المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب ما جاء في خروج الدجال وصفته - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌9 - باب ما جاء في خروج الدجال وصفته

‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

(143)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ قال: سمعتُ أبا الحُسَين مُحمدَ بنَ علي الجُرجَانِيَّ قال: سمعتُ أبَا العباس أَحمدَ بنَ يَحيى ثَعْلَب يقول: «إِنَّما سُمِّي الدَّجالُ دَجَّالًا، لِتَمْوِيهِهِ تقول: دَجَّلْتُ السَّيفَ، إذا مَوَّهْتَهُ بِالذَّهَبِ، ودَجَّلْتُ البَعِيرَ إذا طَلَيْتَهُ بِالقَطِرَان» (1).

(144)

أخبرنا أبو بكر محمدُ بن الحَسن بن فُورَك، أخبرنا عبد الله بنُ جَعفَر، حدثنا يُونُس بنُ حَبِيبٍ، حدثنا أبو دَاودَ (2)، حدثنا شُعبةُ، عَن قَتَادَة، عَن أَنَسٍ، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

«مَا مِن نَبيٍّ إلا قَد أَنذَرَ أُمَّتَه الأَعَورَ الكَذَّاب، ألا فَإنَّه أَعْوَرٌ، وإِنَّ اللهَ

تبارك وتعالى لَيسَ بِأَعْوَر، ومَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيهِ كَافِر، يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤمِنٍ».

(145)

وأخبرنا أبو الحَسن عَلي بنُ أحمدَ بن عَبدَان، أخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيد، حدثنا تَمْتَام، حدثنا قُرَّةُ بن حَبِيب القَنَويُّ، وأبو الوليد الطَّيَالِسِيُّ، وأبو عُمَر الحَوْضِيُّ، وسليمانُ بن حَرب، وعَمْرُو بنُ مَرزوقٍ قالوا: حدثنا شُعْبَةُ، عن قَتَادةَ، عن أَنَس بن مالك، عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، بمعناه.

رواه البخاري في الصحيح، عن سليمان بن حرب (3)، وأبي عُمَرَ حَفْصِ ابْنِ عُمَرَ الحَوْضِيِّ (4).

(1) أخرجه ابن فارس في مقاييس اللغة (2/ 329)، قال: سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول: سمعت ثعلبا.

(2)

«مسند أبي داود الطيالسي» (2075).

(3)

صحيح البخاري (7131).

(4)

صحيح البخاري (7408).

ص: 138

(146)

وأخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ، حدثنا أبو بكر بن إسحاقَ الفَقِيهُ، وأبو بكر بن بَالَوَيْه الجَلَّابُ قالا: أخبرنا عبدُ الله بن أحمدَ بنِ حَنبَل، حدثني أَبِي (1)، حدثنا محمد بنُ جَعفر، حدثنا شُعبَةُ عن قَتادة (2) قال: سمعتُ أنَسَ بنَ مَالِك يَقول: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه، إلا أنه قال:

«وإِنَّ رَبَّكُم لَيسَ بِأَعْوَر، مَكتوبٌ بَين عَيْنَيه كـ ف ر» .

رواه مسلم في الصحيح (3)، عن أبي موسى، وابن بشار، عن محمد بن جعفر.

(147)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا موسى بنُ الحَسن بن عَبَّاد، حدثنا عَفَّان، حدثنا عبدُ الوَارِث، عن شُعَيب بن الحَبْحَابِ، عن أَنس بنِ مَالك قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«الدَّجالُ مَمْسُوحُ العَينِ، مَكتُوبٌ بَين عَينيه كَافِر، ثُم تَهَجَّاها كـ ف ر يَقرَأه كُل مُسْلِم» .

رواه مُسلِم في الصَّحِيح (4)، عن زُهَير بن حَرب، عن عَفَّان.

(148)

وأخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، حدثنا أبو حامد بن بلال، حدثنا

عبدُ الرحمن بن بِشْر، حدثنا يَحيَى بنُ سعيد القَطَّان، عن حُمَيد، عن أَنَس، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:«الدَّجَّالُ أَعْوَرُ عَينِ الشِّمَالِ، عَليها ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، بَيْنَ عَيْنَيهِ كَافِر، أو كـ ف ر» (5).

(1)«مسند أحمد» (12770).

(2)

بداية خرم في نسخة «ث» ويستغرق ورقة كاملة، الورقة (24).

(3)

صحيح مسلم (2933)، عن أبي موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار.

(4)

صحيح مسلم (2933).

(5)

أخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (1455)، والبزار (6635)، من طريق حميد الطويل، به.

ص: 139

(149)

أخبرنا أبو الحَسن عَليُّ بنُ أحمدَ بن عَبدان، حدثنا أحمدُ بنُ عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا عُبَيد بنُ شَرِيكٍ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَير، حدثنا الَّليثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهَابٍ، عن سَالِمِ بنِ عَبد الله، عَن عَبد الله بنِ عُمَرَ، عَن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«بَيْنَا أنا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي أَطوفُ بِالكَعْبَة، فَإذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ، أو يُهَرَاقُ رَأْسُهُ، قُلتُ: من هذا؟ قالوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذهبتُ أَلْتَفِتُ فإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ، أَحْمَرُ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعورُ العَينِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَينَه عِنَبةٌ طَافِيَة، قُلتُ: مَن هذا؟ قالوا: الدَّجَّال، أَقربُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا قَطَنٌ، رَجُلٌ مِن خُزَاعَة» .

(150)

قال (1): وأخبرنا أحمدُ بنُ عُبَيد، أخبرنا ابنُ مِلْحَان، حدثنا ابنُ بُكَيْر، حدثنا الليْثُ، عن عُقَيل، عن ابنِ شِهَاب، عن سَالِم بن عبد الله بن عمر، عن أَبِيهِ، فذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه، وقال: ابنُ قَطَنٍ رَجَلٌ مِن خُزَاعَة.

رواه البخاري في الصحيح (2)، عن يحيى بن بُكَير، وأخرجه مُسلمٌ مِن وجه آخَر عن ابن شهاب (3)، ورواه نافع، عن ابن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في صفة الدَّجَّال، «أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى» (4)، وخالفه حُذَيفةُ بنُ اليَمَانِ فقال:«اليُسْرَى» كما قال حُميدٌ، عن أنس.

(1) كلمة (قال) سقطت من «ب» ، فاختل المعنى وكأن البيهقي يروي عن شيخ شيخه بلا واسطة، وأثبتنا كلمة (قال) من «م» ، ويعني بها شيخه أبا الحسن علي بن أحمد ابن عبدان، شيخه في الإسناد السابق.

(2)

صحيح البخاري (7128).

(3)

أخرجه مسلم (171)، من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، به.

(4)

أخرجه البخاري (3439)، (5902)، (6999)، (7123)، (7407)، ومسلم (169)، من طريق نافع.

