المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌34 - باب قول الله عز وجل:{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌34 - باب قول الله عز وجل:{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}

‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

(1)

والبَيَانُ: أَنَّ المَرَاد -والله أعلم- أَنَّه يَغْفِرُ لِمَن يَشاء ذَنبَه - الذي هُو دُونَ الشِّرك - فلا يُعَاقِبُهُ عَلَيه، ولا يَغْفِره لِمَن يَشاء، ويُعَاقِبه عَلَيه، ثم تكون عَاقِبَته الجَنَّة، ولا يَخْلُد في النَّارِ مَن وَافَى القِيامَة مُؤْمِنًا.

قال الله تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)} [الكهف].

وفي تَخْلِيدِ المُؤْمِنِ مع الكُفَّارِ في النِّار تَضْيِيعُ مَا أَحْسن مِن الإِيمَان بالله وكتبه ورسله. وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: 40].

(579)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثني مُحَمَّدُ بنُ نُعَيم، حدثني إِسمَاعِيلُ بنُ سَالِم، أخبرنا هُشَيم، حدثنا خَالِدٌ، عن أَبي قِلَابَةَ، عن أبي الأَشْعَث الصَّنْعَانِي، عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِت، قال: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَما أَخَذ عَلى النِّسَاءِ:

«أَنْ لا نُشْرِكَ بالله شَيْئًا، ولا نَسْرِقَ، ولا نَزْنِيَ، ولا نَقْتُلَ أَوْلادَنا، ولا يَعْضَهُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَمَن وَفَى مِنكُم؛ فَأَجرُه عَلى اللهِ، ومن أَتى مِنكُم حَدًّا فَأُقِيم عَلَيه فُهو كَفَّارَتُه، ومَن سَتَره اللهُ عَلَيه؛ فَأَمرُه إلى اللهِ، إِن شَاءَ عَذَّبَه، وإِن شَاءَ غَفَر لَه» .

رواه مُسْلِمٌ في الصَّحِيح (2)، عن إسماعيل بن سَالِم، وأَخرجاه (3) من

(1)[النساء: 48].

(2)

صحيح مسلم (1709).

(3)

أخرجه البخاري (18)، ومسلم (1907)، من حديث الزهري، عن أبي إدريس.

ص: 412

حديث أبي إدريس الخَوْلَاني، عن عُبَادَة.

(580)

أخبرنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمد بن إبراهيم الإِمَامُ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الجَوْسَقَانِي، حدثنا الحَسَن بن سُفْيانَ النَّسَوِي، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة (1)، حدثنا سفيان، عن الزُّهري، عن أبي إِدْرِيس، عن عُبَادَة بن الصَّامِت قال: بَايَعْنا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال:

«تُبَايعُوني عَلى أَنْ لا تُشْرِكُوا باللهِ شيئًا، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، فَمَن وَفَى مِنْكُم؛ فَأجرُهُ على اللهِ، ومَن أَصَاب مِن ذَلِك شَيئًا فَسَتره اللهُ، فَذَلِك إِلى اللهِ، إنْ شَاءَ عَذَّبَه، وإِن شَاءَ غَفَر لَه» .

(581)

أخبرنا أبو الحُسَين بن الفَضل القَطَّان -ببغداد-، أخبرنا عبد الله ابنُ جَعْفَر، حدثنا يَعقُوبُ بنُ سُفْيان (2)، حدثنا عبدُ الحَمِيد بن بَكَّار السُّلَمِي البَيْرُوتِيُّ، وصَفوانُ بنُ صَالَح قالا: حدثنا الوليد -هو ابن مسلم-، أخبرنا ابنُ ثَوْبَان، عن أَبِيهِ، عن مَكْحُولٍ، عن أُسَامَةَ بن سَلْمَان العَنْسِي (3)، حدثنا أبو ذَرٍّ، عن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَغْفِرُ لِلعَبدِ مَا لَم يَقَع الحِجَابُ، قالوا: يا رَسُولَ اللهِ، وما وُقُوعُ الحِجَابِ؟ قال: أَنْ تَمُوتَ - يعني النفس - وهِي مُشْرِكَةٌ» .

كذا قاله الوليدُ بن مُسْلِم (4).

(1)«المصنف» (27994).

(2)

«المعرفة والتاريخ» (2/ 358).

(3)

في «م» ، «ب» ، و «ع» (العبسي) بالباء الموحدة، والمثبت من «ث» ، وينظر «الإكمال» لابن ماكولا (6/ 353).

(4)

يعني بدون ذكر الواسطة بين مكحول، وأسامة بن سلمان، وهو عمر بن نعيم الآتي ذكره في الإسناد التالي.

ص: 413

(582)

أخبرنا أبو عبد الله الحَافِظ، ومحمد بن موسى بن الفَضْل، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحَسَنُ بن عَلي بن عَفَّانَ، حدثنا زَيدُ بنُ الحُبَاب، حدثني عبدُ الرَّحمن بن ثَابِت بنِ ثَوْبَانَ، عَن أَبِيه، عن مَكحُول، عن عُمَرَ بن نُعَيم، عن أُسَامَةَ بن سَلْمَان، عن أَبي ذَرٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ اللهَ يغفر لِعَبده، مَا لَم يَقَع الحِجَابُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ومَا الحِجَابُ؟ قال: أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ وهِي مُشْرِكَةٌ» (1).

وكذلك رواه عُمَرُ بنُ عَبدِ الوَاحِدِ، وغَيْرُهُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتٍ.

(583)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دُحَيْم الشَّيْبَانِي، حدثنا أحمد بن حَازِم الغِفَارِي، حدثنا عُبَيد اللهِ بن مُوسَى، حدثنا مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُون، عن وَاصِل الأَحْدَب، عن مَعْرُور بنِ سُوَيْد، عن أبي ذَرٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أتاني آتٍ مِن رَبِّي، فَبَشَّرَني -أو قال: أخبرني- أَنَّه مَن مَاتَ مِن أُمَّتي لا يُشْرِك بِاللهِ شَيئًا؛ دَخَل الجَنَّة، قُلت: وإن زَنَى وإِن سَرَق؟ قال: وإِن زَنَى وإِن سَرَق» .

رواه البخاري في الصحيح (2)، عن موسى، عن مهدي، وأخرجاه (3) من حديث شعُبْةَ، عن وَاصِل.

