المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وتَمَّ الكلامُ عند قوله: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}، ثم ابتدأ فقال: - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٢

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة العنكبوت

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الرُّوم

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصلُّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة لقمان

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فْصَلَ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورةُ السجدة

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأحزاب

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة سبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الملائكة عليهم السلام

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة يس

- ‌بابُ ما جاءَ فِيها مِنَ الفَضائِلِ فِي قِراءَتِها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ في معنى الآية

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الصافات

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة ص

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌قَصَصٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة الزمر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة المؤمن

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ فِي بعض صفات العَرْش وحمَلَته ومن حوله على الاختصار

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة السجدة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصْلٌ

- ‌فصْلٌ فِي معنى قوله تعالى: {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}

- ‌فصْلٌ

- ‌سورة {حم * عسق}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الزخرف

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: وتَمَّ الكلامُ عند قوله: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}، ثم ابتدأ فقال:

وتَمَّ الكلامُ عند قوله: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} ، ثم ابتدأ فقال:{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)} وهذا ابتداءُ إخبارٍ من اللَّه، وليس بمتصلٍ بما قبله من الكلام الذي نُودِيَ به إبراهيمُ عليه السلام، والمعنى: إنّا كما ذكرنا من العفو عن ذبح ولده نجزي من أحسن في طاعتنا، قال مقاتلٌ: جزاه اللَّه بإحسانه في طاعته العفوَ عن ذبح ابنه، {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)} الاختبار الظاهر فيما يُوجِبُ النعمةَ والنقمةَ؛ ولذلك قيل للنقمة: بلاءٌ، وللمحنة: بلاءٌ، لأنها سُمِّيَتْ باسم سببها المُؤَدِّي إليها كما قيل لأسباب الموت: هذا الموت بعينه.

‌فصْلٌ

قال مجاهد: لَمّا أمَرَ اللَّهُ عز وجل إبراهيمَ صلى الله عليه وسلم بذبح ابنه إسحاق عليه السلام قال: يا أبت: خُذْ بناصيتِي، واجلس بين كتفي فلا أُوذِيكَ إذا وجدتُ حَرَّ السكين، فلما أمَرَّ وَضَحَ السكينِ على حَلْقِهِ انقلبت، قال له: مالَكَ يا أبَتِ؟ قال: انقلبتْ، قال فاطْعَنْ بها طَعْنًا، قال: فَفَعَلَ فانْثَنَتْ، فَعَلِمَ اللَّهُ عز وجل منه الصِّدْقَ، ففداه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، فذلك قوله تعالى:{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}

(1)

.

(1)

اختلف العلماء في الذبيح، فقيل: إسحاق، وعليه الأكثرون، وقيل: إسماعيل، وهو الأصح وعليه المحققون، بدليل ما رواه الحاكم من أن ابن عباس قال: إن الذبيح إسماعيل [المستدرك 2/ 430]، وما رواه الحاكم عن ابن عمر قال:"وَفَدَيْناهُ بذِبْحٍ عَظِيمٍ" قال: "إسماعيل عند ذَبْحِ إبراهيم الكبشَ"[المستدرك 2/ 554؛ 559]، والدلَيل على ذلك أيضًا: أن اللَّه، تعالى، قال بعد هذه القصة:"وَبَشرْناهُ بإسْحاقَ نَبيًّا مِنَ الصّالِحِينَ"، وقد صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أنا ابنُ الذبيحين"، وقال الأَصمعي: سَألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح: إسحاقُ أم إسماعيلُ؟ فقال: يا أصْمَعِيُّ: أين ذهب عنك عَقْلُكَ؟ ومتى كان إسحاق بمكة؟ وإنما كان بمكة إسماعيلُ، وهو بَنَى البَيْتَ مع أبيه، والمَنْحَرُ بمكة لا شك فيه". اهـ بتصرف من الكشف والبيان 8/ 153، وينظر: مجمع البيان 8/ 322، 323، عين المعانِي 112/ أ، تفسير القرطبي 15/ 99، تفسير ابن كثير 4/ 16، البداية والنهاية 1/ 181؛ 185.

