المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌46 - باب ما ورد في أبواب الجنة، وما يقال لأهلها عند دخولهم، وما يقولون - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌46 - باب ما ورد في أبواب الجنة، وما يقال لأهلها عند دخولهم، وما يقولون

‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

قال اللهُ عز وجل: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر: 73] قرأها إلى قوله: {فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)} [الزمر] وقال: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} [الأعراف: 43] الآية.

(793)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو عثمانَ سعيدُ بن محمد بن محمد بن عَبْدَان النَّيْسَابُورِيُّ، وأبو زَكَريَّا بنُ أبي إِسحاقَ المُزَكِّي قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَانِي، حدثنا ابنُ أَبي مَرْيمَ، حدثنا أبو غَسَّان، حدثني أبو حَازِم، عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«في الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان، لا يَدْخُلُه إِلَّا الصَّائِمُونَ» .

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن سعيد بن أبي مريم.

(794)

وأخبرنا أبو نَصْر أَحمدُ بنُ عَلِي الفَامِيُّ (2)، حدثنا أبو عبد الله محمدُ بنُ يعقوبَ الحَافِظُ، حدثنا محمدُ بنُ عبد الوَهَّاب، أخبرنا خالدُ بنُ مَخْلَد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حدثنا أبو بَكْر ابنُ أبي شَيْبَةَ، حدثنا خَالِد بنُ مَخْلَد،

(1) صحيح البخاري (3257).

(2)

تحرفت في «ب» ، و «ع» إلى (القاضي)، والمثبت من «م» ، و «ث» ، وينظر «تاريخ الإسلام» للذهبي (9/ 247).

ص: 537

عن سُلَيْمَانَ بنِ بِلَالٍ، حدثني أَبو حَازِم، عن سَهْلِ بنِ سَعْد، قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنَّ في الجَنَّة بَابًا يُقالُ لَه الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنهُ الصَّائِمُونَ، يَومَ القِيَامَة لَا يَدْخُلُ مَعَهُم أَحَدٌ غَيْرُهُم، يُقَال: أَيْنَ الصَّائِمونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَل آخِرُهُم أُغْلِقَ، فَلَم يَدْخُل مِنهُ أَحَدٌ» .

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن خالد بن مخلد، ورواه مسلم (2)، عن ابن أبي شيبة، عن خالد بن مخلد.

(795)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني محمدُ بنُ عَلِي بن

عَبدِ الحَمِيد الصَّنْعَانِي -بمكة-، حدثنا إِسحاقُ بنُ إبراهيمَ بن عَبَّاد، أَخْبَرنَا

عبدُ الرَّزَّاق ح وأَخْبَرنَا أبو صَالِح بن أبي طَاهِر العَنبرِي ابنُ بنت يَحْيَى بنِ مَنصُور القَاضِي، أخبرنا جَدِّي، أخبرنا أَحْمَدُ بنُ سَلَمَة، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، ومحمدُ بنُ رَافِع، ومحمد بن يَحْيَى، -قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران-: حدثنا عبد الرزاق، والحديث لإِسْحَاقَ، أخبرنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن حُمَيْد بنِ عبدِ الرَّحمن، عن أبي هريرة، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَين مِن مَالِهِ في سَبيلِ اللهِ، دُعِيَ من أبواب الجَنَّة، ولِلْجَنَّةِ أَبْوابٌ، فَمَن كَانَ مِن أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِي مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كَانَ مِن أَهْلِ الصِّيامِ دُعِي مِن بَابِ الرَّيَّان، ومَن كَان مِن أهلِ الصَّدَقَة دُعِي مِن بَابِ الصَّدَقَة، ومَن كَانَ مِن أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، فقال أَبُو بَكْرٍ: يا رسولَ اللهِ،

(1)«صحيح البخاري» (1896).

(2)

«صحيح مسلم» (1152).

