المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌37 - باب ما جاء في المؤمن يفدى بالكافر، فيقال هذا فداؤك من النار، والكافر لا يؤخذ منه فدية، ولا تنفعه شفاعة - البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الثاني: أهمية الكتاب

- ‌الثالث: وصف النسخ الخطية

- ‌1 - نسخة المكتبة المحمودية

- ‌2 - نسخة مكتبة معهد الاستشراق بسان بطرس برج بروسيا

- ‌3 - نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول- تركيا

- ‌4 - نسخة مكتبة الوزير الشهيد علي باشا- بتركيا

- ‌5 - نسخة مكتبة تستر بيتي بأيرلندا

- ‌الرابع: منهجي في تحقيق الكتاب

- ‌الخامس: ترجمة الإمام البيهقي

- ‌ترجمة راويي الكتاب عن البيهقي

- ‌أولا: الإمام الفراوي

- ‌الثاني: أبو المعالي الفارسي

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌1 - بَابُ الإِيمَانِ باليَوم الآخِرِ

- ‌2 - بَابُ الإِيمَانِ بالبَعْثِ بَعْدَ الموتِ والحِسَابِ والجَنةِ والنارِ

- ‌3 - بَابُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتَى تَقَومُ السَّاعَةُ إلا الله عز وجل

- ‌4 - جِمَاعُ أبْوَابِ أشْرَاط السَّاعَةِ

- ‌5 - بَابُ انشِقَاق القَمَرِ

- ‌6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا

- ‌7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدابَّةِ

- ‌8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ المَهْدِي عليه السلام

- ‌9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وصِفَتِهِ

- ‌10 - بَابُ خَبَرِ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌11 - بَابُ خَبَرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌12 - بَابُ نزُولِ عيْسَى عليه السلام

- ‌13 - بَابُ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

- ‌14 - بابُ ما جَاءَ فِي انقِضَاءِ الدُّنيَا والنفْخِ فِي الصُّورِ

- ‌15 - بَابُ الْمَحْشَرِ

- ‌16 - بَابُ كَيْفَ يُنشَرُ الناسُ، وكَيْفَ يُحْشَروُنَ إِلَى مَوْقِفِ الحِسَابِ

- ‌17 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

- ‌18 - باب قول الله عز وجل:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [

- ‌19 - باب قول الله عز وجل:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [

- ‌20 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

- ‌21 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [

- ‌22 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء]

- ‌23 - بَابُ الْمِيزَانِ

- ‌24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القَصَاصِ يَوْمَ القِيَامَةِ

- ‌25 - بَابُ ما جَاءَ فِي الصِّرَاطِ وهُو جِسْرُ جَهَنم

- ‌26 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

- ‌27 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِ

- ‌28 - بَابُ يَدخلُ الجنةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ

- ‌29 - بَابُ إِثبَاتِ الشَّفَاعَةِ للمُصْطفَى صلى الله عليه وسلم، وقَولِ اللهِ عز وجل

- ‌30 - بابُ شَفَاعَةِ المُصْطفَى صلى الله عليه وسلم لأهلِ الجَمْع يَوْمَ القِيَامَة بَعْدَ طُولِ القِيَامِ لِيُريحَهُم اللهُ ́ مِن مَكَانِهِم ويُحَاسِبَهم

- ‌31 - بابُ إثباتِ النوْع الثاني مِن الشَّفاعةِ لِغَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - بَابُ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أو غَيْرُهُ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَي، ورُسُلِهِ وعِبَادِهِ، ومَنْ يُخْرِجُهُ اللهُ مِنَ النارِ بِرَحْمَتِهِ

- ‌ 33 - بَابُ قَولِهِ عز وجل:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} [الأنبياء]. مَعَ سَائِرِ مَا يَحْتَجُّ بِهِ مَن أنكَرَ الشَّفَاعَةَ

- ‌34 - بَابُ قول اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

- ‌35 - بابُ قولِ اللهِ عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [

- ‌36 - باب قول الله عز وجل:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [

- ‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌38 - بابُ مَا جَاءَ في آخِرِ مَن يَخْرُجُ مِنَ النارِ، ويَدْخُلُ الجَنةَ

- ‌39 - بابُ مَا جَاءَ فِي أصْحَابِ الأعْرَافِ

- ‌40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - بَابُ الإِيْمَانِ بالجَنةِ والنار

