الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ
(1)
قال الله عز وجل: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: 18] أي: دَنَتْ، فأولها خروج النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه نَبِيُّ آخِرِ الزمان، وقد بُعِث وليس بَيْنه (2) وبين القيامة نَبِيٌّ، ثم بَيَّن النَّبيُّ عليه السلام ما يليه من الأشراط.
(37)
أخبرنا أبو عبد الله الحافِظُ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المُزَكِّي، حدثنا أحمد بن سَلَمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم (3)، حدثنا جَرِيرٌ، عن أبي حَيَّان، عن أبي زُرْعَةَ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَومًا بَارِزًا للناس، إذْ أتاه رجلٌ يمشي فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال:
«الإيمانُ أنْ تُؤمنَ باللهِ وملائِكَتِهِ ورُسُلِهِ ولِقَائِهِ، وتؤمنَ بالبَعثِ الآخِر، قال: يا رسولَ اللهِ، ما الإسلامُ؟ قال أن تعبدَ اللهَ، ولا تُشْركَ به شيئًا (4)، وتقيمَ الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاةَ المَفروضَة، وتَصومَ رمضان، قال: يا رسول الله، ما الإحسانُ؟ قال: الإحسانُ أن تعبدَ اللهَ كأنك تَراه، فإن لم تكن تَراه، فإنه يَراك، قال: يا رسول الله، متى السَّاعةُ؟ قال: ما المَسئولُ عنها بأعلمَ من السَّائل، ولكن سَأُحدِّثُك عن أشراطها: إذا ولَدَت الأَمَةُ رَبَّتها؛ فذلك من أشراطِها، وإذا كان الحُفاةُ العُراةُ رُعَاةُ الشَّاة (5) رؤوس الناس؛ فذلك من
(1) في «ب» (باب أشراط الساعة)، والمثبت من «ث» ، «ش» .
(2)
في «ث» ، كأنها (بعثه)، والمثبت من «ش» ، «ب» .
(3)
زاد في «ث» (أنا جرير بن إبراهيم) وهو خطأ واضح.
(4)
قوله: (أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا) في «ب» (أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)، وكتب الجملة الأولى في الحاشية وصحح عليها.
(5)
قوله: (رعاة الشاة) سقط من «ب» ، وأثبتناه من «ث» ، «ش» .
أشراطها، وخَمْسٌ لا يَعلَمُهُنَّ إلا الله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [لقمان: 34]. إلى آخر الآية، ثم انصرف الرجلُ فقال: رُدُّوا عَلَيَّ الرجلَ، فأخذوا لِيَرُدُّوه، فلم يَرَوا شيئًا، فقال: هذا جِبْريلُ جاءَ لِيُعَلِّمَ الناسَ دِينَهُم».
رواه البخاري في الصحيح (1)، عن إسحاقَ بن إبراهيم.
(38)
وأخبرنا أبو عَمْرو محمدُ بن عبد الله الأَدِيبُ، أخبرنا أبو بكر الإِسماعِيليُّ، حدثنا عِمران بن موسى، حدثنا عثمان -هو ابن أبي شَيبةَ-، حدثنا جرير، فذكره بإسناده نحوه، إلا أنه قال:
وزاد في الإيمان، وكِتَابِهِ (2).
(39)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أحمدُ بنُ جعفر القَطِيعِيُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبلٍ، حدثني أَبي (3)، حدثنا إسماعيلُ بن عُلَيَّةَ، حدثنا أبو حَيَّان، عَن أَبي زُرْعَةَ بن عمرو بن جَرير، عن أبي هريرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا بارِزًا للناس، فأتاه رجلٌ، فذكرَ الحديثَ بنحوه، وقال:
(1) صحيح البخاري (4777).
(2)
أخرجه المصنف في القضاء والقدر (187)، بنفس الإسناد، وقال:«رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، إلا أنه لم يحفظ إسحاق لفظ الإيمان بالقدر فيه، وحفظه عثمان ابن أبي شيبة وهو حجة. ورواه أيضا جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة. ومن ذلك الوجه حفظه إسحاق عنه» .
(3)
«مسند أحمد» (9501).
وذكر باقي الحديث بنحو حديث جَرير.
رواه البخاري في الصحيح (1)، عن مُسَدَّد، ورواه مسلم (2)، عن زُهير بن حَرب، وغيرِهِ، كُلهم عن ابن عُلَيَّة، وقد مضى في هذا رواية عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه.
وقوله: «سأحدثك عن أشراطها» ، يريد علاماتها، وكذلك قوله:«فقد جاء أشراطها» أي ما يتقدمها من العلامات الدَّالة على قُرْب حِينِهَا، وقوله:«إذا ولدت الأمة ربتها» معناه، اتِّسَاع الإسلام واسْتِيلاء أَهْلِهِ على بلاد الكفر، وسَبْيُ ذَرَارِيهم، فإذا مَلَك الرَّجُلُ منهم الجَارَيةَ فاسْتَوْلَدَها؛ كان الولدُ منها بمنزلة رَبِّها؛ لأنه ولَدُ سَيِّدِها، وكذلك المعنى فيما ذكر بعده اتساع دِينِ الإسلام وافتتاح البُلدان، حتى يَسكُنها الرِعَاءُ وأصحاب البَوادِي، فيتطاولون عند ذلك في البُنْيَان، وهذا التفسير من قول أبي سُلَيمان الخَطَّابِي (3).
(40)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو عبد الله إسحاقُ بنُ محمد بن يوسف السُّوسِي، وأبو بكر أحمدُ بنُ الحسن القاضي قالوا: أخبرنا أبو العباس محمدُ بن يعقوب، حدثنا محمدُ بنُ خَالِد بنِ خَلِيٍّ الحِمْصِي، حدثنا بِشْرُ بن شُعَيب بن أبي حَمزة، عن أبيه شُعَيب، عن أبي الزِّنَاد، عن الأَعْرَج أنه
(1) صحيح البخاري (50).
(2)
صحيح مسلم (9).
(3)
«أعلام الحديث» للخطابي (1/ 182).
