المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌13 - باب خروج يأجوج ومأجوج - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌13 - باب خروج يأجوج ومأجوج

‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

ذَكرَ اللهُ ́ في كِتابِه أَمرَهُم، وما كان مِن سَدِّ ذِي القَرنَين ما بَينَ الجَبَلَين، وقوله:{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)} [الكهف].

(219)

أخبرنا أبو محمد عبدُ اللهِ بنُ يَحيى بنِ عَبد الجَبَّار السُّكَّرِيُّ -ببغداد-، أخبرنا إسماعيلُ بن محمد الصَّفَّار، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصر، حدثنا سفيان، عن الزُّهري، عن عُرْوَة، عن زَينَب بِنت أَبي سَلَمة، عن حَبِيبَةَ، عن أُمِّها أُمِّ حَبِيبَة، عن زَينَب زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: اسْتَيقَظَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن نَومٍ مُحْمَرًّا وجْهُهُ وهو يَقُولُ:

«لا إِلَه إِلا الله -ثَلاث مَرَّات- وَيْلٌ لِلْعَربِ مِن شَرٍّ قَد اقْتَرَبَ، فُتِحَ مِن رَدمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثل هذِهِ، وحَلَّقَ حَلَقَةً بِإِصْبَعَيْهِ، قلت: يا رَسولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وفِينَا الصَّالِحُون؟ قال: نعم إذا كَثُرَ الخَبَث» .

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن مالك بن إسماعيل، ورواه مُسلمٌ (2)، عن أبي بكر ابن أبي شَيْبَة، وغَيرِه، كلهم، عن سُفيان، غَيرَ أَنَّ بَعضَهُم لم يذكر في إسناده حَبِيبَة، منهم مالك بن إسماعيل.

(220)

أخبرنا عَلي بنُ أحمد بن عَبدان، أخبرنا أَحمدُ بنُ عُبَيد الصَّفَّارُ (3)، حدثنا تَمْتَام، حدثنا مُوسَى، حدثنا وُهَيب، حَدثنا ابنُ طَاوُس، عن أَبيه، عن أَبِي هُرَيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«فُتِحَ اليَومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثَل هَذَا» .

(1)«صحيح البخاري» (7059).

(2)

«صحيح مسلم» (2880).

(3)

قوله: (الصفار) أثبته من «ب» ، وليس في باقي النسخ.

ص: 188

رواه البخاري (1)، عن موسى بن إسماعيل، وزاد قال: وعَقَد وُهَيْبٌ تِسْعِينَ، وأخرجه مُسلم (2) مِن وجهٍ آخر، عَن وُهَيْبٍ.

(221)

أخبرنا أبو سعيد ابنُ أبي عَمرو، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتِيُّ، حدثنا أبو الوليد، حدثنا أَبُو عَوانَةَ، عَن قَتَادة، عن أبي رَافِعٍ، عن حديث أبي هريرة، يروي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السَّدِّ قال:

«يَحْفِرُونَه كُلَّ يَومٍ حتى إذا كادوا يَخرِقُونَه، قال الذي عليهم: ارجعوا فَسَتخْرِقُونَه غَدًا، قال: فَيُعيدُهُ اللهُ كَأَشَد مَا كان، حتى إذا بَلَغت مُدَّتُهُم، وأَرادَ اللهُ أَن يَبعثَهُم عَلى النَّاسِ، يَحفِرُونَه حَتى إذا كَادُوا يَخرِقُونَه، قال الذي عليهم: ارجعوا، فَسَتخرِقُونَه غَدًا -إِن شَاءَ اللهُ- واستَثْنَي، قال: فَيَجِدُونَه كَهيئَتِه حِينَ تَرَكُوه، فَيَخرِقُونَه ويَخرُجُونَ على الناس فَيَسْتَقُونَ المِيَاه، ويَفِرُّ النَّاسُ مِنهُم في حُصُونِهم، قال: ثُم يَرمُونَ بِسِهَامِهِم إلى السَّماءِ، فَتَرجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدِّماء، فَيقولون: قَهَرْنا مَن في الأَرضِ، وعَلَوْنَا مَنْ في السَّماءِ قَسْوَةً (3) وعُتُوًّا، فَيَبعثُ اللهُ نَغَفًا في أذَانهِم (4)، فَيُهلِكُهُم حتى -والذي نَفْسِي بِيَدِهِ- إِنَّ دَوابَّ الأَرضِ لَتَسْمَنُ وتَبْطَرُ وتَشْكَرُ شَكَرًا من لُحُومِهِم» (5).