ص: 140

(151)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو صَادِق مُحمدُ بنُ أبي الفَوارِس العَطَّار قالا: حدثنا أبو العَبَّاس مُحمد بنُ يعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُكْرَم، حدثنا يَزِيدُ بنُ هَارُون، أخبرنا أبو مَالِك الأَشْجَعِيُّ، عن رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ، عن حُذَيْفَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لَأنَا أَعلمُ بِما مَع الدَّجَّالِ منه، مَعَهُ نَهرَان يَجْرِيَان، أَحَدُهُما رَأْيَ العَيْن مَاءٌ أَبْيَضُ، والآخَر رَأيَ العَيْنِ نَارٌ تَأَجَّج، فما أَدْرَكَنَّ أَحدٌ مِنْكُم (1) فَلْيَأْتِ النَّهَرَ الذي يَراهُ نَارًا فَلْيَنْغَمِسْ (2) ثُمَّ لِيُطَأْطِئْ رَأسَه؛ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وإِنَّ الدجالَ مَمْسُوحُ العَينِ اليُسْرَى، عليها ظَفَرةٌ غَليظَةٌ، مَكتوبٌ عَليهَا كَافِرٌ، يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤمِنٍ، كَاتِبٌ وغَيرُ كَاتِبٍ»

رواه مسلم في الصحيح (3)، عن أبي بكر ابن أبي شَيْبَة، عن يَزِيدَ، إلا أَنَّه قَد سَقَط عن أَصلِنَا اليُسْرَى، وأَخرجَه مِن حَديثِ شَقِيق، عن حُذَيفَةَ، وقال: اليُسْرَى.

(152)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله بنُ يعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمة، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، عن أبي مُعَاويةَ، عن الأَعْمَش، عن شَقِيقٍ، عن حُذَيفةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«الدَّجَّالُ أَعورُ العَيْنِ اليُسْرَى، جُفَالُ الشَّعر، مَعه جَنَّتُهُ ونَارُهُ، فَنارُهُ جَنَّةٌ، وجَنَّتُهُ نَارٌ» .

(1) قوله: (فما أدركن أحد منكم)، في «ب» (فمن أدركه منكم)، والمثبت من «م» ، «ش» ، وفي صحيح مسلم (فإما).

(2)

قوله: (فلينغمس)، في «ش» (فليغمض)، وهي كذلك في صحيح مسلم، والمثبت من «م» ، و «ب» .

(3)

صحيح مسلم (2934).

ص: 141

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن إسحاق بن إبراهيم، وغيره.

(153)

أخبرنا أبو الحَسَن عَلي بنُ محمد المُقْرِئُ، أخبرنا الحَسن بنُ محمد بن إسحاقَ، حدثنا يوسفُ بنُ يعقوب، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا أبو عَوَانَةَ، عن عبد المَلَك بنِ عُمَيْرٍ، عن رِبْعِيٍّ قال: قال أبو مسعود لِحُذَيفَةَ: ألا تُحَدِّثُنا بما سَمعتَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول، قال: سمعته يقول:

«مَع الدَّجَّالِ إذا خَرجَ مَاءٌ ونَارٌ، فَأمَّا التي يَرى النَّاسُ أَنَّها نَارٌ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وأمَّا الذي يَرى النَّاسُ مَاءً فَنَارٌ تَحْرِقُ، فَمن أَدركَ ذَلك مِنكُم، فَلْيَقَع فِي الذِي يَراهَا نَارًا؛ فَإنَّها مَاءٌ عَذْبٌ بَارِدٌ» .

رواه البخاري في الصحيح (2)، عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عَوانَة، وأخرجاه (3) من حديث شُعبةَ، عن عبد الملك.

(154)

أخبرنا أبو بكر ابن فُورَك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يُونُس بنُ حَبيب، حدثنا أبو دَاودَ (4)، حدثنا شُعبَةُ، عن سِمَاك قال: سمعت عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ ح وأخبرنا أبو طاهر الفَقِيهُ، أخبرنا أبو طَاهِر المُحَمَّدَابَاذِيُّ، حدثنا أبو قِلَابَةَ، حدثنا وَهْبُ بنُ جَرير ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سَعيد ابنُ أبي عَمرو قالا: حدثنا أبو العباس -هو الأصم-، حدثنا إبراهيمُ بن مَرزُوقٍ، حدثنا وَهبُ بنُ جَرير، حدثنا شُعبةُ، عن سِمَاك، عن عِكْرِمة، عن ابن عَبَّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«الدَّجَّالُ أَعْوَرُ، هَجَّان، أَزْهَر، كَأَنَّ رَأسَهُ أَصَلَةً، أَشْبَه النَّاسِ بِعَبْدِ

(1) صحيح مسلم (2934).

(2)

صحيح البخاري (3450).

(3)

صحيح البخاري (7130)، ومسلم (2934).

(4)

«مسند أبي داود الطيالسي» (2800).

ص: 142

العُزَّى بنِ قَطَن، فَإِمَّا هَلَك الهُلَّك، فَإِنَّ رَبَّكُم لَيسَ بِأَعْوَر» (1).

لفظ حديث إبراهيم.

قال القُتَيْبِيُّ: الأَصَلَةُ: الأَفْعَى (2).

(155)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابنُ أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا العباسُ بن محمد، (3) حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، حدثنا شُعبةُ، أخبرنا حَبِيبُ بنُ الزُّبَيْر قال: سَمعتُ عَبدَ اللهِ بنَ أَبي الهُزَيْل العَنَزِيَّ يُحَدِّثُ، عن عَبد الرَّحمن بْن أَبْزَى، أَنَّ عبدَ الله بنَ خَبَّاب حَدَّثَهُ، عن أُبَيِّ بنِ كَعْب قال: ذَكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدَّجَالَ فَقال:

«عَيْنُهُ خَضْرَاءُ، كَأنَّها زُجَاجَةٌ خَضَراءُ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِن عَذَابِ القَبْرِ» (4).

(156)

أخبرنا أبو زكريا ابنُ أبي إسحاقَ، أخبرنا أبو سَهْل أحمدُ بنُ محمد بن عبد الله ح وأخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ، أخبرنا أبو بكر أحمدُ بنُ سَلْمَان الفَقِيهُ -ببغداد- قالا: حدثنا أحمدُ بنُ محمد بن عيسى، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا شَيْبَانُ، عن يَحيى، عن أَبي سَلَمة قال: سَمعتُ أبَا هُرَيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أُحَدِّثُكُم بِحَدِيثٍ عَن الدَّجَّال مَا حَدَّثَ بِه نَبِيٌّ قَوْمَهُ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمثَالِ الجَنَّةِ والنَّارِ، فالَّتي يَقولُ إِنَّها الجَنَّةُ هِيَ النَّارُ، وإِنِّي أُنْذِرَكُم كَما أَنْذَرَ نُوحٌ قَومَهُ» .

(1) أخرجه أحمد (2852)، من طريق وهب بن جرير، به.

(2)

«غريب الحديث» لابن قتيبة (1/ 308).

(3)

نهاية الخرم الواقع في «ث» .

(4)

أخرجه أحمد (21146)، عن روح، به.

ص: 143

رواه البخاري في الصحيح، (1) عن أبي نُعَيم، وأخرجه مُسلمٌ (2) من وَجهٍ آخر عن شَيْبَانَ.

(157)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العبَاس الأَصَمُّ، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا نُعَيمُ بنُ حَمَّاد، حدثنا بَقِيَّةُ ح وأخبرنا أبو علي الرُّوذْبَاريُّ، أخبرنا أبو بكر بنُ داسَهْ، حدثنا أبو داودَ (3)، حدثنا حَيْوَةُ بنُ شُرَيح، حدثنا بَقِيَّة، حدثني بَحِيرٌ، عن خالد ابن مَعْدَان، عن عمرو بن الأَسوَد، عن جُنَادَةَ بنِ أَبي أُمَيَّة، عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِت، أَنَّه حَدَّثَهُم أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«إِني حَدَّثتُكُم عَن الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَلا تَعْقلِوا، إنَّ مَسيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ، أَفْحَجُ، جَعْدٌ، أَعورُ، مَطْمُوسُ العَينِ، ليس بِنَاتِئَةٍ، ولا جَحْرَاءَ، فَإِن أُلْبِسَ عَليكم، فَاعلَمُوا أَنَّ رَبَّكُم لَيسَ بِأَعْوَر» (4).

