المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصْلٌ عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٢

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة العنكبوت

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرُّوم

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصلُّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة لقمان

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فْصَلَ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورةُ السجدة

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحزاب

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة سبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الملائكة عليهم السلام

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة يس

- ‌بابُ ما جاءَ فِيها مِنَ الفَضائِلِ فِي قِراءَتِها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ في معنى الآية

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الصافات

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة ص

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌قَصَصٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الزمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة المؤمن

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ فِي بعض صفات العَرْش وحمَلَته ومن حوله على الاختصار

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة السجدة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ فِي معنى قوله تعالى: {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة {حم * عسق}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الزخرف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌ ‌فصْلٌ عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله

‌فصْلٌ

عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام، وله ستمائة جناحٍ، فصَعِقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

، وكذلك قال ابن عبّاسٍ رضي الله عنه:"رأى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج جبريلَ عليه السلام، وله ستمائة جناحٍ"

(2)

.

ورُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع نفرًا من أصحابه تفكروا فِي العرش، فقال:"لا تتفكَّروا في هذا، ولكنْ خَلْقٌ من خَلْقِ اللَّهِ تعالى، قد شَقَّ رأسُهُ السماءَ السابعةَ، ورِجْلاهُ فِي الأرض السابعة، له ثمانية أجنحةٍ، جناحان مُتَسَرْبِلٌ بهما، وجناحان مُرْتَدٍ بهما، وجناحان فِي المشرق، وجناحان فِي المغرب، ناحية العرش على كاهله، يَنْزِلُ الوحيُ على وجهه"، قيل: هو إسرافيل عليه السلام.

ورَوَى ثورٌ

(3)

عن بعض أهل العلم أنه قال: بلغنا أن في السماء مَلَكًا قد عَظَّمَهُ اللَّهُ وشَرَّفَهُ، له ثلاثمائة وستون عينًا من نورٍ، بعضها مثل الشمس، وبعضها مثل القمر، وبعضها مثل كوكب الصبح، يُسَبِّحُ اللَّهَ ويُقَدِّسُهُ منذ خلقه اللَّه تعالى، فكل تسبيحةٍ تخرج مِنْ فِيهِ يخلق اللَّه تعالى منها ملكًا يسبِّح اللَّه ويقدِّسه، وذلك قوله تعالى:{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} ، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} من الزيادة والنقصان {قَدِيرٌ (1)} .

(1)

رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 395، 398، 407، 412، 461، والبخاري في صحيحه 6/ 51 كتاب تفسير القرآن: سورة "والنجْمِ"، ورواه مسلم في صحيحه 1/ 109 كتاب الإيمان/ باب في معنى قول اللَّه تعالى:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13].

(2)

ينظر: الوسيط 3/ 500، مجمع البيان 8/ 231، الدر المنثور 5/ 94.

(3)

ثور بن يزيد الكَلاعِيُّ، أبو خالد الحمصي، محدث ثقة إلا أنه كان يرى القدر، فأخرجه أهل حمص، فانتقل للمدينة، وتوفِّيَ في بيت المقدس سنة (153 هـ). [سير أعلام النبلاء 6/ 344 - 345، الأعلام 2/ 102].

ص: 189

ورُوِيَ عن الهيثم القارئ قال

(1)

: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال:"أنت الهيثم الذي تُزَيِّنُ القرآنَ بصوتك؟ جزاك اللَّه خيرًا".

ورُوِيَ عن عاصم بن مهاجرٍ الكَلاعِيِّ

(2)

عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الخَطُّ الحَسَنُ يَزِيدُ الحَقَّ وَضَحًا"

(3)

.

ورُوِيَ عن قتادة فِي قول اللَّه تعالى: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} ، قال: هو الملاحة فِي العينين

(4)

، واللَّه أعلم.

قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ} يعني: من خيرٍ وعافيةٍ ونعمةٍ، {فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}؛ أي: لا يقدر على حبسها غيره، {وَمَا يُمْسِكْ} يعني: وما يحبس من الرزق {فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} يعني: فلا مُعْطِيَ له من بعد اللَّه {وَهُوَ الْعَزِيزُ} فِي مُلْكِهِ بالغلبة منه فِي الأشياء كلها على أمره {الْحَكِيمُ (2)} فِي مُلْكِهِ بالعدل منه على جميع خلْقِه، وقيل:{وَهُوَ الْعَزِيزُ} فيما أمسك {الْحَكِيمُ} فيما أرسل، ومحلُّ "ما" رفعٌ بالابتداء، وهو شرطٌ وجزاءٌ فِي الموضعين.

(1)

ينظر: الكشف والبيان 8/ 98، عين المعانِي ورقة 107/ ب، تفسير القرطبي 14/ 320، تفسير الثعالبي 4/ 382.

(2)

روى عنه أبو اليمان عن أبيه مرفوعًا: "الخط الحسن. . . إلخ"، قال الذهبي:"هذا خبر منكر"، وقال ابن قانع عن مهاجر:"لست أعرف له صحبة". ميزان الاعتدال 2/ 358، وينظر: لسان الميزان 3/ 221.

(3)

ينظر: الكشف والبيان 8/ 98، عين المعانِي ورقة 107/ ب، تفسير القرطبي 14/ 320، وقال الذهبي:"هذا خَبَرٌ منكر". ميزان الاعتدال 2/ 358، وينظر أيضًا: لسان الميزان 3/ 221، الجامع الصغير 1/ 636، كنز العمال 10/ 244.

(4)

ينظر: الكامل في الضعفاء 3/ 47، الكشف والبيان 8/ 98، الوسيط 3/ 500، تفسير القرطبي 14/ 320، ميزان الاعتدال 1/ 663، الدر المنثور 5/ 244.

ص: 190

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} يعني أهل مكة {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} ، ثم أخبر بالنعمة فقال:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ} الآية، وهو استفهام توبيخٍ وتقريرٍ، أي: لا خالِقَ سِواهُ، قرأ شقيق بن سلمة

(1)

وأبو جعفرٍ والأعمش وحمزة والكسائي: "غَيْرِ"

(2)

بالخفض، وهو اختيار أبِي عُبيدٍ، وقرأ الباقون بالرفع، فمن رفع "غير" فعلى معنى: هل خالِقٌ غَيْرُ اللَّهِ؟ لأن {مِنْ} زيادةٌ مُؤَكِّدةٌ، وهو قول الزجّاج

(3)

، ومَنْ خفض "غير" جعله صفة "خالق" على اللفظ، وهذه الآية حُجّةٌ على القَدَرِيّةِ؛ لأنه نَفَى خالِقًا غَيْرَهُ وهم يثبتون معه خالِقِينَ

(4)

.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} في البعثِ أنه كائنٌ، والحساب والجزاءِ بالثواب والعقاب {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} فإنها فانيةٌ ومنقطعةٌ، {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)} يعني: الباطل وهو الشيطان، وكل من غُرَّ فهو غَرُورٌ.

قرأه العامة بفتح الغين، وقرأ أبو حيوة الشامي وأبو السَّمّالِ العَدَوِيُّ

(5)

(1)

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفِيُّ، ثقة كثير الحديث، أدرك النبيَّ ولَمْ يره، وروى عن عدد الصحابة، حفظ القرآن في شهرين، وعرضه على ابن مسعود، توفِّيَ سنة (82 هـ). [حلية الأولياء 4/ 101، غاية النهاية 1/ 328].

(2)

وبها قرأ أيضًا خلفٌ وابنُ محيصن وابنُ وثاب وزيدُ بنُ عَلِيٍّ، وقرأ الباقون بالرفع، ينظر: السبعة ص 534، إعراب القراءات السبع 2/ 224، البحر 7/ 286، الإتحاف 2/ 390، 391.

(3)

معانِي القرآن وإعرابه 4/ 262.

(4)

قاله الثعلبي في الكشف والبيان 8/ 98، وينظر: تفسير القرطبي 14/ 322.