سمعَ أبا هُرَيرة يُحَدِّث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا تقومُ الساعةُ حتى يَتطاول النَّاسُ في البنيان (1)» (2) قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعةُ حتى تَقْتَتِل فئتان عظيمتان (3) يكون بينهما مَقتلة عظيمة دعواهما واحدة» (4)، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعةُ حتى يُقبضَ العِلمُ وتَكثُرَ الزلازل، ويتقاربَ الزَّمانُ، وتظهرَ الفِتنُ، ويَكثُرَ الهَرْجُ، قالوا: الهَرْجُ أَيُّمَ هُو يا رسول الله؟ قال: القتل القتل» (5)، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يُبعثَ دجَّالون كَذَّابون قُرب من ثلاثين كُلهم يَزْعُم أنه رسول الله» (6)، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعةُ حتى يَمُرَّ الرجلُ بِقَبْرِ الرَّجلِ فيقول لَيتَنِي مَكَانك» (7)، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تَطْلُعَ الشَّمسُ من مغربها، فإذا طَلَعت ورآها النَّاسُ؛ آمنوا أجمعون، وذلك حِينَ لا يَنفَعُ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قَبلُ أو كَسَبت في إيمانِها خَيرًا» (8)، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقومُ السَّاعةُ حتى يَكثُرَ فيكم المالُ فيفيض حتى يُهِمَّ ربَّ المالِ مَن يَتَقَبَّلُ مِنه صَدَقَتَهُ، حتى يَعرِضَه، فيقول الذي يُعْرَض عليه: لا أَرَبَ لي فيه» (9).
(1) في «ث» ، و «ب» (يطاول الناس البنيان)، والمثبت من «ش» ، والمصادر.
(2)
صحيح البخاري (7121).
(3)
في «ث» (عظيمان).
(4)
صحيح البخاري (7121).
(5)
صحيح البخاري (1036).
(6)
صحيح البخاري (7121).
(7)
صحيح البخاري (7121).
(8)
صحيح البخاري (6506).
(9)
صحيح البخاري (1412).
روى البخاري هذه الأحاديث السبعة عن أبي اليَمَان، عن شُعَيب، وأخرجهن مسلم (1) من وجوه أُخَر عن أبي هريرة.
(41)
وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد ابن الأَعْرَابِي، حدثنا الحسنُ بن محمد الزَّعفرانيُّ، حدثنا سُفيانُ بن عُيَيْنة، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
رواه البخاري في الصحيح (2)، عن علي بن عبد الله، ورواه مسلم، عن أبي بكر ابن أبي شيبة (3) كلاهما عن سفيان، وأخرجه البخاري (4)، عن أبي اليَمَان، عن شُعَيب بن أبي حَمْزة، عن أبي الزِّناد بهذا الإسناد، وقال في الحديث:«حتى تُقاتلوا التُّرك صِغَار الأعين، حُمْر الوجوه» ، ثم ذكره.
(42)
وأخبرنا أبو عَلِي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بَكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو داود (5)، حدثنا قُتَيبةُ، حدثنا يَعقُوبُ الإسكندراني، عن سُهَيل بن أبي صالح، عن أَبِيه، عن أبي هُرَيْرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (6):
(1) صحيح مسلم (157).
(2)
صحيح البخاري (2929).
(3)
صحيح مسلم (2912).
(4)
صحيح البخاري (3587).
(5)
سنن أبي داود (4303).
(6)
كلمة (قال) سقطت من «ث» .
رواه مسلم في الصحيح (1)، عن قتيبة.
(43)
أخبرنا أبو سعيد ابنُ أبي عمرو، أخبرنا أبو عبد الله الصَّفَّار، حدثنا أحمد بن محمد البِرْتِيُّ، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا بَشِيرُ (2) بنُ مُهَاجِر الغَنَويُّ، حدثني عبد الله بن بُرَيْدَةَ، عن أبيه قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
قال: فكان بُرَيْدَةُ لا يُفَارِقُه بَعِيران، أو ثلاثة، ومَتَاعُ السَّفر، والأَسْقِيَة بعد ذلك؛ لِلهَرَب مِمَّا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمر التُّرك.
(44)
حدثنا أبو بكر محمد بن الحَسن بن فُورَك رحمه الله، أخبرنا عبد الله ابن جعفر، حدثنا يُونس بن حَبِيب، حدثنا أبو داود الطَّيالِسِيُّ (4)، حدثنا حَشْرَجُ بن نُبَاتَةَ، حدثنا سعيدُ بن جُمْهَان، عن عبد الرحمن بن أَبي بَكْرَةَ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) صحيح مسلم (2912).
(2)
بشير بالباء المفتوحة كما في «الإكمال» لا بن ماكولا (1/ 286)، وقد ضبطت في «ب» ، بالضم مُصغرًا.
(3)
أخرجه أحمد (22951)، عن أبي نعيم، به بنحوه.
(4)
«مسند الطيالسي» (911).
قَرَأتُ في كِتابِ أبي سُلَيمان الخَطَّابِي رحمه الله (4) في تفسير هذا الحديث: بنو قَنْطورَاء، هم التُّرك، فقال: إنَّ قنطوراء، اسمُ جَاريةٍ كانت لإبراهيم عليه السلام، ولَدَتْ أولادًا جَاء مِن نَسْلِهِم التُّركُ.
كذا وجَدتُّه، إبراهيم عليه السلام، وكذلك هو في المُبْتَدَأ.
(45)
أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بن أحمد بن عَبْدَان، أخبرنا أَحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا تَمْتَام، حدثنا منصور بن صُقَيْر المِصِّيصِي، حدثنا عُبَيد الله بن عمرو، عن زَيد بن أبي أُنَيْسَةَ، عن حَبِيبِ بن أَبي ثَابِت، حدثني عَامِرُ بنُ واثِلَةَ، سَمِعتُ حُذَيْفَةَ بْنَ أَسِيدٍ الغِفَارِيَّ يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«يُوشِكُ خَيْلُ التُّركِ تَجيءُ مُخَذَّمَة (5) الآذان أن تُرْبَطَ بَسَعْفِ النَّخْلِ» (6).
(1) في «ش» (خيلهم).
(2)
في «ث» (الباديات).
(3)
في «ش» ، و «ب» (شهداء)، والمثبت من «ث» ، ونسخة على «ب» ، والمصادر.
(4)
«من معالم السنن» للخطابي (4/ 346).
(5)
في «ب» (مخرمة) بالراء المهملة، والمثبت من «ث» ، «ش» ، قال الأزهري في تهذيب اللغة:«والْخُذُم: الآذانُ المقَطَّعة» .
(6)
أخرجه عبد الباقي بن قانع في «معجم الصحابة» (1/ 192)، عن محمد بن غالب تمتام، به.
