الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم
وهَذَا نوعٌ مِنَ الشَّفاعة لا يُشاركُهُ غَيرُهُ فِيهَا
قال الله عز وجل: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} [الإسراء].
ثُمَّ إِنَّهُ صلى الله عليه وسلم يَشفعُ بعدَ ذلك للمُذنبين من أُمته، وهذا النَّوعُ مِن الشَّفَاعة قد يكون لِغَيره مِمَّن أَذِن له رَبُّ العِزَّة في الشفاعة مِنَ مَلائِكَته ورُسله وعِبَاده قال الله عز وجل:{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255]، دَلَّ أنه قد يُشْفَعُ بإذنه، ثم يُحتمل أن يكونَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَخْصُوصًا بالشفاعة لأهل الكبائر والصَّغائِر، وغَيره إنما يشفع لأهل الصَّغائِر دونَ الكَبَائِر.
(469)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوبَ، حدثنا محمد بن إسحاقَ الصَّغَاني، حدثنا يحيى بن أبي بُكَير، حدثنا إسرائيلُ، عن آدَمَ بن عَلي قال: سمعت ابنَ عُمرَ يقول: «تَصِير الأمم جُثًا كل أمة مع نبيها، فَيجِيءُ رسول اللهُ صلى الله عليه وسلم مع أمته، فيؤتى بهم على كَوْمٍ مشرف على الأمم كلها، فيقال: يا فلان، اشْفَع، فَيُرَدِّدُها بَعضُهم إلى بعض، حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)}» .
أخرجه البخاري في الصحيح (1)، مِن حديث أبي الأحوص، عن آدم بن علي.
(1) صحيح البخاري (4718).
قال البُخَاري (1): ورواه حَمْزَةُ بن عبد الله، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(470)
أخبرنا أبو طاهر الفَقيه، وأبو عبد الله الحافظُ، وأبو العباس أحمد بن محمد الشَّاذْيَاخِيُّ، وأبو زكريا بن أبي إسحاقَ، وأبو سعيد ابن
أبي عمرو قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يَعقوبَ، أخبرنا محمد بن عبد الله ابن عَبد الحَكَم، حدثنا أَبِي، وشُعَيب بنُ الليْث، عن الليث، عن عُبَيد الله بن أبي جَعفر قال: سَمعتُ حَمزَة بنَ عبد الله يقول: سمعت عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(471)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا علي بن محمد بن سَخْتَوَيْهِ، أخبرني أبو المُثَنَّى، أن مُسَدَّدًاحدثهم، حدثنا أبو عَوَانَة، عن قَتَادَة، عن أَنَس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يُجْمَعُ النَّاسُ يَومَ القِيامَة، فَيُهَمُّونَ لِذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لو اسْتَشفَعنا عَلَى رَبِّنا حَتَّى يُرِيحَنا مِن مَكانِنَا هذا، قال: فَيأتُونَ آدَم فيقولون: يا آدَمُ، أَنت الذِي خَلقَك اللهُ بِيَدِهِ، ونَفَخ فِيكَ مِن رُوحِه، وأَمر المَلائِكَة فَسَجَدُوا لَك، فَاشْفَع
(1) صحيح البخاري عقب حديث (4719)، حديث محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (2/ 596)، و (2/ 727)، والطبري في «التفسير» (15/ 48) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، به.