- ‌42 - بَابُ مَا يُسْتَدلُّ به عَلَى أنَّ الجَنةَ، والنارَ قَدْ خُلِقَتَا، وَأعِدَّتَا لأَهْلِهِمَا فَنسألُ اللهَ الجَنةَ، ونعُوذُ به مِنَ النارِ

- ‌43 - باب قول الله عز وجل:{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} [

- ‌44 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا

- ‌45 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي عَدَدِ الجِنان

- ‌46 - بَابُ مَا وَرَدَ في أَبوابِ الجَنةِ، ومَا يُقَالُ لأهلِهَا عِندَ دُخُولِهِم، وَمَا يَقُولُون

- ‌47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُرَفِ الجَنةِ

- ‌48 - بَابُ مَا جَاء فِي حَائِطِ الجَنةِ، وأَرْضِهَا، وتُرَابِهَا، وحَصْبَائِهَا

- ‌50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لِبَاسِ أَهْلِ الجَنةِ، وفُرُشِهِم، وسُرُرِهِم، وأَرَائِكِهِم، وخِيَامِهِم، وأَكْوَابهِم، وغَيرِ ذَلِك

- ‌51 - بابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ الجَنةِ، وشَرَابِهِم، وفَاكِهَتِهِم، ومَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَطعِمَتُهُم

- ‌52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ حُورِ العِين، والوِلدَان، والغِلمَان

- ‌53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الَجَنةِ

- ‌54 - بَابُ السَّمَاعِ فِي الجَنةِ، والتَّغَني بِذِكرِ اللهِ عز وجل

- ‌55 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [

- ‌56 - بَابُ أَول مَنْ يَدْخَلُ الجَنةَ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنةِ

- ‌57 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنةَ، وَمَن يَكُونُ مِنْ أهْلِ الجَنةِ أَدنىَ مَنزِلَةً، وَمَن يَكُونُ مِنهُم أَرْفَع مَنزِلَةً

- ‌58 - باب قول الله عز وجل:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌59 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [

- ‌60 - باب قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌61 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الجَنةِ ومَوْضِعِ النارِ

- ‌62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبوَابِ جَهَنمَ

- ‌63 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنِةِ جَهَنمَ

- ‌64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنمَ

- ‌65 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنمَ ودَرَكَاتِهَا، وتَفَاوُتِ أهْلِهَا فِي عَذَابِهَا، ومَا وَرَدَ فِي أهْوَنِهِم عَذَابًا

- ‌66 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ حَرِّ جَهَنمَ، ومَا جَاءَ فِي وَقُودِ نَارِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِ زَمْهَرِيرِهَا

- ‌68 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أهْلِ النارِ وشَرَابهِم

- ‌69 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَيَّاتِ جَهَنمَ وعَقَارِبهَا

- ‌70 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [

- ‌71 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل فِي المُجْرِمِينَ

- ‌72 - بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النارِ بِالوَيْلِ والثبُورِ والزَّفِيرِ والشَّهِيقِ وبُكَائِهِم

- ‌73 - بَابُ قَولِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

- ‌الفهارس العامة

- ‌فهرس لأهم مصادر ومراجع التحقيق

الفصل: ‌37 - باب ما جاء في المؤمن يفدى بالكافر، فيقال هذا فداؤك من النار، والكافر لا يؤخذ منه فدية، ولا تنفعه شفاعة

‌37 - بَابُ مَا جَاءَ في المُؤْمن يُفْدَى بالكَافِر، فَيُقَالُ هذا فِدَاؤُك من النار، والكافر لا يُؤْخَذُ منه فِدْية، ولا تَنفَعُهُ شَفَاعَةٌ

(647)

أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، أخبرنا أبو حَامِد ابنُ بِلَالٍ البَزَّاز، حدثنا أبو الأَزْهَر، حدثنا أبو أُسَامَة، عن طَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، عن أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذَا كَانَ يَومُ القِيَامَة دُفِعَ إلى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلٌ مِن أَهْلِ المِلَلِ، فَقِيلَ له: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّار» (1).

