المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - باب خبر ابن صائد - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌10 - باب خبر ابن صائد

‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

(182)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني عَليُّ بنُ أحمدَ بن قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ -بهَمَذَانَ- حدثنا إبراهيم بن الحُسَين، حدثنا أبو اليَمَان الحَكمُ بن نافع، أخبرنا شُعَيب، عن الزُّهْري، حدثني سالم بن عبد الله، أنَّ عبدَ الله بن عمرَ أخبره، أنَّ عمرَ بن الخطاب انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رَهْطٍ من أصحابه قِبَل ابنِ صَائِد، حتى وَجدُوه يَلعب مَع الغِلْمَان عند أُطُمِ بَنِي مَغَالَة، وقَد قَاربَ ابنُ صَياد يَومَئذ الحُلُم، فَلم يَشعر حتى ضَربَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ظَهرَه بِيدِه، ثُم قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«أَتشهدُ أنى رسولُ الله؟ فنظرَ إليه ابن صَيَّاد فقال: أشهدُ أنك رسولُ الأميين، ثم قال ابن صَياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أَتشهد أنى رَسولُ اللهِ؟ فَرَضَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال: آمنتُ بالله ورُسُلِهِ (1)، ثُم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لابن صَيَّاد: ماذا ترى؟ فقال: يَأتِيني صَادِقٌ وكاذبٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: خُلِّطَ عَليك الأَمرُ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي خَبَّأتُ لك خَبِيئًا، فقال ابنُ صَيَّاد: هو الدُّخُّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخْسَأْ، فَلَن تَعْدُوَ قَدرَك، فقال عمر: يا رسول الله، ائذَن لي فَأضرِب عُنقَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يَكُن هو؛ فَلن تُسَلَّطَ عَليه، وإن لم يَكُن هو؛ فَلا خَير لَك فى قَتْلِهِ» .

رواه البخاري في الصحيح (2)، عن أبي اليَمَان، وأخرجه (3) مسلم، من حديث يُونُسَ، ومَعْمَر، عن الزُهْري.

(1) في «م» (رسوله).

(2)

صحيح البخاري (6173).

(3)

صحيح مسلم (2930).

ص: 162

(183)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني علي بن أحمد بن قُرقُوب، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو اليَمَان، أخبرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ قال: قال سالم بن عبد الله: سمعتُ عبد الله بن عُمَرَ بعد ذلك يقول:

«انطلق بَعْدَ ذلك النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، هو وأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ الأَنصاري، يَؤُمَّان النَّخْلَ التى فِيها ابن صَيَّاد، حتى إذا دَخَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بِجذُوع النَّخل، وهُو يَخْتِلُ أن يَسمعَ مِن ابنِ صَيَّاد شَيئًا قَبْلَ أَن يَرَاه، وابنُ صيَّاد مُضْطَّجِع عَلى فِرَاشِه في قَطِيفةٍ لَهُ فِيها زَمْزَمَة، فَرأتْ أُمُّ ابنِ صَيَّاد رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَتَّقِي بِجذُوع النَّخل، فقالت لابن صياد: أي صَاف -وهو اسْمُه- هَذا محمدٌ، فَثَار ابنُ صَيَّاد، فَقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لَو تَرَكَتْهُ بَيَّنَ» .

قال: قال سالمٌ: قال عبد الله بن عمر: ثُم قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في النَّاس، فَأَثْنَى على الله عز وجل بما هُو أَهْلُه، ثم ذكر الدجال فقال:

«إني أَنْذَرْتُكُمُوه، ومَا مِن نَبِيٍّ إلا وقَد أَنذَرَ قَومَه، لَقد أَنذَرَهُ نُوحٌ قَومَه، ولَكن سَأقولُ لَكم فِيه قَولًا لَم يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَومِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّه أَعْوَر، وأَنَّ اللهَ لَيس بِأَعْوَرَ» .

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن أبي اليمان، وأخرجه مسلم (2) من حديث يونس عن الزهري.

هكذا وجدته زمزمة، وقال البخاري في حديث شعيب:«رمرمة، أو زمزمة» .

(1) صحيح البخاري (6174).

(2)

صحيح مسلم (2931).

ص: 163

قال أبو سليمان (1): «والرمرمة، تَحريك الشفتين، والزَّمْزَمة بالزَّاي، فهو من داخل الفم إلى ناحية الحَلْق» .

