المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌32 - باب من يشفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من ملائكة الله تعالي، ورسله وعباده، ومن يخرجه الله من النار برحمته - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌32 - باب من يشفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من ملائكة الله تعالي، ورسله وعباده، ومن يخرجه الله من النار برحمته

‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)} [النساء].

(506)

أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الحَافِظُ، حدثني مُحَمَّدُ بنُ صَالِح بن هَانِئ، ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ قالا: حدثنا الحُسَينُ بنُ الفَضْل، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَرْبٍ ح وأخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أخبرنا أبو الحَسَنِ عَلِيُّ بن مُحَمَّدِ بنِ سَخْتَوَيْهِ، أخبرنا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ، حدثنا سَعيدُ بنُ مَنصُور ح وأخبرنا أبو الحَسَن عَلِي بن محمد المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا أبو الرَّبيع قالوا: حدثنا حَمَّادُ بن زَيد -وهذا لفظ حديث سعيد بن منصور-، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا مَعْبَد بن هِلالٍ العَنْزِي قال: انطلقنا إلى أَنَسِ بنِ مَالِك، فَتَشَفَّعنا بِثَابِتٍ، فانتهينا إليه وهو يصلي الضُّحَى، فاستأذن لنا ثَابِتٌ، فَدخَلنا عليه فَأَجلَسنا معه على سريره، فقال له: يا أبا حَمْزَةَ، إِنَّ إِخْوَانَك مِن أَهلِ البَصْرَة يَسألونَك أَن تُحَدِّثَهم بِحَديث رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الشَّفَاعة، فقال: حدثنا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِذَا كَانَ يومُ القِيامَة مَاجَ النَّاسُ بَعضُهُم في بَعْض، فَيُؤتَى آدَمُ، فَيُقَالُ لَه: اشْفَع لِذُرِّيَتِك، فيقول: لَسْتُ لَهَا، ولَكِن عَلَيْكُم بِإبْرَاهِيمَ؛ فإنه خَلِيلُ الله، فَيُؤْتَى إِبْرَاهِيمُ عليه السلام فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، ولَكِن عَلَيْكُم بِمُوسَى؛ فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللهِ، فَيُؤْتَى مُوسَى عليه السلام فَيقُول: لَسْتُ لَهَا، ولَكِن عَلَيْكُم بِعِيسَى؛ فإنه رُوحُ اللهِ وكَلِمَتُهُ، فَيُؤْتَى عِيسَى عليه السلام فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، ولَكِن عَلَيكم بِمُحَمَّدٍ، فَأُوتَى

ص: 366

فأقول: أَنَا لَهَا، فَأَنْطَلِقُ فَأسْتَأَذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَن لِي، فَأحْمَدُهُ بِمَحَامِد لا أَقْدِرُ عَلَيْهَا الآن، ثُمَّ أَخِرُّ لَه سَاجِدًا، فَيُقَال لِي: يا مُحَمَّد، ارفْع رَأسَك، وقُل يُسمع لك، واشفع تُشَفَّع، وسَل تُعْط، فيقول: يا رَبِّ، أُمَّتي، يا رَبِّ، أمتي، فيقال لي: انْطَلِق، فَمَن كَان في قَلبِهِ مِثقالُ بُرَّةٍ أو شَعِيرة -شَكَّ حَمَّادٌ- مِن إِيمان؛ فَأخْرِجْه منها، فأنطلق فَأفعل، ثُم أَرجع إلى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِد، ثُمَّ أَخِرُّ له سَاجدًا، فيقال لي: يا مُحَمَّدُ، ارْفَع رَأْسَك، وقُل يُسمَع لك، وسَل تُعْطَ، واشْفَعْ يُشفَع لَك، فأقول: أَي رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي، فيقال لي: انطلق فَمن كَان في قلبه مِثْقَالُ حَبَّة مِن خَرْدَل مِن إِيمان؛ فَأخرجه منها، فأنطلق فَأَفعل، ثم أَرجِع إلى ربي فَأحمده بتلك المحامد، ثم أَخِرُّ له سَاجِدًا، فيقال لي: انطلق فمن كان في قلبه أَدْنَى أدنى أدنى ثَلاثَ مَرَّات مِثقال حَبَّةٍ مِن خَردل مِن إيمَان؛ فأخرجه مِنَ النَّارِ، من النار، من النار، ثلاث مرات».

فهذا حَديثُ أَنَسٍ الذِي أنبأنا به، فَلمَّا خَرَجْنَا مِن عِنْدِه قُلنا: لو مِلْنا إلى الحَسَن، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، وهو مُسْتَخْفٍ في مَنْزِلِ أَبي خَلِيفَة، فَدخَلنا عَليه فَسَلَّمنا عليه، وقلنا له: يا أَبَا سَعِيدٍ، لَم نَسْمَع بِمِثْلِ حَديثٍ حَدَّثنا أَخُوك أبو حَمْزَةَ، قال: وما هو؟ هاتوا، قال: فحدثناه الحديث، فلما فَرَغنا قال: هِيهْ، قال: قلنا: ما زادنا على هذا، قال: لقد حدثني منذ عِشرينَ سَنة، وهو يومئذ جَمِيع، فَلَقَد تَرك شَيئًا ما أَدري أَنَسِي، أو كَرِهَ أن يُحدِّثَكُم فَتَتَّكِلوا، قلنا: وما هو؟ حَدِّثنا، قال: فضحك وقال: خُلِقَ الإنسانُ عَجُولا، إني لَم أَذْكُر لَكُم هَذَا إِلَّا وأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثْكُمُوه، حَدَّثنا كَمَا حَدَّثَكُم،

«ثم أَقُومُ في الرَّابِعَة، فأحمده بتلك المحامد، ثم أَخِرُّ له سَاجِدًا فيقال لي: ارفع رأسك، وقُل يُسمع، وسَل تُعط، واشْفَع تُشَفع، فأقول: ائذن لي فِيمَن

ص: 367

قال: لا إله إلا الله، فُيقال لي: ليس ذلك لك، أو ليس ذاك إليك، وعِزَّتِي وكِبْريَائِي وعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ منها مَن قَال: لَا إِله إِلا اللهُ -وفي رواية أبي الربيع- ائْذَن لي فِيمَن قال: لا إله إلا الله بها صَادِقًا» والباقي معناه.

وفي رواية سليمان بن حرب: «وعِزَّتِي وجَلَالِي وعَظَمَتِي، لَأُخْرِجَنَّ مِنهَا مَن قَال لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» . والباقي معناه.

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن سليمان بن حرب، ورواه مسلم (2)، عن سعيد بن منصور، وأبي الربيع.

(507)

أخبرنا أبُو بَكْرٍ أَحَمْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِب الخُوَارِزْمِيُّ -ببغداد- قال: قَرَأْتُ عَلى أبي العَبَّاسِ ابنِ حَمْدَان، حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ، أخبرنا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيمَ ح وأخبرنا أبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أَحْمَدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أبو مُسْلِم الكَجِّي، والمُجَوِّزُ (3) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هِشامٌ، عن قَتَادَة، عن أَنَسٍ، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

«يَخرجُ من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قَلبه مِن الخَير ما يَزِنُ شَعِيرَة -وفي رواية محمد بن أيوب- وفي قلبه ما يَزِنُ وَزْنَ شَعِيرة مِن الخَيْر، ويَخرُجُ من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قَلْبِه وَزْنَ بُرَّة مِن الخَير، ويَخرج من النَّار من قال: لا إله إلا الله، وفي قَلبه وَزن ذَرَّةٍ مِن الخَيْرِ» .

رواه البخاري في الصحيح، (4) عن مسلم بن إبراهيم.

(1) صحيح البخاري (7510).

(2)

صحيح مسلم (193).

(3)

المُجَوِّز: هو الحسن بن سهل بن عبد العزيز أبو علي البصري، ينظر «تاريخ الإسلام» للذهبي (6/ 735).

(4)

صحيح البخاري (44).

ص: 368

(508)

وأخبرنا أبو الحَسن عَلي بن محمد بن علي المُقْرئ، أخبرنا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ، حدثنا محمدُ بنُ المِنْهَال، حدثنا يَزيدُ بنُ زُرَيْع، حدثنا سَعِيدُ بنُ أَبي عَرُوبَة، وهِشَامٌ صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِي، عَن قَتَادَة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يَخْرُجُ من النَّارِ مَن قَال: لا إله إلا الله، وكان في قَلبِه مِن الخَير مَا يَزِنُ شَعِيرَة، ثُمَّ يَخرج مِنَ النَّار مَن قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يَزِن بُرَّة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يَزن ذَرَّةً» .

وقال يَزيد بن زُرَيع: فَلَقِيتُ شُعبة فَحَدَّثْته بالحديث، وقال شعبة: حَدَّثنا به قَتَادَةُ، عَن أَنَس بن مالك، بهذا الحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنَّ شُعْبَة جَعَل مَوضِعَ ذَرَّةٍ، ذُرَةً، قال يزيد: صَحَّف فِيها أَبو بِسْطَامَ.

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن محمد بن المنهال.