(648)

وأخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حدثنا أبو عَلِيٍّ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ، أخبرنا الحَسَن بنُ سُفْيَانَ، حدثنا أبو بَكر ابنُ أَبِي شَيْبَة، حدثنا أبو أُسَامَة، فذكره بإسناده، إلا أنه قال:

«دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيٌّ، أو نَصْرَانِيٌ فيقال: هذا فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ» .

ورواه مسلم في الصحيح (2)، عن أبي بكر ابن أبي شيبة.

(649)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بن نَظِيفٍ المِصْرِيُّ

-بمكة-، حدثنا أبو بكر أَحْمَدُ بنُ مُحمد ابنِ أَبِي المَوْتِ المَكِّيُّ -إملاءً-، حدثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيز، حدثنا عَفَّانُ بنُ مُسْلِم الصَّفَّار، عَن هَمَّام، حدثنا قَتَادَةُ، أَنَّ عَوْنًا، وسَعِيدَ -يعني ابن أبي بُرْدَةَ- حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا أَبَا بُرْدَةَ، يُحَدِّثُ عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزِيز، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

(1) أخرجه أحمد (19670)، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به.

(2)

صحيح مسلم (2767).

ص: 449

«لا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ يَهُودِيُّا أو نَصْرَانِيًّا» .

فَاسْتَحَلَفَه عُمَرُ بنُ عَبد العَزِيز بِاللهِ الذي لا إله إلا هو -ثلاث مرات- أَنَّ أَباه حَدَّثَه عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فَحَلَفَ له، قال: ولم يُحِدِّثْنِي سَعِيدٌ أَنَّهُ اسْتَحْلَفَه، ولم يُنْكِر عَلَى عَونٍ قَوْلَه.

رواه مسلم في الصحيح (1)، عن أبي بكر ابن شَيبة، عن عَفَّان.

(650)

(2) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زَكَريَّا بنُ أبي إِسْحَاقَ، أخبرنا أبو الحَسَن أحمدُ بنُ محمد بن عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سَعِيد، حدثنا يَحْيَى بنُ صَالِح الوُحَاظِيُّ 2) ح وأخبرنا أبو بكر أحمدُ بنُ الحَسَن القَاضِي، أخبرنا أبو سَهْل بنُ زِيَاد القَطَّان، حدثنا عبدُ الكَرِيم بنُ الهَيْثَم الدَّيْرُعَاقُولِي، حدثنا يَحْيَى بنُ صَالح الوُحَاظِيُّ، حدثنا يَزِيدُ بنُ سَعِيد ابنِ ذِي عَصْوَانَ، عن عَبدِ المَلِك بنِ عُمَيْر، عن أَبي بُرْدَةَ، عن أَبِيهِ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا كَان يَومُ القِيامَة، بَعثَ اللهُ إلى كُلِّ مُؤْمِنٍ بِمَلَكٍ مَعَه كَافِرٌ، فيقولُ المَلَكُ للمؤمن: يا مؤمن، هَاكَ هَذا الكَافِرُ، فَهُو فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ» (3).

لَفْظُ حَدِيث الدَّيْرعَاقُولِي.

وفي رواية عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يومُ القِيَامَة، أَعْطَى اللهُ كُلَّ رَجُلٍ مِن هَذِه الأمَّة رَجُلًا مِنَ الكُفَّار، فَيُقَال له: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّار» .

(1) صحيح مسلم (2767).

(2)

ما بينهما سقط من «م» .

(3)

أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2554)، من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، عن الوحاظي، به.

ص: 450

(651)

أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيهُ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحُسَين القَطَّان، أخبرنا أحمد بن يُوسُفَ السُّلَمِي، حدثنا عُمَرُ بنُ عبد الله بنِ رَزِين، حدثنا جَعْفَرُ بنُ الحَارِث، عن عُرْوَةَ بنِ عَبدِ اللهِ بن قُشَيْر الجُعْفِي، عن أبي بَكْر بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ هَذِه الأمة أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لا عَذَابَ عَليها، عَذَابُها بِأَيْدِيها، فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَة، أُعْطِيَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُم رَجُلًا مِن أَهْل الأَدْيَان، فَكَانَ فِكَاكُهُ مِنَ النَّارِ» (1).