(46)
أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بن محمد المُقرِئُ، أخبرنا الحَسَنُ بن محمد بنِ إِسحاقَ، حدثنا يُوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا عَمرو بنُ مَرزُوق، أخبرنا هَمَّام، عن قَتَادَةَ، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن سُليمان بن الرَّبيع العَدَويِّ قال: خَرَجتُ مِن البَصرةِ في رِجَالٍ نُسَّاكٍ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَلَقِينا عبدَ اللهِ بن عَمرو فقال: يُوشِك بَنو قَنْطُورَاء ابن كَرْكَر أن يَسوقُوا أهلَ خُرَاسَان، وأهلَ سِجِسْتَان سَوْقًا عنيفًا، ثم يَربِطُوا خُيولَهُم بِنَخل شَطِّ دِجْلَة، ثم قال: كم بُعدُ الأُبُلَّة من البَصْرَة؟ قلنا: أَربعُ فَراسِخ، قال: فَيجيئون فينزلون بها، ثم يَبعثُون إلى أهل البَصرة، إِمَّا أن تُخلُوا لنا أَرضَكُم، وإمَّا أنْ نَسيرَ إليكم، فيتفرقون على ثلاثِ فِرَق، فأما فِرقَةٌ فيلحقون بالبادية، وأما فرقة فيلحقون بالكُوفَة، وأما فرقة فيلحقون بهم، قال: ثم يَمكُثُونَ سَنة، فيبعثون إلى أهل الكوفة، إما أن تُخلوا لنا أرضكم، وإما أن نَسيرَ إليكم، قال: فيفترقون على ثَلاثِ فِرَق، فَتَلْحَقُ فِرْقَةٌ بالشَّام، وفِرقة تَلحق بالبادية، وفِرقَةٌ تَلحق بهم، قال: فَقَدِمنا على عُمَرَ فَحدَّثناهُ بِمَا سَمِعْنا من عبدِ الله بن عَمرو، فقال: عبدُ الله بنُ عَمرو أعلم بما يَقول، ثُم نُودِي في النَّاس إن الصَّلاةَ جَامِعَة، قال: فَخَطبَ عُمَرُ النَّاسَ، قال: فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
«لا تَزالُ طَائِفةٌ مِن أُمَّتِي عَلى الحَقِّ حتى يَأتي أَمْرُ اللهِ» (1).
قال: قُلنا هذا خِلافُ حديثِ عبد الله بن عمرو، قال: فَلَقِينَا عبدَ اللهِ
(1) أخرج هذا المرفوع فقط البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 12)، عن عمرو بن مرزوق، بإسناده.
ابن عَمرو فَحَدَّثناه بما قال عُمرُ، فقال: نَعَم، إذا جَاء أمرُ اللهِ، جاء ما حَدَّثتُكُم به. قال: فقلنا: ما نَراكَ إلا قَد صَدَقتَ (1).
(47)
أخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ، أخبرني أبو محمد بن زياد العَدْلُ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، حدثنا مُحمدُ بن بَشَّار، وأبو مُوسى قالا: حدثنا عبدُ الوَهَّاب، أخبرنا سَعِيدٌ - قال بُنْدَار (2): ابن إِيَاسٍ الجُرَيْرِيُّ- وقالا: عن أبي نَضْرَة، عن جَابِر بن عبد الله قال: «يُوشِكُ أهلُ العِراقِ لا يُجْبَى إِليهم دِرْهَمٌ ولا قَفِيزٌ، قيل مِمَّ ذاك يا أبا عبد الله؟ قال: من العَجم - وقال بُنْدَار: قال: مِنْ قِبَل العَجَم-، وقالا: يمنعون ذلك، ثم سكت هنيهة -وقال بندار: هنية- وقالا (3): ثم قال: ويُوشِكُ أَهلُ الشَّام أن لا يُجبى إليهم دِينارٌ ولا مُدْيٌ، قالوا: مم ذاك؟ قال: من قِبَل الرُّوم، يمنعون ذلك، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح عن أبي موسى (4).
(1) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (8618)، مطولا، دون ذكر عمر بن الخطاب.
(2)
بندار: هو لقب للإمام محمد بن بشار.
(3)
كلمة (قالا) سقطت من «ث» ، وأثبتناها من «ب» ، «ش» .
(4)
صحيح مسلم (2913)، عن أبي موسى محمد بن المثنى.
(48)
أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بنُ محمد المُقْرِئُ، أخبرنا الحَسَن بن مُحمد بن إِسحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بن يعقوبَ القَاضِي، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا يَحيى بن سَعِيد، عن شُعْبَة (1)، حدثني قَتَادةُ، عن أَنَسٍ قال: لأحُدِّثَنَّكُم حَديثًا سِمعتُه من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لا يُحَدِّثُكُم أَحَدٌ بَعدي، إِنِّي سَمِعتُه مِنهُ، سَمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
رواه البخاري في الصحيح (2) عن مُسَدد، وأخرجه مسلم (3) من وجه آخر عن شُعْبَة.
(49)
أخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ، أخبرنا أبو عبد الله محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا محمد بن نُعَيم، وحُسين بن مُحمد، وأحمدُ بنُ سَهل، وأحمدُ ابنُ سَلَمة قالوا: أخبرنا أبو سَعِيد الأَشَجُّ، حدثنا عُقْبَةُ بنُ خَالد، حدثنا عُبَيدُ الله، عن خُبَيْب بن عبد الرَّحمَن، عن جَدِّه حَفْصِ بنِ عَاصِمٍ، عن أَبي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يُوشِكُ الفُراتُ أَنْ يَحسِرَ عَن كَنْزٍ مِن ذَهَب، فَمَن حَضَرهُ فَلا يَأَخُذْ شَيْئًا» .
(1) قوله: (عن شعبة) سقطت من «ث» ، والمثبت من «ب» ، «ش» ، والمصادر.
(2)
صحيح البخاري (81).
(3)
صحيح مسلم (2671)، من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة.
(50)
قال عُقبةُ: وحدثنا عُبَيدُ الله، عن أَبي الزِّنَاد، عن الأَعْرَجِ، عن أَبِي هُرَيرةَ، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، مثله، إلا أنه قال:«يَحْسِرُ عَن جَبَلٍ مِن ذَهَب» (1).
رواه البخاري في الصحيح (2) عن أبي سعيد الأَشَج. ورواه مسلم، (3) عن سَهل بن عثمان، عن عقبة بن خالد.
(51)
أخبرنا أبو محمد عبدُ الله بنُ يَحيى بن عبد الجَبَّار السُّكَّرِيُّ -ببغداد- أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمد الصَّفَّار، حدثنا عَبَّاسُ بنُ عبد الله التَّرْقُفِي، حدثنا محمد بن يُوسفَ، عن سُفيانَ، عن سُهَيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخرجه مسلم (4) من وجه آخر عن سُهيل.
(52)
أخبرنا أبو عبدِ الله الحَافِظُ، وأبو بكر أحمدُ بنُ الحَسَن القَاضِي، وأبو سَعيد ابنُ أَبِي عَمرو قالوا: حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ الصَّغَانِي، حدثنا أبو اليَمَان، أخبرنا شُعَيبٌ، عن الزُّهري، أخبرني سَالِمٌ، أَنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1) أخرجه البخاري إثر حديث (7119).
(2)
صحيح البخاري (7119).
(3)
صحيح مسلم (2894).
(4)
صحيح مسلم (157)، من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل، به.