(5)

قَعْنَبُ بن أبِي قَعْنَبٍ العدوي البصري، وقيل: اسمه معتب بن هلال، له اختيار في القراءة شاذ عن الجمهور، لا يُعْتَمَدُ على نقله، ولا يُوثَقُ به، توفي سنة (160 هـ) تقريبًا. [الوافي بالوفيات 24/ 263، غاية النهاية 2/ 27].

ص: 191

بضم الغين

(1)

، فمن فتح الغين جعله اسمًا للشيطان، ومن ضمها جعله جمع "غارٍّ"، كقولك: جالِسٌ وجُلُوسٌ

(2)

، وقيل

(3)

: هو جمع غَرٍّ، وغَرَّ [غُرُورًا، فهو]

(4)

مصدر كالدُّخُولِ.

قوله: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} نزلت فِي معاندي اليهود والنصارى، وقيل: فِي أبِي جهل بن هشامٍ، والعاص بن وائلٍ، وهو محذوف الجواب؛ أي: كمن هداه اللَّه، يعني: عمر بن الخطاب، ويدل على هذا المَحذوف قوله:{فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} ؛ أي: لا تندم يا محمَّدُ على كفار مكة إن لَمْ يؤمنوا، ومحل التاء من {حَسَرَاتٍ} نصبٌ على المفعول من أجله، وقيل: على المصدر

(5)

.

قرأ العامة: "تَذْهَبْ" بفتح التاء والهاء "نَفْسُكَ" بضم السين، وقرأ أبو جعفرٍ بضم التاء وكسر الهاء وفتح السين

(6)

.

(1)

وبها قرأ أيضًا أبو بكر بن عياش وسِماكِ بنِ حرب ومحمد بن السُّمَيْفَعِ، وينظر ما تقدم في الآية 33 من سورة لقمان ص 369 - 370، وينظر: تفسير القرطبي 14/ 323، البحر 7/ 287.

(2)

هذا قول الزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 4/ 263، إعراب القرآن 3/ 361، ومعانِي القرآن للنحاس 5/ 438، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن 2/ 215، عين المعانِي ورقة 107/ ب.

(3)

هذا القول حكاه النحاس عن أبي حاتم في إعراب القرآن 3/ 361، وهو قولٌ آخَرُ للزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 4/ 263، معانِي القرآن للنحاس 5/ 438، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن 2/ 215.

(4)

زيادة يستقيم بها المعنى.

(5)

وهذا المصدر حال، ينظر في هذين الوجهين: إعراب القرآن للنحاس 3/ 363، التبيان للعكبري ص 1073، الدر المصون 5/ 460.

(6)

قرأ أبو جعفر وابن محيصن وشيبة، ونافعٌ في روايةٍ عنه، وعيسى بن عمر والشنبوذي =

ص: 192

والحسرة: شدة الحزن على ما فات من الأمر، ومعنى الآية: لا تَغْتَمَّ بكفرهم وهلاكهم إذْ لَمْ يؤمنوا، ولا تُهْلِكْ نَفْسَكَ عليهم حسراتٍ على تركهم الإسلامَ، نظيرها قوله تعالى:{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ}

(1)

؛ أي: قاتِلٌ نَفْسَكَ {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} عالِمٌ بصنعهم، فيجازيهم على ذلك.

قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ} قال الفراء

(2)

: معناه: من كان يريد عِلْمَ العِزّةِ لِمَنْ هِيَ؟ {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ} ؛ أي: فإنها للَّهِ {جَمِيعًا} وقال قتادة

(3)

: معناه: من كان يريد العزة فَلْيَتَعَزَّزْ بطاعة اللَّه، كما يقال: من أراد المال فالمال لفلانٍ؛ أي: فليطلبه من عنده، ويدل على صحة هذا التأويل ما رُوِيَ عن ثابتٍ

(4)

عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن ربَّكم يقول كل يومٍ: أنا العَزِيزُ، فَمَنْ أرادَ عِزَّ الدّارينِ فَلْيُطِعِ العَزِيزَ"

(5)

. ونصب {جَمِيعًا} على الحال.