(652)

وأخبرنا أبو الحَسَن العَلَوِيُّ، أخبرنا أبو حامد بن الشَّرْقِي، حدثنا حَمْدَان السُّلَمِيُّ، حدثنا عَمْرُو بن أَبِي سَلَمَة، حدثنا زُهَيْر بنُ مُحَمَّد، عن أبي النَّضْرِ، عن أَبِي بُرْدَةَ، وعبدِ اللهِ بن عُثمانَ بن خُثَيْم، عن أَبي بُرْدَةَ، عن أَبِيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

«أُمَّتِي مَرْحُومَةٌ، جَعَلَ اللهُ عَذَابَها بِأَيْدِيها، فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيامَةِ، دَفعَ اللهُ إلى كُلِّ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ رَجُلًا مِن أَهلِ الأَدْيَان، فَكَان فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ» (2).

وَوَجْهُ هذا عِنْدِي -والله أعلم-: أَنَّ اللهَ -تَعَالى- قَد أَعَدَّ لِلمُؤْمِن مَقْعَدًا في الجنة، ومَقْعَدًا في النَّار، كما رُوِي في حَدِيثِ أَنَسِ بنِ مَالِك، كَذَلِكَ الكَافِر، كما رُوي في حَديثِ أبي هُرَيرة، فَالْمُؤمِن يَدْخُلُ الجَنَّة بعدما يَرى مَقْعَدَهُ مِنَ

(1) أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1546)، من طريق عمر بن عبد الله بن رزين، به. قال ابن الجوزي:«قلت: قال يَحْيَى بْن سَعِيد، ويحيى بن مَعِين جَميعًا: ليس حديث جَعْفَر بْن الْحَارِث بشيء» .

(2)

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (974)، وفي «المعجم الصغير» (5)، من طريق عمرو بن أبي سلمة -هو التنيسي-، به.

ص: 451

النَّارِ لِيَزْدَاد شُكْرًا، والكَافِرُ يَدْخُلُ النَّارَ بَعدَما يَرى مَقعَدَهُ من الجَنَّة، لِتَكُونَ عَلَيه حَسْرَةً، فَكَأَنَّ الكَافِرَ يُورِّث عَلَى المُؤْمِن مَقْعَده مِن الجَنَّة، والمُؤْمِنَ يُورِّث على الكَافِر مَقْعَده مِن النَّارِ، فَيَصيرُ في التَّقْدِير: كَأَنَّه فَدَى المُؤْمِنَ بِالْكَافِر. وبِاللهِ التَّوْفِيق.

وأما الحديث الذي

(653)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أخبرنا أبو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيه، أخبرنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ جَبَلَة، حدثنا حَرَمِيٌّ، حدثنا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، عن غَيْلَانَ بنِ جَرِير، عن أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يَجِيءُ يَومَ القِيَامَة نَاسٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، بِذُنُوبٍ أَمْثَال الجِبَالِ يَغْفِرُهَا اللهُ لَهُم، ويَضَعَها عَلَى اليَهُودِ والنَّصَارَى» . -فِيمَا أَحْسِب أَنَا-

قال أبو رَوْح (1): لا أدري مِمَّن الشَّكُّ.

قال أبو بُرْدَة: فَحَدَّثتُ بِه عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزِيز، فقال: أَبُوكَ حَدَّثَك هَذَا عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم.

رواه مسلم (2)، عن محمد بن عَمْرو بن جَبَلَة.

إلا أن اللفْظَ الذِي تَفَرَّد شَدَّادٌ أبو طَلْحَة بِرِوَايَتِه في هذا الحديث، وهو قوله:«ويضعها على اليهود والنصارى» ، مع شَكِّ الرَّاوِي فيه، لا أَرَاهُ مَحْفُوظًا.

(1) أبو روح: هو حرمي بن عمارة البصري، الراوي عن شداد في هذا الإسناد.

(2)

صحيح مسلم (2767).

ص: 452

والكَافِرُ لا يُعَاقَبُ بِذَنبِ غَيْرِهِ، قال الله عز وجل:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، وإِنَّمَا لَفْظُ الحَدِيث عَلَى مَا رَوَاهُ سَعِيدُ بنُ أَبي بُرْدَةَ، وغَيْرُهُ، عن أَبِي بُرْدَةَ، ووَجْهُهُ ما ذكرناه، والله أعلم.

