المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌36 - باب قول الله عز وجل:{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} [ - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌36 - باب قول الله عز وجل:{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} [

‌36 - باب قول الله عز وجل:

{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

الحجر: 2]

وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء].

(637)

أخبرنا أبو زَكَريَّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي، أخبرنا أبو الحَسَن الطَّرَائِفِيُّ، حدثنا عُثمَانُ بنُ سَعِيد الدَّارِمِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح، عن مُعَاوِيَة بنِ صَالِح، عن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قولِ الله عز وجل {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] «ذَلِكَ يَومُ القِيَامَةِ، يَتَمَنَّى الذين كَفَرُوا لَو كَانُوا مُوَحِّدِين» (1).

(638)

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ (2)، أخبرنا أبو زكريا يحيى بنُ محمد العَنْبَرِيُّ، حدثنا محمد بن عبد السَّلَام، حدثنا إسحاقُ بنُ إِبرَاهِيمَ، أخبرنا جَرِيرٌ، عن عَطَاءِ بنِ السَّائِب، عن مُجَاهِد، عن ابن عباس قال:«مَا يَزَالُ اللهُ يُشَفِّع، ويُدْخِلُ الجَنَّةَ، ويَرْحَم، ويَشْفَعُ، حتى يقول: مَن كَان مِن المُسْلِمِينَ، فَلْيَدخُل الجَنَّة» ، فذلك حِينَ يَقول:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2].

(1) أخرجه الطبري في «التفسير» (14/ 9)، من طريق عبد الله بن صالح، به.

(2)

«المستدرك» (3345)، وقال الحاكم:«صحيح الإسناد» ، ووافقه الذهبي. قلت: وعطاء بن السائب قد اختلط بأخرة، فمن سمع منه بعد الاختلاط، فليس حديثه بشيء كما قال أحمد بن حنبل، وجرير-وهو ابن عبد الحميد- ممن سمع منه بعد الاختلاط.

ص: 443

تابعه أبو عَوَانَة (1)، وغَيْرُهُ، عن عَطَاء.

(639)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيد ابنُ أبي عَمرٍو قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بن يعقوبَ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ الصَّغَانِي، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَة، حدثنا القَاسِم بن الفَضْل، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ أَبِي جَرْوَة (2)، عن أنس بن مالك، وابن عباس أنهما تَأَوَّلَا هذه الآية:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] فقالا: «هو يَوم يَجْمَعُ اللهُ أَهْلَ الخَطَايَا مِنَ المُسلمين والكُفَّار في النَّارِ جَمِيعًا، فيقول لهم المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون؟ قالا: فَيُخْرِجُهم اللهُ عز وجل بفضل بِرَحْمَتِه، فذلك حِينَ يقول: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]» (3).

(640)

أخبرنا أبو نصر ابنُ قَتادَة، أخبرنا أبو منصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بن مَنْصُور، حدثنا دَاودُ العَطَّار، قال: سَمِعتُ عبدَ الكَرِيمِ البَصْرِيَّ، يقول: قال مُجَاهِدٌ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] قال: «ذَلِك وهُم في النَّارِ حِينَ يَرَونَ أَهْلَ الإِسْلَامِ يَخرُجُونَ مِن النَّارِ بإسْلَامِهِم» (4).

(641)

أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سَعْد (5) البَزَّاز، حدثنا أبو عبد الله محمد بن

(1) أبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، قال يحيى بن معين:«قد سمع أبو عوانة من عطاء فى الصحة وفى الاختلاط جميعًا، ولا يحتج بحديثه» .

(2)

في جميع النسخ: (جرول)، وهو تحريف، والمثبت من المصادر، وينظر «الجرح والتعديل» (5/ 314)، و «تاريخ الإسلام» (3/ 274).

(3)

أخرجه الطبري في «التفسير» (14/ 8)، من طريق روح بن عبادة القيسي، به.

(4)

ينظر «تفسير الطبري» (14/ 12)، فقد روى من طرق عن مجاهد، نحو هذا.

(5)

ما بينهما سقط من «ب» .