لَنَا عِند رَبِّنا حَتَّى يُرِيحَنا مِن مَكَاننا هذا، فَيقول: لَستُ هُناكُم ويَذْكُرُ خَطِيئَتَه التي أَصاب، فَيستحِي رَبَّه منها، ولَكن ائتوا نُوحًا أَوَّلَ رسول بَعثه الله، قال: فيأتون نُوحًا، فيقول: لَست هناكم، ويَذكر خطيئته التي أصاب، فيستحِي رَبَّه منها، ولكن ائْتُوا إبراهيمَ الذي اتَّخَذه اللهُ خَليلًا، قال: فيأتون إبراهيمَ، فيقول: لست هُنَاكُم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي رَبَّه منها، ولَكن ائتوا مُوسَى الذي كَلَّمَه اللهُ تكليمًا، وأعطاه التَّورَاةَ، قال: فيأتون موسى، فيقول: لَستُ هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي رَبَّه منها، ولَكن ائتوا عِيسَى، قال: فيأتون عيسى، فيقول: لَستُ هُناكُم، ولكن ائتوا مُحَمَّدًا، عَبدًا غَفَرَ اللهُ له ما تَقدَّم مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّر، قال: فَيأتُوني، فَأسْتَأذِن عَلى رَبِّي، فَيُؤذن لِي، فإذا أنا رَأيته، وقَعتُ سَاجِدًا، فَيدعني ما شاء الله أن يَدَعَنِي، ثم يُقَال لي: ارْفَع مُحَمَّد، وقُل يُسمع، وسَل تُعْطَه، واشْفَع تُشَفَّع، فَأرفَع رَأسِي فَأَحمد رَبِّي بِتَحميِد يُعَلِّمَنِيه، ثم أَشفع، فيحد لي حدًّا، فَأُخْرِجهم مِن النَّار، وأدخلهُم الجَنَّة، ثم أعود فَأَقَع سَاجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفع مُحَمد، وقُل يُسْمَع، واشْفَع تُشَفَّع، وسَل تُعْطَه، فَأرفَع رَأسِي فَأحمد رَبِّي بِتَحمِيد يُعَلِّمنيه، ثُم اشفع، فيحد لي حَدَّا، فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، فأقول في الثالثة أو في الرابعة: ما بَقِي في النَّار إلا مَن حَبَسه القُرآنُ».
وكان قَتَادةُ يقولُ عند هذا: أَي وجَبَ عَليه الخُلُودُ.
(472)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النَّضْر الفقيه، حدثنا محمد بنُ نَصْر الإمام (1)، حدثنا أبو كَامِل ح قال: وحدثنا علي بنُ حَمْشَاذ، حدثنا تَمِيمُ بنُ محمد، حدثنا مُحَمَّدُ (2) بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، كلاهما: عَن أَبي عَوَانَة، بإسناده نحوه.
رواه البخاري في الصحيح (1) عن مسدد، ورواه مسلم (2) عن أبي كامل، ومحمد بن عبيد.
(473)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العَبَّاس محمد بن يَعقوب، حدثنا محمد بن إسحاقَ الصَّغَاني، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَة، حدثنا سَعِيدٌ، قال: وحدثنا عَلِيُّ بنُ حَمْشَاذٍ العَدْلُ، حدثنا أَحمدُ بنُ سَلَمة، حدثنا محمدُ بن بَشَّار، حدثنا ابنُ أَبي عَدِي، حدثنا ابنُ أَبِي عَرُوبَة، عَن قَتَادَةَ، عَن أنَس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يَجْتَمعُ المُؤمِنُون يَوم القِيَامَة، فَيُلْهَمُون ذَلِك، أو فَيَهتَمُّون بِذَلِك» .
فَذَكر نَحو حَديث أَبي عَوَانَة، وقال في آخر الحديث:
«ثُمَّ أَعُود الرَّابِعَة، فأقول: يا رَبِّ، ما بَقِي إِلا مَن حَبَسه القُرآنُ» .
رواه مسلم في الصحيح (3) عن محمد بن بشار، وأخرجه البخاري (4) من وجه آخر، عن سَعِيدِ بنِ أبي عَرُوبَة.
(474)
أخبرنا أبو بَكْرِ ابنُ فُورَك، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَر، حدثنا يُونُسُ بنُ حَبِيبٍ، حدثنا أبو داود (5)، حدثنا هِشَامٌ (6) ح وأخبرنا أبو الحَسَنِ عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُقْرِئُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسحَاقَ، حدثنا يُوسُف ابنُ يَعقُوبَ، حدثنا مُسْلِمُ بنُ إبراهِيمَ، حدثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حدثنا قَتَادَةُ، عن أَنَسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1) صحيح البخاري (6565).
