الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 - باب قول الله عز وجل:
{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [
الحجر: 2]
وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء].
(637)
أخبرنا أبو زَكَريَّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي، أخبرنا أبو الحَسَن الطَّرَائِفِيُّ، حدثنا عُثمَانُ بنُ سَعِيد الدَّارِمِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح، عن مُعَاوِيَة بنِ صَالِح، عن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قولِ الله عز وجل {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] «ذَلِكَ يَومُ القِيَامَةِ، يَتَمَنَّى الذين كَفَرُوا لَو كَانُوا مُوَحِّدِين» (1).
(638)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ (2)، أخبرنا أبو زكريا يحيى بنُ محمد العَنْبَرِيُّ، حدثنا محمد بن عبد السَّلَام، حدثنا إسحاقُ بنُ إِبرَاهِيمَ، أخبرنا جَرِيرٌ، عن عَطَاءِ بنِ السَّائِب، عن مُجَاهِد، عن ابن عباس قال:«مَا يَزَالُ اللهُ يُشَفِّع، ويُدْخِلُ الجَنَّةَ، ويَرْحَم، ويَشْفَعُ، حتى يقول: مَن كَان مِن المُسْلِمِينَ، فَلْيَدخُل الجَنَّة» ، فذلك حِينَ يَقول:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2].
(1) أخرجه الطبري في «التفسير» (14/ 9)، من طريق عبد الله بن صالح، به.
(2)
«المستدرك» (3345)، وقال الحاكم:«صحيح الإسناد» ، ووافقه الذهبي. قلت: وعطاء بن السائب قد اختلط بأخرة، فمن سمع منه بعد الاختلاط، فليس حديثه بشيء كما قال أحمد بن حنبل، وجرير-وهو ابن عبد الحميد- ممن سمع منه بعد الاختلاط.
تابعه أبو عَوَانَة (1)، وغَيْرُهُ، عن عَطَاء.
(639)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيد ابنُ أبي عَمرٍو قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بن يعقوبَ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ الصَّغَانِي، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَة، حدثنا القَاسِم بن الفَضْل، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ أَبِي جَرْوَة (2)، عن أنس بن مالك، وابن عباس أنهما تَأَوَّلَا هذه الآية:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] فقالا: «هو يَوم يَجْمَعُ اللهُ أَهْلَ الخَطَايَا مِنَ المُسلمين والكُفَّار في النَّارِ جَمِيعًا، فيقول لهم المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون؟ قالا: فَيُخْرِجُهم اللهُ عز وجل بفضل بِرَحْمَتِه، فذلك حِينَ يقول: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]» (3).
(640)
أخبرنا أبو نصر ابنُ قَتادَة، أخبرنا أبو منصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بن مَنْصُور، حدثنا دَاودُ العَطَّار، قال: سَمِعتُ عبدَ الكَرِيمِ البَصْرِيَّ، يقول: قال مُجَاهِدٌ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] قال: «ذَلِك وهُم في النَّارِ حِينَ يَرَونَ أَهْلَ الإِسْلَامِ يَخرُجُونَ مِن النَّارِ بإسْلَامِهِم» (4).
(641)
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سَعْد (5) البَزَّاز، حدثنا أبو عبد الله محمد بن
(1) أبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، قال يحيى بن معين:«قد سمع أبو عوانة من عطاء فى الصحة وفى الاختلاط جميعًا، ولا يحتج بحديثه» .
(2)
في جميع النسخ: (جرول)، وهو تحريف، والمثبت من المصادر، وينظر «الجرح والتعديل» (5/ 314)، و «تاريخ الإسلام» (3/ 274).
(3)
أخرجه الطبري في «التفسير» (14/ 8)، من طريق روح بن عبادة القيسي، به.
(4)
ينظر «تفسير الطبري» (14/ 12)، فقد روى من طرق عن مجاهد، نحو هذا.
(5)
ما بينهما سقط من «ب» .
