المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌57 - باب آخر من يدخل الجنة، ومن يكون من أهل الجنة أدنى منزلة، ومن يكون منهم أرفع منزلة - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌57 - باب آخر من يدخل الجنة، ومن يكون من أهل الجنة أدنى منزلة، ومن يكون منهم أرفع منزلة

‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

(1002)

أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، أخبرنا أبو طَاهر المُحَمَّدَابَاذِيُّ، حدثنا العَبَّاسُ بنُ محمد، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ مُوسَى، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عن مَنْصُورٍ ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو الفَضْل بنُ إبراهِيمَ المُزَكِّي، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمَة، حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيد، وإسحاقُ بنُ إِبراهيمَ، قالا: أخبرنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن إبراهيمَ النَّخعِيِّ، عن عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُود، عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنِّي لَأعْلَم آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِن النَّارِ، وآخِرَ أهلِ الجَنَّةِ دُخُولًا الجَنَّة، رَجُلًا يَخرُجُ مِن النَّارِ حَبْوًا، فيقول الله عز وجل له: اذْهَب فَادْخُل الجَنَّة، فَيَأتِيها، فَيُخَيَّلُ إِليه أَنَّها مَلْأَى، فَيقُولُ: يَا رَبِّ، وجَدْتُها مَلْأَى، فيقولُ اللهُ له: اذْهَب فَادْخُل الجَنَّة، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنيا وعَشْرةِ أَمْثَالِ الدُّنيا، فيقول: أَتَسْخَرُ بِي، أو تَضْحَكُ بِي، وأَنْتَ المَلِك؟ قال: فَلَقَد رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَواجِذُهُ» .

قال إبراهيمُ: وكان يقال: «إِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّة مَنْزِلًا» .

لفظ حديث جرير.

وفي رِوَايِة إسرائيل: «آخِر أَهل الجَنة دُخولًا، وآخر أَهْلِ النَّار خُروجًا مِن النَّار رَجُلٌ يَخرج حَبْوًا، فيقول له ربه: ادْخُل الجَنَّة، فيقول: أَرَى الجَنَّة مَلآى، فيقولُ لَه ذَلك ثَلَاث مَرَّات، كُلُّ ذَلِك يُعِيد الجنة ملآى، فيقول: إِنَّ

ص: 638

لَكَ مِثل الدُّنيا عَشْر مَرَّات». لم يذكر ما بعده.

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن محمدِ بنِ خَالِد، عن عُبَيد اللهِ بن مُوسَى، وعن عثمان ابنِ أبي شَيْبَة، عن جَرِير (2).

ورواه مسلم (3)، عن عثمان، وإسحاق بن إبراهيم.

ورواه أبو مُعَاوِيَة، عن الأَعْمَش بإسناده، ومعناه، إلا أنه قال:«فَيُقَال لَه: تَمَنَّه، فَيَتَمَنَّى، فيقال: فَإِنَّ لَك الذِي تَمَنَّيتَ، وعَشْرَةَ أَضْعَافِ الدُّنيَا» (4).

(1003)