= والأشهب العقيلي وأبو بكر وأبو حيوة وحميد والأعمش ويزيد بن القعقاع وقتادة: "فَلا تُذْهِبْ نَفْسَكَ"، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 124، تفسير القرطبي 14/ 325، البحر المحيط 7/ 288، النشر 2/ 351، الإتحاف 2/ 391، 392.

(1)

الشعراء 3.

(2)

معانِي القرآن 2/ 367.

(3)

ينظر قوله في جامع البيان 22/ 144، معانِي القرآن للنحاس 5/ 440، الوسيط للواحدي 3/ 502، زاد المسير 6/ 477.

(4)

هو ثابت بن أسلم، أبو محمد البَنانِيُّ القرشي البصري، تابعي صَحِبَ أنَسَ بن مالك أربعين سنة، وهو ثقة صالح مِنْ أعْبَدِ أهل البصرة، توفي سنة (123 هـ)، وقيل:(127 هـ). [حلية الأولياء 2/ 318، تهذيب الكمال 4/ 341].

(5)

هذا حديث موضوع، رواه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 119 - 120، وينظر: الوسيط 3/ 502، زاد المسير 6/ 477، عين المعانِي 107/ ب، تفسير القرطبي 14/ 329، تاريخ دمشق 12/ 7.

ص: 193

قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} يعني: الكلام الحسن، وهو قول العبد: لا إله إلا اللَّه، وكُلُّ ذِكْرٍ مَرْضِيٍّ للَّهِ تعالى، مثل: سبحان اللَّه، والحمد للَّهِ، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، ومعنى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ}؛ أي: إنه يعلم ذلك، كما يقال: ارتفع الأمر إلى القاضي وإلى السلطان أي: عَلِمَهُ، ويجوز أن يكون معنى {إِلَيْهِ}؛ أي: إلى سمائه، وهو المَحَلُّ الذي لا ينبغي لأحدٍ سواه فيه مُلْكٌ ولا حُكْمٌ، فجعل صعوده إلى السماء صعودًا إليه

(1)

، والكَلِمُ: جمع كلمة، وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَمي:"الْكَلامُ الطَّيِّبُ"

(2)

.

قوله: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} اختلف العلماء فِي حكم هذه الكناية ومعنى الآية، فقال أكثر المفسرين: الهاء فِي قوله: {يَرْفَعُهُ} راجعة إلى {الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ، يعني أن العمل الصالح يرفع الكلِمَ الطيِّبَ، ولا يُقْبَلُ القولُ إلا بالعمل الصالح، وهذا اختيار نحاة البصرة

(3)

.

فمن قال قولًا صالحًا، وعَمِلَ عَمَلًا غَيْرَ صالحٍ رَدَّ اللَّه عليه قولَهُ، ومن قال حَسَنًا وعَمِلَ صالحًا رَفَعَهُ، ودليل هذا القول قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يَقْبَلُ اللَّهُ قَوْلًا إلا بالعملِ، ولا يَقْبَلُ قَوْلًا ولا عَمَلًا إلا بِنِيّةٍ"

(4)

، وجاء في الخبر:"طَلَبُ الجَنّةِ بِلا عَمَلٍ ذَنْبٌ مِنَ الذُّنُوبِ"

(5)

، وفي هذا المعنى يقول الشاعر:

(1)

ينظر فِي هذا: الوسيط 3/ 502، عين المعانِي 108/ أ، تفسير القرطبي 14/ 329.

(2)

هذه قراءة عَلِيٍّ وابن مسعود وزيد بن عليٍّ وإبراهيم النخعي أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 124، معانِي القرآن للفراء 2/ 367، تفسير القرطبي 14/ 330.

(3)

ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 4/ 265، معانِي القرآن للنحاس 5/ 440؛ 442، إعراب القرآن للنحاس 3/ 364.

(4)

رواه ابن حبان عن ابن مسعود في كتاب المجروحين 1/ 150، وينظر: الكشف والبيان 8/ 101، عين المعانِي ورقة 108/ أ، تفسير القرطبي 14/ 330، ميزان الاعتدال 1/ 90.