(2)
صحيح مسلم (193).
(3)
صحيح مسلم (193).
(4)
صحيح البخاري (4476).
(5)
«مسند الطيالسي» (2122).
(6)
زاد في «م» ، «ث» (عن).
«يُجْمَعُ المُؤمِنُون يومَ القِيامَة، فَيَهْتَمَّونَ لذلك» .
وفي رواية مسلم: «فيلهمون لذلك اليوم» بِنَحو حَديثِ أبي عَوَانَة ومعناه، وقال في آخره:«حتى أرجع فَأقول يَا ربِّ، مَا بَقِي في النَّار إلا مَن حبَسَه القُرآنُ» أي: وجب عليه الخلود.
رواه البخاري في الصحيح (1)، عن مسلم بن إبراهيم، وأخرجه مسلم بن الحَجَّاج (2) من وجْه آخر، عن هشام.
(475)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا الحَسَن بن محمد بن حَلِيم المَرْوَزِي، حدثنا أبو المُوَجِّه، حدثنا عَبْدَان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أبو حَيَّان التَّيْمِي، عن أَبي زُرْعَةَ بن عَمْرو بن جَرِير، عن أَبي هُرَيْرَة قال: أُتِي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَرُفِعَ إِلَيه الذِّرَاعُ -وكَانَت تُعْجِبُهُ- فَنَهشَ مِنها نَهْشَةً (3)، ثم قال:
«أَنَا سيدُ الناسِ يومَ القِيامَة، وهَل تَدرون مِمَّ ذَاك؟ يَجمع اللهُ الناسَ الأولين والآخرين في صَعِيد واحد، يُسمِعُهُم الدَّاعِي ويَنْفُذُهُم البَصَر، وتَدنُوا الشَّمسُ فَيبلغ النَّاس مِن الغَمِّ والكَرب ما لا يُطِيقُون ولا يَحْتَمِلون، فيقول الناس بَعضُهم لِبَعض: ألا تَرون مَا قَد بَلغَكم، ألا تَنظُرُون مَن يَشْفَع لَكُم إلى رَبِّكُم؟ فيقول بَعض النَّاس لِبَعضٍ: عَلَيكم بِآدَمَ، فيأتون آدَمَ فيقولون له: أَنتَ أبو البَشَر، خَلقَك اللهُ بِيَدِه ونَفَخ فِيكَ مِن رُوحه، وأَمَر المَلائِكَة فَسجَدُوا لَك، اشفع لنا إلى ربك، ألا تَرى إلى مَا نَحن فيه؟ ألا تَرى إلى ما قَد بَلَغنا؟ قال: فيَقُول لَهم آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِب اليَوم غَضَبًا لم يَغْضَب قَبْلَه مِثْلَه، ولَن يَغضَب بَعْدَه مِثْلَه، وإنه قَد نَهَاني عَن الشَّجَرة فَعَصيته، نَفْسِي نَفْسِي، اذهبوا
(1) صحيح البخاري (4476).
(2)
صحيح مسلم (193).
(3)
في «ب» (فنهس منها نهسة).
