المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌29 - باب إثبات الشفاعة للمصطفى صلى الله عليه وسلم، وقول الله عز وجل - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌29 - باب إثبات الشفاعة للمصطفى صلى الله عليه وسلم، وقول الله عز وجل

جِمَاعُ أَبوابِ الشَّفَاعَةِ

‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

-:

{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} [الضحى].

(441)

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحُرْفِي -ببغداد-، أخبرنا محمدُ بن عبد الله الشَّافعي، حدثنا محمد بن إسماعيل السُّلَمي التِّرْمِذِيُّ، حدثنا أَصْبَغُ بنُ الفَرَج، حدثنا عبد الله بن وَهْب، أخبرنا عمرو بن الحَارِث، أن بَكرَ بنَ سَوَادَة حَدَّثَه، عن عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تلا قَولَ إبراهيم:

{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)} [إبراهيم]، وقَالَ عيسى:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} [المائدة]، فرفع يديه ثم قال:

«أُمَّتي أُمَّتي، ثم بَكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد -وربك عز وجل أعلم- فَسَله ما يُبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فَسَأله، فأخبره بما قال، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فَقُل لَه: إِنَّا سُنَرضِيك في أُمَّتِك، ولا نَسُوؤُك» .

رواه مسلم (1)، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب.

(442)

أخبرنا أبو الحَسَن علي بن محمد المُقرئ، أخبرنا الحَسَن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يَعقُوب القَاضِي، حدثنا أبو الرَّبيع، حدثنا هُشَيم، حدثنا سَيَّار، حدثنا يَزيدُ الفَقِير، أخبرنا جابرُ بنُ عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1) صحيح مسلم (202).

ص: 330

«أُعْطِيتُ خَمسًا لم يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبلِي: نُصِرتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرة شَهر، وأُحِلَّت لي الغَنَائِم، ولم تَحِل لأحَدٍ قَبلِي، وجُعِلَت لي الأَرضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيما رَجُل مِن أُمَّتي أَدرَكته الصَلاةُ فَليُصل، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَة، وكان النبي يُبعثُ إلى قومه خَاصَّة، وبُعثتُ إلى النَّاس عَامَّة» .

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن محمد بن سِنَان، وسعيد بن النَّضْر، ورواه مسلم (2)، عن يحيى بن يحيى، كلهم عن هُشَيم.

(443)

أخبرنا أبو عَلي الرُّوذْبَارِي، في آخرين قالوا: أخبرنا إسماعِيلُ بن محمد الصَّفَّار، حدثنا الحسن بن عَرَفَة (3)، حدثنا القَاسِمُ بن مَالك المُزَني، عن المُختار بن فُلفُل ح وأخبرنا أبو الحُسَين عَلي بن محمد ابن بِشْرَانَ العَدْل- ببغداد-، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البَخْتَرِي الرَّزَّاز (4)، حدثنا عبدُ الله بن محمد بن شَاكِر، حدثنا حسين بن علي الجُعْفِي، حدثنا زَائِدَةُ بنُ قُدَامَة، عن المُخْتَار بن فُلْفُل، عن أَنَس بن مَالِك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أَنا أَوَّلُ شَفِيع في الجَنَّة - وفي رواية المُزَني- قال: أنا أول شَفِيع يوم القِيَامَة، وأنا أَكْثَرُ الأنبياءِ تَبَعًا يَومَ القيامة، إن من الأنبياء من يأتي يَوم القِيامة ما مَعه مُصَدِّقٌ غَيرُ وَاحِد» .

رواه مسلم في الصحيح (5)، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن حسين بن علي.

(1) صحيح البخاري (335).

(2)

صحيح مسلم (521).

(3)

«جزء ابن عرفة» (34).

(4)

في «مجلس من إملائه» (ص 163).

(5)

صحيح مسلم (196).

