المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب انشقاق القمر - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌5 - باب انشقاق القمر

‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1].

(78)

أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ بِشْرَان العَدلُ -ببغداد- أخبرنا أبو جَعفَر محمدُ بن عَمرِو الرَّزَّاز، حدثنا محمدُ بن عُبَيد الله، حدثنا يُونُس، حدثنا شَيْبَان، عن قَتَادَةَ، عن أنس بن مالك قال:«إِنَّ أَهلَ مَكَة سَألُوا نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يُرِيَهُم آيَةً، فَأَراهُم انْشِقَاقَ القَمَرِ مَرَّتَيْن» .

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن عبد الله بن محمد، ورواه مسلمٌ (2) عن زُهَير، وعَبْدٍ، كُلُّهم عن يُونُس بنِ مُحمد.

(79)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أحمدُ بنُ جَعفر القَطِيعِيُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنْبَل، حدثني أَبِي (3)، حَدثَنا محمدُ بنُ جَعفَر، حدثنا، شُعْبَةُ، عن سُلَيمانَ، عن إِبراهيمَ، عَن أَبِي مَعْمَر، عن عبد الله أَنَّه قال في هذه الآية {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر]. قال:«قد انشقَّ عَلَى عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْن أو فِلْقَتَين -شُعبة الذي يَشُكُّ- فَكَان فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الجَبَل، وفِلْقَةٌ على الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الَّلهُم اشْهَد» .

رواه مسلم في الصحيح، عن بِشْر بن خَالد، عن محمد بن جعفر (4).

(1) صحيح البخاري (3637)، (4867).

(2)

صحيح مسلم (2802)، عن زهير بن حرب، وعبد بن حميد.

(3)

«مسند أحمد» (4270).

(4)

صحيح مسلم (2801).

ص: 101

قال الشيخ (1): إِنْ كَان المُرادُ بِالآيةِ مَا جَعَله لِنَبِيِّه عليه السلام (2) آَيةً (3) في زَمَانِهِ ودَلالَةً عَلى صِدقِه، فقد مَضى ذلك في وَقتِه.

(80)

أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ بِشْرَان، أخبرنا أبو جَعفر الرَّزَّاز، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيد اللهِ بن يَزِيدَ، حدثنا أبو بَدْرٍ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ مِهْرَان، عن مُسْلِم بن صُبَيْح، عن مَسْرُوقٍ قال: قَال عَبْدُ اللهِ: «قَد مَضَى الدَّخَانُ والقَمَرُ والبَطْشَةُ، والِّلزَام، والرُّومُ» .

أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ في الصحيح، من حديث سُلَيمان الأَعْمَش (4).

(81)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو نصر محمدُ بن عَلِي بن محمد الفَقِيهُ الشِّيرَازِيُّ قالا: حدثنا أبو عبد الله مُحمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا محمدُ بن عبد الوَهَّاب الفَرَّاءُ قال: أخبرنا جَعْفَرُ بنُ عَوْن، أخبرنا الأَعْمَشُ، عن مُسْلِم بنِ صُبَيْح (5) ح وأخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ -واللفظ لحَدِيثه هذا- أخبرني أبو عَلِي سيمَا بنُ عبد الله العَطَّار، حدثنا محمدُ بنُ أيوبَ، أخبرنا محمدُ بنُ كَثير، حدثنا سُفْيَانُ، حدثنا الأَعْمَشُ، ومَنصور، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوق قال: بَينمَا رَجلٌ يُحَدِّثُ في كِنْدَة قال: يَجِيءُ دُخَانٌ يَومَ القِيَامَة، فَيأخُذَ بَأَسماعِ المُنَافِقِينَ وأَبَصارِهِم، ويَأخذ المُؤمنَ كَهَيئَةِ الزُّكَام. فَفَزِعنَا فأتَينَا ابنَ مَسعُودٍ، قال: كان مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ وقال: يا أَيُّها النَّاسُ، مَن عَلِمَ شَيئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، ومَنْ لَمْ يَعْلَم فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَم، مِنَ العِلمِ أَنْ تَقُولَ فِيمَا لَا تَعْلَم: لَا

(1) في «ب» (قال الأستاذ الإمام)، وفي «ش» (قال رضي الله عنه، والمثبت من «ث» .

(2)

في «ب» (صلى الله عليه وسلم)، والمثبت من «ث» ، «ش» .

(3)

في «ب» (أنه)، والمثبت من «ث» ، و «ش» .

(4)

أخرجه البخاري (4767)، (4820)، (4825)، ومسلم (2798).

(5)

في «ث» (ابن أبي صبيح) وهو خطأ، والمثبت من «ب» ، وزاد فيها (أبو الضحى).

ص: 102

أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ اللهَ سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]. إِنَّ قُرَيشًا أَبطَئُوا عَن الإسلامِ، قال فَدَعَا عَليهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللهم أَعِنِّي عَليهم بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» ، فَأَخَذتهُم سَنَةٌ حَتى هَلكُوا فِيهَا، وأَكَلُوا المَيْتَةَ والعِظَامَ، ويَرى الرَّجُلُ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ كَهَيئَةِ الدُّخَان، فَجَاءَهُ أبو سُفيان فقال: يَا مُحمدُ، جِئْتَ تَأْمُر بِصَلَةِ الرَّحِمِ، وقَومك قَد هَلَكُوا، فَادْع اللهَ.