(509)

أخبرنا الشَّيخُ أبو بَكر ابنُ فُوْرَك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حَبِيب، حدثنا أبو دَاوُدَ (2)، حدثنا شُعْبَةُ، وهِشَامٌ، عن قَتَادَة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قال: لَا إِلَه إِلَّا اللهُ، وكَانَ في قَلْبِهِ مِنَ الخَيْر ما يَزِنُ شَعِيرَة، ويَخْرُجُ مِنَ النَّار مَن قَالَ: لَا إِلَه إلَّا اللهُ، وكَان في قَلْبِهِ مِنَ الخَيْر مَا يَزِنُ بُرَّةً، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قال: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وكان في قَلْبِهِ مِنَ الخَيْرِ مَا يَزنُ ذَرَّةً» .

(1) صحيح مسلم (193).

(2)

«مسند الطيالسي» (2078).

ص: 369

قال هشامٌ: ذَرَّةً، وقال شُعبةُ: ذُرَةً.

(510)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (1)، حدثنا يَحيى بنُ منصور القَاضِي، حدثنا أبو بَكر محمدُ بن النَّضْر بن سَلَمة الجَارُودِي، حدثنا محمود بن غَيْلَان، حدثنا المُؤَمَّلُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا المُبَارَك بنُ فَضَالَة، حدثنا عُبَيدُ الله ابنُ أبي بكر بن أَنَس، عن جَدِّهِ أَنَس بنِ مَالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يقول اللهُ تبارك وتعالى: أَخْرِجُوا من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قَلبه مِثْقالُ شَعِيرةٍ مِن الإِيمَان» .

ثم ذكر الحديث في البُرَّة والذَّرَّة، وزاد: «أخرجوا من النار من قال:

لا إله إلا الله، أو ذَكَرَنِي، أو خَافَنِي في مَقَامٍ».

(511)

أخبرنا الإِمَامُ أبو الطَّيب سَهلُ بنُ محمد بن سُلَيمانَ -إملاء-، حدثنا الإِمَامُ وَالِدِي أَبو سَهْلٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانيُّ، حدثنا المُعْتَمِرُ بنُ سُلَيمَان، عن أبيه، عن أَنَسِ بنِ مَالِك، «أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَشفَع حتى يُخْرِجَ مِنَ النَّار مَن كَانَ في قَلبِه شَعِيرةٌ مِن خَير، وحتى يُخرج من كان في قَلبه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن خَير، وحَتى يُخرج مَن كَان في قَلبه شَطْرُ خَرْدَلَةٍ مِن خَيْرٍ» (2).

(512)

أخبرنا أبو الحُسَين ابن الفَضْل القَطَّان، حدثنا أبو سَهل بن زِيَاد القَطَّان، حدثنا إسحاقُ بنُ الحَسَن الحَرْبِي، حدثنا عَفَّانُ، حدثنا هَمَّام ح وأخبرنا أبو الحَسَن عَلي بن محمد المُقْرِئ، حدثنا الحَسنُ بنُ محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا هشام بن أبي عبد الله قالا: حدثنا قَتَادةُ، عن أَنَسٍ، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

(1)«المستدرك» (234).

(2)

أخرجه المصنف في «شعب الإيمان» (304)، من طريق المعتمر بن سليمان، به.

ص: 370

«لَيُصِيبَنَّ أَقَوامًا سَفْعٌ، بِذُنُوبٍ أَصَابُوها، ثُم يَخرجُون، فَيُسَمِّيهم أَهلُ الجَنَّةِ الجَهَنَّمِيين» .

لفظُ حَديثِ هِشَام، وفي رواية هَمَّام قال:«يخرج من النار قَومٌ بَعدما يصيبهم سَفْعٌ مِنها، يُسَمِّيهم أَهْلُ الجَنَّة الجَهَنَّمِيين» .

قال: وكان قَتَادَةُ يَقُولُ: «عُوقِبُوا في ذُنُوب أَصَابُوهَا» .

قال هَمَّام: فَلا أَدْرِي مِنَ الرِّوَايَة هُو، أو كَمَا يَقُولُه قَتَادَةُ.

رواه البُخَاريُّ في الصَّحيح، عن حَفْصِ بنِ عُمَر (1)، عن هَمَّام، وعن هُدْبَة بنِ خَالِد (2)، عن هَمَّام.

(513)

أخبرنا أبو محمد جَنَاحُ بنُ نَذِير بنِ جَنَاح القَاضِي المُحَارِبِيُّ

-بِالكُوفَة-، أخبرنا محمدُ بن عَلي بن دُحَيْم، حدثنا أحمد بن حَازِم بن أبي غَرَزَةَ، أخبرنا جعفرُ بنُ عَوْن العُمَرِي، أخبرنا هشامُ بنُ سَعْدٍ، حدثنا زَيدُ بنُ أَسْلَم، عن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عن أَبي سَعِيد الخُدري قال: قلنا: يا رسول الله، هل نَرى رَبَّنا يومَ القيامة؟ فذكرحَديثَ الرُؤية كما مَضَى في كتاب «الرؤية» إلى أن قال عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«ثُم يُضرب الجِسر عَلى جَهنم، قال: قلنا: وما الجِسرُ يا رَسولَ الله؟ بَأَبينا أَنت وأُمِّنا، قال: دَحْضٌ مَزِلَّة، وكَلالِيب وخَطَاطِيف وحَسَك يُقال لَها السَّعدان تَكون بِنَجد، فَيمُر المُؤمِنُون كَلَمْح البَرق والخَطف وكَالرِّيح وكالطَّير وكَأَجود الخَيْل، فَنَاج مُرسَل ومَخْدُوش مُرْسَل ومُكَرْدَس (3)

في نَار جَهنم، والذِي نَفسي بَيده، مَا أحدكم بأَشَد مُنَاشَدة في الحَق يَرَاه مُضِيئًا له من

(1) صحيح البخاري (7450).

(2)

صحيح البخاري (6559).

(3)

في «ب» (مكدوس) ..

ص: 371

المُؤمنين في إِخْوانِهم، إِذَا رَأوا وَقَد خَلصوا مِن النَّار، فَيقولون: أي رَبَّنا، إخواننا كانوا يُصلون مَعَنا، ويَصُومون معنا، ويجاهدون معنا، ويَحَجُّون معنا، قد أَخَذتهم النارُ، فَيُقال: اذهبوا، فَمَن عَرَفتم صُورَته فَأَخرجوه، ويُحَرِّم صُورَهَم عَلى النار، فيجدون الرجل قَد أَخذته النَّار إلى قَدَمَيه، وإلى أَنصَافِ سَاقَيه، وإلى رُكْبَتيه، وإلى حِقْوَيه، فَيُخْرِجُونَ مِنْهَا بَشرًا كَثيرًا، ثم يَعودون ولا يَزَالُ يَقُول لَهُم ذَلك حَتى يقول لهم: اذهبوا فَأخرِجُوا مَن وَجَدتم في قَلْبِه مِثقالَ ذَرَّةٍ فَأَخرجوه - فكان أبو سعيد إذا حَدَّث بهذا الحديث قال لهم: إن لم تُصَدِّقُوني فاقرءوا {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)} [النساء: 40]- فيقولون: ربنا لم نَذَر فيها خَيرًا، فيقول: هل بَقِيَ إِلَّا أَرْحَم الرَّاحِمِين؟ فيقول قد شَفَعت الملائكةُ، والأنبياءُ، وشفع المؤمنون، فهل بقي إلا أرحم الراحمين؟ فَيأخذ قَبضَة من النار، فَيُخرج قَومًا قَد عَادُوا حُمَمًا، لم يَعملوا له خَيرًا قَطُّ، فَيُطرَحون في نَهرٍ في الجنة يقال له: نَهْرُ الحياة، فَيَنبُتُون فيه، والذي نَفْسُ مُحمدٍ بِيَدِه، كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْل، ألا تَرَوها وما يَلِيها مِن الظِّلِّ صَفْرَاء، وما يليها من الشَّمس أُخَيْضر، قال: قلنا: يا رسول الله، كأنك كنت في المَاشِيَة، قال: فينبتون كذلك، قال: فَيَخرُجُون أَمثال اللؤلُؤ، فُيَجعَل في رِقَابِهم الخَواتِيم، ثم يُرسَلُون في الجَنَّة، فَيُسَمَّوْن الجَهَنَّمِيُّون، هؤلاء الذين أخرجهم الله بغير عَمَلٍ عَمِلُوه، وخَيرٍ قَدَّمُوه، فيقول الله عز وجل: خُذُوا ما وجَدتم، فَيأخُذون ويَنْتَقُون، -وقال غيره: فَيأخذون حَتى يَنْتَهوا- ثم يقولون: أَلم تُعطِنا مَا أخذنا، فيقول الله عز وجل: إني أعطيكم أفضلَ مِمَّا أَخذتُم، فيقولون: يا رَبَّنا، ومَا أَفضلُ مِمَّا أَخذنا؟ فيقول: رِضَاي فَلا أَسَخَط».

ص: 372

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن أبي بكر ابن شَيْبَة، عن جعفر بن عون.

