الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مميزه عليه- (ما طاب عصام إلا نفساً): أي ما طاب من عصام إلا نفسه، فيكون من قصر الصفة على الموصوف - أيضاً - غير أن المقصور عليه في الأول: هو المميز، والمقصور عليه في الثاني: هو التمييز.
وتقول: "ما عصام إلا طابت نفسه" أي: ما عصام إلا صاحب النفس الطيبة - من قصر الموصوف على الصفة.
وتقول - في المجرور-: "ما سلمت إلا على خالد" وتقول في الظرف: "ما جلست إلا عندك" وتقول في البدل: "ما ضربت فؤاداً إلا رأسه" و "ما أعجبني علاء إلا وجهه".
"
موقع المقصور عليه
"
المقصور عليه في "النفي والاستثناء" يغلب عليه أن يكون مؤخراً عن المقصور، بحيث يقع بعد أداة الاستثناء، فإذا أردت قصر الفاعل على المفعول قلت:(ما اخترق العلماء إلا الفضاء) وإذا أردت قصر المفعول على الفاعل قلت: (ما اخترق الفضاء إلا العلماء).
والسبب في ذلك: أن القصر أثر ناشئ عن أداته، ويمتنع ظهور أثر الأداة قبل وجودها. ويقل تقديم المقصور عليه على المقصور في الاستثناء بشرط وقوع المقصور عليه بعد أداة الاستثناء: تقول في قصر الفاعل على المفعول: (ما اخترق إلا الفضاء العلماء) وتقول في قصر المفعول على الفاعل: (ما اخترق إلا العلماء الفضاء).
أما إذا فقد الشرط المذكور - وهو وقوع المقصور عليه بعد أداة الاستثناء - فإنه يمتنع تقديم المقصور عليه.
أما في (إنما): فإن المقصور عليه يؤخر عن المقصور - كما في النفي والاستثناء - إلا أنه لا يجوز تقديم المقصور عليه على المقصور أبداً.
فإذا أردت قصر الفاعل على المفعول قلت: (إنما حلل العلماء تربة القمر) وإذا أردت قصر المفعول على الفاعل قلت: (إنما حلل تربة القمر العلماء) ويكون الأخير بمثابة الواقع بعد إلا في النفي والاستثناء.
وإنما لم يصح تقديم المقصور عليه على المقصور في (إنما)، لأن في تقديمه إلباسًا للمعنى، فكل من الفاعل والمفعول الواقعين بعد الفعل يحتمل أن يكون هو المقصور عليه دون الآخر، ولم توجد قرينة تدل على أن أحدهما هو المقصور عليه دون الثاني، ولهذا جعلوا تأخير المقصور عليه دليلاً على القصر على المؤخر منهما.
فإذا قلت: (إنما حلل العلماء تربة القمر) كانت تربة القمر هي المقصور عليه، فإذا قدمتها، فقلت:(إنما حلل تربة القمر العلماء) كان العلماء هو المقصور عليه والعكس المعنى.
وعلى أية حال: فإن المقصور عليه في (إنما) هو المؤخر، بخلاف النفي والاستثناء، فإن المقصور عليه فيها يجوز تقديمه على قلة، لانتفاء اللبس حينئذ فالمقصور عليه هو الواقع بعد (إلا) سواء تقدم أو تأخر.
وإنما يؤخر المقصور عليه في (إنما) بشرطين:
الأول: إفادة معنى القصر من (إنما) فقط.
الثاني: ألا يعرض لتقديم المقصور عارض.
فإذا ما استفيد معنى القصر من "إنما" ومن غيرها، وجب تقديم المقصور عليه، وذلك كما في قولك:(إنما الكريم أكرمت) ففيه تقديم المقصور عليه على المقصور، لأن القصر ليس مستفادًا من (إنما) وحدها، بل منها ومن التقديم.
وإذا ما عرض لتقديم المقصور عارض، كامتناع تقديم الفاعل على الفعل، وجب تقديم المقصور عليه، كما في قولك:(إنما أعددت للأمر عدته)، وذلك لأن الفاعل -وهو تاء الفاعل- مقصور على الفعل الذي هو الإعداد، وهو يمتنع تقديمه على الفعل، لهذا وجب تقديم المقصور عليه، فإذا أردت -في هذا المثال- قصر الفعل على الفاعل، قلت:(ما أعد للأمر عدته إلا أنا).
وأما في (بل) و (لكن): فإن المقصور عليه هو ما بعدهما:
فإذا قلت -في قصر الموصوف على الصفة-: (ما العقاد خطيبًا بل كاتب) أو (لكن كاتب) كان المقصور عليه هو: كاتب، وإذا قلت- في قصر الصفة على
الموصوف- (ما المتنبي كاتبًا بل ابن العميد) أو (لكن ابن العميد) كان المقصور عليه هو: ابن العميد.
وأما العطف (بلا) فإن المقصور عليه هو المعطوف عليه قبلها: فإذا قلت- في قصر الموصوف على الصفة-: (شوقي شاعر لا كاتب) كان المقصور عليه هو: (شاعر)، وإذا قلت- في قصر الصفة على الموصوف- (المتنبي شاعر لا ابن العميد) كان المقصور عليه هو:(المتنبي).
وأما في تقديم ما حقه التأخير فإن المقصور عليه فيه هو: المقدم، فإذا قلت- في قصر الموصوف على الصفة-:(مصري أنا) كان المقصور عليه فيه هو: (مصري).
وإذا قلت -في قصر الصفة على الموصوف-: (أنا سعيت في حاجتك) كان المقصور عليه هو ضمير المتكلم.
هذا: ويجوز أن تجمع بين طريقين من طرق القصر، فتقول:(إنما المتنبي شاعر لا خطيب) في الجمع بين (إنما) و (العطف) وتقول: (إنما الله سألت) في الجمع بين (إنما) و (التقديم).
ومن الجمع بين العطف والتقديم قول الشاعر:
إلى الله أشكو لا إلى الناس إنني أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب
* * *