِيِّ بن أبِي طالب رضي الله عنه قال: حَدَّثَنِي حَبيبِي رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ويَدُهُ على كَتِفِي قال: "حَدَّثَنِي الصادقُ الناطقُ رسولُ ربِّ الَعالمينَ وأمينُهُ على وَحْيهِ جبريلُ عليه السلام ويَدُهُ على كتفي قال: سمعتُ إسرافيلَ عليه السلام يقولَ: سمعتُ القلَمَ يقول: سمعتُ اللَّوْحَ يقول: سمعتُ اللَّه تعالى من فوق العرش يقول للشيء: كُنْ، فلا تبلغ الكافُ النُّونَ، أو يكونَ الذي يكونُ"
(1)
.
وقيل
(2)
: إن الدنيا بما عليها حرفان من كتاب اللَّه تعالى، قال لها الجبّار: كُونِي فكانت، فذلك قوله تعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} .
قال بعض الحكماء في المعنى:
172 -
لا تَخْضَعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعِ
…
فإنّ ذَلِكَ نَقْصٌ مِنْكَ فِي الدِّينِ
واسْتَززِقِ اللَّهَ مِمّا فِي خَزائِنِهِ
…
فِإنِّما الرِّزْقُ بَيْنَ الكافِ والنُّونِ
(3)
(1)
هذا الحديث موضوع، ذكره الفَتَّنِيُّ في تذكرة الموضوعات ص 13، وينظر: كشف الخفاء 1/ 445، 2/ 69.
(2)
ينظر الكشف والبيان 10/ 6.
(3)
البيتان من البسيط لعَلِيِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ونُسِبا لِمَحْمُودٍ الوَرّاقِ، ولأبِي محمد التيمي، ولعبد اللَّه بن المبارك.
التخريج: ديوان الإمام عَلِيٍّ ص 191، ملحق ديوان محمود الوراق ص 165، ملحق ديوان عبد اللَّه بن المبارك ص 95، الأغانِي 18/ 124، روضة العقلاء ص 132، أدب الدنيا والدين ص 390، تاريخ دمشق 38/ 368، الجمان فِي تشبيهات القرآن ص 140.
قوله عز وجل: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)} المَلكوت: المُلْكُ، والواو والتاء زائدتان كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبةِ
(1)
، قال قتادة
(2)
: ملكوت كل شيءٍ: مفاتيح كل شيءٍ. فهو مَلِكُ كُلِّ شيءٍ، والقادر على كل شيءٍ، وهو فِي كلام العرب بمعنى مُلْكٍ، وقوله:{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ؛ أي: تُردُّون إلى اللَّه بعد الموت، وتصيرون يوم القيامة إلى الموقف العظيم، وباللَّه التوفيق.
* * *
(1)
قال الزجاج: "والملكوت بمَنْزِلةِ المُلْكِ، إلا أن الملكوت أبلغ فِي اللغة من المُلْكِ؛ لأن الواو والتاء تُزادانِ للمبالغَة، ومثل الملكوت: الرَّغَبُوتُ والرَّهَبُوتُ، ووزنه من الفعل فَعَلُوتٌ"، معانِي القرآن وإعرابه 2/ 265، وينظر: المسائل الشيرازيات ص 199، الفريد للمنتجب الهمداني 4/ 121.
(2)
ينظر قوله في إعراب القرآن للنحاس 3/ 408، القرطبي 15/ 60.