ص: 274

الذِّبْحُ بالكسر: المُهَيَّأُ للذَّبْحِ، وبالفتح: المصدر، وأصله الشَّقُّ، قال الشاعر:

177 -

كَأنّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ

فَأْرةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ

(1)

أي: فُتِقَتْ بها، وإنما سُمِّيَ الكَبْشُ عظيمًا لأنه رَعَى فِي الجنة أربعين خريفًا، وقيل: لأنه مُتَقَبَّلٌ، وكان كَبْشًا من الغنم أعْيَنَ أمْلَحَ أقْرَنَ، قاله أكثر المفسرين، وقيل: سمِّي عظيمًا لأنه فداءُ عَبْدٍ عَظِيمٍ.

قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112)} يعني: وبَشَّرْنا إبراهيمَ بِنُبُوّةِ إسحاق بعد العفو عنه من الذبح، وهذا التأويل يؤيد قول من قال: إن الذبيح إسحاق، ونصب {نَبِيًّا} على الحال.

قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)} إلْياسُ: نَبِيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مع قومه مشهورةٌ فِي كتب التفسير.

(1)

البيتان من الرجز المشطور، لمنظور بن مَرْثَدٍ الأسديِّ.

اللغة: فأرة المسك: نافِجَتُهُ أي: وِعاؤُهُ، السُّكُّ: ضربٌ من الطِّيبِ يُرَكَّبُ من مسكٍ ورامَكٍ، ذُبِحَتْ: فُتِقَتْ وشُقَّتْ.

التخريج: جمهرة اللغة ص 135، تهذيب اللغة 4/ 473، 9/ 459، إعراب القراءات السبع 2/ 482، المخصص 11/ 200، 13/ 39، شرح الجمل لطاهر بن أحمد 1/ 26، ثمار الصناعة ص 220، أساس البلاغة: ذبح، أمالي ابن الشجري 1/ 14، أسرار العربية ص 47، شرح المفصل 4/ 138، 8/ 91، شرح التسهيل لابن مالك 1/ 68، شرح الكافية للرضي 3/ 417، اللسان: ذبح، زكك، خزانة الأدب 7/ 462، 468، 469، التاج: ذبح، برك، دكك، زكك، سكك، فكك.

ص: 275

وقرأ ابن عامر: "وَإنّ الياسَ"

(1)

بغير همزٍ، جعل الهمزة التي تصحب اللام للتعريف كقوله:"والْيَسَعَ"

(2)

، والوجه قراءة العامة؛ لأن الهمزة ثابتة فِي هذا الاسم، وليست للتعريف، ويُقِّوي ذلك قولُهُ تعالى:{سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}

(3)

، فهذا يَدُلُّ على أن الهمزة ثابتة في إلْياسَ

(4)

، {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124)} ألا تخافون اللَّه فتعبدوه وتوحدوه

(5)

؟ {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} وهو اسْمُ صَنَمٍ لَهُمْ، كانوا يعبدونه من دون اللَّه، ولذلك سميت مدينتهم: بَعْلَبَكَّ

(6)

، وقيل

(7)

: البَعْلُ: الرَّبُّ بلغة أهل اليمن، قال ابن عبّاسٍ

(8)

: سمعتُ أعرابيًّا يقول لآخرَ: مَنْ بَعْلُ هَذِهِ النّاقةِ؟ يعني: مَنْ صاحِبُها؟ قال الفراء

(9)

: هي لغة هُذَيْلٍ.

(1)

قرأ ابنُ عامر فِي أحد وجهيه، وابنُ محيصن وابنُ ذكوان في روايةٍ عنه، وعكرمةُ والحسنُ بخلاف عنهما، وهشامٌ وأبو رجاء وابنُ محيصن والأعرجُ والمُطَّوِّعِي:"وَإنّ الْياسَ" بغير همز، ينظر: المحتسب 2/ 223، 224، البحر المحيط 7/ 358، النشر 2/ 359 - 360، الإتحاف 2/ 414 - 415.

(2)

الأنعام 86، وص 48.

(3)

الصافات 130.

(4)

قاله الفارسي فِي الحجة 3/ 319، وينظر: الوسيط للواحدي 3/ 531.

(5)

فِي الأصل: "فتعبدونه وتوحدونه"، والصواب ما أثبت.

(6)

قاله الضحاك والحسن وابن زيد، ينظر: جامع البيان 23/ 110 - 111، معانِي القرآن للنحاس 6/ 54، المحرر الوجيز 4/ 484، زاد المسير 7/ 80.