(1) أخرجه أحمد (21523)، عن زيد بن الحباب، به.

(2)

صحيح البخاري (1237)، عن موسى بن إسماعيل التبوذكي.

(3)

أخرجه البخاري (7487)، ومسلم (94)، من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة.

ص: 414

(584)

أخبرنا أبو صَالِح بنُ أبي طَاهِر العَنْبَرِيُّ، أخبرنا جَدِّي يحيى بنُ منصور القَاضِي، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِيرٌ، عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن زَيد بن وَهْب، عن أبي ذَرٍّ، قال: خرجتُ لَيلةً من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمشِي ليس معه إنسان. فذكر الحديث، قال: فلما جاء، لم أصبر حتى قلتُ: يا نبيَّ الله، جَعَلَني اللهُ فِدَاك! مَن كُنت تُكَلِّمُ في جَانِبِ الحَرَّةِ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْفَعُ إليْكَ شَيْئًا؟

فقال: «ذاكَ جِبْريلُ، عَرَضَ لِي في جَانِبِ الحَرَّةِ، فقال: بَشِّر أُمَّتَك، مَن ماتَ لا يُشرِك بالله شَيئًا؛ دَخَل الجَنَّة، فَقلتُ: يا جبريل، وإِن زَنَى وإِن سَرَق؟ قال: نعم، وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سَرَق، وشَرِبَ الخَمْرَ» .

رواه البخاري، ومسلم في الصحيح (1)، عن قُتَيبة، عن جَرِير.

(585)

أخبرنا أبو عبد الله الحُسَين بنُ عبد الله بن محمد السَّدِيري البَيْهَقِي -بِخُسْرَوْجِرْد-، أخبرنا أحمدُ بن محمد بن الحُسَين الخُسْرَوْجِرْدِي، حدثنا داودُ بن الحُسَين البَيْهَقِي، حدثنا حُمَيد بن زَنْجَوَيْه، حدثنا النَّضْر بنُ شُمَيْلٍ، أخبرنا شُعبة، حدثنا حَبِيبُ بنُ أبي ثَابِت، وسُلَيمانُ الأَعْمَش،

وعَبْدُ العَزِيز بنُ رُفَيع قالوا: سَمِعْنا زَيدَ بنَ وَهْبٍ، عن أبي ذَرٍّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«إنَّ جِبْريلَ عليه السلام أَتَانِي، فَبَشَّرَني أَنَّه مَن مَاتَ مِن أُمَّتِي لا يُشرك باللهِ شَيْئًا؛ دَخَل الجَنة، قال: قلت: وإنْ زَنَى وإِن سَرَق؟ ، قال: وإنْ زَنَى وإِنْ سَرَقَ» (2).

(1) صحيح البخاري (6443)، ومسلم (94).

(2)

أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (213)، من طريق النضر بن شميل، به.

ص: 415

قال سُلَيمان -يَعني لِزَيْدِ بنِ وَهْبٍ-: إنَّمَا يُروَى هذا الحديثُ عن

أَبِي الدَّرْدَاء (1)، قال: أَمَّا أَنَا، فَسَمِعْتُهُ مِن أَبي ذَرٍّ.

وأخرجه البخاري (2)، فقال: وقال النَّضْرُ بنُ شُمَيل.

(586)

أخبرنا أبو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْن بنِ الفَضْلِ القَطَّانُ

- ببغداد-، أخبرنا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُوَيْهِ، حدثنا يَعقُوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عُمَرُ بنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حدثنا أَبِي، حدثنا الأَعْمَشُ، حدثنا زَيْدُ بنُ وَهْبٍ، حدثنا واللهِ أبو ذَرٍّ، بِالرَّبْذَة قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَمْشِي في حَرَّةِ المَدِينة عَشِيًّا، فاسْتَقْبَلَنا أُحُدٌ، فقال:

«يا أبا ذَرٍّ، ما أُحِبُّ أَن أُحُدًا ذَاكَ ذَهبًا يَأَتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ وعِندي مِنه دِينَارٌ، إِلا دِينَارًا أَرْصُدُه لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أَقْولَ بِه في عِبادِ اللهِ هَكَذا وهكذا -وَأَرَانَا بِيَدِهِ-، ثم قال: يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلتُ: لَبَّيكَ وسَعْدَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، قال: إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّون، إلا مَن قَال بِالْمَال هَكَذَا وهَكَذا، ثم قال: مَكَانَك لا تَبْرَح حتى أَرْجِعَ إليك، فَانْطَلَقَ حتى غَابَ عَنَّا، فَسَمِعْتُ صَوْتًا، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ قَد عَرَضَ لِرسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأرَدت أَن أَذْهَبَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا تَبْرَح، فَمَكثْتُ، فَأَقْبَلَ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، سَمَعِتُ صَوتًا فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَرَضَ لَك، فأردت أن آتِيكَ، ثُم ذَكَرتُ قَوْلَكَ: لا تَبرحْ -يعني فأقمت- فقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ذَاكَ جِبريِلُ عليه السلام أَتَاني، فَأَخْبَرنِي أَنَّهُ مَن مَاتَ مِن أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللهِ شَيْئًا؛ دَخَل الجَنَّةَ، قال: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، وإِنْ زَنَى وإِنْ سَرَقَ؟ قال: وإِنْ زَنَى وإِنْ سَرَقَ» .

(1) في «ع» (أبي الدر).

(2)

صحيح البخاري، هكذا معلقا إثر حديث (6443).

ص: 416

قال الأعمش: قلتُ لِزَيد: بَلَغني أنه أبو الدرداء. قال: أشهدُ لَحَدَّثَنِيه أبو ذَرٍّ بِالرَّبْذَة.

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن عمر بن حفص، وأخرجه مسلم (2) من وجه آخر، عن الأعمش.

(587)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن صَالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا الأعمش، حدثني أبو صالح، عن أبي الدَّرْدَاء، نحوه.

رواه البخاري في الصحيح (3)، عن عمر بن حفص.

قال البخاري (4): حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء، مُرسَلٌ، وحديث عطاء بن يسار، عن أبي الدَّرْدَاء، مُرسل أيضًا، والصحيح حَديث أبي ذَرٍّ، كذا قال.