أخبرنا عبدُ اللهِ الحَافِظُ، أخبرنا أبو الفَضْل بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمَة، حدثني إبراهيمُ بنُ الحَارِث القَنْطَرِيُّ، حدثنا يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حدثنا زُهَيْرُ بنُ مُحَمَّد، عن سُهَيْل بنِ أَبي صَالِح، عن النُّعْمَان بنِ أَبي عَيَّاش، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرَيِّ، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّة مَنْزِلَة: رَجُلٌ صَرَفَ اللهُ وجْهَهُ عَن النَّارِ قِبَل الجَنَّة، ومَثَّل لَه شَجْرَةً ذَاتَ ظِلٍّ، فقال: أَي رَبِّ، قَرِّبنِي إلى هذه الشَّجَرة أَكُون في ظِلِّها، فقال الله عز وجل: هَل عَسَيْتَ إن فَعَلتُ أَنْ تَسْأَلْنِي غَيْرَه؟ فقال: لا وعِزَّتِك، فَقَدَّمَه اللهُ عز وجل إليها، ومثل لَه شَجَرةً ذَاتَ ظِلٍّ وثَمَر، فقال: أَيْ رَبِّ، قَرِّبْنِي إلى هذه الشَّجَرة أكون في ظِلِّها، وآكُلُ مِن ثَمَرِهَا، فقال اللهُ عز وجل له: هَل عَسَيتَ إِن أَعْطَيْتُك ذَلك أَنْ تَسْأَلْنِي غَيْرَه؟ فيقول: لا، فَقَدَّمَه اللهُ إليها، ومَثَّل لَه شَجَرةً ذَاتَ ظِلٍّ، وثَمَر، ومَاء، فَقَال: أَيْ رَبِّ، قَرِّبْنِي إلى هذه الشَّجَرة أكونُ في ظِلِّها،

(1) صحيح البخاري (7511).

(2)

صحيح البخاري (6571).

(3)

صحيح مسلم (186).

(4)

أخرجه أحمد (3595)، عن أبي معاوية، وهو في صحيح مسلم (186).

ص: 639

وآكُلُ مِن ثَمَرِهَا، وأشربُ مِن مَائِها، فيقول اللهُ عز وجل: هَل عَسَيْتَ إِن فَعَلتُ أَنْ تَسْأَلَني غَيْرَهُ؟ فيقول: لَا وعِزَّتِك، لا أَسْأَلك غَيْرَه، فَيُقَدِّمُه اللهُ إليها، فَبَرَزَ لَه بَابُ الجَنَّة، فيقولُ: أَيْ رَبِّ، قَرِّبْنِي إلى بَابِ الجَنَّة، فَأَنْظُر إلى أَهْلِها، فَيُقَدِّمُه اللهُ إليها، فَيَرى أَهْلَ الجَنَّة وما فِيهَا، فَيَقُول: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِي الجَنَّة، قال: فَيُدْخِلُه اللهُ الجَنَّة، فَإِذَا دَخَل الجَنَّة، قال: هذا لَي، فَيقُولُ اللهُ عز وجل تَمَنَّ، قال: فَيَتَمَنَّى ويُذَكِّرُهُ اللهُ، تَمَنَّ كَذَا وكَذَا، حَتى إذا انْقَطَعَت بِه الأَمَانِي، قال اللهُ عز وجل: هُو لَك وعَشْرَةُ أَمْثَالِه، قال: ثُم يَدخُل الجَنَّة، فَيَدخل عَلَيه زَوْجَتَاهُ مِن الحُور العِين، فيقولان لَه: الحَمْدُ لله الذِي أَحْيَاكَ لَنَا، وأحْيَانَا لَك، قال: فيقول: ما أُعْطِي أَحَدٌ مِثل مَا أُعْطِيت، قال: وأَدْنَى أَهْلِ النَّار عَذابًا يُنْعَلُ بِنَعْلَين مِن نَارٍ يَغْلِي دِمَاغُهُ مِن حَرَارة نَعْلَيْه».

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن أبي بكير، إلى قوله:«مثل ما أعطيت» (2).

(1004)

حدثنا السَّيدُ أبو الحَسَن محمدُ بنُ الحُسَين العَلَوِيُّ، أخبرنا أبو حَامِد أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بنِ الحَسَن الحَافِظُ، وأبو حَامِد بنُ بِلَالٍ البَزَّاز قالا: حدثنا أحمدُ بنُ حَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ، حدثني أَبِي، حدثني إِبراهيمُ بنُ طَهْمَانَ، عن مُوسَى بنِ عُقْبَة، عن صَفْوَانَ بنِ سُلَيْم، عن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُم مِن الجَنَّة أَن يُقَالَ لَه: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى، فَيُقَال: هَل

(1) صحيح مسلم (188).