رواه البخاري في الصحيح (1)، عن أبي اليمان، وأخرجه مسلم (2) من حديث يونس عن الزهري، وأخرجاه من حديث نافع عن ابن عمر (3)، وأخرجاه أيضًا من حديث أبي هريرة (4).
(53)
أخبرنا أبو الحُسَين عَليُّ بنُ محمد بنِ عبد الله بنِ بِشْرَان -ببغداد- أخبرنا أبو جَعفر مُحمدُ بنُ عَمرو الرَّزَّاز، حدثنا إِسماعِيلُ بنُ إِسحاقَ، حدثنا إِسماعيلُ بنُ أَبي أُوَيْس، حدثني أَخِي، عن سُلَيمانَ، عن ثَوْر، عن أَبِي الغَيْث، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لا تَقومُ السَّاعَةُ حتى يَخرجَ رَجُلٌ مِن قَحْطَان، يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ» .
رواه البخاري في الصحيح (5)، عن عبد العزيز الأُوَيْسِي، عن سُليمان بن بِلال، وأخرجه مسلم (6) من وجه آخر، عن ثَور بن زَيْدٍ.
(54)
أخبرنا أحمدُ بنُ الحَسَن القَاضِي، أخبرنا حَاجِبُ بنُ أحمدَ، حدثنا عَبدُ الرَّحِيم بن مُنِيب، أخبرنا أبو بكر الحَنَفِي ح وأَخْبَرنا أبو عبد الله الحَافِظُ، أَخبرنا أبو الفَضْل بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سَلمة، حدثنا محمد ابن بَشَّار، ومحمد بن المُثَنَّى قالا: حدثنا أبو بَكر الحَنَفِي، حَدَّثَنا عبدُ الحَمِيد ابن جَعْفَر قال: سَمِعتُ عمرَ بنَ الحَكَم يقول: سَمعتُ أبَا هُرَيرة يقول: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(1) صحيح البخاري (3593).
(2)
صحيح مسلم (2921).
(3)
أخرجه البخاري (2925)، ومسلم (2921).
(4)
أخرجه البخاري (2926)، ومسلم (2922).
(5)
صحيح البخاري (3517)، (7117).
(6)
أخرجه مسلم (2910)، من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ثور، به.
«لا يَذهبُ الَّليلُ والنَّهارُ حَتَّى يَملِكَ رَجُلٌ مِنَ المَوالِي يُقالُ له جَهْجَاه» .
رواه مسلم في الصحيح (1) عن محمد بن بشار.
(55)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو محمد أَحمدُ بن عبد الله المُزَنِيُّ، حدثنا علي بن محمد بن عيسى، حدثنا أبو اليَمَان، أخبرني شُعَيبٌ، عن الزُّهْري، أخبرني سعيدُ بنُ المُسَيِّب أنَّ أبا هُرَيرة قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
«لا تَقُومُ السَّاعةُ حتى تَضْطربَ أَلَياتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلى ذي الخَلَصَة» .
وذُو الخَلَصَةِ، طَاغِيةُ دَوسٍ الذي كانوا يَعبدونَ في الجَاهِلِيَّةِ.
رواه البخاري في الصحيح (2)، عن أبي اليمان، وأخرجه مسلم (3) من حديث مَعْمَر عن الزهري.
(56)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمد بن سِنَان القَزَّاز، حدثنا عبد الله بنُ حُمْرَان، حدثنا عبدُ الحَمِيد بنُ جَعْفَر. قال: وأخبرني محمدُ بن أحمد بن سِنَان، حدثنا عِمْرَانُ ابنُ موسى، حدَّثنا أبو كَامِل الجَحْدَرِيُّ، حدثنا خالد بن الحَارِث، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العَلَاء، عن أبي سَلَمَةَ، عن عَائِشَةَ قالت: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
(1) صحيح مسلم (2911).
(2)
صحيح البخاري (7116).
(3)
صحيح مسلم (2906).
رواه مسلم في الصحيح (2)، عن أبي كامل الجحدري.
(57)
أخبرنا أبو الحُسَين عَلِيُّ ابنُ بِشْرَان -ببغداد-، أخبرنا أبو عَلي إسماعيلُ بنُ محمد بن إسماعيلَ الصَّفَّارُ، حدثنا عبدُ المُؤمِن بن محمد بن منصور، حدثنا مُعاذُ بن هِشَام، حدثنا أَبِي، عن قَتَادَة، عن أَبِي قِلَابَةَ، عن أَبِي أَسْمَاء، عن ثَوْبَان أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
«إِنَّ اللهَ عز وجل زَوَى لِي الأرضَ، حَتى رأيتُ مَشَارِقَهَا ومَغَارِبَها، وأعطَاني الكَنْزَين الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ، وإنَّ مُلكَ أُمَّتِي سَيَبلُغُ مَا زُوِيَ لي مِنها، وإني سَألتُ رَبِّي عز وجل ألا يُهلِكَهُم بِسَنَةٍ عَامَّة، وأن لا يُسَلِّطَ عَليهم عَدُوًّا مِن غَيرهِم فَيُهلِكَهُم، وأن لا يَلبِسَهُم شِيَعًا، ولا يُذِيقَ بَعضَهُم بَأْسَ بَعْضٍ. فَقَال: يا مُحمدُ، فَإنِّي إِذَا أَعْطَيتُ عَطَاءً؛ فَلا مَرَدَّ لَهُ، إِني أَعطَيتُكَ لأُمَّتك أَن لا يَهْلَكوا بِسَنَةٍ عَامَّة، وأن لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن غَيرهِم، فَيَستبِيحَهُم، ولو اجتمعَ عليهم مَنْ بَيْن أَقطَارِهَا حتى يكونَ بَعضُهُم يُهلِكُ بَعضًا، وبَعضُهُم يَسْبِي بَعضًا وبَعضُهُم يَفْتِنُ بَعضًا، وإنه سَتَرجِع قَبائِلُ مِن أُمَّتي إلى الشِّرك، وعبادة الأَوثَان
(1) في «ب» (فيتوفى) والمثبت من «ث» ، «ش» ، وصحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2907).
وإنَّ مِن أَخْوَف ما أَخَافُ: الأَئِمَّة المُضِلِّين، وإنه إذا وُضِعَ السَّيفُ فِيهِم لَم يُرفَع إلى يوم القيامة، وإِنه سَيخرجُ في أُمَّتِي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ، قَريبًا مِن ثَلاثِينَ، وإني خَاتَمُ الأنبياءِ، لا نَبِيَّ بَعْدِي، ولا تَزالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي عَلى الحَقِّ مَنصورَة حتَّى يَأتي أمرُ اللهِ (1)».
رواه مسلم في الصحيح (2) عن زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهما، عن معاذ بن هشام، وهذه الرِّوَايةُ أَتَم.
