الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد:
فهذه هي البلاغة الصافية، قد استقيت أفكارها من نبع البلاغة العربية الصافي متمثلاً في مصادرها العربية الأصلية.
والحق يقال: إن علماء البلاغة الأقدمين، قد أرسوا دعائمها، وأقاموا بنيانها، على أسس قوية، وعمد متينة، فلم يتركوا ميداناً لمجتهد، ولا مجالاً لمعترض وقد كان خاتمتهم "بلا منازع" هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الخطيب القزويني.
وليس ثمة مجال لباحث في القرن العشرين أن يدعى أنه صاحب منة على البلاغة العربية، بعد أولئك الأعلام الذين لم يدخروا جهداً في سبيل إقامة صرحها الشامخ وحصنها المنيع.
ولهذا: فليست أدعى أنني قد أتيت بالجديد الذي لم أسبق إليه، ولا بالطريف الذي لن ألحق فيه.
وإن يكن من جهد متواضع أقدمه الآن فهو أنني أحاول نفض غبار القرون التي تعاقبت على البلاغة العربية في العهود المظلمة حتى تاه في دروبها عشاقها، وظن بها أعداء اللغة العربية الظنون!
فحاولت عرضها عرضاً شيقاً، آثرت فيه أن تكون الأفكار واضحة جليلة، وأن يكون الأسلوب سهلاً رقيقاً، تزينه إشراقة العبارة، وتجليه عذوبة الألفاظ، حتى يقبل عليها القارئ وكأنه يستمتع بأوقات جميلة، يتفيأ ظلالها الوارفة، ويستنشق
أريجها العطر ويغذي روحه من ثمارها اليانعة، ويروى ظمأ عقله ووجدانه من نبعها الصافي، وكوثرها السلسبيل ورحيقها المختوم.
والله أرجو أن يكون عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب العلم، وأن يكون سبيلاً ميسراً إلى خدمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، إنه سميع مجيب.
أ. د حسن إسماعيل عبد الرازق
أستاذ البلاغة بكلية اللغة العربية
جامعة الزقازيق