ص: 331

(444)

حدثنا الإِمَامُ أبو الطَّيب سَهلُ بن محمد بن سليمان رحمه الله، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأَصَم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن

عبد الحَكَم، حدثنا إسحاقُ بن بَكر، عن أبيه، عن جعفر بن رَبِيعَة، عن صَالِح ابن عطاء بن خَبَّاب، عن عَطاء بن أَبي رَبَاح، عن جَابِر بن عبد الله، أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أنا قَائِدُ المُرسَلِينَ، ولا فَخْر، وأَنَا خَاتَمُ النَّبيين ولا فَخر، وأنا أَوَّلُ شَافِعٍ ومُشَفَّعٍ ولا فَخر» (1).

(445)

أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيه، أخبرنا محمد بن الحُسَين القَطَّان، حدثنا إبراهيمُ بن الحَارِث، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زُهَير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن الطُّفَيْل بن أُبَي بنِ كَعْب، عن أَبيه أُبَيِّ بنِ كَعْب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا كان يومُ القِيامَة، كُنتُ إِمَامَ النَّبِيينَ وخَطِيبَهُم وصَاحِبَ شَفَاعَتِهِم غَيرَ فَخْرٍ» (2).

(446)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا عمرو بن محمد النَّاقِد، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن أَعْيَن، عن مَعْمَر بن رَاشِد، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شَغَاف، عن عبد الله بن سَلَام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (794)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (170)، من طريق بكر بن مضر -والد إسحاق-، به. وقال الطبراني:«لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ إِلَّا صَالِحُ بْنُ عَطَاءٍ، وَلَا عَنْ صَالِحٍ إِلَّا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ» .

(2)

أخرجه الترمذي (3613)، وأحمد (21245)، من طريق زهير بن محمد، به.

ص: 332

«أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يوم القيامة ولا فَخْر، وأَنا أَوَّلُ من تَنْشَق عَنه الأَرضُ، وأنا أول شَافِعٍ ومُشَفَّع، بِيَدِي لِواءُ الحَمْدِ، تَحْتِي آدَمُ فَمن دُونَه» (1).

(447)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، وأبو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قالا: حدثنا أبو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الرَّبِيعُ بنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا بِشْرُ بنُ بَكْرٍ، عن الأَوْزَاعِيِّ، حدثني أبو عَمَّارٍ، عن عَبْدِ اللهِ بنِ فَرُّوخٍ، عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«أنا سَيدُ بني آدَمَ يوم القيامة، وأوَّلُ مَن تَنشقُّ عَنه الأَرضُ، وأول شَافِع، وأول مُشَفَّع» (2).

(448)

أخبرنا أبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حدثنا أبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الوَهَّاب الفَرَّاءُ، وعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ قَالا: حدثنا يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، حدثنا إِسماعِيلُ، عن عَبد اللهِ بن عِيسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ أَبي لَيْلَى، عن جَدِّه عبدِ الرَّحمن بنِ أَبِي لَيلَى، عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ. فَذَكر الحديثَ، في القِرَاءَة، قال: ثم قَال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

«يا أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، إن رَبِّي أَرسَل إِلَيَّ أَن اقرَأ القُرْآنَ عَلى حَرف، قال: فَرَددتُ عَليه: يا ربِّ، هَوِّن عَلى أُمَّتي، فَرَدَّ عَلَيَّ الثَّانِية أَن تَقرأ عَلى حَرف، قال: قلت: يَا رَبِّ، هَوِّن على أُمَّتي، فَرَدَّ عَليَّ الثَّالثة أَن اقرأ على سَبعة أَحْرُف، ولك بِكُلِّ رَدَّة رَدَدتَّها مَسأَلَة تَسألنيها، فقال: اللهم اغفر لأُمَّتِي اللهم اغفر لأمتي، وأَخَّرتُ الثَّالِثَة إلى يوم يَرغَبُ إِلَيَّ فيه الخَلْقُ حَتى إِبْرَاهِيم» .

أخرجه مسلم في الصحيح (3) من وجهين آخرين، عن إسماعيل بن أبي خالد.

(1) أخرجه أبو يعلى (7493)، عن عمرو الناقد، به.