(58)
أخبرنا أبو الحُسَين ابن الفَضْل القَطَّانُ، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفر، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيان (3)، حدثنا سُلَيمانُ بن حَرْب، حدثنا محمدُ بنُ أَبي رَزِين، حدثَتْنِي أُمي قالت: كانت أُمُّ الحَرِير (4) إذا مَاتَ رَجُلٌ مِنَ العَربِ اشْتَدَّ عليها، فَقِيلَ لها: يا أُمَّ الحَرِير، إِنَّا نَراكِ إذا مات رجل من العرب اشتد عليك، فقالت: سَمِعتُ مَولاي يَقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ مِن اقْتِرَابِ السَّاعةِ، هَلاكُ العَرَبِ» (5).
قال مُحَمد: وكان مولاها، طَلحَةُ بنُ مَالِك.
(59)
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الله الحَافِظُ، أخبرني عَليُّ بن أحمدَ بن قُرْقُوب (6) التَّمَّار -بهَمَذَان-، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَين، حدثنا أبو اليَمَان،
(1) في ب (منصورين حتى يأتي أمر الله عز وجل، والمثبت من «ث» ، «ش» .
(2)
صحيح مسلم (2889).
(3)
«المعرفة والتاريخ» (1/ 276) ليعقوب بن سفيان.
(4)
كذا ضبطها الأمير ابن ماكولا في الإكمال (2/ 84)، بفتح الحاء المهملة، وضبطها الحافظ في التقريب بضم الحاء مصغرًا.
(5)
أخرجه الترمذي (3929)، من طريق سليمان بن حرب، به
(6)
كذا في «ث» (قرقوب) وهي كذلك في تاريخ دمشق (41/ 230)، وفي «ب» (قرقور)، بالراء بدل الباء، وهي كذلك في تاريخ الإسلام للذهبي (7/ 909)، =
أخبرني شُعَيب، عن الزُّهْرِي قال: قال سَعِيدُ بنُ المُسَيِّب: حدثنا أبو هُرَيرة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَقومُ السَّاعةُ حتى تَخرجَ نَارٌ مِن أَرضِ الحِجَازِ، تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى» .
رواه البخاري في الصحيح (1)، عن أبي اليَمَان، وأخرجه مسلم (2) من وجهين آخرين عن الزهري.
(60)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو الفَضل بن إبراهيم، حدثنا أحمدُ بنُ سَلمة، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيم، أخبرنا سُفيانُ، عن فُرَاتٍ القَزَّاز أنه سَمِعَ أبا الطُفَيْل يُحَدثُ، عن أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بن أَسِيد قال: أَشْرَفَ عَلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من عِليَةٍ ونحن نَتَذَاكَرُ فقال:
رواه مسلم في الصحيح (3)، عن إسحاق بن إبراهيم.
= وقد تكرر الاسم في الكتاب أربع مرات فأما نسختي «ث» ، و «م» فاتفقتا على (قرقوب)، وأما نسخة «ب» فجاء فيها قرقور، وقرقوب، وقرقر.
(1)
صحيح البخاري (7118).
(2)
أخرجه مسلم (2902)، من طريق يونس بن يزيد الأَيْلي، وعُقيل بن خالد كلاهما عن الزهري به.
(3)
صحيح مسلم (2901).
(61)
أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بنُ أحمدَ المُقرِئُ ابن الحَمَّامِي -ببغداد-، حدثنا أبُو بَكر أحمدُ بنُ سَلْمان، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بنُ إِسحاقَ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني حُمَيدٌ الطَّوِيلُ، عن أَنَسٍ قال: جَاء عبدُ الله بنُ سَلَام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمُهُ إِلى المَدِينَة فقال: إني سَائِلُكَ عن ثَلاثٍ لا يَعلَمُهُنَّ إلا نَبِيٌّ، ما أولُ أَشْراطِ السَّاعةِ؟ ومَا أَولُ طَعامٍ يَأكُلُه أهلُ الجَنة؟ والوَلدُ يَنزِعُ إِلى أُمِّهِ وإلى أَبِيهِ؟ قَال:
فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أَنَّك رسولُ اللهِ
…
وذكر الحديث.
أخرجه البخاري في الصحيح (1) من حديث حميد.
(62)
أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بن مُحمد المُقْرِئُ، أخبرنا الحَسَنُ بنُ محمد بن إسحاقَ، حدثنا يُوسفُ بن يَعقُوبَ، حدثنا أبو الرَّبِيع، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفَر، حدثنا العَلاءُ بنُ عبد الرحمن، عن أَبيِه، عن أبي هُرَيرة أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:
رواه مسلم في الصحيح (2)، عن يحيى بن أيوب، وغيره، عن إسماعيل بن جعفر.
(1) صحيح البخاري (3329)، (4480).
(2)
صحيح مسلم (2947).
(63)
حدثنا الأُستَاذُ أبو بَكر محمد بن الحَسن بن فُورَك، أخبرنا عبد الله بنُ جَعفَر، حدثنا يُونُسُ بنُ حَبِيبٍ، حدثنا أبو دَاودَ (1)، حدثنا سُلَيمان ابنُ المُغِيرَة، ومَهديُّ بنُ مَيْمُون، وابنُ فَضَالَة، كُلُّهُم: عن حُمَيد بنِ هِلَال ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفَقِيهُ -إِمْلَاءً- حدثنا عبدُ الله بن أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدثني أَبي، حدثنا إِسماعِيلُ -يعني ابن عُلَيَّة- حدثنا أَيوبُ، عن حُمَيد بن هِلَال، عن أبي قَتَادَة، عن أُسَيْر بنِ جَابِر قال: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالكُوفَة، فجاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَه هِجِّيرَى إِلَّا: يا عَبدَ اللهِ بنَ مَسعُود، جَاءَتْ السَّاعَةُ، قال: وكان مُتَّكِئًا فَجَلَس، فقال: «إنَّ السَّاعَةَ لا تَقومُ حَتى لَا يُقْسَمَ مِيراثٌ، ولا يُفْرحَ بِغَنِيمَةٍ، ثم قال: عَدُوٌّ يجمعُون لِأهلِ الإِسلامِ ويَجمعُ لَهُم أهلُ الإِسلام، ونَحَى بِيَدِهِ نَحوَ الشَّامِ، قُلتُ: الرَّومَ تَعنِي؟ قال: نعم. قال: ويكون عند ذَاكُم القِتَالِ، رِدَّةٌ شَدِيدَة، قال: فَيَشْتَرِطُ المُسلمونَ شُرطَةً للمَوت، لا تَرجِعُ إِلا غَالِبَة، فَيقْتَتِلُون حتى يَحجزَ بينهُم الليلُ، فَيَفِيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ كُلٌّ غَيرُ
غَالِبٍ، وتفنى الشُّرطةُ، ثم يَشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ، لا تَرجِعُ إلا غَالبة، فَيقتتلونَ حتى يحجزَ بينهُمُ الليلُ، فيفيء هؤلاءِ وهؤلاء كُلٌّ غَيرُ غَالب، وتَفنى الشُّرطة، ثم يَشترطُ المسلمون شُرطةً للموتِ، لا تَرجعُ إلا غَالِبة، فيقتتلون حتى يُمْسُوا، فيفيء هؤلاءِ وهؤلاءِ كلٌّ غيرُ غَالب، وتفنى الشُّرطةُ، فإذا كان اليومُ الرَّابِعُ؛ نَهَدَ إِليهم بَقِيَّةُ أهلِ الإِسلامِ، فَيَجعلُ اللهُ الدَّائِرةَ (2) عليهم، فيقتتلون مَقْتَلَةً-إما قال لا يُرَى مِثلُها، وإما قال: لَم يُر مِثلها- حتى أَنَّ الطَائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِم، فَما يُخَلِّفُهُم حتى يِخِرَّ مَيتًا، قال:
(1)«مسند الطيالسي» (392).