وأخرجاه مِن وَجْهَين آخَرَين (2)، عن زَيْد بنِ أَسْلَم، قَد مَضَى أَحَدُهُما، وهُو رِوَايةُ حَفْصِ بنِ مَيْسَرةَ، عن زَيْدِ، وقال في رِوَايَة سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلَالٍ، عن زَيْدٍ، فيقول الله عز وجل:

«اذهبوا، فَمَن وَجَدتُّم في قَلبِه مِثقالَ دِينارٍ مِن إيمان، فَأَخرِجُوه، ويُحَرِّم اللهُ صُورَهُم عَلى النَّار، وبَعضُهم قَد غَابَ في النَّار إِلى قَدَمَيه وإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْه، فَيُخرجون مَن عَرفُوا، ثم يَعُودُون، فيقول: اذْهَبوا، فَمَن وَجَدتم في قلبه مثقالَ نِصف دِينَار، فَأخرجوه، فَيُخرجون مَن عَرَفُوا، ثم يَعُودُون، فيقول: اذهبوا، فَمَن وَجدتم في قَلبه مِثقالَ ذَرَّةٍ من إيمان، فأخرجوه، فَيُخرِجُون مَن عَرَفُوا - وقال أبو سعيد: فإن لم تصدقوني فاقرءوا {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)} [النساء: 40]- فَيَشفَعُ النَّبيونَ والمَلائِكَةُ والمُؤمنون، فيقول الجَبَّارُ تبارك وتعالى: بَقِيتْ شَفاعتي، فَيقبض قَبْضَةً مِن النَّار، فَيُخرجُ أَقْوامًا قَد امْتُحِشُوا، فَيُلْقَون في نَهرٍ بِأَفواهِ الجَنَّة يُقالُ له الحَيَاة، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ

السَّيْلِ، قَد رَأَيْتُمُوهَا إلى جَانِبِ الصَّخْرَةِ، وإلى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إلى الشَّمْسِ مِنْهَا كَان أَخْضَر، وما كان منها إلى الظِلِّ كانَ أَبْيَض، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُم اللُّؤْلُؤ، فَيُجعلُ في رِقَابِهم الخَواتِيم، فيدخلون الجَنَّة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عُتَقاء الرَّحْمَنِ، أَدْخَلَهُمُ الجَنَّةَ بِغَيْر عَمَلٍ عَمِلُوه، ولا خَيرٍ قَدَّمُوه، فَيُقَالُ لَهُم: لَكُم مَا رَأَيْتُم، ومِثْلَهُ مَعَهُ».

(1) صحيح مسلم (183).

(2)

أخرجه البخاري (4581)، ومسلم (183).

ص: 373

(514)

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا أحمد بن سهل، وحُسَين بن حَسَن -يعني

ابن مهاجر- قالا: حدثنا عيسى بن حَمَّاد المِصْري، أخبرنا لَيْثُ بنُ سَعد، عن خالد بن يَزيد، عن سعيد بن أبي هِلالٍ، عن زَيد بن أسْلَم، عن عَطَاء بن يَسَار، عن أبي سعيد الخُدْرِي أَنَّه قَال: قُلنا: يا رسول الله، هل نرى رَبَّنا؟ فَذكر حَديثَ الرؤية بِطُولِه، وذَكَر عن النبي صلى الله عليه وسلم مَا كَتَبنا.

رواه مسلمٌ (1)، عن عيسى بن حماد، ورواه البُخَارِي (2)، عن يحيى بن بُكَير، عن الليث، إلا أنه لم يَسُق الحَديثَ بِتَمَامِه (3).

(515)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو بَكرِ بنُ بَالَوَيْهِ، حدثنا إسحاقُ بنُ الحَسَنِ الحَربِيُّ، حدثنا عَفَّانُ، حدثنا وُهَيْبٌ ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عَبدان، أخبرنا أحمد بن عُبَيد، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ، حدثنا موسى بنُ إِسماعِيلَ أبو سَلَمَة، حدثنا وُهَيبُ بنُ خَالَدٍ، عن عَمروِ بنِ يَحْيَى، عن أَبِيهِ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا دَخَل أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهل النَّارِ النارَ؛ يقولُ الله عز وجل: مَن كَان في قَلبه مثقالُ خَرْدَلَة مِن خَير فَأَخرِجُوه، فيخرجون وقَد امْتُحِشُوا، أو عَادوا حُمَمًا، قال: فَيُلْقَون في نَهرٍ يُقَال له: نَهْرُ الحَيَاة، قال: فينبتون فيه كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تَروا أنها نبتت صَفْراءَ

ص: 374

مُلْتَوِيَة».

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن موسى بن إسماعيل، ورواه مسلمٌ (2)، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن عفان.

(516)

حدثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، أخبرنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، أخبرنا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بْنِ أبي عِيْسَى، أخبرنا عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيدِ العَدَنِيُّ، أخبرنا إبراهِيمُ بنُ طَهْمَان، حدثنا أبو مَسْلَمَة ح وأخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أخبرني أبو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الفَقِيهُ، حدثنا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ البَغدَادِيُّ الحَافِظُ -بِبُخَارَى- حدثنا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، حدثنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّل، حدثنا أبو مَسْلَمَة، عن أَبِي نَضْرَةَ، عن أبي سَعِيدٍ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الذِينَ هُم أَهْلُها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يَحْيَوْن، ولكن ناس أصابتهم النار بِذُنُوبِهم، أو قال بخطاياهم، فأماتتهم إماتَة، حتى إذا كانوا فَحْمًا؛ أُذِن في الشَّفَاعة، فَيُجاء بهم ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فَيُلْقوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم من المَاء، فينبتون نَبَات الحِبَّة تكون في حَمِيل السَّيل، فقال رَجلٌ كَأَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَد كَان بِالبَادِيَة» .

لفظ حديث بِشر، وفي رواية إبراهيم:

«ولكن أُناسًا تُصيبهم النار بذنوبهم، حتى إذا كانوا فَحْمًا، أذن في الشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر فَبُثُّوا على أنهار الجنة» .

وذكر الحديث، ولم يذكر قول الرجل في آخره.

(1) صحيح البخاري (6560).

(2)

صحيح مسلم (184).

ص: 375

رواه مسلمٌ (1)، عن نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ.

(517)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أخبرنا أبو الفَضْل المُزَكِّيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حدثنا مُحَمَّدٌ -يعني ابن جعفر، حدثنا شُعبة قال: سمعتُ أبا مَسْلَمة يقول: سمعت أبا نَضْرة يُحَدِّث، عن أبي سعيد الخُدْري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ أَهْلَ النَّارِ الذِينَ هُم أَهْلُهَا، لا يَمُوتون فيها ولا يَحْيَوْنَ، ولَكِنَّها تُصِيبُ أقوامًا بِذُنُوبِهِم، أو بِخَطَايَاهُم، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا، أُذِنَ في الشَّفاعة، فيخرجون ضَبَائِرَ، فَيُلقون على أنهار الجنة، فيقال: يا أهل الجنة، أَهْرِيقُوا عليهم الماء، فينبتون كما تنبت الحِبَّة في حَمِيل السَّيْل» .

رواه مسلمٌ (2)، عن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى.

(518)

أخبرنا أبو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَينِ العَلَوِيُّ، أخبرنا أبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ القَلَانِسِيُّ، حدثنا أبو يَحيى مَحمُودُ بنُ هِشَامٍ، حدثنا حَفْصُ بنُ عَبْدِ اللهِ ح وأخبرنا أبو الحَسَنِ العَلَويُّ، أخبرنا أبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ بِلالٍ البَزَّازُ، حدثنا أَحْمَدُ بنُ حَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ، حدثني أَبِي، حدثني إِبْرَاهِيمُ بنُ طَهْمَانَ، عن الأَعْمَشِ، عن أبي صَالِح، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أنه قَال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«يخرج قَومٌ مِن النار قد احترقوا، فَيدخُلُون الجَنَّة، فينطلقون إلى نَهْرٍ يُقَال له: الحَياة، فَيَغْتَسِلُون فيه فَينْضُرون كما يَنضر العُود، فَيمكُثون في الجنة حِينًا، فيقال لهم: تشتهون شَيئًا؟ فيقولون: أَن يُرفَعَ عَنَّا هذا الاسْمُ، قال: فَيُرفَع

(1) صحيح مسلم (185).

(2)

صحيح مسلم (185).

ص: 376

عَنهم» (1).

(519)

أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ بِشْرَانَ، أخبرنا أبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ح وأخبرنا أبو عَليٍّ الرُّوذْبَارِيُّ (2)، وأبو الحُسَين ابنُ بِشْرَانَ قالا: حدثنا إسْمَاعِيلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قالا: حدثنا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، عن ابنِ جُرَيجٍ، أخبرني أبو الزُّبَير أَنَّ أَبا سَعِيدٍ أخبره، أَنَّه سَمِع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

«يَخرجُ نَاسٌ مِن النَّار قَد احْتَرقُوا وكَانوا مِثل الحُمَم، ثم لا يَزَال أَهلُ الجَنَّة يَرُشُّون عَليهم المَاءَ حَتى يَنْبُتوا نَبَاتَ الغُثَاءِ في السَّيْل» (3).