وقوله: تَشْكَر: أي تَمْتَلِئ.

(1)«صحيح البخاري» (7136).

(2)

«صحيح مسلم» (2881).

(3)

في «ب» (قسرًا).

(4)

في «ب» (رقابهم).

(5)

أخرجه الترمذي (3153)، من طريق أبي الوليد هو الطيالسي هشام بن عبد الملك، به بنحوه. وقال الترمذي:«هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الوَجْهِ مِثْلَ هَذَا» .

ص: 189

(222)

أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بنُ أحمدَ بن عَبْدَان، أخبرنا أحمد بن عُبَيد، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عَوَانَة، عن قتادة، عن خِلَاسٍ، عن أَبي رافِع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السَّدِّ:

«يَحفُرُونَه، حتى إِذَا كَادُوا يَرَونَ شُعَاعَ الشَّمسِ، قال الذي عَليهم: دَعُوه إلى الغَدِ تَسْتَفْتِحُونَه» . وذكر باقي الحديث، بمعناه.

ورواه سعيد بن أبي عَرُوبَةَ، عن قَتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، لم يذكر خِلاسًا في إسناده.

(223)

أخبرنا أبو الخَير (1) جَامِعُ بنُ أحمدَ الوَكِيلُ، أخبرنا أبو طَاهِر المُحَمَّدابَاذِيُّ، حدثنا عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، حدثنا شَبَابُ بنُ خَلِيفَة، حدثنا يَزيد بن زُرَيْعٍ، حدثَنا سَعِيدٌ، فذكره (2).

ورواه سُلَيمانُ التَّيْمِيُّ عن قَتَادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، نحوه إلى قوله:«من حصونهم» عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذَكَر بَاقِي الحَديثِ، عن قتادة.

(223 م) أخبرناه أبو الخير المُحَمَّدابَاذِيّ، (3) أخبرنا أبو طاهر المُحَمَّدابَاذِيُّ، حدثنا عثمان الدَّارِمي، حدثنا شَبَاب، حدثنا المُعْتَمِرُ، قال: سمعتُ أَبِي قال: حدثنا 3) قَتَادَةُ، فذكره (4).

(1) في «ب» تحرفت كلمة الخير إلى الحسين.

(2)

أخرجه ابن ماجه (4080)، من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأحمد (10632)، عن روح بن عبادة، وأبو عمرو الداني في «السنن الواردة في الفتن» (666)، من طريق يحيى بن سلام، ثلاثتهم، عن سعيد بن أبي عروبة، به.

(3)

(-3) سقط من «ث» .

(4)

أخرجه أبو يعلى (6436)، وابن حبان (6829)، من طريق أحمد بن المقدام، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان التيمي، به.

ص: 190

(224)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ، حدثنا أبو بكر أحمدُ بن إسحاقَ، أخبرنا أبو مسلم، حدثنا عَليُّ بنُ المَدِينِيِّ ح قال: وأخبرنا أحمدُ بنُ جعفر، حدثنا عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ، حدثني أبي، قالا: حدثنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِم، حدثني عبدُ الرحمن بن يَزيدَ بن جَابِر، حدثني يَحيى بن جَابِر الطَّائِي قَاضِي حِمْصَ، حدثني عبدُ الرحمن بن جُبَيْر بنِ نُفَيْر الحَضْرَمِيُّ، عن أَبِيه، أنه سِمَع النَّوَّاسَ بنَ سَمْعَان الكِلَابِيَّ قال: ذكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَداة، فَذكر الحَديثَ في قِصَّة الدَّجالِ، ونُزُولِ عِيسى بنِ مَريمَ عليه السلام وقَتْلِهِ إِيَّاه، قال:

