المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌48 - باب ما جاء في حائط الجنة، وأرضها، وترابها، وحصبائها - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌48 - باب ما جاء في حائط الجنة، وأرضها، وترابها، وحصبائها

‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

(1)

(823)

حدثنا أبو الحَسَن محمدُ بنُ الحُسَين بن دَاودَ العَلَوِيُّ -إملاء-، أخبرنا أبو حَامِد أَحمدُ بنُ محمد بنِ يَحْيَى بنِ بِلَالٍ البَزَّاز، حدثنا أحمدُ بنُ حَفْصِ بنِ عَبدِ اللهِ، حدثني أَبِي، حدثني إبراهيمُ بنُ طَهْمَانَ (2)، عن مَطَرٍ، عن العَلَاءِ بنِ زِيَاد، عن أبي هُرَيْرَةَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ حَائِطَ الجَنَّة لَبِنَة مِن ذَهَب، ولَبِنَة مِن فِضَّة» (3).

(824)

أخبرنا أبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ محمد المُقْرِئُ، أخبرنا الحَسَنُ بنُ محمد بن إِسْحَاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن المِنْهَال، أخبرنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْع، حدثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، عن العَلَاءِ بنِ زِيَادٍ، عن أبي هُرَيْرَةَ، -قال مُحَمدٌ: حِفْظِي قال-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ، ولَبِنَةٌ مِن فِضَّة، تُرَابُها زَعْفَرَان، وطِينُهَا مِسْك» (4).

(825)

أخبرنا أبو بَكر ابنُ فُورَك، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يُونُسُ بنُ حَبِيبٍ، حدثنا أبو دَاودَ الطَّيَالِسِيُّ (5)، حدثنا زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عن

(1) هكذا العنوان في «م» ، و «ث» ، وسقطت كلمة (أرضها) من «ش» ، وفي «ع»:(باب ما جاء في حائط الجنة وترابها وحصائها)، وفي «ب» (شرابها) بدل (ترابها).

(2)

«مشيخة ابن طهمان» (34).

(3)

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في «صفة الجنة» (138)، من طريق أحمد بن حفص، به.

(4)

أخرجه أبو نعيم في «صفة الجنة» (160)، من طريق محمد بن المنهال، به.

(5)

«مسند الطيالسي» (2706).

ص: 557

سَعْدٍ الطَّائِيِّ، حدثني أبو المُدِلَّةِ -مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنين- أَنَّه سَمِعَ أبا هُرَيْرَةَ، يقول: قلنا: يا رسول الله، إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَك رَقَّت قُلُوبُنا، وكُنَّا مِن أَهْلِ الآخِرَةِ، فإذا فَارَقْنَاكَ، شَمَمْنا النِّسَاءَ والأولَادَ، وأَعْجَبَتْنَا الدُّنيا، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«لو كُنتُم تَكُونُون، أو لَو أَنَّكُم كُنْتُم إِذا فَارَقْتُمُونِي كَمَا تَكُونُون عِنْدِي لَصَافَحَتْكُم المَلائِكَةُ بِأَكُفِّهَا، ولَزَارَتْكُم في بُيُوتِكُم، ولَوْ كُنْتُم لا تُذْنِبُونَ لَجَاء اللهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، حَتَّى يَسْتَغْفِرُوا، فَيَغْفِرَ لَهُم، قلنا: يا رسولَ اللهِ، أَخْبِرنا عن الجَنَّة، ما بِنَاؤُها؟ قال: لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ، ولَبِنَةٌ مِن فِضَّة، ومِلَاطُهَا المِسْكُ الأَذْفَر، وحَصْبَاؤُهَا اللؤلؤ، واليَاقُوت، وتُرَابُها الزَّعْفَرَان، مَن يَدْخُلها يَنْعَم، فَلا يَبْؤُس، ويَخْلُد لا يَمُوت، لا تَبْلَى ثِيَابُهُ، ولا يَفْنَى شَبَابُهُ» (1).

(826)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ، أخبرني أبو الوَلِيد الفَقِيهُ، أخبرنا الحَسَنُ بنُ سفيانَ، حدثنا أبو بكر ابنُ أبي شَيْبَةَ، حدثنا أبو أُسَامَةَ، عن الجُرَيْرِيِّ، عن أبي نَضْرَةَ، عن أَبي سَعِيدٍ، أن ابْنَ صَيَّادٍ، سَألَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عن تُرْبَةِ الجَنَّة، فقال:

«دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ خَالِصٌ» .

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن أبي بكر ابن أبي شيبة.

ورواه حَمَّاد بنُ سَلَمة، كما

(827)

حدثنا أبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ الأَصْبَهانِيُّ، أخبرنا أبو سَعِيد أَحْمَدُ بنُ محمد بنِ زِيَادٍ البَصْرِيُّ -بمكة-، حدثنا الحَسَنُ بنُ محمد

(1) أخرجه أحمد (8043)، من طريق زهير بن معاوية، به.

