الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المسند إليه]
حذف المسند إليه
وإنما قدموا حذف المسند إليه على ذكره، لأن ذكره هو الأصل، لأنه أحد ركني الإسناد؛ ولا يحذف إلا لغرض بلاغي، وقد ذكر البلاغيون
من الأعراض البلاغية لحذف المسند إليه، الأغراض التالية:
1 - الاحتراز عن العبث في ذكره بناء على الظاهر، لدلالة القرينة عليه
، وذلك كقولك لمن يستشرف الهلال:"الهلال والله"؛ أي: هذا الهلال والله، فلو صرحت بذكر المسند إليه لكان ذكره عبثاً - في الظاهر- بمعنى أنه لا تظهر له فائدة.
ومنه قولك: (حضر الجلسة)؛ تريد: الرئيس، إذا كانت هناك قرينة قائمة على أن الرئيس قد حضرها.
2 - ضيق المقام، بسبب مرض، أو ضجر
، كما في قول الشاعر:
قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل
…
سهر دائم وحزن طويل
والتقدير: أنا عليل، وحالي سهر دائم، وقد حذف المسند إليه في شطري البيت لضيق المقام.
ومن الحذف لضيق الصدر: قوله تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [الذاريات: 29]، أي أنا عجوز، فحذف المسند إليه لما تحسه من ضيق صدرها من الإطالة في الكلام بسبب ما انتابها من العقم، وما لحقها من الكبر.
3 - اختبار تنبه السامع: أيتنبه إلى المسند إليه، لقيام القرينة الدالة عليه، أم لا يتنبه إلا بالتصريح
؟ ومثال ذلك: أن يحضر إليك رجلان، تربطك بأحدهما صداقة، فتقول لآخر - يعلم بهذه الصلة:"غادر" تريد: الصديق غادر، فتحذف المسند إليه لتختبر ذكاء السامع، أيتنبه إلى أن المسند إليه المحذوف هو "الصديق" بقرينة ذكر "الغدر" إذ هو المناسب لمعنى الصداقة، أم أنه لا يتنبه؟
4 - اختبار مقدار تنبه السامع، ومبلغ ذكائه عند قيام قرينة خفية على المسند إليه، أيتنبه إليه بالقرينة الخفية أم أنه لا يتنبه
؟