(2)

أخرجه ابن منده في «الإيمان» (840)، من طريق إبراهيم بن الحارث، به.

ص: 640

تَمَنَّيت؟ فَيقُول: نَعَم، فَيُقَال: لَك مَا تَمَنَّيتَ، ومِثْلَه مَعَهُ» (1).

(1005)

وأخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، أخبرنا أبو بَكْر القَطَّانُ، حدثنا أَحمدُ ابنُ يُوسُف، حدثنا عبدُ الرَّزَاق، أخبرنا مَعْمَر، عن هَمَّامِ بنِ مُنَبِّه، قال: هَذَا مَا حَدَّثنا أبو هُرَيْرَةَ، قال: وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُم مِنَ الجَنَّة إن -هُيء- لَه أَن يُقَال: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّ ويَتَمنَّ، فَيُقَال لَه: تَمَنَّيتَ؟ فَيقُول: نَعم، فَيقُول: فَإِنَ لَك مَا تَمَنَّيتَ ومِثْلَه مَعَهُ» .

رواه مسلمٌ في الصَّحِيح (2)، عن محمد بنِ رَافِع، عن عبد الرزاق.

وروينا فيما مضى (3) من حديث سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد، عن أبي هريرة في حديث الرؤية، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ويَبْقَى رَجُلٌ بَين الجَنَّة والنَّار هو آخِرُ أهل الجَنة دُخولًا، مُقْبِلًا بَوجْهِه على النار، يقول: يا رَبِّ، اصْرِف وجْهِي عن النَّار، فَإِنَّه قَد قَشَبَنِي رِيحُها، وأحْرَقَنِي ذَكَاؤُها، فيقول اللهُ عز وجل: فَهَل عَسَيتَ إنْ فَعَلتُ ذَلِك أَن تَسأَلَ غَيْر ذَلِك، فَيقُول: لا وعِزَّتِك، فَيْعْطِي رَبَّه مَا شَاء مِن عَهْدٍ ومِيثَاق، فَيَصْرِف اللهُ وجَهْهُ عَن النَّار» ، ثم ذكر الحديث إلى أن قال: «ثُم يَأْذَن لَهُ في دُخُول الجَنَّة، فَيقُول لَه: تَمَنَّ، فَيَتمنَّى، حتى إذا انْقَطع بِه، قال اللهُ عز وجل: مِن كَذا وكَذا فَسَل،

-يُذَكِّرُه رَبُّه-، حتى إذا انتهت به الأماني قال اللهُ عز وجل: لَك ذَلِك ومِثْلَه مَعَه».

قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة: إِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لك وعَشْرَة أَمْثَالِه» ، قال أبو هريرة: لم أحْفَظ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا قوله: «لَك

(1) أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (595)، من طريق أحمد بن حفص، به.

(2)

صحيح مسلم (182).

(3)

مضى برقم (657).

ص: 641

ذَلِك ومِثْلَه مَعَه»، قال أبو سعيد: أَشْهَد أَنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «ذلك وعَشْرة أَمْثَالِه» .

(1006)

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو الحُسَين

عبدُ الصَّمَد بنُ عَلِيِّ بنِ مُكْرَمٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الهَيْثَم البَلَدِيُّ، حدثنا

أبو اليَمَان، أخبرني شُعَيبٌ، عن الزُّهْرِي، أخبرني سَعيدُ بنُ المُسَيِّب، وعطاء ابن يزيد اللَّيْثِيُّ، أَنَّ أبا هُرَيْرَةَ، أخبرهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.

أخرجاه في الصحيح، (1) من حديث أبي اليمان.

