الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:
فاطر: 32].
(618)
أخبرنا الأُسْتَاذُ أبو بَكر ابنُ فُورَك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يُونُسُ بنُ حَبِيب، حدثنا أبو دَاوُدَ (1)، حدثنا شُعْبَةُ، عن الوَلِيد بن العَيْزَار، قال: سمعت رَجُلًا من ثَقِيفٍ يُحَدِّثُ رَجُلًا مِن كِنَانَة، عن أبي سَعِيدٍ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] الآية، قال:
«كُلُّهم في الجَنَّة -أو قال: كلهم بمنزلة واحدة-» (2). (3) قال شُعْبة: أحدهما.
يُرِيدُ -والله أعلم-: كُلُّهم بِمَنزِلَةٍ واحِدَة 3)، في أَنَّ مَنَازِلَهُم الجَنَّة، ثم يَتَفاوتُونَ في الدَّرَجَاتِ.
(619)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (4)، أخبرنا أبو زكريا العَنْبَرِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ عَبْدِ السَّلَام، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، أخبرنا جَرِيرٌ، حدثني الأعمش، عن رَجُلٍ سَمَّاه، عن أبي الدَّرْدَاء، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)«مسند الطيالسي» (2350).
(2)
أخرجه الترمذي (3225)، دون شك، من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، وقال الترمذي:«هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
(3)
بينهما سقط من «ب» .
(4)
«المستدرك» (3592).
يقول في قوله عز وجل: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قال:
قال أبو عبد الله: «ورواه الثَّوْرِيُّ، عن الأعمش قال: ذَكَر أبو ثَابِت، عن أَبي الدَّرْدَاء، وقِيل: ابن ثابت.
وقيل: عن شُعْبَة، عن الأَعْمَش، عَن رَجُل من ثَقِيفٍ، عن أبي الدَّرْدَاء. وإذا كثرت الروايات في حديث، ظَهَر أن للحديث أصلًا».
(620)
أخبرنا أبو بَكر القَاضِي، أخبرنا دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ، حدثنا أحمد ابن سعيد بن شَاهِين، حدثنا محمد بن جَامِعٍ، حدثنا حُصَيْنُ بنُ نُمَيْر، حدثنا ابن أبي لَيْلَى، عن أخيه، عن أبيه، عن أُسَامةَ بن زَيْد،
عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32].قال: «كُلُّهُم في الجَنَّةِ» (1).
(621)
أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، ومحمد بن موسى، قالا: أخبرنا أبو عبد الله الصَّفَّار الأَصْبَهَانِي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد السَّلَام الأَصْبَهَاني، حدثنا محمد بن سعيد بن سَابِق، حدثنا عَمْرُو بنُ أَبي قَيْسٍ، عن ابن أبي لَيْلَى، عن أَخِيه عِيسَى، عن أَبِيهِ، عن أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ،
…
في قوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} [فاطر: 32] قال:
…
(1) أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (14/ 342)، من طريق حصين بن نمير، به.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كُلُّهُم مِن هَذِه الأُمَّة» (1).
(622)
أخبرنا أبو محمد جَنَاحُ بنُ نَذِيرٍ القَاضِي -بالكوفة-، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دُحَيم، حدثنا أحمد بن حازم، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا سُكَيْنُ بنُ عبد العَزِيز، حدثنا حَفْصُ بن خَالِد بن جَابِر، حدثني مَيْمُونُ بنُ سِيَاه، عن عُمَرَ، رضي الله عنه قال: تلا هذه الآية {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32]. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«سَابِقُنَا سَابِقٌ، ومُقْتَصِدُنَا نَاجٍ، وظَالِمُنَا مَغْفُورٌ لَه» (2).
فيه إرسالٌ بين مَيمون بن سِياه، وبَين عُمَرَ رضي الله عنه.
وروي من وجه آخر غَير قَوي، عن عُمَر مَوقُوفًا عليه.
(623)
أخبرنا أبو نَصْرِ ابنُ قَتَادَة، أخبرنا أبو منصور النَّضْرَوِي، حدثنا أحمد بن نَجْدَة، حدثنا سَعِيدُ بنُ مَنْصُور (3)، حدثنا فَرَجُ بنُ فَضَالَة، حدثني أَزْهَرُ بنُ عبد الله الحَرَازِيُّ، حدثني من سَمِعَ عُثَمانَ بنَ عَفَّان، رضي الله عنه وهو يقرأ هذه الآية:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]. الآية، فسمعته يقول: «أَلَا إِنَّ سَابِقَنَا: أَهْلُ جِهَادِنا، ألا وإِنَّ مُقْتَصِدَنا: أَهْلُ حَضَرِنَا،
(1) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (410)، من طريق عمرو بن أبي قيس، به. وفي مطبوعته سقط في السند، وقد نبه عليه محققه رحمه الله.