(2)

صحيح مسلم (2928).

ص: 558

الزَّعْفَرَانِيُّ، حدثنا عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَة، عن سَعِيدٍ الجُرَيْرِيِّ، عن أبي نَضْرَةَ، عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ ابْنَ صَيَّادٍ عَن تُرْبَةِ الجَنَّةِ، فقال:«دَرْمَكَةٌ بَيْضَاء، مِسْكٌ خَالِص» ، فَقَال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَ» (1).

وهكذا رواه أبو مَسْلَمَة، عن أبي نَضْرَة.

(828)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ، أخبرني عبدُ الأَعْلَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ الأَشْعَث السِّجِسْتَانِيُّ، حدثنا أَبِي، حدثنا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، حدثنا بِشْرُ ابنُ المُفَضَّل، عن أَبِي مَسْلَمَة، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لابْنِ صَائِدٍ:

«مَا تُرْبَةُ الجَنَّة؟ قال: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاء، مِسْكٌ يا أَبَا القَاسِم. قال: صدقت» .

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن نصر بن علي.

(829)

أخبرنا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن عَبْدَان، أخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيد الصَّفَّارُ، حدثنا محمد بن يُونس، حدثنا سَهْلُ بنُ بَكَّار، حدثنا وُهَيْبُ بنُ خَالِد، عن الجُرَيْرِيِّ، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: قال -يعني- النَّبِي صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ اللهَ عز وجل أَحَاطَ حَائِطَ الجَنَّةِ لَبِنَة مِن ذَهَبٍ، ولَبِنَة مِن فِضَّة، ثُم شَقَّقَ فيها الأَنْهَار، وغَرَسَ فيها الأَشْجَار، فَلَمَّا نَظَر المَلائِكَةُ إلى حُسْنِهَا، وزَهْرَتِهَا،

(1) أخرجه أحمد (11389)، عن عفان بن مسلم، به.

(2)

صحيح مسلم (2928).

ص: 559

قالت: طُوبَاك لأهلها (1) في مَنَازِل المُلُوك» (2).

* * * * *

(1) في «ث» (طوبى لك)، وفي «ب» ، و «ش» (طوبى لأهلك)، وفي «ع» (طوباك)، والمثبت من «م» .

(2)

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في «حلية الأولياء» (6/ 204)، وفي «صفة الجنة» (237)، من طريق سعيد الجريري، به.

كتب في «م» : «تم الثالث، ويتلوه من الرابع باب ما جاء في أنهار الجنة وأشجارها وثمارها وظلالها» . ثم كتب السماع.

وكتب في حاشية «ب» : (آخر الثالث من الأصل).

وكتب في «ث» : (آخر الجزء الثالث من الأصل).

وكتب في حاشية «ع» : «هذا آخر جزء الأصل» .

ص: 560

49 -

(1) بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنهَارِ الجَنةِ، وأَشْجَارِهَا، وثِمَارِهَا، وظِلالِهَا

قال الله عز وجل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} [القمر]، وقال:{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25] وقال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)} [الواقعة] إلى تمام الآيات، فيما وعدهم ووعد أصحاب اليمين، وقال:{فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: 15]، وقال:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42)} [المرسلات].

(830)

أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحَافظُ، حدثني أبو بَكر بنُ محمد بن أحمد ابنِ بَالَوَيْهِ، حدثنا موسى بنُ هَارُون، حدثنا أبو بكر ابنُ أَبي شَيْبَةَ، حدثنا أبو أُسَامَةَ، وعبدُ اللهِ بنُ نُمَيْر، وعَلِيُّ بنُ مُسْهِر، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عن

(1) جاء في «م» «الجزء الرابع من كتاب البعث والنشور تصنيف الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي رحمه الله رواية الشيخ الإمام أبي

عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الفقيه عنه، مما أخبرنا به الشيخ الفقيه الإمام الحافظ الثقة صدر الحفاظ محدث الشام علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الشافعي نفعه الله بالعلم، عنه».

وفي «ث» : «أخبرنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفضل قال: أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ قال» .

وفي «ع» «أخبرنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، قراءة عليه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد الحسين بن علي البيهقي قال» .

ص: 561

خُبَيْبِ بنِ عبدِ الرَّحْمَن، عن حَفْصِ بن عَاصِم، عن أبي هُرَيرَة، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«سَيْحَانُ وجَيْحَانُ، والفُرَاتُ والنِّيلُ كُلٌّ مِن أَنهَارِ الجَنَّةِ» .

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن أبي بكر ابن أبي شيبة.