ولعل ما حَفِظَهُ أبو سَعِيد أَوْلَى؛ فَقَد وَافَقَه في ذلك ما رويناه عن عبد الله ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1007)

أخبرنا أبو نَصْرٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزيز بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَة، أخبرنا أبو عَمْرِو بنُ مَطَر، أخبرنا أبو خَلِيفَةَ -إملاءً-، حدثنا عَلِيُّ بنُ عَبدِ اللهِ، حدثنا سُفْيَانُ، حدثنا مُطَرِّفٌ، وابنُ أَبْجَرَ، سَمِعَاهُ مِن الشَّعْبِي، يقول: سَمِعتُ المُغِيرَةَ ابنَ شُعْبَة، يُخْبِرُ النَّاسَ على المِنْبر قال: «سَألَ مُوسَى عليه السلام رَبَّهُ عز وجل، أخبرني بأدنى أهل الجَنَّة مَنْزِلَة، قال: هُو رَجُلٌ يَجِيءُ بعدما أُدْخِل أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، فَيُقَال له: ادْخُل الجَنَّة، فيقول: أَيْ رَبِّ، كيف أدخُلُ وقَد نَزَل النَّاسُ مَنَازِلَهم، وأَخَذُوا أخذَاتِهِم؟ فَيُقال له: أَتَرْضَى أَن يَكُونَ لَك مِثْلَ مَا يَكُون لِمَلِك مِن مُلُوكِ الدُّنيا، فيقول له: رَضِيتُ يَا رَب، فَيُقال: لَك هَذا ومِثْلَه مِثْلَه، حتى عَدَّ خَمْسًا، فيقول: رَضِيتُ رَبِّ، فَيُقَال: لَكَ هَذا وعَشْرَة أَمْثَالِه، فيقول: رَضِيتُ رَبِّ، فَيُقَال: لَك هَذَا، وما اشْتَهَت نَفْسُك ولَذَّت عَينُك. قال: يا رَبِّ، أخبرني

(1) صحيح البخاري (806)، ومسلم (182).

ص: 642

بأعلاهم مَنْزِلَةً، قال: أولئك الذين أَرَدْتُ، وسَوفَ أُخْبرك، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُم بِيَدي، وخَتَمتُ عَلَيْها، فَلَم تَر عَيْنٌ، ولَم تَسْمَع أُذُنٌ، ولم يَخْطُر عَلى قَلْبِ، مِصْدَاقُه في كتابِ اللهِ عز وجل:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السجدة]» (1).

قال عَلِيُّ بنُ المَدِيني: قِيل لِسُفْيَانَ: رَفَعَهُ ابنُ أَبْجَر؟ قال: رَفَعَهُ أَحَدُهُما.

(1008)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو عبد الله محمدُ بنُ يَعقُوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ محمد الصَّيْدَلَانِيُّ، وإبراهيمُ بنُ أبي طَالِب، قالا: حدثنا بِشْرُ بنُ الحَكَم، حدثنا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، حدثنا مُطَرِّفٌ، وابنُ أَبْجَرَ، فذكر الحديث، قال سفيان: رَفَعَهُ أَحَدُهُما، أُرَاه قال: ابنُ أَبْجَر.

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن بشر بن الحكم.

(1009)

وأخبرنا أبو عبدِ اللهِ، حدثنا أبو الحَسَن بنُ الحُسَين بنِ مَنْصُور، حدثنا هَارُونُ بنُ يُوسُفَ بنِ زِيَاد، حدثنا ابنُ أبي عُمَرَ، حدثنا سُفْيانُ، عن مُطَرِّف بنِ طَرِيفٍ، وعبدِ المَلِكِ بنِ سَعِيد بنِ أَبْجَرَ، سَمِعَا الشَّعْبِيَّ، يقول: سَمِعتُ المُغِيرَةَ بنَ شُعْبَةَ، يقول على المنبر، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

رواه مسلم في الصحيح (3)، عن ابن أبي عمر.

(1010)

وأخبرنا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا هِشَامُ بنُ عَلِي، حدثنا ابنُ رَجَاء، أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عن ثُوَيْر

(1) أخرجه أبو عوانة في «المستخرج» (425)، من طريق علي بن المديني، به.

(2)

صحيح مسلم (189).

(3)

صحيح مسلم (189).