ص: 538

واللهِ مَا عَلَى أَحَدٍ مِن ضَرُورَةٍ مِن أَيِّهَا دُعِي، فهل يُدْعَى أَحَدٌ مِنها كُلِّها؟ قال: نَعَم، وأَرْجُو أَن تَكُونَ مِنْهُم».

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، وأخرجه البخاري (2) من وجه آخر، عن الزهري.

(796)

وأخبرنا أبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيْد، حدثنا إِسمَاعِيلُ بنُ إِسحَاقَ، حدثنا أبو مُصْعَب، عن مَالِك، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن حُمَيْد بنِ عبدِ الرَّحْمَن، عن أبي هُرَيْرَة، أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«مَن أَنْفَقَ زَوْجَيْن في سَبِيل اللهِ، نُودِيَ في الجَنَّة: يا عبد اللهِ، هَذا خَيْرٌ، فَمَن كَان مِن أَهْلِ كَذَا» وذكر الحديث بمعناه.

أخرجه البخاري (3)، من حديث مالك.

(797)

أخبرني أبو عَمْرٍو محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَدِيبُ، أخبرنا أبو بكر الإِسْمَاعِيلِيُّ، أخبرني ابْنُ مُسْلِم، حدثنا مُوسَى بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِي، حدثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، حدثنا شَيْبَانُ، عن يَحيى بن أبي كَثِير، عن أَبِي سَلَمَة، أَنَّه سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ، يقول: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«مَن أَنْفَقَ زَوْجَين في سَبِيلِ اللهِ، دَعَاهُ خَزَنَةُ الجَنَّة مِن كُلِّ بَابٍ، أي فُلْ، هَلُمَّ، فقال أبو بَكْرٍ: ذاك الذي لا تَوَى عَلَيْهِ، فَقَال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إني لَأَرْجُو أَنْ تَكونَ مِنْهُم» .

(1) صحيح مسلم (1027).

(2)

أخرجه البخاري (3666)، من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به.

(3)

صحيح البخاري (1897).

ص: 539

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن آدم، وأخرجه مسلمٌ (2) مِن وَجْهَين آخَرَين، عن شَيْبَانَ.

(798)

أخبرنا أبو الحُسَيْن بنُ الفَضْل القَطَّان -ببغداد-، أخبرنا عبد الله ابنُ جَعْفَر بنِ دَرَسْتُوَيْهِ، حدثنا يعقوبُ بنُ سُفْيَانَ (3)، أَنَّ أَبَا صَالِح عبدَ اللهِ بنَ صَالِح الجُهَنِيَّ، حَدَّثَهُم قال: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِح الحِمْصِي قَاضِي أَنْدَلُسٍّ، عن أبي عُثْمَانَ، عن جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، ورَبِيعَةَ بنِ يَزِيدَ (4)، عن أَبِي إِدْرِيس الخَوْلَانِيِّ، وعبدِ الوَهَّاب بنِ بُخْتٍ، عن اللَّيْثِ بن سُلَيم الجُهَنِي، كُلُّهم يُحَدِّث، عن عُقْبَةَ بن عَامِر، قال عُقْبَةُ: كُنَّا خُدَّام أَنْفُسِنَا، وكُنَّا نَتَدَاولُ رَعْيَة الإِبِل بَيْنَنا، وأصابتني رَعْيَةُ الإِبِل، فَرُحْتُ بها بِعَشِيٍّ، فَأدركتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو قَائِمٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ، وأدركتُ مِن حَدِيثِه، وهو يقول:

«ما مِنْكُم مِن أَحَدٍ يَتَوضَأ، فَيُبْلِغُ الوُضُوء، ثُم يَقُوم فَيَركَع رَكْعَتَيْن

يُقْبِلُ عَلَيهِمَا بِقَلْبِه وَوَجْهِه إلا وَجَبَت لَه الجَنَّةُ، وغُفِرَ لَه».