(831)

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بِلَال، حدثنا عباسُ ابنُ محمد الدُّوْرِيُّ، حدثنا يونسُ بنُ محمد المُؤَدِّب، أخبرنا لَيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن يَزيدَ بنِ أَبي حَبِيبٍ، عَن مَنْ حَدَّثَه، عن كَعْبٍ، قال:«النِّيلُ نهر العَسَل في الجَنِّة، والدِّجْلَةُ نهر اللَّبَن في الجنة، والفُرَاتُ نهر الخَمْرِ في الجنة، وسَيْحَان نهرُ المَاء في الجَنَّة» (2).

(832)

أخبرنا محمد بن موسى بن الفَضْل، أخبرنا أبو عبد الله الصَّفَّار الأَصْبَهانِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ مَهْدِي، حدثنا ابنُ أَبِي مَرْيَمَ، حدثنا عبدُ العَزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيُّ، حدثني ابنُ أَخِي ابنِ شِهَابٍ، عن أَبِيه عبدِ اللهِ بنِ مُسْلِم، أنه سَمِعَ أَنَس بنَ مَالِك، يَقُول في الكَوْثَر، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«هو نهرٌ أَعْطَانِيه رَبِّي أَشَّد بَيَاضًا مِن اللبَن، وأحْلَى من العَسَل، فيها طُيُورٌ أَعنَاقُها كَأَعْنَاق الجُزُر، فقال عُمَر بنُ الخَطَّاب: إنها يا رسولَ الله لَنَاعِمَة، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: آكِلُها أَنْعَم مِنْهَا» (3).

(1) صحيح مسلم (2839).

(2)

أخرجه الحارث في المسند (1042 - بغية)، عن سعيد بن شرحبيل، عن الليث بن سعد، به. إلا أنه عين شيخ يزيد بن أبي حبيب، فجعله أبا الخير مرثد بن عبد الله اليزني.

(3)

أخرجه الترمذي (2542)، من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب، به. وقال الترمذي:«هذا حديث حسن» .

ص: 562

تَابَعَه إبراهيمُ بنُ سَعْد، عن ابنِ أَخِي ابنِ شِهَاب، وقال في الحديث: قال أبو بكر، بَدَل عُمَر (1).

(833)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ (2)، ومحمدُ بنُ موسى بن الفَضْل، قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا أَسَدُ بنُ مُوسَى، حدثنا ابنُ ثَوْبَانَ، عن عَطَاء بنِ قُرَّة، عن عبدِ اللهِ بنِ ضَمْرَةَ، عن أبي هُرَيرَة، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«مَن سَرَّهُ أَنْ يَسْقِيَهُ اللهُ عز وجل الخَمْرَ في الآخِرَة فلْيَتْرُكْهَا في الدنيا، ومن سَرَّهُ أن يَكْسُوَه اللهُ الحَريرَ في الآخرة، فَلْيَترُكْه في الدنيا، أَنهارُ الجَنة تَفَجَّرُ مِن تَحْتِ تِلالِ، أو تَحْت جِبَالِ المِسْك، ولو كان أَدْنَى أَهْلِ الجَنة حِلْيةً عُدِلَت بِحِلْيَة أَهْلِ الدنيا جَمِيعًا، لَكَان مَا يُحَلِّيه اللهُ عز وجل به في الآخِرَة أَفْضَل مِن حِلْيَة أَهْلِ الدُّنيا جَمِيعًا» (3).

(834)

وأخبرنا أبو بكر القَاضِي، حدثنا حَاجِبُ بنُ أَحمدَ، حدثنا محمدُ بنُ حَمَّاد، حدثنا أبو مُعَاوِيَة، عن الأَعْمَش، عن عَمرو بنِ مُرَّة، عن مَسْرُوق، عن عبدِ اللهِ، قال:«إِنَّ أَنهارَ الجَنَّة تَفَجَّرُ مِن جَبَلِ مِسْكٍ» (4).

هذا موقوف صحيح.

(1) راجع حديث (686).

(2)

«المستدرك» كما في «البداية والنهاية» لابن كثير (20/ 303).

(3)

أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (252)، قال: قرئ على الربيع بن سليمان، به.

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (33958)، وهناد في «الزهد» (94)، كلاهما من طريق أبي معاوية، ووكيع، عن الأعمش، به. لكنهما جعلاه من رواية عبد الله بن مرة، بدل عمرو بن مرة. وقد ذكره الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (20/ 293)، من رواية عمرو بن مرة، وعزاه للمصنف.

ص: 563

(835)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو بَكر بنُ إسحاقَ، أخبرنا بِشْرُ بنُ مُوسَى، حدثنا الحُمَيْدِيُّ (1)، حدثنا سفيانُ، عن أَبي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيرة، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«إنَّ في الجَنَّة شَجَرةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِائَةَ سَنَة، فَلا يَقْطَعْهَا، فاقْرَءُوا إن شِئْتُم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة]» .