(5)

ينظر: الكشف والبيان 8/ 101.

ص: 194

160 -

لا تَرْضَ مِنْ رَجُلٍ حَلاوةَ قَوْلهِ

حَتَّى يُصَدِّقَ ما يَقُولُ فَعالُ

فَإذا وَزَنْتَ مَقالَهُ بِفَعالِهِ

فَتَوازَنا فَجَمِيعُ ذاكَ جَمالُ

(1)

وقال ابن المقفع

(2)

: قَوْلٌ بلا عملٍ كثَرِيدٍ بلا دَسَمٍ، وسَحابٍ بلا مَطَرٍ، وقَوْسٍ بلا وَتَرٍ. وقد قيل:

161 -

لا يَكُونُ المَقالُ إلَّا بِفِعْلٍ

إنّما القَوْلُ زَيْنُهُ فِي الفَعالِ

كُلُّ قَوْلٍ يَكُونُ لا فِعْلَ فِيهِ

مِثْلُ ماءٍ يُصَبُّ فِي غِرْبالِ

(3)

وأنشد أبو القاسم الحَبِيبِيُّ

(4)

لنفسه:

162 -

لا يَتِمُّ المَقالُ إلَّا بِفِعْلٍ

كُلُّ قَوْلٍ بِلا فَعالٍ هَباءُ

إنّ قَوْلًا بِلا فَعالٍ جَمِيلٍ

وَنِكاحًا بِلا وَليٍّ سَواءُ

(5)

(1)

البيتان من الكامل، لإسحاقَ الموصليِّ، وأنشد بعضُهم البيتَ الأول مع بيتين آخرين للخليفة العباسيِّ المأمونِ.

اللغة: الفَعالُ: اسم للفعل الحسن، والفَعالُ: فعل الواحد خاصة في الخير والشر.

التخريج: ديوان إسحاق الموصلي ص 172، نشوار المحاضرة 7/ 135، أدب الدنيا والدين ص 413، الكشف والبيان 8/ 101، تاريخ دمشق 8/ 162، عين المعانِي ورقة 108/ أ، تفسير القرطبي 14/ 329، حماسة الظرفاء 1/ 309.

(2)

ينظر قوله في الكشف والبيان 8/ 101، الكشاف 3/ 302، تفسير القرطبي 14/ 329.

(3)

البيتان من الخفيف، لَمْ أقف على قائلهما أو مناسبتهما.

التخريج: الكشف والبيان 8/ 101 - 102.

(4)

هو الحسن بن محمد بن حَبِيب الحَبيبِيُّ، أديب واعظ مفسر، وله شعر جيد فِي الوعظ، توفِّي سنة (406 هـ)، من كتبه: عقلاءَ المجانين، وصنف في القراءات والتفسير والأدب. [الوافي بالوفيات 12/ 239، بغية الوعاة 1/ 516، الأعلام 2/ 213].

(5)

البيتان من الخفيف.

التخريج: الكشف والبيان 8/ 102، تفسير القرطبي 14/ 329.

ص: 195

وقيل: هذه الكناية راجعةٌ إلى العمل، يعني أن الكلِم الطيِّب يرفع العمل، فلا يُرْفَعُ وَلا يُقْبَلُ عَمَلٌ إلا أن يكون صادرًا عن التوحيد، وعائدُ الذِّكْرِ يُرْفَعُ ويُنْصَبُ، وهذا التأويل اختيار نحاة الكوفة

(1)

، وقال آخرون

(2)

: الهاء كناية عن العمل، والرفع من صفة اللَّه تعالى أي: يرفعه اللَّه.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} ؛ أي: المُحتاجون إليه فِي رزقه ومغفرته، {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ} عن عبادتكم {الْحَمِيدُ (15)} عند خلقه بإحسانه إليهم، {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} شرطٌ وجزاءٌ، {وَيَأْتِ} {بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ}؛ أي: نَفْسٌ مُثْقَلةٌ بالذنوب والخطايا {إِلَى حِمْلِهَا} ؛ أي: إلى ما حَمَلَتْ من الخطايا والذنوب {لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} جزمٌ على جواب الشرط {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} ؛ أي: ولو كان الذي يدعوه ذا قرابةٍ ما حَمَلَ عنه شيئًا، قال ابن عبّاسٍ

(3)

: يقول الأب والأم: يا بُنَيَّ! احْمِلْ عَنِّي، فيقول: حَسْبِي ما عَلَيَّ.