قال: فقلت: ما أَجْودَ هَذا، قال: فقال قَائِلٌ مِن بَين يَدَي: التِي قَبْلَها يَا عُقْبَةُ، أَجْوَدُ، قال: فَنَظرتُ، فإذا هو عُمَرُ بنُ الخَطَّاب، قال: قلت: وما هي يا أَبا حَفْص؟ قال: إنه قال قبل أن تأتي:

«ما مِنْكُم مِن أَحَدٍ يَتَوضَأُ، فَيُبْلِغُ الوُضوء، فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شَرِيكَ لَه، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُه، إلا فُتِحَت لَه أَبوابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِية، يَدْخُلُ مِن أَيِّها شَاءَ» .

(1) صحيح البخاري (3216).

(2)

صحيح مسلم (1027).

(3)

«المعرفة والتاريخ» (2/ 426).

(4)

قوله: (وربيعة بن زيد) عطفا على أبي عثمان، فتقدير الكلام: معاوية بن صالح، عن ربيعة بن زيد، وكذلك عند قوله: وعبد الوهاب بن بخت.

ص: 540

أخرجه مسلم في الصحيح (1)، من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح بالإسنادين، دون إسناد عبد الوهاب.

وهذا لا يُخَالِفُ حَديثَ سَهْلٍ، وأَبِي هُرَيْرَة، وكَأَنَّ هَذا: ومَن أَنْفَقَ زَوْجَيْن في سبيل الله، يُدْعَى مِن الأَبْوَابِ كُلِّها، وكذلك كل مَن وَرَد الخَبر بِأَن يُدعَى مِن الأبواب كلها.

(799)

أخبرنا أبو الحُسَين بنُ الفَضْل، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جَعْفَر، حدثنا يَعقُوبُ بنُ سُفْيَان (2)، حدثنا هِشَامُ بنُ عَمَّار، وعبدُ الرَّحمَن بنُ إبراهيمَ،

وعبدُ اللهِ بنُ يُوسُف، قالوا: أخبرنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِم، حدثني صَفْوَانُ بنُ عَمْرو، قال: وحدثنا يَعْقُوبُ، حدثنا ابنُ عُثمانَ، أخبرنا عبد الله (3)، حدثنا صفوانُ بنُ عَمْرو، أَنَّ أَبا المُثَنَّى المُلَيْكِيَّ (4)، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، وكان، من أصْحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّث أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«القَتْلَى ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، رَجُلٌ مُؤمن جَاهَد بِنَفْسِه، ومَالِه في سَبِيلِ اللهِ، حَتّى لَقِيَ العَدوَّ، وقَاتَلَهُم حَتى يُقْتَلَ، ذَاكَ الشَّهِيدُ المُمْتَحَن في خَيْمَة اللهِ تَحْتَ عَرْشِهِ، لا يَفْضُلُه النَّبِيُّونَ إلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّة، ورَجَلٌ مُؤمن قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، والخَطَايَا، جَاهَدَ بِنَفْسِه، ومَالِه حَتَّى إِذَا لَقِي العَدُوَّ، وقَاتَلَهم حتى

ص: 541

يُقْتَلَ، تِلْكَ (1) مَصْمَصَةٌ، تَحُتُّ ذُنُوبَهُ 1)، وخَطَايَاهُ، وإِنَّ السَّيفَ مَحَّاءٌ للخَطَايا، وأُدْخِلَ مِن أَيِّ أَبوابِ الجَنَّة شَاء، فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيةَ أَبْوَاب، ولِجَهَنَّم سَبْعَةُ أَبْواب، وبَعْضُها أَفْضَل مِن بَعْض، ورَجُلٌ مُنَافِق، جَاهَد في سَبيلِ اللهِ بِنَفْسِهَ ومَالِه، حتى إذا لَقِيَ العَدُوَّ قَاتَل حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلك في النَّار، إِنَّ السَّيفَ لا يَمْحُو النِّفَاقَ» (2).