(2)

أخرجه أبو داود (4673)، وأحمد (10972)، من طريق الأوزاعي، به.

(3)

صحيح مسلم (820).

ص: 333

(449)

حدثنا أبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسَفَ، أخبرنا أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَين القَطَّان، حدثنا أَحْمَدُ بنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرُ بنُ رَاشِد، عن الزُّهْرِي ح وأخبرنا أبو عبد اللهِ الحَافِظُ، حدثني أبو الحَسَن أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مِهْرَانَ، حدثني أَبِي، حدثنا يُونُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وأحمدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ وَهْبٍ قالا: حدثنا ابنُ وَهْبٍ، أَخْبرنِي مَالِكٌ (1)، عن ابنِ شِهَابٍ، عن أبي سَلَمَة بن عبدِ الرَّحمَن، عن أبي هُرَيرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوَةٌ يَدعُوها، وإني أُحِبُّ أَن أُخَبِّئَ دَعوتِي شَفَاعَةً لأمتي يوم القيامة» .

هذا لَفظُ حديثِ مَالك، وفي رواية معمر:«أَن لِكُلِّ نَبي دَعوة مُسْتَجَابة، وإني أُحِبُّ أن أُخَبِّئ دَعْوَتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القِيامَة» .

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن يونس بن عبد الأعلى، وأخرجه البخاري (3) من حديث شُعَيب بنِ أبي حَمْزَة، عن الزُّهْرِي.

(450)

وحدثنا أبو محمد بن يوسف -مَرَّةً أُخْرَى-، أخبرنا أبو بَكر القَطَّان، حدثنا أحمد بن يُوسُف السُّلَمي، حدثنا عبدُ الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهري، أخبرني القاسمُ بن محمد، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوةً مُسْتَجَابة، وإِنِّي خَبَّأْتُ دَعوتِي شَفَاعةً لأمتي يَومَ القِيَامَة» (4).

(1)«الموطأ -رواية محمد بن الحسن الشيباني-» (908).

(2)

صحيح مسلم (198).

(3)

صحيح البخاري (7474).

(4)

أخرجه أحمد (7714)، عن عبد الرزاق، به.

ص: 334

(451)

أخبرنا أبو محمد السُّكَّريُّ، أخبرنا إسماعِيل الصَّفَّار، حدثنا أحمد بن منصور الرَّمَادِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1)، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَن الزُّهْرِيِّ، أخبرني القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ قال: اجْتَمَعَ أبو هُرَيرة، وكَعْبٌ، فَجَعلَ أبو هُرَيْرةَ يُحَدِّثُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وجَعَل كَعْبٌ يُحَدِّثُ عن الكُتبِ، فقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ لِكُلِّ نَبي دَعوةً مُستجَابة، وإِنِّي قَد خَبَّأت دَعوتِي شَفاعةً لأمَّتي يَومَ القِيَامَة» .

فقال له كَعبٌ: أَنتَ سَمعتَ هَذا مِن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: فِدَاه أَبي وأُمِّي، أَوَلَا أُخبرك عَن إِبراهيمَ؟ إِنَّه لَمَّا أُري ذَبح ابْنِهِ إسحاقَ، قَال الشَّيطانُ: إِن لم أَفْتِن هؤلاء عند هَذِه، لَم أَفتنهم أبدًا، فذكر القصة. قال: وأُوحِيَ إِلى إِسحاقَ أَنِ ادْعُ؛ فَإِنَّ لَك دَعوةً مُستجابة، فقال إسحاق: اللهم إني أدعوك أن تستجيب لي: أيما عبدٍ من الأولين والآخرين لَقِيكَ لا يُشرك بِك شيئًا؛ أن تدخله الجنة.