(2)
ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (7/ 25)، وعزاه للبيهقي، وغيره. ولم أقف عليه مسندا من رواية ميمون عن عمر، لكن أخرجه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (3/ 443)، من طريق ميمون بن سياه، عن أبي عثمان النهدي، عن عمر، به.
(3)
«سنن سعيد بن منصور» (2308).
ألا وإن ظَالِمَنَا: أَهْلُ بَدْوِنَا».
وكَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إذا نَزع هَذه الآية قال: «ألا إِنَّ سَابِقَنَا سَابِقٌ، ومُقْتَصِدَنا نَاجٍ، وظَالِمَنَا مَغْفُورٌ لَهُ» .
(624)
أخبرنا عُمَرُ بن عبد العَزِيز بن عُمَرَ بن قَتَادَة، أخبرنا العباس بن الفَضْل النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمدُ بن نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بنُ مَنْصُور، حدثنا عمرو بن ثَابِت، عن أبيه، عن عُيَيْنَةَ (1)، عن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، قال: سمعته يقول: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32]. قال البراءُ: «أَشْهَدُ عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُم جَمِيعًا الجَنَّةَ» (2).
(625)
قال: وأخبرنا سَعِيدٌ، حدثنا هُشَيْم، أخبرنا حُصَيْن، عن إبراهيمَ، قال:«نَجَوْا كُلُّهُم» .
(626)
قال: وحدثنا سَعِيدٌ، حدثنا سُفْيانُ، عن عَمْرو بن دِينَار، عن عُبَيد بن عُمَير، قال:«كُلُّهم صَالِح» (3).
(627)
قال: وحدثنا سَعِيدٌ، حدثنا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوية، حدثنا عَوْفٌ، حدثنا عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل، حدثني كَعْبٌ: أَنَّ الظَالِمَ لِنَفسِه مِن هذه الأمة، والمُقْتَصِدَ، والسَّابِقَ بِالخَيرَاتِ، كُلُّهم في الجنة، ألم تر أن الله عز وجل قال:
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ
(1) كذا في «م» ، و «ث» ، و «ش» ، وفي «ب» (عمه)، وفي «ع» (عتبة)، وقد اجتهدت في تعيينه، فلم أوفق، والله المستعان.
(2)
ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (7/ 25)، وعزاه لسعيد بن منصور، والبيهقي في «البعث» ، وفي سنده عمرو بن ثابت بن هرمز، رمي بالرفض.
(3)
أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» (2445)، عن سفيان بن عيينة، به. وعزاه السيوطي في «الدر المنثور» (7/ 27)، إلى سعيد بن منصور، والبيهقي.
مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [فاطر: 32 - 33] قَرَأ عَوفٌ إلى قوله: {لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فاطر: 35 - 36]. قال كَعْبٌ: «هؤلاء أهل النار» (1).
(628)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سَعِيد ابنُ أبي عَمْرٍو قالا: حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ بن يعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهَّاب، عن عَطَاءٍ، أخبرنا عَوْفٌ، عن عبد الله بن الحَارِث، قال: سَمِعْتُ كَعْبًا، يقول: فذكره بمثله.
(629)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو بكر بن الحَسَن، وأبو سَعِيد ابنُ أبي عَمْرٍو قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا حَجَّاجٌ، قال: قال ابنُ جُرَيْج: سمعت عَطَاءً يقول: «{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] زَعَم أَنَّ هؤلاء الأصناف الثلاثة: نَحْنُ (2) أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وزعم أن قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [فاطر: 33] في هؤلاء الأصناف الثلاثة، وأَنَّ كَعبًا قال: هُم أُمَّةُ مُحَمَّدٍ، هؤلاء الأصناف الثلاثة، أفأنا أُقِيمُ على اليَهُودِيَّة، وأَدَع هَذا الدِّين؟ » (3)
واخْتَلَفَت الرِّوَاياتُ فيه عن ابن عباس، فَرُوِي عنه كما
(630)
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، حدثنا أبو الحَسَن
(1) أخرجه ابن جرير الطبري في «التفسير» (19/ 369)، من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن عوف -هو ابن أبي جميلة الأعرابي-، به.
(2)
في «ب» (غير)، وهو تحريف واضح.
(3)
أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (50/ 165)، من طريق المصنف، به.
الطَّرَائِفِيُّ، حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا عبد الله بن صالح، عن مُعَاوِيَةَ بن صالح، عن عَلِيِّ بن أبي طَلْحَةَ، عن ابن عباس، في قوله {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] إلى آخر الآية قال: «هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم أَوْرَثَهُم اللهُ -سبحانه- كُلَّ كِتَابٍ أَنَزَلَه، فَظَالِمُهُم يُغْفَرُ له، ومُقْتَصِدُهُم يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وسَابِقُهُم يَدْخُلُ الجَنَّة بِغَير حِسَاب» (1).
ورُوِيَ عنه كما
(631)
أخبرنا أبو نَصْرِ ابنُ قَتَادَة، أخبرنا أبو منصور النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمد بن نَجْدَةَ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا سُفيانُ، عن عمرو بن دِيْنَارٍ، قال: قال ابن عباس: «الظَالِمُ لِنَفْسِه، هو الكَافِر» (2).