(800)

أخبرنا أبو الحُسَين بنُ الفَضْل، أخبرنا عبد الله بن جَعْفَر، حدثنا يعقوبُ بنُ سُفْيَانَ (3)، حدثنا هِشَامُ بن عَمَّار، وعبدُ الرحمن بن إبراهيمَ، وصفوانُ بنُ صَالِح، قالوا: حدثنا الوَلِيدُ، حدثنا حَرِيزُ بنُ عُثْمَانَ، عن شُرَحْبِيلَ بنِ شُفْعَةَ، قال: سَمِعتُ عُتْبَةَ بنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، قال: سمعت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

«مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَه ثَلَاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَم يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلا تَلَقَّوْه مِن أَبوابِ الجَنَّة الثَّمَانِيَة، مِن أَيِّها شَاءَ دَخَل» (4).

(801)

أخبرنا أبو عَلِيِّ بنُ شَاذَان البَغْدَادِيُّ -بها-، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يَعْقُوب بن سفيان، حدثنا الفَضْلُ بنُ الصَّبَّاح أبو العَبَّاس، حدثنا مَعْنُ بنُ عِيسَى، حدثنا خالدُ بنُ أَبي بَكْر بنِ عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، عن سَالِم بنِ عَبدِ اللهِ، عن أَبِيه، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1)(-1) في «ب» (ممحصة لذنوبه)، والمثبت من باقي النسخ، ومصادر التخريج، وقوله:(مصمصة)، أي مَطْهَرة، ويقال مُمَصْمِصَة، أي مُطَهِّرة. وينظر «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير.

(2)

أخرجه أحمد (17657)، من طريق صفوان بن عمرو، به.

(3)

«المعرفة والتاريخ» (2/ 343).

(4)

أخرجه ابن ماجه (1604)، من طريق حريز بن عثمان، به.

ص: 542

«بَابُ أُمَّتِي الذِي تَدْخُلُ مِنهُ الجَنَّةَ، عَرْضُهُ مَسِيرَةُ الرَّاكِبِ المُجَوَّدِ المُجَوِّد -ثَلاثًا-، ثُم إِنَّهُم لَيَضْغَطُون عَلَيه، حتى تَكَاد مَنَاكِبُهُم تَزُول» (1).

كذا في هذه الرِّوَاية، وقَد رَوَيْنا في الحديثِ الصَّحِيح، عن عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ أَنَّه قال في خُطْبَتِه:«وقد ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْن مِصَرَاعَيْن مِن مَصَارِيع الجَنَّة، مَسِيرة أَرْبَعِين سَنَة، ولَيَأْتِيَنَّ عَلَيه يَومٌ، وهو كَظِيظٌ مِنَ الزحَام» (2).

وهو أَصَحُّ.

(802)

وأخبرنا عَلِيُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا جَعْفَرُ بنُ محمد، حدثنا قُتَيْبَةُ، حدثنا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عن دَرَّاجٍ، عَن أبي الهَيْثَم، عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«مَا بَيْنَ مِصْرَاعِيْ الجَنَّةِ أَرْبَعينَ سَنَةً» (3).

(803)

وبهذا الإسناد، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ الجَنَّةَ مِائَةُ دَرَجَةٍ، ولَو اجْتَمَعُوا في إِحْدَاهُنَّ لَوَسِعَتْهُم» (4).

(804)

أخبرنا أبو سَعْد المَالِينِيُّ، أخبرنا أبو أحمدَ بنُ عَدِيٍّ (5)، حدثنا محمد بن إسحاق بن فَرُّوخ، حدثنا عَلِيُّ بن شُعَيب، حدثنا علي بنُ عَاصِم،

(1) أخرجه الترمذي (2548)، عن الفضل بن الصباح، به. وقال الترمذي:«هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. سَأَلْتُ محمدًا، عَنْ هذا الحديثِ فلم يَعْرِفْهُ، وقَالَ: لخالد بنِ أَبِي بَكرٍ مَنَاكِيرُ عن سالِمِ بنِ عَبدِ اللَّهِ» .

(2)

أخرجه مسلم (2967).

(3)

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في «صفة الجنة» (177)، من طريق جعفر بن محمد الفريابي، به.