(452)

أخبرنا أبو الحُسَين ابن الفضل القَطَّان -ببغداد-، أخبرنا

عبدُ اللهِ بنُ جَعفر، حدثنا يَعْقُوبُ بنُ سُفْيَانَ، حدثنا أبو اليَمَانِ، أخبرني شُعَيبٌ، عن الزُّهْرِي، عن عَمْرِو بنِ أبي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيْد بن جَارِيَة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«لِكُل نَبي دَعوة، فَأُريد -إن شاء الله- أن أختبيء دَعوتي شَفَاعةً لأمتي» .

أخرجه مسلم في الصحيح (2) من حديث ابن أخي الزهري، ويونس بن

(1)«تفسير عبد الرزاق» (2530).

(2)

صحيح مسلم (198)، (199).

ص: 335

يزيد، عن الزهري، وأخرجه أيضًا من حديث أبي زرعة، ومحمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(453)

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد بن الأَعْرَابِي، حدثنا الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح الزَّعْفَرانِيُّ، حدثنا رَوْحُ بن عُبَادَة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادة، حدثنا شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن أَنس بن مَالِك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ لكل نبي دَعوة دَعَا بِها في أُمتِه، وإني اختبأتُ دَعوتي شَفاعةً لأمتي يوم القيامة» .

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن زهير بن حرب، وابن أبي خلف، عن روح.

(454)

أخبرنا أبو الحُسَين ابن بِشْرَان، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحَسن بن إسحاق البَزَّاز -ببغداد- قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد ابن إسحاق الفَاكِهِي -بمكة-، حدثنا أبو يحيى بن أبي مَيْسَرَة، حدثنا خَلَّادُ ابن يَحيى، حدثنا مِسْعَرٌ، عن قَتَادة قال: سمعتُ أنسَ بنَ مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنَّ لكل نبيٍّ دعوة، وإني اختبأتُ دعوتي شَفَاعةً لأمتي يوم القيامة» .

أخرجه مسلم في الصحيح (2)، من وجهين آخرين عن مِسْعَر.

(455)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو عمرو -هو ابن حَمدان- حدثنا عبد الله بن شِيرَوَيْهِ، حدثنا محمد بن عبد الأعلى، أخبرنا المُعْتَمِر بن

(1) صحيح مسلم (200).

(2)

صحيح مسلم (200).

ص: 336

سُلَيمَان، عن أَبيه، عَن أَنَس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«كُلُّ نَبي سَأَل سُؤَالًا، أو قال: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعوة قَد دَعَا بِهَا، واسْتَخْبَأتُ دَعوتي شَفَاعةً لأمتي يومَ القِيامَة» .

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن محمد بن عبد الأعلى.

(456)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا رَوحُ بن عُبَادة، حدثنا ابن جُرَيْج، أخبرني أبو الزُّبَير، أنه سَمِعَ جابرَ بن عبد الله يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«لِكُلِّ نبي دَعوة قد دعا بها في أُمَّتِه، وخَبأتُ دَعوتي شفاعةً لأمتي» .

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن محمد بن أحمد بن أبي خَلَف، عن رَوْح ابن عُبَادة.

(457)

أخبرنا أبو الحُسَين ابن الفَضْل القَطَّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان (3)، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زُهَير، حدثنا أبو خالد يَزيد الأَسَدِي، حدثنا عَوْن بن أبي جُحَيْفَة السُّوَائِي، حدثنا عبد الرحمن بن عَلْقَمَة الثَّقَفِي، عن عبد الرحمن بن أبي عَقِيل قال: انطلقتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وَفْدٍ، فَأَتينَاه فَأَنَخْنا البَابَ، ومَا في النَّاس أَبغَض إلينا من رجل نَلِج عَلَيه، فلما خرجنا، ما في النَّاس أَحب إلينا من رجل دَخَلنا عليه، قال: فقال قَائِلٌ منهم: يا رسول الله، ألا سَألتَ رَبَّك مُلكًا كَمُلْكِ سَلَيْمَان؟ قال: فَضَحِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:

(1) صحيح مسلم (200).

(2)

صحيح مسلم (201).

(3)

«المعرفة والتاريخ» (1/ 288).