إلى غيري، فاذهبوا إلى نُوح، فَيأتُونَ نُوحًا عليه السلام فَيقولون: يا نُوح، أنت أول الرُّسل إلى أهل الأرض، وقد سَمَّاكَ عَبدًا شَكُورًا، فاشفع لنا إلى ربك، ألا تَرَى إلى ما نَحنُ فِيه؟ فيقول: إن ربي قَد غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبُ قَبْلَه مِثْلَه، وإنه قَد كَانَت لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُها عَلى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذهبوا إلى غَيري، اذهبوا إلى إبراهيمَ فَيأتونَ إبراهيمَ فيقولون: أنت نَبِيُّ اللهِ وخَلِيلُهُ مِن أَهلِ الأَرضِ، اشفع لنا إلى ربك، ألا تَرَى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قَد غَضِبَ اليوم غَضبًا لَم يَغضب قَبله مِثله، ولن يَغضب بَعده مِثله، وإني قَد كنت كَذَبتُ ثَلاثَ كَذِبَاتٍ -فذكرهن أبو حيان في الحديث- نَفسي نَفسِي نفسي اذهبوا إلى غَيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى عليه السلام فيقولون: يا موسى، أنت رَسولُ الله، فَضَّلَك بِرِسَالته وبِكَلامِه على الناس، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن
فيه؟ فيقول: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِب اليَومَ غَضَبًا لَم يَغْضَب قَبْلَه مِثْلَه، ولَن يَغضَب بَعده مِثْلَه، وإني قَتَلتُ نَفسًا لَم أُومَر بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي اذهبوا إلى عِيسى، فيأتون عيسى عليه السلام فيقولون: يا عيسى، أنت رَسولُ الله وكَلِمَتُهُ ألقاها إلى مَريمَ وَرُوُحٌ مِنه، وكَلَّمت النَّاسَ في المَهد، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليوم غضبًا لَم يَغضب قَبله مِثْلَه، ولن يَغضب بَعْدَه مِثله -ولم يذكر ذنبًا- نَفْسِي نَفْسِي، اذهبوا إلى غَيري، اذهبوا إلى مُحَمَّدٍ، فيأتون مُحَمَّدًا فيقولون: يا مُحَمَّدُ، أنت رسولُ اللهِ وخَاتَم الأنبياء، وغَفَر الله لك ما تَقَدَّم من ذَنبك وما تَأَخَّر، اشفع لَنَا إِلى رَبِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فَأنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرشِ، فَأَقَع سَاجِدًا لِرَبِّي، يَفتحُ الله لي مِن مَحَامِدِه وحُسْنِ الثَّنَاءِ عَليه شَيئًا لَم يَفتحه عَلى أَحدٍ قَبلي، ثم قال: يا محمد ارْفَع رَأْسَك، سَل تُعْطَه، واشْفَع تُشَفَّع، فَأَرْفَعُ رَأسِي فَأَقُول: أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَال: يا محمد، أَدخِل مِن أُمَّتِك مَن لا حِسَابَ عَليهِم مِنَ البَابِ الأَيْمَن مِن أبوابِ الجَنَّة، وهُم شُرَكاء النَّاس فِيما سِوى ذَلِك مِن الأَبْوَاب، ثم
قال: والذِي نَفسِي بِيَدِه، ما بَين المِصْرَاعَيْن مِن مَصَارِيعِ الجَنَّة، كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وهَجَر، أو كَمَا بَين مَكَّة وبُصْرَى».
رواه البخاري في الصحيح (1) عن محمد بن مُقَاتِل، عن عبد الله بن المُبَارَك، وأخرجه مسلم (2) من وجه آخر، عن أَبي حَيَّان.
(476)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الفَضلِ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بن سَلَمَة، حدثنا إِسحَاقُ بنُ إِبراهِيمَ (3)، أخبرنا جَرِيرٌ، عن عُمَارة ابنِ القَعْقَاع، عن أبي زُرْعَة بن عَمْرو بن جَرِير، عن أبي هريرة قال: وُضِعَت بَين يَدَي رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم قَصْعَةٌ مِن ثَرِيد، فَتَناوَل الذِّرَاع، وكَان أَحبَّ الشَّاةِ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَنَهَس نَهْسَة فقال:
وساق الحديث بمعنى حديث أبي حيان، عن أبي زرعة، وزاد في قصة إبراهيم قال:«وذكر قوله في الكوكب هذا ربي، وقوله لآلهتهم: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله: إني سقيم» وقال في آخره: «والذي نفس محمد بيده إن ما بين الباب إلى الباب كما بين مكة وهجر، أو مكة وبصرى» .