«فَبَينمَا هُو كَذَلك، إِذْ أَوحَى اللهُ إلى عيسى أني قد أخرجتُ عِبادًا لِي لا يَدَانِ لأَحَدٍ بِقتَالِهم، فَحَرِّز عِبَادِي إلى الطُّور، ويَبْعَثُ اللهُ يَأجوجَ ومَأجُوجَ وهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون، فَيَمُرُّ أَوائِلُهُم على بُحَيرة طَبَرِيَّة فَيَشربوا ما فيها، فَيَمُرُّ آخِرُهُم فيقولون: لَقَد كان بهذِه مَرةً مَاءٌ، ويُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسى وأصحابُه حتى يكونَ رَأسُ الثَّوْرِ لأَحدِهِم خيرًا مِن مائة دِينار لأحدكم اليوم، فيرغَبُ نَبيُّ اللهِ عيسى وأَصحَابُه، فَيُرسِلُ اللهُ عَليهم النَّغَفَ في رقابهم، فَيُصبحونَ فَرْسَى كَموتِ نَفسٍ واحدة، ثم يَهبط نبيُّ الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يَجدونَ في الأرض مَوضِعَ شبرٍ إِلَّا مَلأه زَهَمُهُم ونَتَنُهُم، فيرغب نبي الله عِيسى إلى الله عز وجل، فيرسل اللهُ طيرًا كأعناقِ البُخْتِ، فَتَحمِلُهُم وتَطْرَحُهُم حيثُ شاء اللهُ، ثُم يرسلُ اللهُ مَطرًا لا يَكُنُّ مِنه بَيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، فَيغسلُ الأرضَ حتى يَترُكَها كالزَّلَفَة، ثُم يُقَالُ لِلأرضِ: أنبِتِي ثَمَرتَك، وَرُدِّي بَركَتَكِ، فَيومِئِذٍ تَأْكُلُ العِصَابَة مِن الرُّمَّانَة، ويَستظلِّونَ بِرُمْحِها -وقال غيره: بِقِحْفِهَا، ويُبَارَكُ في الرِّسْلِ، حتى أَنَّ الِّلقْحَةَ مِن الإبل لَتكفِي الفِئَامَ مِنَ الناس، والِّلقْحَة مِن البَقَر لَتكفِي القَبيلَة من الناس، والِّلقحَة من الغَنَم لَتكفِي الفَخِذَ

ص: 191

من الناس، بَينما هُم كَذلك، إذْ بَعثَ اللهُ ريحًا طَيَّبة، فَتَأْخُذُهُم تَحت آباطِهِم، فَتقبضُ رُوحَ كُلِّ مؤمن، وكُلِّ مُسلم، ويَبقَى شِرارُ النَّاس، يَتهارَجُونَ فِيها تَهَارُجَ الحُمُرِ، فَعليهم تَقومُ السَّاعَةُ».

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن زُهير بن حَرب، عن الوليد بن مسلم.

قال مسلم: وأخبرنا عَليُّ بن حُجْرٍ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والوليد بن مسلم، قال ابنُ حُجْرٍ: دَخل حديثُ أَحَدِهِما في حديث الآخر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا، وزاد بعد قوله:

«لَقَد كان بهذِه مَرةً مَاءٌ، ثُم يَسيرون حتى ينتهوا إلى جَبَل الخَمر، وهو جَبَل بَيت المَقْدِس، فيقولون: لَقد قَتلنا مَن في الأَرض، هَلُمَّ نَقْتُل مَن في السَّماء، فَيرمونَ بِنُشَّابِهِم إلى السماء، فَيَرُدُّ اللهُ عَليهم نُشَّابَهُم مَخْضُوبَةً دَمًا» .

وفي رواية ابن حجر: «فإني قَد أَنزلتُ عِبادًا لي لا يَدين (2) لأحد بقتالهم» .