ص: 337

«فَلَعل لِصَاحِبِكُم عِند اللهِ أَفْضَل مِن ملك سُليمان، إن الله عز وجل لم يَبعث نَبيًّا إلا أعطاه دَعوةً، فَمنهم من اتَّخَذها دُنيا، فَأُعْطِيها، ومنهم من دَعَا بها على قَومِه إِذْ عَصَوْه، فَأُهْلِكُوا بها، وإن اللهَ أعطاني دَعوةً، فاخْتَبأتُها عِند رَبِّي شَفَاعةً لأمتي يومَ القِيامَة» .

(458)

أخبرنا أبو الحَسَن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهَاشِمِي

-ببغداد-، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عَبْدَوَيْهِ البَزَّاز، حدثنا إسماعيل بن إسحاقَ، حدثنا هُدْبَةُ بنُ خَالِد، حدثنا حَمَّادُ بن سَلَمة، عن عَلِي بن زَيد، عن أبي نَضْرَة قال: سمعت ابن عباسٍ يخطب على مِنْبر البَصْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لم يَكُن نبيٌّ إلا لَهُ دَعوة يَتخِذُها في الدنيا، وإني اختبأتُ دعوتي شَفَاعةً لأمتي يوم القيامة، وأنا سَيدُ وَلدِ آدَم ولا فَخْر، وأولُ من تَنشقُّ عنه الأرضُ ولا فَخْر، وبِيدي لِواءُ الحَمْدِ، وآدَمُ ومَن دُونَه تَحت لِوَائِي ولا فَخْر» (1).

قال: وذكر حديث الشفاعة بطوله.

(459)

أخبرنا أبو الحُسَين ابن الفَضْل القَطَّان، أخبرنا عبد الله بن جَعْفر، حدثنا يعقوب بن سفيان (2)، حدثنا الوُحَاظِيُّ، حدثنا جَابر بن غَانِم، عن سُلَيم (3) بن عَامِر، عن مَعدي كَرِب بن عَبدِ كُلَال، عن عَوْف بن مَالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أَتانِي جبريل عليه السلام، وإِنّ رَبِّي خَيَّرني بين خَصلَتين، أن يُدخِلَ نِصفَ أُمتي الجَنة، وبَين الشفاعة لأمتي، فَاخْتَرتُ الشَّفَاعَةَ» .

(1) أخرجه أبو يعلى (2328)، عن هدبة بن خالد، به.

(2)

«المعرفة والتاريخ» (2/ 337).

(3)

في «ث» : (سليمان) والمثبت من «م» ، وهو الصواب، وينظر التاريخ الكبير للبخاري (8/ 41: 42).

ص: 338

كذا رواه يحيى بن صالح الوحاظي بإسناده (1).

(460)

وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2)، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا بَحْرُ بن نَصر بن سَابِق الخَوْلَانِي، حدثنا بِشْر بن بَكر، حدثني ابنُ جَابِر قال: سَمعتُ سُلَيم بن عامر يقول: سَمعتُ عَوْفَ بنَ مَالِك الأَشْجَعِي يقول: نَزلنا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مَنزلًا، فاستيقظت مِن الليل، فإذا لا أرى في العَسْكر شَيئًا أَطول مِن مُؤَخِرة رَحْلِي قَد لَصَق كُل إنسانٍ وبَعِيره بالأرض، فقمت أَتَخَلَّل الناس، حتى دَفَعتُ إلى مَضْجَعِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ليس فيه، فَوضعت يَدي على الفراش فإذا هو بَارِدٌ، فَخَرجتُ أتخلل الناس وأقول: إِنَّا للهِ وإنَّا إِليه رَاجِعُون، ذُهِبَ بِرسول الله، حَتَّى خَرجت من العَسْكَر كُلِّه، فَنظَرت سَوادًا فَمَضَيت فَرَميتُ بِحَجَر، فَمَضَيت إلى السَّوَاد، فَإذَا مُعاذ بنُ جَبَل، وأبو عُبَيدَة بنُ الجَرَّاح، وإذا بَين أَيدِينا صَوتٌ كَدَوِيِّ الرَّحَا، أو كَصَوت القَصْباء حِين تُصِيبُها الرِّيح، فقال بَعضُنا لبعض: يا قَوم اثْبُتوا حَتَّى تُصْبِحُوا أو يَأتيكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَثَبتنا مَا شَاء الله، ثُم نَادَى: أَثَمَّ مُعاذُ بن جبل، وأبو عُبَيدة -يعني ابن الجَرَّاح-، وعَوْفُ بن مَالِك؟ فَقُلنا: نعم، فَأقبل إلينا، فَخَرجنا نَمشِي لا نَسأله عن شيء، ولا يخبرنا، حتى قَعَد على فراشه فقال:

«أتدرون (3) ما خَيَّرني فيه ربي الليلة؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فَإنَّه خَيَّرني بين أن يُدْخِلَ نِصفَ أُمَّتي الجَنة، وبَين الشَّفَاعة، فَاخترتُ الشَّفَاعة، قُلنا: يا رسولَ الله، ادع اللهَ أَن يَجعلنا مِن أَهْلِهَا، قال: هي لِكُلِّ مُسْلِمٍ» .

(1) أخرجه أبو زرعة الدمشقي في «الفوائد المعللة» (238)، وعنه الطبراني في «المعجم الكبير» (18/ 57)، عن الوحاظي، به.

(2)

«المستدرك» (221).

(3)

في النسخ: (أتدري) إلا «ب» .

ص: 339

ورواه أَيضًا أَبو المَلِيح، عَن عَوْف بن مَالِك.

(461)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الفضل الحَسَن بن يَعقُوب العَدل، حدثنا يَحْيَى بنُ أبي طالب، حدثنا عبد الوَهَّاب بن عطاء، أخبرنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَة، أن أبا المَلِيح الهُذَلِي حدثهم، أَنَّ عَوفَ بنَ مَالِك قال: كُنَّا مَع رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره. قال: فذكر الحديث (1).

وقيل: عن زياد بن أَبي المَلِيح، عن أبيه، عن أبي بُرْدَة، عن عَوف (2).

وقيل: عن عَاصِم بن بَهْدَلَة، عن أبي بُردة، عن أبي موسى، أو عن أبي المَلِيح، عن معاذ بن جبل (3).

ورواه أيضًا أبو قِلَابَة، عن عَوف بنِ مَالك (4).

(462)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، أخبرنا سَعِيد ابن محمد الجَرْمِي، حدثنا أبو عُبَيدة الحَدَّاد، حدثنا محمد بن ثابت البُنَانِي، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحَارِث، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«للأنبياء مَنَابِر مِن ذَهَب، فَيجلسون عَليها ويَبقَى مِنْبَري لا أَجلِسُ عليه، أو قال لا أَقعُدُ عَليه، قائمًا بَين يَدَي رَبِّي مُنتَصِبًا بِأُمَّتي مَخَافَة أَن يُبعَثَ بي إلى الجنة وتَبقَى أُمَّتي بَعدِي، فَأقول: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي، قال: فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: يَا

(1) أخرجه الترمذي (2441)، من طريق عبدة بن سليمان عن سعيد، به.

(2)

أخرجه أحمد (23977)، من طريق زياد، به.

(3)

أخرجهما الطبراني في «المعجم الكبير» في سياق واحد (20/ 163)، من طريق عاصم، به، وفيه «وعن أبي المليح، عن معاذ بن جبل» .

(4)

أخرجه المصنف هنا في «البعث والنشور» (538).

ص: 340

مُحَمَّدُ، وما تُريدُ أَنْ أَصنعَ بِأُمَّتِك؟ فأقولُ: يا رَبِّ، عَجِّل حِسابَهُم، فما أَزَال أَشْفَعُ، حتى أُعطَى صِكَاكًا بِرِجَالٍ قد بُعِثَ بهم إلى النَّارِ، وحَتَّى أَنَّ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ يقول: يَا مُحَمَّدُ، ما تَركْتَ لِغَضَبِ رَبِّك في أُمَّتِكَ مِن بَقِيَّة، ولم يَقُل مِن نِقْمَةٍ» (1).