وقَد عَلَّل البُخَارِيُّ حَديثَ أَبي بُرْدَةَ بِاخْتِلَافِ الرُّوَاةِ عَلَيه في إِسْنَادِه، ثم قال: الحَدِيثُ في الشَّفَاعَة أَصَحُّ (1).

قال أحمد (2): ويُحْتَمل أن يكونَ حَدِيثُ الفِدَاء في قَوْمٍ قَد صَارَت ذُنُوبُهم مُكَفَّرَةٌ في حَيَاتِهم، وحَدِيثُ الشَّفَاعَة في قَومٍ لَم تَصِر ذُنُوبُهُم مُكَفَّرة في حَيَاتِهم، ويُحْتَمل أن يَكُونَ هَذَا القَول لَهُم في حَدِيثِ الفِدَاء بَعْد الشَّفَاعَة، فلا يكون بينهما اختلافٌ، والله أعلم.

(654)

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيمُ بنُ أبي طَالِب، حدثنا محمد بن مَعْمَرٍ، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَة، حدثنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَة، قال: حدثنا أَنَسُ بنُ مَالِك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يُجَاءُ بِالكَافِر يَومَ القِيَامَة، فَيُقَالُ لَه: أَرَأَيْتَ لَو كَان لَكَ مِلءُ الأَرْضِ ذَهَبًا، أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِه؟ فَيَقُول: نَعم، فَيُقَال لَه: قَد كُنْتَ سُئِلْتَ مَا هُو أَيْسَرُ مِن ذَلِك» .

(655)

أَخْبَرنَا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جَعْفَر، حدثنا عبدُ اللهِ ابنُ أحمدَ بنِ حَنْبَل، حدثني أَبي (3)، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَة، فذكره بإسناده.

(1) ينظر «التاريخ الكبير» للبخاري (1/ 39)، و «التاريخ الأوسط» (1/ 249)، ولفظه:«وَالْخَبَر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الشَّفَاعَة وَأَن قوما يُعَذبُونَ ثمَّ يخرجُون، أَكثر وَأبين وأشهر» .

(2)

في «ب» سقطت كلمة (أحمد)، وهو الإمام أبو بكر البيهقي مصنف الكتاب.

(3)

«مسند أحمد» (13288).

ص: 453

زاد: فذلك قوله عَزَّ مِن قَائِل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} [آل عمران: 91].

رواه البخاري في الصحيح (1)، عن محمد بن مَعْمَر. ورواه مسلم (2)، عن عَبْدِ بنِ حُمَيد، عن رَوْح.

(656)

أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ -في كتاب «المُسْتَدْرَكِ» (3) -، حدثنا عَلِيُّ بنُ حَمْشَاذ العَدْل، حدثنا إسماعيلُ بنُ إِسحاقَ القَاضِي، حدثنا إسماعِيلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حدثني أَخِي أبو بَكْر، عن ابن أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أبي هُرَيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يَلْقَى إبراهيمُ أَبَاه آزَرَ يَومَ القِيَامَة، وعَلى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وغَبَرةٌ، فَيقُولُ لَه إبراهيمُ: أَلَم أَقُل لَك لا تَعْصِنِي؟ فيقول أَبُوهُ: فَاليَومَ لا أَعْصِيكَ، فيقول إبراهيمُ: يا رَبِّ، إِنَّكَ وَعَدَّتَنِي أَنْ لَا تُخْزِنِي يَومَ يُبْعَثُون، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِن أَبِي الأَبْعَدِ، فيقولُ اللهُ عز وجل: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرين، ثم يُقَال: يا إبراهيم، ما تَحْتَ رِجْلَيْك؟ فَيَنْظُر، فَإِذَا هو بِذِيْخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذ بِقَوَائِمِه، فَيُلْقَى في النَّار» .

رواه البُخَارِيُّ في الصحيح (4)، عن إسماعيل بن أبي أويس.

زَعَمُوا أَنَّ الذِّيْخَ مَا يَتَولَّد بين الخِنْزِير، والضَّبُع، وقيل: الذِّيْخُ الذَّكَرُ مِن الضِّبَاع.

* * * * *

(1) صحيح البخاري (6538).

(2)

صحيح مسلم (2805).

(3)

«المستدرك» (2936).

(4)

صحيح البخاري (3350).

ص: 454