إبراهيم البُوْشَنْجِيُّ، حدثنا أبو يعقوب يُوسُف بن عَدِي، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بن عَمْرو 5) الرَّقِّي، عن زَيد بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عن المِنْهَالِ بنِ عَمْرو، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْر، عن ابن عباس، قال سَعِيدٌ: جَاءَ رَجُلٌ فقال: يا ابنَ عَبَّاس، إني أَجِدُ في القُرَآنِ شَيئًا يَخْتَلِف عَلَيَّ، فذكر الحديث بطوله.
قال ابنُ عَبَّاسٍ: «قوله:
…
{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)} [المؤمنون] فهذا في النَّفْخَةِ الأُولَى، يُنْفَخُ في الصُّورِ، فَيْصَعَق مَن في السمواتِ ومَن في الأَرضِ إلا مَن شَاءَ الله، فلا أَنسَابَ بينهم عِندَ ذَلِك، ولا يَتَساءلُون، ثُمَّ إذا كان في النَّفْخَة الأُخْرى، قَامُوا فَأَقْبَل بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُون، وأَمَّا قوله:{رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)} [الأنعام]، وقوله:{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء]، فَإِنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ- يَغْفِرُ يَومَ القِيامَة لأَهْلِ الإخْلَاصِ ذُنُوبَهُم، لا يَتَعَاظَمُ عَلَيه ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، ولا يَغْفِرُ شِرْكًا، فَلَمَّا رَأَى المُشرِكُونَ ذَلِك قالوا: إِنَّ رَبَّنَا يَغفِرُ الذُّنُوبَ، ولا يغفر الشِّركَ، فَتَعَالَوْا نَقُول: إِنَّا كُنَّا أَهْل ذُنُوب، ولم نَكُن مُشْرِكِينَ، فقال الله عز وجل: أَمَا إِذْ كَتَمُوا الشِّرْكَ، فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِم، فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْواهِهِم، فَتَنْطِقُ أَيْدِيْهِم وتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِما كَانُوا يَكْسِبُون، فعند ذَلِك عَرِفَ المُشْرِكُونَ أَنَّ الله -سبحانه- لا يُكْتَمُ حَدِيثًا، فَذَلِك قوله:{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء]».
أخرجه البخاري في الترجمة (1).
(1) صحيح البخاري (6/ 127)، عن يوسف بن عدي، به. وقد ذكر إسناده في آخر الحديث، قال الحافظ في «فتح الباري» (8/ 559) نقلا عن البرقاني «وَفِي مُغَايَرَةِ الْبُخَارِيِّ سِيَاقَ الْإِسْنَادِ عَنْ تَرْتِيبِهِ الْمَعْهُودِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَرْطِهِ وَإِنْ صَارَتْ صُورَتُهُ صُورَةُ الْمَوْصُولِ» .
وقد مضى بطوله في كتاب «الأسماء والصفات» (1).
(642)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2)، حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفَقِيهُ، أخبرنا علي بن الحسين بن الجُنَيْد، حدثنا أبو الشَّعْثَاء، حدثنا خَالِدُ بنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ، عن سَعِيد بن أَبي بُرْدَةَ، عن أَبِيه، عن أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا اجتمع أَهلُ النَّارِ في النَّار ومَعَهُم مِن أَهلِ القِبْلَةِ مَن شَاء اللهُ، قال: ما أَغْنَى عَنكُم إِسْلَامُكُم وقَد صِرتُم مَعَنا في النَّار؟ قالوا: كَانَت لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذْنَا بها، فَسَمِعَ اللهُ بما قَالُوا، قال: فَأُمِر بِمَن كَان في النَّارِ مِن أَهلِ القِبْلَة، فَأُخْرِجُوا، قال: فقال الكفار: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِين، فَنُخْرَج كَمَا أُخْرِجُوا، قال: وقرأ
…
رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحجر] مُثَقَّلَة (3)» (4).
(643)
أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، حدثنا أحمد بن إسحاق الصَّيْدَلَانِيُّ،
…
-إملاءً-، حدثنا سعيد بن سعد أبو عمرو، حدثنا محمد بن مُقَاتِل، حدثنا أبو مُطِيع (5) الحَكَمُ بنُ عَبدِ اللهِ البَلْخِيُّ، حدثنا أبو حَنِيفَةَ (6)، عن سَلَمَة بنِ كُهَيْل،
(1)«الأسماء والصفات» (816).