(158)

أخبرنا أبو زَكَريَّا بنُ أبي إِسحَاقَ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوبَ، حدثنا محمد بن عبد الوَهَّاب، أخبرنا جَعفَرُ بنُ عَوْن، أخبرنا فِطْرُ بنُ خَلِيفَة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، أخبرنا محمدُ بنُ كُنَاسَةَ، حدثنا فِطْرٌ، عن مُجاهد، عن جُنَادَةَ بنِ أبي أُمَيَّةَ قال: انطلقتُ إلى رَجُلٍ من الأنصارِ فَقلنا: حَدِّثْنا بِما سَمعتَ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الدَّجال، ولا تُحَدِّثنا عَن غَيرهِ، قال: قام فِينا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال:

«أُنْذِرُكُم الدَّجَّال، أنذركم الدجال، إنَّه لم يَكُن نَبِيٌّ مِمَّن كَان قَبْلي إِلَّا

(1) صحيح البخاري (3338).

(2)

صحيح مسلم (2936).

(3)

«سنن أبي داود» (4320).

(4)

أخرجه الهيثم بن كليب الشاشي في «المسنده» (1226)، عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصغاني، به.

ص: 144

وقَد أَنذرَ قَومَه، وإنه فِيكُم أَيتُها الأُمَّة، وإِنَّه جَعْدٌ، آدَمُ، مَمسوحُ العَينِ اليُسرَى، يُمْطِرُ المَطَرَ، ولا يُنبتُ الشَّجَرَ، مَعه جَنَّةٌ ونَارٌ، فَنارُهُ جَنَّةٌ، وجَنَّتُهُ نَارٌ، ومَعَه جَبلٌ مِن خُبْزٍ، ونَهرٌ مِن مَاءٍ، يَكونُ في النَّاسِ أَربعينَ صَباحًا، يَبلغُ بِه كُلَّ مَنْهَلٍ، إِلا أَرْبَعةَ مَساجِدَ، قال: وذَكَر مَسجدَ الحَرام، ومَسجد رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ومسجدَ بيتِ المَقْدِس، ومسجدَ الطُّور، كأنَّه يَقولُ أَنا رَبُّكُم، فَمَهمَا شُبِّهَ عَليكُم، فَلا يَتشَبَّهنَ عَليكُم؛ إِنَّ رَبَّكُم لَيسَ بِأَعْوَرَ» (1).

لفظ حديث ابنِ كُنَاسة.

زاد جعفر في روايته: «يُسَلَّطُ عَلى نَفْسٍ فَيقْتُلُها، ثم يُحْيِيهَا، لا يُسَلَّطُ عَلى غَيرِها: يقول: أَنَا رَبُّكُم» وذكر الحديث.

(159)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو الفَضل بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمة، حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعيد، حدثنا عبدُ العَزيز بنُ محمد الدَّرَاوَرْدِيُّ، حدثنا ثَوْرٌ، عن أَبي الغَيْث، عن أبي هُرَيرة أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

«سَمِعْتُم بِمَدِينة جَانِبٌ مِنها في البَرِّ وجَانِبٌ مِنها في البَحرِ؟ قالوا: نعم يا رسولَ اللهِ، قال: لا تَقومُ السَّاعةُ حتى يَغْزُوَها سَبعونَ ألفًا مِن بَنِي إِسحاقَ فِإذَا جَاءُوا نَزلُوا، فَلَم يُقَاتِلوا بِسَلاحٍ، ولم يَرمُوا بِسَهمٍ، قالوا: لا إله إلا اللهُ، واللهُ أَكبرُ، فَيسقُطُ أَحدُ جَانِبَيْها، قال: ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، فَيسقُطُ جَانِبُها الآخَر، ثم يَقُولوا: لا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، فَيُفْتَحُ لَهم، فَيدخُلُوها، فَيَغْنَمُوا، فَبَيْنَا هُم يَقتَسِمُونَ المَغَانِم، إِذ جَاءَهُم الصَّرِيخُ فقال: إِنَّ الدَّجَّالَ قَد خَرجَ، فَيترُكُونَ كُلَّ شَيءٍ ويَرجِعُونَ» .

(1) أخرجه الحارث في «المسند» (784 - بغية)، من طريق فطر بن خليفة، به مختصرًا، وأحمد (23685)، من طريق مجاهد، به.

ص: 145

أخرجه مُسلمٌ في الصحيح (1)، عن قُتَيبة.

(160)

أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ بِشْرَان -ببغداد-، أخبرنا أبو جَعفر الرَّزَّاز، حدثنا أَحمد بنُ الوليد الفَحَّام، حدثنا حَجَّاج قال: قال ابنُ جُرَيج: أَخبرني أبو الزَّبَيْر أَنَّه سَمِعَ جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ يقول: أخبرتني أُمُّ شَرِيكٍ أَنها سَمِعَت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

«لَيَفِرَّنَّ نَاسٌ مِن الدَّجَّالِ في الجِبَالِ، قالت أُمُّ شَرِيك: يا رسولَ اللهِ، فَأينَ العَربُ يَومَئِذٍ؟ قال: هُم قَلِيلٌ» .

رواه مسلمٌ في الصحيح (2)، عن هَارونَ بنِ عبد الله، عن حَجَّاج بنِ مُحمد.

(161)

أخبرنا أبو عَلي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو دَاوُدَ (3)، حدثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدثنا جَرِير، حدثنا حُمَيدُ بنُ هِلَال، عن أَبي الدَّهْمَاء، سَمعتُ عِمْرَانَ بنَ حُصَيْن يُحَدِّثُ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«مَن سَمِع بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأ مِنه، فَواللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأتِيه وهُو يَحْسَبُ

أَنَّه مُؤمِنٌ، فَيَتَّبِعَه مِمَّا يَبعَثُ به مِن الشُّبُهَاتِ، أو لِمَا يَبعثُ بِه مِن الشُّبهات».

هكذا قال.

(162)

أخبرنا عَليُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدان، حدثنا أحمدُ بنُ عُبَيد، حدثنا أحمدُ بنُ عُبَيد الله النَّرْسِيُّ، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادة، حدثنا سَعيدُ بنُ أبي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، عن الحَسَن، عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدُب، أنَّ نَبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1) صحيح مسلم (2920).

(2)

صحيح مسلم (2945).

(3)

«سنن أبي داود» (4319).

ص: 146

«إنَّ الدَّجَّالَ خَارِجٌ، وهُو أَعورُ عَينِ الشِّمَال، عَليها ظَفَرةٌ غَلِيظَةٌ، وأَنَّه يُبْرِئُ الأَكْمَهَ، والأَبْرَصَ، ويُحْيي المَوتَى، ويَقولُ أنا رَبُّكُم، فَمنْ قَالَ: أَنتَ رَبِّي فَقَد فُتِنَ، ومَن قَال: رَبِّيَ اللهُ فَقَد نَجَا» (1).