رواه البخاري في الصَّحيح (2)، عن عَلِيِّ بن عبد الله، عن سفيانَ، وأخرجه مسلمٌ (3) من حديث المُغِيرَة بنِ عبدِ الرحمن، عن أبي الزِّنَاد.

(836)

حدثنا أبو الحَسَن محمدُ بنُ الحُسَين بنِ دَاوُدَ العَلَوِيُّ، أخبرنا أبو حامد أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَن الحَافِظُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَرٌ (4)، عن محمدِ بنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أبا هُرَيرَة، يُحَدِّثُ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَ حَدِيثِ مَعْمَر، عن قَتَادَة، عن أَنَس، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ في الجَنَّة شَجَرةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا» .

قال أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة].

(837)

وأخبرنا أبو محمد عبدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبدِ الجَبَّار السُّكَّرِيُّ

-ببغداد-، أخبرنا إسمَاعيلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصُور، حدثنا عبدُ الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَرٌ (5)، عن قَتَادَة، عن أَنَس. قال: وأخبرني محمدُ

(1)«مسند الحميدي» (1165).

(2)

صحيح البخاري (4881).

(3)

صحيح مسلم (2826).

(4)

«جامع معمر» (20878).

(5)

«جامع معمر» (20876).

ص: 564

ابنُ زِيَاد، عن أَبي هُرَيْرَة، قالا: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«في الجَنَّةِ شَجَرةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا» .

قال محمد بن زياد في حديثه، عن أبي هريرة: واقرءوا إن شِئْتُم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة](1).

(838)

أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحَافظُ، أخبرنا أبو عبد الله محمدُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمَة، حدثنا إِسْحَاقُ بنُ إِبراهيمَ، أخبرنا أبو هِشَام المَخْزُومِيُّ، حدثنا وُهَيْبٌ، عن أبي حَازِم، عن سَهْلِ بنِ سَعْد، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ في الجَنَّة لِشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا» .

(839)

قال أبو حازم: فَحَدَّثْتُ به النُّعْمَانَ بنَ أَبي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيَّ، فقال: حدثني أبو سَعِيدٍ الخُدْرِي، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِنَّ في الجَنَّة لَشَجَرةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَاد المُضْمَّر السَّرِيعُ مِائَةَ عَامٍ، لا يَقْطَعُها» .

رواه البخاري ومسلم في الصحيح (2)، عن إسحاق بن إبراهيم.

(840)

أخبرنا أبو القَاسِم عبدُ الرَّحْمَن بنُ عُبَيد اللهِ الحُرْفِيُّ -ببغداد-، حدثنا عَلِيُّ بنُ محمد بن الزُّبَيْر الكُوفِيُّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، حدثنا زَيْدُ بنُ الحُبَاب، عن سُفْيَانَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن عَمْرِو بنِ مَيْمُون، في قولِ اللهِ عز وجل:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة] قال: «مَسِيرَةُ سَبْعِينَ أَلْفِ عَامٍ» (3).

(1) أخرجه أحمد (12677)، عن عبد الرزاق، به.

(2)

أخرجه البخاري (6552)، معلقًا، قال: قال إسحاق بن إبراهيم، ومسلم (2827).

(3)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 314)، من طريق سفيان الثوري، به.

ص: 565

(841)

وأخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيه، أخبرنا أبو حَامِد بنِ بِلَال، حدثنا محمدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، حدثنا أبو بَكر بنُ عَيَّاشٍ، عن أبي إِسْحَاقَ، عن عَمْرِو بنِ مَيْمُون، في قوله:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة]، قال:«مَسِيرَة سَبْعِينَ عَامًا» .

(842)

أخبرنا أبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا الحُسَينُ بنُ الحَسَن بنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، قال: سَمِعتُ أبا حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيس الرَّازِيَّ قال: سَمِعتُ أبا تَوْبَةَ، حدثنا مُعَاوِيَةُ بنُ سَلَّام، عن أَخِيه زَيْدِ بنِ سَلَّام، أَنَّه سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، يَقُول: حَدَّثَنِي عَامِرُ بنُ زَيْد البِكَالِيُّ، أَنَّه سَمِعَ عُتْبَةَ بنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، يقول: جاء رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: ما حَوْضُكَ الذِي تُحَدِّثُ عَنْهُ، قال:

