المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌21 - باب قول الله عز وجل:{يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (109)} [ - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌21 - باب قول الله عز وجل:{يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (109)} [

‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:

{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

المائدة] وقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65)} [القصص] وقوله: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)} [الأعراف] وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)} [الحجر] وقوله: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)} [الصافات]

وغَيرِ ذلك مِنَ الآياتِ التي في معنى ما كتبناه، {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء]، وقوله:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].

(341)

أخبرنا أبو زَكَرِيَّا ابنُ أبي إِسْحَاقَ، أخبرنا أبو الحَسَن الطَّرائِفِيُّ، حدثنا عثمانُ بن سعيد، حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طَلْحَة، عن ابن عباس في قوله {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا}

قال: «فَيَقُولُون له: لا عِلْمَ لَنَا، إِنَّك أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا (1)» (2).

قال الشيخ (3): «هَذَا لِأَنَّ الأَنبياءَ إِنَّمَا يَعْلَمُونَ مَا ظَهَرَ لَهُم مِن أَقْوَالِهِم وأَفْعَالِهِم، فَأَمَّا مَا أَسَرُّوا في أَنفُسِهِم مِن النِّفَاقِ، أو أَحْدَثُوا بَعدَهُم مِنَ

(1) في «ب» (فيقولون لله)، وفي «م» ، و «ث» دون قوله (فيقولون له).

(2)

أخرجه ابن جرير الطبري في «التفسير» (9/ 111)، وابن أبي حاتم في «التفسير» (6975)، من طريق عبد الله بن صالح، به بنحوه.

(3)

في «ب» (قال المصنف)، وفي «ش» (قال رضي الله عنه.

ص: 265

الارْتِدَاد؛ فَلا عِلمَ لَهُم بِذَلِك، فَقَالُوا لا عِلْمَ لَنَا، أي: كَعِلْمِكَ، أَنتَ تَعْلَمُ مَا أَسَرُّوا ومَا أَحدَثُوا، إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، غَيْبَ مَا كَان، ومَا لم يَكُن.

وقَد قِيلَ إِنَّ ذَلِكَ في بَعْضِ مَواطِنَ يَومِ القِيَامَةِ، تَذْهَلُ فيه عُقُولُهُم مِن شِدَّةِ هَوْلِ المَسأَلَة، وهَولِ ذَلِك المَوْطِن، فَيقُولُون: لا عِلْمَ لَنَا، ثُم تَرْجِعُ إليهم عُقُولُهم، فَيَشْهَدُونَ عَلى قَومِهِم بِمَا أَجَابُوا، وإلى مَعْنَى هذا ذَهَبَ السُّدِّيُّ والكَلْبِيُّ ومُقَاتِل».

(342)

أخبرنا أبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ إبراهيمَ بن محمد بن يَحْيى المُزَكِّي، أخبرنا أبو عبد الله محمدُ بنُ يَعقُوبَ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ

عبد الوَهَّاب، حدثنا جَعفرُ بنُ عَوْنٍ قال: حدثنا الأَعْمَشُ، عن أبي صَالِحٍ، عَن أَبِي سَعِيد الخُدْرِي قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«يُدْعَى نُوحٌ عليه السلام يومَ القِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَل بَلَّغْتَ؟ فيقول: نعم، قال: فُتَدْعَى أُمَّتُهُ، فَيُقالُ لهم: هل بَلَّغَكُم؟ فيقولون: مَا أَتَانَا مِن نَذِيرٍ، ومَا أَتَانا أَحَدٌ، قال: فَيقُول: مَن شُهُودُك؟ فَيقول: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ، قال: فَيُؤْتَى بِكُم، فَتَشْهَدُونَ أَنَّه قَد بَلَّغَ (1)، وذلك قول الله عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]. والوَسَطُ: العَدْل، قال: فَتَشْهَدُونَ، ويَكُونُ الرَّسُولُ عَلَيكُم شَهِيدًا» .

رواه البخاري في الصحيح (2)، عن إِسحَاقَ بنِ مَنصُور، عن جَعْفَر بنِ عَوْن.

(1) في «م» (بلغ الرسالة).

(2)

صحيح البخاري (7349).

ص: 266

(343)

أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحَافِظُ، وأبو سَعِيد ابنُ أَبِي عَمْرو قالا: حدثنا أَبُو العَبَّاس محمدُ بنُ يعقوب، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبَّار، حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عَن أَبي صَالِح، عن أَبِي سَعِيد الخُدْرِي قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«يَجِيءُ النَّبِيُّ يَومَ القِيَامَة ومَعَهُ الثَّلاثَةُ، والأَرْبَعَةُ، والرَّجُلَانِ، حَتَّى يَجِيءَ النَّبِيُّ ولَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، قال: فَيُقَال لَهُم: بَلَّغْتُم؟ فَيقُولُون: نَعَم، قال: فَيُدْعَى قَوْمُهُم، فَيُقَالُ لَهُم: هَل بَلَّغُوكُم؟ فَيقُولُون: لا، قال: فَيُقَال لِلنَّبِيِّينَ: مَن يَشْهَدُ لَكُم أَنَّكُم قَد بَلَّغْتُم؟ قال: فَيَقُولُونَ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ، قال: فَيُدعَى أُمَّةُ أَحْمَدَ فَيشْهَدُونَ أَنَّهُم قَد بَلَّغُوا، قال: فَيُقَالُ لَهُم: ومَا عِلْمُكُم أَنَّهُم قَد بَلَّغُوا؟ قال: فيقولون: جَاءَنا رَسُولُنا بِكِتَابٍ أَخْبَرنَا أَنَّهُم قَد بَلَّغُوا، فَصَدَّقْنَاهُ، قال: فَيُقَال: صَدَقْتُم، قال: وذَلِكَ قَولُ اللهِ عز وجل فِي كِتَابِه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: عَدْلًا {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}

[البقرة: 143]» (1).

(344)

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظُ، ومحمدُ بنُ مُوسَى بنِ الفَضْل قالا: حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ بنُ يَعقُوبَ، حدثنا محمدُ بن إِسحَاقَ الصَّغَانِي، أخبرنا أبو عَاصِمٍ، أخبرنا سَعْدَانُ (2) بنُ بِشْرٍ، حدثنا أبو المُجَاهِد الطَّائِي، حدثنا مُحِلُّ بنُ خَلِيفَةَ، عن عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ قال: كُنتُ عِندَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَهُ رَجُلانِ أَحَدُهُما يَشكُو العَيْلَةَ والآخَرُ يَشْكُوا قَطْعَ السَّبيلِ، قال: فقال:

«لا يَأْتِي عَليكَ إلا قَلِيلٌ حَتَّى تَخرُجَ المَرْأَةُ مِنَ الحِيرَةِ إِلى مَكَّةَ بِغَيْرِ

(1) أخرجه ابن ماجه (4284)، وأحمد (11558)، من طريق أبي معاوية، به.

(2)

سعدان لقب، ويقال اسمه سعيد.

ص: 267

خَفِيرٍ، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُم بِصَدَقَتِهِ فَلا يَجِد مَن يَقْبَلُها مِنْهُ، ثُمَّ يَفِيضُ المَالُ، ثُم لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُم بَينَ يَدِيَ اللهِ عز وجل لَيس بَيْنَهُ وبَينه حِجَابٌ يَحْجُبُه، ولا تَرْجُمَانٌ فَيُتَرْجِمُ لَه، فَيُقَال: أَلم أُوتِكَ مَالًا؟ فَيقُولُ: بَلَى، فيقول: ألم أُرْسِلْ إِليْكَ رَسُولًا؟ فيقولُ: بَلَى، فَيَنظُر عَن يَمِينِه فَلَا يَرَى إلا النَّارَ، ويَنْظُر عَن يَسَارِهِ فَلا يَرَى إِلا النَّارَ، فَلْيَتَّقِ أَحَدُكُم النَّارَ ولَوْ بِشِقِّ تَمْرَة، فَإِن لَم يَجِد فَبِكَلِمَةٍ طَيَّبَةٍ».

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن عبد الله بن محمد، عن أبي عاصم.

(345)

أخبرنا عَلِيُّ بنُ أَحْمدَ بنِ عَبْدَان، أخبرنا أَحمدُ بن عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا عبدُ الله بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وسَعِيدُ بنُ عُثمانَ الأَهْوَازِي -لفظه- قالا: حدثنا أَبو عَبَّاد الذَّرِاع قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حدثنا جَعفرُ بن سُلَيمَان، حدثنا عبدُ الله ابنُ المُبَارَك، عن شَرِيك بنِ عَبدِ الله، عن هِلَالٍ، عن عَبدِ اللهِ بنِ عُكَيْم قال: كان عبدُ الله -يعني ابن مَسْعُود- إذا حَدَّثَ بهذَا الحَدِيثِ قال: «مَا مِنْكُم مِن أَحَدٍ إلا سَيَخْلُو اللهُ عز وجل بِه، كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُم بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْر، أو لَيلته فيقول: يا عَبْدِي، ما غَرَّكَ بِي؟ يَا عَبدي مَا غَرَّكَ بِي؟ مَاذَا عَمِلتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ وماذا أَجَبْتَ المُرْسَلِينَ؟ » (2).

(346)

أخبرنا أبو زَكَرِيَّا بنُ أَبِي إِسْحَاقَ المُزَكِّي، أخبرنا أَبُو الحَسَن الطَّرَائِفِيُّ، حدثنا عُثمانُ بنُ سَعِيد، حَدثنا عبدُ اللهِ بنُ صَالِح، حدثني معاوية ابن صالح (3)، عن عَلِيِّ بنِ أَبي طَلْحَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قوله:

(1) صحيح البخاري (1413).

(2)

أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (11843)، من طريق عبد الله بن المبارك، به.

(3)

قوله: (حدثني معاوية بن صالح)، سقط من «ث» .

ص: 268