(225)

أخبرناه أبو محمد بن يوسف، أخبرنا أبو عبد الله بن يزيد، وأبو أحمد محمد بن عيسى قالا: حَدثنا إبراهيمُ بن محمد بن سُفيان، حدثنا مُسلم ابنُ الحَجَّاج (3)، فذكره.

(226)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو يَحيى السَّمَرقَنْدِيُّ، حدثنا محمد بنُ نَصْرٍ، حدثنا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، فذكر إسناده، إلا أنَّه لم يَسُق مَتْنَه.

(1)«صحيح مسلم» (2937).

(2)

كذا في جميع النسخ، إلا «ش» وفيها (لا يدين أحد)، وفي صحيح مسلم (لا يدي لأحد).

(3)

«صحيح مسلم» (2937).

ص: 192

(227)

أخبرنا محمدُ بن عبد الله الحافظُ (1)، أخبرنا أبو بكر أحمدُ بن سَلْمان الفَقِيهُ -ببغداد-، حدثنا الحَسنُ بن مُكْرَمٍ البَزَّاز، حدثنا يزيدُ بن هارون، أخبرنا العَوَّامُ بن حَوْشَب، عن جَبَلةَ بن سُحَيْم، عن مُؤْثِرِ بنِ عَفَازَة، عن عبد الله بن مسعود قال:«لَمَّا أُسْرِيَ لَيلَةَ أُسرِي بالنبي صلى الله عليه وسلم، لَقِي إِبراهيمَ وموسى وعِيسَى عليهم السلام، فتذاكرُوا الساعةَ، فبدءوا بإبراهيمَ فَسألوه عنها، فلم يَكُن عِنده مِنها عِلمٌ، ثُم موسى، فَلم يَكُن عنده منها عِلمٌ، فَتراجَعُوا الحديث إلى عيسى، فقال عيسى: عَهِد الله إليَّ فيما دُونَ وَجْبَتِها- يعني: أَمَّا وجْبَتُهَا فلا نَعْلَمُها- قال: فَذكر مِن خُروجِ الدَّجالِ، فَأَهْبِطُ فَأقْتُلُه، ويَرجعُ النَّاسُ إلى بلادِهِم فَيَستَقْبِلُهُم يَأْجُوجُ ومأجوج، وهم من كَل حَدَبٍ يَنسِلُون، فلا يَمَرُّونَ بِماءٍ إِلا شَرِبُوهُ، ولا يَمُرُّونَ بِشَيءٍ إِلا أَفْسَدُوه، فَيَجأَرُونَ إلى اللهِ تبارك وتعالى فَيدعُوا اللهَ فَيُمِيتُهم، فَتَجأَرُ الأَرضُ إلى الله عز وجل مِن رِيحِهِم ويَجأَرونَ إليَّ، فَأَدعُوا، فَيُرسِل السَّماءَ بالماءِ، فَيَحمِلُ أَجسَامَهُم فَيَقْذِفُها في البَحر، ثُم تُنْسَفُ الجِبالُ، وتُمَدُّ الأَرضُ مَدَّ الأَدِيم، فَعَهِدَ الله إِليّ إذا كَان ذَلك، فَإِنَّ الساعة من النَّاسِ كالحَامِل المُتِم لا يدري أَهلُهَا مَتى تَفْجَأُهُم بِوِلَادِهَا لَيلًا أو نَهارًا، قال عبدُ الله: فَوجدتُّ تَصديقَ ذلك في كتاب الله عز وجل: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} [الأنبياء: 96 - 97]، الآية» (2).

قال: وجَمِيع النَّاس مِن كُل مَكانٍ جَاءُوا منه يَوم القِيَامة، فهو حَدَبٌ.

(1)«المستدرك» (3448).

(2)

أخرجه ابن ماجه (4081)، عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون، به.

ص: 193

(228)

وأخبرنا أبو نَصْر ابنُ قَتَادة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفَارِسِيُّ قالا: أخبرنا أبو عمرو بن مَطَر، حدثنا إِبراهيمُ بن علي بن محمد الذُّهْلِيُّ، حدثنا يحيى بنُ يَحيى، أخبرنا هُشَيمٌ، عن العَوَّام، عن جَبَلة بن سُحَيم، عن مُؤْثِرِ بنِ عَفَازَة العَبْديِّ، حدثنا ابنُ مَسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لَقِيتُ لَيلَةَ أُسرِيَ بِي إِبراهيمَ ومُوسَى وعِيسَى» .