(520)

أخبرنا أبو عَبد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ -مِن أَصْلِه-، حدثنا أبو عَلِيٍّ الحُسَينُ بنُ عَليٍّ الحَافِظُ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَين بنِ مُكْرَمٍ -بالبَصْرَة-، حدثنا سُرَيجُ بنُ يُونُسَ، حدثنا مَروَانُ بنُ مُعَاويَةَ، حدثنا أبو مَالك الأَشْجَعِيُّ، عن رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ، عن حُذَيفَةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«يقولُ إبراهيمُ يوم القيامة: يا رَبَّاه، فيقول له الرَّبُّ: يا لَبَّيْكَاه، فَيقول: حَرَقْتَ بَنِيَّ، فَيقول: أخرجوا من النار مَن كان في قَلبه مِثقَالُ بُرَّةٍ، أو شَعِيرَةٍ مِن إِيمَان» (4).

قال أبو علي: لَم يَرْفَعْهُ عن مَروان غَيرُ سُرَيج، وهو عِند النَّاس عَن مَروان مَوقُوف.

(1) أخرجه المصنف في «الاعتقاد» (ص 198)، بالإسناد الثاني سواء.

(2)

من أول الإسناد إلى هنا سقط من «ث» .

(3)

أخرجه أحمد (11855)، عن روح، به.

(4)

أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (7378)، عن محمد بن الحسين بن مكرم، به.

ص: 377

(521)

أخبرنا الأستاذ أبو بَكْرِ ابنُ فُورَك، أخبرنا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَر، حدثنا يُونُس بنُ حَبيب، حدثنا أبو داود (1)، حدثنا شُعْبة، عن حَمَّاد، عن رِبْعِي ابن حِرَاش، عن حُذَيفَة، عَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -أحيانا يرفعه وأحيانا لا يرفعه-

«قال: لَيَخرُجن قَومٌ مِن النَّار مُنْتِنين، قد مَحَشَتهُم النَّارُ، فيدخلون الجنةَ بِرحمَة الله، وشَفَاعةِ الشَّافِعين، فَيُسمَّون الجَهَنَّمِيُّون» .

(522)

أخبرنا أبو الحَسَن علي بن محمد المُقْرِئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا مُعَاذُ بن هِشَام، حدثني أَبِي، عن حَمَّاد بن أَبي سُلَيمان، عن رِبْعِي، عن حُذَيْفَة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لَيدخُلَنَّ الجَنَّةَ نَاسٌ مِن أُمَّتي -بعدما مَحَشَتهُم النَّارُ- بِرَحْمَةِ اللهِ وشَفَاعةِ الشَّافعين، يقال لهم: الجَهَنَّمِيُّون» (2).

قال (3): فَذُكِر لِي أَنَّهم اسْتَعفوا اللهَ عز وجل مِن ذلك الاسم، فأعفاهم.

(523)

أخبرنا أبو نَصْرِ ابنُ قَتَادَةَ، أخبرنا أبو الحَسَنِ السَّرَّاجُ، حدثنا مُطَيَّنٌ، حدثنا أبو الرَّبيع الزَّهْرَانِيُّ، حدثنا سَلَمةُ بنُ صَالِح، حدثنا سَلَمةُ ابن

(1)«مسند الطيالسي» (420).

(2)

أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (836)، من طريق معاذ بن هشام، به. دون قول حماد في ذكر الاستعفاء. وأخرجه أحمد (23323)، من طريق حماد بن أبي سليمان، به دون ذكر الاستعفاء أيضا. وأخرجه الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (9/ 373: 374)، من طريق معاذ بن هشام، به وقال:«هذا حديث جيد الإسناد، ولم يخرجوه في الكتب الستة» . اهـ وعزاه الحافظ في «فتح الباري» (11/ 430)، للبيهقي في «البعث» .

(3)

القائل: هو حماد بن أبي سليمان، كما وقع في رواية الذهبي.

ص: 378

كُهَيل، عن أبي الزَّعْرَاء، عن عبد الله بن مَسعُود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليدخلن الجنةَ قَومٌ مِن المسلمين -قَد عُذِّبُوا في النار- بِرَحمة اللهِ وشَفَاعة الشَّافِعِين» (1).

(524)

أخبرنا أبو مُحَمد جَنَاحُ بن نَذِير بنِ جَنَاح -بالكوفة-، أخبرنا أبو جعفر ابن دُحَيْم، أخبرنا أحمد بن حَازِم، حدثنا عُثمانُ ابنُ أَبي شَيْبَةَ، حدثنا حَسَنُ بنُ مُوسى الأَشْيَبُ، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن عَطَاء بنِ السَّائِب، عن عَمرو بن مَيْمُون، عن عبد الله بن مسعود، أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

«يكونُ في النار قَومٌ ما شاء الله، ثم يَرحمهم، فَيُخرجُهم، فَيكونون في أدنى الجَنة، فيغتسلون في نهر الحياة، يُسَمِّيهم أَهلُ الجنة الجَهَنَّمِيُّون، لو أضافَ أَحدُهُم أهلَ الدُّنيا لأَطْعَمهم وسَقَاهم وفَرَشَهم ولَحَفَهُم، -قال: وأَحَسبه قال: - وَزَوَّجَهُم» (2).

لا يَنْقُصُه مِن ذَلك شَيئًا.

(525)

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاقَ المُزَكِّى، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أبي عِيسَى، حدثنا حَجَّاجُ

ابنُ المِنْهَال الأَنْمَاطِيُّ، حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَة، حدثنا ثَابِتٌ، عَن أَنَس بن مَالِك، عن ابن مَسْعُودٍ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قَال:

(1) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (10509)، عن مطين محمد بن عبد الله الحضرمي، به.

(2)

أخرجه أحمد (4337)، عن حسن بن موسى، به. وقوله: لا ينقصه من ذلك شيئا، هي من قول الحسن بن موسى، كما في رواية أحمد.

ص: 379

«آخِرُ مَن يَدخل الجنة رَجُلٌ يَمشي عَلَى الصِّراط، فهو يَمشي مَرَّةً ويَكْبُو مَرة، وتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فإذا جَاوَزَها؛ الْتَفَت إليها فَقَال: تبارك وتعالى الذِي أَنجَانِي مِنكِ، لَقد أَعطَاني شَيئًا مَا أَعطَاهُ أَحَدًا مِن الأَوَّلِين والآخِرِين» .

وذكر الحديثَ بِطُولِه، أخرجه مسلمٌ في الصَّحيح (1)، من وجه آخر عَن حَمَّاد بن سَلَمة.

(526)

أخبرنا أبو بَكر القَاضِي، حدثنا أبو العَبَّاس الأَصَمُّ، حدثنا الحَسَن بن مُكْرَمٍ، حدثنا عثمان بن عُمرَ، حدثنا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ ح وأخبرنا أبو محمد جَنَاح بن نَذِير، أخبرنا أبو جعفر ابن دُحَيم، حدثنا أحمدُ بنُ حَازِم، أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو أُسَامة، حدثني مالك بن مِغول ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا السَّرِيُّ بن خُزَيمَةَ، حدثنا يوسف بن بُهْلُول، حدثنا عبدُ الله بن نُمَير، عن مالك بن مِغول، عن الزُّبَير بن عَدِي، عن طَلحَة بن مُصَرِّف، عن مُرَّةَ -يعني الهَمْدَانِيِّ- عن عَبْدِ اللهِ -يعني ابن مَسْعُودٍ- قال:«لَمَّا أُسْرِي بالنبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سِدْرَة المُنْتَهى، وهِي في السَّماء السَّادِسَة، وإليها ينتهي ما عُرِج مِن تَحتِها، فَيُقبَضُ منها، وإليها ينتهي ما يُهْبَطُ به مِن فَوقِها، فَيُقبَضُ منها، {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ} [النجم: 16] قال: فَرَاشٌ مِن ذَهَبٍ، قال: فَأُعْطِي ثَلاثًا: أُعطِي الصَّلوَاتِ الخَمْس، وأُعطِي خَواتِيمَ سُورَة البَقَرة، وغُفِر لِمَن كَان مِن أُمَّتِه لا يُشرك بِالله شَيئًا المُقْحِمَات» .

لفظ حديث عثمانَ بن عُمَر.

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة،

(1) صحيح مسلم (187) من طريق عفان بن مسلم، عن حماد.

(2)

صحيح مسلم (173).

ص: 380

وعن ابن نمير، وزهير بن حرب، عن عبد الله بن نمير.