(163)

أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ بِشْرَان -ببغداد-، أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمد الصَّفَّار، حدثنا محمدُ بنُ علي الوَرَّاق، حدثنا عمرو بنُ العَبَّاس، حدثنا مُحمدُ بنُ مَروان العُقَيْلِيُّ -يُعرَفُ بِالعِجْلِيِّ- حدثنا يُونس بنُ عُبَيد، عن الحَسَن، عن عَبد الله بنِ مُغَفَّلٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«ما أهبطَ اللهُ إلى الأَرضِ مُنذُ خَلَق آدَم عليه السلام إلِى أَنْ تَقومَ السَّاعةُ فِتْنَةً أَعْظَمَ مِن فِتنةِ الدَّجَّالِ، وقَد قُلتُ فيه قولًا لَم يَقُلْهُ أَحَدٌ قَبْلِي، إِنه آدَمُ، جَعَدٌ، مَمسوحُ عَينِ اليَسَار، عَلى عَينِهِ ظَفَرةٌ غَلِيظَةٌ، وإنَّه يُبْرِئُ الأَكْمَهَ، والأَبْرَصَ، يقول: أَنا رَبُّكُم، مَن قَالَ: اللهُ رَبِّي، فَلا فِتْنَةَ عَلَيهِ، ومَن قَال: أَنتَ رَبي، فَقَد افْتُتِنَ، يَلْبَثُ فيكُم مَا شَاءَ اللهُ، ثُم يَنزلُ عِيسَى بنُ مَريَم مُصَدِّقًا بِمُحَمَّدٍ وعَلى مِلَّتِه إِمَامًا مَهْدِيًّا، وحَكَمًا عَدلًا، فَيَقْتُل الدَّجَّالَ» (2).

فكان الحَسنُ يَرى ويَقُول: إِنَّ ذلك عِندَ السَّاعَة.

(164)

أخبرنا أبو مَنصُور الظَّفَرُ بنُ مُحَمدِ بنِ أَحمدَ بنِ زَبَّارَةَ (3) العَلَويُّ، أخبرنا أبو جعفر محمدُ بنُ عَلي بن دُحَيْم، حدثنا أحمدُ بنُ حَازِم،

(1) أخرجه أحمد (20151)، عن روح بن عبادة، بنحوه.

(2)

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (4580)، من طريق عمرو بن العباس، به. وقال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد إلا محمد بن مروان، تفرد به: عمرو بن العباس» .

(3)

في «ب» (المظفر بن محمد بن أحمد بن زيادة)، وهو تحريف، والمثبت من «م» ، «ث» ، وينظر «سير أعلام النبلاء» (17/ 263).

ص: 147

أخبرنا عُبَيدُ اللهِ بنُ مُوسَى، والفَضْلُ بْنُ دُكَين، عن حَشْرَج بنِ نُبَاتَة، حدثني سعيدُ بنُ جُمْهَان، عن سَفِينَة مَولَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: خَطَبنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال:

«أَلا إِنَّه لَم يَكُن نَبِيٌّ قَبلِي إِلَّا قَد حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، هُو أَعْوَرُ عَينِهِ اليُسْرَى، بِعَينِه اليُمنَى ظَفَرةٌ غَلِيظَةٌ، بَين عَينَيه كَافِرٌ، يَخْرُجُ مَعه وادِيَان أَحَدُهُما جَنَّةٌ، والآخَرُ نَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وجَنَّتُهُ نَارٌ، مَعه مَلَكان مِنَ المَلائِكَة يُشَبَّهَان بِنَبِيَّيْنِ مِن الأَنبياءِ، ولو شِئْتُ سَمَّيتُهُما بِأَسْمَائِهِمَا وأَسمَاءِ أَبائِهِمَا، أَحدهما عَن يَمِينِه والآخَرُ عَن شِمَالِه، وذَلكَ فِتْنَةٌ، فَيقُولُ: أَلَستُ بِرَبِّكُم، أَلستُ أُحِيِي وأُمِيتُ؟ فَيقُولُ أَحدُ المَلَكَين: كَذَبتَ، فَما يَسمَعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إلا صَاحِبُه، فيقول له: صَدقتَ، فَيسْمَعُه النَّاسُ، فَيَظُنُّونَ أَنَّمَا صَدَّقَ الدَّجَّالَ، وذلك فِتْنَةٌ، ثُمَّ يَسيرُ حتى يَأَتِيَ المَدِينَةَ، فَلا يُؤَذَن لَه فِيها، فيقول: هذه قَريةُ ذلك الرَّجُل، ثم يَسير حَتى يَأتيَ الشَّامَ، فَيُهْلِكُهُ اللهُ عز وجل عِنَد عَقَبة فِيق (1)» (2).

(165)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ، حدثنا أبو بكر أحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ أَيُّوبَ الفَقِيهُ -إملاءً-، أخبرنا أبو مُسلم، حدثنا عَلِيُّ بنُ المَدِينِيِّ ح وأخبرنا أبو عبد الله، أخبرنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ، حدثني أَبِي (3) قالا: حدثنا الوَليدُ بنُ مُسلم -قال أحمد: أبو العباس الدِّمَشقِي

(1) قال ياقوت في «معجم البلدان» (4/ 286): «قال أبو بكر الهمذاني: فيق مدينة بالشام بين دمشق وطبرية، ويقال أفيق، بالألف، وعقبة فيق لها ذكر في أحاديث الملاحم» .

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (37479)، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، به، وأخرجه أحمد (21929)، من طريق حشرج، به.

(3)

مسند أحمد (17629).

ص: 148

بِمَكَّةَ إِملاءً- قال: حدثني عبدُ الرَّحمن بنُ يَزيد بنِ جَابِرٍ، حدثني يَحيى بنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ القَاضِي -بِحِمْص-، حدثني عبدُ الرَّحمن بنُ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ، عن أبيه، أَنه سَمِعَ النَّوَّاسَ بنَ سَمْعَان الكِلَابِيَّ قال: ذكرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيه وَرَفَّع حتَّى ظَنَنَّاه في طَائِفَة النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنا إِليه عَرَفَ ذَلِك فِينَا، فَسَألنَاه فَقُلنا: يا رسولَ اللهِ، ذَكَرتَ الدَّجالَ غَداةً، فَخَفَّضتَ فِيه ورَفَّعتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَة النَّخْلِ، قال:

«غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفَنِي عَليكُم، فَإِنْ يَخْرُجْ وأَنَا فِيكُم؛ فَأَنا حَجِيجُهُ دُونَكُم، وإن يَخرُج ولَستُ فِيكُم؛ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، واللهُ خَلِيفَتِي عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّه شَابٌّ جَعْدٌ، قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةُ - زَاد فِيه غَيرُ شَيخِنا- كَأنِّي أُشَبِّهُهُ بِعبدِ العُزَّى بنِ قَطَن، فَمنْ أَدرَكَهُ مِنكُم فَلْيَقْرَأ عَلَيهِ فَواتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ - قال شيخنا في روايته: - وإِنَّهُ يَخرُجُ خَلَّةً بَين الشَّامِ والعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمينًا وعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ، فَاثْبُتُوا، قلنا: يَا رسولَ اللهِ، ومَا لَبْثُهُ في الأَرضِ؟ قال: أَرْبَعِينَ يَومًا، يَومٌ كَسَنَةٍ، ويَومٌ كَشَهْرٍ، ويَومٌ كَجُمُعَةٍ، وسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُم، قلنا: يا رسول الله، فَذَلِكَ اليَومُ كَسَنَةٍ أَيَكْفِينَا فِيه صَلاةُ يَوْمٍ؟ قال: لا، اقْدُرُوا لَه قَدْرَه، قُلنا: يَا رَسولَ اللهِ، ومَا إِسرَاعُهُ في الأَرضِ؟ قال: كَالغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأتِي عَلى القَومِ فَيَدعُوهُم، فَيُؤمِنونَ به، ويَسْتَجِيبُونَ لَه، فَيأَمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، والأَرضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيهِم سَارِحَتُهُم أَطولَ مَا كَانَت ذُرًا، وأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وأَمَدَّهُ خَواصِرَ، فَيأَتِي القَومَ فَيدعُوهُم فَيَرُدَّونَ عَليه قَولَهُ، فَينصِرَفُ عَنهُم، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيسَ بِأَيْدِيهم شَيءٌ مِن أَمَوالِهم، ويَمُرُّ بِالخَرِبَةِ فَيقُولُ لها: أَخْرِجِي كَنْزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُها كَيَعَاسِيبِ النَّحلِ، ثُم يَدعُو رَجُلًا