فقرأ هذه الآية {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] إلى قوله: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15]. أَفَيكشِفُ عنهم عَذابَ الآخِرةِ إذَا جاء (1) ثُمَّ عَادُوا إِلى كُفْرِهِم، فَذَلِك قوله:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} (2)[الدخان: 16] فذلك يوم بدر {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77]، فذلك يوم بدر، {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم: 1 - 3]، والروم قد مضى، فَقد مَضَتِ الأَرْبَعُ» (3).

رواه البخاري في الصحيح (4)، عن مُحمدُ بنُ كَثِير، وأَخرجه مُسلمٌ (5)، مِن أَوْجه عن الأَعمش، ومنصور.

ورواه أَسْباطُ بنُ نَصْرٍ (6)، عن منصور، وزاد فيه: قال عبد الله: «لقد

(1) في «ث» (جاءوا) والمثبت من «ب» ، و «ش» .

(2)

زاد في «ش» (إنا منتقمون) والمثبت بدونها من «ث» ، «ب» .

(3)

أخرجه المصنف في «دلائل النبوة» (2/ 324)، عن شيخه أبي نصر محمد بن علي الشيرازي، به بنحوه.

(4)

صحيح البخاري (1020).

(5)

صحيح مسلم (2798).

(6)

في النسخ الثلاث «ب، ث، ش» (أسباط بن محمد)، وهو خطأ، والصواب (أسباط بن نصر)، وينظر «فتح الباري» (2/ 511)، وقد أخرج هذا الطريق المُصَنِّف في «السنن الكبرى» (6428)، من طريق أسباط بن نصر.

ص: 103

مَضَتْ آيةُ الدُّخان، وهو الجُوع الذي أصابهم، وآيةُ الروم، والبَطشةُ الكُبرى، وانْشِقَاقُ القَمَرِ».

(82)

أخبرنا أبو محمد جَنَاحُ بنُ نَذِير بنِ جَنَاحٍ المُحَارِبِيُّ -بِالكُوفَةِ-، أخبرنا أبو جَعفر محمدُ بنُ عَلِي بن دُحَيْم، أخبرنا أحمدُ بنُ حَازِم، أخبرنا عُبَيد الله بنُ موسى، أخبرنا سُفْيَانُ، عَن عَوفٍ، عَن أَنَسِ بنِ سِيرِين، عَن أبي عُبَيْدَةَ، عن عَبْدِ الله قال:«مَضَت الآياتُ غَيرُ أَربَعٍ؛ طُلُوعُ الشَّمسِ مِن مَغرِبها، والدَّجالُ، والدَّابَّةُ، ويَأجُوجُ ومَأْجُوجُ، قال: وبها تُخْتَمُ الأَعْمَالُ، قال: ثم قَرَأ {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158]» (1).

قال أبو عبد الله الحَلِيمِي في كتابه: «ومن الناس من قال في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر]. معناه: ينشق كما قال: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]. أي يأتي، قال أبو عبد الله: فإن كان هكذا، فَقد أَتَى، ورأيتُ بِبُخَارَى الهِلالَ وهو ابن لَيْلَتين، مُنْشَقًا بِنِصْفَينِ، عُرض كُلِّ واحِدٍ منها كَعُرض القَمَرِ لَيلَةَ أَرْبَعٍ، أو خَمْسٍ، ومَا زِلتُ انظرُ إِليهما حتَّى اتْصَلَا، ثُمَّ لَم يَعُودَا كَمَا كَانَا، ولكنهما صَارَا في شَكل أُتْرُجَّة، ولَم أَمِلْ طَرْفِي عَنها إلى أن غَابَت، وكانَ مَعِي لَيْلَتَئِذٍ جَمَاعةٌ كَثِيفَةٌ مِن بَين شَرِيفٍ وفَقِير، وكَاتِب، وغَيْرِهِم من طَبَقاتِ النَّاس، وكلٌ رَأى ما رأيتُ، وأَخبرنِي مَن وَثَقْتُ بِهِ وكَانَ خَبَرُهُ عِندِي كَعَيَانِي= أَنَّه رَأَى الهِلالَ وهو ابن ثَلاثٍ مُنْشَقًّا بِنِصْفَينِ، وإذا كان هذا هكذا؛ ظَهَر أَنَّ قولَ الله عز وجل:{وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر]. إِنَّما

(1) أخرجه المصنف هكذا في الاعتقاد (1/ 216)، والحاكم في المستدرك (8637)، من طريق سفيان الثوري، به، وصحح إسناده.

ص: 104

خَرَجَ عَلى الانْشِقَاقِ الذي هو مِن أَشْرَاطِ السَّاعة، دون الانشقاق الذي جَعله اللهُ تَعالى آيةً لِرسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وحُجَّةً على أهلِ مَكَّة، وبالله التوفيق» (1).

* * * * *

(1)«المنهاج في شعب الإيمان» للحليمي (1/ 430، 431).

ص: 105