(527)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن يعقوب الشَّيْبَانِيُّ، حدثنا يحيى بن محمد، وأبو عمرو المُسْتَمْلِي، ومحمد بن نُعَيم، ومحمد بن شَاذَان قالوا: حدثنا إِسحَاقُ بن مَنصُور، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَة، حدثنا ابن جُرَيج، أخبرني أبو الزُّبَير، أَنَّه سَمِعَ جَابِرًا سُئِلَ عَن الوُرُود؟ فَذكر الحَدِيثَ إلى أَنْ قَال: عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«ويُعطى كُلُّ إنسان منهم مُنافِقٌ، أومُؤمنٌ نُورًا، ثُمَّ يَتْبَعُونَه، وعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلالِيبُ وحَسَكٌ تَأخُذُ مَن شَاء الله، ثم يُطْفَأُ نُورُ المُنَافِق، ثم تَنجو أَولُ زُمْرَة وُجُوههم كالقَمر لَيلة البَدر، سَبعُون أَلْفًا لا يُحَاسَبون، والذين يَلُونَهم كَأَضْوَإ نَجْمٍ فِي السَّماء، ثم كَذلِك، ثم تَحِل الشَّفَاعة، ويَشفَعُون حتى يَخرُج مِن النَّار مَن قال: لا إله إلا الله، وكان في قَلبه مِنَ الخَير مَا يِزن شَعِيرَة، فَيُجْعَلون بفَنَاء الجَنة، ويَجعل أهلُ الجَنة يَرُشُّون عَليهم المَاءَ حَتى ينبتوا نَبَات الشَّيء في السَّيل، ويَذهَبُ حُرَاقُهُ، ثم يَسأَل حَتى تُجْعَلَ لُه الدُّنيا وعَشْرَةُ أَمثَالِهَا» .

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن إِسْحَاقَ بنِ مَنْصُور.

(528)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحَسَن القَاضِي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحَسَن بنُ مُكْرَمٍ، حدثنا أبو النَّضْر، حدثنا أبو خَيْثَمَةَ، حدثنا أبو الزُّبَير، عن جَابِر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا مُيِّز أَهلُ الجَنة وأهل النَّار؛ قَامَت الرُّسُل، فَيشفَعوا فيقول: انطلقوا، أو

(1) صحيح مسلم (191).

ص: 381

اذهبوا، فَمن عَرفتم؛ فَأخرِجُوه، فَيُخرِجُونَهُم قَد امْتُحِشُوا، فَيُلقُونَهم في نَهرٍ، أو عَلى نَهرٍ يُقَال له: الحياة، فَيَسقُطُ دَخَنُ مُحَاشِهم على حَافَّتِي النَّهر، ويخرجون مِثلَ الثَّعَارِير، ثم يَشْفَعُون، فيقول: اذهبوا، انطلقوا، فَمَن وَجدتم فِي قَلبه مِثقَالَ حَبَّة مِن خَرْدَل مِن إيمان؛ فَأَخرِجُوه، ثم يقول الله عز وجل: أنا الآن أُخرِجُ بِعلْمِي وَرَحْمَتِي، فَيُخرجُ أَضْعَافَ مَا أَخرجُوا، وأَضعَافَه، فَيَكتُبُ فِي رِقَابِهم عُتَقاءُ اللهِ، ثم يَدخُلُون الجَنَّة فَيُسَمَّوْن فِيها الجَهَنَّمِيُّون» (1).

(529)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمدُ بن يعقوب، حدثنا جعفر بن أحمد، حدثنا نَصْرُ بنُ عَلِي الجَهْضَمِي، حدثنا أبو أحمد الزُّبَيْرَي، حدثنا قَيْسُ بنُ سُلَيم، عن يَزِيدَ الفَقِير، عن جَابِرٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«يَدخُلُ قَومٌ النَّارَ مِن هذه الأمة، فَتُحْرِقُهُم النَّارُ إلا دَارَاتِ وُجُوهِهم، ثُم يَخرجُون مِنهَا» .

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن حجاج بن الشاعر، عن أبي أحمد الزبيري.

(530)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سَعِيد ابنُ أبي عَمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا أحمد بن عبد الجَبَّار، حدثنا أبو مُعَاوِية ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحَسَن القَاضِي، أخبرنا حَاجِب بن أحمد الطُّوسِي، حدثنا محمد بن حَمَّاد الأَبِيْوَرْدِيُّ، حدثنا أبو مُعَاوية، عن

(1) أخرجه أحمد (14491)، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، به.

(2)

صحيح مسلم (191).

ص: 382

الأَعْمَش، عن أبي سُفْيان، عن جَابِرٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«يُعَذَّبُ نَاسٌ مِن أَهلِ التَّوحِيد في النَّار حتى يكونوا فيها فَحْمًا، ثم تُدرِكهم الرَّحْمَةُ، فَيخرجُون فَيُطْرَحُون على أبواب الجَنَّة، قال: فَيَرُشُّ عَليهم أهلُ الجَنَةِ المَاء، فَينبُتُون كَمَا يَنْبُت الغُثَاء في حِمَالَة السَّيْل، ثُم يَدخُلُون الجَنَّة» (1).

واختلافُ الأخبار فيما تأخذ النَّارُ مِن أصحاب الذنوب، إِنَّما هُو عَلى حَسَبِ اخْتِلافِهم في الذُّنوب، وعلى مقدار ما يريد اللهُ مِن عُقُوبَة كُلِّ وَاحِد منهم.

واللهُ تَعَالى بِفضلِه ورَحمتِه يُجِيرنا مِن النَّار، إِنَّه العَزيزُ الغَفَّارُ الرَّحِيم السَّتار.

(531)

أخبرنا السَّيدُ (2) أبو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ الحُسَين بنِ دَاوُدَ العَلَويُّ، أخبرنا محمد بن حَمْدَوَيْه بن سَهْل المَرْوَزِي أبو نَصْرٍ الغَازِي، حدثنا عَبْدُ اللهِ ابن حَمَّادٍ الآمُلِيُّ، حدثنا صَفوانُ بن صَالِح، حدثنا الوَلِيدُ، حدثنا زُهَير بنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا جَعَفر بنُ مُحَمَّد، عَن أَبيه، عن جَابِر بنِ عَبدِ اللهِ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«شَفَاعَتي يَوم القِيَامَة لأَهلِ الكَبَائِر مِن أُمَّتِي» (3).

(1) أخرجه الترمذي (2597)، وأحمد (15198)، من طريق أبي معاوية، به. وقال الترمذي:«هذا حديث حسن صحيح» .

(2)

قوله (السيد) أثبتها من «ب» .

(3)

أخرجه ابن ماجه (4310)، والحاكم في «المستدرك» (3442)، من طريق الوليد ابن مسلم، به. وهذا الإسناد معلول برواية الوليد بن مسلم -وهو شامي- عن=

= زهير بن محمد العنبري الخراساني، فرواية الشاميين عنه فيها مناكير كما قال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 427)، وقال أحمد:«كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر، فقلب اسمه! » .

ص: 383

فقلت: مَا هَذَا يا جَابِر؟ قال: نعم يا محمد، إنه مَن زَادت حَسَناتُه على سَيِّئَاتِه فَذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته وسيئاته فذلك الذي يُحاسَب حِسَابًا يَسِيرًا، ثُم يَدخل الجَنَّة، وإنما شَفَاعَة رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِمَن أَوْبَق نَفْسَه، وأغلق ظهره.

(532)

أخبرنا أبو الحَسَن علي بن محمد المُقْرِئُ، حدثنا الحسَن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا أبو الرَّبِيع، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفر (1)، حدثنا عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قلتُ لِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم: مَن أَسْعَدُ النَّاسِ بِشفَاعَتِك يَوم القِيامة؟ قال:

«لَقَد ظَننتُ أَنَّ أَحدًا لا يَسأَلُني عَن هَذا الحَديث أَوَّل (2) مِنك؛ لِمَا رَأيت مِن حِرصِك عَلى الحَدِيث، أَسْعَدُ النَّاس بِشَفَاعَتي يوم القِيامَة، مَن قَال لا إله إلا الله خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِه» .

رواه البخاري في الصحيح (3)، عن قُتَيبة، عن إسماعيل بن جعفر.

(533)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس -هو الأَصَمُّ- حدثنا العَبَّاسُ -هو الدُّورِي- حدثنا سَعِيدٌ، حدثنا لَيْثُ بنُ سَعْدٍ ح وأخبرنا أبو عبد الله، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس، حدثنا محمد ابن إسحاق، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا لَيْثٌ، عن يَزِيدَ بنِ أبي حَبِيْبٍ،

(1)«أحاديث إسماعيل بن جعفر» (354).

(2)

في «ب» (أولى).

(3)

صحيح البخاري (6570).

ص: 384

عن سَالِم بن أَبي سَالِم، عن مُعَاوية بن مُعَتِّب (1) الهُذَلِي، عن أبي هريرة أَنَّه سَمِعَه يقول: سَألتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَاذا رَدَّ إليك رَبُّك في الشفاعة؟ قال:

«والذي نَفسُ محمد بِيَدِه، لقد ظَننتُ أَنَّك أَوَّلُ مَن يَسألني عَن ذَلِك مِن أُمَّتي؛ لِمَا رَأيتُ مِن حِرصِك عَلى العِلم، والذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيده لَمَا يَهُمُّنِي مِن انْقِصَافِهم على أبواب الجنة، أَهَمُّ عِندي مِن تَمَام شَفَاعَتي، وشَفَاعَتي لِمَن شَهِد أَن لَا إِلهَ إِلا الله مُخْلِصًا، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَه، ولِسَانُهُ قَلْبَه» (2).