ص: 149

مُمْتَلِئًا شَابًّا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الغَرَضِ، فَيَدعُوهُ فَيُقْبِلُ يَتَهَلَّلُ وجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَا هو كَذَلِكَ إِذْ بَعثَ اللهُ المَسِيحَ بنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ

عِندَ المَنَارَةِ البَيضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُوَّتَيْن - وقيل: مَهْرُودَتَيْنِ (1)، يعني حُلَّتَين مُمَصَّرَتَيْن، ومَهرُوَّتَيْن صَفْرَاوَيْن- واضِعًا كَفَّيْهِ عَلى أَجْنِحَةِ مَلَكَينِ، إذَا طَأْطَأْ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنه جُمَانٌ كالُّلؤْلُؤِ، فلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إلا مَاتَ، ونَفَسُهُ يَنتَهي حَيْثُ يَنْتَهي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حتى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُه، ثُمَّ يأتِي عِيسَى عليه السلام قَوْمٌ قَد عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَن وُجُوهِهِم، ويُحَدِّثُهُم بِدَرَجَاتِهِم فِي الجَنَّةِ».

وذَكر بَاقِي الحَديث، وذَلِك يَرِدُ -إن شَاء اللهُ- في ذِكر يَأجُوج ومَأجُوج.

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن زُهير بن حرب، ومحمد بن مِهْرَانَ الرَّازِي، عن الوليد بن مُسلم بزيادته.

(166)

أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بَكر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو دَاوُدَ (3)، حدثنا صَفْوَان بنُ صَالِح الدِّمَشْقِيُّ، حدثنا الوَليدُ، فَذَكره بِإِسنَادِه، وبَعْضِ مَعنَاه مُخْتَصرًا، وقال فيه:«فَمَنْ أَدْرَكَهُ، فَلْيَقْرَأ عَليه بِفَواتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ، فَإِنها جِوَارُكُم مِن فِتْنَتِهِ» .

(167)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيد ابنُ أبي عمرو قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّارُ الأَصبَهَانِيُّ، حدثنا أبو يَحْيى أَحمدُ بنُ عِصَام بن عَبد المَجِيد الأَصْبَهَاني، حدثنا مُعاذُ بنُ هِشَام، حدثني

(1) قوله (مهرودتين) ليس في «ب» ، وكتب في الحاشية (في الأصل مهرودتين).

(2)

صحيح مسلم (2937).

(3)

«سنن أبي داود» (4321).

ص: 150

أَبِي، عن قَتَادَة، عن سَالِم بن أَبي الجَعْدِ، عن مَعْدَانَ بنِ أَبي طَلْحَة، عَن أَبِي الدَّرْدَاء قال: قَال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِن أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ؛ عُصِمَ مِن فِتنَةِ الدَّجَّالِ» .

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن محمد بن المُثَنَّى، عن معاذ بن هشام.

وكذلك رواه سعيدُ بنُ أبي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، وخَالَفَهُمَا شُعْبَةُ فَقَال في الحَديثِ: مِن آخِرِ سُورَةِ الكَهفِ، ورواه هَمَّام، عَن قَتادة فقال: من سورة الكهف، وقال بعضهم عنه: مِن أَولِ سُورة الكَهفِ، كَما قال هِشَامٌ.

(168)

أخبرنا أبو الحسن عَليُّ بنُ محمد المُقرئ، أخبرنا الحُسَين بنُ محمد بنِ إِسحاقَ، حدثنا يُوسفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا سُليمانُ بنُ حَربٍ، أخبرنا حَمَّادُ بنُ زَيدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أَبي قِلَابَةَ قال: سَمِعْتُ رَجُلًا مِن أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنَّ بَعدَكُم الكَذَّابَ، وإنَّ رَأْسَهُ مِن بَعدِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ، وإِنَّهُ يَقولُ: أَنَا رَبُّكُم، فَمَن قَالَ: كَذبْتَ لَسْتَ بِرَبِّنَا، ولَكِنَّ اللهَ عز وجل رَبُّنا، عَليْه تَوكَّلْنا وإِلَيْه أَنَبْنَا، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنكَ= لَم يَكُن لَه عَلَيهِ سُلْطَانٌ» (2).

(169)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيد ابنُ أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العَباس محمدُ بنُ يَعقُوبَ، حدثنا أَبو عُتْبَةَ أحمدُ بنُ الفَرَج الحِجَازِيُّ، حدثنا ضَمْرَةُ بنُ رَبِيعَة، حَدثنا السَّيْبَانِيُّ، عن عَمرو بنِ عَبد اللهِ الحَضْرَمِيِّ، عن أبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ قال: خَطَبنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكانَ أَكثرُ خُطْبَتِهِ مَا يُحَدِّثُنا عَن الدَّجَّال، ويُحَذِّرُنَاهُ، فَكانَ مِن قَولِه:

(1) صحيح مسلم (809).

(2)

أخرجه أحمد (23159)، عن سليمان بن حرب، به.

ص: 151

«يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّها لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلى وَجْهِ الأَرضِ أَعْظمَ مِن فِتنةِ الدَّجَّالِ، وإِنَّ اللهَ عز وجل لم يَبعثْ نبيًّا إِلا حَذَّر أُمَّتَه، وأَنَا آخِرُ الأنبياءِ، وأَنتُم آخِرُ الأُمَم، وهُو خَارجٌ فِيكُم لا مَحَالَة، وإِن يَخْرُجْ فِيكُم وأَنا فِيكُم؛ فَأنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسلِمٍ، وإِن يَخرُجْ بَعْدِي؛ فَكُلُّ امْرِئ حَجِيجُ نَفْسِهِ، واللهُ عز وجل خَليفَتِي عَلى كُل مُسلم، إنَّه يَخرُجُ مِن خَلَّةٍ بَين الشَّامِ والعِراقِ، فَيَعِيثُ يَمِينًا ويَعِيثُ شِمَالًا- كذا قال، لم يَقُل يَعْبَث بالباء (1)