«هُو كَمَا بَيْنَ البَيْضَاء إلى بُصْرَى، ثُم يَمُدُّنِي اللهُ فِيه بِكُرَاعٍ لا يَدْرِي بَشَرٌ مِمَّ خُلِقَ، قال: فَكَبَّر عُمَرُ بنُ الخَطَّاب، قال: أَمَّا الحَوْضُ فَيزدَحِم عَليه فقراءُ المهاجرين الذين يُقْتَلُون في سبيل الله، ويموتون في سبيل الله، أَرجُو أَن يُورِدَنِي اللهُ عز وجل الكُرَاعَ، فَأَشْرَب مِنه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَن يُدْخِلَ الجَنَّة مِن أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَير حِسَاب، يَشْفَعُ كُلُّ أَلْفٍ بِسَبْعِين أَلْفًا، ثُم يَحْثِي بِكَفِّه ثَلاثَ حَثَيَات، فَكَبَّر عُمرُ بنُ الخَطَّاب، وقال: إِنَّ السَّبْعِيَن الألْف الأُولَيَيْن يُشَفِّعُهُم اللهُ في آبَائِهم، وأَبنائِهم، وعَشَائِرهم، أرجو أَنْ يَجْعَلَنِي اللهُ في إِحْدَى الحَثَيات الأَوَاخِر، فَقَال الأَعْرَابِيُّ: يا رسولَ اللهِ، فيها فَاكِهَةٌ؟ قال: نعم، فيها شَجَرُ طُوبَى تُطَابِق الفِرْدَوس، قال: أَيُّ شَجَرة أَرْضِنَا تُشْبه؟ ، قال: لَيس تُشْبِه شَيئًا مِن شَجَر أَرْضِك، ولَكِن أَتَيْتَ الشَّامَ؟ قال: لا، قال: فَإنَّها تُشْبِهُ شَجَرَةً بالشَّامِ تُدْعى الجَوْزَة، تَنْبُتُ على سَاقٍ وَاحِد، ثُم يَنْتَشِرُ أَعْلَاهَا، قال: ما

ص: 566

عِظَمُ أصلها؟ قال: لو ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِن إِبِل أَهْلِك ما أَحَطَّت بِأَصْلِهَا، حتى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتَاهَا هَرمًا، قال: فهل فيها عِنَبٌ؟ قال: نعم، قال: ما عِظَمُ العُنْقَود منه؟ قال: مسيرة شَهر للغراب الأَبْقَع ولا يَفْتُر، قال: ما عِظَم الحَبَّة منه؟ قال: هل ذَبَح أبوك تَيْسًا من غَنَمِه عظيمًا قَطُّ؟ قال: نعم، قال: فَسَلخ إِهَابَه فأعطاه أمك، فقال: ادْبُغِي هذا، ثم أفرى لنا مِنْه دَلوًا نَروِي به مَاشِيَتَنا، قال: فإن تِلْكَ الحَبَّة تُشْبِعُني، وأهلَ بيتي؟ قال: نَعم، وعَامَّةَ عَشِيرَتِك» (1).

(843)

وأخبرنا أبو الحُسَين بنُ الفَضْل القَطَّان، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جَعْفَر، حدثنا يَعقُوبُ بنُ سُفْيانَ (2)، حدثني أبو تَوْبَة، فذكر هذا الحديث بإسناده نحوه.

(844)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ (3)، حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ حدثنا الربيعُ بن سليمان، حدثنا بِشرُ بن بَكْر، حدثنا صَفوانُ بنُ عَمْرٍو، عن سُلَيم بن عَامِر، عن أبي أُمَامَةَ، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إنَّ اللهَ عز وجل يَنفَعُنا بِالأعْرَابِ، ومَسَائِلِهم، أَقْبَل أَعَرابِيٌّ يَومًا، فقال: يا رسولَ الله، لقد ذَكَر اللهُ عز وجل في القرآن شَجَرةً مُؤْذِيَةً، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«وما هي؟ » قال: السِّدْر، فإن لَها شَوْكًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يقول اللهُ عز وجل: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)} [الواقعة]، يَخْضِدُ اللهُ شَوْكَهُ،

(1) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (17/ 126)، من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، به. وأخرجه أحمد (17642)، من طريق عامر بن زيد البكالي، به.

(2)

«المعرفة والتاريخ» (2/ 341).

(3)

«المستدرك» (3778)، وقال الحاكم:«صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .

ص: 567

فَيَجعل (1) مَكان شَوْكِه 1) ثَمَرًا، إنها تَنْبُتُ، ثُم انْفَتَق الثَّمَر منها عن اثنين وسَبْعِينَ لَوْنًا من طَعَامِ، ما منها لَونٌ يُشْبِه الآخَر».

(845)

أخبرنا أبو نصر ابنُ قَتَادَة، أخبرنا أبو منصور النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بنُ مَنصُور، حدثنا عَتَّابُ بنُ بَشِير، أخبرنا خُصَيْفٌ، عن عَطَاء، ومُجَاهِد، قالا:«لَمَّا سَأل أَهلُ الطائِف الوادي يُحْمَى لهم، وفيه عَسَلٌ، فَفَعَل، وهو وَادٍ مُعْجِب، فَسَمِعُوا النَّاس يَقُولون: في الجنة كذا وكذا، قالوا: يا لَيْتَ في الجنة مِثْل هَذا الوَادِي، فأنزل الله عز وجل: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)} [الواقعة]» (2).