قال: لا أدري أيهما قال.
(1) صحيح البخاري (4712).
(2)
صحيح مسلم (194).
(3)
«مسند إسحاق» (184).
رواه مسلم في الصحيح (1)، عن زُهَير بن حرب، عن جرير.
(477)
أخبرنا أبو عَلي بن شَاذَان البغدادي -بها- أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا حُسَين بن عَلي بن الأَسْوَد، حدثنا محمد بن فُضَيل، حدثنا لَيْثُ بن أبي سُلَيم، عن عُبَيد الله بن زَحْر، عن الرَّبِيع ابن أنس، عن أَنَس بن مَالِك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(478)
أخبرنا أبو عَلي الحُسَين بن محمد الرُّوذْبَارِي، أخبرنا أبو بَكر ابنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو داود السِّجِسْتَاني (3)، حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يحيى، عن الحُسَين بن ذَكْوَان، حدثنا أَبو رَجَاء، حدثني عِمرانُ بنُ حُصَين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«يَخرُجُ قَومٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعة مُحَمَّدٍ، ويَدخلُون الجَنَّةَ ويُسَمَّوْنَ الجَهَنَّمِيين» .
رواه البخاري في الصحيح (4)، عن مُسَدَّد.
(479)
أخبرنا أبو الحُسَين ابن بِشْرَان، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار ح وحدثنا عبدُ الله بن يُوسُف الأَصْبَهَاني -إملاءً- أخبرنا أبو سعيد
(1) صحيح مسلم (194).
(2)
أخرجه أبو يعلى في «المعجم» (160)، من طريق ليث، به. وأخرجه الترمذي (3610)، من طريق ليث، عن الربيع بن أنس، دون ذكر عبيد الله بن زحر.
(3)
«سنن أبي داود» (4740).
(4)
صحيح البخاري (6566)، ويحيى هو ابن سعيد القطان.
ابن الأَعْرَابي قالا: حدثنا سَعْدَانُ بنُ نَصر المُخَرِّمِيُّ (1)، حدثنا سُفْيانُ بن عُيَيْنَةَ، سَمِع عَمْرٌو جَابِرَ بنَ عبد الله يقول: سَمعتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِأُذُنَيَّ هَاتَين يقول:
«إِنَّ اللهَ يُخرجُ قَومًا مِنَ النَّار، فَيُدخلهم الجَنة» .
وفي رواية الصَّفَّار سَمِعتُ بِأُذَني هَاتين مِن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
رواه مسلم في الصحيح (2)، عن أبي بكر ابن أبي شَيْبَة، عن ابن عيينة.
(480)
أخبرنا أبو الحُسَين ابن الفَضل القَطَّان -ببغداد- أخبرنا عبد الله ابن جعفر بن دَرَسْتُوَيْهِ، حدثنا يَعقُوبُ بن سفيانَ (3)، حدثنا أبو النُّعْمَان، حدثنا حَمَّاد بنُ زَيد، عن عَمرو بن دِينَار، عن جَابِر بن عَبد الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
رواه البخاري في الصحيح (6)، عن أبي النعمان.
(1)«جزء سعدان» (110).
(2)
صحيح مسلم (191).
(3)
«المعرفة والتاريخ» (2/ 212: 213).
(4)
جاء في حاشية «ب» (الضغابيس: يشبه صغار القثاء، وهو نبت ينبت في أصول الثمار في الحجاز، ويسلق ويؤكل بالخل والزيت).
(5)
معناه: سقطت أسنانه، فينطق الشعارير بالثاء بدل الشين.
(6)
صحيح البخاري (6558).