فذكر الحديثَ بمعناه، وزاد فَذكَر:

«أَنَّ مَعه قَضِيبَيْن، فإذا رَآنِي أَهْلَكَهُ اللهُ، وذَابَ كما يَذُوبُ الرَّصَاصُ، حتى إن الحَجَر والشَّجَر يقول: يَا مُسلم تَعال فَاقْتُل هذا الكافر، قال:

فَيُهلِكُهُ اللهُ فيرجع الناسُ إلى بِلادِهِم وأَوْطَانِهِم» (1).

وذكر باقي الحديث، ولم يذكر قول عبد الله.

(229)

أخبرنا أبو نصر ابنُ قَتادة، أخبرنا أبو الحسن محمدُ بن الحَسَن السَّرَّاجُ، حدثنا مُطَيَّنٌ، حدثنا أبو صالح عبدُ الحَميد بن صَالِحٍ البُرْجُمِيُّ، حدثنا أبو شِهَاب، عن سُفيان، عن أَبي إِسحَاقَ، عن وَهْبِ بنِ جَابِر، عن

عَبدِ اللهِ بن عَمرو -وقال: أُرَاه رَفَعَهُ- قال: «يَأجُوجُ ومَأجُوجُ مِن وَلَد آدَمَ؟ قال: نَعَم، ومن وَرَائِهم ثَلاثُ أُمَمٍ، تَاويل وتَاريس والمنسك، يَلِدُ الرَّجُل مِن صُلبه أَلفًا» (2).

* * * * *

(1) أخرجه أحمد (3556)، عن هشيم، به بنحوه.

(2)

أخرجه الطبري في «التفسير» (19/ 399)، من طريق سفيان، به بنحوه.

ص: 194

فَصْلٌ

ذَكرَ الحاكمُ أبو عبد الله الحَلِيمِي رحمه الله (1) في تَرتيب خُروجِ هذه الآيات شَيئًا لا يوافِقُ ما رَوَيْنَا من الآثار، زَعمَ أنَّ أولَ هذه الآياتِ: ظُهُورُ الدَّجالِ، ثم نُزُولُ عِيسى بنِ مَريَمَ، ثم خُروجُ يَأجوج ومأجوج، ثم خُروج الدَّابَّة، ثم طُلوعُ الشَّمس من مَغربها، واستدل عليه، بِأَنَّ الكُفَّارَ يُسلِمُونَ في زَمَان عِيسَى ابنِ مَريمَ حتى تَكونَ الدعوةُ واحِدةٌ، ولو كَانت الشَّمسُ طَلَعت مِن مَغْرِبها قَبل خروجِ الدَّجَّال، ونزولِ عِيسَى بنِ مَريم عليه السلام؛ لَم يَنفع الكُفَّارَ إِيمَانُهُم أَيَّامَ عِيسَى، ولو لم يَنفعْهُم، لَما صَار الدِّينُ واحدًا بإسلامِ مَن يُسْلِم مِنهم.

وهَذا كَلامٌ صَحِيحٌ، لَو لم يُخَالِفْهُ الحديثُ الصَّحِيحُ الذي رَوَيْنَا عن عبد الله بن عمرو بن العاص في إِنْكَارِهِ عَلى مَروان قَولَه: إنَّ أولَ الآيات خروجًا الدجال، ثم روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن أولَ الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة على الناس ضُحَى، فأيتهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على أثرها قَريب.

ورَوينا في حَديثِ غَيره عن النبي صلى الله عليه وسلم، ما يَدُلُّ على أن آخرَها خُروج يأجوج ومأجوج.

ورَوَينا في الحديث الثابت عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«ثَلاثٌ إذا خَرجنَ؛ لم ينفع نفسًا إيمَانُها لَم تَكن آمنت من قبلُ، طلوع الشمس من مغربها، والدَّجال، والدَّابة» ، فلم يَخُصَّ بذلك طلوع الشمس من مغربها.