(463)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، وأبو مُحَمَّدِ بنُ أبي حَامِدٍ المُقرِئُ قالا: حدثنا أبو العَبَّاسِ -هو الأَصَمُّ-، حدثنا العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيُّ، حدثنا غَسَّانُ بنُ الرَّبيع، حدثنا أبو إِسرَائِيل المُلَائِيُّ -واسمه إِسْمَاعِيل-، عن الحَارِث بنِ حَصِيرَة الأَزْدِي، عن ابن بُرَيدَة، عن أَبيه سَمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إني أَشْفَعُ يومَ القِيامة لأكثَرَ مِمَّا عَلى وَجه الأرض مِن حَجَر أو مَدَر» (2).

(464)

أخبرنا أبو الحَسَنِ عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُقرئُ، أخبرنا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، حدثنا يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، وأبو الرَّبِيعِ قالا: حدثنا حَمَّاد بن زَيدٍ، عن عَليِّ بن زَيْدٍ، عن يُوسُفَ بنِ مِهْرَانَ، عن ابن عَبَّاسٍ قال: «خَطَبنا عُمرُ بن الخَطَّاب فقال: إنه سيكون في هذه الأمة قَومٌ يُكَذِّبُونَ

(1) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (220)، من طرق عن سعيد بن محمد الجرمي، به. وأبو عبيدة الحداد اسمه: عبد الواحد بن واصل، وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد غير أن الشيخين لم يحتجا بمحمد بن ثابت البناني، وهو قليل الحديث يجمع حديثه، والحديث غريب في أخبار الشفاعة ولم يخرجاه» ، وقال الذهبي:«الحديث منكر» .

(2)

أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (14/ 285)، من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، به. وأخرجه أحمد (22943)، من طريق أبي إسرائيل، به مطولا، وأبو إسرائيل ضعيف، ونسب إلى الغلو في التشيع.

ص: 341

بالرَّجْم، ويكذبون بالدَّجَّال، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشَّفَاعَة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امْتُحِشُوا» (1).

(465)

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو بكر القَطَّان، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني صُرَدُ بنُ أَبي المُنَازِل، سَمعتُ حَبِيبَ (2) بنَ أبي فَضَالة المَالِكِي قال: لَمَّا بُنِي هَذا المَسْجِدُ، مَسْجِدُ الجَامِع؛ إذا عِمْرَانُ بنُ حُصَين جَالِسٌ، فَذَكَرُوا عِندَ عِمْرَانَ الشَّفَاعَةَ، فقال رَجُلٌ مِن القَوم: يا أبا نُجَيْد، إِنَّكُم لَتُحدِّثُونَنَا بأحاديثَ لَم نَجد لَها أَصلًا في القرآن، قال: فَغَضِبَ عِمرانُ وقال للرجل: قَرأتَ القرآنَ؟ قال: نعم، قال: فهل وجَدتَ صلاةَ العِشَاء أَربعًا، ووجدتَ صَلاة المَغرب ثلاثًا، والغَدَاةَ ركعتين، والظُّهر أربعًا، والعَصْر أَربعًا؟ قال: لا، قال: فعن مَن أَخَذتُم هذا الشَّأن؟ أَلَستُم عَنَّا أخذتُمُوه؟ وأخذنا عَن نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم؟ ووجَدتُّم في كُلِّ أربعين درهمًا دِرهَمٌ، وفي كل كذا شَاة، وفي كُلِّ بَعيرٍ كَذا؟ أَوَ وَجَدتُّم في القرآن هكذا؟ قال: لا، قال فعن من أخذتم هذا؟ ! أخذناه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذتموه عَنَّا، وقال: وجدتم في القرآن {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)} [الحج]، أوجدتم فَطُوفوا سَبعًا، واركعوا ركعتين خلف المَقَام، أوجدتم هذا في القرآن؟ ! عن من أخذتموه؟ ألستم أخذتموه عَنَّا، وأخذناه عن رسول الله

(1) أخرجه الحارث في «المسند» (751 - بغية)، من طريق حماد بن زيد، به، وأخرجه أحمد (156)، من طريق علي بن زيد، به. وعلي بن زيد هو ابن جدعان: ضعيف.

