المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌23 - باب الميزان - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌23 - باب الميزان

‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

قال الله عز وجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)} [الأنبياء]. وقال: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)} [القارعة]. وقال: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)} [الأعراف].

وغير ذلك من الآياتِ التي وَرَدَتْ في هَذَا المَعْنَى.

قال بَعْضُ أَهلِ العِلمِ: «تُوضَعُ صُحُفُ الحَسَناتِ في كِفَّةِ المِيزَان، وصُحُفُ السَّيئاتِ في الكِفَّةِ الأُخْرَى، فَيُوزَن، وقَد يَجُوزُ أَنْ يُحْدِثَ اللهُ أَجْسَامًا مُقَدَّرَة بِقَدْر الحَسَناتِ والسَّيئاتِ، بِحَيثُ تَتَمَيَّز إِحْدَاهُما عَن الأُخْرَى، فَيُوزَنُ كَمَا تُوزَنُ الأَجْسَامُ، واللهُ أَعْلَم» (1).

ومَا وَرَد بِه خَبَرُ الصَّادِقِ، فَالإيمَانُ بِه وَاجِبٌ، ثُمَّ يَكُونُ مَحْمُولًا عَلى الوَجْهِ الذِي يَصِحُّ حَمْلُهُ عَلَيْهِ.

(364)

أخبرنا أبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ أَبِي عَلِيٍّ السَّقَّاءُ، حدثنا أَبو العَبَّاس محمدُ بن يَعقُوب، حدثنا محمد بن عُبَيد الله المُنَادِي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا المُعْتَمِرُ بن سُلَيمان، عن أبيه، عن يَحْيَى بنِ يَعْمَر، عَن ابنِ عُمَر، عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ في حَديثِ الإِيمَان، قال:

«يا مُحَمَّدُ، ما الإِيمانُ؟ قال: الإِيمانُ أَنْ تُؤْمِنَ باللهِ ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بِالجَنَّة، والنَّار، والمِيزَان، وتُؤمِنَ بِالْبَعثِ بَعد المَوْتِ، وتُؤْمِنَ

(1) ينظر «منهاج شعب الإيمان» للحليمي (1/ 394، 395).

ص: 280

بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قال: فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا فَأَنا مُؤْمِنٌ؟ قال: نعم، قَال: صَدَقْتَ» (1).

(365)

أخبرنا أبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ محمد بن عَلي المُقْرِئ، أخبرنا الحَسَن بنُ محمد بن إِسْحَاقَ، حدثنا يوسفُ بن يعقوبَ القَاضِي، حدثنا محمدُ بنُ المِنْهَال، حدثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، حدثنا يُونُس بنُ عُبَيْدٍ، عن الحَسَن (2)، أَنَّ عَائِشَةَ بَكَتْ، فقال لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«ما يُبْكِيك يا عَائِشَةُ؟ قالت: ذَكَرتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ، هَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُم يَومَ القِيَامَةِ؟ قال: أَمَّا في ثَلَاثِ مَواطِنَ، فَلا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا، حَيْثُ يُوضَع المِيزَانُ، حَتَّى يَعَلَمَ أَيَثْقُلُ مِيزَانُهُ أو يَخِفُّ، وحَيثُ يقول: هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ، حَيثُ تَطَايُر الكُتُب، حَتَّى يَعلمَ كِتَابَه في يَمِينِهِ أو في شِمَالِهِ أو مِن وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وحيثُ يُوضَع الصِّرَاطُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ» (3).

قال يُونُسُ: شَكَّ الحَسَنُ، قال: حَافَّتَيه كَلَالِيبُ وحَسَكٌ يَحْبِسُ اللهُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ خَلْقِهِ، حَتَّى يَعَلمَ يَنْجُو، أم لا يَنْجُو.

(366)

وأخبرنا أبو عَلِي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْر بنُ دَاسَهْ، حدثنا أبو دَاوُدَ (4)، حدثنا يعقوبُ بنُ إِبراهيمَ، وحُمَيدُ بنُ مَسْعَدَة، أَنَّ إِسماعيلَ بنَ إِبراهِيمَ حَدَّثَهم قال: أخبرنا يُونُس، عن الحَسَن، عَن عَائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرت النَّارَ

(1) أخرجه مسلم (8)، وابن حبان في «صحيحه» (173)، وابن منده في «الإيمان» (13)، (14)، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (2180)، وغيرهم من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، به، وقد مضى برقم (3).

(2)

في «ث» (الحسين) وهو خطأ والصواب ما أثبته من «م» ، و «ب» ، و «ش» ، والحسن هو ابن أبي الحسن أبو سعيد البصري.

(3)

أخرجه أحمد (24696)، من طريق الحسن، به. والحسن لم يسمع من عائشة.

(4)

«سنن أبي داود» (4755).

ص: 281

فَبَكَت، وذَكَر الحَديثَ بِنحوه، إلا أنه قال:

«وعِنْدَ الكِتَابِ حَتَّى يُقال هَاؤُمُ اقرءوا كِتَابِيَهْ، حَتَّى يَعلمَ أَينَ يَقَعُ كِتَابُهُ في يَمِينِه أَم فِي شِمَالِه، أَم مِن وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وعِندَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ عَلَى ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ» .