(2)
«المستدرك» (2954)، وقال الحاكم:«صحيح الإسناد» ، ووافقه الذهبي.
(3)
قوله: مثقلة، يعني الباء في كلمة «ربما» ، وقد قرأها الأعمش، وحمزة، والكسائي، وأبو عمرو، وابن عامر، وابن كثير مثقلة، وقرأها أهل المدينة، وعاصم مخففة.
(4)
أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (843)، عن أبي الشعثاء علي بن حسن بن سليمان، به.
(5)
زاد هنا في «م» (عن)، وهو خطأ والمثبت من باقي النسخ، وهو الحكم بْن عَبْد اللَّهِ ابْن مسلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو مطيع البلخي، وينظر «تاريخ بغداد» (9/ 121).
(6)
«مسند أبي حنيفة» (ص 118).
عن أبي الزَّعْرَاءَ، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: «يُعَذِّبُ اللهُ قومًا مِن أهل الإيمان، ثم يُخْرِجُهُم بشفاعَة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حتى لا يَبْقَى إلا مَن ذَكَر الله عز وجل
…
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)} [المدثر] إلى قوله: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} [المدثر]» (1).
(644)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2)، أخبرنا أبو بكر الشَّافِعِيُّ، حدثنا إِسْحَاق بنُ الحَسَن، حدثنا أبو حُذَيْفَة، حدثنا سُفْيانُ (3)، عن الأَعْمَشِ، عَن ذَرٍّ، عن يُسَيْعٍ (4) الكِنْدِيِّ، قال: كنت عند عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، فقال رَجُلٌ: يا أمير المؤمنين، أرأيت قول الله عز وجل:{فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)} [النساء]، وهم يقاتلونهم، فيظهرون ويقتلون، فقال عَلِيٌّ: ادْنُهْ ادْنُهْ، ثم قال:{فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)} » (5).
(645)
أخبرنا أبو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، أخبرنا أبو أحمد بنُ عَدِيِّ الحافظ (6)، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يُونُس، حدثنا الحَسَنُ بنُ قَزَعَةَ، حدثنا بُهْلُول بن عُبَيد، قال: سمعت سَلَمَة بنَ كُهَيْل، عن ابنِ عُمَرَ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لَيسَ عَلى أَهل لا إِلَه إِلَّا الله وَحْشَة في المَوتِ، ولا فِي النُّشُور، وكَأَنِّي بهم عند الصَّيْحَة، وهم يَنْفُضُونَ شُعُورَهُم مِنَ التُّرَابِ يَقُولُون: الحمد لله الذي
(1) أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (14/ 179)، من طريق أبي حنيفة، به.
(2)
«المستدرك» (3206)، وقال الحاكم:«صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي.
(3)
«تفسير سفيان الثوري» (ص 98).
(4)
تحرف في «ع» إلى (يسير).
(5)
أخرجه الطبري في «التفسير» (7/ 609)، من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.
(6)
«الكامل في ضعفاء الرجال» (2/ 250).
أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ» (1).
هذا مُرْسَلٌ بين سَلَمة بنِ كُهَيل، وابن عمر.
وبُهْلُول بن عُبَيد، تَفَرَّد به، وليس بالقوي.
(646)
وأخبرنا أبو زَكَرِيَّا بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أخبرنا عبدُ البَاقِي بنُ قَانِع، حدثنا حَمْزَةُ بنُ دَاود بنِ سُلَيْمَانَ المُؤَدِّب -بالأُبُلَّة-، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَرْعَرَة، حدثنا بُهْلُول بنُ عُبَيدٍ، عن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ، عن نَافِع، عن ابنِ عُمَرَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كذا أخبرناه من أصله، وكذا في الأمالي: الحسن بن عرعرة، ولَعَلَّ الصَّوابُ: الحَسَن بن قَزَعَة.
* * * * *
(1) أخرجه المصنف في «شعب الإيمان» (99)، من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، به. وأشار إلى ضعفه.
(2)
أخرجه أبو القاسم ابن بشران في «الأمالي» (743)، عن عبد الباقي بن قانع، به. وأخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (9445)، من طريق داود بن أبي هند، عن نافع، به.