(588)

وقد أخبرنا أبو القَاسِم الحَسَن بنُ محمد بن حَبِيب المُفَسِّر

-من أصله-، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا سعيدُ ابن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني محمد ابن أبي حَرْمَلَة، عن عَطَاء بن يَسَار، أنه قال: أخبرني أبو الدَّردَاء:

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يومًا هذه الآية: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن] فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن]، فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال:

(1) صحيح البخاري (6268).

(2)

صحيح مسلم (94)، من طريق أبي معاوية الضرير، عن الأعمش.

(3)

صحيح البخاري، إثر حديث (6268).

(4)

صحيح البخاري، إثر حديث (6443).

ص: 417

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن]، فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال: وإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبي الدَّرْدَاء» (1).

قال الشيخ: قد ذُكِرَ فيه عَن عَطَاء سَمَاعُهُ من أبي الدَّردَاء، وهذا غير حَديث أبي ذر، وإن كان يُؤَدِّي معناه، ورُوي من وجه آخر، عن زيد بن وَهْب، عن أبي الدرداء.

(589)

أخبرنا أبو الحَسَن العَلاء بن محمد بن أبي سعيد الإِسْفَرَايِينِيُّ، -بها-، أخبرنا بِشْرُ بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن عَلي، حدثنا يَحْيَى بنُ يحيى، أخبرنا عبد الوَاحِد بن زِياد، عن الحسن بن عُبَيد الله، عن زَيد بن وَهْب، قال: سمعتُ أبا الدَّرْدَاء، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من مات لا يُشرك بالله شيئًا؛ دَخَل الجَنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ - مِرَارًا - قال: وإن زنى وإن سرق، وإن رَغِمَ أَنْفُ أبي الدَّردَاء» (2).

(590)

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتِي، حدثنا أبو مَعْمَر، حدثنا عبد الوَارِث، حدثنا الحُسَين، عن ابن بُرَيْدَة، أن يَحْيَى بن يَعْمَر، حدثه أن أبا الأَسْوَد الدِّيْلِي حَدَّثَه، عن أبي ذَرٍّ ح وأخبرنا أبو صَالِح بنُ أبي طَاهِر العَنْبَريُّ، أخبرنا جَدِّي يَحْيَى بنُ مَنْصُورٍ القَاضِي، حدثنا أَحْمَدُ بنُ سَلَمة، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث العَنبري، حدثني أبي، عن الحُسَين، عن ابن بُرَيدة، أَنَّ يَحْيَى بنَ يَعْمَر حَدَّثَهُ، أَنَّ

أبا الأَسْوَد الدِّيْلِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَه قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وعَلَيه

(1) أخرجه أحمد (8683)، من طريق محمد بن أبي حرملة.

(2)

أخرجه البزار (4122)، من طريق عبد الواحد بن زياد، به.

ص: 418

ثَوبٌ أَبْيَض، وإذا هو نَائِم، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَإِذَا هو نَائِمٌ، ثم أَتَيته، وقَد اسْتَيْقَظَ فَجَلَسْتُ إليه فَقَال:

«مَا مِن عَبْدٍ قال: لا إلهَ إلا اللهُ، لم يَأْت عَلى ذَلِك، إلا دَخَلَ الجَنَّة، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، على رَغْمِ أَنفِ أَبي ذَرٍّ» .

وفي رواية أبي مَعْمَر «على رغم أنف أبي ذر، قال: فخرج أبو ذر وهو يَجُرُّ إِزَارَه، ويقول: نَعَم، وإن رَغِمَ أَنفُ أَبي ذر» . ثم اتفقا.

قال: وكان أبو ذَرٍّ يُحَدَّثُ بهذا، ويقول: نَعَم، وإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ.

رواه مسلم في الصحيح (1) عن زهير بن حرب، وغيره، عن عبد الصمد، ورواه البخاري (2)، عن أبي معمر.

(591)

أخبرنا أبو علي ابن شَاذَان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا يوسف بن عَدِيٍّ، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي، عن عُمَارَة بن غَزِيَّة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أَبِي ذَرٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَن لَقِي اللهَ لا يَعْدِلُ بِهِ شَيئًا في الدُّنيا، ثم كان عَلَيه مِثلُ جِبَالٍ ذُنُوبٌ؛ غَفَر اللهُ لَه» (3).

(592)

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفَضْل بن نَظِيْف المِصْرِيُّ

-بمكة-، حدثنا أبو علي الحَسن بن الخَضِر بن عبد الله السِّيُوطِيُّ-إملاء-،

(1) صحيح مسلم (94).

(2)

صحيح البخاري (5827).

(3)

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (8926)، من طريق يوسف بن عدي، به.

ص: 419

حدثنا إِسْحَاقُ بنُ إبراهِيمَ بنِ يُونُسَ، حدثنا أبو حَفْصٍ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ البَاهِلِيُّ، حدثنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّل، حدثنا خَالِد الحَذَّاءُ، عن الوَلِيدِ بن مسلم أبي بِشْر، قال: سمعت حُمْرَانَ، يقول: سَمِعت عُثْمَانَ ح وأخبرنا محمد بن الفَضْل، حدثنا أبو الفَضْل العَبَّاس بن محمد بن نَصْر الرَّافِقِيُّ -إملاء-، حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن إسماعيل بن شَدَّاد القَاضِي الجُذُوعِيُّ، حدثنا مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن خَالِد الحَذَّاء، عن الوَلِيد بن مُسلم، عن حُمْرَانَ، عن عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من مات وهو يَعْلَم أَنَّه لا إله إلا الله؛ دَخَلَ الجَنَّةَ» .

لَفْظُ الرَّافِقِي.

وقال ابن الخَضِر «يَعْلَم أَنَّ» .

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وزُهَير، عن إسماعيل، وعن محمد بن أبي بكر، عن بشر بن المُفَضل.

(593)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2)، حدثنا أبو العباس -هو الأصم-، حدثنا يحيى بن أبي طَالِب، أخبرنا عبد الوَهَّاب، أخبرنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَة، عن مُسلم بن يَسَار، عن حُمْرَانَ بنِ أَبَانَ، عن عُثمان بنِ عَفَّان، أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إني لأَعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُها عُبدٌ حَقًّا مِن قَلْبِهِ، فَيمُوت عَلى ذَلِك، إلا حُرِّمَ عَلَى النَّار: لا إله إلا الله» .