(7)

قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة، ينظر: جامع البيان 23/ 110، المحرر الوجيز 4/ 484، زاد المسير 7/ 80، عين المعانِي ورقة 112/ ب.

(8)

ينظر قوله في معانِي القرآن للفراء 2/ 392، 393، جامع البيان 23/ 110، إيضاح الوقف والابتداء ص 72، معانِي القرآن للنحاس 6/ 54 - 55، تهذيب اللغة 2/ 412 - 413، زاد المسير 7/ 80.

(9)

لَمْ أقف على هذا القول في معانِي القرآن، وإنما ذكره الثعلبي في الكشف والبيان 8/ 168.

ص: 276

قوله: {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)} يعني: عِبادةَ أحْسَنِ الخالقينَ، فلا تعبدونه؟ {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)} قرأ حمزة والكسائي وخلَفٌ ويعقوب والأعمش ويحيى بن وَثّابٍ والحسن والربيع بن خُثَيْمٍ

(1)

وابنُ أبِي إسحاق وأبو إسحاق بنصب الهاء والباءَيْنِ على البدل من "أحْسَنَ" أو على الصفة، وهو الاختيارُ، وروايةُ حفصٍ عن عاصمٍ، وقرأ الآخرون بالرفع

(2)

على الاستئناف، لتمام الكلام الأول، على معنى: هو اللَّهُ رَبُّكُمْ ورَبُّ آبائكم الأولين، والعرب تقول: ضربتُ زيدًا أخاك، وضربت زيدًا أخوك، فينصبون الأخ على الترجمة

(3)

عن زيدٍ، ويرفعونه بإضمار "هُوَ"، قال ابن الأنباري

(4)

: وهو من الوجهين جميعًا مُتَرْجِمٌ عن زيدٍ، وأنْشَدَ لِنُصَيْبٍ

(5)

:

178 -

إنّ الَّذِي كانَ يَرْجُو أنْ يَتِمَّ لَهُ

حُسْنُ الصَّنِيعةِ فِي الدُّنْيا وَيَحْتَسِبُ

عَبْدَ العَزِيزِ أبا الأضْيافِ فارَقَكُمْ

فَهَلْ إلَيْهِ لِباغِي حاجةٍ سَبَبُ

(6)

(1)

في الأصل: "خيثم"، وهو تصحيف، وهو الربيع بن خُثَيْمِ بنِ عائذ بن عبد اللَّه بن مَوْهَبةَ الثوريُّ، أبو يزيد الكوفيُّ، أحد الزُّهّاد الثمانية، تابعيٌّ رَوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ورَوَى عن بعض الصحابة، وأخذ القراءة عن ابن مسعود، توفي سنة (65 هـ)، وقيل غير ذلك. [تهذيب الكمال 9/ 70، 76، غاية النهاية 1/ 283].

(2)

قرأ بالرفع: أبو بكر عن عاصم، وابنُ كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابن عامر وشيبة وأبو جعفر، ينظر: السبعة ص 549، تفسير القرطبي 15/ 117، النشر 2/ 365، الإتحاف 2/ 415.

(3)

يعني على البدل، وهو من مصطلحات الكوفيين.

(4)

إيضاح الوقف والابتداء ص 132 - 133.

(5)

في الأصل: "وأنشد نصيب". وهو نُصَيْبُ بن رَباحٍ أبو مِحْجَنٍ مولى عبد العزيز بن مروان، شاعر فحل مقدم فِي النسيب والمدح، كان عبدا أسود فاشتراه عبد العزيز بن مروان وأعتقه، وتَنَسَّكَ في أواخر حياته، توفي سنة (108 هـ)، أو (111 هـ)، أو (113 هـ). [الشعر والشعراء ص 417، 419، الأعلام 8/ 31، 32].

(6)

البيتان من البسيط لنُصَيْبٍ يمدح عبد العزيز بن مروان، لم أقف عليهما في ديوانه المجموع، =

ص: 277

فنصب عبد العزيز على الترجمة عن "الذي"، ويجوز رفعه على معنى: هو عبد العزيز، والمعنى: أنه خالِقُكُمْ وخالِقُ مَنْ قَبْلَكُمْ ورازِقُكُمْ ورازِقُ مَنْ قَبْلَكُمْ، فهو الذي تَحِقُّ له العبادةُ.

قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)} يعني: أهل دينه ومَنْ كان على مذهبه، وقيل

(1)

: أراد آل محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهذه قراءة نافعٍ وشيبة والأعرج وابن عامرٍ

(2)

، أضافوا إلى آلٍ "ياسِينَ"، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي:"إلْياسِينَ"، وإلْياسُ يُسَمَّى إلْياسِينَ وياسِينَ، وهو اسمٌ أعجميٌّ مثل مِيكالَ ومِيكائِيلَ، ولذلك لَمْ ينصرف، وإلياسين لغة كإسرائين في إسرائيل

(3)

، والأشياء الأعجمية إذا وقعت إلى العرب غَيَّرَتْها بضروبٍ من التغيير، فيقولون: إبْرَهِيمُ

= ولكنني وجدت في ديوانه بيتين على الوزن نفسه والرُّوِيِّ نفسه في مدح عبد العزيز بن مروان أيضًا، ويمكن أن يكونا مع البيتين اللذين أنشدهما المؤلف من قصيدة واحدة، وهذان البيتان هما:

مَن ذا، اِبنَ لَيلى، جَزاكَ اللَّهُ مَغفِرةً

يُغْنِي مَكانَكَ أوْ يُعْطِي الَّذِي تَهَبُ

قَدْ كانَ عِنْدَ ابْنِ لَيْلَى غَيْرُ مُعْوِزر

لِلفَضْلِ وَصْلٌ وَلِلمُعتَرِّ مُرْتَغَبُ

التخريج: ديوانه ص 64، الأضداد للأنباري ص 68.

(1)

حكاه الفراء عن الكلبي في معانِي القرآن 2/ 392، وينظر: مجاز القرآن 2/ 174، الوسيط 3/ 532، تفسير القرطبي 15/ 119.

(2)

وبها قرأ أيضًا ابنُ مسعود ويعقوبُ ورُويْسٌ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ، ينظر: تفسير القرطبي 15/ 118، البحر المحيط 7/ 358، النشر 2/ 360، الإتحاف 2/ 415.

(3)

وأنشد الفراء شاهدًا على "إسْرائِينَ":

يَقُولُ أهْلُ السُّوقِ لَمّا جِينا

هَذا، وَرَبِّ البَيْتِ، إسْرائِينا

معانِي القرآن 2/ 391.

ص: 278

وَإبْراهَمُ وَإبْراهامُ، وكذا أيضًا سيْناءُ وسِينِينُ، وإلياس وإلياسين

(1)

.

فحُجّةُ مَنْ قَرَأ: "آلِ ياسِينَ" على الإضافة أنها في المصحف مفصولة من "ياسِينَ"، وذلك دليل على أنه "آل". وهذه القراءة بعيدة، قال الفراء وأبو عُبيدٍ

(2)

: الوجه قراءة العامة؛ لأنه لَمْ يُقَلْ فِي شيءٍ من السور: على آل فلانٍ وآل فلانٍ، إنما جاء بالاسم، كذلك "إلْياسِينَ" لأنه إنما هو بمعنى اليَأْسِ، أوْ بِمَعْنَى إلْياسَ وَأتْباعِهِ.

قال أبو عليٍّ الفارسي

(3)

: تقديره: إلْياسِيِّينَ، إلا أن الياء التي للنِّسْبةِ حُذِفَتْ كما حُذِفَتْ في الأشْعَرِينَ والأعْجَمِينَ، فيكون بِمَنْزِلَتِهِمْ بالتخفيف، هكذا ذكره الواحدي

(4)

، وفِي حرف عبد اللَّه:"وَإنّ إدْرِيِسَ لَمِنَ المُرْسلِينَ. سَلامٌ عَلَى إدْراسِينَ"

(5)

.

قوله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133)} أرسله اللَّه إلى سَدُومَ ودامُوراءَ وصامُوراءَ وعامُوراءَ، وهي أربع مدائن، في كل مدينةٍ مائة ألف مقاتلٍ، وقيل: أربعمائة ألف مقاتلٍ سِوَى الذَّرارِيِّ، أهلكهم اللَّهُ بالخَسْفِ والحَصْبِ.

(1)

من أول قوله: "والأشياء الأعجمية إذا وقعت" قاله النحاس بنصه في إعراب القرآن 3/ 438.

(2)

هذا معنى كلام الفراء في معانِي القرآن 2/ 391 - 392، وأما قول أبِي عبيد فقد ذكره الواحدي في الوسيط 3/ 532، وينظر: تفسير القرطبي 15/ 119.