(4)

أخرجه الترمذي (2532)، عن قتيبة، به. وقال الترمذي:«هذا حديث غريب» .

(5)

«الكامل في ضعفاء الرجال» (2/ 253)، وأخرجه أحمد (20025)، من طريق سعيد بن إياس الجريري، به.

ص: 543

أخبرني سَعِيدٌ الجُرَيْرِيُّ، حدثني حَكِيمُ بنُ مُعَاوِيَةَ القُشَيْرِيُّ، عن أبيه، قال: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

«بَيْنَ كُلِّ مِصْراعَيْنِ مِن مَصَارِيع الجَنَّةِ، مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ» .

(805)

وبإسناده قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«في الجَنَّةِ بَحْرٌ لِلْمَاء، وبَحْرٌ لِلَّبَن، وبَحْرٌ لِلعَسَل، وبَحْرٌ لِلخَمْرِ، ثُمَّ تُشَقَّقُ (1) الأنَهارُ منها بَعْدُ» (2).

قال عَلِيُّ بنُ عَاصِم: فَحَدَّثْتُ بهذَيْن الحَدِيْثَيْن بهزَ بنَ حَكِيم فقال: لم أَسْمَعْهُمَا.

(806)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو عبد الله بنُ يَعْقُوبَ، وأبو الفَضْل بنُ إبراهيمَ، قالا: حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمَة، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرنا عبد الرَّزَّاق، قال: وقال الثَّوْرِيُّ: حدثني أَبو إِسْحَاقَ، أَنَّ الأَغَرَّ حَدَّثَه، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وأبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُم أَن تَصِحِّوا فَلا تَسْقَمُوا أبدًا، وإنَّ لَكُم أن تَحْيَوْا فَلا تَمْوتُوا أَبَدًا، وإن لَكُم أن تَشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أَبدًا، وإن لكم أن تَنْعَمُوا فلا تَبْأَسُوا أبدًا فذلك قوله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}» [الأعراف].

ص: 544

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن إسحاق بن إبراهيم.

(807)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيد ابنُ أبي عَمْرو قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبَّار، حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«مَا مِنْكُم مِن رَجُلٍ إلا له مَنْزِلَان، مَنْزِلٌ في الجَنَّةِ، ومِنْزِلٌ في النَّار، فَإِن مَاتَ، ودَخَل النَّارَ وَرِثَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْزِلَهُ، وذلك قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)} [المؤمنون]» (2).

(808)

أخبرنا أبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ محمد السَّقَّاءُ، أخبرنا أبو سَهْل بنُ زِيَادٍ، حدثنا أبو عَوْف عبدُ الرَّحْمَن بن مَرْزُوقٍ (3) البُزُورِيُّ (4)، حدثنا زَكَريَّا بنُ عَدِيٍّ، حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ، فذكره بإسناده مثله.

(809)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ (5)، أخبرنا أبو زكريا العَنْبَرِيُّ،

حدثنا محمدُ بنُ عبدِ السَّلَام، حدثنا إِسحاقُ، أخبرنا عبدُ الرَّزَّاق (6)، أخبرنا مَعْمَرٌ، عن الأَعْمَش، عن أبي صَالِح، عن أبي هريرة، في قوله عز وجل:

(1) صحيح مسلم (2837).

(2)

أخرجه ابن ماجه (4341)، من طريق أبي معاوية، به.

(3)

في جميع النسخ (عبد الرحمن بن عوف)، وضبب فوق كلمة (عوف) في «م» ، وكتب في الحاشية (مرزوق)، وهو الصواب، وينظر ترجمته في «تاريخ بغداد» (11/ 563)، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (12/ 530).

(4)

قوله: (البزوري) تحرف في «ع» إلى (الترمذي)، وينظر «الأنساب» للسمعاني (2/ 199).

(5)

«المستدرك» (3485)، وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي.

(6)

«تفسير عبد الرزاق» (1958).