- فَيا عِبادَ اللهِ اثْبُتُوا فِإنَّهُ يَبدأُ فَيقُول: أَنا نَبيُّ اللهِ، ولا نَبِيَّ بَعْدِي، ثُم يُثَنِّي فَيقولُ: أَنا رَبُّكُم، ولَن تَرَوا رَبَّكُم حَتَّى تَمُوتُوا، وإِنَّه أَعْوَرُ، ولَيسَ رَبُّكُم بِأَعْوَرَ، وإنَّه مَكتوبٌ بَين عَينَيه كَافِر، يَقرَؤُه كُلُّ مُؤمن، فَمَن لَقِيَه مِنكُم فَلْيَتْفُل في وَجْههِ، وإِنَّ مِن فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعهُ جَنةً ونارًا، فَنَارُهُ جَنَّة، وجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَن ابْتُلِى بِنَارِهِ فَلْيَقرَأ فَواتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ، وليَسْتَعِن بالله؛ تَكُونُ عَليه بَردًا وسَلامًا كَمَا كَانَت عَلى إِبرَاهِيمَ عليه السلام، وإِنَّ مِن فِتْنَتِه أَنَّ مَعهُ شَيَاطِينَ تَمَثَّل عَلى صُورةِ الناس، فَيَأتِي الأَعْرَابِيَّ يقول: أَرَأيتَ إِن بَعثتُ لَك أَباكَ وأُمَّك، أَتَشهدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيقول: نَعم، فَيتَمثَّل لَه شَيَاطِينُهُ على صورة أبيه وأمه، فيقولانِ له: يا بُنَي اتْبَعهُ، فَإنَّه رَبُّك، وإِن مِن فِتنته أَن يُسَلَّط عَلى نَفْسٍ فَيَقْتُلهَا، ثُم يُحْيِيهَا، ولَن يَعودَ بَعد ذَلك، ولَن يَصْنَعَ ذَلك بِنَفْسٍ غَيرِهَا، يقول: انظرُوا إِلى عَبدِي هذا، فَإني أَبْعَثُهُ الآنَ، يَزعُمُ أَنَّ لَه ربًّا غَيري، فَيَبعثُهُ فَيقول له: مَنْ رَبُّك: فَيقول رَبِّي اللهُ، وأَنتَ عَدُوُّ اللهِ الدَّجَّال، وإِن مِن فِتَنته أَن يَأمرَ السَّماءَ أَن تُمْطِرَ، فَتُمطِرَ، ويأمرَ الأرضَ أَن تُنبِتَ، فَتُنبِتَ، وإِنَّ من فِتنتِه أَن يَمُرَّ باِلحَيِّ فَيُكَذِّبُونَه، فَلا تَبْقى لَهم سَائِمَةٌ إِلا هَلكَت، ويَمُرَّ بِالحَيِّ فَيُصَدِّقونَه، فَيَأَمُر السَّماءَ أَن تُمطِر فَتُمطر، ويَأمُر الأَرضَ أن تُنبتَ فَتُنبتَ،

(1) في «ث» (فيعبث يمينا ويعبث شمالا، كذا قال لم يقل يعيث بالياء) ..

ص: 152

فَتروحُ عَليهم مَواشِيهِم مِن يَومِهِم ذلك أَعظَمَ ما كَانَت وأَسْمَنَه وأَمَدَّه خَواصِرَ وأَدَرَّه ضُروعًا، وَإنَّ أَيَامَه أربعُونَ يومًا،

فَيومٌ كالسَّنَة (1)، ويوم دُونَ ذَلك، ويومٌ كَالشَّهرِ، ويَومٌ دونَ ذَلك، ويوم كَالجُمُعةِ، ويومٌ دونَ ذَلِك، ويَومٌ كَالأيَّام، ويَومٌ دُونَ ذَلك، وسَائِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرةِ في الجَرِيدِ، فَيُصبحُ الرَّجُلُ بِبابِ المَدِينةِ فَلا يَبلغ بَابَها حتى تَغِيبَ الشَّمسُ، قَالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف نُصَلِّي في تِلكَ الأَيَّام القِصَار؟ قال: تَقْدُرُوا لها في هذه الأيامِ القِصَار، كما تَقْدُرُوا في الأَيامِ الطِّوال ثُم تُصَلوا، وإنَّه لا يَبقى شَيءٌ مِنَ الأرضِ إِلَّا وَطِئَهُ وغَلَب عَليْهِ، إِلَّا مَكَّةَ والمَدِينة، فإنه لا يأتيهما مِن نَقْبٍ مِن نِقَابِهِمَا إلَّا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيفِ حتى يَنزِلَ عِندَ الظُّرَيْبِ (2) الأَحْمَر، عِند مُنقَطَع السَّبَخَة، عند مُجْتَمَع السُّيُول، ثم تَرجُف المدينة بأهلها ثلاث رَجَفَات فلا يبقى منافق ولا مُنافقة إلا خَرجَا إليه، فَتَنْفِي المدينةُ يَومَئِذٍ خَبَثَها كما يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَديدِ، يُدعَى ذلك اليومُ يومَ الخَلاص. فقالت أُمُّ شَرِيك: يا رسولَ الله، فأين المسلمون؟ قال: ببيت المَقْدِس، يَخرج حتى يُحاصِرَهُم، وإِمامُ المسلمين يومئذ رَجلٌ صالحٌ، يُقال له: صَلِّ الصُّبحَ، فإذا كَبَّر ودَخَل في الصَّلاة، نَزَل عِيسى بنُ مَريم، فإذا رَآه ذلك الرجل، عَرَفَهُ فَيرجِع فَيمشِي القَهْقَرَى لِيُقَدِّم عِيسى، فَيَضع يَدَه بَين جَنْبَيْهِ (3)

ثم يقول: صَلِّ فإنَّما أُقِيمَت لك، فَيُصلي عِيسى وَراءَه، ثم يقول: افتحوا الباب، فَيفتحُون الباب، ومع الدجال يَومَئذٍ سَبعون أَلف يَهودي كلهم ذو سِلاح وسَيف مُحَلَّى، فإذا نظر إلى عيسى؛ ذَابَ كما يَذُوبُ الرَّصَاصُ في النار، وكما يَذوب المِلحُ في الماء، ثم يَخرجُ هاربًا فيقول عيسى عليه السلام: إن لي

(1) في «ب» (كسنة)، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في «ب» (الضريب)، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في «ب» (كتفيه) وضبب فوقها وكتب في الحاشية (جنبيه) وصحح فوقها ..

ص: 153

فيك ضَربةً لن تَفوتَني بها، فَيدركه عند بابِ لُدٍّ الشَّرقي، فَيقتله، فلا يبقى شيءٌ مما خَلقَ الله تَوارَى به يَهودِيٌّ إلا أَنطق اللهُ ذَلك، لا شَجَر ولا حَجَر ولا دَابَّة، ويلقى الوَلِيدة (1) الأَسدُ، فلا يَضُرَّها، ويكون الذِّئب في الغَنم كَأنه كَلبُها، وتُمْلأُ الأرضُ من الإسلام، ويُستَلب الكافرين مالهم (2) فَلا يكونُ مُلكٌ إلا الإِسلام، وتَكون الأرضُ كَفَاثُور (3) الفِضَّة، تُنبت نَباتها كما كانت تنبت على عهد آدم، يجتمع النَّفَرُ على القِطْفِ فَيُشبِعَهُم، والنَّفر على الرُّمَّانة (4)، ويكون الثَّورُ بكذا وكذا من المال، ويكون الفَرسُ بالدُّرَيهِمات» (5).

(170)

أخبرنا أبو عبد الله إسحاقُ بن محمد بن يوسف السُّوسِيُّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرنا أبي، حدثنا الأَوزَاعِيُّ، حدثني قَتادَةُ بنُ دِعَامَة السَّدُوسِيُّ، حدثني شَهْرُ بن حَوشَب، حدثتني أَسماءُ بنتُ يَزِيدَ بنِ السَّكَن -وهي ابْنَةُ عَمِّ مُعاذ بن جَبَل- قالت: أَتاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في طائِفَة من أصحابه، فَذكر الدَّجَّالَ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ قَبْلَ خُرُوجِهِ ثَلاثَ سِنينَ تُمسِكُ السماءُ -يعني السَّنة الأولى- ثُلثَ قَطرها، والأرضُ ثلثَ نباتها، والسنة الثانية تمسك السماء ثُلُثَي قَطرها،

(1) في «م» ، و «ب» (الوليد).

(2)

في «ب» (ويستلب الكفار أموالهم).

(3)

في «م» ، «ب» ، «ث» ، (كانون)، والمثبت من «ش» ، وهو الموافق لجميع المصادر، والفاثور هو المائدة من الفضة.

(4)

زاد هنا في ش «فيشبعهم» .

(5)

أخرجه الدارقطني في «رؤية الله» (67)، وتمام في «الفوائد» (267) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج، به، ونعيم بن حماد في «الفتن» (1516، 1589)، عن ضمرة بن ربيعة، به. وفي إسناده عمرو بن عبد الله الحضرمي، مجهول.