(1) صحيح مسلم (26).

(2)

«المستدرك» (242).

ص: 420

(594)

أخبرنا أبو محمد جَنَاحُ بنُ نَذِير بنِ جَنَاح القَاضِي -بالكوفة-، أخبرنا أبو جَعْفَر محمد بن عَلِي بن دُحَيْم، حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العَنْبَس القَاضِي، حدثنا محمد بن عُبَيد، عن الأعمش، عن أبي سُفْيَانَ، عَن جَابِرٍ، قال: جَاءَ رَجُلٌ إلي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللهِ، ما المُوْجِبَتَانِ؟ قال:

«مَن مَاتَ لا يُشرِك بِالله شَيئًا؛ دَخَل الجَنَّة، ومَن مَاتَ يُشرك بِالله شَيئًا؛ دَخَل النَّار» .

أخرجه مسلم في الصحيح (1)، من حديث أبي معاوية، عن الأعمش.

(595)

أخبرنا أبو صَالِح بن أبي طاهر العَنْبَري، أخبرنا جَدِّي يَحيى بن منصور القاضي، حدثنا أحمد بن سَلَمَة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو عَامِر العَقَدِيُّ، حدثنا قُرَّةُ -وهو ابن خالد- عن أبي الزُّبَير، عن جَابِر بن عَبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«مَن لَقِيَ اللهَ وهو لا يُشْرِك بِهِ شَيئًا؛ دَخَل الجَنَّة، ومَن لَقِيَه يُشْرِك بِه شَيئًا؛ دَخَل النَّار» .

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن سليمان بن عبيد الله الغَيْلَانِي، وحَجَّاج ابن الشَّاعِر، عن أبي عَامِر العَقَدِي.

(596)

وأخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أخبرني أبو الوَلِيد، حدثنا مُحَمَّدُ ابنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، حدثنا إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُورٍ، حدثنا مُعَاذُ بنُ هِشَام، حدثني أبي، عن أَبي الزُّبَير، عن جَابِرٍ، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره بمثله.

(1) صحيح مسلم (93).

(2)

صحيح مسلم (93).

ص: 421

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن إسحاق بن منصور.

(597)

أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حدثنا أبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا السَّرِيُّ بنُ خُزَيْمَةَ، حدثنا عُمَرُ بنُ حَفْص بنِ غِيَاثٍ، حدثنا أبي، حدثنا الأَعْمَشُ، حدثنا شَقِيقٌ، عن عَبْدِ اللهِ، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«مَن مَاتَ يُشْرِك بِالله شَيئًا؛ دَخَل النَّارَ» .

وقُلْتُ أَنَا: «ومَنْ مَاتَ لا يُشرك بِاللهِ شَيئًا؛ دَخَل الجَنَّةَ» .

رواه البخاري في الصحيح (2)، عن عُمَر بن حَفْص، وأخرجه مسلم (3)، من أوجه أُخَر، عن الأعمش.

(598)

أخبرنا أبو الحَسَن علي بن محمد المُقْرِئُ، أخبرنا الحَسَن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قَتَادَة، عن أنس بن مالك: أن نَبيَّ الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جَبَل رَدِيفَه على الرَّحْل قال:

«يا مُعَاذ بن جَبَل، قلت: لَبَّيْك يا رسول الله، وسَعْدَيك -قالها ثَلاثًا - ما مِن عَبْدٍ يَشهد أن لا إله إلا الله وأَنَّ محمدًا عَبْدُه ورَسُولُه صَادِقًا مِن قَلْبِه إِلَّا حَرَّمَه اللهُ عَلَى النَّار، قال: يا رسول الله، ألا أُخْبِر به النَّاسَ فَيَسْتَبشِرُوا؟ قال: إذًا يَتَّكِلُوا، فَأَخْبَر بها مُعَاذٌ عند مَوته تَأَثُّمًا» .

رواه البخاري في الصحيح (4)، عن إسحاق بن إبراهيم،

(1) صحيح مسلم (93).

(2)

صحيح البخاري (1238).

(3)

صحيح مسلم (92)، من طريق عبد الله بن نمير، ووكيع، عن الأعمش.

(4)

صحيح البخاري (128).

ص: 422

ورواه مسلم (1)، عن إسحاق بن منصور، كلاهما: عن معاذ بن هشام.

(599)

وأخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ (2)، حدثنا أبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوبَ الحَافِظُ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِي، حدثنا قُرَيْشُ بنُ أَنَس ح وأخبرنا أبو الحُسَين ابن بِشْرِانَ، أخبرنا أبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن يَزِيدَ الرِّيَاحِي، حدثنا قُرَيْشُ بنُ أَنَس، حدثنا حَبِيبُ ابنُ الشَّهِيد، عن حُمَيْدِ بنِ هِلَالٍ، عن هِصَّانَ بنِ كَاهِل-وفي رواية الرِّياحِي: كَاهِن-، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ سَمُرَة، -وكان في جنده (3) - أَنَّه حَدَّثَه مُعاذُ بن جَبَل، أنه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«مَن شَهِد أن لا إله إلا الله، وأَنِّي رَسولُ الله يرجع ذَاكُم إِلى قَلْبٍ مُؤْمِنٍ دَخَل الجَنَّةَ» (4).

(600)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حدثنا أبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَين الخُسْرَوْجِرْدِيُّ-بها-، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ، أخبرنا مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا حَمَّادٌ، عن ثَابِت، عن أَنَس بن مَالِك، أَنَّ عِتْبَانَ بنَ مَالِك الأَنْصَارِي، عَمِيَ فقال: يا رسولَ اللهِ، تَعَال فَصَلِّ فِي دَارِي، حتى أَجْعَلَ مُصَلَّاكَ (5) مَسْجِدًا، فأتاه رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاجْتَمَع إلى عِتْبَانَ بنِ مَالِك قَومُه،

(1) صحيح مسلم (32).

(2)

«المستدرك» (16).

(3)

كذا في النسخ جميعها إلا «ع» ففيها (حثده)، ولم أقف عليها في مصادر التخريج.

(4)

أخرجه البزار (2622)، من طريق قريش بن أنس، به. وأخرجه ابن ماجه (3796)، وأحمد (21998)، من طريق حميد بن هلال، به.

(5)

في «ع» (صلاتك).