ص: 545

{أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)} » [المؤمنون] قال: «يَرِثُونَ مَسَاكِنَهُم، ومَسَاكِنَ إِخْوَانهم التِي أُعِدَّت لَهُم، إذا أَطَاعُوا اللهَ عز وجل» .

(810)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ (1)، حدثنا أبو الفَضْل محمدُ بنُ إبراهيمَ المُزَكِّي، حدثنا مُحمد بن عَمْرو الحَرَشِيُّ، حدثنا أحمدُ بن عبد الله ابن يُونُسَ، حدثنا أبو بكر بن عَيَّاشٍ، عن الأَعْمَش، عن أبي صَالِح، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرى مَقْعَدَهُ، مِن الجَنَّة، فيقول: لَو أَنَّ اللهَ هَدَانِي، فَتكُونُ عَليه حَسْرَة، وكُلُّ أَهْلِ الجَنَّةِ يَرى مَقْعَده مِنَ النَّار، فيقول: لَوْلَا أَنَّ اللهَ هَدَانِي، فَيكُون لَه شُكْرًا، ثُم تَلا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56]» (2).

(811)

أخبرنا محمدُ بنُ عبد اللهِ، أخبرني أبو أَحْمَدَ الحَافِظُ، أخبرنا أبو العَبَّاس محمدُ بنُ إسحاقَ، حدثنا عبدُ الكَرِيم بن الهَيْثَم، حدثنا أبو اليَمَان، أخبرنا شُعَيبٌ، حدثنا أبو الزِّنَاد، أَنَّ عبدَ الرحمنِ الأَعْرَج، حَدَّثَه أَنَّه، سَمِعَ

أبا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّث: أَنَّه سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

«لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَحَدٌ إلا أُرِي مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ لَو أَسَاءَ، لِيَزْدَادَ شُكْرًا، ولا يَدْخُلُ النَّارَ أَحدٌ إلا أُرِيَ مَقْعَدُه مِنَ الجَنَّة لَو أَحْسَن، لِيَكُونَ عَلَيه حَسْرَةً» .

رواه البخاري (3)، عن أبي اليَمَان.

(1)«المستدرك» (3629) وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي.

(2)

أخرجه أحمد (10652)، من طريق أبي بكر بن عياش، به.

(3)

صحيح البخاري (6569).

ص: 546

(812)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (1)، حدثني أبو سَعِيد أَحمَدُ بنُ يَعْقوبَ الثَّقَفِيُّ، (2) حدثنا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى بنِ مُعَاذٍ العَنْبرِيُّ 2)، حدثني أَبِي، حدثنا معاذُ بنُ هِشَام، عن أَبِيهِ، عن عَمْرِو بنِ مَالِك، عن أَبِي الجَوْزَاء، عن ابْنِ عَبَّاسٍ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] قال: «حَزَنَ النَّارِ» (3).

(813)

أخبرنا الشَّرَيفُ أبو الفَتْحِ العُمَرِيُّ، أخبرنا عبد الرحمَن بن أبي شُرَيْح، أخبرنا أبو القَاسِم البَغَوِيُّ، حدثنا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ (4)، أخبرنا زُهَيْرٌ، عن أبي إِسْحاقَ، عن عاصِم بنِ ضَمْرَةَ، عن عَلِيٍّ قال: ذَكَر النَّارَ، فَعَظَّمَ أَمْرَها، ذكرًا لا أَحْفُظُه، ثم قال: «{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر: 73] حتى إذا انْتَهَوا إلى بابٍ مِن أَبْوَابها، وجَدوا عندَه شَجرَةً يَخرجُ مِن تَحتِ سَاقِها عَينانِ تَجْريَان، فَعَمَدُوا إلى إِحْدَاهما كَأَنَّما أُمِرُوا بِه، فَشرِبوا منها فَأَذَهبَت ما في بُطُونهم مِن أَذَى، أو بَأْسٍ، ثم عَمَدُوا إلى الأخرى، فتطهروا منها، فَجَرت عَليهم نَضْرَةُ النَّعِيم، فَلم تَغَيَّر أَشْعَارُهُم بُعدَها أبدًا، ولا تَشْعَث رُءُوسُهم، كَأنَّما دُهِنُوا بِالدَّهَان، ثم انْتَهوا إلى الجَنَّة فقالوا:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]، ثُم تَلْقَاهُم الوِلْدَانُ فَيَطوفُون كما يَطِيفُ وِلْدَانُ أَهلِ الدنيا بِالحَمِيم يَقْدُمُ عَلَيهِم مِن غَيْبَتِهِ يقولون له: أَبْشِر أَعَدَّ اللهُ لك مِنَ الكَرَامَةِ كذا، قال: ثم يَنْطَلِقُ غُلَامٌ مِن أُولَئِك الوِلْدَان إلى بعض أَزوَاجِه مِنَ الحُورِ العِين، فيقول: قَد جَاءَ فُلانٌ باسْمِه الذي كان يُدْعَى به في الدُّنيا،