ص: 154

والأرضُ ثُلثي نباتها، والسنة الثالثة تُمسك السماءُ ما فيها، والأرضُ ما فيها، حتى يهلك كُلُّ ذي ضِرس وظِلْف، وإن من أَشد فِتْنَتِه أن يقولَ للأعرابي: أرأيتَ إن أَحييتُ لك إِبِلَك عظيمة ضُرُوعها، طويلة أَسنِمَتُها، تَجْتَرُّ، تَعلم أَني ربك؟ قال فيقول: نعم، قال فَيَتمثَّل له الشَّياطِين، قال ويقول للرجل: أرأيتَ إن أَحيَيتُ لك أباكَ وأَخَاك وأُمَّك، أَتعلم أَني رَبُّك؟ قال فيقول: نعم، فيتمثل له الشياطين، قالت: ثم خَرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِه، فَوضعتُ له وَضُوءًا، فَانتَحبَ القَومُ حتى ارْتَفعت أَصواتُهُم، فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلَحْي البَاب فَقال: مَهْيَم؟ فَقلتُ: يا رسول الله، خَلعتَ قُلوبَهُم بالدَّجال، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن خَرجَ وأنا فِيكُم؛ فَأنا حَجِيجُهُ، وإن مت فالله خَلِيفَتِي عَلى كُلِّ مُؤمِنٍ، فقلت: يا رسول الله، وما يُجزئ المؤمنينَ يَومئذٍ؟ قال: يُجزئهم ما يُجزِئُ أَهلَ السَّماء، التَّسبيحُ والتَّقْدِيسُ» (1).

(171)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو محمد أحمدُ بنُ عبدِ الله المُزَنِيُّ، أخبرنا علي بن محمد بن عيسى، حدثنا أبو اليَمَان، أخبرني شُعَيب، عن الزُّهْرِي، أخبرني عُبَيد الله بنُ عبد الله، أَنَّ أبا سَعِيد الخُدْرَي قال: حدثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حديثًا طويلًا عن الدجال، فكان فيما حدثنا أنه قال:

«يَأتي الدجالُ وهو مُحَرَّمٌ عليه أن يدخلَ نِقَاب المَدينة، بَعض السِّبَاخ التي تَلِي المَدِينَة، فَيخرُجُ إليه يَومئذ رَجُلٌ، وهو خَيرُ النَّاسِ، أو مِن خِيَار النَّاس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَدِيثَه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قَتلتُ هذا، ثُم أَحييته، هَل تَشكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا،

(1) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (24/ 159)، من طريق الأوزاعي، به. وأخرجه أحمد (27568)، من طريق قتادة، بنحوه، وهذا إسناد رجاله ثقات غير شهر فهو ضعيف.

ص: 155

فيقتله، ثم يُحيِيه، فيقول حين يُحيِيه: والله ما كنت فيك أَشَدَّ بَصيرةً قَطُّ مِنِّي اليومَ، قال فَيريدُ الدَّجالُ أن يَقتُلَه، فَلا يُسَلَّط عَليه».

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن أبي اليمان، ورواه مسلم (2)، عن

عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارِمِي، عن أبي اليَمان.

(172)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو العباس القَاسِمُ بنُ القاسم السَّيَّارِيُّ، وأبو الحَسَن محمدُ بنُ عبد الله السُّنِّيُّ المَرْوَزِيَّان -بمرو- أخبرنا أبو المُوَجِّه، أخبرنا عَبْدَان قال: قَرأتُ على أبي حَمزَة، عن قَيْس بن وَهب الهَمْدَاني، عن أبي الوَدَّاك، عن أبي سَعيد الخُدري قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«يخرجُ الدَّجال، فَيتوجَّه قِبَلَه رُجُلٌ مِن المؤمنينَ، فَتلقَاه المَسَالِحُ، مسالح الدجال، فيقولون له: أين تَعمِدُ؟ فيقول: أَعْمِدُ إلى هذا الذي خرج، قال: فيقولون له: أَوَما تُؤمِنُ بِرَبِّنا؟ فيقول: ما بِرَبِّي خَفَاءٌ، قال: فيقولون: اقتلوه، قال: فيقول بعضهم لبعض: أَليس قد نَهاكُم رَبُّكم أن تَقْتُلوا أحدًا دُونَه، قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمنُ قال: أَيها الناس، هذا الدَّجال الذي ذكرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَيأمرُ به الدَّجال فَيُشَج، فيقول: خُذوه وشجوه، فَيُوسَع ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ ضَربًا، قال: فيقول أما تُؤمِنُ بي؟ قال: يقول: أنت المَسِيحُ الكَذَّاب، قال: فَيُؤْمَرُ بِه، فَيُؤشَرٌ بِالمِئْشَار (3) من مَفْرِقِهِ حتى يُفَرَّقَ بَين رِجْلَيهِ، قال: ثُم يمشى الدجالُ بين القِطعَتِين، ثُم يقول له: قُم، فَيَستَوِي

(1) صحيح البخاري (7132).

(2)

صحيح مسلم (2938).

(3)

في «ب» (فينشر بالمنشار).

ص: 156

قَائِمًا، قال: فيقول له: أَما تُؤمنُ بي؟ قال: فيقول: ما ازْدَدتُ فيك إلا بَصِيرة، قال: ثُم يقول: يا أيها الناس، إنه لا يَفعلُ مَا فَعلَ بِي بِأَحَدٍ مِن النَّاس، قال: فَيَأخُذه الدجال ليذبحه، قال: فَيُجعل ما بَين رَقَبته إلى تَرْقُوَتِه نُحَاسًا، فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فَيأخذ بِيَديه، ورجليه فَيقذِفُ به، يحسب الناس أَنَّما قذفه إلى النار، وإنَّما أُلْقِيَ فى الجنة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هَذا أَعظمُ النَّاسِ شَهادةً عِندَ رَبِّ العَالَمِين».

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن محمد بن عبد الله بن قَهْزَاد، عن عَبْدَان.

(173)

أخبرنا أبو عبد الله إسحاقُ بنُ محمد بن يُوسُفَ السُّوسِيُّ، حدثنا أبو العباس الأَصَمُّ، أخبرنا العَباس بنُ الوَليد، أخبرني أَبِي، حدثني الأوزاعِيُّ، حدثني إسحاقُ بنُ عبد الله بنِ أَبي طَلْحَة، حدثني أَنسُ بنُ مالك قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«ليس مِن بَلَدٍ إلا سَيَطَؤُهُ الدجالُ، إلا مَكَّة والمدينة، لَيس نَقْبٌ من أَنقَابِهَا إلا عَليه المَلائِكَةُ صَافُّون تحرُسُها، قال: فينزل بِالسَّبَخة، فَتَرجُف المَدينةُ ثَلاث رَجَفَات، يُخرِجُ اللهُ منها كُلَّ كَافِرٍ، ومُنافِقٍ» .

أخرجه البخاري (2)، ومسلم في الصحيح (3)، من وجه آخر، عن الأوزاعي.

(174)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو عبد الله السُّوسِي، حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوب، أخبرنا العَباسُ بنُ الوَليد بنِ مَزْيَد، أخبرني أَبِي، حدثنا الأَوْزَاعِيُّ، حدثني إسحاقُ بنُ عبد الله بنِ أبي طَلحة الأنصاريُّ،

(1) صحيح مسلم (2938).

(2)

صحيح البخاري (1881).

(3)

صحيح مسلم (2943)، من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي.