(2)

في جميع النسخ (شبيب) والظاهر أنه تحريف، والصواب ما ذكرناه -إن شاء الله- وينظر:«التاريخ الكبير» للبخاري (2/ 323)، و «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (3/ 107)، و «الثقات» لابن حبان (4/ 138).

ص: 342

- صلى الله عليه وسلم، وأخذتموه عنا؟ قالوا: بلى، قال: أوجدتم في القرآن لا جَلَب ولا جَنَب ولا شِغَار في الإسلام؟ أوجدتم هذا في القرآن؟ ! قالوا: لا، قال عِمران: فَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا جَلَبَ ولاجَنَبَ ولا شِغَارَ في الإِسلام» .

قال: سمعتم الله قال في كتابه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] قال عمران: قد أخذنا عن نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم أَشْيَاء ليس لكم بها علم، ثم ذَكر الشَّفَاعَةَ فقال: هل سمعتم الله يقول لِأَقوامٍ {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)} إلى قوله {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} [المدثر]

قال حَبِيبٌ (1): فَأنا سمعتُ عِمْرَان يقول: الشَّفَاعة نَافعة دُون ما تَسْمعُون» (2).

(466)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العَبَّاس -هو الأصم- حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا يُونُسُ بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن مُخْتَار، عن عبد الله الدَّانَاج قال: شَهِدتُ أَنَسَ بنَ مَالِك وقال له رَجُلٌ: يا أَبَا حَمْزَة، إِنَّ قَومًا يُكَذِّبون بِالشَّفَاعَة، قال:«فَلا تُجَالِسُوا أُولَئِك» (3).

(467)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيد قالا: حدثنا أبو العباس، حدثنا، محمد، حدثنا حَسَنُ بنُ مُوسى الأَشْيَبُ، حدثنا أبو هِلالٍ،

(1) في جميع النسخ (شبيب) وهو تحريف كما مر آنفا.

(2)

أخرجه محمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (1081)، والطبراني في «المعجم الكبير» (18/ 219)، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، به.

(3)

أخرجه مسدد في «المسند» (4534) كما في «المطالب العالية» ، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (2143)، من طريق عبد العزيز بن المختار، به.

ص: 343

حدثنا قَتَادَةُ، عن أنس بن مالك قال:«يخرج قَومٌ مِن النَّار، ولا نُكَذِّب بها كَما يُكَذِّبُ بها أَهلُ حَرُورَاء» (1).

(468)

أخبرنا أبو نَصْرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرنا أبو مَنْصُورٍ النَّضْرَويُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصور، حدثنا عبد الله بنُ المُبَارَك، عن عَاصِم الأَحْوَل، عن أَنَسٍ قال:«مَن كَذَّبَ بِالشَّفَاعة، فَلا نَصِيبَ لَه فِيهَا» (2).

* * * * *

(1) أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (14/ 346)، من طريق أبي هلال الراسبي، به. وعزاه الحافظ في «فتح الباري» (11/ 426) إلى البيهقي في «البعث» .

(2)

أخرجه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (2088)، من طريق عبد الله بن المبارك، به. وعزاه الحافظ في «فتح الباري» (11/ 426) إلى سعيد بن منصور، وصححه، وسئل الدارقطني كما في «العلل» (12/ 102) عن حديث عاصم الأحول، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من كذب بالشفاعة لم يكن له منها نصيب» .

فقال: «يرويه هارون بن حيان، عن عاصم الأحول، عن أنس مرفوعًا، وخالفه ابن المبارك وأبو معاوية الضرير؛ فرواه عن عاصم، عن أنس موقوفًا، وهو الصواب» .

ص: 344