ص: 643

-وهو ابنُ أَبي فَاخِتَةَ- قال: سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ، يُحَدِّث، رَفَع الحَدِيثَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ أَدْنَى أَهْل الجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَن يَنْظُرُ إلى جَنَّاتِه، أو قال: زَوْجَاتِه وخَدَمِهِ ونَعِيمِهِ وسُرُرِه (1) مَسِيرَة أَلْف سَنَة، وأَكْرَمُهُم عَلَى اللهِ عز وجل مَن يَنْظُر إلى وَجْهِه غدوة وعشية، ثُم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة]» (2).

وقال عبدُ المَلِك بن أبجر، عن ثُوَير:«إِنَّ أَدنى أهلِ الجَنة منزلةً لَمَن يَنظُر في مُلْكِه أَلْفي سَنَة، يَرى أَقْصَاه كَما يَرى أَدْنَاه، يَنظُر في سُرُره (1) وأَزْواجِه وخَدَمِه، وإن أَفْضَلَهم مَنزلة لَمَن يَنظُر إلى اللهِ عز وجل في وجْهِه في كُلِّ يَومٍ مَرَّتَيْن» .

(1011)

أخبرناه عَلِيُّ بنُ أَحْمَد بنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا أبو بَكر عُمَرُ بنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، حدثنا أبو بَكر ابنُ أبي شَيْبَةَ، حدثنا مُحمَّدُ بنُ خَازِم، عن عبدِ المَلِك بنِ أَبْجَر، عن ثُوَيْر بنِ أبي فَاخِتَة، عن ابْنِ عُمَرَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره. (3)

(1012)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ بنُ يَعقُوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إِسْحَاقَ، حدثنا إِسماعِيلُ بنُ عُبَيد بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ الحَرَّانِيُّ، حدثني محمدُ بنُ سَلَمَة، عن أبي عَبدِ الرَّحِيم خَالِد بن أَبي يَزِيدَ، حدثني زَيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عن المِنْهَال بنِ عَمْرٍو، عن أَبِي عُبَيْدَة بنِ عَبْدِ اللهِ،

(1) في «م» ، و «ب» (سروره).

(2)

أخرجه الترمذي (2553)، و (3330)، من طريق إسرائيل، به. وقال الترمذي:«هذا حديث غريب» .

(3)

أخرجه أحمد (4623)، عن أبي معاوية محمد بن خازم، به.

ص: 644

عن مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع، قال: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ، عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال:

«يَجْمَعُ اللهُ الأَوَّلِينَ والآخِرينَ لِمِيقَاتِ يَومِ مَعْلُوم» .

فَذَكر الحَديثَ بِطُولِه، وذَكَر الرَّجْلَ الذِي يَخْرُجُ مِن النَّارِ، وذَكَر عَوْدَه إلى مَسْأَلَة الزِّيَادَة إلى أن قال:

«فيقول اللهُ عز وجل له: ما لك لا تَسْأل؟ قال: فيقول له: رَبِّ قد سألتك حتى اسْتَحْيَيتُ، قال: فيقول اللهُ عز وجل: أترضَى أن أُعْطِيَك مِثل الدنيا منذُ يوم خَلَقْتُها إلى يوم أَفْنَيتُها وعَشْرَةَ أَضْعَافِها؟ قال: فيقول: أَتَسْتَهزِئُ بي وأَنْتَ رَبُّ العَالَمِين؟ فيقول الرَّبُّ: لا، ولَكِنِّي عَلى ذَلِك قَادِر، سَلْ، فيقول: رَبِّ ألْحِقْنِي بالناس، فيقول: الْحَق بِالنَّاس، فينطلق يَرْمُل في الجَنَّة حتى إذا دَنا من الناس رُفِعَ له قَصْرٌ من دُرة، فيقال له: إنما هو مَنزلٌ مِن مَنَازِلِك، ثم يلقى رجُلًا فَيتهيأ لِيَسْجُد، فيقال له: مَه، مَالَك؟ فيقول: رَأيت أَنَّك مَلَك مِن المَلائِكة، فيقول: إِنَّما أنا خَازِنٌ مِن خُزَّانِك عَبدٌ مِن عَبيدِك، تَحْتَ يَدي أَلفُ قَهْرَمَان عَلى مِثل مَا أنا عَلَيه، قال: فينطلق أَمَامَه حَتى يَفْتَحَ لَه القَصْر، وهو دُرَّةٌ مُجَوَّفَة سَقَائِفُها وأَبْوابُها وأَغْلَاقُها ومَفَاتِحُها منها، تَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرةٌ خَضْرَاء مُبَطَّنَة حَمْرَاء، كُلُّ جَوْهَرَة تُفْضِي إلى جَوْهَرة لَيْسَت عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى، في كُلِّ جَوْهَرة سُرُرٌ وأَزْوَاجٌ ووَصَائِف، أَدْنَاهُم حَوْرَاء عَيْنَاء عَلَيها سَبْعُونَ حُلَّة يُرَى مُخُّ سَاقِها مِن وَرَاءِ حُلَلِهَا، كَبِدُهَا مِرآتُه، وكَبِدُهُ مِرْآتُهَا، إذا أَعْرَضَ عَنْها إِعْرَاضَةً ازْدَادَت في عَيْنِه سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَت قَبْلَ ذَلِك، وإذا أَعْرَضَت عنه إِعْرَاضَةً، ازْدَادَ في عَيْنِها سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَ قَبْلَ ذلك، قال: فَيقُول لَهَا: واللهِ، لَقَد ازْدَدتِ في عَيْني سَبْعِين ضِعْفًا، قال: فتقول له: وأنت واللهِ، لَقَد ازْدَدت في عِيني سَبْعِينَ ضِعْفًا، قال: فيقول له: أَشْرِف، قال: فَيُشْرِف، فيقال له: مُلْكُكَ مَسِيرةُ مِائَة عَامٍ، فَيَنفُذهُ بَصَرُهُ» .

ص: 645

قال: فقال عُمَرُ بنُ الخَطَّاب: ألا تَسْمَع إلى ما يُحَدِّثُنا به ابنُ أُمِّ عَبْدٍ يا كَعْب عَن أَدْنَى أهل الجَنة مَنْزِلًا، فَكَيفَ أعلاهُم؟ قال كَعْبٌ:«يا أمير المؤمنين، لا عَيْنٌ رَأَت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، إِنَّ اللهَ خَلَق لِنَفْسِه دَارًا، وجَعَل فِيهَا مَا يَشَاءُ مِن الأَزْوَاج والثَّمَرات والأَشْرِبَة (1)، ثُم أَطْبَقَها، ثُم لَم يُرِهَا أَحَدًا (2) مِن خَلْقِه، لا جِبْريل ولا غَيرَهُ مِن المَلائِكَة، قال: ثُم قَرَأ كَعْبٌ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السجدة] قال: وخَلَق دُونَ ذَلِك جَنَّتَين زَيَّنَهُما بِمَا شَاءَ، وأَرَاهُما مَن شَاء مِن خَلْقِه، ثم قال: فَمَن كَان كِتَابُه في عِلِّيِّين نَزَلَ تِلك الدَّار التي لَم يَرَهَا أَحَدٌ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِن أَهْل عِلِّيين لَيَخْرُج يَسِير في مُلْكِه، فَما تَبْقَى خَيْمَةٌ مِن خِيَامِ الجَنَّةِ إلا دَخَلَها ضَوءٌ مِن ضَوءِ وَجْهِهِ، ويَسْتَبْشِرُون بِرِيحِه ويقولون: وَاهًا لِهَذه الرِّيح الطَّيبة، هذا مِن أَهْل عِلِّيين قَد خَرَج يَسِيرُ في مُلْكِهِ» .