(3)

الحجة للقراء السبعة 3/ 319 - 320 باختلاف في ألفاظه.

(4)

الوسيط في تفسير القرآن المجيد 3/ 532.

(5)

قرأ بذلك ابنُ مسعود وابنُ وَثّابٍ والأعمش والمِنْهالُ بن عمرو وقتادة والحكم بن عيينة، ينظر: مختصر ابن خالوبه ص 128، المحتسب 2/ 224 - 225، تفسير القرطبي 15/ 118، البحر المحيط 7/ 359.

ص: 279

قوله: {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134)} يعني لوطًا وابنتيه رثيا وزغرتا

(1)

، {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135)} يعني امرأة لوطٍ في الباقين في العذاب، تقول: غَبَرْتُ في العذاب: إذا بَقِيتَ فيه، ونصب {أَجْمَعِينَ} على الحال، و {عَجُوزًا} على الاستثناء.

قوله: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136)} يعني: أهلكناهم بالخَسْفِ والحَصْبِ، {وَإِنَّكُمْ} يا أهل مكة {لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137)}؛ أي: على آثارهم ومنازلهم بين مكة والشام، وهو نصبٌ على الحال أي: وقت الصباح {وَبِاللَّيْلِ} يعني: تَمُرُّونَ عليهم أيضًا إذا سافرتم ليلًا ونهارًا، غَدْوةً وعَشِيّةً، فعطف الظرف على الحال، وتقديره: مُصْبِحِينَ ومُلِيلِينَ

(2)

.

وتَمَّ الكلامُ عند قوله: {وَبِاللَّيْلِ} ، ثم قال:{أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)}

(3)

يريد: ما صُنِعَ بهم، فتعتبرون بهم.

(1)

هكذا ورد اسْمُهُما في جامع البيان للطبري 12/ 106 عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} . هود 77، وقال الأزهري:"زُغَرُ: اسمُ بنتِ لُوطٍ". التهذيب: زغر 8/ 48، وينظر: اللسان: زغر، وجاء اسمهما في القرطبي 9/ 76: زيتا وزعوراء، وفي قصمر الأنبياء لابن كثير 1/ 263 "ريثا وزغرتا"، وينظر: البداية والنهاية 1/ 207.

(2)

هذا قول طاهر بن أحمد في شرح جمل الزجاجي 1/ 74، وقوله: مُلِيلِينَ: اسم فاعل من ألْيَلَ أي: صار فِي الليل، وقال الفارسي:"فموضع قوله: "بِاللَّيْلِ" نصب على الحال، وفيه ضمير للمارِّينَ، كأنه قال: تمرون عليهم مصبحين ومظلمين، أي: داخلين فِي الظلام، كما أن المصبحين: الداخلون في الصباح". المسائل الشيرازيات ص 347، وينظر أيضًا: أمالِيُّ ابن الشجري 1/ 168.

(3)

قال ابن الأنباري: "وَإنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبحِينَ. وَبِاللَّيْلِ" وقف تام، "أفَلا تَعْقْلُونَ" أتَمُّ منه". إيضاح الوقف والابتداء ص 859، وينظرَ: المكتفَى فِي الوقف والابتدا ص 304.

ص: 280

قوله تعالى في قصة يونس بن مَتَّى عليه السلام: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)} ؛ أي: مذنب، قد أتَى بما يُلامُ عليه، قال أمية بن أبِي الصلت:

179 -

مِنَ الآفاتِ لَيْسَ لَها بِأهْلٍ

وَلَكِنَّ المُسِيءَ هُوَ المُلِيمُ

(1)

وقوله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)} يعني: المصلين، وكان عليه السلام قبل أن يَلْتَقِمَهُ الحُوتُ كَثِيرَ الصَّلاةِ والذِّكْرِ، {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}؛ أي: لَصارَ له بَطْنُ الحوت قَبْرًا إلى يوم القيامة، {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)}؛ أي: عَلِيلٌ كالفرخ المَمْعُوطِ

(2)

؛ أي: طرحناه على وجه الأرض، وأصل العَراءِ الأرْضُ الخالية عن الشجر والنبات، ومنه قيل للرجل المتجرد عن الثياب: عريان، قال الشاعر:

180 -

تَرَكَ الْهامُ بَيْضَها بِالعَراءِ

صارَ لِلْحِينِ حاضَنَ العَنْقاءِ

(3)

(1)

البيت من الوافر لأمية بن أبِي الصلت، ورواية ديوانه:"لَسْتَ لَها بِأهْل. . . . . هُوَ المَلُومُ".