(184)

أخبرنا محمدُ بنُ عبد الله الحَافظُ، أخبرنا أبو بَكر بنُ عبد الله، حدثنا الحَسَن بن سُفيان، حدثنا محمد بن المُثَنَّى، حدثنا سَالِمُ بن نُوح، أخبرني الجُرَيْرِيُّ، عن أبي نَضْرَةَ، عن أَبي سَعيد الخُدرِي قال: لَقِيَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعُمر في بعض طُرق المدينة، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«أَتشهدُ أني رَسولُ الله؟ فَقال هو: تَشْهدُ أني رَسول الله؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: آمنتُ بالله، وكُتبِه، ورُسُلِه، ما ترى؟ قال: أَرى عَرشًا على المَاء، فقالَ

رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَرى عَرشَ إِبليسَ عَلى البَحرِ، وما تَرَى؟ قال: أرى صَادِقَيْن، وكَاذِبًا أو كَاذِبَين، وصَادقًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لُبِسَ عَليه، دَعُوهُ».

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن محمد بن المثنى.

ويُحتمَل أن النبيَّ عليه السلام إنما لم يَقْتُلْه -مع ادِّعَائِه النُّبوَّةَ لِنَفسِهِ- لأَنَّه كانَ غَير بَالِغ، ويُحتمل أَنَّ ذَلك كان أَيامَ مُهَادَنَتِه اليَهُودَ وحُلَفَائِهم، وقَد اختَلَف الناسُ في أَمره اخْتِلافًا كثيرًا؛ هَل هو الدَّجالُ، أَمْ لا.

(185)

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو الوليد الفقِيهُ، حدثنا جعفر بن أحمد الحافظ، حدثنا يَحيى بن حَبِيب ح قال: وأخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بنُ عبد الأعلى قالا: أخبرنا المُعْتَمِر قال: سمعتُ أَبيِ يُحدِّث، عن أَبي نَضْرَةَ، عن أَبي سَعِيد

(1)«معالم السنن» لأبي سليمان الخطابي (2/ 708، 709).

(2)

صحيح مسلم (2925).

ص: 164

الخُدرِي قال: «قال لي ابنُ صَائِد (1) -وأخذتني منه ذَمَامَةٌ-: قَد أَعذَرتُ الناس، ما لي ولَكُم يا أَصحابَ مُحمد، ألم يَقُل نَبيُّ اللهِ أَنَّه يَهُودِي؟ وقَد أَسلَمتُ، قال: ولا ولَدَ لَه، وقَد وُلِدَ لِي، وقال: إِنَّ اللهَ حَرَّم عَليه مَكَّةَ، وَقَد حَجَجْتُ، قال: فَما زَالَ حَتَّى كَادَ أن يَأخُذَ فِيَّ قَولُهُ، قال: فقال له: أَمَ والله إِني لأعَلَمُ الآنَ حيثُ هُو، وأَعرفُ أبَاه وأُمَّه، قال: وقيل: أَيَسُرُّك أَنَّك ذَاك الرَّجُلُ؟ فقال: لَو عُرِضَ عَليَّ مَا كَرِهْتُ» .

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن يَحيى بن حَبيب، ومحمد بن

عبد الأَعْلَى.

(186)

أخبرنا أبو بكر ابن فُورَك، حدثنا القَاضِي أبو بَكر أحمدُ بن محمود (3) بن خُرَّزَاد الأَهْوَازِيُّ -بها-، حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، حدثنا عُبَيد الله بنُ مُعاذ ح وأخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو دَاودَ (4)، حدثنا ابنُ معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شُعبةُ، عن سعد ابن إبراهيمَ، عن محمد بن المُنْكَدِر قال:«رَأيتُ جَابرَ بنَ عبد الله يَحلِفُ بالله أَنَّ ابن صَائِدٍ الدَّجَّالُ، فقلتُ: تَحلِفُ بِالله؟ فقال: إني سَمعتُ عُمرَ يَحلفُ عَلى ذلك عِندَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلم يُنْكرْهُ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم» .

رواه مسلمٌ في الصحيح (5)، عن عبيد الله بن معاذ.

(1) في «ب» (صياد).

(2)

صحيح مسلم (2927).

(3)

في «م» ، و «ث» (محمد)، والمثبت من «ث» وينظر ترجمته في «تاريخ بغداد» (6/ 372)، و «تاريخ الإسلام» (8/ 95).

(4)

«سنن أبي داود» (4331).

(5)

صحيح مسلم (2929).

ص: 165

(187)

أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو دَاوُدَ (1)، حدثنا أحمدُ بن إبراهيم، حدثنا عُبَيد الله بنُ موسى، حدثنا شَيْبَانُ، عن الأَعْمَش، عن سَالِم، عن جَابِرٍ قال:«فَقدنا ابنَ الصَّيَّاد يَوم الحَرَّة» .