قَالَ يَعْقُوبُ: عَن يُونُسَ، وهَذَا لَفْظُ حَدِيثِه.

(367)

أخبرنا أبو سعيد ابنُ أَبِي عَمْرو، أخبرنا أبو عَبدِ الله الصَّفَّارُ، حدثنا أَحْمَدُ بنُ محمد بن عِيسَى البِرْتِيُّ ح وأَخبرنا أَبُو نَصْر عُمَرُ (1) بنُ عبد العزيز بن قَتَادَة، أخبرنا أبو عَمرو بنُ مَطَر، أخبرنا محمدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أبي سُوَيْد القُرَشِيُّ بِالْبَصْرَة، قالا: أخبرنا حَرَمِيُّ بنُ حَفْصٍ، حدثنا حَرْبُ بنُ مَيْمُون الأَنْصَارِي، حدثنا النَّضْرُ بنُ أَنَس، عن أَنَسٍ، قال: سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْفَعَ لِي يَومَ القِيَامَة قال:

«أَنَا فَاعِلٌ، قلت: فَأَين أَطْلُبُكَ؟ قال: اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ، قلت: فَإِن لَم أَلْقَك عَلَى الصِّرَاطِ، قال: اطْلُبْنِي عِندَ المِيزَان، قلت: فإن لم ألقك عند الميزان، قال: فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الحَوْضِ؛ فَإني لَم أُخْطِئ هَذِه الثَّلاثَةَ مَواطِنَ» (2).

وفي رِوَايَة البِرْتِي قال: سَمعتُ النَّضْرَ بنَ أَنَس قال: حَدثنا أَنَسٌ أَنَّه سَأَل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: خُوَيْدِمُكَ أَنَس، اشْفَع لَه يَومَ القِيامَة، قال:

«أنا فَاعِلٌ، قال: فأين أَطْلُبُكَ؟ قال: اطْلُبْنِي أَوَّلَ ما تَطْلُبُنِي عند الصراط،

(1) في «ث» (عمرو) وهو خطأ والصواب ما أثبته من «م» ، و «ب» وهو أبو نصر البشيري عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، وقد أكثر عنه البيهقي في السنن الكبير.

(2)

أخرجه ابن أبي خيثمة في «التاريخ» (4202 - السفر الثاني)، عن حرمي، به، وأخرجه الترمذي (2433)، وأحمد (12825)، من طريق حرب بن ميمون، به.

ص: 282

فَإن وَجَدتَنِي، وإِلَّا فَأَنا عِندَ المِيزَان، فَإن وَجَدتَني وإلا فَأَنا عِندَ حَوْضِي، لا أُخْطِئ هِذه الثَّلَاثةَ مَواطِنَ».

(368)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو العَبَّاس محمدُ بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، أخبرنا الحُسَينُ بنُ عَبدِ الأَوَّل، حدثنا عبدُ الصَّمد بن عبد الوَارِث، حدثنا شُعْبَةُ، عن شِمْرِ بنِ عَطِيَّة، عَن أَبي الأَحْوَص، عن عَبد الله قال:«لِلنَّاسِ عِند المِيزَان تَجَادُلٌ وزِحَامٌ» (1).

(369)

أخبرنا أبو سَهْل أَحمدُ بنُ محمد بن إِبراهِيمَ المِهْرَانِي، أخبرنا أحمدُ بنُ سَلمان الفَقِيهُ -بِبَغدَاد-، حدثنا الحَارِثُ بنُ مُحمد (2)، حدثنا دَاودُ بن المُحَبَّر، حدثنا صَالِح المُرِّيُّ، عن جَعْفَرِ بنِ زَيْدٍ، عَن أَنَس بنِ مَالِك، عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«يُؤْتَى بابنِ آدَمَ يومَ القِيَامة، فَيُوقَف بَين كِفَّتَي المِيزَان، ويُوَكَّل بِه مَلَكٌ، فَإِن ثَقُلَ مِيزَانُهُ؛ نَادَى المَلَكُ بِصَوتٍ يُسْمِع الخَلَائِق: سَعِدَ فُلانٌ سَعَادَةً لا يَشْقَى بَعدَها أَبَدًا، وإِن خَفَّت مِيزَانُهُ نَادَى المَلَكُ بِصَوت يُسمع الخَلائِق: شَقِيَ فَلانٌ شَقَاوَةً لا يَسْعَدُ بَعْدَها أَبَدًا» (3).

إسناد هذا الحديث ضعيفٌ بِمَرَّةٍ.

* * * * *

(1) ذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» (19/ 511).

(2)

«مسند الحارث بن أبي أسامة» (1125 - بغية الباحث).

(3)

أخرجه البزار (6942)، وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (8/ 161):

«رَوَاهُ الْحَارِثُ وَالْبَزَّارُ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى صَالِحٍ الْمُرِّيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ» ، قلت: والراوي عنه داود بن المحبر، قال الحافظ: متروك.

ص: 283