قال: فقال عُمَرُ: «وَيْحَكَ يَا كَعْب، إِنَّ هَذِه القُلُوب قَد اسْتَرْسَلَت، فَاقْبِضْهَا» .

قال كَعْبٌ: «والذِي نَفْسِي بِيَدِه، إِنَّ لِجَهَنَّمَ يَومَ القِيَامَة لزَفَرةً، مَا مِن مَلَكٍ مُقَرَّب، ولا نَبِيٍّ مُرسَل، إلا يَخِرُّ لِرُكْبَتَيه، حتى إن إبراهيمَ خَلِيلَ اللهِ لَيقُول: نَفْسِي نَفْسِي، حتى لو كان لَك عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا لَظَنَنْتَ أَنَّكَ لا تَنْجُو» (3).

(1013)

أخبرنا أبو عبد اللهِ الحَافِظُ، حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ

(1) في «ع» (الأسرة).

(2)

في «ث» ، و «ب» ، «ش» (لم يرها أحدٌ).

(3)

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (9763)، من طريق إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني، به.

ص: 646

ابنُ يَعْقُوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغَانِيُّ، حدثنا عَفَّانُ، حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَة، حدثنا عَطَاءُ بنُ السَّائِب، عن عَمْرِو بنِ مَيْمُون، عن ابنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«يَكُونُ قَومٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أن يَكُونُوا، ثُم يَرْحَمُهُم اللهُ فَيُخْرِجُهُم منها، فَيكُون في أدنى الجَنَّة، فَيَغْتَسِلُونَ في نَهر يُقَالُ له: الحَيَوَان، يُسَمِّيهم أَهْلُ الجَنَّة الجَهَنَّميُّون، لو ضَافَ أَحَدُهُم أَهْلَ الدُّنيا لَفَرَشَهُم وأَطْعَمَهُم وسَقَاهُم ولَحَفَهُم، - ولا أَظُنُّه إلا قال-: وزَوَّجَهُم» (1).

(1014)

أخبرنا عَلِيُّ بنُ أَحمدَ بنِ عَبْدَان، أخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفَّار، حدثنا محمدُ بنُ حَيَّانَ بنِ رَاشِدٍ الأَنْصَارِيُّ، حدثنا ابنُ كَثِير، أخبرنا حمادُ بنُ سَلَمَة ح وأخبرنا أبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ عَبدِ اللهِ البَيْهَقِيُّ، حدثنا

أبو بَكرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أخبرنا أبو بَكْرٍ الفِرْيَابِيُّ، حدثنا تَمِيمُ بنُ المُنْتَصِر، حدثنا يَزِيدُ بنُ هَارُونَ، أخبرنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَة، عن ثَابِت البُنَانِيِّ، عن أَنَسِ بنِ مَالِك، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«يُؤْتَى بِأَنْضَرِ النَّاسِ كان في الدُّنيا، فَيُقَال: اغْمِسُوهُ في النَّارِ غَمْسَةً، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لَه: يا ابنَ آدَمَ، هَل مَرَّ بِكَ رَخَاءٌ قَطُّ، هَل رَأَيْتَ نَعِيمًا قَطُّ؟ فيقول: لا وعِزَّتِك وجَلَالِك ما زِلْتُ في هَذَا مُنْذُ خُلِقْت، ويُؤْتَى بِأَسْوَإِ النَّاسِ حَالًا كَان في الدنيا، فَيُقَال: اغْمِسُوه في الجَنَّة، فيقولُ اللهُ عز وجل: يا ابْنَ آدَمَ، هَل رَأَيْتَ بُؤسًا قَطُّ، هَل مَرَّتْ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيقول: لا وعِزَّتِك وجَلَالِكَ مَا زِلْتُ في هَذَا مُنْذُ خُلِقْت» (2).

(1) أخرجه أحمد (4337)، عن عفان بن مسلم، به.

(2)

أخرجه أحمد (13112)، عن يزيد بن هارون، به.

ص: 647