(846)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا عبد الرحمن بنُ الحَسَن القَاضِي، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَين، حدثنا آدَمُ بنُ أبي إِيَاسٍ، حدثنا وَرْقَاءُ، عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ (3)، قال:«المَخْضُودُ: المُوقَرُ حَمْلًا» .

ويقال أيضا: «لا شَوْكَ له» (4).

(847)

وعن مُجَاهِد (5) في قوله: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)} [الواقعة]، قال:«يَعْنِي المَوْزَ المُتَراكِم، وذَلك أنهم كانوا يُعْجَبُونَ بِوَجٍّ وظِلالِه، مِنْ طَلْحِهِ وسِدْرِه» .

(848)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو بكر القَاضِي، قالا: حدثنا

(1)(-1) في «ب» ، «ش» ، (مكان كل شوكة).

(2)

ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (8/ 12)، وعزاه لسعيد بن منصور، والبيهقي في «البعث» .

(3)

«تفسير مجاهد» (ص 641).

(4)

ينظر «الكشاف» للزمخشري (4/ 461).

(5)

«تفسير مجاهد» (ص 642).

ص: 568

الأَصَمُّ، حدثنا الحَسَنُ بن علي بن عَفَّان، حدثنا أبو يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، حدثنا

النَّضْرُ -وهو ابن عربي-، عن عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، في قوله:{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)} [الواقعة] قال: «المَوْزُ» و {سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)} [الواقعة]، قال:«لا شَوْكَ له» .

وروينا من وجه آخر، عن ابن عباس، وأبي هريرة، أنهما قالا في الطلح:«هو الموز» .

(849)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أحمدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي، حدثنا محمدُ بنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ، حدثني أبي، حدثني عَمِّي الحُسَينُ بنُ الحَسَن ابن عَطِيَّة بن سَعْد، حدثني أَبِي، عن أَبِيه، عن ابنِ عَبَّاس، في قوله:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن] يقول: «خَاف ثم اتَّقَى، فالخَائِفُ مَن رَكِبَ طَاعةَ اللهِ، وتَركَ مَعْصِيتَه» (1).

وقوله: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)} [الرحمن] يقول: «فيما بين أطراف شَجَرِهَا، يعني: يَمَسُّ بَعضُها بعضًا، كالمَعْرُوشَاتِ، ويقول: «ذوات فُضُولٍ عن كُلِّ شيء» . (2)

وقوله: {مُدْهَامَّتَانِ (64)} [الرحمن] قال: «خَضراوَان من الرِّي، ويقال: مُلْتَفَّتَان» (3).

وقوله: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)} [الرحمن] يقول: «نَضَّاخَتَان بِالْخَير» (4).

وقوله: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)} [الواقعة] قال: «خَضَّدَهُ، وَقَّرَهُ مِن الحِمْل،

(1) أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 235)، عن محمد بن سعد، به.

(2)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 241)، عن محمد بن سعد، به.

(3)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 255)، عن محمد بن سعد، به.

(4)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 260)، عن محمد بن سعد، به.

ص: 569

وقيل: خُضِّدَ حتى ذهب شَوكُهُ، فلا شَوك له» (1).

وقوله: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)} [الواقعة]، قال:«بعضه على بعض» (2).

(850)

أخبرنا أبو زكريا بنُ أبي إِسحاقَ، أخبرنا أبو الحَسَن الطَّرائِفِيُّ، حدثنا عُثمانُ بنُ سعيد، حدثنا عبدُ اللهِ بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عَلِيِّ بنِ أَبي طَلْحَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، في قوله:{مَخْضُودٍ (28)} [الواقعة] يقول: «لا شوك فيه» .

وقوله: {مُدْهَامَّتَانِ (64)} [الرحمن] يقول: «خَضْرَاوَان» (3).

وقوله: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)} [الرحمن] يقول: «ثِمَارُها دَانِيَة» (4).

وقوله: {نَضَّاخَتَانِ (66)} [الرحمن] يقول: «فَيَّاضَتَان» (5).

(851)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا عبدُ الرحمن بنُ الحَسَن، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَين، حدثنا آدَمُ، حدثنا وَرْقَاءُ، عن ابن أبي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ (6) {مُدْهَامَّتَانِ (64)} [الرحمن] يعني:«سَوْدَاوَان مِن الرِّيِّ» .

(852)

قال: وحدثنا وَرْقَاءُ، عن عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عن سَعِيد بنِ جُبَيْر،

(1) أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 306)، من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.

(2)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 312)، عن محمد بن سعد، به.

(3)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 255)، من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، به.

(4)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 245)، من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، به.

(5)

أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» كما في «تغليق التعليق» لابن حجر (3/ 502)، من طريق عبد الله صالح، به.