(2)
في «ب» و «صحيح مسلم» (الدبرة)، والمثبت من «ث» ، «ش» .
فَيَتَعادُّ بَنو الأَبِ كَانوا مِائَةً، فلا يَجِدونَ بَقِي مِنهُم إِلا الرجُلُ الواحِد، فَبِأَي غَنِيمَةٍ يُفرحُ، أو أي مِيراثٍ يُقسَمُ. قال: بَيْنَا هُم كذلك؛ إذْ سَمِعوا بِبَأسٍ هو أكبرُ مِن ذلك (1) قال: جَاءَهُم الصَّرِيخُ، إِنَّ الدَّجَّالَ قَد خَلَفَهُم في ذَرَارِيهِم، فَيرفُضُونَ ما في أَيديِهم، ويُقْبِلُون، فَيبعثُونَ عَشَرَةَ فَوارِسَ طَلِيعَة، قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وإِنِّي لأَعْلَمُ أسماءَهُم، وأسماءَ آَبَائِهِم، وألوانَ خُيُولِهِم، هُم خَيرُ فَوارِسَ عَلى ظَهرِ الأرضِ يَومَئِذٍ - أو قال: هُم مِن خَيرِ فَوارِسَ عَلى ظَهرِ الأرضِ يَومَئِذٍ-».
هذا لفظُ حديثِ إسماعيلَ ابنِ عُلَية، عن أيوب.
رواه مسلم في الصحيح (2)، عن أبي بكر ابن أبي شَيْبةَ، وعَلِي بنِ حُجْر، عن إِسمَاعيل، وعَن شَيبانَ بنِ فَرُّوخ، عن سُليمان بنِ المُغِيرَة.
(64)
أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، أخبرنا أبُو طَاهِر المُحَمَّدَابَاذِي، حدثنا أبو قِلَابَةَ (3)، حدثنا بِشْرُ بنُ عُمر، حدثنا سُليمانُ بن بِلال، عن ثَوْر بن زَيْد (4)، عن أَبي الغَيْث، عن أبي هُريرة قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(1) كلمة ذلك ليست في «ث» وأثبتناها من «ب» ، «ش» والمصادر.
(2)
صحيح مسلم (2899).
(3)
هو عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرَّقاشي البصري الضرير.
(4)
في «ث» (يزيد)، وهو خطأ، والمثبت من «ب» ، وهو ثور بن زيد الديلي.
رواه مُسلمٌ في الصحيح (1)، عن محمد بن مَرزُوق، عن بِشر بن عمر.
(65)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو بَكر بنُ إسحاقَ، أخبرنا الحُسَينُ (2) بنُ محمد بن زِيَاد، حدثنا إِسحاقُ بنُ إِبرَاهيم، أخبرنا جَريرٌ، عن عَبد المَلِك بنِ عُمَير، عن جَابِر بن سَمُرَة، عن نَافِع بنِ عُتْبَة قال: كُنَّا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزوَةٍ، فأتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَومٌ مِن قِبَل المَغْرِب عَلَيهم ثِيابُ الصُّوف، فَوافَقُوهُ عند أَكَمَةٍ، فَإنَّهُم لَقِيامٌ ورَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ، قال فَقُلتُ في نَفسِي ائْتِهِم فقُمْ (3) بينهم وبينه؛ لا يَغْتَالُونَهُ (4) قال: فَقُلتُ لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعهُم، قال: فَأتَيتُهم، فَقُمتُ بَينهُم وبَينَهُ، فَحَفِظْتُ منه أَربَعَ كَلمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ في يَدِي قال:
قال: فقال نَافِع: يا جَابِر، لا ترى الدَّجالَ يَخْرُجُ حتى تُفتَحَ الرُّوم.
رواه مسلم في الصحيح (5)، عن قُتَيْبةَ، عن جَرِير.
(66)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ، أخبرنا العباسُ بن الوليد، أخبرني أَبِي، حدثنا الأَوْزَاعِيُّ، حدثنا حَسَّانُ بنُ عَطِيَّة قال: مَالَ مَكحُولٌ، وابنُ أبي زَكَريَّا إلى خَالِد بن مَعْدَان، ومِلْتُ مَعهم،
(1) صحيح مسلم (2920)، كما رواه أيضًا عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز الدراوردي، عن ثور.
(2)
في «ب» (الحسن)، والمثبت من «ث» ، وهو الحسين بن محمد بن زياد العبدي، المعروف بالقباني.
(3)
في «ش» (فأقوم)، والمثبت من «ب» ، و «ث» ، و «صحيح مسلم» .
(4)
في «ث» ، ونسخة على «ب» (يتناولونه) والمثبت من «ب» ، «ش» و «صحيح مسلم» .
(5)
صحيح مسلم (2900).
قال: فحدثنا خَالِدٌ، عن جُبَيْر بنِ نُفَير أنه قال: انْطَلِقْ بِنَا إلى ذِي مِخْبَر -رَجُلٍ مِن أَصحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: فأتيناه فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
(67)
أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِي، أخبرنا أبو بَكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو داود (2)، حدثنا حَيْوَةُ بنُ شُرَيْح الحِمْصِي، حدثنا بَقِيَّةُ، عن بَحِيرٍ (3)، عن خَالِدٍ، عن ابنِ أَبِي بِلالٍ، عن عَبدِ اللهِ بن بُسْرٍ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:
المَدينةُ: يُريدُ بها القُسْطَنْطِينِيَّة، ورُوِيَ ذلك في حَدِيث مُعَاذ بنِ جَبَل مرفوعًا.