ص: 444

إبراهيم البُوْشَنْجِيُّ، حدثنا أبو يعقوب يُوسُف بن عَدِي، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بن عَمْرو 5) الرَّقِّي، عن زَيد بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عن المِنْهَالِ بنِ عَمْرو، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْر، عن ابن عباس، قال سَعِيدٌ: جَاءَ رَجُلٌ فقال: يا ابنَ عَبَّاس، إني أَجِدُ في القُرَآنِ شَيئًا يَخْتَلِف عَلَيَّ، فذكر الحديث بطوله.

قال ابنُ عَبَّاسٍ: «قوله:

{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)} [المؤمنون] فهذا في النَّفْخَةِ الأُولَى، يُنْفَخُ في الصُّورِ، فَيْصَعَق مَن في السمواتِ ومَن في الأَرضِ إلا مَن شَاءَ الله، فلا أَنسَابَ بينهم عِندَ ذَلِك، ولا يَتَساءلُون، ثُمَّ إذا كان في النَّفْخَة الأُخْرى، قَامُوا فَأَقْبَل بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُون، وأَمَّا قوله:{رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)} [الأنعام]، وقوله:{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء]، فَإِنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ- يَغْفِرُ يَومَ القِيامَة لأَهْلِ الإخْلَاصِ ذُنُوبَهُم، لا يَتَعَاظَمُ عَلَيه ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، ولا يَغْفِرُ شِرْكًا، فَلَمَّا رَأَى المُشرِكُونَ ذَلِك قالوا: إِنَّ رَبَّنَا يَغفِرُ الذُّنُوبَ، ولا يغفر الشِّركَ، فَتَعَالَوْا نَقُول: إِنَّا كُنَّا أَهْل ذُنُوب، ولم نَكُن مُشْرِكِينَ، فقال الله عز وجل: أَمَا إِذْ كَتَمُوا الشِّرْكَ، فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِم، فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْواهِهِم، فَتَنْطِقُ أَيْدِيْهِم وتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِما كَانُوا يَكْسِبُون، فعند ذَلِك عَرِفَ المُشْرِكُونَ أَنَّ الله -سبحانه- لا يُكْتَمُ حَدِيثًا، فَذَلِك قوله:{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء]».

أخرجه البخاري في الترجمة (1).

ص: 445

وقد مضى بطوله في كتاب «الأسماء والصفات» (1).

(642)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2)، حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفَقِيهُ، أخبرنا علي بن الحسين بن الجُنَيْد، حدثنا أبو الشَّعْثَاء، حدثنا خَالِدُ بنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ، عن سَعِيد بن أَبي بُرْدَةَ، عن أَبِيه، عن أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا اجتمع أَهلُ النَّارِ في النَّار ومَعَهُم مِن أَهلِ القِبْلَةِ مَن شَاء اللهُ، قال: ما أَغْنَى عَنكُم إِسْلَامُكُم وقَد صِرتُم مَعَنا في النَّار؟ قالوا: كَانَت لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذْنَا بها، فَسَمِعَ اللهُ بما قَالُوا، قال: فَأُمِر بِمَن كَان في النَّارِ مِن أَهلِ القِبْلَة، فَأُخْرِجُوا، قال: فقال الكفار: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِين، فَنُخْرَج كَمَا أُخْرِجُوا، قال: وقرأ

رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحجر] مُثَقَّلَة (3)» (4).

(643)

أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، حدثنا أحمد بن إسحاق الصَّيْدَلَانِيُّ،

-إملاءً-، حدثنا سعيد بن سعد أبو عمرو، حدثنا محمد بن مُقَاتِل، حدثنا أبو مُطِيع (5) الحَكَمُ بنُ عَبدِ اللهِ البَلْخِيُّ، حدثنا أبو حَنِيفَةَ (6)، عن سَلَمَة بنِ كُهَيْل،

(1)«الأسماء والصفات» (816).

(2)

«المستدرك» (2954)، وقال الحاكم:«صحيح الإسناد» ، ووافقه الذهبي.

(3)

قوله: مثقلة، يعني الباء في كلمة «ربما» ، وقد قرأها الأعمش، وحمزة، والكسائي، وأبو عمرو، وابن عامر، وابن كثير مثقلة، وقرأها أهل المدينة، وعاصم مخففة.