ص: 157

حدثني أَنَسٌ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«يَتْبَعُ الدَّجالَ سَبعونَ ألفًا مِن يَهودِ أَصْبَهَان، عَلَيْهِم الطَّيَالِسَةُ» .

أخرجه مسلم في الصحيح (1)، من وجه أخر، عن الأوزاعي.

(175)

حدثنا أبو محمد عبدُ الله بنُ يُوسفَ الأَصبهَانِيُّ، أخبرنا أبو محمد عبدُ الرحمن بنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ -القاضي بمكة-، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بن سَالِم الصَّائِغ ح وأخبرنا أبو نصر محمد بنُ أحمد بن إسماعيل الطَّابَرَانِيُّ -بها-، حدثنا عبد الله بنُ أحمد بن منصور الطُّوسي، حدثنا محمد ابن أحمد بن إسماعيل الصَّائغ، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبَةَ، عن أبي التَّيَّاح، عن المُغِيرَة بن سُبَيع، عن عمرو بنِ حُرَيث، عن أبي بَكْرِ الصِّديق قال: حدثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«أَنَّ الدجالَ يخرجُ مِن أَرضٍ بِالمَشرقِ يُقالُ لها خُرَاسَان، يَتْبَعه أَقوامٌ كَأنَّ وجُوهَهُم المَجَان المُطْرَقَة» (2).

(176)

أخبرنا أبو الحسين ابنُ بِشْرَان، أخبرنا أبو جَعفر الرَّزَّاز، حدثنا كَثِيرُ بنُ شِهاب القَزْوِينِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ سَعيد بن سَابِق، حدثنا عمرو بنُ أبي قَيس، عن مُطَرِّف، عن الشَّعْبِيِّ، عن بِلالِ بنِ أَبي هُرَيرَة، عن أَبِيهِ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يَخرجُ الدجالُ مِن هَا هُنا، بَل يَخرُجُ مِنَ هَا هُنا، يَعْنِي المَشْرِقَ» (3).

(1) صحيح مسلم (2944)، من طريق يحيى بن حمزة الحضرمي، عن الأوزاعي، به.

(2)

أخرجه الترمذي (2237)، وابن ماجه (4072)، وأحمد (12)، من طريق روح، به، وإسناده صحيح.

(3)

أخرجه ابن حبان (6792)، وتمام في «الفوائد» (1646)، من طريق محمد بن سعيد بن سابق، به.

ص: 158

(177)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو بكر بنُ إسحاقَ الفَقِيهُ -إملاءً-، أخبرنا أبو المُثَنَّى، حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يحيى، عن إِسماعيلَ بن أبي خَالد، حدثني قَيسُ بنُ أبي حَازِم قال: قال المُغِيرةُ بنُ شُعبة: ما سألَ أحدٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الدجال أَكثرَ مِمَّا سَألتُهُ، وإنَّه قال لي:

«مَا يَضُرُّكَ مِنه؟ قال قلت: إِنهم يَقولونَ إِنَّ معه جَبَلَ خُبزٍ ونَهرَ مَاءٍ، قال: هو أَهْوَنُ على اللهِ مِن ذلك» .

رواه البخاري في الصحيح (1) عن مُسَدد، وأخرجه مسلم (2) من أَوْجُهٍ أُخَر، عن إسماعيل.

وقد مَضَى في أَحادِيثَ مَا مَعه مِن تَمثيلِ الجَنة والنَّار، فَيُحتمل أن يكون قَولُهُ صلى الله عليه وسلم:«هُو أهونُ على الله مِن ذلك» ، يُريدُ به نَفْي الحَقِيقَة عَنهُ، وأَنَّ مَا يُرَى مَعَهُ إِنما هو تَخْيِيل، وتَمثِيل، لا حَقِيقَةَ لَه، واللهُ أَعلَم.

(178)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو عمرو بنُ أبي جَعفر، أخبرنا أبو يَعْلَى، حدثنا زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، حدثنا أحمدُ بن إسحاقَ الحَضْرَمِيُّ، حدثنا عبدُ العزيز بن المُختار، حدثنا أَيُّوبُ عَن حُمَيد بنِ هِلال، عن رَهْطٍ مِنْهُم أبو الدَّهْمَاء، وأبو قَتَادَة قال: كُنَّا نَمُرُّ على هِشام، نَأتي عِمْرَانَ بنَ حُصَين، فقال ذَات يَوم: إِنَّكم لَتُجَاوِزُونِي إلى رِجالٍ مَا كانوا بِأَحْضَرَ لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي، ولا أَعْلَمَ بِحَدِيثه مِنِّي، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«مَا بَينَ خَلْقِ آدَم إِلى قِيامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِن الدَّجَّالِ» .

(1) صحيح البخاري (7122).

(2)

صحيح مسلم (2939)، من طريق إبراهيم بن حميد الرؤاسي، وهشيم، وأبي أسامة، ووكيع، وغيرهم من طريق إسماعيل، به.

ص: 159

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن زُهير بن حرب، ورواه عبيدُ الله بن عمرو الرَّقِّيُّ، عن أَيوبَ، فقال:«أَمرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجالِ» (2).

وفي حَدِيثِ محمدِ بنِ عُقبَة بن أبي عَتَّاب المَدِينِي، عن أبيه، عن أَبي هُريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يَخْرُجُ الدَّجَّالُ عَلى حِمَارٍ أَقْمَرَ، مَا بَين أُذَنَيهِ سَبعُونَ ذِرَاعًا» .

(179)

أخبرناه أبو بكر الفَارِسِيُّ، أخبرنا أبو إسحاقَ الأَصبهَاني، حدثنا أبو أحمد بن فَارِس، حدثنا محمدُ بنُ إِسمَاعِيل (3)، حدثنا إِسمَاعِيلُ، عَن أَخِيهِ، عن سُلَيمان، عن محمد.

(180)

أخبرنا أبو محمد الحَسنُ بنُ علي بن المُؤمَّل، حدثنا أبو عُثمانَ البَصْرِي، حدثنا أبو أحمد بنُ عبد الوَهَّاب، حدثنا يَعْلَى بن عُبَيد، حدثنا مِسْعَرٌ، عن عبد المَلِك بن مَيْسَرة، عن حَوْطٍ العَبْدِيِّ قال: قال عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ: «إِنَّ أُذنَ حِمارِ الدَّجَّالِ لَتُظِلُّ سَبعينَ أَلفًا» (4).

(181)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العباس -هو الأَصَمُّ- حدثنا سعيدُ بن محمد -قاضِي بَيرُوت- حدثنا عبدُ الله بنُ سُليمان، حدثنا عبدُ الرَّحمن بنُ مُسْهِر، عن لَيْث، عن مُجَاهِدٍ قال: «كُنْيَةُ الدَّجالِ أَبُو

(1) صحيح مسلم (2946).

(2)

أخرجه مسلم أيضا (2946).

(3)

أخرجه محمد بن إسماعيل -هو البخاري- في «التاريخ الكبير» (1/ 199)، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه عبد الحميد، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عقبة، به.

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (37502)، ونعيم بن حماد في «الفتن» (1539)، من طريق مسعر، به.

ص: 160

يُوسُفَ» (1).

* * * * *

(1) لم أقف على هذا الخبر من قول مجاهد، وقد اتفقت جميع النسخ على أن

عبد الرحمن بن مسهر يرويه عن ليث -هو ابن أبي سليم-، عن مجاهد، والمعروف أن عبد الرحمن بن مسهر يروي هذا الخبر عن مجالد، عن الشعبي، وانظر تمام قصة رواية عبد الرحمن لهذا الخبر عن مجالد في «تاريخ بغداد» (11/ 509).

ص: 161