(68)
أخبرنا أبو عبد الله مُحمدُ بنُ الفَضْل بنِ نَظِيف المِصْرِيُّ-بِمَكَّةَ- حدثنا أبو الفَضل العباسُ بنُ محمد بنِ نَصْرٍ الرَّافِقِيُّ -إملاءً بِمِصْرَ-، حدثنا هِلالُ بنُ العَلَاءِ، حدثنا عبدُ الله بنُ جَعْفَر، حدثنا عيسى بنُ يُونُسَ، عن أَبِي بكر بن عبد الله بن أبي مَرْيَم الغَسَّانِي، عن الوَليد بنِ سُفْيَانَ، عن يَزِيدَ بن قُطَيْب، عن أَبِي بَحْرِيَّةَ، عن مُعَاذ بن جَبَل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) أخرجه أبو داود (2767)، من طريق الأوزاعي، به بنحوه.
(2)
«سنن أبي داود» (4296).
(3)
في ث: «يحيى» وهو تحريف وما أثبتناه من «ب» ، وسنن أبي داود.
«المَلْحَمَةُ الكُبْرَى، وفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ، وخُروجُ الدَّجَّال، في سَبْعَةِ أَشْهَرٍ» (1).
وكَذلك رواه الوَليدُ بن مُسلِم، عن أَبِي بَكر بنِ أَبي مَريَم (2).
(69)
وأخبرنا أبو الحُسَين ابنُ الفَضْل القَطَّان -ببغداد- أخبرنا عبدُ الله ابنُ جَعَفْر بن دَرَسْتُوَيْه، حدثنا يَعقُوبُ بنُ سُفيان (3)، حدثنا عبدُ الله بنُ يُوسُفَ، حدثنا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، حدثنا عبدُ الرَّحمَن بنُ يَزيد بن جَابِر، حدثني زَيدُ بنُ أَرْطَاةَ قال: سمعت جُبَيْرَ بنَ نُفَيْر الحَضْرَمِيَّ، يُحَدِّث عَن أَبي الدَّرْدَاء، أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(70)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو محمد ابنُ أَبِي حَامِد المُقْرِئُ، وأبو بَكر القَاضِي، وأبو صَادِق ابن أَبِي الفَوارِس العَطَّارُ قالوا: حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا أبو عَلِي الحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ، حدثنا أَبو النَّضْرِ، حدثنا عبدُ الرحمن بنُ ثَابِت بن ثَوبَانَ، عَن أَبِيه، عن مَكْحُولٍ، عن جُبَيْر بنِ نُفَيْر، عن مَالِك بن يُخَامِر، عن مُعَاذ بنِ جَبَل قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«عِمْرَانُ بَيتِ المَقْدِسِ؛ خَرَابُ يَثْرِبَ، وخَرَابُ يَثْرِبَ؛ خُروجُ
(1) أخرجه أبو داود (4295)، من طريق عيسى بن يونس، به.
(2)
أخرجه الترمذي (2238)، من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن أبي مريم، به.
(3)
«المعرفة والتاريخ» (2/ 290).
المَلْحَمَةِ، وخُروجُ المَلحمَة؛ فَتحُ القُسْطَنْطِينِيَّة، وفَتحُ القُسْطَنْطِينِيَّة؛ خُرُوج الدَّجَّالِ، ثُم ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الذِي حِذَائَهُ أو مَنْكِبِهِ، ثم قال: إنَّ هَذَا الحَقَّ كَمَا أَنَّك هَا هُنا، أو كَمَا أَنَّك قَاعِدٌ -يعني مُعَاذًا-» (1).
(71)
أخبرنا الأُسْتَاذُ أبو بكر بنُ محمد بنِ الحَسَن بن فُورَك، أخبرنا أبو عبد الله بنُ جَعْفَر، حدثنا يُونُسُ بنُ حَبِيب، حدثنا أبو دَاوُدَ (2)، حدثنا شُعْبَةُ، عَن عَلِيِّ بنِ الأَقْمَر، عن أَبِي الأَحْوَص، عن عَبْدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
«لا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا عَلى شِرَارِ النَّاسِ» .
أخرجه مُسلِمٌ في الصحيح (3)، من حديث عبد الرحمن بن مَهْدِي، عن شُعبة.
(72)
أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بَكر مُحمَّدُ بنُ بَكر بنِ دَاسَهْ، حدثنا أَبو دَاوُدَ (4)، حدثنا سُلَيمَانُ بنُ حَرْبٍ، وحَفْصُ بنُ عُمَرَ قالا: حدثنا شُعْبَةُ عَن عَمرِو بْنِ مُرَّة، عن أَبي البَخْتَرِي قال: أخبرني مَن سِمَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم[يقول، وقال سُلَيمانُ: حدثني رَجُلٌ مِن أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم](5) قال:
«لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا أو يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِم» .
(73)
أخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ، أخبرني أبو عبد الله محمدُ بنُ عَلِي ابن عَبد الحَمِيد الآَدَمِي -بمكة-، حدثنا إِسحاقُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ عَبَّاد، أخبرنا
(1) أخرجه أبو داود (4294)، وأحمد (22121)، من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم.
(2)
«مسند الطيالسي» (309).
(3)
صحيح مسلم (2949).
(4)
«سنن أبي داود» (4347).
(5)
ما بين المعقوفين ليس في «ب» ، والمثبت من «ث» ، و «ش» ، وسنن أبي داود.
عبدُ الرزَّاق (1)، ح وأخبرنا أبو الحَسَن محمدُ بنُ يَعقوبَ الفَقِيهُ -بِالطَّابَرَان- حدثنا أبو الحُسَين مُحمد بنُ عَلي بْن حُبَيْش النَّاقِدُ -ببغداد- حدثنا إِسماعِيلُ ابنُ عَبَّاد، حدثنا محمدُ بنُ سَهل بن عَسْكَر، حدثنا عَبدُ الرزَّاق، عن مَعْمَر، عَن ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ اللهُ اللهُ» .
رواه مسلم في الصحيح (2)، عن عَبْدِ بنِ حُمَيْد، عن عَبد الرزَّاق.