(632)
قال: وحدثنا سَعِيدٌ، حدثنا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، حدثنا عَوْفٌ، عن الحَسَن:«أَنَّ الظَالِمَ لِنَفْسِه، هو المُنَافِق، وأما المُقْتَصِدُ، والسِّابِقُ بالخَيْرَاتِ، فَهُمَا صَاحِبَا الجَنَّةِ» (3).
(633)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيدِ ابنُ أبي عَمرٍو قالا: حدثنا أبو العبَاَّس الأَصَمُّ، حدثنا يَحْيَى بنُ أبي طَالِبٍ، أخبرنا عبدُ الوَهَّاب، قال: قال عَوْفٌ: وقال الحَسَنُ: «الظَّالِمُ لِنَفْسِه، المُنَافِق -سقط هذا- والمُقْتَصِدُ، والسَّابِقُ بالخَيْرَاتِ، فَإنَّ هَذَان في الجَنَّة» .
(1) أخرجه الطبري في «التفسير» (19/ 368)، من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، به.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» كما في «تفسير ابن كثير» (6/ 547)، من طريق سفيان بن عيينة، به.
(3)
أخرجه الطبري في «التفسير» (19/ 372)، من طريق مروان بن معاوية، به.
قال الشَّيخُ: واسْمُ الظَّالِم وَاقِعٌ على الشِّرْكِ.
(634)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو عَمْرِو بنُ حَمْدَان، أخبرنا الحَسَنُ بن سُفيان، حدثنا أبو بَكْر ابن أبي شَيْبَة، حدثنا عبد الله بن إِدْرِيس، وأبو مُعَاوِيَة، ووَكِيعٌ، عن الأعْمَشِ، عن إبراهيمَ، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله، قال: لَمَّا نَزَلَت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِك عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أَيُّنَا لا يَظْلِمُ نَفْسَه؟ فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح (1)، عن أبي بكر ابن أبي شيبة.
(635)
وأخبرنا أبو صَالِح ابنُ أَبي طَاهِرٍ العَنْبَرِي، أخبرنا جَدِّي يَحْيَى ابنُ مَنصُورٍ القاضي، حدثنا أحمد بنُ سَلَمَة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِيرٌ، وأبو معاوية، ووَكِيعٌ، عن الأَعْمَشِ، بهذا الإسناد قال: لَمَّا نَزَلَت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِك على المسلمين، وفي رواية وكيع: فَشَقَّ ذلك على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، فَأَيُّنا لا يَظْلِمُ نَفْسَه؟ قال:
«ليس بِذَاكَ هُو، إِنَّمَا هُو الشِّرْك، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَال لُقْمَانُ لِابْنِه؟
…
{يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)} [لقمان]».
رواه البخاري في الصحيح، عن قُتَيْبَة، عَن جَرِير (2)، وعَن إِسْحَاقَ بن
(1) صحيح مسلم (124).
(2)
صحيح البخاري (4776).
إبراهيم، عن وَكِيْع (1).
(636)
أخبرنا أبو حَامِد أحمدُ بن عَلِي المُقْرِئ الخُسْرَوْجِرْدِيُّ، حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوَرَّاقُ -ببغداد-، حدثنا أبو الحَسَن علي بن محمد بن هَارُون الحِمْيَرِيُّ القَاضِي الكُوْفِي، حدثنا محمد بن العلاء أبو كُرَيْبٍ، حدثنا عبد الله بن إِدرِيس، عن الأعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله -يعني ابن مسعود-، قال: لما نزلت هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، شَقَّ ذلك على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ألا تَرَوْنَ إلى قَوْلِ لُقْمَانَ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)} [لقمان]» .
قال عبد الله بن إدريس: حَدَّثَنِي أولًا أَبِي، عن أَبَانَ بن تَغْلِب، عن الأَعْمَش، ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنهُ.
رواه مسلم في الصحيح (2)، عن أبي كُرَيب.
وفي هذا دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ على أَنَّ الظُّلْمَ الذي هو دُونَ الشِّركِ، لا يَبْلُغ مَبْلَغ الشِّرْكِ في سَلْبِ الأَمْنِ والاهْتِدَاء عَن صَاحِبِه، وإذا لَم يَسْلُبْه الأمْنَ المَوعُود والاهتداء، دَخَل تَحْتَ قَوْلِه {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، وكان له الأَمْنُ في العَاقِبَة لا مَحَالَة؛ لِقَولِه تَعَالَى {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]. (3)
* * * * *
(1) صحيح البخاري (6937).
(2)
صحيح مسلم (124).
(3)
الفقرة الأخيرة من كلام المصنف تكررت في «م» قبل الحديث وبعده، وفي «ب» ، و «ش» قبل الحديث، والمثبت من «ث» ، «ع» .