التخريج: ديوانه ص 124، جمهرة أشعار العرب ص 25، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص 227، المقاصد النحوية 2/ 347،

(2)

في الأصل: "المُمْعَطِ"، والصواب "المَمْعُوط" كما أثْبَتُّ؛ لأنه ليس هناك "أمْعَطَ"، ليكون اسم المفعول منه مُمْعَطا، وإنما فعله: مَعَطَ الطائِرَ يَمْعَطُهُ مَعْطًا، فهو مَمْعُوطٌ: إذا نتَفَ رِيشَهُ أو شَعْرَهُ، ورَجُلٌ أمْعَطُ: لا شعر على جسده، والفرخ الممعوط: الذي لا شَعَرَ عليه. تهذيب اللغة 2/ 193، اللسان: معط.

(3)

البيت من الخفيف، لَمْ أقف على قائله أو مناسبته، وقد ورد في عين المعانِي برواية:

تَرَكَ الْهُمامُ بيضها بعَرّاءِ

اللغة: الهامُ: جمع هامة، وهي طائر صغير من طَيرِ اللَّيْلِ يَأْلَفُ المقابرَ، وقيل: هي البُومةُ، العَنْقاء: طائر ضخم معروف الاسم مجهول الجسم، يُضْرَبُ به المثل في الشيء الذي يُسْمَعُ به ولا يُرَى.

التخريج: عين المعاني ورقة 112/ ب.

ص: 281

وقيل

(1)

: العَراء: الصحراء والساحل، أو هي بلدة فِي اليمن لا شجر فيها

(2)

، قال الشاعر:

181 -

فنبذْتُ بِالْبَلَدِ العَراءِ ثِيابِي

(3)

والعراء: التي لا يُوارِيكَ فيها شَيْءٌ، والعَراءُ على وجهين: مقصورٍ وممدودٍ، فالمقصور: الناحية، والممدود: المكان الخالي، سُمِّيَ العَراءَ لأنه لا شَجَرَ فيه، ولا شَيْءَ يُغَطِّيهِ

(4)

.

قوله: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)} يعني القَرْعَ، وقوله:{عَلَيْهِ} أي: له، وقيل: عنده، كقوله تعالى:{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ}

(5)

؛ أي: عندي.

(1)

قاله السدي وابن الأعرابِي، ينظر: الكشف والبيان 8/ 170، تفسير القرطبي 15/ 129.

(2)

قاله قتادة، ينظر: عين المعانِي ورقة 112/ ب.

(3)

هذا عجز بيت من الكامل، وصدره:

وَرَفَعْتُ رَجُلًا لا أخافُ عِثارَها

وهو لقيس بن جَعْدةَ الخُزاعِيِّ، وهو يُشْبِهُ بيتًا لأبِي خِراشٍ الهُذَلِيِّ يقول فيه:

وَرَفَعْتُ ساقًا لا يُخافُ عِثارُها

وَطَرَحْتُ عَنِّي بِالعَراءِ ثِيابِي

ونُسِب لِتَأبَّطَ شَرًّا، وليس في ديوانه، ونُسِبَ لتميم بن أسد الخزاعي.

التخريج: شرح أشعار الهذليين ص 1240، مجاز القرآن 2/ 175، 266، جامع البيان 23/ 121، معانِي القرآن وإعرابه 4/ 313، 5/ 211، معانِي القرآن للنحاس 6/ 59، تهذيب اللغة 3/ 158، محاضرات الأدباء 2/ 187، المحرر الوجيز 5/ 354، مجمع البيان 8/ 331، 10/ 99، عين المعانِي / 112 ب، تفسير القرطبي 15/ 129، اللسان: عرا، البحر المحيط 7/ 354.

(4)

من أول قوله: "والعراء على وجهين" قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه 4/ 313، وينظر أيضًا: المقصور والممدود للفراء ص 39، المقصور والممدود لابن ولاد ص 71، 72، المقصور والممدود لأبِي علي القالِي ص 323 - 324، تهذيب اللغة 3/ 158.

(5)

الشعراء 14.

ص: 282