ص: 423

وتَغَيَّبَ مَالِكُ بنُ دُخْشُن (1)، فَوَقَعُوا فِيه، فقالوا: يا رسول الله، إِنَّهُ مُنَافِق، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

«أَلَيسَ يَشْهَد أَن لَا إِلَه إلا الله، وأَنِّي رَسولُ الله؟ قالوا: بلى، وإنما يَقُولُها تَعَوُّذًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نَفْسِي بِيَدِه، لا يَقُولها أَحَدٌ صَادِقًا، إلا حُرِّمَت عَلَيه النَّارُ» .

أخرجه مسلم (2)، عن أبي بكر بن نافع، عن بَهْزِ بن أَسَد، عن حَمَّاد.

(601)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو مُحَمَّدِ ابنُ أَبِي حَامِدٍ المُقْرِئُ قالا: حدثنا أبو العباس -هو الأَصَمُّ-، حدثنا العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيُّ، حدثنا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بن شَقِيق، حدثنا عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَك، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْرِي، عن عَمْرِو بنِ أَبِي سُفْيانَ، عن أبي هريرة، قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لَمَّا فُدِي إِسحَاقُ بِالْكَبْشِ قال الله عز وجل: إن لك دَعوةً مُستجابة قال:

-وزادني معمر-، قال: قال له إبراهيم: تَعَجَّل دَعْوتَك، لا يُدْخِل الشَّيطَانُ فيها شيئًا، قال إِسحاقُ: اللهم من لَقِيَكَ مِن الأَوَّلين والآخِرين، لا يُشْرِك بِكَ شَيئًا، فاغْفِر لَه» (3).

كذا رُوِي بهذا الإسناد.

(1) في «ع» (دخشم) بالميم، وهو المشهور، ويقال بالنون بدل الميم، ويقال بالتصغير، وينظر «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (2/ 81)، و «الإصابة» لابن حجر (9/ 441).

(2)

صحيح مسلم (33).

(3)

أخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (19/ 590)، مطولًا، من طريق يونس بن يزيد.

ص: 424

ورواه عبدُ الرَّزَاق (1)، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عن القاسم بن محمد قال: اجتمع أبو هريرة، وكَعْبٌ، فذكر الحديث، وذكر هذه القصة في دعوة إسحاق، عن كَعْبٍ، فَهِيَ عَنْهُ.

قال الشيخ (2): والأحَادِيثُ في مثل هذا كَثِيرة، والمُراد بها -والله أعلم- إثبات الجَنَّة له في العَاقِبَة، ونَفْي التَّخْلِيد عنه في العُقُوبة، ثم من أهل التوحيد مَن يُغْفَر لَه ابتداءً مِن غَير عُقُوبة، ومنهم مَن يُعاقَب على ذَنبه مُدَّةً، ثم تكون عاقبته الجنة، كما مضى في الأخبار المُخَرَّجَة قبلها.

وقد مضى في كتاب «الإيمان» الدَّلَالَة على أن المَعاصِي التي هي دون الشرك -وإن عَظُمَت- لا تَبْلُغ مَبلغ الشِّرك، ولا تُوجِبُ لِصَاحِبها التَّخْلِيد في النار، وآيات التَّخْليد كُلُّها في الكُفَّار، وما ورد منها في أهل الإسلام؛ فَالمُرَاد به أَنَّ ذَلِك جَزَاؤُه، وإذا أَرَادَ اللهُ -تعالى- أن يَعْفُوَ عن جَزَائِه فَعَل، والعَفْوُ عَمَّا وَرَد بِه الوَعِيد لا يكون خُلْفًا.

(602)

أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بكر بن دَاسَهْ، حدثنا أبو داود (3) حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو شِهَابٍ، عن سُلَيْمَان التَّيْمِي، عن أبي مِجْلَزٍ، في قوله عز وجل:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] قال: «هِي جَزَاؤُه، فَإِن شَاءَ اللهُ أن يَتَجَاوزَ عَن جَزَائِه، فَعَل» .

(1) تفسير عبد الرزاق (2530).

(2)

قوله (قال الشيخ) ليست في «م» ، «ث» ، «ع» ، وفي «ش» (قال رضي الله عنه، والمثبت من «ب» .

(3)

«سنن أبي داود» (4276).

ص: 425

(603)

أخبرنا الفَقِيهُ أبو مَنصُور عبد القَاهِر بن طَاهِر، أخبرنا أبو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بنُ نُجَيْدٍ، أخبرنا أبو مُسْلِمٍ، حدثنا الأَنْصَارِيُّ (1)، عن هِشَام بن حَسَّان، قال: كُنَّا عند مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ، فقال له رجل:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93] حتى ختم الآية، قال: فَغَضِبَ مُحَمَّدٌ وقال: أين أنت من هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] قُم عَنِّي، اخْرُج عَنِّي، قال: فَأُخْرِج.

قال أبو سُلَيمان الخَطَّابِيُّ: القُرآنُ كُلُّه -في مَذَاهِب أَكْثَر أَهْلِ العِلْم- بِمَنْزِلَة الكلمة الوَاحِدة، وما تَقَدَّم نُزولُه وما تَأَخَّر في وجُوبِ العَمَل به سَواءٌ، ما لم يَقَع بين الأول والآخر مُنَافَاة، ولو جُمِعَ بين قَولِه جَلَّ وعَزَّ:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ، وقوله:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} ، وأُلْحِقَ به قوله:{لِمَنْ يَشَاءُ} لم يَكُن مُتَنَاقِضًا، فَشَرطُ المَشِيئَة قَائِمٌ في الذُّنُوبِ كُلِّها ما عَدَا الشِّرك، وأيضًا فإن قوله:{فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} يُحْتَمَل أَن يَكونَ مَعنَاهُ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} إِنْ جَازَاه الله -تعالى- ولَم يَعْف عَنه، والآيةُ الأولى خَبَرٌ لا يَقَعُ فِيه الخُلْفُ، والآيَةُ الأُخْرَى وَعِيدٌ يُرْجَى فِيه العَفْو. والله أعلم (2).

(604)

أخبرنا أبو سَعْدٍ المَالِينِيُّ، أخبرنا أبو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ الحَافِظُ (3)، قال: سمعتُ عُمَرَ بنَ مُحمد الوَكِيل، يقول: حدثنا معاذُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا

(1)«حديث محمد بن عبد الله الأنصاري» (55).