(4)

أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (843)، عن أبي الشعثاء علي بن حسن بن سليمان، به.

(5)

زاد هنا في «م» (عن)، وهو خطأ والمثبت من باقي النسخ، وهو الحكم بْن عَبْد اللَّهِ ابْن مسلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو مطيع البلخي، وينظر «تاريخ بغداد» (9/ 121).

(6)

«مسند أبي حنيفة» (ص 118).

ص: 446

عن أبي الزَّعْرَاءَ، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: «يُعَذِّبُ اللهُ قومًا مِن أهل الإيمان، ثم يُخْرِجُهُم بشفاعَة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حتى لا يَبْقَى إلا مَن ذَكَر الله عز وجل

{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)} [المدثر] إلى قوله: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} [المدثر]» (1).

(644)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2)، أخبرنا أبو بكر الشَّافِعِيُّ، حدثنا إِسْحَاق بنُ الحَسَن، حدثنا أبو حُذَيْفَة، حدثنا سُفْيانُ (3)، عن الأَعْمَشِ، عَن ذَرٍّ، عن يُسَيْعٍ (4) الكِنْدِيِّ، قال: كنت عند عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، فقال رَجُلٌ: يا أمير المؤمنين، أرأيت قول الله عز وجل:{فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)} [النساء]، وهم يقاتلونهم، فيظهرون ويقتلون، فقال عَلِيٌّ: ادْنُهْ ادْنُهْ، ثم قال:{فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)} » (5).

(645)

أخبرنا أبو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، أخبرنا أبو أحمد بنُ عَدِيِّ الحافظ (6)، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يُونُس، حدثنا الحَسَنُ بنُ قَزَعَةَ، حدثنا بُهْلُول بن عُبَيد، قال: سمعت سَلَمَة بنَ كُهَيْل، عن ابنِ عُمَرَ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لَيسَ عَلى أَهل لا إِلَه إِلَّا الله وَحْشَة في المَوتِ، ولا فِي النُّشُور، وكَأَنِّي بهم عند الصَّيْحَة، وهم يَنْفُضُونَ شُعُورَهُم مِنَ التُّرَابِ يَقُولُون: الحمد لله الذي

(1) أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (14/ 179)، من طريق أبي حنيفة، به.

(2)

«المستدرك» (3206)، وقال الحاكم:«صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي.

(3)

«تفسير سفيان الثوري» (ص 98).

(4)

تحرف في «ع» إلى (يسير).

(5)

أخرجه الطبري في «التفسير» (7/ 609)، من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.

(6)

«الكامل في ضعفاء الرجال» (2/ 250).

ص: 447

أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ» (1).

هذا مُرْسَلٌ بين سَلَمة بنِ كُهَيل، وابن عمر.

وبُهْلُول بن عُبَيد، تَفَرَّد به، وليس بالقوي.

(646)

وأخبرنا أبو زَكَرِيَّا بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أخبرنا عبدُ البَاقِي بنُ قَانِع، حدثنا حَمْزَةُ بنُ دَاود بنِ سُلَيْمَانَ المُؤَدِّب -بالأُبُلَّة-، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَرْعَرَة، حدثنا بُهْلُول بنُ عُبَيدٍ، عن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ، عن نَافِع، عن ابنِ عُمَرَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لَيس عَلَى أَهْلِ لا إله إلا اللهُ وَحْشَةٌ في قُبُورِهِم، وكَأَنِّي بهم يَنْفُضُونَ الترابَ عن رُؤُسِهِم ويقولون: الحَمدُ للهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ» (2).

كذا أخبرناه من أصله، وكذا في الأمالي: الحسن بن عرعرة، ولَعَلَّ الصَّوابُ: الحَسَن بن قَزَعَة.

* * * * *

(1) أخرجه المصنف في «شعب الإيمان» (99)، من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، به. وأشار إلى ضعفه.

(2)

أخرجه أبو القاسم ابن بشران في «الأمالي» (743)، عن عبد الباقي بن قانع، به. وأخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (9445)، من طريق داود بن أبي هند، عن نافع، به.

ص: 448