كذا رُوِيَ عن جَابرٍ، ورُوِي في بعض الآثَار أنه مَاتَ بالمدينة، والله أعلم.

(188)

أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو دَاوُدَ (2)، حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعيد، حدثنا يَعقوبُ بنُ عبد الرحمن، عن مُوسى بنِ عُقْبَةَ، عن نَافِع قال: كان ابنُ عُمَر يقول: «واللهِ مَا أَشُكُّ أَنَّ المَسيحَ الدَّجَّال ابنُ صَيَّادٍ» .

(189)

حدثنا أبو بَكْرٍ محمدُ بنُ الحَسن بنِ فُورَك، أخبرنا عبدُ الله بنُ جَعفر، حدثنا يُونُس بنُ حَبيب، حدثنا أَبُو دَاوُدَ (3)، حدثنا حَمَّادُ بن سَلَمَة، عن عَلي بنِ زَيد، عن عبد الرحمن بنِ أَبي بَكْرَةَ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلاثِينَ عامًا لا يُولَدُ لَهُما، ثُمَّ يُولَد لَهُما غُلامٌ أَعْوَرُ، أَضَرُّ شَيءٍ وأَقَلُّهُ نَفْعًا، تَنَامُ عَينَاهُ ولا يَنَامُ قَلْبُهُ، قال: فَنَعتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَباهُ رَجُلٌ طُوال، ضَربُ الَّلحْمِ، كَأَنَّ أَنْفَهُ مِنْقَارٌ، وأَمَّا أُمُّه، فامرَأَةٌ طَوِيلَةُ ضَاخِيَةُ الثَّدْي» .

وفي رِوَايةِ غَيرِهِ: فِرْضَاخِيَّةُ الثَّدْي، يعني مُسْتَرخِيَةُ الثَّدْيَيْنِ، وهو أصح.

قال أبو بَكْرَةَ: فَسمعنا بِمولودٍ وُلِدَ بِالمَدِينَة فِي اليَهودِ، فَذَهبتُ أنا

ص: 166

والزُّبَير بنُ العَوَّام، فَدخَلْنا عَلى أَبَوَيه، فَإذَا نَعْتُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمَا، فَقُلنا: هَل لَكُما مِن وَلَدٍ؟ فَقالا: مَكَثْنَا ثَلاثِينَ عَامًا لا يُولَدُ لَنا، ثُمَّ وُلِدَ لَنا أَضَرُّ شَيءٍ وَأَقَلُّه نَفعًا، تَنامُ عَينَاهُ ولا يَنامُ قَلْبُهُ، فَخَرجْنا مِن عِندِهِما، فإذا هُو مُنْجَدِلٌ في قَطِيفَة في الشَّمس له هَمْهَمَةٌ، فَكَشف عَن رَأسِه فقال: ما قُلْتُمُا؟ قُلنَا: أَوَ سَمعتَ؟ قال: إِني أَنامُ، ولا يَنَامُ قَلْبِي» (1).

تَفرَّدَ به عَليُّ بنُ زَيدِ بنِ جُدْعَانَ، ولَيس بِالقَوي.

ومَن ذَهبَ إلى أَنَّ الدَّجالَ غَيرُهُ احتَجَّ بِحديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وإِسنادُهُ أَصَح مِن هَذا، مَع جَوازِ مُوافَقة صِفَتِه صِفَةَ الدَّجَّالِ، والدَّجال غيره كَما جَاء في الخَبِر في صفة الدجال أَنَّه أَشْبَهُ النَّاسِ بِعبد العُزَّى بنِ قَطَن، وليس به، وأَمْرُ ابن صَائِدٍ عَلى ما حُكِي عنه كَانت فِتنةً ابْتَلَى الله بها عِبَادَه، كَما كَان أَمْرُ العِجْلِ في زَمَنِ موسى عليه السلام فِتْنة ابتلاهم اللهُ بها، إلا أَنَّ اللهَ تَعالى عَصَم مِنها أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَوَقَاهُم شَرَّها، ولَيس فِي حَديث جَابر أَكْثَرُ مِن سُكوتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على قَولِ عُمَرَ بنِ الخَطَّاب، ويُحتَمَل أَنَّه عليه السلام كان كَالمُتَوقِّف في بَابِه، ثُم جَاءه الثَّبْتُ مِن اللهِ، أَنَّه غَيرُهُ، فَقال في حَديثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ مَا نَذكُرُه إِن شَاء اللهُ تَعَالى.

* * * * *

(1) رواه الترمذي (2248)، وأحمد (20502)، وغيرهما من طريق حماد بن سلمة، به بنحوه. وقال الترمذي:«حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة» .

ص: 167