المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌16 - باب كيف ينشر الناس، وكيف يحشرون إلى موقف الحساب - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌16 - باب كيف ينشر الناس، وكيف يحشرون إلى موقف الحساب

‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

قال الله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [لأنبياء: 104].

(264)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادة، حدثنا حَاتِمُ بنُ أبي صَغِيرَة، عن عبد الله بنِ أبي مُلَيْكَةَ، حدثني القاسمُ بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«تُحْشَرُونَ يَوم القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، الرِّجَالُ مَع النَّساءِ! قال: يا عَائِشَةُ، الأَمرُ أَشَدُّ مِن ذَلِكَ» .

أخرجاه في الصحيح (1) من حديثِ حَاتِمِ بنِ أَبي صَغِيرةَ.

(265)

أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو طَاهِر محمدُ بنُ الحَسَن المُحَمَّدابَاذِيُّ، حدثنا الفَضْلُ بنُ محمد ح وحدثنا عبدُ الله بن يوسف، أخبرنا أبو إِسحاقَ إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ فِرَاسٍ، حدثنا العَبَّاسُ بنُ الفَضْل قالا: حدثنا إسماعِيلُ بنُ أبي أُوَيْسٍ، حدثني أَبي، عن مُحمد بن أبي عَيَّاش، عَن عَطَاء بن يَسَار، عَن سَوْدَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«يُبْعَثُ النَّاسُ حُفاةً عُراةً غُرْلًا، قَد أَلْجَمَهُم العَرَق، وبَلَغَ شُحُومَ الآذَان، قُلتُ: يا رسول الله، وا سَوْأَتَاهُ! يَنظُرُ بَعْضُنَا (2) إلى بَعْضٍ، قال: شُغِلَ النَّاسُ

(1) صحيح البخاري (6527)، وصحيح مسلم (2859).

(2)

في «ث» (بعضهم).

ص: 221

عَن ذَلك، لِكُلِّ امْرِئٍ يَومَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ» (1).

لَفْظُ حَديثِ الرُّوذْبَارِيِّ.

(266)

أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بنُ أَحمدَ بنِ عَبْدَان، أخبرنا أحمدُ بن عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بنُ إِسحَاقَ، حدثنا عَلِيُّ بنُ عبد الله، حدثنا سُفْيَانُ قال: قال عَمْرٌو: سَمعتُ سَعيدَ بنَ جُبَيْرٍ يقول: سَمِعتُ ابنَ عَبَّاسٍ يقول: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

«إِنَّكُم مُلاقُو اللهَ حُفَاةً غُرْلًا، مُشَاةً عُرَاةً» .

قال سُفيانُ: هَذا مِمَّا كُنَّا نَعُدُّ أَنَّ ابنَ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

رواه البخاريُّ في الصحيح (2)، عن عَليِّ بن عبد الله، ورواه مسلمٌ (3)، عن أبي بَكْرِ ابنِ أبي شَيْبَة، وجَمَاعَةٍ، عن سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَة.

(267)

أخبرنا أبو محمد عبدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ الأصبهاني، أخبرنا أبو سَعيد ابن الأَعْرَابِي ح وأخبرنا أبو عَلِي الرُّوذبارِي، وأبو الحُسَين ابن بِشْرَان قالا: أخبرنا إِسماعيلُ بنُ محمد الصَّفَّار قالا: أخبرنا سَعْدَان بن نَصْرٍ (4)، حدثنا إسحاقُ بن يوسف الأَزْرَق، عن سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ، عن المُغِيرَةَ بن النُّعْمَان، عن سَعيد بن جُبَير، عن عبد الله بن عَبَّاسٍ قال: قَامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النَّاس، فَوَعظَهُم فقال:

«أَيُّها النَّاسُ، إِنَّكُم مَحْشُورُونَ إلى اللهِ حُفَاةً عُراةً غُرْلًا، ثُمَّ قَرأ {كَمَا

(1) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (24/ 34)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3066)، وغيرهما من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، به.

(2)

صحيح البخاري (6524).

(3)

صحيح مسلم (2860).

(4)

«جزء سعدان» (158).

ص: 222

بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [لأنبياء: 104].الآية. قال: فَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِن أُمَّتِي، فَيُؤخَذُ بِهم ذَاتَ اليَسَارِ، فَأَقُول رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ لِي: هَل تَعْلَمُ ما أَحْدَثُوا بَعْدَك؟ فَأقُول كما قالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} [المائدة: 117] فقال: إنهم لَم يَزَالُوا مُرْتَدَّينَ عَلى أَعْقَابِهِم مُنْذُ فَارَقْتَهُم، قال: وَأَوَّلُ مَن يُكْسَى إِبراهِيمُ عليه السلام» (1).

(268)

أخبرنا عَلِيُّ بنُ أحمدَ بن عَبْدَان، أخبرنا أحمد بنُ عُبَيدٍ، أخبرنا إسماعيلُ بنُ إِسحاقَ، حدثنا محمدُ بنُ كَثِيرٍ، حدثنا سُفْيانُ بنُ سَعِيد، حدثني المُغِيرَةُ بنُ النُّعْمَان، حدثني سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّكُم مَحشُورُون» فذكر الحديث بنحوه. إِلَّا أنه قال: «فَأقُولُ: أَصْحَابِي أَصْحَابِي» ، وذَكر قَولَه:«أَلا وإِنَّ أَوَّلَ مَن يُكْسَى يَومَ القِيامَةِ إِبراهِيمُ عليه السلام» قَبْلَ قَولِه: «ألا وإِنَّ نَاسًا يُؤخَذُ بهم ذَات الشِّمَال» .