(2)

«أعلام الحديث» للخطابي (3/ 1835).

(3)

«الكامل في ضعفاء الرجال» (6/ 177).

ص: 426

سَوَّارُ بنُ عبدِ اللهِ، حدثنا الأَصْمَعِيُّ، قال: جاء عَمْرُو بنُ عُبَيْدِ اللهِ إلى

أبي عَمْرِو بن العَلَاء فقال له: يا أبا عمرو، اللهُ يُخْلِفُ وَعْدَه؟ فقال: لَن

يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَه، فقال عَمْرٌو: فقد قال: فذكر آية وَعِيد، لم يحفظها عُمَر، فقال أبو عمرو: مِنَ العُجْمَة أُوتِيتَ، الوَعْدُ غَيرُ الإِيْعَاد.

ثم أَنْشَد أبو عَمْرٍو:

وإِنِّي وإِن وَاعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ

سَأُخْلِفُ مِيعَادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي (1)

كذا في هذه الرواية والصواب:

وإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ

سَأُخْلِف إِيْعَادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي

(605)

أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بنُ أحمدَ بن عَبْدَان، أخبرنا أحمد بن عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا تَمْتَام، ومُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، وعَيَّاشُ بنُ تَمِيم، وعَبَّاس بن الفَضْل قالوا: حدثنا هُدْبَةُ بنُ خَالِد، حدثنا سُهَيل بن أبي حَزْم، عن ثَابِت، عن أَنَسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ وَعَده اللهُ عَلَى عَمَلٍ ثَوابًا، فَهُو مُنْجِزُهُ لَه، ومَن أَوْعَدَه اللهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا، فهو بِالْخِيَارِ، إن شَاءَ عَفَا عَنه، وإن شَاءَ عَذَّبَه» (2).

لَفْظُ حَديثِ عَبَّاسٍ، ولم يذكر البَاقُون «إِن شَاء عَذَّبَه» ، تَفَرَّد به سُهَيل، وليس بالقَوِي.

(1) البيت لعامر بن الطفيل.

(2)

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (8516)، عن معاذ بن المثنى، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (960)، وأبو يعلى في «مسنده» (3316)، كلاهما عن هدبة بن خالد، به.

ص: 427

(606)

قرأت في كتاب القُتَيْبِي (1) رحمه الله، حدثني إسحاق بن إبراهيم الشَّهِيدِيُّ، حدثنا قُرَيشُ بنُ أَنَس قال: سمعتُ عَمْرَو بنَ عُبَيد يقول: «يُؤْتَى بِي يومَ القِيامَة فَأُقَام بَين يَدَي الله عز وجل فيقول لي: لِم قُلتَ إِنَّ القَاتِل في النَّار؟ فأقول: أنت قُلْتُهُ، ثم تلا هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93]. قُلْتُ له - وما في البَيتِ أَصْغَر مِنِّي-: أَرَأيتَ إن قَال لَك: فَإِنِّي قَد قُلْت: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] مِن أَيْن عَلِمْتَ أَنِّي لا (2) أَشاءُ أَنْ أَغْفِر؟ قال: فما استطاع أن يَرُدَّ عَلَيَّ شَيئًا» .

(607)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الحُسَين بن الحَسَن بن أَيُّوبَ الطُّوسِي، حدثنا أبو حَاتِم الرَّازِي ح وأخبرنا أبو نَصْرٍ أَحْمَدُ ابنُ عَلِيٍّ الفَامِي، حدثنا أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُؤَمَّل، حدثنا الفَضْل بن محمد، قالا: حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر، أخبرني زيد بن أَسْلَم، عن عَطَاءِ بن يَسَار، عن أبي سَعِيد الخُدْرِي، أَنَّ رِجالًا مِن المنافقين في عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خَرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الغَزْوِ تَخَلَّفُوا عنه، وفَرِحُوا بِمَقْعَدِهِم خِلَافَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، اعْتَذرُوا إليه وحَلَفُوا وأَحَبُّوا أن يُحْمَدُوا بِما لَم يَفْعَلُوا، فَنَزلَ فِيهِم {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} إلى قوله:{مِنَ الْعَذَابِ} [آل عمران: 188].

(1)«تأويل مختلف الحديث» (1/ 138، 185) للقتيبي عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّيْنَوَرِي صاحب التَّصَانِيف.

(2)

كلمة (لا) سقطت من «ع» .

ص: 428

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن ابن أبي مريم، ورواه مسلم (2)، عن الحُلْوَانِي، وغَيرِه، عن ابن أبي مريم.

(608)

أخبرنا أبو بَكْرِ ابنُ فُورَك، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَاني، حدثنا أحمدُ بنُ يُونُس، حدثنا حَجَّاجُ بنُ محمدٍ ح وأخبرنا أبو بَكْرٍ أحمدُ بنُ الحَسَن القَاضِي، وأبو سَعِيدٍ محمدُ بنُ مُوسَى قالا: حدثنا أبو العَبَّاس محمدُ ابنُ يعقوبَ، حدثنا العَبَّاسُ بنُ محمد الدُّورِيُّ، حدثنا حَجَّاجُ بنُ محمد الأَعْوَرُ قال: قال ابنُ جُرَيْجٍ: أخبرني ابنُ أَبي مُلَيْكَةَ، أَنَّ حُمَيدَ بنَ

عبدِ الرَّحْمَن، أَخْبَره أَنَّ مروانَ، قال: اذْهَب يَا رَافِع -لِبَوابِهِ- إلى ابن عَبَّاس فَقُل: لَئِن كان كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بما أَتَى، وأَحَبَّ أَن يُحْمَدَ بِما لَم يَفْعَل، مُعَذَّبًا؛ لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُون. فقال ابن عباس:«وما لَكُم ولِهَذِه الآية، إنما أُنْزِلَت هذه الآية في أهل الكتاب ثم تلا ابن عباس {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] وتلا ابن عباس: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] فقال ابن عباس: سَأَلهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن شيء، فَكَتَمُوه، وأخبروه بِغَيره، وقد أَرَوْه أَنْ قَد أَخْبَرُوه بما سَألَهُم عنه، (3) واستحمدوا بذلك إليه، وفَرِحُوا بما أَتَوا مِن كِتْمَانهم إياه ما سألهم عنه 3)» .