(534)

أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ بِشْرَان العَدْلُ -ببغداد-، أخبرنا إسماعيلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّغَاني ح وأخبرنا عبدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ، أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ الشَّيبَانِيُّ -بالكُوفَة-، حدثنا إبراهيمُ بن إسحاق الزُّهْرِي قالا: حدثنا يَعْلَى بنُ عُبَيد، عن الأَعْمَش، عن أبي صَالِح، عن أبي هُرَيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنَّ لِكل نَبِيٍّ دَعْوَةً مُستَجَابة، وإني اخْتَبَأتُ دَعوتِي شَفَاعة لِأُمَّتِي، وهي نَائِلَةٌ مِنكم -إن شاء الله- مَن مَات لا يُشرِك بِالله شَيئًا» .

أخرجه مسلم (3)، من حديث أبي مُعَاوية، عن الأعمش.

(535)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله، أخبرنا الحَسَن بن سُفيان، حدثنا حَرْمَلَةُ بنُ يَحيَى، حدثنا ابنُ وَهْبٍ، أخبرني يُونُس، عن ابن شِهَابٍ، أَنَّ عَمْرو بن أَبِي سُفيان حَدَّثَه، أَن أَبا هُرَيرة قَال لِكَعْبِ الأَحْبَار: إِنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1) في «م» (مغيث)، وقال الحافظ في «تعجيل المنفعة» (2/ 271):«معاوية بن معتب، ويقال بن مغيث، ويقال بن عتبة» .

(2)

أخرجه أحمد (8070)، من طريق الليث بن سعد، به.

(3)

صحيح مسلم (199).

ص: 385

«إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابة، فَتَعجَّلَ كُلُّ نَبيٍّ دَعْوَتَهُ، وإِني اخْتَبأتُ دَعْوَتِي شَفَاعةً لأمَّتِي إلى يَومِ القِيَامَة، فَهِي نَائِلةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- مَن مَات لا يُشرك بالله شَيئًا» .

قال كَعْبٌ لأبي هُرَيرة: أَنت سَمعتَ هَذا مِن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو هريرة: نعم.

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن حرملة بن يحيى.

(536)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدُّوْرِيُّ، حدثنا يُونُسُ بن محمد المُؤَدِّبُ، حدثنا حَمَّادٌ، عن عَاصِم، عن أَبِي بُرْدَةَ، عن أبي مُوسَى، أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يَحْرُسُه أَصحَابُه، فَقُمتُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَلم أَرَه في مَنَامِه، فَأخَذَني مَا قَدُمَ ومَا حَدَثَ، فَذَهبتُ أَنظُر، فَإِذَا مُعاذُ بنُ جَبَل قد لَقِي مِثلَ الذِي لَقِيتُ، فَسَمِعْنا صَوْتًا مِثلَ هَزِيزِ (2) الرَّحَا ومَنْ يُجَرِّرُهُما، فَوقَفْنَا عَلى مَكَانِنَا (3)، فجاء

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن قِبَل الصَّوت فقال:

«هَل تَدريَان أَين كُنْتُ؟ وفِيم كُنت؟ قالا: أَيْن كُنتَ؟ وفِيم كُنتَ؟ قال: أَتَاني آتٍ مِن رَبِّي يُخَيِّرُني بَين أَن يَدخُلَ شَطر أُمَّتي الجَنَّة، وبَين الشَّفَاعَة، فَاخترتُ الشَّفاعة، قالا: يا رسول الله، فَادع اللهَ أَن يَجْعَلَنا فِي شَفَاعَتِك، فَدعَا لَهُما، ثُم أَقْبَل وأَقْبَلنا مَعه، فكلما لَقِيَه رَجُلٌ سَأَلَه، حَتى اسْتَقبلَه عِظَمُ النَّاسِ

(1) صحيح مسلم (198).

(2)

في «ب» (هزمة)، وكتب في الحاشية:(هزمة الرعد أي صوته).

(3)

في «م» ، «ث» (فوقفا على مكانهما)، .

ص: 386

قَال: أَنتُم في شَفَاعَتِي، ومَن لَقِي اللهَ لا يُشرك بِه شَيئًا فَهو في شَفَاعَتِي» (1).

كذا رواه عَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُودِ، ورُوِي عَن حُمَيد بنِ هِلالٍ، عن أَبي بُرْدَة، عن أبي موسى، عن عَوْفِ بن مالك، أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر معنى هذه اللفظة، فخالفها في بعض ألفاظها.

(537)

أخبرنا به أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عَلي الحُسَين بن علي الحافظ، حدثنا الحُسَين بن عبد الله (2) بن يزيد القَطَّان الرَّقِّي، حدثنا

عبد الرَّحمن بنُ حَمَّاد أبو بَكر الوَاسِطِيُّ، حدثنا خَالِدُ بن عبد الله 2) الواسِطِي، [عن خالد الحذاء](3) حدثني حُمَيد بن هِلال، فذكره (4).

ورَوَيناه فيما مضى من وجه آخر، عن عَوْف بن مالك (5)، ومِن حديث قَتَادة، عن أبي المَلِيح، عن عوف بن مالك (6)، ورُوِي عن أبي قِلَابَةَ الجَرْمِي،

عن عَوف بن مالك (7).

(538)

أخبرناهُ محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني الحُسَين بن عَلي التَّمِيمِي، حدثنا محمد بنُ المُسَيب، حدثنا إسحاقُ بنُ شَاهِين، حدثنا خالد

(1) أخرجه أحمد (19553)، عن يونس بن محمد، وعفان، عن حماد -يعني ابن سلمة-، وأخرجه في (19618)، عن عفان، عن حماد، به.

(2)

ما بينهما سقط من «ب» .

(3)

ما بين المعقوفتين سقط من النسخ، وأثبته من «المعجم الكبير» للطبراني، و «البعث» لأبي بكر بن أبي داود، وخالد بن عبد الله الواسطي، لم يدرك حميد.

(4)

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (18/ 72)، وأبو بكر بن أبي داود في «البعث» (43/ 2)، من طريق خالد الواسطي، به، وصححه شيخنا الحُوَيْنِيُّ، في «البعث» .

(5)

راجع حديث رقم (459)، و (460).

(6)

راجع حديث رقم (461).

(7)

ما بينهما سقط من «ث» .

ص: 387

ابنُ عبد الله، عن خَالِد الحَذَّاء، عَن أَبِي قِلَابَةَ، عن عَوفِ بن مالك 7) قال: كُنَّا مَع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بَعضِ مَغَازِيه، فذكر الحديث بِنَحْوٍ مِن مَعْنَاه (1).

(539)

أخبرنا أبو الحَسَن عَلي بن محمد المُقرئ، أخبرنا الحَسَن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا محمد بن عُبَيد، حدثنا حَمَّاد بن زَيد، حدثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلَابَةَ، رَدَّ الحَدِيثَ إلى عَوف بنِ مَالِك قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ المَلَك، أو قَال: جبريل عليه السلام أَتَاني فَخَيَّرَني بَيْن أَن يَدخُل شَطْرُ أُمَّتي الجَنة، وبين الشَّفاعة، فَاخترتُ الشَّفَاعَة» .

قال: وقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «شَفَاعَتِي لِمَن لا يُشْرِك بِاللهِ شَيئًا» (2).

قال: وزاد فيه خَالِدٌ، عن أبي قِلَابة:«حتى أن الرَّجُلَ لَيشفع لِلرَّجُلِ، والرَّجُلُ لِلرَّجُلَين» .

قال أيوب: «مَن كَذَّب بِالشَّفاعَة؛ فَإِنَّه خَلِيقٌ أَن لا يَنَالَها، ولا تَنَاله» .

(540)

أخبرنا الأُستاذُ أبو بَكر ابنُ فُورَك، أخبرنا عبد الله بن جَعفر الأَصبهاني، حدثنا يُونُس بنُ حَبِيب، حدثنا أبو داود (3)، حدثنا شُعبَةُ، عن واصِلٍ، عن مُجَاهِد، عن أبي ذَرٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أُوتِيتُ خَمسًا لَم يُؤتَهُن نَبِيٌّ قَبلِي، جُعِلَت لِي الأَرضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، ونُصِرْتُ بالرُّعب عَلى عَدُوِّي مَسِيرَة شهر، وبُعِثتُ إلى الأَحْمَر والأَسْوَد، وأُحِلَّت لي الغَنَائِمُ ولَم تَحِل لِنَبيٍّ كان قَبلي، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعة وهِي نَائِلةٌ مِن

(1) أخرجه الروياني في «المسند» (600)، عن إسحاق بن شاهين، به.

(2)

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (18/ 75)، من طريق حماد بن زيد، به.

(3)

«مسند الطيالسي» (474).

ص: 388

أُمَّتي مَن مَاتَ مِنهُم لا يُشركُ بالله شَيئًا».

هكذا رواه شُعبة.

وقال جَرِيرٌ، عن الأعمش، عن مُجَاهِد، عن عُبَيد بن عُمَير، عن أَبِي ذَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم (1).

وكذلك قاله: أَبُو أُسَامَة.