وقد يُحْتَمل إن كان في علم الله -تعالى- أن يكونَ طلوعُ الشمس من

ص: 195

مغربها قبل خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، أن يكونَ المُراد بِقَولِهِ:«لا ينفعُ نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبتْ في إِيمانِها خيرًا» ، أَنْفُسَ القَرنِ الذين شَاهَدوا تلك الآية العظيمة، فَإِذَا مَضَى ذلك القَرنُ وتَطَاولَ الزَّمانُ، وعَادَ الناس إلى ما كانوا عليه مِنَ الأديان؛ عاد تَكليفُ الإيمانِ بِالغيبِ، وكذلك مَن آمن في وقتِ عِيسى مِمَّن شَاهدَ الدجال، لا ينفعه، ومَن آمنَ مِمَّن لم يُشاهِد؛ نَفَعَهُ، وعَدم انتفاع مَن شَاهدَه بِإيمَانِه لا يَمْنَعُ مِنْ أن تَكونَ الدَّعوةُ في زَمَانِه واحدة، فإنه إذا ترك مِلَّته لم يَدْعُ إليها.

وإن كان في عِلم الله -تعالى- أن يكون طلوعُ الشمسِ مِن مَغربها بَعدَ نزول عيسى بن مريم عليه السلام، فَقَد يُحْتَمل أن يكونَ المُراد بِخَبر عبدِ الله بن عَمْرٍو، آيات أُخَر (1) سِوى خروج الدَّجال، فيكون قَبل تِلك الآيات، طلوعُ الشَّمسِ من مَغربها، إِذْ لَيس في نَصِّ الخبرِ أَنَّ ذلك يكون قبلَ خروج الدجال، وإِنَّما النَّصُّ فيه عن عبد الله بن عمرو، وما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيحتمل لما ذكرنا، والله أعلم.

غيرَ أن رواية أبي حازم تَمنَعُ من تخصيص طُلوعِ الشمس بذلك، فَحَمْلُ ذلك على ما ذكرنا أولى، وبالله التوفيق.

وأما ظهورُ الآيات على الدجال، وغَيره مِمَّن يَدَّعِي الرُّبُوبية بَاطِلًا، وعَدمُ ظُهُورِهما عَلى من يَدِّعي النَّبوَّةَ كاذبًا؛ فلأن مُدِّعِي الربوبية بَاطلًا، غَيرُ مُنْفَكٍ في نَفسه عَن دَلائِل الحَدث، وأَمَاراتِ الخَلْق، فلا يُؤدِّي ظهورُ الآيات عليه إلى الْتِبَاسِ حاله، وأَمَّا مُدَّعِي النُّبوةَ، فإنه يَدَّعي أمرًا مُمكِنًا، إِلا أَنَّه مُغَيَّبٌ ولا شَاهد في نَفسه عَلى أَنَّه مُحِقٌّ أو مُبْطِلٌ فيه، فَلو أُمِدَّ بالمعجزة وهو

(1) في «م» ، و «ث» ، (خروج)، والمثبت من «ب» ، و «ش» .

ص: 196

كَاذِبٌ كَما يُمَدُّ الصَّادِقُ؛ لَما أَمكنَ الفَرقُ بَينهُما، فَلم يَجُز ظُهور الآياتِ إِلا عَلى مَن يَدَّعِيها صَادقًا، والله أعلم.

ولأن مَن أَبصرَ الدجالَ وهو نَاقِصٌ بِالْعَوَرِ، عَلِم أَنَّه لَو كان رَبًّا لَأَزَالَ النقصَ عن نَفسِه، وما يَظهرُ عَليه مِن الآياتِ امتحانٌ مِن الله سُبحانَه للمُكَلَّفِين من عباده؛ لَيَنظُرَ كيف يَعملون في الاستدلال بِمَا معه من سِمَات الحَدَث، ودَلالاتِ النَّقْص عَلى كَذِبِه في دعواه، وبالله التوفيق.

* * * * *

ص: 197