(74)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو زكريا ابنُ أَبِي إِسحاقَ قالا: أخبرنا عبدُ البَاقِي بنُ قَانِع الحَافِظُ، حدثنا عبدُ الوَارِث بن إبراهيم العَسْكَرِيُّ، حدثنا سَيفُ بنُ مِسْكِين، حدثنا المُبَاركُ بن فَضَالَةَ، عن الحَسَن قال: قال عُتَيٌّ: «خَرجتُ في طَلبِ العِلمِ، فَقَدِمتُ الكُوفَةَ، فَإِذَا أَنَا بِعبدِ اللهِ بن مَسعُود، فَقلتُ: يا أبا عبد الرحمن، هَل للساعَةِ مِن عِلمٍ تُعْرَفُ بِه؟ قال: سَألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال:
«مِن أَعْلَامِ السَّاعَةِ أَنْ يَكونَ الوَلَدُ غَيْظًا، والمَطَرُ قَيْظًا، ويَفِيضُ الأَشْرَارُ فَيْضًا، ويُصَدَّقُ الكَاذِبُ، ويُكَذَّبُ الصَّادِقُ، ويُؤْتَمَنُ الخَائِنُ، ويُخَوَّنُ الأَمِينُ، ويَسودُ كُلَّ قَبِيلَةٍ مُنَافِقُوهَا، وكُلَّ سُوقٍ فُجَّارُهَا، وتُزَخْرَفُ المَحَارِيبُ، وتَخْرُبُ القُلوبُ، ويَكْتَفِي الرِّجالُ بِالرَّجَالِ، والنِّساءُ بِالنِّساءِ، ويَخْرُبُ عُمرانُ الدُّنيَا، ويَعْمُرُ خَرَابُهَا، وتَظْهَرُ الفِتْنَةُ، وأَكلُ الرِّبَا، وتَظْهَرُ المَعَازِفُ والكُبُور (3)،
(1)«مصنف عبد الرزاق» (20847).
(2)
صحيح مسلم (148).
(3)
في «ب» (الطبول)، والمثبت من «ث» ، «ش» ، ونسخة على «ب» ، و (كبور) جمع (كَبَر)، يعني (طبل)، وهو فارسي معرب، والمشهور أنها تجمع على (كِبَار وأَكْبَار).
وشُربُ الخَمْرِ، وتَكْثُرُ الشُّرَطُ، والغَمَّازُون والهَمَّازُون» (1).
هذَا إِسنادٌ فِيه ضَعْفٌ، إِلَّا أَنَّ أَكْثَرَ أَلفَاظِهِ قَد رُوِي بِأَسَانِيدَ أُخَر مُتَفَرِّقة.
(75)
وحدثنا أبو الحَسَن مُحمدُ بن الحُسَين بن دَاوُد العَلَويُّ، أخبرنا حَاجِبُ بنُ أحمدَ بنِ سُفْيَانَ الطُّوسِي، حدثنا أَحمدُ بنُ نَصْر المُقْرِئ، حدثنا سَعِيدُ بنُ مَنصُور، ومُحمدُ بنُ الصَّبَّاح قالا: حَدثنا فَرَجُ بنُ فَضَالَة، عن يَحْيَى ابن سَعيد الأَنْصَارِي، عَن مُحمد بن عَلي، عَن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
وهَذا الإِسناد أَيضًا فِيه ضَعْفٌ.
(1) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (10/ 228)، عن عبد الوارث بن إبراهيم العسكري، به بنحوه، وفيه سيف بن مسكين، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 347):«يَأْتِي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ لمُخَالفَته الْأَثْبَات فِي الرِّوَايَات عَلَى قلتهَا» .
(2)
أخرجه الترمذي (2210)، من طريق فرج بن فضالة، به بنحوه، وقال الترمذي:«هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إلا من هذا الوجه، ولا نعلمُ أحدًا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة، والفرج بن فضالة قد تَكَلَّم فيه بعضُ أهل الحديث، وضعفه من قِبَل حفظه، وقد رواه عنه وكيع، وغير واحد من الأئمة» .
(76)
أخبرنا أبو عَلِي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا إِسمَاعِيلُ بن محمد الصَّفَّارُ، حدثنا محمدُ بنُ غَالِب، حدثني عُبَيدُ بن عَبِيدَةَ، حدثنا مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيمان، عن أَبِيهِ، عن لَيْث، عن عُثمانَ، عن زَاذَانَ قال: كُنَّا مَع عَابِسٍ الغِفَاري على ظَهْرِ إِجَّارٍ (1)، فَقَال عَابِسٌ: إني أَتَخَوَّفُ خِصَالًا سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّفهُنَّ عَلَى أُمَّتِهِ. فَقال: ما هُنَّ؟ قال:
وكذلك رواه زُهير (3)، عن لَيْث ابن أَبي سُلَيم، ورواه شَرِيكٌ عن عُثمانَ أَبِي الَيقْظَان، عن زَاذَان، عن عُلَيم سَمِعَ عَبْسًا (4) الغِفَارِي (5).
(77)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو بكر بنُ إِسحاقَ، أخبرنا عَليُّ بنُ الحُسَين بن جُنَيد، حدثنا المُعَافَى بن سُلَيمان، حدثنا فُلَيح بن سُليمان، عن هِلَال بن عَلي، عن عَطَاءِ، عَن أَبِي هُرَيرة قال: بَينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ في المَسجد يُحَدِّث القَومَ حَدِيثًا، جَاءَه أَعَرابِيٌ فقال: يا رسول الله، متى السَّاعَة؟ قال: فَمَضَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّث، فَقَال بَعضُ القَومِ: سَمِعَ مَا قَال، فَكَرِهَ مَا قال، وقالَ بَعضُهُم: بَل لَمْ يَسْمَع، حَتَّى إذا قَضَى حَدِيثَه قال:
«أَين السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ قال: هَا أنَا يَا رَسولَ اللهِ، قال: إِذَا ضُيِّعَتِ
(1) الإجار: السطح، وفي «ب» (آجام)، وهو الحصن. والمثبت من «ث» ، «ش» .
(2)
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (18/ 36)، من طريق معتمر بن سليمان، به بنحوه.
(3)
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (18/ 34)، من طريق زهير، هو ابن معاوية.
(4)
في «ث» (عبس) وفي «ب» (عابس)، والمثبت من «ش» .
(5)
أخرجه أحمد (16040)، من طريق شريك.
الأَمَانَةُ، فَانتَظِر السَّاعَة، فقال: يا رسولَ اللهِ، كَيفَ إِضَاعَتُهَا؟ قال: إذا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ».
رواه البُخَاريُّ (1)، عن محمد بن سِنَان، عن فُلَيح.
وَقَد رُوِيَ في أَشرَاطِ السَّاعَةِ غَيرُ هَذَا، وفي بَعضِ مَا ذَكَرنَا كِفَايَةٌ فِيمَا قَصَدنَا بهذا الكِتَاب، ولَهذِه الأَشَراط صِغَار وكِبَار، فَأمَّا صِغَارُهَا فَقَد وُجِدَ أَكْثَرُها، وأَمَّا كِبَارُها فَقَد بَدَت آَثَارُهَا، ونَحنُ نُفْرِدُ بَعضَها بِالذِّكرِ مُفَصَّلًا في أبوابٍ (2)، لِيكونَ أَقرب إلى الإدراك، وبالله التوفيق.
* * * * *
(1) أخرجه البخاري (59)، (6496).
(2)
في «ب» (الأبواب) والمثبت من «ث» ، «ش» .