وقال الفُضَيْلُ بن عِياضٍ

(4)

في قوله تعالى: {لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا

(1)

ينطر: معانِي القرآن للفراء 2/ 367، جامع البيان 22/ 144 - 145، الكشف والبيان 8/ 102.

(2)

هذا قول قتادة وابن الأنباري، وقد أجاز ابن الأنباري قولَ الفراء أيضًا، ينظر: إيضاح الوقف والابتداء ص 848، وينظر أيضًا: معانِي القرآن للنحاس 5/ 442، الكشف والبيان 8/ 102، زاد المسير 6/ 478.

(3)

ينظر قول ابن عباس في الوسيط 3/ 503.

(4)

الفُضَيْلُ بن عِياضِ بن مسعود، أبو علي التميمي اليربوعي، شيخ الحرم المكي، من أكابر العلماء الصالحين، محدث ثقة، أخذ عنه خلق كثير منهم الشافعي، ولد بسمرقند ونشأ بأبْيَوَرْدَ، ودخل الكوفة وهو كبير، وأصله منها، ثم سكن مكة، وتوفي بها سنة (187 هـ). [تهذيب الكمال 23/ 281؛ 300، الأعلام 5/ 153].

ص: 196

قُرْبَى}، قال: يعني الوالدة تَلْقَى وَلَدَها يوم القيامة، فتقول: يا بُنَيَّ! ألَمْ يكن بطني لك وِعاءً؟ ألَمْ يكن ثَدْيِي لك سِقاءً؟ فيقول: بلى يا أُمّاهُ، فتقول: يا بُنَيَّ! أثْقَلَتْنِي ذُنُوبِي؛ فاحمِلْ عنِّي ذنبًا واحدًا، فيقول: يا أُمّاهُ إلَيْكِ عَنِّي؛ فَإنِّي عَنْكِ اليومَ مشغولٌ

(1)

.

قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19)} يعني العالم والجاهل، والمؤمن والكافر، {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20)} يعني الكفر والإيمان {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21)} يعني الجنة والنار، والحَرُورُ: الرِّيحُ الحارّةُ بالليل، والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحارّةُ بالنهار مع الشمس

(2)

، {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ} يعني: المؤمنين والكافرين، {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ} يعني: يُسْمِعُ كَلامَهُ من يشاء من أوليائه الذين خلقهم لجنته، فيتعظون بذلك ويجيبون، {وَمَا أَنْتَ} يا محمَّدُ {بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)} يعني الكفار، شَبَّهَهُمْ بالموتى حين صَمُّوا فلا يجيبون.

وقرأ الأشهب العقيلي

(3)

: "بمُسْمِع مَنْ فِي الْقُبُورِ"

(4)

، بلا تنوين على الإضافة، فعلى هذه القراءة تكوَن {من} فِي موضع خفضٍ، وعلى قراءة العامة تكون {من} في موضع نصبٍ.

(1)

ينظر قول الفضيل في الكشف والبيان 8/ 104، وتفسير القرطبي 14/ 338.

(2)

وقيل: الحَرُورُ: يكون بالليل والنهار، ينظر: مجاز القرآن 2/ 154، معانِي القرآن وإعرابه 4/ 268، إعراب القرآن 3/ 369 - 370، تهذيب اللغة 3/ 428 - 429، 12/ 320.

(3)

وجاء اسمه في إعراب القراءات السبع 1/ 99: "الأشعث العقيلي"، ولم أقف له على ترجمة.

(4)

وهذه أيضًا قراءة عَلِيِّ بنِ أبِي طالب والحسنِ وعيسى بنِ عمر وعمرِو بنِ ميمونٍ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 124، تفسير القرطبي 14/ 340، البحر المحيط 7/ 295.