(541)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2)، أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القَاضِي، حدثني محمد بن جَرِيرٍ الفَقِيهُ، حدثنا أبو كُرَيْبٍ، سمعتُ أبا أُسَامَةَ وسُئِل عَن قوله:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28] فقال: حدثنا الأعْمَش، عن مُجَاهِدٍ، عن عُبَيد بنِ عُمَير، عن أبي ذَرٍّ قال: طَلَبتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلةً، فَوجَدته قَائِمًا يُصَلِّي، فأطال الصلاة، ثم قال:

«أُوتيتُ اللَّيْلَةَ خَمسًا لَم يُؤْتَهُنَّ نَبيٌّ قَبْلِي، وذَكَرهُنَّ، قال: وقِيل لِي: سَلْ تُعْطَه، فَاخْتَبأتُها شَفَاعةً لأمَّتِي، فهي نَائِلَة مَن لَم يُشرك بِالله شَيئًا» .

(542)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيعُ بن سُلَيمان، حدثنا أَسَدُ بنُ موسى، حدثنا محمد بن فُضَيل بن غَزْوَان، عن فُلَيت العَامِرِي، عن جَسْرَةَ العَامِرِيَة، عن أَبي ذَرٍّ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلي ذَاتَ لَيلَةٍ وهو يُرَدِّدُ آيةً حَتى أَصْبَح، بها يَركَعُ وبها يَسْجُد:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} [المائدة]، قال: فقلت يا رسول الله، ما زِلتَ تُرَدِّد هذه الآية حتى

(1) أخرجه أبو داود (489)، عن عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير، به مقتصرا على قوله:(جعلت الأرض طهورا ومسجدا).

(2)

«المستدرك» (3587).

ص: 389

أصبحت، قال:

«إنِّي سَألتُ رَبِّي الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي، وهِي نَائِلة مَن لا يُشرِك بالله شَيئًا» (1).

(543)

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجَّبَّار السُّكَّرِي

-ببغداد-، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَرَفَة (2)، حدثنا عَبْدُ السَّلامِ بنُ حَرْبٍ المُلَائِيُّ، عن زِياد بن خَيْثَمَة، عن نَعْمَانَ (3) بنِ قُرَاد، عن عبد الله بن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«خُيِّرتُ بين الشَّفاعَةِ وبَين أَن يَدخُلَ شَطرُ أمَّتِي الجَنَّة، فاخترت الشفاعة؛ لأنها أَعَمُّ وأَكْفَى، أتَرَونَها للمؤمنين المُتَّقِين، لا، ولَكِنَّها لِلمُذنِبين المُتَلَوِّثِين الخَطَّائِين» (4).

(544)

أخبرنا القَاضِي أبو عُمَر محمد بنُ الحُسَين، حدثنا سُلَيمان بن أحمد بن أَيُّوبَ اللخْمِيُّ (5)، حدثنا أبو زُرْعَةَ عبد الرحمن بن عَمرو الدِّمَشْقِي (6)، حدثنا أبو اليَمَان الحَكَمُ بنُ نَافِع ح وأخبرنا أبو زَكَرِيَّا يَحيى بنُ إبراهيمَ المُزَكِّي، أخبرنا أبو الحُسَين أَحمدُ بنُ عُثمانَ بن يَحيى الأَدَمِي، حدثنا عبد الكَرِيم بنُ الهَيْثَم، حدثنا أبو اليَمَان، حدثنا شُعَيبٌ، عن الزُّهْرِي، عن أَنَس، عن أُمِّ حَبيبة، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(1) أخرجه أحمد (21328)، عن محمد بن فضيل بن غزوان، به.

(2)

«جزء الحسن بن عرفة» (93).

(3)

نعمان بفتح النون كذا قيده الدارقطني في «المؤتلف والمختلف» (2/ 2235)، وتبعه ابن ماكولا في «الإكمال» (7/ 274).

(4)

أخرجه أبو بكر بن أبي داود في «البعث» (45)، عن الحسن بن عرفة، به. وضعف شيخنا الحويني إسناده، لجهالة النَّعْمَانِ بنِ قُرَاد.

(5)

«المعجم الأوسط» (4648)، و «مسند الشاميين» (2990)، للطبراني سليمان بن أحمد.

(6)

«تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (1/ 456).

ص: 390

«أُرِيتُ مَا تَلقى أُمَّتي بَعدي، وسَفْكَ بَعْضِهِم دِمَاءَ بَعضٍ، فَأحْزَنَني، وسَبَق ذَلك مِن الله عز وجل كَمَا سَبقَ في الأمم قَبلِهم، فسألته أَن يُوَلِّيَنِي فِيهم شَفَاعة يَوم القَيامَة، فَفَعل» .

لفظُ حَديث أبي زَكريا.

هذا إسنادٌ صَحيح، ورواه أبو اليَمَان مَرَّةً عَن شُعَيب، عن ابن أبي الحُسَين، عن أَنَسٍ.

(545)

وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (1)، حدثني أبو الحَسَن عَلِي بنُ عُمَر الحَافِظ، حدثنا يَحيى بنُ مُحمد بن صَاعِد، حدثنا إبراهيمُ بنُ هَانئ النَّيْسَابُورِي قال: قال لنا أبو اليَمَان: «الحَدِيثُ حَديثُ الزُّهْرِي، والذِي حَدَّثْتُكُم عن ابن أبي الحُسَين غَلِطتُ فِيه بِوَرَقَة قَلَبْتُها» (2).

(546)

أخبرنا الإِمَامُ أبو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش -من أَصْلِ سَمَاعِهِ-، أخبرنا أبو طَاهِر مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن المُحَمَّدَابَاذِي، حدثنا أَحْمَدُ بنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عن ثَابِتٍ، عَن أَنَسٍ قال:

(1)«المستدرك» (1/ 138) بعد حديث (227)، وقال الحاكم:«هذا كالأخذ باليد، فإن إبراهيم بن هانئ ثقة مأمون» .

(2)

قَالَ أبو زرعة في «تاريخه» (1/ 456): «فسألت أحمد بن حنبل عن حديث الزهري عن أنس عن أم حبيبة هذا فقال: ليس هذا من حديث الزهري، هذا من حديث ابن أبي حسين.

قال أبو زرعة: وسألت أحمد بن صالح عنه فقال: ليس له أصل - يعني عن الزهري - وأنكره كما أنكره أحمد بن حنبل».

قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (10/ 323) بعد ذكر تضعيف الأئمة لهذا الحديث «قلت: تعين أن الحديث وهم فيه أبو اليمان، وصمم على الوهم؛ لأن الكبار حكموا بأن الحديث ما هو عند الزهري - والله أعلم -» .

ص: 391

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«شَفَاعَتِي لأهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي» (1).

هذا إسنادٌ صحيح، ورُوِي مِن أَوْجُهٍ أُخَر، عن أَنَس بن مالك، منها ما

(547)

أخبرنا أبو عبدِ الله الحَافظُ، وأبو الحَسن محمدُ بن عبد الرحمن ابن محمد بن عَبْدَان الشُّرُوطِي، وأبو سعيد ابن أبي عَمْرو قالوا: حدثنا أبو العَبَّاس -هو الأَصَم-، حدثنا محمدُ بن عَلِي الوَرَّاق، حدثنا سُلَيمان بن حَرْب ح وأخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحَافِظُ (2)، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق الفَقِيه، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق القَاضِي، وأبو المُثَنَّى العَنْبَري قالا: حدثنا سُليمانُ بن حَرب، حدثنا بِسطَام بن حُرَيث، عن أَشْعَثَ الحُدَّانِي، عن أَنَسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«شَفَاعَتِي لأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي (3)» .

وفي رواية الوَرَّاق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه أبو داود في كتاب السُّنَن (4)، عن سليمان بن حرب.

(548)

أخبرنا أبو عَلي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بَكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو دَاوُد، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَرْبٍ، فَذَكره.

ومنها ما.

(1) أخرجه الترمذي (2435)، من طريق عبد الرزاق، به وقال الترمذي:«هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن جابر» .

(2)

«المستدرك» (230).

(3)

قوله (من أمتي) سقط من «ث» .

(4)

«سنن أبي داود» (4739).

ص: 392

(549)

أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو أَحْمَدَ القَاسِمُ بنُ أبي صَالِح الهَمَذَانِي، أخبرنا إبراهيمُ بنُ الحُسَين بن دَيْزِيْل، حدثنا محمد بن أبي بكر المُقَدَّمِي، أخبرنا جعفر بن سليمان، حدثنا مالك بن دِينَار، سمعتُ أنس ابن مالك يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«شَفَاعَتِي لأهْلِ الكَبَائِر مِنْ أُمَّتِي» ، وتلا هذه الآية:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31]. (1)

(550)

وأخبرنا أبو القاسم الحَسن بن محمد بن حَبِيب، حدثنا أبو زَكَريَّا العَنْبَري، حدثنا البُوْشَنجِي، حدثنا عبد الله بن أبي بكر المُقَدَّمي أبو محمد، حدثنا جَعفر بن سُلَيمَان، فذكره بنحوه (2).

ومنها ما.

(551)

(3) أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيه، أخبرنا أبو حامد بن بِلَالٍ، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا الخَلِيلُ بنُ عُمَر، حدثنا عُمَر الأَبَحُّ، عن سعَيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادَة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي» (4).