رواه البخاري في الصحيح، (2) عن محمد بن كَثِير، وأخرجاه (3) من حديث شُعْبَةَ، عن المُغِيرة بن النعمان.

وَإنَّمَا أَرادَ -واللهُ أَعْلَمُ- الذين ارْتَدُّوا بَعْدَهُ مِمَّن أَسْلَمَ في وَقْتِهِ، فَقَاتَلَهُم أبو بَكْرِ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّحابَةِ الذِينَ لَم يَرْتَدَّوُا، وبِالله العِصْمَةُ.

(269)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ (4)، أخبرنا أبو الحَسَن أحمدُ

(1) أخرجه ابنُ عساكر في «معجم شيوخه» (466)، من طريق أبي محمد عبدِ الله بنِ يوسف، شيخ المصنف.

(2)

صحيح البخاري (3349).

(3)

صحيح البخاري (4740)، وصحيح مسلم (2860).

(4)

«المستدرك» (2995).

ص: 223

ابنُ محمدِ العَنَزِيُّ، حدثنا عُثمانُ بنُ سَعِيد الدَّارِمِيُّ حدثنا موسى بنُ إِسماعِيلَ، حدثنا ثَابِتُ بنُ يَزِيدَ أَبو زَيْدٍ، حدثنا هِلالُ بنُ خَبَّاب، عن سَعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُراةً غُرْلًا، فقالت زَوْجَتُهُ: أَيَنْظُرُ بَعضُنا إلى عَوْرَةِ بَعض؟ ! فَقال: يا فُلانَة، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُم يَومَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ» .

وأَمَّا الحديثُ الذي

(270)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ (1)، أخبرنا أبو مُحمَّدٍ عبدُ اللهِ بن إِسْحَاقَ بنِ الخُرَاسَانِيُّ العَدْلُ، حدثنا محمد بنُ الهَيثَم القَاضِي، حدثنا ابْنُ أبي مَرْيَمَ، أخبرنا يَحيى بنُ أَيُّوبَ، عن ابنِ الهَادِ، عن مُحَمَّدِ بنِ إِبرَاهِيمَ، عن أبي سَلَمة، عن أبي سَعِيد الخُدْرِي، أَنَّه لَمَّا حَضَرَهُ المَوتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَها، ثم قال: سَمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إِنَّ المَيِّتَ يُبْعَثُ في ثِيابِهِ التِي يَمُوتُ فِيهَا» .

فهذا حديثٌ أَوْرَدَهُ أبو دَاودَ في كتابِ السُّنَن (2)، عن الحَسَن بنِ عَلِي، عنِ ابنِ أَبي مَريم.

(271)

أخبرنا أبو عَلِي الرُّوذْبَاري، أخبرنا أبو بكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو داود، حدثنا الحَسنُ بن عَلي، حدثنا ابنُ أَبِي مَريَم، فذكره.

وَحَمَلَهُ رَاوِيِهِ أَبو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَلى ظَاهِرِه، فَيكونُ الجَمعُ بَيْنَهُ وبَينَ ما قَبْلَهُ مِنَ الأَحَادِيث في الحَشْرِ عُرَاةً = أَنهُم يَكونُون، أو بَعضُهُم عُراة إلى مَوقِف الحِسَاب أو قَبله، ثُم يُكْسَى إِبراهِيمُ عليه السلام، ثُم يُكسى الأنبياءُ عليهم السلام،

(1)«المستدرك» (1260).

(2)

«سنن أبي داود» (3114)، عن الحسن بن علي بن محمد الخلال، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم.

ص: 224

ثم يُكسى الأَولياءُ، فَتكون كِسْوَةُ كُلِّ إنسانٍ مِن جِنسِ مَا يَمُوتُ فيه، حتى إذا دَخَلُوا الجَنَّةَ أُلْبِسُوا مِن ثِيابِ الجَنَّةِ، ويُبعثُونَ مِن قُبُورِهِم في ثِيَابهم التي يَمُوتُونَ فيها، ثُمَّ عِند الحَشْرِ تَتَناثَرُ عَنهُم ثِيابُهُم، فَيُحْشَرُونَ، أو بَعْضُهُم إلى مَوقِفِ الحِسَابِ عُرَاةً، ثُم يُكْسَوْنَ مِن ثِيابِ الجَنَّة، والله أعلم.

وقَد حَمَلَهُ بَعضُ أَهلِ العِلْمِ عَلى العَمَل، أي: في أَعْمَالِه التي يَمُوتُ فيها من خَيرٍ، أو شَرٍّ، قال الله عز وجل:{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، وقال:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)} [المدثر] قال قتادة: يقول: عَمَلَك فَأَخْلِصْهُ (1).

(272)

وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبُو عَبدِ الله مُحمدُ بنُ عبد الله الزَّاهِد، حدثنا أَحمدُ بنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، حدثنا مُحاضِرُ بن المُوَرِّع، حدثنا الأَعْمَشُ، عن أَبي سُفْيَانَ، عن جَابِر، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ» .

أخرجه مسلم في الصحيح (2)، من حديثِ جَرِيرٍ، عن الأعمش.

وَرُوِّينَا عن فَضَالَةَ بنِ عُبَيد، عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«مَنْ مَاتَ عَلى مَرتَبَةٍ مِن هَذِهِ المَرَاتِب بُعِثَ عَليها يَومَ القِيَامَةِ» (3).

وهَذَانِ الخَبَرانِ يُؤَكِّدَانِ قَولَ مَن حَمَلَ الخَبَر الأَوَّل عَلى العَمَلِ، والله أعلم.

* * * * *

(1) ينظر تفسير الطبري (23/ 407).

(2)

صحيح مسلم (2878).

(3)

أخرجه أحمد (23941)، من حديث فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه، وقال محققو المسند: إسناده صحيح.

ص: 225