(6)

«تفسير مجاهد» (ص 639).

ص: 570

قال: يعني: «خَضْرَاوَان» (1).

(853)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ (2)، أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَصْبَهانِي، حدثنا أَسِيدُ بنُ عَاصِم الأَصْبَهانِي، حدثنا الحُسَينُ بنُ حَفْصٍ، حدثنا سُفْيَانُ، عن حَمَّادٍ، عن سعيدِ بن جُبَير، عن ابن عَبَّاسٍ، في قوله:{فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)} [الرحمن] قال: «نَخْلُ الجَنَّةِ جُذُوعُها زُمُرُّدًا أَخْضَر، كَرَانِيفُهَا (3) ذَهَبٌ أَحْمَر، وسَعَفُها كِسْوَةٌ لأهْلِ الجَنَّة، منها مُقَطَّعَاتُهم، وحُلَلُهم، وثَمَرُها أَمْثَال القِلَالِ أو الدِّلَاءِ، وأَشَّدُ بَياضًا مِن اللَّبَن، وأَحْلَى مِنَ العَسَل، وأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْد، ولَيس لَه عَجَمٌ» (4).

(854)

حدثنا أبو عبد الله الحافظُ (5)، أخبرنا أبو بَكر بنُ إسحاقَ، أخبرنا محمدُ بن سُلَيمان بنِ الحَارِث، أخبرنا أبو غَسَّان، حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إِسحاقَ، عن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، في قوله عز وجل:{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)} [الإنسان] قال: «ذُلِّلَت لَهُم فَيَتناولُونَ مِنها كَيف شَاءُوا» .

(855)

أخبرنا أبو نَصْر ابنُ قَتَادَة، أخبرنا أبو مَنصُور النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعيدُ بن منصُور، حدثنا شَرِيكٌ، عن أبي إسْحَاقَ، عن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، في قوله:{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)} [الإنسان] قال: «إنَّ أهلَ الجَنَّة يَأكُلُونَ من ثِمَار الجَنَّة قِيَامًا، وقعودًا، ومُضْطَّجِعِينَ، على أيِّ حَالٍ

(1) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي كما في «تفسير مجاهد» (ص 639).

(2)

«مستدرك الحاكم» (3776)، وقال الحاكم:«صحيح على شرط مسلم» .

(3)

الكرانيف: أصول سعف النخل.

(4)

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في «صفة الجنة» (354)، من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني، به.

(5)

«المستدرك» (3884)، وقال الحاكم:«صحيح على شرط الشيخين» .

ص: 571

شَاءُوا» (1).

(856)

أخبرنا أبو نَصْر ابنُ قَتَادَة، أخبرنا أبو منصُور النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعيدُ بنُ منصُور، حدثنا سُفْيانُ، عن ابنِ أبي نَجِيْحٍ، عن مُجاهِدٍ، قال:«أَرْضُ الجَنَّة مِن وَرِقٍ، وتُرابها مِسْكٌ، وأصولُ شَجَرِهَا ذَهَبٌ، وَوَرِقٌ، وأَفْنَانها اللُّؤْلُؤُ والزَّبَرْجَدُ والوَرِق، والثِّمَارُ والشَّجَرُ بين ذلك، فَمَن أَكَل قَائمًا لم يُؤْذِه، ومَن أَكل مُضْطَّجِعًا لَم يُؤْذِه، ومَن أَكَل جَالِسًا لم يؤذه، وذُلِّلَت قُطُوفُها تَذْلِيلًا» (2).

(857)

أخبرنا أبو نَصْر ابنُ قَتَادَةَ، أخبرنا أبو الحُسَين القُهُسْتَانِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ أَيُّوبَ، أخبرنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، حدثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ:{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} [الرحمن] قال: «رِيَاضُ الجَنَّةِ» (3).

(858)

أخبرنا أبو بَكر أحمدُ بنُ الحَسَن القَاضِي، حدثنا حَاجِبُ بنُ أحمدَ الطُّوسِيُّ، حدثنا مُحمدُ بنُ حَمَّاد الأَبِيْوَرْدِيُّ، حدثنا أبو مُعَاوِيَة، عن الأَعْمَش، عن أبي ظَبْيَانَ، عن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللهِ، قال: «نَزَلنا الصِّفَاحَ، فإذا رَجُلٌ نَائِمٌ تَحتَ شَجَرَةٍ قَد كَادَت الشَّمْسُ أن تَبْلُغَه قال: فَقلتُ للغُلام: انطلِق بهذا النِّطْع فَأَظِلَّهُ، قال: فانطلق فَأَظَلَّه، فَلَمَّا استيقَظ، إذا هُو سَلْمَان، فَأتَيْتُه أُسَلِّم عَلَيه، فقال: يا جَريرُ، تَواضَع للهِ، فَإنَّه مَن تَواضَع لله في الدُّنيا، رَفَعَهُ اللهُ يَوم القِيامَة، يا جرير، هل تَدرِي ما الظُّلُماتُ يومَ القِيامَة؟ قلت: لا أَدْرِي،

(1) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (2/ 67)، عن شريك، به.