ص: 197

وقوله: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23)} ابتداءٌ وخبرٌ، يعني: ما أنت إلا رسولٌ تنذرهم النارَ وتُخَوِّفُهُمْ، وليس عليك غير ذلك، وهو قوله:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ} يعني: القرآن {بَشِيرًا} بالجنة {وَنَذِيرًا} بالنار، وهما منصوبان على الحال

(1)

{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ} ؛ أي: وما من أمة {إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)} يعني: سَلَفَ فيها نَبِيٌّ.

قوله: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} يا محمَّدُ، يعني أهل مكة، يُعَزِّي نَبيَّهُ صلى الله عليه وسلم، {فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)} المعنى واحدٌ، وإنما كرر ذلك لاختلاف اللفظينِ، {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ} {كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)} يعني: إنكاري عليهم بالعذاب والعقوبة، وهو اسمٌ بمعنى الإنكار.

قرأ وَرْشٌ: "نَكِيري" بياءٍ في الوصل فقط، وقرأ الباقون بغير ياءٍ في الحالينِ، نظيره قوله تعالى:{فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}

(2)

، وقد مضى ذكره في سورة سبأٍ

(3)

.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} بِيضٌ وحُمْرٌ وصُفْرٌ، مختلفٌ في طعمها ورائحتها، وإنما قال:{مُخْتَلِفًا} ؛ لأنه قُدِّمَ النَّعْتُ على الاسم؛ فلذلك نُصِبَ، وإذا تقدم نعت النكرة عليها نُصبَ على الحال، كقولك: هذا رَجلٌ مقبِلٌ، وهذا مُقْبِلًا رَجلٌ

(4)

.

(1)

وهي الحال اللازمة الذِّكْرِ.

(2)

سبأ 45.

(3)

ينظر 2/ 181.

(4)

ونظيره قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [الأنبياء: 3]، وينظر ما سبق في سورة الأنبياء 1/ 179.

ص: 198

وقيل

(1)

: {مُخْتَلِفًا} نعت لـ {ثَمَرَاتٍ} ، و {أَلْوَانُهَا} رفع فاعلٍ، وفعلها الاختلاف، فإن قيل: لو كان {مُخْتَلِفًا} نعتَ الثمرات لكان: مختلفة، قلنا: الاختلاف للألوان، ويجوز أن يكون نَعْتُ شيءٍ نعتًا لشيءٍ آخرَ

(2)

، كقولك: مَرَرْتُ بامرأة حَسَنٍ زوجُها، فالحَسَنُ الزَّوجُ، والهاء نعت المرأة.

قوله: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ} ؛ أي: ومما خلقنا من الجبال جُدَدٌ بيضٌ؛ أي: طُرُقٌ، واحدتها جُدّةٌ، مثل: غُدّةٍ وغُدَدٍ، ومُدّةٍ ومُدَدٍ، وأما جمع اَلجَدِيدِ فجُدُد بضم الدال، نحو: سَرِيرٍ وسُرُرٍ، قال الفراء

(3)

: والجُدَدُ: الطُّرُقُ تكون فِي الجبال كالعروق، بيضٌ وحُمْرٌ وسُودٌ، وقال المبرد

(4)

: هي طرائق وخطوط. وَنَحْوَ هَذا قالَ المُفَسِّرُونَ فِي تفسير الجدد.

وقوله: {وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)} قال الفراء

(5)

: فيه تقديمٌ وتأخيرٌ، مَجازُهُ: وسُودٌ غَرابِيبُ؛ لأنه يُقالُ: أسْوَدُ غِرْبِيبٌ، وقَلَّما يُقالُ: غِرْبِيبٌ أسْوَدُ. وهي جمع غِرْبِيبٍ، وهو الشديد السواد، تشبيهًا بلون الغراب

(6)

. قال الشاعر يصف كرمًا:

163 -

وَمِنْ تَعاجِيبِ خَلْقِ اللَّهِ غاطِيةٌ

البَعْضُ مِنْها مُلاحِيٌّ وَغِرْبِيبُ

(7)

(1)

قاله الأخفش في معانِي القرآن ص 447، وينظر أيضًا: إعراب القرآن للنحاس 3/ 370.