(1)«المستدرك» (3595)، وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .

(2)

(-2) سقط من «ب» .

(3)

أخرجه ابن أبي الدنيا في «الهم والحزن» (25)، عن المثنى بن معاذ، به.

(4)

«مسند ابن الجعد» (2569).

ص: 547

قالت: أَنْتَ رَأَيْتَه؟ فيقول: أَنَا رَأَيتُهُ، وهو بِأَثَرِي، فَيَسْتَخِفُّ إِحَدَاهُنَّ الفَرَحُ، حتى تَقَومَ عَلى أُسْكُفَّةِ بَابها، فإذا انتهى إلى مَنزلِه، نَظَر إلى أَسَاسِ بُنْيَانِه، فإذا جَنْدَل اللُّؤْلُؤ فَوْقَه صَرْحٌ أَخْضَر، وأَحْمَر، وأَصْفَر مِن كُلِّ لَوْنٍ، ثم رفع رأسه، فنظر إلى سَقْفِه، فإذا مِثلُ البَرْقِ (1)،

ولَوْلا أَنَّ اللهَ عز وجل قَدَّرَه، لَأَلَمَّ أَنْ يُذْهِبَ بَصَره، ثم طَأْطَأْ رَأْسَه، فإذا أَزْوَاجُه، وأَكْوَابٌ مُوضُوعَةٌ، ونَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ، ثم اتَّكَئُوا فقالوا:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43]، ثم يُنَادِي مُنَادٍ، تَحْيَوْنَ فَلا تَمُوتُونَ أَبدًا، وتُقِيمُون فَلا تَظْعَنُونَ أَبدًا، وتَصِحُّونَ -أُرَاه قال-: فَلا تَمْرَضُونَ أَبدًا» (2).

قال أبو إسحاق: كذا قال.

(814)

أخبرنا أبو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ يُوسفَ الأَصْبَهانِيُّ، أخبرنا أبو

عَبدِ اللهِ محمدُ بنُ عَلِيٍّ الهَرَوِيِّ (3) -بمكة-، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عَبَّاد الصَّنْعَانِيُّ ح وحدثنا القَاضِي أبو عُمَر محمدُ بنُ الحُسَين بنِ مُحَمَّد قال: وحدثنا سُلَيمانُ بنُ أحمدَ بنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ (4)، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الدَّبَرِيُّ، أخبرنا عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ، عن الثَّورِيِّ، عن عبدِ الرحمَن ابنِ زِيَاد ابن أَنْعُم، عن عَطَاءِ بنِ يَسَار، عن سَلْمَان الفَارِسِيِّ، قال: قال

(1) في «ع» (يلمع كالبرق) ..

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (34004)، من إسرائيل، عن جَدِّه أبي إسحاق، به.

(3)

في النسخ (ابن الهروي)، وضبب على كلمة (ابن) في «م» ، وينظر «تاريخ الإسلام» للذهبي (7/ 916).

(4)

«المعجم الكبير» لسليمان الطبراني (6191)، و «المعجم الأوسط» (2987).

ص: 548