(481)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو النَّضْر الفَقِيه، حدثنا محمد بن رَجَاءٍ، حدثنا أبو الرَّبيع الزَّهْرَاني، حدثنا حَمَّاد بنُ زَيْد قال: قلتُ لِعَمرو بنِ دِينَار: سَمِعتَ جَابِرَ بنَ عبد الله يُحَدِّثُ عن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إِنَّ اللهَ عز وجل يُخرجُ قَومًا مِن النَّار بِالشَّفَاعة» ؟ فقال: نعم.
رواه مسلمٌ في الصحيح (1)، عن أَبي الرَّبِيع.
(482)
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الله الحَافظُ، حدثنا محمد بن صَالِح بن هَانئ، حدثنا أحمدُ بنُ محمد بن نَصْر، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا أبو عَاصِم محمدُ بنُ أَبي أَيُّوبَ الثَّقَفِي، حدثني يَزِيدُ الفَقِيرُ قال: «كنتُ قَد شَغَفَني رَأْيٌ مِن رَأْي الخَوَارِج، وكنت رَجُلًا شَابًّا، قال: فَخرجنا في عِصَابة ذَوَي عَدَدٍ نُرِيدُ أَن نَحُجَّ، ثم نَخرج عَلَى النَّاس، قال: فَمَررنا عَلَى المَدِينة، فإذا جَابر بن
…
عَبد الله يُحَدِّث القَومَ عَن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم جَالِسًا إِلى سَارِيَة، فإذا هو قَد ذَكَر الجَهَنَّمِيين قال: قلت: يا صَاحِبَ رَسولِ الله، ما هذا الذي تُحَدِّثُون؟ واللهُ يقول:{إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192]، و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة: 20]، وما هذا الذي تقولون؟ قَال: فقال: أَيْ بُنَي، أَتَقرأ القُرَآن؟ قال: قلتُ: نعم، قال: فَهل سَمعتَ مَقامَ مُحَمَّدٍ المَحْمُودَ الذِي يَبعثه الله فيه؟ قال: فقلت: نَعم، قال: فإنه مَقَامُ مُحَمَّدٍ المَحْمُود الذي يُخرجُ اللهُ به مَن يُخرج مِن النَّار، قال: ثُم نَعَتَ وَضْعَ الصِّراطِ ومَرَّ النَّاسِ عَليه، فَأخاف أن لا أكونَ حَفِظتُ ذَلك، غَيْرَ أَنَّه قَد زَعَم أَنَّ قَومًا يَخرجُونَ مِنَ النَّار بَعد أَن يَكُونُوا فِيهَا، قال: فَيخرُجُون كَأنهم عِيدَان السَّمَاسِم، فَيدخُلُون نهرًا مِن أَنهارِ الجَنَّة، فَيغْتَسِلون فيه، قال: فَيخرُجُونَ كَأَنهم القَرَاطِيس البِيض.
(1) صحيح مسلم (191).
قال: فَرَجَعنا، فقلنا: وَيْحَكُم، تَرَونَ هَذا الشَّيخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَجعنا، فَلا واللهِ، ما خَرجَ مِنَّا رَجُلٌ غَيرُ وَاحِدٍ».
(483)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو جعفر أَحمدُ بنُ عُبَيد الحَافِظ -بِهَمَذَانَ- حدثنا إبراهيمُ بن الحُسَين الكِسَائِي، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا أبو عَاصِم الثَّقَفي محمد بن أبي أَيُّوبَ، فذكره بإسناده مثله، غَير أَنَّه قال:«فهو المقام المحمود» .
رواه مسلم في الصحيح (1)، عن حَجَّاج بنِ الشَّاعِر، عن أَبي نُعَيم.
(484)
أخبرنا أبو القاسم عبدُ الخَالِق بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الخَالِق المُؤَذِّن، أخبرنا بَكرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حدثنا أبو قِلَابَةَ عَبْدُ المَلِك بنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ البَصْرِيُّ، حدثنا مَكِّيُّ بنُ إِبراهيمَ، حدثنا دَاودُ بن يَزيدَ الأَوْدِيُّ، عن أَبِيهِ، عن أبي هريرة قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في قول الله عز وجل: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} [الإسراء] قال:
«هُو المَقَام الذِي أَشْفَعُ فِيه لِأُمَّتِي» (2).