ومنها ما.

(1) أخرجه المصنف في «الاعتقاد» (1/ 202)، هكذا بنفس الإسناد.

(2)

قال ابن أبي حاتم في «العلل» (1729): «وسألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن أبي بكر المقدمي، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن مالك بن دينار، عن أنس

وذكر الحديث» قال: «سمعت أبي يقول: هذا حديث منكر» .

(3)

هذا الحديث سقط من «م» .

(4)

أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (2/ 653)، عن محمد بن يحيى الذهلي، به.

ص: 393

(552)

أخبرنا أبو الحَسَن المُقرئُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ، حدثنا فَضَالَةُ ابنُ عَبد المَلِك، حدثنا زِيَاد النُّمَيْرِي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ شَفَاعَتِي لأهْلِ الكَبَائِر مِن أُمَّتِي» (1).

ومنها ما.

(553)

حدثنا الإمامُ أبو الطَّيب سَهْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ -إملاءً-، أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن يَزِيد العَدْل، حدثنا زَكَريَّا بن يَحْيَى البَزَّاز، حدثنا نَصرُ بن عَلي الجَهْضَمِي، حدثنا نُوح بنُ قَيس، عن يَزِيدَ الرَّقَاشِي، عن أَنس بن مالك قال: قلنا يا رسول الله، لِمَن تَشْفَع؟ قال:

«لأهلِ الكَبائِر مِن أُمَّتِي وأهل العَظَائِم وأهل الدُّنيا» (2).

ورُوِي عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

(554)

وحدثناه أبو الحَسَن الحَسَني، أخبرنا أبو حامد بن الشَّرْقِي ح وأخبرنا أبو طَاهِر مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش الفَقِيهُ، أخبرنا أبو طَاهِر المُحَمَّدابَاذِي قالا: حدثنا أحمد بن يُوسُف السُّلَمِي، حدثنا أبو حَفْص التِنِّيْسِي عَمرو بن أَبي سَلَمة، حدثنا زُهَير بنُ محمد، عن جَعْفَر بن محمد، عن أبيه، عن جَابِرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«شَفَاعَتي لأهل الكبائِر مِن أُمَّتي» (3).

(1) أخرجه أبو يعلى (4304)، من طريق زياد النميري، به.

(2)

أخرجه الكلاباذي في «بحر الفوائد» (ص 292)، من طريق نوح بن قيس، وأخرجه أبو يعلى (4105)، (4115)، من طريق يزيد الرقاشي.

(3)

أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (6467)، عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الشرقي، به. قلت: وهذا الإسناد معلول برواية أبي حفص التنيسي عمرو بن أبي سلمة -وهو شامي- عن زهير بن محمد العنبري الخراساني، فرواية الشاميين عنه فيها مناكير كما قال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 427)، وقال أحمد:«كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر، فقلب اسمه! » .

ص: 394

تَابَعه الوَليدُ بنُ مُسْلِم، عن زُهَير بن محمد.

(555)

أخبرناه أبو عبد الله بن يوسف الأَصبهاني، أخبرنا أبو القَاسِم جَعفرُ بن محمد بن إبراهيم المُوْسَوِي -بمكة- حدثنا أبو حَاتِم محمدُ بنُ إِدْرِيس الحَنْظَلِي، حدثنا صَفْوانُ بن صَالِح، حدثنا الوليدُ بنُ مُسلِم، حدثنا زُهَير بنُ محمد، حدثني جَعفر بن محمد، عن أَبِيهِ قال: سمعتُ جَابرَ بنَ

عَبدِ الله يَقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إِنَّ شَفَاعَتي يومَ القِيامَة لأهلِ الكَبائِرِ مِنْ أُمَّتِي» (1).

(556)

أخبرنا أبو سَعْد المَالِينِي، أخبرنا أبو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ الحَافِظُ (2)، حدثنا الحَسَنُ بن سُفيان، حدثنا صَفوانُ بنُ صَالِح، حدثنا الوَلِيد بنُ مُسلِم، حدثنا زُهَير بن محمد، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: سمعت جابرَ بنَ عبد الله يقول: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

«شَفَاعَتِي يومَ القِيامَة لأهلِ الكبائرِ مِن أُمَّتِي» .

فقلت: ما هذا يا جابر؟ قال نعم يا محمد إنه من زادت حسناتُه عَلى سَيئاتِه، فذلك الذي يَدخل الجَنة بِغَير حِساب، وأما الذي قد اسْتَوَت حسنَاتُهُ

(1) أخرجه ابن ماجه (4310)، من طريق الوليد بن مسلم، به.

(2)

«الكامل في ضعفاء الرجال» (4/ 184)، وقال ابن عدي بعد أن ساق هذا الحديث وغيره من رواية زهير بن محمد:«وهذه الأحاديث لزهير بن محمد فيها بعض النكرة» ثم قال: «ولعل الشاميين حيث رَوَوْا عنه اخطأوا عليه» . قلت: والوليد بن مسلم: شامي.

ص: 395

وسَيِّئاتُه فَذلك الذي يُحَاسَبُ حِسابًا يَسيرًا، ثم يَدخُل الجَنةَ، وإنما الشَّفاعَةُ -شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لِمَن أَوْبَقَ نَفسَه، وأَغْلَق ظَهْرَه.

ورواه محمد بن ثابت، عن جعفر.

(557)

حدثنا أبو بكر ابن فُورَك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يُونُس ابنُ حَبيب، حدثنا أبو داود (1)، حدثنا محمد بن ثابت، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَابِرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«شَفَاعَتي لأهلِ الكَبَائِر مِن أُمَّتِي» .

قال: فقال لي جابر: مَن لَم يَكُن مِن أَهل الكَبائِر، فَما لَه ولِلشَّفَاعة (2).

(558)

أخبرنا محمد بن موسى بن الفَضل، أخبرنا محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حدثنا جَعْفَرُ بنُ أبي عُثمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ، حدثنا عَنْبَسَةُ بنُ عبد الوَاحِد، عَن وَاصِل مَولى أَبي عُيَيْنَةَ، عن أُمَيٍّ أَبِي

عَبد الرَّحمن، عن الشَّعْبِي، عن كَعْب بنِ عُجْرَةَ، قلت: يا رسول الله، الشَّفَاعَة الشَّفَاعَة فقال:

«شَفَاعَتِي لأهل الكَبَائِر مِن أُمَّتِي» (3).

(1)«مسند الطيالسي» (1774).

(2)

أخرجه الترمذي (2463)، من طريق أبي داود الطيالسي، به. وقال:«هذا حديث غريب من هذا الوجه يُسْتَغرب من حديث جعفر بن محمد» . وقال في «العلل الكبير -ترتيب القاضي أبي طالب-» (617): «فسألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه» . قلت: ومحمد هو ابن ثابت البُناني، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث.

(3)

أخرجه الآجري في «الشريعة» (832)، من طريق محمد بن بكار، به. وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (4/ 65)، من طريق محمد بن بكار أيضًا، وقال:«قال علي بن عمر -يعني الدارقطني-: هذا حديث غريب من حديث الشعبي عن كعب ابن عُجرة، تفرد به أُمَيُّ بنُ رَبِيعة الصَّيْرَفي عنه، وتَفَرد به وَاصِل بن حَيَّان، عن أُمَي، ولا نَعلم حَدَّث به عَنه غَيرَ عَنبسة بن عبد الواحد» .

ص: 396

(559)

أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيه، أخبرنا أبو بَكر محمد بن الحُسَين القَطَّان، حدثنا أحمد بن يوسف السُّلَمِي، حدثنا عَبدُ الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، عن ابنِ طَاوُس، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«شَفَاعَتي لأهْلِ الكَبائِرِ مِن أُمَّتِي يومَ القِيَامَة» .

هذا مُرسَلٌ حَسَن، يَشهد لِكَون هَذِه اللفْظَة شَائِعَةٌ بَين التَّابِعين (1).

(560)

أخبرنا أبو الفَتح هِلالُ بنُ مُحَمَّدِ بن جَعْفَر الحَفَّار -ببغداد-، أخبرنا الحُسَين بنُ يَحيى بن عَيَّاش، حدثنا أبو الأَشْعَث، حدثنا الفُضَيل بن سُلَيمان، حدثنا أبو مالك الأَشْجَعِي، حدثنا رِبْعِي بن حِرَاش، أنه سَمعَ حُذَيْفَة ابنَ اليَمَان، سَمِع رَجُلًا يقول: اللهُم اجْعلني فِيمَن تُصِيبُه شَفَاعةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، قال:«إن اللهَ عز وجل يُغْنِي المُؤمنين عَن شَفَاعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولَكِنَّ الشَّفَاعَة للمُذْنِبين، المُؤمنين والمُسْلِمين» (2).

* * * * *

(1) لم أوفق لتخريجه، وفي كلام البيهقي هذا إشعار بضعف ما تقدم من الأحاديث المرفوعة، في هذا المعنى.

(2)

أخرجه الآجري في «الشريعة» (837)، من طريق أبي الأشعث أحمد بن المِقْدَام، به.

ص: 397