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (33954)، عن سفيان بن عيينة، به.

(3)

أخرجه الطبري في «التفسير» (22/ 273)، من طريق شعبة، به.

ص: 572

قال: ظُلمُ النَّاسِ فيما بَيْنهُم، ثم أَخَذَ عُوَيْدًا لا أَكَادُ أَرَاهُ بين أُصْبُعَيهِ، فقال: يا جَرِيرُ، لو طَلَبت في الجَنَّة مِثلَ هذا لَم تَجِدْهُ، قلت: يا أبا عبد الله، فَأيْن النَّخْل والشَّجَر؟ قال: أُصُولُها اللُّؤلُؤ، والذَّهَبُ، وأَعْلاهَا الثَّمَرُ» (1).

(859)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العباس بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَلِي بنِ عَفَّانَ، حدثنا ابنُ نُمَيْرٍ، حدثنا الأعمش، فذكره بإسناده، ومعناه (2).

(860)

أخبرنا أبو الحَسَن محمدُ بنُ أبِي المَعْرُوف الفَقِيهُ، حدثنا بِشرُ ابنُ أَحمدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، أخبرنا أحمدُ بنُ الحُسَين بن نَصْر الحَذَّاءُ، حدثنا عَلِيُّ ابنُ المَدِيْنِيِّ، حدثنا يَحْيَى بنُ اليَمَان، عن سُفْيَانَ، عن أبي إِسْحَاقَ، عن

عبدِ الرَّحْمَن بنِ عَوْسَجَةَ، عن عَلْقَمَة، قال:«الجَنَّةُ سَجْسَج (3)، لا حَرَّ فيها، ولا قُرَّ» (4).

(861)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا عبدُ الرحمن بنُ الحَسَن القَاضِي، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَين، حدثنا آدَمُ، حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيْد،

(1) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (34663)، عن أبي معاوية محمد بن خازم، به.

(2)

أخرجه المصنف في «شعب الإيمان» (7797).

(3)

السجسج: الهواء المعتدل.

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (33970)، من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، به. وقد رواه حسين المروزي في زوائده على «الزهد لابن المبارك» (1/ 534)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي حاتم في «التفسير» (2/ 612)، من طريق وكيع، كلاهما (ابن مهدي، ووكيع)، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن علقمة دون ذكر عبد الرحمن بن عوسجة، وهذا هو المحفوظ، عن سفيان، وقد خالفهما يحيى بن اليمان هنا، ويحيى قد تكلموا فيه من جهة حفظه، وينظر علل الدارقطني (5/ 151).

ص: 573

والمَهْدِيُّ بنُ مَيْمُون، عن شُعَيْب بنِ الحَبْحَاب، قال: خَرَجتُ أَنَا وأَبُو العَالِيَةَ الرِّيَاحِيُّ، فَلَمَّا كُنَّا بِالجَبَّان، وذَلك قَبل طُلُوعِ الشَّمْسِ، قال:«نُبِّئتُ أنَّ الجَنَّةَ هَكَذا ثُم تَلا: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة]» (1).

(862)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو بَكر القَاضِي قالا: حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ بنُ يَعقُوبَ، حدثنا العَبَّاسُ بنُ محمد الدُّورِيُّ، حدثنا أَسْوَدُ بنُ عَامِر، حدثنا سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ (2)، عن عَمْرِو بنِ مُرَّة، عن أبي عُبَيْدَةَ، عن مَسْرِوقٍ، في قوله:{وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31)} [الواقعة] قال: «أَنهارُهَا تَجْرِي في غَير أُخْدُودٍ» ، قال:{وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)} [الشعراء] قال: «مِن أَصْلِهَا إلى فَرْعِهَا» (3). أو كلمة نحوها.

(863)

أخبرنا أبو نَصْرٍ ابنُ قَتَادَة، أخبرنا أبو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ، حدثنا سفيانُ، عن ابْنِ أبي نَجِيحٍ، أو غَيرِه، عن مُجَاهِدٍ، في قوله:{عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)} [الإنسان] قال: «حَدِيْدَةُ الجِرْيَةِ» (4).

* * * * *

(1) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي كما في «تفسير مجاهد» (ص 642).

(2)

«تفسير سفيان الثوري» (ص 280).

(3)

أخرجه حسين المروزي في زوائده على «الزهد لابن المبارك» (1/ 524)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان.

(4)

أخرجه ابن جرير الطبري في «التفسير» (23/ 562)، من طريق ابن مهدي، وغيره، عن سفيان، به.

ص: 574