رواه البُخَاري في الصحيح (4)، عن محمد بن مُقَاتِل، عن حَجَّاج،

(1) صحيح البخاري (4567).

(2)

صحيح مسلم (2777).

(3)

(-3) ما بينهما سقط من «م» ، و «ب» ، والآية الأولى سقطت من «ع» .

(4)

صحيح البخاري إثر حديث (4568).

ص: 429

وأخرجه (1) من حديث هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عَلْقَمَة بن وَقَّاص، عنه وقال: تابعه عبد الرزاق، عن ابن جريج.

قال الشيخ: ورَوَاه رَوْحُ بنُ عُبَادَة، عن محمد بن عبد الملك بن

عبد العزيز بن جُرَيج، عن أبيه، نحو رواية حجاج (2).

(609)

أخبرنا أبو بَكْرِ ابنُ فُورَك، أخبرنا عَبدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يُونُسُ بنُ حَبِيب، حدثنا أبو داود (3)، حدثنا صَالِح بنُ رُسْتُم أبو عامر الخَزَّاز، حدثنا سَيَّار أبو الحَكَم، عن الشَّعْبِي، عن عَلْقَمَة، قال: كُنَّا عِندَ عَائِشَةَ، فدخل عليها أبو هريرة، قالت:«يا أبا هريرة، أنت الذي تُحَدِّثُ أَن امْرَأَةً عُذِّبَت في هِرَّةٍ لَهَا، رَبَطَتها لم تُطْعِمْها ولم تَسْقِها، فقال أبو هريرة: سمعته مِنْهُ، -يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عَائِشَةُ: أتدري ما كانت المَرْأَةُ؟ قال: لا، قالت: إن المرأة مَعَ مَا فَعَلَت كانت كَافِرَة، إِنَّ المُؤمِنَ كَرِيمٌ عَلَى اللهِ مِن أَنْ يُعَذِّبَه في هِرَّةٍ، فإذا حَدَّثْتَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانْظُر كيف تُحَدِّث» (4).

(610)

أخبرنا أبو القاسم عُبَيد الله بن عُمَر بن عَلِي الفَقِيه الفَامِي (5)

-ببغداد-، حدثنا أبو بكر أحمد بن سَلْمَان، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا

(1) صحيح البخاري (4568).

(2)

أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3171)، من طريق روح.

(3)

«مسند الطيالسي» (1503).

(4)

أخرجه أحمد (10727)، عن أبي داود الطيالسي، به.

(5)

في النسخ (القاضي)، ولم ينسب للقضاء عند من ترجم له كالخطيب في «تاريخ بغداد» (12/ 116)، وغيره، إنما قال الخطيب: «

أبو القاسم المقرئ الفقيه الشافعي، يعرف بابن البقال»، والفامي بفتح الفاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الحرفة، وهو لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له «البقال» ، وقد روى عنه البيهقي في «السنن الكبرى» ، وفي «شعب الإيمان» ، وغيرهما.

ص: 430

عَفَّانُ، حدثنا وُهَيْبُ بنُ خَالِد، حدثنا موسى بن عُقْبَة، قال: سمعت أبا سَلَمَة، عن عَائِشَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«سَدِّدُوا وقَارِبُوا وأَبْشِرُوا، فَإِنَّه لا يُدْخِلُ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ، قالوا: ولا أنتَ يَا رَسولَ اللهِ؟ قال: ولا أنا، إِلَّا أَن يَتَغَمَّدَني اللهُ مِنه بِرَحْمَة» .

أخرجه البخاري في الصحيح (1)، فقال: وقال عفان، فذكره، وأخرجه مسلم (2)، من وجه آخر، عن وُهَيْب.

(611)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو الفَضْل بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بن سَلَمة، حدثنا قُتَيْبَة بنُ سَعِيدٍ، حدثنا اللَّيْثُ، عن محمدِ بنِ قَيْسٍ -قَاصِّ عُمَر بنِ عَبد العَزيز-، عن أبي صِرْمَةَ، عن أبي أَيُّوبَ، أنه قال حين حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ: قد كَتَمتُ عَنْكُم شَيْئًا سَمِعتُه مِن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول:

«لو أَنَّكُم لا تُذْنِبُون، لَخَلَق اللهُ خَلقًا يُذْنِبُونَ، فَيَغْفِر لَهُم» .

رواه مسلم في الصحيح (3)، عن قتيبة.

(612)

أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا حُسَين بن حَسَن بن مُهَاجِر، حدثنا هَارُونُ بنُ سَعِيدٍ الأَيْلِي، حدثنا ابنُ وَهْبٍ، عن عِيَاضِ بن عبد الله الفِهْرِي، عن إبراهيم بن عُبَيد بن رِفَاعَة، عن مُحمدِ بن كَعْب القُرَظِيِّ، عن أَبِي صِرْمَةَ، عن أبي أَيَّوبَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

(1) صحيح البخاري، معلقًا إثر حديث (6467).

(2)

صحيح مسلم (2818)، من طريق بهز بن أسد، عن وهيب.

(3)

صحيح مسلم (2748).

ص: 431

«لَو أَنَّكُم لَم تَكُنْ لَكُم ذَنُوبٌ يَغْفِرُهَا اللهُ لَكُم؛ لَجَاء اللهُ بِقَومٍ لَهُم ذُنُوبٌ يَغْفِرُهَا اللهُ لَهُم» .

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن هارون بن سعيد.

(613)

أخبرنا طَلْحَةُ بنُ عَلِي بن الصَّقْر-ببغداد-، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبد الله الشَّافِعِيُّ، حدثنا إِسْحَاقُ بنُ الحَسَن، حدثنا أبو سَلَمَة ح وأخبرنا أبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن عَبْدَان، أخبرنا أَحْمَدُ بنُ عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا أبو مسلم الكَجِّيُّ، حدثنا حَجَّاج، قالا: حدثنا حَمَّادٌ، عن ثَابِت، وأبي عِمْرَان الجَوْنِي، عن أَنَس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يَخْرُجُ من النَّارِ -قال أبو عمران: أربعة، وقال ثابت: رجلان- فَيُعْرَضُون عَلى رَبِّهم، فَيُؤمَر بهم إلى النَّار، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُم فيقول: أَي رَبِّ، قد كنتُ أرجوك إذا أخرجتني منها، أن لا تُعِيدَنِي فِيهَا، فَيُنْجِيهِ اللهُ منها» .

