الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله - جل شأنه- {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} [الضحى: 9، 10]، وقوله تعالى:{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل: 118].
تقديم بعض المعمولات على بعض
يقدم بعض المعمولات على بعض، لأغراض بلاغية، من أهمها:
أ- أن يكون التقديم هو الأصل، ولا مقتضى للعدول عن ذلك الأصل
كقولك: فهم الطلاب الدرس، فقد قدم (الطلاب) لأنه فاعل، والأصل فيه أن يقدم على المفعول.
وكالمفعول الأول في نحو: (أعرت محمداً كتاباً) فالأصل فيه التقديم لما فيه من معنى الفاعلية لأنه الآخذ للكتاب، فهو في قوة قولك: أخذ محمد كتاباً.
ب- أن يكون ذكره أهم، والعناية به أتم، بأن يكون تعلق الفعل بذلك المقدم هو المقصود بالذات لغرض من الأغراض
، كما إذا عاش شقي في البلاد فساداً، فهاجمه شرطي وقتله "فأردت أن تخبر بذلك"، قلت:(قتل الشقي الشرطي)، إذ المقصود الأهم هو تعلق القتل بالشقي لينجو الناس من شره ويتقوا أذاه، فهم لا يعنيهم: أقلته شرطي أم غير شرطي؟
فإذا كان هناك رجل ضعيف هزيل لا يستطيع أن يدفع الأذى عن نفسه فقتل رجلاً، وأردت أن تخبر عن ذلك قلت: قتل فلان رجلاً، فتقدم الفاعل حينئذ، لأن الذي يهم الناس من شأن هذا القتيل: صدوره من رجل لا يظن فيه ذلك، ولا يهمهم بعد ذلك أكان المقتول زيداً أم عمراً.
ولهذا قدم الله تعالى الوعد برزق المخاطبين على الوعد برزق أولادهم في قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام: 151] لأن الخطاب - هنا- للفقراء، بدليل قوله:"من إملاق" أي: بسبب فقر وعور، لأن رزقهم موضع اهتمامهم ومحط آمالهم.
وقد الوعد برزق أولادهم على الوعد برزقهم، في قوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء: 31] لأن الخطاب هنا