(485)
أخبرنا أبو زَكريَّا بن أَبي إِسحاقَ المُزَكِّي، أخبرنا أبو بكر أحمد ابن سَلْمَان الفَقِيه، حدثنا إِبراهيمُ بنُ إسحاقَ، حدثنا أبو سَلَمَة مُوسى بن إِسماعِيلَ، حدثنا حَمَّاد بن سَلَمَة، عن عبد الله بن المُخْتَار، عن أَبي إِسْحَاقَ، عن صِلَةَ، عن حُذَيفَة أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
«يَجمَعُ اللهُ النَّاسَ يَومَ القيامة في صَعِيد واحد، يَنفُذُهم البَصَر، ويُسمِعُهم الدَّاعِي، فيقول: يا محمد، فَأَقُولُ: لَبَّيك وسَعْدَيك، والخَير في يَدَيْك، تَبَارَكْتَ
(1) صحيح مسلم (191).
(2)
أخرجه الطبري في «التفسير» (15/ 47)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (3/ 50)، من طريق مكي بن إبراهيم، به.
وتَعَالَيْتَ، فَهَذا المَقَام المَحْمُود» (1).
(486)
أخبرنا أبو الحَسَن عَلي بن محمد المُقْرئُ، أخبرنا الحَسَن بن مُحمد بن إسحاق، حدثنا يُوسف بنُ يَعقوبَ، حدثنا عَمرو بنُ مَرزُوق، أخبرنا شُعْبَةُ، عن أَبي إِسحاقَ، عن صِلَةَ بنِ زُفَر قال: سَمعتُ حُذَيفَة يقول: «يَجمعُ اللهُ النَّاسَ في صَعِيدٍ وَاحِد، ولا تَتَكلَّم نَفسٌ، فَيكُون أَول مَن يُدْعا محمدٌ صلى الله عليه وسلم فيقول: لَبَّيك وسَعْدَيك، والخَيْرُ في يَديك، والشَّرُّ لَيسَ إِلَيك، والمَهْدِي مَن هَدَيتَ، وعَبدُكَ بَين يَدَيْك، وبِكَ وإِلَيْك، لا مَنْجَا مِنك إِلا إِلَيكَ، تَبَارَكْتَ وتَعَالَيتَ، سُبحَانَكَ رَبُّ البَيْت، فذكر قوله عز وجل {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} [الإسراء]» (2).
وقال أبو بكر بن عَيَّاش: عَن أَبي إِسحاقَ، حَدَّثَني صِلَةَ، عَن حُذَيفَة قال:«إِذَا كَانَ يَومُ القِيامَة» فَذَكر الحَديثَ، وقال في آخره:«سبحانك رب البيت، قال: عِند ذَلك يَشْفَع» (3).
(487)
أخبرنا أبو الحُسَين ابن بِشْرَان، أخبرنا أبو جَعْفَر الرَّزَّاز (4)، حدثنا أَحمَدُ بنُ عَبد الجَبَّار، حَدَّثنا أَبو بَكر بنُ عَيَّاشٍ، فذكره.
* * * * *
(1) أخرجه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (2094)، من طريق إبراهيم بن إسحاق، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (879)، من طريق حماد بن سلمة، به.
(2)
أخرجه الطيالسي في «المسند» (414)، والطبري في «التفسير» (15/ 44)، من طريق محمد بن جعفر، كلاهما:(أبو داود، ومحمد بن جعفر)، عن شعبة، به.
(3)
أخرجه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (2086)، من طريق أبي بكر بن عياش.
(4)
«الجزء الرابع من حديث أبي جعفر الرزاز» -ضمن مجموع مصنفاته- (85)(ص 287).