لَفظ حَدِيثِ طَلْحَة.

رواه مسلم في الصحيح (2)، عن هُدْبَة (3) بن خالد، عن حَمَّاد بن سَلَمَة.

(614)

أخبرنا أبو سَعِيد عبدُ الرحمن بن محمد بن شُبَانَةَ الهَمَذَانِي (4) -بها-، قال: حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكِنْدِي، أخبرنا

(1) صحيح مسلم (2748).

(2)

صحيح مسلم (192).

(3)

في صحيح مسلم (هدَّاب)، وهما واحد، فهو هدبة بن خالد بن الأسود أبو خالد البصري، ويقال له: هداب.

(4)

في «ع» (شبابة الهذلي)، وفي «ب» (شبامة)، وكلاهما خطأ والصواب ما أثبتناه، وينظر «الإكمال» لابن ماكولا (5/ 12).

ص: 432

أبو يَعْلَى (1)، حدثنا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوخ، حدثنا سَلَّامُ بن مِسْكِين، حدثنا أبو ظِلَالٍ، عن أَنَسِ ابنِ مَالِك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«إِنَّ عبدًا في جَهَنَّم يُنَادِي ألفَ سَنَة: يا حَنَّان، يا مَنَّان، قال: فيقول الله

-تعالى-: يا جبريل، ائت عَبدي، قال: فَيَنطَلِقُ جِبرِيلُ فَيَرى أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبَّينَ على وُجُوهِهِم، قال: فَيَرجِعُ، فَيَقُولُ اللهُ: ائْتِنِي به، فَإِنَّه في مَكَانِ كَذا وكَذَا، قال: فَيَأتِيه، فيَجِيءُ بِه، فيقول اللهُ له: يا عَبْدِي، كَيفَ وَجَدتَ مَكانَك، ومَقِيلَك؟ قال: فيقول: يا رَبِّ، شَرَّ مَكَانٍ، وشَرَّ مَقِيلٍ، قال: فيقول: رُدُّوا عَبدي، فيقول: يا رَبِّ، ما كنتُ أَرجُو أَنْ تَرُدَّني إِذْ أخرجتني، فيقول تعالى: دَعُوا عَبْدِي».

(615)

أخبرنا أبو بَكْرٍ القَاضِي (2)، حدثنا أبو العَبَّاس الأَصَمُّ، حدثنا الحَسَنُ بن مُكْرَمٍ، حدثنا عُثمانُ بنُ عُمَر، حدثنا أبو عَامِر، عن أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، عن أبي بُرْدَةَ، عن أبي موسى قال:«يُؤتَى بِالعَبد يَومَ القِيامَة، فَيَسْتُرُه رَبُّه بَيْنَه وبَين الناس، فَيَرى خَيرًا، فيقول: قد قُبِلَتْ، ويَرَى سَيِّئًا (3) فيقول: قَد غُفِرَتْ (4)، فَيسجد عِند الخَير والشَّر، فيقول الناس: طُوبَى لِهَذَا العَبْد الذي لَم يَعْمَل شَرًّا قَطُّ» (5).

هذا موقوف، ولا يقوله إلا تَوقِيفًا.

(1)«مسند أبي يعلى» (4210).

(2)

في «م» (القاضي أبو بكر)، وفي «ب» (أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي).

(3)

في «ب» (شرا).

(4)

في «ب» (عفوت).

(5)

أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (1/ 261)، من طريق عثمان بن عمر هو ابن فارس العبدي، عن أبي عامر هو الخزاز، به.

ص: 433

(616)

أخبرنا أبو زَكَريَّا بنُ أبي إِسْحَاقَ، أخبرنا أبو الحَسَن الطَّرَائِفِيُّ، حدثنا عُثمانُ بنُ سَعِيد، حدثنا عبد الله بن صَالِح، عن مُعَاوِيَة بنِ صَالِح، عن عَلِي بن أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عباس، في قوله:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة] قال: «لَيسَ مُؤمِنٌ، ولا كَافِرٌ عَمِلَ خَيرًا ولا شَرًّا في الدنيا، إلا أَرَاه اللهُ إِيَّاهُ، وأَمَّا المُؤْمِنُ فَيُرِيهِ حَسَنَاتِه وسِيِّئَاتِه فَيَغْفِرُ لَه مِن سَيِّئَاتِه، ويُثِيبُهُ بِحَسَنَاته، وأما الكَافِرُ فَيُرِيه حَسَنَاتِه وسيئاته، فَيَرُدُّ عَلَيه حَسَناتِه، ويُعَذِّبُه بِسَيئَاتِهِ» (1).

(617)

أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، حدثنا أبو العباس الأَصَمُّ، حدثنا يَحْيى بنُ أَبِي طَالِبٍ، حدثنا يَزِيدُ بن هَارُون، أخبرنا عبدُ الأَعْلَى بن أَبي المُسَاوِر، عن حَمَّاد، عن إِبْرَاهِيمَ، عن صِلَةَ بنِ زُفَر، عن حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«والذي نَفسِي بِيَدِه، لَيَدخُلَنَّ الجَنَّةَ الفَاجِرُ في دِينِه، الأَحْمَقُ في مَعِيشَتِه، والذي نَفْسِي بِيَدِه، لَيَدخُلَنَّ الجَنةَ مُنْتِنًا قَد مَحَشَتْهُ النَّارُ بِذَنْبِهِ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه، لَيَغْفِرَنَّ اللهُ عز وجل يَومَ القِيامَةِ مَغْفِرَةً ما خَطَرَت عَلَى قَلبِ بَشَر، والذي نفس محمدٍ بيده، لَيَغفِرَنَّ اللهُ عز وجل يومَ القِيامَة مَغْفِرةً يَتَطاوَلُ لَها إِبْلِيسُ؛ رَجَاءَ تُصِيبُهُ» (2).

* * * * *

(1) أخرجه الطبري في «التفسير» (24/ 563)، من طريق عبد الله بن صالح، به.

(2)

أخرجه ابن أبي الدنيا في «حسن الظن بالله» (94)، من طريق يزيد بن هارون، به. وأخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (5227)، من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، وفي «المعجم الكبير» (3022)، من طريق حماد هو ابن أبي سليمان، به.

ص: 434