الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ
يمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)} [الحديد: 12 - 15].
(425)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا إسماعيلُ بن عُبَيد بن أبي كَرِيمَة (1) الحَرَّاني، حدثني محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرَّحِيم خالد بن أبي يزيد، حدثني زيدُ بنُ أَبي أُنَيْسَة، عن المِنْهَال بن عَمْرو، عن أبي عُبَيدة بن (2)
…
عبد اللهِ، عن مَسْرُوق بن الأَجْدَع، حدثنا عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«يجمعُ الله عز وجل الأولِين والآخرين لميقاتِ يوم معلوم، قِيَامًا أربعين سنة شاخصةً أبصارُهم إلى السماء، ينتظرون فَصْلَ القَضَاء» ، وذكر الحديث إلى ذكر سجود المؤمنين، قال: «ثم يقول: ارفعوا رؤسكم، فيرفعون رؤسَهم، فيعطيهم نُورَهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يُعطَى نُوره مثل الجَبَل العظيم،
(1) قوله (كريمة) في «ث» (خزيمة)، وهو تحريف، والمثبت من «م» ، «ب» ، وينظر تهذيب الكمال (3/ 152).
(2)
قوله (بن) في «م» ، (عن)، والمثبت من «ب» ، «ث» وهو أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
يسعى بين يديه، ومنهم من يعطى نوره أَصغَر من ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلًا يعطى نوره على إبهام قدمه، فيضيء مرة ويطفيء مرة، فإذا أضاء؛ قَدَّم قَدَمَه يمشي، وإذا طفيء؛ قام، » ثم ذكر الحديث في مرورهم على الصراط على قدر نورهم، فمنهم من يَمُرُّ كَطَرْف العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانْقِضَاض الكَوكَب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كَشَدِّ الفرس، ومنهم من يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّجُل، حتى يَمُرَّ الذي أُعْطِي نُورَهُ على إبهام قدمه، يَحْبُوا عَلَى وَجْهِه ويَديه ورجليه، تَخِرُّ يدٌ، وتَعْلَقُ يَدٌ، وتَخِرُّ رِجْلٌ، وتَعْلَقُ رِجْلٌ، وتُصِيبُ جَوانِبَه النَّارُ، قال: فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص؛ وقف عليها ثم قال: الحمد لله، لقد أعطاني اللهُ ما لم يُعْطِ أحدًا؛ إذ نَجَّاني منها بعد إذ رَأيتُها، فَيُنطَلق به إلى غَدِير عند باب أهل الجنة، فيغتسل، وذكر الحديث» (1).
(426)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد ابن موسى الكَعبْيِ، حدثنا إسماعيل بن قُتَيبة، حدثنا يزيد بن صالح، حدثنا بُكَير بن مَعْرُوف، عن مُقَاتِل بن حَيَّان في قوله عز وجل:{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} : على الصِّراط، {وَبِأَيْمَانِهِمْ}: كُتُبُهم التي أُعْطُوهَا، فكتبهم بأيمانهم، ونورهم هُدَاهم، وقوله تبارك وتعالى:{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ} الآية، فإن ابن عباس قال: «مَشَى الناس في ظلمة، فيبعث الله
…
تبارك وتعالى نورًا، فَلَمَّا رأى المؤمنون النورَ، توجهوا نحوه، وكان دليلًا لهم من اللهِ إلى الجنة، فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا إلى النور، تَبِعُوهُم، فَأظلم اللهُ عز وجل عَلَى المنافقين، فقالوا حينئذ للمؤمنين: {انْظُرُونَا
(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (31)، عن إسماعيل بن عبيد، به.
نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} فَإنَّا كُنَّا معكم في الدنيا، قال المؤمنون: ارجعوا ورَائكم من حَيثُ جئتم من الظُّلمة، فالتمسوا هناك نورًا».
(427)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمدُ بن كامل القَاضِي، أخبرنا محمد بن سَعد العَوْفِي، حدثني أَبي، حدثني عَمِّي الحُسَين بن الحَسَن ابن عَطِيَّة بن سَعْد، حدثني أَبِي، عن جَدِّي عَطِية بن سَعد، عن ابن عباس في قوله:{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ} الآية قال ابن عباس: «بينما الناس في ظلمة» (1)، فذكر ما رَوَيْنَا عن مُقَاتِل.
(428)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ (2)، أخبرني الحَسنُ بن حَلِيم المَرْوَزِي، أخبرنا أبو المُوَجِّه، أخبرنا عَبْدَان، أخبرنا عبدُ الله بنُ المُبَارَك (3)، أخبرنا صَفْوَانُ بن عمرو، حدثني سُلَيم بن عَامِر، عن أَبي أُمَامَة البَاهِلِي في قِصَّة ذَكَرها، قَد ذَكرنَاهَا في كِتابِ «الأَسماءِ والصِّفَات» (4)، وذكر قول المنافقين والمنافقات للذين آمنوا:{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}
…
(1) أخرجه ابن جرير الطبري في «التفسير» (22/ 401)، عن محمد بن سعد العوفي، به وليس راو من هذه العائلة إلا وهو إما ضعيف أو منكر الحديث.
(2)
«المستدرك» (3511).
(3)
«الزهد والرقائق» (2/ 108).
(4)
» الأسماء والصفات «(1024).
(429)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (1)، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدُّوْرِي، حدثنا أبو يحيى الحِمَّاني، حدثنا عُتْبَة بن يَقْظَان، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس في قوله تبارك وتعالى:
…
{يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} [التحريم: 8]. قال: «لَيس أَحَدٌ من المُوَحِّدِينَ إلا يُعْطَى نورًا يوم القِيامَة، فَأمَّا المنافق فيطفأ نوره، والمؤمن مُشفِقٌ مما رَأَى من إطفاء نُور المُنَافِق، فهو يقول: رَبَّنا أَتْمِم لَنا نُورَنا» .
* * * * *
(1)«المستدرك» (3832).