(2)

يعني بذلك النعتَ السببِيَّ.

(3)

معانِي القرآن 2/ 369.

(4)

ينظر قول المبرد في الوسيط للواحدي 3/ 504.

(5)

هذا القول لَمْ أقف عليه في معانِي القرآن، وإنما حكاه عنه الواحدي في الوسيط 3/ 504، وينظر أيضًا: زاد المسير 6/ 485 - 486، مجمع البيان 8/ 242.

(6)

هذا كلام أبِي عبيدة، حكاه عنه النحاس في معانِي القرآن 5/ 453، ولَمْ أقف عليه في مجاز القرآن، وهو قول ابن قتيبة أيضًا، قاله في تفسير غريب القرآن ص 361.

(7)

البيت من البسيط لعبد اللَّه الغامدي، ويُرْويَ:"وَمِنْ أعاجِيبِ. . . يَخْرُجُ مِنْها"، ويُرْوَى:"يُعْصَرُ مِنْها مُلاحِيٌّ". =

ص: 199

قوله: {وَمِنَ النَّاسِ} ؛ أي: وخَلَقَ من الناس {وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ} ما هو {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} حُمْرٌ وصُفْرٌ وبِيضٌ وسُودٌ، وإنما قال:{أَلْوَانُهُ} ، ولَمْ يقل: ألوانها؛ لأن الكناية مردودة إلى "ما" في الإضمار، مَجازُهُ: ومن الناس والدواب والأنعام ما هو مختلف ألوانه

(1)

{كَذَلِكَ} وتَمَّ الكلامُ هاهنا؛ أي: ومن هذه الأشياء مختلفٌ ألوانُهُ كاختلاف الثمرات والجبال.

ثم ابتدأ فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} قال ابن عبّاسٍ

(2)

: يريد: إنما يخافني مِنْ خَلْقِي مَنْ عَلِمَ جَبَرُوتِي وعِزَّتِي وسُلْطانِي، فمَنْ خَشِيَ اللَّهَ فهو عالِمٌ، وهذه قراءة العامة، ورُوِيَ عن عمر بن عبد العزيز أنه قرأ:"إنّما يَخْشَى اللَّهُ" رفعًا "العُلَماءَ" نصبًا، وهو اختيار أبِي حنيفة، على معنى: يُعَظِّمُ

(3)

، وقيل: يختار. قيل: نزلت هذه الآية في أبي بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه،

= اللغة: التَّعاجِيبُ: العجائب، لا واحد لها من لفظها، الغاطِيةُ: الكَرْمُ، يقال: غَطَتِ الشجرةُ: إذا طالت أغصانها، المُلاحِيُّ: نوع من العنب حَبُّهُ أبيض طويل، الغِرْبِيبُ: عنب بالطائف شديد السواد، وهو أجود العنب.

التخريج: أدب الكاتب ص 292، جمهرة اللغة ص 569، 919، 1079، 1263، المخصص 2/ 106، 11/ 70، الكشف والبيان 8/ 105، تصحيح الفصيح ص 392، الاقتضاب 2/ 36، 3/ 232، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص 207، أساس البلاغة: صلب، عين المعانِي 108/ ب، تفسير القرطبي 14/ 343، اللسان: عجب، غطي، ملح، البحر المحيط 7/ 297، التاج: عجب، غطي.

(1)

يعني أنه على تقدير حذف "ما" الموصولة، ينظر: إعراب القرآن 3/ 371، مشكل إعراب القرآن 2/ 216.

(2)

ينظر قول ابن عباس في الوسيط للواحدي 3/ 504، زاد المسير 6/ 486.

(3)

وهي أيضًا قراءة أبي حيوة، ينظر: شواذ القراءة للكرمانِيِّ ورقة 250، الكامل في القراءات ورقة 458، إعراب القراءات الشواذ 2/ 349، تفسير القرطبي 14/ 344، مفاتيح الغيب 26/ 21، البحر المحيط 7/ 298.

ص: 200